جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٧ أبريل ٢٠١٢
نحن «الإخوان المسلمين»، لدينا مشروع اقتصادي وسياسي واجتماعي متكامل للنهوض بمصر، بل أوسع من مصر، ولكننا لن نتحدث كثيراً في ذلك الآن للمصلحة العامة، وإيماناً منا بمرحلية العمل، مشروع كهذا يحتاج فريقاً متجانساً، يكمل بعضه البعض، وبالتالي نفضل أن يقود هذا المشروع قيادات من الجماعة إن أمكن، فبعدما استقرت رئاسة البرلمان لنا، وضمنا أن يكون رئيس الوزراء «إخوانياً»، قررنا ترشيح أحدنا، بل أقوى رجالنا لرئاسة مصر، ليدير هذا الثلاثي مشروع النهضة الذي دعونا له منذ نحو قرن من الزمان، والذي نؤمن بأن الخير، كل الخير فيه لمصر والعرب والإسلام. ندرك أن الانتخابات حقيقية، لا يمكن طبخها مثلما كان يفعل الرؤساء السابقون منذ زمن عبدالناصر، وبالتالي إن لم نحسن التخطيط والتدبير، فقد تحمل ريحها لنا رئيساً لا نستطيع العمل معه، خصوصاً إن كان متديناً يجيد مخاطبة قاعدتنا الانتخابية، مثل حازم صلاح أبو إسماعيل، الذي لن يدين لنا نظاماً بالسمع والطاعة، ذلك أنه ليس عضواً في الجماعة، وإن ترشح باسمها في السابق.…
السبت ٠٧ أبريل ٢٠١٢
حينما أصدر أمير الرياض قراره بالسماح للعزاب بدخول الأسواق التي كانت محتكرة على العائلات جاء من يسأل: من يحمي العوائل من أذى العزاب؟ وإن طالب بعضنا بفتح دور السينما في مدننا كوسيلة مهمة في الترفيه والتثقيف قفز من يكرر السؤال: كيف نأمن من أذى المتطفلين والمزعجين؟ أما «أم القضايا» فهي قيادة المرأة للسيارة: كيف نضمن سلامة وأمن المرأة في الشوارع أو إن تعطلت سيارتها؟ ومع تقديري الصادق لمثل هذه الأسئلة، وفيها وجاهة وأهمية، فإن هذه الأسئلة تطرح سؤالاً مهماً بين سطورها: أين الأجهزة الأمنية من هذه المخاوف؟ تلك أسئلة تخفي أيضاً بين سطورها فكرة خطيرة ألا وهي أن المجتمع في نظرته وتعامله مع المرأة قد أصبح متخلفاً متوحشاً إلى درجة أن المرأة لا تأمن على نفسها إن قادها أي ظرف لتمشي وحيدة في الشارع العام. بل تحول العزاب -في نظرة المجتمع- إلى قطعان من الذئاب اللاهثة وراء أي امرأة في الأسواق والأماكن العامة. من أسس لهذه النظرة؟ ولنفترض أن هذه…
الجمعة ٠٦ أبريل ٢٠١٢
في المدينة الصاخبة بأضوائها وحركتها التي قليلاً ما تهدأ تعرف كم كنت محظوظاً في طفولتك التي تفاعلت أيامها مع نجوم السماء.من جرَّب تأمل السماء في الليالي المظلمة يتمنَّى -وقد صار ابن المدينة الجميلة- لو تنطفئ الأنوار كلياً لساعات كي يرفع رأسه فوق بحثاً غن نجوم السماء، تلك التي نشأ طفلاً يعدُّها نجماً نجماً ويعرف معظمها بالاسم والاتجاه. متى آخر مرة نظرت فيها للسماء وتأمَّلت في نجومها وبعض شهبها؟ أحنُّ أحياناً لليالي الطفولة في جبال السراة حينما كانت العلاقة بالطبيعة إنسانية خالصة نرفع عبرها رؤوسنا نحو السماء كأننا نكلِّم نجومها ونتابع حركتها. كبرنا وكبرت قرانا. هرب ظلام الليل من ليالينا. ولم نعد ننظر للسماء بحثاً عن قمرها ونجومها إلا نادراً. بل إن كسوف القمر -الذي كان مستحيلاً أن يفوتنا أيام طفولتنا- يحدث وينتهي وقد لا نعرف عنه إلا بعد رحيله بأيام. قبل مدة، هربت بسيارتي ليلاً من المدينة إلى الصحراء. بحثت عن الظلام الدامس وبالكاد وجدته. أطفأت أنوار سيارتي وأغلقت هاتفي…
