آراء

تأملات في عيدنا!

الجمعة ١٧ أغسطس ٢٠١٢

يأتي عيدنا غداً أو بعد غد وفي الأفق ألف سؤال عن مستقبل منطقتنا و مآسيها. يا إلهي: هل مر علينا عيد دون حزن أو مأساة في منطقتنا؟ كم سيقتل من الأبرياء صبيحة العيد في سوريا؟ وكم من نفس بريئة أزهقت وتسأل: بأي ذنب قُتلت؟ يستمر مسلسل الانتقام والقهر والإذلال الذي أسست له ورعته أنظمة جائرة احترفت الإجرام كنظام الأسد. ومن أجل ماذا؟ يا له من عالم منافق وشريك في الظلم. كيف بقي القرار الدولي رهيناً لجدال الكبار وصراعات المصالح فيما دم الأبرياء في سوريا يسفك، بيد باردة وضمير ميت، بالساعة الواحدة؟ كيف لنا أن نشعر بفرحة العيد وسط هذا الحزن العميق بفعل همجية من لا يخاف ربه ولا يحسب لإنسانية الإنسان أي حساب؟ إن جريمة واحدة من جرائم الأسد و شبيحته كفيلة بتدخل دولي صارم لإيقاف المجازر. ولو كان في العالم «المتحضر» صانع قرار حازم لما تمادى الظالم في ظلمه. لكنها لعبة المصالح وحسابات المستقبل التي أبقت هذا العالم «المتحضر»…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

كيف تجعل عيدك سعيدا !؟

الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢

كثيرا ما نسمع التذمر من كآبة وملل وخمول يوم العيد ، خصوصا من فئة الشباب . وهي شكوى حقيقية في جانب لكنها غير ملزمة من جانب آخر . فالعيد ليس قرارا حكوميا يُفرض فرضا على الناس ، والفرحة به ليست من القدَر الذي يأتي شئنا أم أبينا ! العيد توقيتٌ يُصنع لنا .. لكن الفرحة به شعور نحن نصنعه . لماذا لا يفرح بعض الناس بالعيد ؟ بسبب شعورهم بالاكتئاب والخمول . لماذا يشعر بعض الناس بالاكتئاب والخمول في يوم العيد ؟ بسبب سوء تنظيمهم لليلة العيد واليوم الذي يسبقه . في ليلة العيد يخرج كل الناس إلى الأسواق ويتخاصمون مع الخياطين والحلاقين وأصحاب الحلويات والملابس الجاهزة ، ويتشاكسون مع أصحاب السيارات الأخرى ومع رجال المرور ، وعلى رأس هذا التوتر كله تأتي ملاسناتهم مع أزواجهم وأولادهم !! لا ننسى أن هذه الجولات الاستفزازية ستستمر حتى قبيل الفجر من أجل استكمال أغراض العيد " الكئيب " ! دون أن تتاح…

أريج القرق
أريج القرق
إماراتية درست الاعلام وتخصصت في الاعلام المرئي، عملت في مجال الاعلام وتحديدا في العلاقات العامة و التواصل المؤسسي. وتوجهت مؤخراً للعمل في مجال العلاقات الدولية

“اقرأ”.. التفكر بالكلمة والمعنى

الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢

(اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم...) أول كلمات الله التي وقعت على مسامع رسولنا الكريم محمد بن عبدالله في غار حراء عندما كان يختلي بنفسه. ومن تلك الكلمات يبين حرص ديننا الحنيف خاتم الأديان على القراءة، إذ نزلت أول آية من كلمة واحدة وهي "اقرأ" كآية كاملة. فكانت الحالة كما يبدو لي في مخيلتي هي وضع هالة مشعة بالنور على هذه الكلمة، تحث على التفكر والتدبر في مدى بعد الآية المكونة من كلمة واحدة، وما تحملها من معان عميقة. باستطاعة العقل البشري التقاط المعنى السطحي على الفور، لكنه بالاجتهاد والبحث عن خفايا وعمق المعاني المتعددة الموجودة لهذه الآية يكتشف أن القراءة منفعة للعقل والروح والجسد، فهي تنشط خلايا المخ وتملؤها بأحرف وكلمات تساعد الشخص بتنمية مهارته الفكرية واستيعاب المعلومة، ومن ثم توجيهها للقناة الفكرية الصحيحة في العقل لتكوين شخصية القارئ. وهذا ما…

