آراء

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

الاقتصاد أيضاً يدفع تركيا إلى عالمنا

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

قبل نحو عقدين، نُشرت في هذه الصحيفة قصة أول مؤتمر علني لقيادات الحركة الإسلامية دعا له ونظمه حزب الرفاه، الذي كان في الحكم شريكاً «غير سعيد» مع حزب الوسط «الطريق القويم». يومها اخترت لتقريري عنواناً مستفزاً «مجلس المبعوثان ينبعث من جديد في إستانبول!»، مشيراً هنا إلى برلمان الدولة العلية العثمانية الذي كانت تتمثل فيه الشعوب التي تحكمها السلطنة المتسعة الأرجاء. لم يعجب عنوان المقال بعضاً من المشاركين في المؤتمر، من باب «داروا أموركم بالكتمان». وفي تلك الأيام كان مجرد مشاركة وفد من حركة حماس قصة مثيرة مستفزة للجيش والإعلام التركي، الذي اهتم بها بشكل واسع. تغير الكثير منذ ذلك الوقت. الأسبوع الماضي حضرت في إستانبول مؤتمراً عالمياً هو الآخر نظمته الحكومة التركية مع المنتدى الاقتصادي العالمي وموضوعه اقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الأوروبية. سألت مستشاراً لرئيس الوزراء، لماذا هذه المناطق الثلاث؟ قال بكل وضوح: «لأنها المناطق التي نراها شريكة اقتصادية لنا». بالتأكيد أيضاً يرونها أسواقاً لهم، فالناتج القومي التركي…

جدد حياتك!

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

حينما تضيق بك الدنيا فإن صلاتك الخاشعة المتجردة من كل تفكير غير إيمانك المطلق برحمة ربك وفضله ومحبته ستفتح لك أبواب الأمل وتريك طرقاً فسيحة لم ترها من قبل. نفشل كثيراً لأننا لم نعرف طريقاً آمنة للطمأنينة ونحن نواجه عواصف الزمن. ويسيطر علينا الوهم والقلق والخوف لأننا لم ندرك معنى الصلاة وأثرها على النفس والعقل. ذات ليلة هجمت فيها كوابيس الاغتراب، وبيني والوطن شمس وقمر، فرشت سجادة صلاتي وسرحت عميقاً أصلي لله وأناجيه وكلي إيمان به وبمحبته. ضاعت همومي في فسحة الطمأنينة التي وجدتها في قربي من الله ومن رحمته ومحبته. إن الصلاة التي ينسى أثناءها الإنسان كل علاقاته إلا علاقته بربه ، ويؤمن فيها عميقاً أن خالقه هو حقاً القادر المقتدر والرحمن الرحيم وأكرم الرازقين، هي مفتاح للأمل وراحة البال. حينما تهم للصلاة، إسأل نفسك: لماذا أصلي؟ هل تصلي مجاملة للناس أو خوفاً منهم؟ أم تصلي لكيلا تصنف في دوائر المغضوب عليهم اجتماعياً؟ أعرف أن ليس من حق أحد…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

ماذا تعرف عن الله؟

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

حكى لي أحدهم أنه مَرّ في حياته الفكرية بمرحلة إلحادٍ استمرت لعدة سنوات، حيث عجز، في تلك الفترة، عن إيجاد إجابات شافية لكثير من التساؤلات التي كانت تقض مضجعه. فكلما سأل عن شيء في الوجود أو في الدين أتته نفس الإجابات الجاهزة من مصادر مختلفة. يقول: «صرتُ ملحدا ومارستُ كل الرذائل، ولكن كان في صدري هاجس يحدثني أن هناك رباً في السماء». ورغم إصراره على سؤال كل رجل دين تسنح له الفرصة لمقابلته فإنه كان يزداد بُعداً عن الإيمان. ولكنه من خلال قراءاته في المادية العلمية، ودراسته لعلم الطاقة، واطلاعه على كتابات مجموعة من الفلاسفة، استطاع أن يضع طريقه على أول الطريق الذي قاده إلى الله؛ فلقد كانت تلك القراءات تخاطب عقله وتحترمه، حتى وعلى الرغم من أن بعضها ينفي وجود ربّ، فإنها، على حد قوله، كانت تدفعه للبحث عنه حتى وجده. ومثل هذا الرجل الذي وصل إلى الإيمان بعد صراع فكري وروحي طويل، نجد أن الذين يعتنقون الإسلام أكثر…

