الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٢
الصيدلانية بشرى حافظ الأسد، وظيفيا لم تعرف إلا باثنتين، كانت بنت الرئيس الراحل حافظ، وأخت الرئيس الحالي بشار. كانت تلك شهرتها، والآن شهرتها أنها صارت خارج سوريا، بعيدا عن سلطة أخيها وشبيحته وخارج حدوده. بشرى في دبي، موناكو الشرق وسويسرا العرب، على نفس الرصيف الذي يعج بالكارهين لنظام أخيها، رافعي الأكف الداعين لإسقاطه. دبي الواحة الوحيدة في المنطقة التي يلجأ إليها الجميع، الفارون من الثورات، والقانعون بالتقاعد مع الحالمين بالملايين، مع الفارين اجتماعيا من الباحثين عن مطعم بيتزا أو سينما مع عائلاتهم. لكل قصته في هذه المدينة، لكن لبشرى قصة مختلفة. هل نسميها هاربة من الجحيم، منشقة على نظام مجنون، متمردة عائليا، أم أرملة محطمة مع أولادها الخمسة، أو أنها سيدة في إجازة مثل مئات الآلاف الذين هبطوا على دبي هذين الأسبوعين؟ طبعا لا تستطيع أن تقول إن خروج الأخت الوحيدة، للرئيس بشار، هتلر العرب، من بلدها في محنة حرب حقيقية مجرد نزهة، أو شجار عائلي. بل هو عمل سياسي…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢
جمال صديق وسياسي مخضرم ورئيس تحرير سابق. في مقالين في جريدة الحياة: مقال (الأجنبي والثري اللذان أكلا الطبقة الوسطى بتاريخ 01/09/2012 م) ومقال (نعمة السعوديين وتآكل الطبقة الوسطى بتاريخ 25/08/2012 م) عرج فيهما على الاقتصاد السعودي وقضاياه. يطرح أسئلة ويثير أموراً، يجيب أحياناً ويحوم حول الحمى أحياناً كثيرة. محوره الذى انطلق منه هو «الطبقة السعودية الوسطى» كيف تآكلت حسب قوله انطلاقاً من دراسة للدكتور فهد القحطاني أستاذ الاقتصاد في جامعة البترول بهذا الخصوص. لا أريد في هذا المقال مناقشة الخلاصة التي وصلت إليها دراسة الدكتور القحطاني ولا الأسس الإحصائية أو الاقتصادية التي بنيت عليها فهذا أمر مكانه ليس هنا. الأخ جمال وزع نقده وملاحظاته على عدة جهات وفي عدة اتجاهات فلامَ الأجانب ولامَ الأثرياء وتحدث عن الضرائب وعن اعتماد الدولة على الإيرادات النفطية. وسأل لماذا لم تعلق وزارة المالية ووزارة التخطيط على ما وصلت إليه الدارسة؟ وعاد وشكر المسؤولين الذين طلبوا من الدكتور فهد والجامعة إعداد دراسة أخرى بهذا الخصوص.…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢
عندنا في السعودية قضية، غير عادية، طُرح فيها السؤال، وطال الجدال، وكثر فيها القيل والقال، وهي هل تقود المرأة السيارة، وتخرج بها ديّارة، فصار الناس فريقين يختصمون، والباقي يتفرّجون، فمن قائل بالتحريم، لحظر الحريم، وفتنة كل ريم، ولا يقبلها كريم، كيف تجلس خلف المقود بحجابها، وتمسك «الدركسون» بجلبابها، وتلف القير باليمين، وتضغط بالقدم على البنـزين، وتحرّك المسّاحات بالأنامل، وتدوس على الفرامل، أين الستر والعفاف؟ والبعد عن الاستشراف، والسلامة من الأرجاف، والمرأة السعودية لا تُقاس بغيرها من النساء، ولا تشبه الحصباء بالجوزاء، أما تعلم أن السعودية أبهى من الشمس في ضحاها، وأجمل من القمر إذا تلاها وأحسن من النهار إذا جلاها، فسبحان من زين عيونها بالدعج، وأسنانها بالفلج، فلو ساقت بهذا الجمال السّيارة، وسارت بها في الحارة، لفتنت الناظرين، وسحرت المشاهدين، فالسلامة أن لا تقود، وخير من الدوران القعود، وعارضهم أقوام، أهل أقلام، فقالوا: كيف تمنع المرأة من القيادة يا سادة، وهذه ليست عبادة، بل عادة، أما ركبت الخيل والبغال والحمير،…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢
وضعت رابط خبر قديم على حسابي في «تويتر» عن زواج قاصرة، فاحتج البعض بأن الخبر مرت عليه أربع سنوات، لكن لم ينتبه أحد بأن السنوات التي مرت لم تسفر بحال من الأحوال عن نظام يحمي حقوق القاصرات. الخبر يقول إن والدة طفلة في الثامنة من عمرها تقدمت إلى المحكمة تعترض على تزويج طفلتها من رجل كبير، فوالدها الذي طلّق الزوجة وترك طفلته في رعاية والدتها وأخوالها، تذكّرها حين جاءه دائن يطالبه بديْنٍ قدره 30 ألف ريال، فعرض عليه أن يأخذ ابنته مقابل الدين فوافق الدائن. حتى هنا سنعتبر أن ما حدث يحدث في كل مكان؛ لكننا نعرف أنه لا يحدث إلا عندنا، حين قرر القاضي أن يؤجل فكّ العقد حتى تبلغ الفتاة، وتقرر هي هل تقبل أم لا، بدلاً من أن يحرر الفتاة من العقد، فإن كانت موافقتها شرطاً لتمام العقد، فلمَ يبقيه القاضي والعقد تم من دونه؟ وهل يرى القاضي أن مقايضة الفتيات لقاء الديون، والتفريط في حق النفقة،…
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢
في كلمته بمناسبة اليوم الوطني، نبّه سمو وزير الداخلية على ضرورة ألا تُستغل مناسبة اليوم الوطني لإثارة الفوضى أو ما هو غير لائق. هذا التنبيه يأتي بعد تجارب غير إيجابية في مناسبات وطنية ورياضية كثيرة. فكيف نفهم أن يعبر شاب عن فرحته بإثارة الفوضى وتكسير واجهات المحلات والإساءة للآخرين؟ مع أجهزة الأمن كل الحق -بل هو واجبها– في حماية الأسواق والشوارع من عبث العابثين في اليوم الوطني أو في المناسبات الرياضية الكبيرة.هذا العبث أصبح سلوكاً يستوجب سن قوانين واضحة ضد مماريسه ليس فقط لما فيه من تعدٍّ على الآخرين ولكن لأنه أيضاً قد يتحول، مع الوقت، إلى “عادة” عند المراهقين في شوارعنا. اليوم الوطني، بمعانيه الوطنية المهمة، هو فرصة ثمينة للاحتفال بمنجز وطني ضخم توحّدت عبره بلادنا وأقامت دولة تشكل اليوم رقماً فارقاً في السياسة والاقتصاد. وهو فرصة للاحتفال بمنجزات الوطن وتذكير بأهمية الحفاظ على تلك المنجزات والفخر بها. أما ممارسة الفوضى في الشوارع فهي أصلاً خطأ يجب تصحيحه بالتوجيه…
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٢
نحن بالتأكيد لسنا مجتمعاً ملائكياً، وكل بئر تحتوي على رملها وحصاها، ولذلك من الطبيعي أن نجد في كل جماعة وعصر مخطئين ومذنبين، وعليه جاء الحديث الشريف «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، ومن يأخذ حالة تقع في مجتمع أو بيئة معينة ويحاول تعميمها على الجميع ويبني على تعميمه أحكاماً ويستخلص من أحكامه مطالبات مسبقة، هو إنسان لديه أجندته الخاصة التي يسعى من خلال أحكامه المتعسفة وتهويلاته المرعبة إلى الوصول إلى أمور في ذهنه ليس من بينها بالتأكيد حسن الظن، والنظرة الواقعية للأمور، والرغبة الحقيقية الصادقة في الإصلاح، ولم يخل حتى مجتمع النبوة الزاهر والقرون الخيرة من مذنبين ومخطئين ووالغين في المشكلات، ولهذا السبب نزلت الشرائع ووضعت التنظيمات، وهذا هو حال المجتمعات الإنسانية بما هي إنسانية. وحين تقول الدكتورة موضي الخلف نائب الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن للشؤون الثقافية والاجتماعية للمدينة، إن إجمالي مشكلات المبتعثين في الولايات المتحدة لا تزيد على 1600 حالة من إجمالي عدد…
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٢