خالد الزبران
خالد الزبران
أكاديمي وكاتب

ثلاث عوامل مؤثرة في تجربة المبتعثين

الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢

الإبتعاث فرصة تعلّم فريدة ليس فقط لما يحصل عليه الطالب أو الطالبة من معرفة داخل أسوار الجامعات بل أيضاً لما يحصلون عليه من خبرات ناتجة من الاحتكاك المباشر بمجتمعات متحضرة بكل مايعني مفهوم "التحضر" من معاني وممارسات. لكن وبالرغم من هذه المكاسب من الإبتعاث الا أن عملية الإنتقال لطلابنا وطالباتنا الى بلدان الإبتعاث ومن ثم التأقلم مع البيئة الجديدة عملية معقدة ولها أوجه متعددة. أظهرت دراسة علمية أجريت العام الماضي في أحدى الجامعات الاسترالية أن هناك ثلاث عوائق رئيسية تواجه الطلبة المبتعثين السعوديين. على الرغم أنه لايمكن تعميم النتائج على كل الطلبة السعوديين ولكن يمكن أن توجد هذه العوامل بنسب مختلفة عند المبتعثين بغض النظر عن دولة الإبتعاث وهي كالتالي: الإنتقال لبيئة جديدة بنظام تعليمي جديد، وطبيعة العلاقة بين الطالب والأستاذ في هذه البيئة الجديدة، وأخيراً التوازن بين متطلبات العائلة والدراسة. يمكن القول أن العامل الأول هو الأهم والأعمق أثراً في تجربة المبتعث الجديد وخصوصاً في الأشهر الأولى كون طلابنا…

مشعل القرقاوي
مشعل القرقاوي
كاتب ومحلل إماراتي متخصص في الشؤون الراهنة في المنطقة. بعد حصوله على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال (تخصص تمويل)، بدأ حياته المهنية كمصرفي كما قام بتأسيس شركة عائلية في قطاع البنية التحتية. وبعد كتابة عمود أسبوعي في الصحف المحلية، انضم إلى حكومة دبي وترأس ملف المشاريع الثقافية المعاصرة. يواصل مشعل كتاباته مع التركيز بشكل خاص على منطقة مجلس التعاون الخليجي بدولها ومدنها محللاً تحديات وفرص المنطقة الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

نحو فكرٍ إماراتي

الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢

تخيل معي رجلاً أميركياً في مدينة سان فرانسيسكو يشرب قهوته الصباحية وهو يطالع الجريدة في 4 ديسمبر 1971 فيقرأ خبر قيام دولة تحت مسمى الإمارات العربية المتحدة في الجزيرة العربية أو "أريبيا" كما كانوا يسمونها. أو تخيل يابانياً في طوكيو أو ألمانياً في فرانكفورت أو حتى دبلوماسياً بريطانياً -يعرف المنطقة جيداً- يقرأ الخبر ذاته. تخيل مدى استخفافهم (المنطقي) جميعاً بحظوظ خبر قيام اتحاد سباعي في الخليج العربي المحوط بصحراء مقفرة ومصالح متضاربة. وتجري الأيام وتصبح هذه الدولة ذات ثاني أكبر اقتصاد في محيطها العربي وذات بنية تحتية لا تُضاهى إلا من بُعد مئات الأميال وقوة دفاعية نوعية تنافس دولاً أغنى وأقدم منها بأضعاف وذات استقرارٍ سياسي لا يعرفه الكثير من أبناء الجوار، حتى أمست الوجهة المفضلة للعرب وغيرهم من أجل حياةٍ كريمة في مجتمعٍ يوازن بين انفتاحه ومحافظته. تلك هي معجزة الاتحاد.. أنه قام رغم كل الظروف الاجتماعية والتحديات الأمنية والتدخلات الاقتصادية والمؤامرات السياسية والسياق التاريخي. معجزة الإمارات أن كل…

طائفية؟ كل واحمد ربك!

الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢

ما لم نتصد للتحريض المذهبي والمناطقي بقوانين و أنظمة تعاقب مثيري الفتن الطائفية و الإقليمية و إلا سنبقى في دائرة الحوار الذي يتبخر عند أول محك. لا بد من إقرار قوانين صريحة تُجرم إثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو المناطقية. و الأهم أن يكون مبدأ المساواة في الحقوق و الواجبات حقيقة على الأرض، تحميه قوانين صريحة وواضحة، فأن نتهم – مثلاً – من يطالب بالمساواة في الحقوق و في مشاريع التنمية أنه يحرض على الفتنة ونتجاهل من يحتكر المناصب والمزايا على فئته، من قريته أو قبيلته أو منطقته أو مذهبه، فإنما ننفخ في النار تحت الرماد. أو لكأننا نتهم من يبحث عن أبسط حقوقه في المشاركة الوطنية بإثارة الفتنة و نترك المذنب الحقيقي. وإذا كانت المسألة هكذا فلا داعي لإضاعة الوقت و الجهد في الدعوة لنبذ الطائفية و المناطقية و لنقل – صراحة – لكل من هو من خارج الطائفة أو الإقليم: كُل واحمد ربك! الصدق أننا بأمس الحاجة لسن…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

