الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٢
كتبت أمس عن غازي القصيبي، ذلك النجم الذي ما نزال نذكره في كل حديث حول الإدارة و الأدب و الشعر أو جدالات المجتمع. واليوم أكتب عن نجم آخر غادرنا قبل عام على غرة. وكم هو حزين عيدنا في دبي الذي يمر من دون محمد خليفة بن حاضر. كان لنا هذا الشاعر والوطني الأصيل بمثابة روح المدينة و وهجها. دخل التجارة بالخطأ. و مارس العمل الدبلوماسي بالصدفة. و نجح في التجربتين. لكن عشقه الأصيل كان للأدب. شاعر من خارج زمانه. و كيف لا وهو تلميذ نجيب لأستاذه العملاق أبي الطيب المتنبي. في ركن خاص بمنتجعه السياحي الجميل على شاطئ الجميرا، كنت أزوره بصورة شبه يومية. وهناك عرفت كثيرا من نجوم المدينة و رموزها. و حينما فاجأنا غيابه الأليم قبل عام و أشهر، سكن الحزن مدينتنا الجميلة مثلما سكن قلوب محبي شاعرها و نجمها. وأنا من أكثر المفجوعين بغيابه. كيف لا و قد كان لنا «أبو خالد» الأخ و الصديق و النديم…
الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٢
رحم الله غازي القصيبي. لا يزال شاغل الدنيا حتى في غيابه. وهل مات من خلّف ثروة معرفية هائلة كتلك التي تركها لنا غازي في مؤلفاته وأشعاره و حكايات الناس معه؟ للتو أفرغ من قراءة كتابه «العودة سائحاً إلى كاليفورنيا». و بقدر ما ضحكت من روح السخرية العالية في الكتاب تعرفت أكثر على جوانب أخرى في الثقافة الأمريكية. و هي فكرة بارعة أن تكتب عن التجربة لاحقاً إن لم تسعفك الظروف للكتابة عنها في حينها. ابتعثت السعودية و دول الخليج عشرات الآلاف من أبنائها للدراسة في أمريكا. كم منهم وثّق تجربة الحياة و الدراسة في أمريكا؟ أنا ممن ظل يؤجل مشروع الكتابة عن تجربة الدراسة في أمريكا كثيراً ، مرة بأعذار زحمة الأشغال و مرات بحسابات و مخاوف الرقابة التي تبدأ من داخل المرء ولا تنتهي عند مكتب الرقيب الرسمي. وهي كلها أعذار. لكن غازي القصيبي، في كتابه عن عودته سائحاً لكاليفورنيا، يعلمنا درساً جديداً: ما زالت الفرصة سانحة للكتابة عن…
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢
بودي أن يؤكد لنا جميعاً، معالي وزير العمل، ذلك الرقم المجلجل الذي قاله قبل يومين، وفيه أشار إلى أن برنامج ـ نطاقات ـ للتوظيف والسعودة قد أضاف في العام وحده 250 ألف وظيفة (سعودية) لشبان سعوديين، وهو رقم مثلما قال معاليه: يفوق ما استطاعته خمس سنوات من قبل. أشعر أن الذي نقل المعلومة من فم معالي وزير العمل قد أضاف صفراً كاملاً إلى يمين الرقم، ولكنني قرأت الخبر من مصادر مختلفة وشاهدته مطبوعاً على العنوان الأول في أكثر من صحيفة. صاحب المعالي: أنا ومعي الآلاف نريد تأكيد الأرقام أو نفيها حتى لا أكون وأمثالي أداة لتضليل الجمهور لأنني وبكل صدق ما زلت مندهشاً لضخامة الرقم الخرافي عن ربع مليون وظيفة في عام واحد. ولمعاليه سأقول صادقاً إننا وإن تشبعنا من لغة الأرقام وضخامتها إلا أنه ما زال لبعضها فروق. سنبلع يا معالي الوزير نفي إدارة البلدية في مدينتي أنها بنت دورة مياه بتكلفة ربع مليون مثلما سنقبل أيضاً، وبالمشعاب، ترسية…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢
بعيد انتصار الليبيين في معركتهم ضد القذافي وعهده العقيم، نشرت مقالاً هنا عنوانه «ثلاث نصائح إلى ليبيا الجديدة»، دعوتهم فيه للتحرر من إدمان العمالة الرخيصة وإلى تهميش القبلية، وأن يحرصوا على أن تكون حكومتهم القادمة «صغيرة» بمسؤوليات محدودة ولكن فعالة. تلقى أصدقائي هناك نصائحي بقبول حسن، فوجدت المقال وقد نشر في أكثر من موقع ليبي، ما يشجعني اليوم وقد نجحت ليبيا في أول انتخابات حرة، وشكلت حكومتها التنفيذية، أن أتجرأ مرة أخرى وأقدم لهم نصيحة رابعة «تحرروا من النفط ولعنته». منذ الستينات، ومع فورة الوعي الوطني في الدول العربية النفطية ومتلازمة «النفط والتنمية والحكم»، تسيطر على فكر ونشاط الجيل المتعلم من شباب تلك الدول، الذين عادوا إلى بلدانهم من الغرب حاملين شهادات عليا تبوأوا بها مواقع متقدمة في شركاتهم النفطية بجوار «الخواجات» الذين كان لهم فضل استكشاف النفط وتأسيس صناعته، وكذلك استغلاله بشكل جائر. الحكام أيضاً انشغلوا بقضية النفط الشائكة، فدخلت الأطراف الثلاثة (الحكام والتكنوقراط الوطنيون وشركات النفط) في علاقة…
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢
أتفهم إصرار بعض أهل الخليج على قضاء إجازاتهم في لبنان على الرغم من التحذيرات المتتالية من بلدانهم. كثير منهم يملك بيوتاً أو شققاً في لبنان. و غالبيتهم ما يزال يؤمن بلبنان و بمستقبله، على الرغم من أن لبنان يعيش على «صفيح سياسي ساخن» منذ القدم. أن تشتري عقاراً في بلاد خارج بلادك دلالة على ثقتك في تلك البلاد. ومع صدق الأمنية أن يزدهر لبنان إلا أنني كثيراً ما أسأل: ومتى استقر لبنان؟ أنت كخليجي في لبنان، مهما كنت، لن تخرج من دوائر التصنيف و التقسيم في لبنان. لابد أن تحسب على فريق ما. فإما أن تكون من محبي و أصدقاء أهل الجبل، حتى وأنت لست على دينهم، أو أن تكون من فريق الضاحية والجنوب لأنك – هكذا ينظر لك – على مذهبهم! لا يمكنك أن تتمتع باستقلاليتك في لبنان. متناقضات شديدة التعقيد في لبنان. و مخاطر ما أن تهدأ حتى تبدأ من جديد. وأيدي اللاعبين هناك كثيرة. وليس فينا بريء…
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢
تقول الكاتبة غادة السمان “أتذكر أيامي معك، كمن يرى الأشياء من نافذة قطار مسرع ! نائية و جميلة و القبض عليها مستحيل” يقف النسيان عند جدار الذاكرة، يحاول أن يخترق، تحاربه الذكريات، صراع بقاء ، دائما الأقوى يعيش طويلا! أحيانا توصف الذاكرة البشرية كالمكتبة الضخمة التي يوجد بها آلاف الأرفف و عليها أعداد ضخمة من الكتب ، و الذكريات هي المحتوى الهائل لهذه المكتبة. في أي مكتبة هنالك كتب موجودة و أخرى مقروءة و هناك أيضا كتب مهملة و أخرى منسية و كتب قررنا أننا سنقرأها يوما و إلى اليوم لم نلمسها و كتب مهمة جدا أثرت في مسيرة حياتنا نضعها بحذر في مكان لا يصل إليه غيرنا، لكل كتاب في أرفف مكتبنا حكاية تستحق أن تروى يوما أو لا تستحق! هناك كتب لن يلمسها أو يقرؤها بعدنا غيرنا، نحفظها كالأسرار في مكان تعرفه أنت فقط . تماما كالذكريات مخزنة في أرفف الذاكرة، هناك ذكريات تمثل أجزاء مهمة من حياتنا…
الجمعة ١٧ أغسطس ٢٠١٢
