علي محمد فخروشغل منصب وزير الصحة ووزير التربية والتعليم سابقاً في البحرين. متخصص في كتابة مقالات في شؤون الصحة والتربية والسياسة والثقافة.
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢
من المتوقَع أن تصل الإيرادات النفَّطية لدول مجلس التعاون الخليجي خلال الاثنتي عشرة سنة القادمة، بأسعار البترول الحالية، أن تصل إلى حوالي تسعة تريليونات ( أي تسعة آلاف بليون) من الدولارات. نحن إذن أمام ثروة مستقبليًة متدفٍّقة هائلة تستلزم طرح أسئلة تحتاج إلى الإجابة عليها في الحاضر، وليس في المستقبل. ذلك أنه كما قال أحدهم في الماضي فانً خلف كل ثروة هائلة تكمن الكثير من الجرائم. والمطلوب هو منع وقوع تلك الجرائم والتي يتفنَّنُ البعض في ارتكابها حالياَ. السؤال الأول يتعلًّق بالوجهة التي ستتجه إليها فوائض تلك الثروة النفطية. إذا كان الجواب هو مايحدث في الواقع الحاضر فانَّ ذلك سيعني أن حوالي خمسين في المائة من تلك الفوائض، في شكل تدفَّقات مالية استثمارية خارجيَّة لدول المجلس، ستذهب إلى أسواق الولايات المتحدَّة الأمريكيَّة لتغطٍّي دفع ديونها ولتشغٍّل ماكنة صناعاتها ومؤسَّساتها المالية والخدمية ولتَنقص نسبة البطالة بين مواطنيها. أمَّا الإلتزامات القومية تجاه وطن وأمَّة العرب، وهما اللَّذان يستجديان القروض والاستثمارات الأجنبية ويتعرَضان…
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢
أعلن بعض القضاة رفضهم قرار مجلس الشورى، الذي يقتضي أن تلتزم المرأة -خلال 15 سنة قادمة- باستصدار بطاقة مدنية تشير إلى هويتها القانونية في تعاملها مع مؤسسات الدولة التي تقتضيها المصلحة. وبحجة عدم جواز النظر في وجه المرأة أو وضع صورتها على البطاقة، يحرمون المرأة من حقها باحتسابها «مواطناً مستقلاًّ» يشمله التعداد، وتمتعها بهوية قانونية تحفظ بها حقوقها وتمنع سرقة أموالها وتزوير هويتها. كنت أظن أن قضاتنا سيساهمون بعلمهم الشرعي في التقليل من حدة الصراع بين المجتمع وبين مشروع تحديث الدولة وتنمية المجتمع، بشرط عدم تعارض هذه المشروعات مع الدين، مما يفتح أمام الناس مسارات واسعة للحفاظ على مصالحهم بدلاً من وقوفهم مع البسطاء من الناس والمتعنتين الذين يقلقهم أن يتركوا ما ألفوه، ويزيدون توجسهم من كل خطوة تغيير مهما كان هدفها. فهؤلاء القضاة يعرفون أكثر مني الموقف الفقهي الذي ورد في النووي عن القاضي عياض قوله: «إن المعاملة بالبيع والشراء مما يُستثنى في غض البصر عن وجه المرأة»، وقال…
سعيد الوهابييدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢
وأنا في ملكوت الله لفت اهتمامي صورة نشرتها وكالات الأخبار لخمسة رجال ملتحين متشابهين يرتدون حمالات وقمصاناً بيضاء وهم خارجون من محكمة أمريكية هذا الأسبوع، القضية التي تناقلتها الصحف أن امراة تُحاكم رئيس طائفتها الدينية التي تدعى الأميش على إجبارها على ممارسة الجنس، وأن رجل الدين هذا أخبرها أنها ستكون بذلك زوجة صالحة لزوجها كما فعل مع الآخريات. الأميش طائفة مسيحية أصولية تعدادها الآن ربع مليون نسمة هربت من أوروبا في القرن 16 إلى أمريكا، الطائفة متشددة وتدعو إلى البساطة في الحياة لذلك هي تحرم الكهرباء وقيادة النساء للسيارة والهواتف والنقود الورقية والتصوير والسينما والكحول والتأمين ويرفضون مدارس الحكومة والضمان الاجتماعي، رجالهم لا يحلقون لحاهم أبداً، والنساء يلتزمن بحجاب أبيض، وللجميع ملابس تقليدية محتشمة جداً حتى للأطفال، ومن يخرج عن تعاليم الطائفة ومجلس الفتوى تتم مقاطعته، الآن نخرج من المحكمة التي تقع في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو نركب عربة الزمن لمدة لا تتجاوز عشرين دقيقة إلى مركز كليفلاند الطبي، هذا…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢
ها قد حان موسم: العودة إلى المدرسة... العودة إلى المكتب... العودة إلى الكتابة (باستثناء بعض التحرشات الكتابية في مواقع أخرى)... كدت أن أقول: (العودة إلى القراءة!) إذ لا تكاد اللقاءات الاجتماعية الصيفية تُبقي وقتاً للقراءة. مع انقضاء شهر أغسطس ومجيء سبتمبر من كل عام تخرج الكائنات البشرية من البيات الصيفي باتجاه حقول العمل والتعلم، بعد أن مكثتْ شهراً كاملاً، يزيد أو ينقص، في ارتخاء عضلي وذهني. هذه الحال لا تنطبق على الجميع، فهناك فئة من الناس تستلزم طبيعة عملهم أن يكونوا دوماً في حالة شد ذهني وعضلي. فئة أخرى أيضاً لها وضعها الخاص فهي تعيش حالة ارتخاء عضلي وذهني طوال العام!! في كل عام أخصص مقالتي الأولى بعد استئناف الكتابة للحديث عن معاناة الإجازة الصيفية، خصوصاً للذين يعملون في الخارج ويقضون صيفهم في الوطن، وقد عنونتها في أحد الأعوام الماضية بـ(موسم الهجرة إلى «الجنوب»). هذا العام سأريحكم، لن أحدثكم عن المعاناة، بل عن متعة العودة إلى القرية. عندما نسمي بلدتنا…
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢
قرأت أمس الأول خبراً في (الشرق) فرحت به. كتبت الزميلة شعاع الفريح عن شابين من القصيم أصرا على أن تقص والدتهما “أم حمد” شريط الافتتاح لمكتبة أسساها حديثاً. وتمنيت لو أن الخبر تضمن اسم عائلة الشابين محمد وعبدالله فبأمثالهما نفتخر. نُشرت صورة الأم الكريمة إلى جانب ولديها البارين وهي تقص شريط الافتتاح. وتلك مبادرة نبيلة من صاحبيْ المشروع. كم نحن بحاجة لنماذج -”قدوة”- تحفز شبابنا على التفكير خارج الصندوق وتحث على البر بالوالدين والفخر بالأم وتقدير دورها العظيم. وحُق لأم حمد التهنئة على نجاحها في تربية أبنائها الكرام على البر بالأم والافتخار علناً بها. هذا الوفاء بالأم -حتى بصورته الرمزية- يستحق الإشادة عسى أن يصبح عادة مألوفة في المجتمع. لا نريد أن تغلب أخبار القطيعة والعقوق على أخبار الوفاء والبر بالوالدين. فمجتمعنا اليوم يمر بمراحل انتقالية مختلفة من المهم ألا تتأثر معها قيمه الأساسية والبر بالوالدين على رأسها. ولو استمعنا لبعض قصص الأولين في مجتمعنا لربما ذُهل بعضنا ببعض قصص…
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
قبل نحو سبع سنوات، أخبرني صديق ألماني يدعى «بيتر» عن مشروعه الثقافي الضخم. مشروع بحجم طموح بيتر. لكنه أكبر بكثير من ميزانيته المحدودة. بيتر موسيقي يعشق «الثقافة العالمية»، فأراد أن يترك أثرا في هذا العالم. كانت فكرة بيتر هي إنشاء قصر عائم بتصميم أندلسي على شاطئ ماربيا Marbella في إسبانيا، يقيم فيه مهرجانات ثقافية عالمية يدعو إليها أناسا من مختلف دول العالم. في 2006، أرسل لي بيتر الرقم السري للدخول على موقعه الخاص بالمشروع. فتحته فظهر لي مقطع فيديو يبدأ بمشهد لفارس عربي يضرب الصحراء على ظهر فرس، مع مؤثرات صوتية بطابع عربي، ومن ثم تظهر مشاهد عالمية مختلفة بمؤثرات مختلفة. مشهد فروسي كهذا يحرك في جيناتنا العربية الكثير. مشهد يضخ الأدرينالين إلى حد مرهق. ربما التاريخ، ربما الثقافة، ربما الفردوس المفقود في إسبانيا. إلا أن هذه اللقطة بلا شك كانت فكرة تسويقية ذكية ومؤثرة للثقافة العربية تحديدا. لم يكتف بيتر بالحلم بل جاهد كثيرا من أجله لغاية الإصرار والتحدي،…