حماية اللغة بكسر الحواجز

الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٢

نقاط هامة طُرحت في الندوة الختامية حول التراث واللغة التي عقدت في المجلس الرمضاني بقصر الثقافة بالشارقة منذ أيام، ولعل من أهمها الخوف على اللغة، ومن هنا جاءت المبادرة التي أعلنها مدير مركز الشارقة الإعلامي أسامة سمرة للحفاظ على اللهجة المحلية الإماراتية بالتعاون مع إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام بالإمارة، عبر مراقبة محتوى المواد الإعلانية باللهجة المحلية، بحيث تتم الموافقة عليها قبل ظهورها في قنوات مؤسسة الشارقة للإعلام. هنا نتساءل، ألا يفترض أن نطلق مبادرة موازية تختص باللغة الفصحى وهي الأصل؟ مع العلم أن الاهتمام بالفصحى لن يؤثر على العامية السائدة في مختلف الدول العربية، وهي صارت أمرا واقعا منذ مئات السنين، فالأشد إلحاحا هو السعي للمحافظة على الفصحى ونشرها، فعصر الإنترنت الذي نعيشه يشهد هبوطا واضحا في مستوى الكتابة والإملاء لدى الجيل الجديد، وفي هذا الجيل من يكتبون العربية بحروف لاتينية وكأنهم أهل لغة أخرى، وبلغ بهم الأمر أن تحايلوا بالأرقام كبدائل للحروف التي لا يوجد ما يشبهها…

سعيد الوهابي
سعيد الوهابي
يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).

المرأة في السعودية.. عقدة الشرف

الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٢

يوم الأحد الموافق 6 يناير عام 1980 وبعد شهر تقريباً من اقتحام جهيمان وجماعته الحرم المكي ورد الخبر التالي في جريدة الرياض، يقول الخبر: تم إيقاف تلميذات في معهد العاصمة النموذجي في الرياض عن الدراسة لمدة أسبوع بسبب مشاجرة بينهن وبين مشجعات فرق قدم منافسة .. فتأمل ما الذي تغير بعد ذلك؟ أشياء كثيرة حتى وصلنا إلى مشاركة الفتاة السعودية لأول مرة في الألعاب الأولمبية ولكي أشرح هذا العداء ضد المشاركة لنفسي أولاً لجأت إلى كاتب ياباني يدعى نوتوهارا في حديث مع القاص البديع يوسف إدريس أن المواطن الياباني يعاني منذ الحرب العالمية الثانية من عقدة الدونية فهو يتصرف في حياته اليومية بشعور الناقص لذلك يريد أن يبدع أكثر ويبتكر أكثر ليبهر العالم، في المقابل يعاني المواطن الألماني من عقدة التفوق فهو يحاول أن يتقن كل شيء يفعله فيريد أن يكون أحسن مدرس في العالم ألمانياً وأحسن طريق في العالم في برلين ،العربي في المقابل لديه عقدة الشرف فهو يهتم بكلام…

مسلسل عمر والإسلام الجديد!

الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٢

من ضمن ما يُحسب لمسلسل «عمر» التليفزيوني تلك الإضاءات السريعة على الوجه الحضاري والإنساني المغيّب لديننا وتاريخنا. اقرأ هذه الأيام تعليقات على المسلسل وستجد في كثيرها إعجاباً بسماحة الدين في تعامل الصحابة الكرام مع المرأة ومع غير المسلمين في الجزيرة العربية وفي المناطق التي وصلها الفتح الإسلامي. ففي المشهد الذي يعاتب فيه الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– نفسه حينما أشار للنصرانية التي طلبت منه عوناً بأن تدخل الإسلام، ثم خشي الخليفة عمر أن يكون قد استغل حاجتها لدعوتها للإسلام مما قد يدخل في باب «الإكراه» في الدين وهو محرم، ما يعطي الدروس العظيمة في عظمة الإسلام وتسامحه. لماذا غُيبت هذه القصة عن تاريخنا الذي درسناه في المدارس والجامعات؟ وماذا عن قصة الصحابية الشفاء بنت عبدالله التي أوكل لها الخليفة عمر إدارة السوق ومراقبته؟ وماذا عن تعامل المسلمين الفاتحين مع نصارى الشام في حصار المسلمين لدمشق وانضمام عرب الشام، وهم على دين الروم، للقتال في صفوف المسلمين ضد الروم؟…