مصر: إلى أين؟

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

أكتب هذه المقالة وأنا في الطائرة، إلى القاهرة. هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها مصر وإن كانت زيارة قصيرة لبضع ساعات. في الطائرة، حملت معي أسئلة كثيرة عن مصر ومستقبل مصر. وأعرف جيداً أنني سأعود بها إن لم أعد بأكثر منها. في خطابنا العربي نكرر كثيراً ان مستقبل مصر سيكون مستقبل العرب. أو سيؤثر كثيراً في مستقبلهم. هل هذا صحيح؟ أعتقد -مثل كثيرين- إن بإمكان مصر، متى تنفست الصعداء من ثورتها، قادرة على قيادة مشروع تنموي حضاري ضخم يرسم للعرب خارطة طريق نحو المستقبل. هل لدى قادة مصر الجدد رؤية لهكذا طموح؟ إننا نعيش اليوم محاصرين بين مشاريع إقليمية خطيرة ربما ضعنا بينها أو كنا من «غنائم» أصحابها. فالأتراك يستعيدون «أمجاد الماضي» حينما كنا جزء من إنجازهم وهم يبهرون بعضنا بخطابهم الجديد الذي يدغدغ مشاعرنا ويستثمر في إنكساراتنا. وهم يعلمون كم نحن عاطفيون مع أي خطاب يمنحنا الوهم. والإيرانيون تحت غطاء المذهب وطرد المحتل يخترقون المنطقة كلها، من شمال…

هل «الإخوان» أي كلام؟

السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٢

صديقي المصري يعرب عن خيبة أمله في «الإخوان» وقد دخلوا علانية لعبة السياسة: «دول طلعوا أي كلام». سألته: كيف تصفهم بـ»أي كلام» وهم من يقود المشهد الآن؟ قال إنهم يجيدون التنظير وينقضون الوعود ويحترفون تبرير ما يخدم أهدافهم. قلت له: أهلاً بك إلى عالم السياسة. المشكلة ليست في الإخوان لكنها فيمن ظن أنهم أقرب للملائكة مُصدقاً أن «الإخوان هم الحل». قال: ولكنهم يٌسيسون الدين من أجل الوصول للسلطة. قلت له: أهلاً بك إلى عالم الواقع يا صديقي: وهل الإخوان وحدهم من يُسيس الدين من أجل السلطة؟ سألني ممتعضاً: كأنك تؤيد وصول الإخوان للسلطة؟ أجبته أن تأييدي أو عدمه لن يقدم ولن يؤخر. أما وقد رضيت الناس بصناديق الاقتراع فليس أمامها بد من قبول نتائجها. المهم هنا أن السنوات القليلة القادمة ستبين للناس أن تحقيق مبتغاها في التنمية وإصلاح الأحوال لا يأتي بالوعود من فوق المنابر، ولا بالكلام الكبير الذي ما إن اصطدم بالواقع حتى تلاشى هباءً منثورا. إني مع مقولة…

طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

هل فضح داود “المطاوعة”؟

الجمعة ٠٨ يونيو ٢٠١٢

كانت المقارنة بين من هم (ملتحين) ومن هم غير (ملتحين)، وبالطبع فاز غير الملتحين في كونهم كانوا أكثر تنظيما وأكثر رقيا وتعاملا وفهما ووعيا بالمهمة التي يقومون بها، بينما ظهر أصحاب اللحى فوضويين، وغير منظمين، وكان الاجتهاد عنوان عملهم وليس له علاقة البتة بالعمل المؤسساتي. فريق الملتحين كانت تمثله جمعية خيرية من الرياض وأخرى من المدينة المنورة وفريق غير الملتحين تمثله جمعية (إطعام) من المنطقة الشرقية، وكلهم معني ومهتم بتوزيع الطعام على المحتاجين، والكل محتسب ويعمل لوجه الله تعالى. هكذا تحدث الناس في مجالسهم وأماكن عملهم وعبر تغريداتهم في (تويتر) وهكذا صنفوا الناس بعد الحلقة التلفزيونية التي بثت في برنامج الثامنة مع داود على قناة (إم بي سي)، وبدت الحلقة وكأنها من حيث تقصد أو لا تقصد تريد أن تكشف لنا أو تؤكد لنا ما ارتسم في الذهن من أن معظم الجهات الخيرية ومن يعمل في مجال التطوع والاحتساب ما دام أنهم من فريق (المطاوعة) فعملهم يغلب عليه غير الإتقان…

