السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢
ومثلما عشنا تجربة ميدان التحرير، كما لو كنا بين أبطاله، عشنا لحظات الترقب الطويلة لتلك الساعات التي تصطف فيها طوابير أهلنا في مصر لاختيار رئيسهم الجديد. مصر تختار رئيسها. الشعب اختار الرئيس. وما حماسنا لخروج مصر من عنق أزماتها إلا محبة لمصر وأهل مصر وثقة في دور مصر التنويري وإيماناً بأنها ستكون بوابة نهضتنا القادمة. قوة مصر قوة لنا. وما ضعفت مصر وتهاوى دورها إلا وضعف الدور العربي وتكاثرت مشكلاته. الإنسان ابن بيئته. والبيئة التي تشجع على الإبداع تخلق مجتمعات تواقة للمنافسة في الإبداع والإنتاج. هذا ما نأمله في الدور المصري القادم؛ أن تخلق مناخاً جديداً لأفكار تحث على الإبداع، وتنتشلنا -كأمة- من سقطتنا الحضارية المخيفة، أن تقفز بالإنسان في منطقتنا من صراعات الأيديولوجيا وألاعيب السياسة إلى ثقافة العمل والإبداع والمنافسة. والجيل الذي وقف بصدور عارية أمام دبابات الظلم والاستبداد واقف الآن بالمرصاد في وجه أية محاولة لإعادة مصر إلى الحفرة التي أرادت قوى الاستبداد حبسها فيها. لا خوف على…
الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٢
الإصرار على مقاومة التغيير يعني الإصرار على العيش خارج العصر. وحينما تستشري حالة التذمر في المجتمع فإن تلك إشارة صريحة أن حالة السوء والتردّي قد بلغت حداً خطيراً. ولا بد من أن نتغيّر! لكل زمن ظروفه وثقافته. ولا يمكن أن أعيش اليوم بعقلية الأمس. أو أن أنتظر من ابني أن يفكر بعد عشرين سنة كما أفكر أنا اليوم. العالم من حولنا يتغير. وهاهي مصر اليوم تتغير. ومهما رافق التغيّر من أخطاء وآلام تبقى الحقيقة على الأرض ناصعة الوضوح مصر تتغيّر! المؤمنون بالتغيير غالباً هم المنتصرون. ولهذا فليس أمام العقلاء من صُنَّاع القرار في منطقتنا سوى استيعاب الدرس وفهمه جيداً. إنهم مطالبون الآن ليس بمجاراة التغيير وإنما بمسابقته. من لا يتغيّر اليوم غصباً عنه يتغيّر غداً. وكثير من الأفكار التي نرفضها بالأمس نتمسك بها اليوم. والأمثلة كثيرة. من قاوم فكرة تعليم المرأة قبل عقود يدافع عنها اليوم. ومن رفض إدخال الهاتف بيته قبل سنوات يحمل اليوم جواله في جيبه. ومن كان…
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢
بحسب «العربية نت»، تتربع السعودية على عرش أكثر دول العالم في مشاهدة شبكة «يوتيوب» بواسطة الهواتف الذكية. ثمة مدمنون على اليوتيوب بحيث يشاهدون فيديوهات على اليوتيوب مرات كثيرة خلال اليوم الواحد. لكنني فعلاً احترت في أي سياق أقرأ هذا الخبر. لا أريد أن أقفز لتحليل سلبي كأن أفكر أن السعوديين -ومن يقيم في السعودية- كسالى وغير منتجين فيتجهون لإضاعة الوقت في مشاهدة اليوتيوب. إذ لعلهم منشغلون جداً بالقراءة والعمل فلا يجدون وقتاً لمشاهدة التلفزيون لكنهم يعوضون ذلك بمشاهدة ما فاتهم من برامج تلفزيونية مهمة بمشاهدتها لاحقاً على اليوتيوب. أم أنهم مبدعون مبتكرون لا يستسلمون لليأس من فتح دور للسينما في مدنهم فأجادوا استثمار اليوتيوب كبديل ترفيهي بين الأيادي؟ المهم أن اليوتيوب أعطانا فرصة أن نثبت للعالم أننا يمكن أن نكون رقم واحد ولو في مشاهدة الأفلام والبرامج وبعض القصص «الفشيلة»! والأهم -فعلاً- أن اليوتيوب أتاح فرصة ذهبية أمام مبدعينا الشباب، ممن يوصفون اليوم بنجوم اليوتيوب، لإبراز مواهبهم في النقد الاجتماعي…
الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٢
تأسيس الجمعية السعودية لكتاب الرأي (رأي) خبر مفرح في ظل أجواء الأخبار المحبطة في محيطنا هذه الأيام. شكراً لأصحاب المبادرة الخلاقة و شكراً لوزارة الثقافة و الإعلام على موافقتها على تأسيس هذه الجمعية. من الخطأ، في رأيي، أن نظن أن (رأي) جاءت كمنافس لهيئة الصحفيين السعوديين. و بغض النظر عن أي مأخذ على الأخيرة فإنها تبقى معنية بالعاملين المتفرغين في الصحافة. كاتب الرأي ليس بالضرورة أن يكون صحفياً متفرغاً. بل لعل الغالبية العظمى من كتاب الرأي في صحافتنا هم من خارج الوسط الصحفي من معلمين وأكاديمين و رجال أعمال. لم تعد الصحافة صحافة خبر فقط. أحياناً يطلق على صحافتنا «صحافة رأي» لأهمية صفحات و زوايا الرأي و لظهور بدائل جديدة و سريعة للحصول على الخبر و التحليل الإخباري. صحافتنا تعيش اليوم مرحلة جديدة أصبح (الرأي) فيها عمود النجاح و التفوق. كتاب الرأي في الصحافة هم من أبرز صناع الرأي العام في المجتمع. و على مر العقدين الماضيين، لعب كتاب الرأي…
الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٢
يبهرني أحياناً بعض المهووسين بالألقاب بثقتهم وجرأتهم وهم يقدمون أنفسهم بألقاب مثل دكتور، بروفيسور ومفكر! ولن أستغرب أن أسمع أحدهم يُعرّف بنفسه: أنا أستاذ كرسي فلان الفلاني! قال صديقي ساخراً إن «أستاذ كرسي» تعني أن سعادة الأستاذ الدكتور المفكر يجلس على كرسي ويحاضر على الناس. وتساءل: هل يحمل كرسيه فوق رأسه أينما ذهب؟ قبل سنوات كتبت عمن أسميتهم (دال نقطة)، من أولئك الذين يغضبون إن قدمتهم للآخرين من غير الإشارة لشهادة الدكتوراة التي يحملونها. ومع تقديري الصادق لكل أكاديمي جاد في مجتمعنا إلا أنني أثق تمام الثقة أن العالم الحقيقي هو من يدرك أن المرء كلما ازداد معرفة كلما ازداد قناعة أنه بحاجة لمزيد من المعرفة. الألقاب عند بعضنا مكملة لعناصر «الفشخرة» التي تشمل أحياناً صورة ملونة بالبشت و«دال نقطة» قبل الاسم الكريم. وإن قبلنا لقب «دكتور» في دوائر العمل أو الجامعة أو مناسبة رسمية، خاصة مع كثرة حملة هذا اللقب، ماذا نفعل بالألقاب من مثل أستاذ كرسي ومفكر؟ في…
الإثنين ٢١ مايو ٢٠١٢
ماذا لو حاسبنا بعض كبار المسؤولين على الوعود التي يطلقونها عادة في بداية استلام المنصب الجديد؟ بعضهم يعطي وعوداً كثيرها خيالي؛ إن كان يعرف أنها لن تتحقق فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم! فحينما يأتي أحدهم واعداً أن مشروعات مؤسسته ستوفر عشرات الآلاف من الوظائف فإن من المسؤولية أن يُسأل عن وعده: متى وكيف؟ وقبل أن تنتهي فترة عمله ليت مجلس الشورى يفتح صفحة وعوده، الممكن منها والمستحيل، ما تحقق منها وما لم يتحقق! وعندها يمارس «الشورى» بعض المأمول من أدواره الرقابية. لو تحقق مبدأ المحاسبة لالتزم المسؤول الجديد الصمت قليلاً وما أطلق عنان الوعود التي قد لا تتحقق. وحينما يعطينا قائمة الوعود فإن من مسؤوليته أن يشرح لنا كيف له أن يحققها. الواقعية في الوعود مهمة وضرورية. فكثيرنا يدرك أن الوزير الجديد لا يملك عصا سحرية يستطيع بها حل مشكلات كبرى تداخلت في تعقيداتها (عوامل) كثيرة على مر سنوات طويلة. أسوأ ما يمكن أن يحدث أن نعطي…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢
بعيدا عن القناعة بقدراتها الفنية وجودة صوتها، إلا أن غصنا ذبل قبل أيام في شجرة الزمن الفني الجميل برحيل المطربة "وردة الجزائرية" التي عاصرت عمالقة الطرب العربي الأصيل بكلماته ولحنه وغنائه. "وردة" التي قدمت من الجزائر إلى مصر صارعت للبقاء وإثبات الوجود في بلد مليء بالفنانين الكبار، مثلها في ذلك مثل كثير من المطربين الذين أثبتوا وجودهم في ساحة الغناء بمصر كفريد الأطرش وأسمهان وفايزة أحمد ونجاة القادمين من سورية وغيرهم... ولعلّ أهم أسباب توجه المطربين سابقا إلى مصر هو قوة إعلامها الذي يختصر طريق الشهرة على المستوى العربي لأي فنان متمكن. لكن الطريق في مصر لم تكن سهلة يوما ما لأي فنان قادم من الخارج، فـ"وردة" التي كم هاجمها أنيس منصور في مقالاته قائلا "المطربة دي بتزعق وما بتغنيش"، أُبعدت عن مصر مطلع الستينات من القرن العشرين، لأسباب تتعلق بكبار رجال الدولة، ومُنعت من دخولها لغاية بداية السبعينات مع استلام السادات للحكم.. وفريد الأطرش تعرض لحرب شرسة من بعض…
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢
الأسبوع الماضي، نظمت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة محاضرة للأستاذ إبراهيم البليهي عنوانها: «كيف يكون للجهل علم». لم أعرف عنها إلا قبل وقت قصير من بدئها عن طريق رسائل هاتفية من الأستاذ البليهي والزميل محمد الحمادي. كان الحضور قليلاً قياساً بالحضور المعتاد في كثير من فعاليات أبوظبي الفنية والثقافية. وما أن بدأت مع الزميل محمد الحمادي بنشر مقتطفات من محاضرة البليهي على تويتر حتى جاءت أسئلة كثيرة، من أبو ظبي ودبي، تسأل عن مكان المحاضرة مستغربة عدم الإعلان مسبقاً عنها. قارنت ذلك الحضور الضعيف بحضور الشباب للفعاليات الثقافية التي تقام في بعض المقاهي ذات الصبغة الثقافية، في دبي وأبو ظبي، ويمكنني القول إن «المقهى الثقافي» يمكن أن يكون أكثر جاذبية لحضور الشباب. الزميلان سلطان العميمي وجمال الشحي ينظمان، من وقت لآخر، أنشطة ثقافية في مقهى جميل في أبو ظبي. غالبية الحضور هم شباب يحبون الكتابة والحوارات الثقافية. إنهما يستخدمان أسلوب تفاعلي – شبابي – في إدارة الحوار خلال تلك الفعاليات…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢
غريب أن يتحمس قادة الخليج كلهم أو بعضهم للاتحاد، بينما يثير قادة الرأي والمثقفون والمعارضة وبرلمانيون خليجيون شتى المخاوف والمحاذير، لنغتنم الفرصة كشعوب تتطلع إلى الوحدة، ولنمضي في مشروع الاتحاد ثم نطور ونتفق بعدها على التفاصيل التي تعرقل المشروع الآن، لنغتنم الفرصة السانحة فمزاج القادة نحو الوحدة قد يتغير، كما يمكن إيران أن تتعقل فتكف عن التدخل والضغط فتنتفي الأسباب الخارجية المشجعة على الاتحاد وقد قيل: «ربَّ ضارة نافعة». إننا نضيع فرصة قد لا تتكرر، حتى لشيعة البحرين، أعلى الأصوات المنتقدة والمتخوفة من المشروع، لم لا ينظرون إلى نصف الكأس الممتلئ، امتدادهم التاريخ والثقافي نحو إخوانهم في المذهب في شرق السعودية، لم يخدم جسر الملك فهد الواصل بين البلدين أحداً مثلما خدمهم في تعزيز صلة الرحم والتجارة بل حتى الثقافة والفكر مع إخوانهم في القطيف وما حولها، وكلنا إخوانهم، دعاني الصديق فؤاد نصرالله وهو ناشط ومثقف شيعي ومن وجهاء المنطقة إلى ديوانيته قبل أكثر من عام فالتقيت هناك بشيعة بحرانيين…