مرام مكاوي
مرام مكاوي
كاتبة و أكاديمية سعودية

أيها الفرسان.. اشكروا سارة ووجدان

الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٢

اختتمت هذا الأسبوع فعاليات دورة الألعاب الأولمبية، التي احتضنتها لندن المتألقة تاريخا وفنا وحضارة ورياضة كعادتها. ومن أبرز أحداث هذه الدورة، أنها الأولى التي يتم فيها اشتراط مشاركة الوفود بالجنسين من المتسابقين، وإلا سيحرم وفد الدولة بأكمله من المشاركة. ووجدت ثلاث دول إسلامية هي السعودية وقطر وبروناي نفسها في حرج، إذ لم تسبق مشاركة أية امرأة من هذه الدول ضمن البعثة الأولمبية. فكيف يمكن قراءة المشاركة السعودية في لندن 2012 تحديدا مع وفدها النسائي المكون من وجدان شهرخاني (16 سنة) في لعبة الجودو، والعداءة سارة العطار (19 سنة) في سباق 800 متر؟ لا بد من ملاحظة أنه بالرغم من أن السعودية لم تكن الدولة الوحيدة التي لديها تحفظ على المشاركة النسائية، إلا أن التركيز الإعلامي كان عليها دون غيرها، لأنها تأخرت كثيرا في إعطاء الموافقة الأخيرة بمشاركة النساء، وهي غلطة ارتكبتها اللجنة الأولمبية السعودية، إذ منحت الفرصة للإعلام العالمي ليتحدث عن وضع المرأة السعودية بما لا يسر، خاصة أنه ـ…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

يوميات الحج والعمرة

الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٢

في معرض «الحج قلب الإسلام» الذي نظم في المتحف البريطاني قبيل الصيف وقد كتبت عنه هنا من قبل، لفت انتباهي جزء مخصص ليوميات الحج كتبها بأشكال مختلفة حجاج أسعدهم الله بزيارة مكة والمدينة، بعضهم تحولت يومياته إلى كتاب ومرجع تاريخي يوثق لمرحلة، مثل البيجوم نواب إسكندر التي كانت حاكمة لولاية في الهند، وقد حجّت قبل نحو 150 عاماً «1863»، وثمة مسألة عائلية تهمني في تاريخ هذه السيدة، وهي أنها أرسلت تعميداً بإعفاء جد للعائلة من خدمة رعايا إمارتها، ولم يكن ذلك شكوى منها، وإنما لأنه كان يخدم آلاف الحجاج من الهند ورأت أن ذلك فوق طاقته، وأرادت معاملة خاصة لرعاياها، فكلفت السيد أحمد أبو الجود بذلك، وأعفت الجد عبدالقادر خاشقجي رحمهما الله، ولا أعرف فيما إذا بقيا أصدقاء بعد ذلك، ولكن لا تزال العائلتان موجودتين في المدينة وبينهما صهر ورحم، ولا يزال بعض أبنائهما يخدم زوار المدينة الهنود من خلال المؤسسة الأهلية للأدلاء، و«الأدلاء» هنا نظير «المطوفين» في مكة، فوكلاء…

العالم الإسلامي وهزائم الداخل!

الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٢

قاتل الله صراعاتنا السياسية كم أخرتنا كثيراً! انظر في خارطة العنف و التخلف الاقتصادي والفقر وكل مشكلات الدنيا تجد المسلمين اليوم في قلب التراجع. وتلك نتيجة طبيعية لإهمال التنمية وتقديم صراعات السياسة وألاعيبها. ولهذا تبقى أمنية أن تعقد قمم عربية أو إسلامية تدعم التضامن التنموي والعلمي بين المؤسسات العربية والإسلامية. يؤسفني أن أعترف بأن تلك أمنية «مثالية» وغير واقعية. فكيف يتحقق تضامن علمي وتنموي في ظل الصراعات السياسية والأزمات الداخلية في أغلب البلاد الإسلامية؟ وكيف يتفرغ للتنمية من شغله الشاغل كيف يحتكر المزيد من السلطة؟ لكن حقيقة العصر أن من يؤخر مشاريع التنمية لن يتقدم سياسياً. ومن شروط قوة الدولة خارجياً أن تكون قوية في الداخل. وكيف تكون الدولة قوية في الداخل إذا كان الاستبداد والفساد والفقر والبيروقراطية والعنصرية والطائفية وضعف التعليم أمراض متفاقمة تنخر في جسد الدولة؟ كيف ننتصر في الخارج إن كنا أصلاً مهزومين في الداخل؟ ولماذا كلما بحثنا عن نماذج نجاح تنموي في العالم الإسلامي قد لا…