في رحيل تويني

الجمعة ٠٨ يونيو ٢٠١٢

قد نختلف على قضايا لبنانية كثيرة. لكن شبه المتفق عليه أن اللبنانيين أسسوا مدرسة صحفية خاصة. كانت الصحافة اللبنانية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي سيدة المشهد الإعلامي العربي. وما زال تأثيرها واضحاً حتى اللحظة. قبل أمس فقدت الصحافة العربية أحد نجومها الكبار. حزنت أن استيقظت صباح أمس على خبر رحيل غسان تويني. كأن قدر غسان تويني أن يشهد قبل رحيله رحيل أبنائه الثلاثة، نايلة ومكرم وجبران. وكان رحيل آخر الأبناء، جبران، عام 2005، أكثر إيلاماً لأن ذلك الرحيل شكَّل علامة فارقة في آلام لبنان واللبنانيين الذين ذاقوا أوجاع الحرب الأهلية ودفعوا أثماناً باهظة لأطماع آل الأسد في لبنان. لن أنسى حواراً طويلاً دار بيني وبين جبران تويني، في مكتبه في النهار، في العام 2003 حينما كان يعيد أغلب أمراض لبنان وأوجاعه للاحتلال السوري. وكان يحترق ألماً أن ترك العرب لبنان لعبة في أيدي النظام السوري كما لو كان «غنيمة» راحت من نصيب آل الأسد. وقد صدق. فما سفك دماء…

دفاعاً عن الأدب

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

أُلغيت محاضرة بدرية البشر التي كان مقرراً انعقادها في جامعة قطر قبيل ساعات من انعقادها، تحقيقاً لرغبة الكثير من الطلاب والمثقفين والصحافيين وغيرهم من المهتمين. ويُحسب لجامعة قطر إلغاؤها لمحاضرة غير مرغوب بها من قبل الأغلبية، والتي لو كانت ستعقد لم يكن ليحضرها الكثير. وأنا مع إلغاء أي محاضرة غير مرغوب بها من قبل معظم من تحدثوا بهذا الشأن، ولكني لست مع سبب الإلغاء، والذي كان كما قيل: بسبب تطاول الكاتبة على الذات الإلهية بشهادة جزئية في روايتها «هند والعسكر». قبل الخوض في الأسباب يجب التوضيح بأني أحترم كل رأي، وأن ما سأطرحه هو ما أراه منطقاً يخاطب العقل، كما أنني قبل كل شيء لا أرضى بأي تطاول على الله ورسله، ولا حتى على أي أحد من مخلوقاته، هذه هو الحق الذي أراه، وسأسرده عبر نقاط: أولاً: التطاول الذي حصل، ورد في سطور رواية أدبية، وعلى لسان إحدى الشخصيات المعنوية الخيالية، ولم يرد على لسان الكاتبة شخصياً بلفظ صريح. ثانياً:…

خلونا ننفض الزولية

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

عندما تخرج العائلة في نزهة، أول ما تتأكد من وجوده في «شنطة» السيارة هي (الزولية)، فهي أهم معدات النزهة وأول ما يوضع لتجهيز المكان، فعليها يجلسون ويتسامرون ويأكلون، ولهذا غالباً ما تكون في آخر الرحلة متسخة ببقايا (الفصفص) وقليل من الأرز وكثير من الرمل، ونظراً لأن تنظيف (الزولية) يعتبر من أصعب الأشياء تم اعتماد نظرية (نفض الزولية) كأسهل طريقة لإزالة ما علق بها من بقايا الرحلة، وأفضل طريقة للنفض هي بأن يمسكها شخصان من الأطراف ويقوما بنفضها، وفي بعض الأحيان (يشوتونها) لإزالة الغبار والأوساخ الملتصقة، وبعد ذلك يضعونها في السيارة وهي بأجمل حال.عند رؤيتي لبعض مشاكلنا مثل تعثر بعض المشاريع وغياب التخطيط لها، وفشل الكثير من الحلول، أشعر بإحباط شديد وأقول في خاطري متى (ننفض زوليتنا)؟ نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٨٦) صفحة (٣٦) بتاريخ (٠٧-٠٦-٢٠١٢)