الخميس ٠٥ أبريل ٢٠١٢
أبشركم أن السعوديين في حبهم للسينما لا يختلفون عن بقية شعوب الأرض. بل إن بعض مهرجانات السينما العربية تبشر أن المبدعين السينمائيين الشباب في السعودية هم من أبرز نجوم صناعة السينما الصاعدة في المنطقة. أمس نشرت «الشرق» -نقلاً عن «ذا ناشونال» الإماراتية- أن ربع مليون سعودي يزورون دور السينما في الإمارات سنوياً. ومن مشاهداتي، أظن أن الرقم يفوق ربع المليون كثيراً. ففي مواسم زيارات السعوديين للإمارات ترى حضوراً سعودياً كاسحاً في دور السينما. ولم أشاهد منظراً مخلاً بالأدب في صفوف السعوديين الزائرين لدور السينما. والإجراءات الأمنية الصارمة لن تسمح أصلاً بمضايقة العوائل لا في السينما ولا خارجها. أما الخوف من محتوى الأفلام على عقول الناس كما يعلل بعض ممارسي الوصاية على عقول الناس فما الفرق بين ما يعرض في السينما وما يعرض على شاشات التلفزيون في البيوت وغرف النوم؟ بل إن أغلب الأفلام التي تعرض في دور السينما تبث لاحقاً عبر شاشات التلفزيون. في البحرين أيضاً رأيت طوابير السعوديين أمام…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الأربعاء ٠٤ أبريل ٢٠١٢
ـ 1 ـ على الرغم من اشتغال كثير من النقاد على مصطلحي "الرؤية" و"الرؤيا" في الدراسات النقدية إلا أن المسألة ظلت نخبوية، ولعل سبب ذلك دخولهم في التراكيب اللغوية الخاصة التي يتطلبها النقد، ما جعل المتلقي العادي يكتفي بالنص الذي يستشف بفطرته ما هو موجود بين مفرداته. وتبقى "الرؤيا" النابعة من حالة الحلم بالمستقبل، مع "الرؤية" الواقعية البصرية المنطلقة مما هو كائن، من الأمور الملتصقة بالإنسان أينما كان. ـ 2 ـ اتّكأ أتباع المدرسة السريالية في الكتابة الأدبية منذ نشأتها بدايات القرن العشرين على الحلم في حالة من اللاوعي المتداخل مع العقل الباطن فأنتجوا نصوصا غريبة لم يتقبلها معظم الناس آنذاك وما زالت المجتمعات لا تستسيغ الكتابة السريالية، فالتصوير غير الواقعي وإطلاق الخيال وتكريس الأحلام اعتمادا على نظريات "فرويد" لم تكن في حالتها الأدبية متوهجة كما في حالتها الفنية التشكيلية، فـ"أندريه بريتون" وصحبه لم يحققوا المنجز أدبيا، فيما كان وجود مبدع مثل الإسباني الراحل سلفادور دالي من أهم عوامل الانتشار…
الأربعاء ٠٤ أبريل ٢٠١٢