أكثر من يتهم بكل عمل قبيح هم السلفيون، حتى قبل أن تطلق رصاصة واحدة من المعارضة السورية نسب إليهم الرئيس السوري جرائم جنوده البشعة من ذبح وتدمير، وقال إنها من أفعال السلفيين المحسوبين على السعودية والغرب! وقبيل سقوط مبارك كانت أصوات الثوار الشباب في مصر تتهم السلفيين بأنهم من يدعم مبارك والغرب، ثم صاروا الأكثر ثورية وتقدموا الصفوف بالهجوم على السفارة الأميركية. وفي تونس تجرأ راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي الحاكم، وانتقد السلفيين، بعد أن كان يمتدحهم، والآن يطالب بمواجهتهم بالقوة، إضافة إلى أن قوات أمن الرئيس المخلوع بن علي التي صارت قوات حزب النهضة الإسلامي الحاكم، تلاحقهم الآن وقد حاصرت مسجدهم ومقرهم وقياداتهم بتهمة أنهم هم من هاجم محيط السفارة والمدرستين الأميركيتين. وفي ليبيا المصيبة أعظم، حيث تم طرد السلفيين من مدينة بنغازي وأحرق مقرهم السياسي واتهموا بالهجوم على القنصلية الأميركية وقتل السفير. طبعا، هناك أحداث عديدة أخرى لا تقل خطورة، مثل هجوم جماعات سلفية جهادية على القوات…
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٢
الدعم الذي تقدمه حكومة نوري المالكي لنظام بشار الأسد لا يأتي في إطار «لعبة سياسية» تفرضها المرحلة ولكنه ينطلق أصلاً من نزعة طائفية لم تعد خافية على أي راصد. وفوق أن نوري المالكي نفسه هو -كما أشار الأستاذ عبدالرحمن الراشد في مقاله أمس- أداة من أدوات السياسة الإيرانية في المنطقة فهو أيضاً يرى في حكم العلويين لسوريا امتداداً للهلال الشيعي الذي يريد أن يكون أحد مكوناته. تاريخياً، علاقة شيعة العراق العرب بإيران كانت في غاية التوتر. وشرفاء شيعة العراق العرب يحذرون دوماً من أن التفريط بهم هو تفريط بأهم مكون عربي في العراق. بل إن شخصية عراقية بارزة ومن أسرة شيعية كريمة، روى لي قبل أيام أن والدته كانت ترفض دخول البضاعة الإيرانية إلى منزلها قبل أن تتركها تحت أشعة الشمس لثلاثة أيام! باع نوري المالكي نفسه وبلده لإيران خوفاً على كرسيه المهترئ. وخلق شرخا كبيرا في علاقة العراقيين (سنة وشيعة) بإخوتهم في الجزيرة العربية وفي سوريا. وكل ذلك من…
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٢
هل كانت مفاجأة إعلان المحكمة براءة الفنان عادل أمام من تهمة تحقير الأديان والاستهزاء بها، بعد إدانة مبدئية قضى طوال العام في شد وجذب لدفعها عنه؟ لا أظن أن المحكمة كانت تستطيع أن تدين الفنان عادل أمام، ليس لأن الفنانين فوق القانون، بل لأنها كانت تهمة مجانية أطلقها أحد المحامين، الذي للأسف نستخدم لقب “إسلامي” حين نلجأ إلى تصنيفه وكأن ما يفعلونه له علاقة بالإسلام، لكنهم اختاروا هذا الوصف فتبعناهم كأننا نقرهم عليه. وقد خرج اليوم من بين صفوف الإسلام الحركي من ظنوا أن وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم مؤشر لمباشرة برنامجهم السياسي الذي يتضمن محاكمة الإبداع والفن وحرية التعبير. كل ما فعله عادل إمام في أفلامه محل الاعتراض هو انتقاد ظاهرة الإرهاب التي تستبيح قتل الأبرياء وتوظيف “الغلابة” والفقراء الذين لم يريدوا أن يدخلوا حرباً دينية بقدر ما كانوا يريدون التحرر من فقرهم وهامشيتهم في المجتمع، كما أدان تفجير الإنسان نفسه في ميدان عام قد يكون مسجداً وبين مصلين،…
السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢
كيف عادت قوات الأسد إلى الوقوف على قدميها بعد أن فقدت سيطرتها على معظم الأراضي السورية، وبعد أن دخل الثوار العاصمة دمشق؟ السر في العراق الذي لعب دور الممول المالي والنفطي والمعبر البري. وبعد أن تمكن الثوار السوريون من إغلاق المنفذ الحدودي البوكمال مع العراق بعد استيلائهم عليه، قطعوا الحبل السري وتوقف طابور الشاحنات. إنما فتح العراق أجواءه للطائرات الإيرانية، فأقامت إيران بالتعاون مع المالكي أسطولا جويا أعاد الحياة لقوات الأسد. إذن العراق يلعب دورا مهما في الحرب ضد الشعب السوري، هذا ما تؤكده المعلومات التفصيلية المدعومة برصد الاتصالات العراقية مع الطائرات العابرة، والمدعومة بمعلومات عن الاتفاقيات الثلاثية بين إيران وسوريا والعراق. بهذا أصبح المشهد السياسي واضحا في انقساماته؛ دول في صف الشعب السوري الثائر، مثل السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا، ودول مع نظام بشار الأسد، مثل حكومات إيران والعراق، وبدرجة أقل السودان والجزائر. لكن لماذا يلعب العراق دورا بالغ الخطورة مع جارة نظامها يتهاوى وسيسقط؟ ربما بسبب الضغوط الإيرانية…
السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢
في كتابه الشيق، «العرب: وجهة نظر يابانية»، يشير نوبوأكي نوتوهارا إلى أن المدارس في اليابان تخصص مادة مهمة في «الأخلاق»، وكم تمنيت لو أننا في العالم العربي نُدرّس الأخلاق، لكننا -بكل أسف- لا نمتلك البيئة الصح لتدريس مادة الأخلاق. فأكثر ممارسات الواقع تناقض ما يمكن أن يندرج في قائمة الأخلاق، فكيف يصدق التلميذ أستاذه، وهو يرى حوله أشكالا شتى من صور النفاق والكذب والازدواجية؟ وكيف يتعلم التلميذ أن يحرص على نظافة الأماكن العامة وهو يمر يومياً عبر شوارع ممتلئة بالنفايات، ويرى من يكبره في العمر يرمي القمامة في الشارع، أو يدخن أمام لوحة «ممنوع التدخين»؟ ما أكثر الأفكار الجميلة و«المثالية» في مناهجنا. لكنها حبر على ورق. الواقع مختلف. والإنسان غالباً ما يتأثر بما يراه بعينه على الأرض. مهم جداً أن نقرأ عن الأخلاق، وأن نعرف ما يندرج في قائمة اللائق وقائمة غير اللائق في السلوك والتعامل مع الناس. لكن الأهم أن تكون تلك الأخلاق في المواقف والسلوك ممارسة حية داخل…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢
وجب التشاؤم حيال الأزمة السورية، ويجب الاستعداد للأسوأ، فعندما يترك المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي المكلف حل الأزمة، عمله الحقيقي ويزور مخيمات للاجئين في تركيا، فهذا لا يعني سوى أن الرجل ليس عنده أفكار، ويريد أن يبدو بمظهر المهتم النشط ريثما يقدر الله أمراً كان محتوماً. وكذلك عندما تغيب السعودية عن اجتماع وزراء خارجية اللجنة الرباعية التي اقترحتها مصر لحل الأزمة، فهذا لا يعني غير أنها فقدت الأمل، فإذا كان هدف اللجنة إقناع إيران بتغيير موقفها، فلا أمل في ذلك فهي في مركب «بشار» حتى لو غرقت معه. وإن كان الهدف التوصل إلى حل، فكيف للجنة فيها إيران أن تتوصل إلى حل عجزت عنه مجموعة أصدقاء سورية التي تضم حوالى مئة دولة، وقبلها الجامعة العربية والأمم المتحدة. إن مجرد استمرار هذه اللجنة من موجبات التشاؤم، على رغم تأكد فشلها للمصريين والأتراك، ليس بسبب غياب السعودية وإنما لـ «المسخرة» الإيرانية، والتي يعترف رئيس حرسها الثوري بوجود عناصره في سورية لمساعدة النظام «ولكنهم…