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
( وحانعمل إيه ؟ ) .. عبارة يرددها بأسى كلما غص بمرارة سرد الذكريات العتيقة، والتي يراها قريبة جداً يكاد يلمسها ونراها بعيدة بل موغلة في القدم، ومعتقة بتاريخ حافل كنا نسمع عنه وقرأنا منه الكثير، تاريخ حافل بالأدب والثقافة والفنون، من أم كلثوم لنور الهدى، لعبدالحليم وفريد الأطرش، زمن مختلف لرموز مختلفة، طرزت حياة أجيال وأجيال بالروعة والدهشة . تنقل بين لبنان وجبل الدروز وصولاً إلى القاهرة ثم ليستقر بعد ذلك في أمريكا، ويكمل دراسته التي أرغمته لقمة العيش على قطعها بعد الثانوية، فنال درجة الدكتوراة والعديد من العضويات في الجامعات الأمريكية العريقة، له عدة مؤلفات غنية بالتجارب والنظريات العلمية والإنسانية، منها ما حقق أعلى نسبة مبيعات رحظي باهتمام بين الأوساط المثقفة وكذلك السياسية، وحرص الرئيس الأمريكي آنذاك الحصول على أحد مؤلفاته إبان حرب الخليج وتحرير الكويت . رغم أنه قد تخطى التسعين من العمر عتيّاً، مازال يحتفظ بذاكرة حديدية لأدق التفاصيل ويعمل على إعداد كتابه الجديد، وتجده متواصلاً…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
لسيدنا عمر بن الخطاب مكانة عظيمة في نفوس الناس، فهو العظيم والعبقري الذي وضع أركان الدولة الإسلامية، بعد أن كان نصير الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته الخالدة، وهو الرجل الذي جمع العدل مع الرحمة، والعلم مع الحكم، والبصيرة مع العاطفة. لا يمكن أبداً فهم تاريخ الإسلام في عقوده الأولى بدون أن نفهم عمر. بعد أن خرج مسلسل عمر بن الخطاب، صار من الروتيني أن تسمع الناس بأطيافهم يرددون مقولات لعمر، يتحدثون عن مواقف عمر، يقارنون بين واقعنا وبين تاريخنا الإسلامي المضيء، يشعرون بالفارق بين النموذج والواقع الحالي. كان هذا بلاشك إنجازاً لمسلسل عمر، في زمن ضعفت فيه القراءة وانشغل كثير من الناس بالعمل والترفيه والحياة اليومية المتسارعة. المسلسل كان صدمة ذكرت الناس فجأة بذلك الزمن الذهبي العظيم. هناك مقالات كثيرة كتبت عن مسلسل عمر بن الخطاب، ومقالات كتبت عما بعد مسلسل عمر، ولا يخفى على أحد أن الجرأة الكبيرة في عرض شخصية سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله…
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
في موسكو ثارت حكاية تشبه حكاية فتاة المناكير التي حدثت في الرياض منذ أشهر، مع الفارق الثقافي والسياسي، لكنها هي نفس الحكاية التي يستعين فيها النظام بثقافة مؤدلجة لقمع أفراده، فلا يعترض الشعب ولا ينتصر لحق الفرد، لأن المساس بثقافة المجتمع التي يختلط فيها الديني والاجتماعي مع السياسي خط أحمر، وليس للفرد حق أن يجرب فيه أو يخطئ ولا أن يختلف، ولو حاول فهو محكوم بالخطأ مهما كان عمره وفداحة ما فعل. وحين تعاقبه المؤسسة السياسية وتحكم عليه بالسجن أو القتل فإن الرأي العام يتخلى عنه أو ينقسم حوله مما يضعف درجة التعاطف معه، فالمؤسسة هنا أهم من الفرد والثقافة فوق الجميع، مما يسمح بإطلاق روح الانتقام بحسب درجات عنفها وانفلاتها، لكن الشيء الوحيد الغائب هو بالتأكيد الرحمة والتسامح وثقافة حقوق الإنسان. فرقة بوسي رايوت مجموعة فتيات في موسكو غنين ورقصن في أبرز كنيسة في موسكو، ودعون إلى التضرع بأن يسقط بوتين، فوجهت لهن تهمة المس بالنظام العام، وحكم عليهن…