تفاعل كثير من الأخوة والأخوات عبر الانترنت، وبالأخص عبر شبكة تويتر، مع مقالي السابق والذي كان قد جاء الأسبوع الماضي بعنوان ”الإلحاد... لماذا يتزايد؟“، وتناولت فيه تزايد ظاهرة الإلحاد بين أواسط شبابنا في مجتمعاتنا الخليجية وهي المجتمعات التي لطالما كنا نقول بأنها مجتمعات أقرب إلى التدين بسبب كثرة المحاضرات والندوات واللجان والجمعيات الدينية الدعوية وغيرها من الأنشطة المشابهة. وقد حاول هؤلاء الأخوة والأخوات مشاركتي في البحث عن الإجابة على هذا السؤال المهم، وسأسعى من خلال السطور القادمة إلى صياغة وإخراج ما تحصلت عليه من مشاركاتهم وردودهم. ربط البعض تزايد مسألة الإلحاد بالانفتاح على الثقافة الغربية المادية وهي التي تميل بطبيعتها للإلحاد وإنكار وجود الذات الإلهية عموما وكذلك قراءة الكتب والمواقع الالكترونية الإلحادية دون وجود أسس عقيدية إسلامية صحيحة مما جعل هؤلاء الشباب لقمة سائغة للوقوع في فخ الإلحاد، وأضاف آخرون أن المناهج التربوية والتدريسية في المدارس، وبالأخص في مراحلها الأولى، لا تضع الأسس الكافية للعقيدة الراسخة الصحيحة. وكذلك رأى البعض…
الجمعة ١٧ أغسطس ٢٠١٢
يأتي عيدنا غداً أو بعد غد وفي الأفق ألف سؤال عن مستقبل منطقتنا و مآسيها. يا إلهي: هل مر علينا عيد دون حزن أو مأساة في منطقتنا؟ كم سيقتل من الأبرياء صبيحة العيد في سوريا؟ وكم من نفس بريئة أزهقت وتسأل: بأي ذنب قُتلت؟ يستمر مسلسل الانتقام والقهر والإذلال الذي أسست له ورعته أنظمة جائرة احترفت الإجرام كنظام الأسد. ومن أجل ماذا؟ يا له من عالم منافق وشريك في الظلم. كيف بقي القرار الدولي رهيناً لجدال الكبار وصراعات المصالح فيما دم الأبرياء في سوريا يسفك، بيد باردة وضمير ميت، بالساعة الواحدة؟ كيف لنا أن نشعر بفرحة العيد وسط هذا الحزن العميق بفعل همجية من لا يخاف ربه ولا يحسب لإنسانية الإنسان أي حساب؟ إن جريمة واحدة من جرائم الأسد و شبيحته كفيلة بتدخل دولي صارم لإيقاف المجازر. ولو كان في العالم «المتحضر» صانع قرار حازم لما تمادى الظالم في ظلمه. لكنها لعبة المصالح وحسابات المستقبل التي أبقت هذا العالم «المتحضر»…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢
كثيرا ما نسمع التذمر من كآبة وملل وخمول يوم العيد ، خصوصا من فئة الشباب . وهي شكوى حقيقية في جانب لكنها غير ملزمة من جانب آخر . فالعيد ليس قرارا حكوميا يُفرض فرضا على الناس ، والفرحة به ليست من القدَر الذي يأتي شئنا أم أبينا ! العيد توقيتٌ يُصنع لنا .. لكن الفرحة به شعور نحن نصنعه . لماذا لا يفرح بعض الناس بالعيد ؟ بسبب شعورهم بالاكتئاب والخمول . لماذا يشعر بعض الناس بالاكتئاب والخمول في يوم العيد ؟ بسبب سوء تنظيمهم لليلة العيد واليوم الذي يسبقه . في ليلة العيد يخرج كل الناس إلى الأسواق ويتخاصمون مع الخياطين والحلاقين وأصحاب الحلويات والملابس الجاهزة ، ويتشاكسون مع أصحاب السيارات الأخرى ومع رجال المرور ، وعلى رأس هذا التوتر كله تأتي ملاسناتهم مع أزواجهم وأولادهم !! لا ننسى أن هذه الجولات الاستفزازية ستستمر حتى قبيل الفجر من أجل استكمال أغراض العيد " الكئيب " ! دون أن تتاح…
أريج القرقإماراتية درست الاعلام وتخصصت في الاعلام المرئي، عملت في مجال الاعلام وتحديدا في العلاقات العامة و التواصل المؤسسي. وتوجهت مؤخراً للعمل في مجال العلاقات الدولية
الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢
(اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم...) أول كلمات الله التي وقعت على مسامع رسولنا الكريم محمد بن عبدالله في غار حراء عندما كان يختلي بنفسه. ومن تلك الكلمات يبين حرص ديننا الحنيف خاتم الأديان على القراءة، إذ نزلت أول آية من كلمة واحدة وهي "اقرأ" كآية كاملة. فكانت الحالة كما يبدو لي في مخيلتي هي وضع هالة مشعة بالنور على هذه الكلمة، تحث على التفكر والتدبر في مدى بعد الآية المكونة من كلمة واحدة، وما تحملها من معان عميقة. باستطاعة العقل البشري التقاط المعنى السطحي على الفور، لكنه بالاجتهاد والبحث عن خفايا وعمق المعاني المتعددة الموجودة لهذه الآية يكتشف أن القراءة منفعة للعقل والروح والجسد، فهي تنشط خلايا المخ وتملؤها بأحرف وكلمات تساعد الشخص بتنمية مهارته الفكرية واستيعاب المعلومة، ومن ثم توجيهها للقناة الفكرية الصحيحة في العقل لتكوين شخصية القارئ. وهذا ما…
الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢
الإبتعاث فرصة تعلّم فريدة ليس فقط لما يحصل عليه الطالب أو الطالبة من معرفة داخل أسوار الجامعات بل أيضاً لما يحصلون عليه من خبرات ناتجة من الاحتكاك المباشر بمجتمعات متحضرة بكل مايعني مفهوم "التحضر" من معاني وممارسات. لكن وبالرغم من هذه المكاسب من الإبتعاث الا أن عملية الإنتقال لطلابنا وطالباتنا الى بلدان الإبتعاث ومن ثم التأقلم مع البيئة الجديدة عملية معقدة ولها أوجه متعددة. أظهرت دراسة علمية أجريت العام الماضي في أحدى الجامعات الاسترالية أن هناك ثلاث عوائق رئيسية تواجه الطلبة المبتعثين السعوديين. على الرغم أنه لايمكن تعميم النتائج على كل الطلبة السعوديين ولكن يمكن أن توجد هذه العوامل بنسب مختلفة عند المبتعثين بغض النظر عن دولة الإبتعاث وهي كالتالي: الإنتقال لبيئة جديدة بنظام تعليمي جديد، وطبيعة العلاقة بين الطالب والأستاذ في هذه البيئة الجديدة، وأخيراً التوازن بين متطلبات العائلة والدراسة. يمكن القول أن العامل الأول هو الأهم والأعمق أثراً في تجربة المبتعث الجديد وخصوصاً في الأشهر الأولى كون طلابنا…
مشعل القرقاويكاتب ومحلل إماراتي متخصص في الشؤون الراهنة في المنطقة. بعد حصوله على البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال (تخصص تمويل)، بدأ حياته المهنية كمصرفي كما قام بتأسيس شركة عائلية في قطاع البنية التحتية. وبعد كتابة عمود أسبوعي في الصحف المحلية، انضم إلى حكومة دبي وترأس ملف المشاريع الثقافية المعاصرة. يواصل مشعل كتاباته مع التركيز بشكل خاص على منطقة مجلس التعاون الخليجي بدولها ومدنها محللاً تحديات وفرص المنطقة الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٢
تخيل معي رجلاً أميركياً في مدينة سان فرانسيسكو يشرب قهوته الصباحية وهو يطالع الجريدة في 4 ديسمبر 1971 فيقرأ خبر قيام دولة تحت مسمى الإمارات العربية المتحدة في الجزيرة العربية أو "أريبيا" كما كانوا يسمونها. أو تخيل يابانياً في طوكيو أو ألمانياً في فرانكفورت أو حتى دبلوماسياً بريطانياً -يعرف المنطقة جيداً- يقرأ الخبر ذاته. تخيل مدى استخفافهم (المنطقي) جميعاً بحظوظ خبر قيام اتحاد سباعي في الخليج العربي المحوط بصحراء مقفرة ومصالح متضاربة. وتجري الأيام وتصبح هذه الدولة ذات ثاني أكبر اقتصاد في محيطها العربي وذات بنية تحتية لا تُضاهى إلا من بُعد مئات الأميال وقوة دفاعية نوعية تنافس دولاً أغنى وأقدم منها بأضعاف وذات استقرارٍ سياسي لا يعرفه الكثير من أبناء الجوار، حتى أمست الوجهة المفضلة للعرب وغيرهم من أجل حياةٍ كريمة في مجتمعٍ يوازن بين انفتاحه ومحافظته. تلك هي معجزة الاتحاد.. أنه قام رغم كل الظروف الاجتماعية والتحديات الأمنية والتدخلات الاقتصادية والمؤامرات السياسية والسياق التاريخي. معجزة الإمارات أن كل…