المثقف ومشهد التغير العربي

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

«لا مفر من مواجهة الحقيقة المحتومة وهي أن... الاحتجاجات من جانب المثقفين أو المفكرين لن تأتي لهم بأصدقاء في أعلى المناصب ولن تتيح لهم ان يحظوا بآيات التكريم الرسمي. والمثقف أو المفكر يجد نفسه اذاً في عزلة، لكن هذه العزلة خير من الصحبة التي تعني قبول الاوضاع الراهنة على ما هي عليه». ادوارد سعيد، صورة المثقف: قد يكون المثقف روائياً أو صحافياً او كاتباً وإعلامياً أو رساماً أو صاحب مدونة وفناناً فيؤثر في الآخرين، ناقلاً اليهم مشاعره وأحاسيسه ومشاهداته. إن جانباً رئيساً من هوية المثقف مرتبط أساساً بعدم تقبله القوالب الجامدة ومقدرته على التجديد والتساؤل والتصدي للخطأ، أكان ذلك ظلماً أم فساداً ام سوءاً. إن أحد مواصفات المثقف مرتبط بمقدرته على بناء مسافة مهما بدت بسيطه بينه وبين السلطة. فالسلطة في كل مجتمع معرضة باستمرار للخطأ وتسعى بطرق مختلفة الى تقييد الحريات وقلّما تفهم الثقافة او تتفهم الرؤية النقدية والبعيدة الأمد التي يحملها المثقف. إن حتمية بناء المسافة بين المثقف…

العهد الجديد

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

أزمة بعض الحكومات العربية اليوم أنها لم تستوعب بعد حجم التغيير الذي تمر به المنطقة حالياً. هذا التغيير يشمل تفكير الناس ونظرتها لحقوقها وواجبات حكوماتها تجاهها. حتى الإنسان الذي لا يفهم في السياسة أو لا يحب الدخول في عالمها المعقد لا بد أن يتأثر بما يدور في محيطه من أحداث وتطورات. وإن كانت واحدة من أسباب أزماتنا، على أكثر من صعيد، تأتي في الإصرار على التعاطي مع الأزمات وفق العقلية القديمة، التي يأمر فيها المسؤول فيطاع، ويخطئ فيها المدير فلا يحاسب، فإن الأزمة ستزداد تعقيداً ما دام بيننا من لم يدرك بعد أن اليوم غير الأمس. أغلب مطالب الناس في العالم العربي، من قبل الربيع ومن بعده، كانت وما زالت في دائرة الممكن تحقيقه. بل هي مطالب لإصلاح أوضاع خاطئة في الأصل. إنها في حدود الحد الأدنى من حقوق الناس وواجبات حكوماتها. ولهذا يأتي التعاطي مع هذه المطالب، بواقعية وتواضع واعتراف بالتقصير، حكمة في احتواء الأزمات وقطع الطريق أمام ما…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

مبدعون يعشقون الحرية

الخميس ٠٧ يونيو ٢٠١٢

لم يأتِ اجتماع عدد من النخب الثقافية والفنية العربية في الدوحة خلال الأيام الماضية في الدوحة بمهرجان "وطن يتفتح في الحرية" إلا ليؤكد على التصاق المبدع الحقيقي بهموم وطنه وهموم الإنسان والإنسانية. فالواقع في سورية يقود إلى ضرورة تضامن "الثقافي" مع "السياسي" لتبقى قضية المواطن السوري المقموع والمجروح والمقتول في صدارة المشهد العربي والعالمي. وتزامن المهرجان مع الانتخابات الرئاسية المصرية وصخب الشارع هناك لم يمنع مجموعة من مبدعي مصر من المشاركة في المهرجان لبيان أن الأولوية للوضع الأكثر مأساوية حيث لا قيمة للإنسان المطالب بالحرية، ذلك الإنسان الذي تسحقه الآليات العسكرية الثقيلة باعتباره عدوا للنظام، ويُعاقب أهله بذبحهم من قبل "شبيحة" يحملون حقدا لا يمكن أن يتصوره البشر.. "وطن يتفتح في الحرية".. ساهمت فيه أصابع علي فرزات برغم تهشيمها، وأوتار نصير شمة المنفية زمنا، وحنجرة سميح شقير المهاجرة بعد أغنية "يا حيف"، وصوت "أصالة" وعلي الحجار وقصائد الراحل محمود درويش وأحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الأبنودي وحضور نور الشريف.. وغيرهم ممن…