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
من أطرف التعليقات التي أسمعها أو أقرأها بعد أي نقد موجه لشخصية أو مؤسسة عامة يأتي في التالي: قل موتوا بغيظكم! وفي فترة سابقة كان أي صاحب رأي ينتقد بعض الأوضاع السيئة أو يطالب بالإصلاح يواجه بتهمة من مثل «حاقد»! حاقد على من يا عزيزي؟ هل من يؤمن بأهمية النقد لتنمية مجتمعه يستحق أن يوصم بـ«حاقد»؟ وإن كان أي نقد يقود صاحبه لمثل هذه التهمة فأمرنا لله إذ يبدو أن نصف الشعب أو أكثره -يا لله العجب- حاقد! مهمة الناقد أن يمارس ما يستطيعه من نقد الأخطاء من حوله. وهو –الناقد– ليس منزهاً عن الخطأ. لكن النقد بذاته «مبدأ» حضاري مهم للمجتمعات.وهذا من أسباب نجاح الأمم وتفوقها. لا يحقد على الأوطان من يسعى لتبصير أهلها بالمخاطر ومواقع الخلل والقصور. والإنسان بطبيعته يحتاج –كثيراً– لمن يحثه على مراجعة نفسه. وكذلك الشعوب. فما أساء لوطن مثل غياب الرأي الناقد وندرة الأصوات التي تنبه الناس للمخاطر. ليس صحيحاً أن كل من ينتقد إنما…
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢
أمس.. نجح الثوار السوريون في اختراق مبنى قيادة الأركان وسط العاصمة، وكانوا قبلها بأسبوعين هاجموا المقر العام شديد الحراسة لنفس المؤسسة العسكرية، وسبقها أهم عملية عندما وصل الثوار إلى داخل مبنى الأمن القومي وفجروا قاعة الاجتماعات التي ضمت نخبة القادة الأمنيين والعسكريين. هذه العمليات النوعية المتكررة تكشف عن أمرين، الأول تعاظم قوة الجيش الحر، والثاني يكشف كيف أصبح النظام مخترقا من داخله، وأن قادة وأفرادا يتطوعون لمساعدة الثوار في التآمر ضد نظامهم في كل أنحاء سوريا. وعندما قال الرئيس السوري، بشار الأسد، في حديثه التلفزيوني الأخير، مطمئنا أتباعه، إنه يتحدث من داخل القصر الجمهوري في دمشق، أي أنه لم يختبئ كما أشيع، فالأرجح أنه صادق، لكن هذا يعني أن كل ما وراء أسوار القصر لم يعد آمنا. فوزراء النظام وقادته اختفوا تماما، إلا من صور أرشيفية قديمة يعاد تكرارها على وسائل الإعلام. والحرب طاحنة يوميا بين قوات النظام وقوات الجيش الحر في أنحاء سوريا، حيث انقلبت اللعبة، ولم يعد الجيش…
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢
تابعت الأسبوع الماضي، بكل التفاصيل، خمس حلقات حوارية باسم ـ المراجعات ـ مع شيخ العلم والطريقة، محمد سرور بن زين العابدين الذي قضى بين ظـهرانينا سـنوات طـويلة، وربما كان من القلائل إن لم يكن الأوحد الذي جاء إلينا فرداً وغادرنا وهو بقـائمة أتباع تحولت بالفعل إلى مدرسة لا ينكرها أحـد وتـحت اسمه؛ حيث تنتسب إليه المدرسة (السرورية). وعلى يديه، وهو ثابت لم ينفه، استطاع محمد سرور أن يأخذ أتباع مدرسته إلى المنطقة الوسطى الجديدة ما بين مزج الفكر السلفي التقليدي في الخليج مع الفكر الإخواني، مستغلاً خدمة عامل التوقيت الذي جاء به في بواكير العمل الصحوي. ويحمد للشـيخ سعة أفقه وصـدره طوال أسئلة المراجعات وتأكيده على مبدأ الحوار والنقاش، بل والإصرار على الانفتاح على الجميع. وما يلفت نظري ـ ولهذا كتبت اليوم ـ هو السؤال الأخـير من السـلسلة الذي أعـتبره صـلب السـؤال الجـوهري بين كـل أسـئلة المراجعـات وهو يقول: (إن المرء الذي لا يتغير ولا يسـتدرك ليعيد النظر في آرائه…