السبت ١٩ مايو ٢٠١٢
كتبتُ على الغلاف الخلفي لكتابي بيكاسو وستاربكس: «لا أؤمن بالأمثال كثيراً، وقلّما أستخدمها في حياتي؛ فالأمثال تجارب إنسانية لبشر مروا قبلنا، قد يخطئون وقد يصيبون، وكلامهم ليس من التنزيل حتى يُنزَّه عن الخطأ». ولا أؤمن أيضاً بالكليشيهات (أي الجمل المعلبة والدارجة في مجتمعاتنا) التي تنتشي غالبا بالسلبية، وتدل على تقارب الذوق الاجتماعي بشكل كبير يُغفل الذاتية، ويُهمش الإبداع الفردي، ويجعل الناس صوراً مكررة وباهتة. ولأنني لا أملك القدرة على إجراء بحث اجتماعي مع جامعة أو مركز أبحاث، فلقد آثرتُ أن أكتب مقالاً أثبتُ فيه فكرة كانت تؤرقني منذ السنة الثانية لبدئي الكتابة، وهي فكرة «الأفكار المُعلّبة». حيث لاحظتُ خلال مسيرتي الكتابية القصيرة، أن معظم الرسائل والتعليقات التي تصلني حول مقالاتي تتشابه جداً، حتى أن استشهادات القُراء والحُجج التي يستخدمونها تتطابق في أحيانٍ كثيرة. وعندما هاجمتُ في مقال الأسبوع الماضي المعنون بـ «أنا أكره شِكسبير» كتابات شكسبير واتهمتها بأنها سخيفة وسطحية، لم أتفاجأ بالشتائم اللاذعة التي انهالت علي طوال أسبوع كامل،…
السبت ١٩ مايو ٢٠١٢
أما أنا فأتعاطف قلباً وقالباً مع كل طالب يدرس في الخارج على حسابه مهما كانت ظروفه. ولا أظن أن إنساناً سيغامر بالدراسة والإقامة خارج وطنه لو لم يمتلك على أقل تقدير الحد الأدنى من الطموح في تغيير أحواله وتطوير ذاته. ولهذا فإنني أتمنى لو أن وزارة التعليم العالي -أو أي مؤسسة وطنية أخرى- تتبنى صندوقاً خاصاً لدعم الدارسين على حسابهم الخاص في الجامعات الأجنبية حتى تتم عملية ضمهم كلياً على البعثة. وليس صحيحاً أن كل من لم تنطبق عليه شروط البعثة غير جدير بالمساعدة أو الانضمام للبعثة. أعرف شاباً سعودياً درس الماجستير في كلية الصحافة بجامعة كولومبيا وعلى حسابه الخاص. أخبرني أن شروط البعثة لم تنطبق عليه. ومع ذلك أنجز تجربته العلمية بكل اقتدار. وأعرف شاباً سعودياً قُبل للتو للدراسة في جامعة هارفارد واضطر لتأجيل دراسته سنة كاملة من أجل البحث عن بعثة. وخارج دائرة الجامعات الشهيرة، يوجد العشرات من شبابنا الدارسين على حسابهم الخاص من المفيد أن يستوعبهم برنامج…
الخميس ١٧ مايو ٢٠١٢
فيما تعلن «أطباء بلا حدود» أن قوات بشار الأسد تطلق نيران بنادقها ومدافعها على المستشفيات وتقتل الجرحى وتعتقل الأطباء، ينتشر «شبيحة» الأسد حتى خارج سورية للدفاع عن النظام وتبرير جرائمه. في الإعلام العربي اليوم «شبيحة» بعضهم ينتمي للمدرسة التي تخرج منها أولئك «الشبيحة» الذين يبطشون بالأبرياء في المدن والأرياف السورية. أنا مع حق التعبير لمن يريد أن يدافع عن نظام الأسد. وطبيعي أن يكون له مؤيدون وأنصار في داخل سورية وخارجها. لكنني ضد بعض «الشبيحة» في بعض المؤسسات الإعلامية العربية ممن يتهم كل من يؤيد الثوار السوريين بالعمالة وخيانة الأمة. أم أنني لا أعلم أن بشار هو حامى حمى الأمة ومحرر القدس وقاهر الصليبيين؟ لك الحق أن تحب بشار وأن تعتقد أنه رجل طيب لكنه محاط ببطانة فاسدة. لك أن تبحث له عن مبررات تؤكد شرعيته السياسية. ولك أن تظن فيه أحسن الظنون. لكنني لا أسمح لك لحظة أن تحاول الاستهتار بفكري ومعرفتي وأنت تظن أن بقدرتك أن تبيعني بضاعتك…