شاهدت قبل البارحة نشرة الأخبار على قناة المنار التابعة لـ «حزب الله» لأشاهد الدجل الإعلامي كما لم أشاهده من قبل. فرئيس الاستخبارات الإسرائيلية – حسب المنار – يعد صمود بشار الأسد هزيمة لإسرائيل. والكويت والإمارات وسلطنة عمان ومعها البحرين تتبرأ – سراً – من سياسات السعودية وقطر الرامية إلى إسقاط بشار. لم أفهم كيف أن صمود بشار وقتله لعشرات الآلاف من السوريين ودكه للمدن السورية بدبابات الجيش السوري هي هزيمة لإسرائيل! لقد ملت الشعوب العربية – في غالبها – من هيمنة أنظمة عسكرية قمعية كل حراكات المجتمع باسم المقاومة و مواجهة الاحتلال. يا أخي ذبحتونا بـ«المقاومة» التي لم تطلق معها رصاصة واحدة ضد المحتل. في سوريا، لا يقل الاحتلال الأسدي قبحاً وعنفاً عن مثيله الإسرائيلي. فاحتلال آل الأسد سرق كل مقومات وقدرات بلد عريق مثل سوريا على أصعدة الاقتصاد والإبداع والإنتاج. وشرد عشرات الآلاف من الشباب السوري بأساليبه القمعية و تخلف اقتصاده وقبضته الأمنية على كل شاردة وواردة. فكيف تشعر…
الثلاثاء ٠٣ أبريل ٢٠١٢
لم أستغرب «بدائية» الدكتور أحمد الكبيسي في تعامله مع سيدة اتصلت به عبر برنامجه على قناة دبي (وأُخر متشابهات) لتبدي وجهة نظر مختلفة و إذا به يصب عليها نيران غضبه ويقاطعها بصراخه المعهود وينهي مكالمتها قبل أن تكمل سؤالها. ثم انفعل مرة أخرى مع متصل آخر ليدعو الله أن يحشره – المتصل – مع معاوية. هل من أخلاق «الداعية» أن يشتم على الهواء و يصرخ في وجه كل من يختلف معه و لا يعطي فرصة لسائله أن يكمل سؤاله؟ أنا لم أستغرب ديكتاتورية الكبيسي في التعامُل مع من يختلف معه. قبل سنتين وأثناء تسجيلي لبرنامج «المنتدى» على تلفزيون دبي، سجَّلنا حلقة عن المرأة والتنمية في العالم العربي. كان الكبيسي أحد ضيوف الحلقة مع الأكاديمية التونسية الدكتورة نائلة السيليني. لم يُعجب الكبيسي أن تتجرأ الدكتورة على الاختلاف علناً معه. بعد تسجيل الحلقة اتصل بي مراراً لإقناعي بعدم بثِّها. ولم يترك وسيلة للضغط على إدارة القناة لإلغاء الحلقة. وبعد نقاشات طويلة مع…
الإثنين ٠٢ أبريل ٢٠١٢
لا أحب الأحكام الجاهزة على الأفكار أو الأفراد. وكثيراً ما أحذِّر من استعارة الأحكام والآراء الجاهزة في القضايا والأفكار والناس. احكم بعقلك أنت لا بعقل غيرك. لا تترك الآخرين «يستغفلونك» وهم ينوبون عنك في التفكير والحكم على الأفكار والأشياء من حولك. كثيراً ما نلتقي شباباً يتعامل مع القضايا حوله بنتيجة قاطعة لا يريدك أن تناقشه فيها. وحينما تأخذ وتعطي معه قليلاً تكتشف أنه قد حكم على مسألة النقاش نقلاً عن حكم غيره. الأفكار – مثل الناس – تبدو من بعيد مختلفة عما هي عليه من قريب. وحينما تحكم على الناس عن بعد ستكتشف لاحقاً أن في حكمك ظلم أو قصور. تعرَّف على الناس جيداً قبل أن تختزلهم في حكم مستعجل أو جاء وليداً لانطباع تنقصه الدقة. وكذلك الأفكار والآراء. ألتقي أحياناً بشباب رائع لكنه لا يلبث أن يخبرني همساً: اسمح لي كنت أظن فيك السوء. وكثيراً ما أنصح: ابحث أولاً في رأيك. اقرأ. اسأل. حاور. ناقش. ثم استنتج حكمك بنفسك.…
الأحد ٠١ أبريل ٢٠١٢
للسنة الثالثة، أحضر معرض أبو ظبي للكتاب، الذي بات يشكل اليوم حدثاً ثقافياً مهماً في الإمارات. كأنك في حفل بهيج يحتفي أصحابه بالثقافة والكتاب. أعجبت جداً بطريقة التنظيم وبأناقة المكان ونظافته. ولفت انتباهي هذا الحضور الكثيف للعوائل الإماراتية والعربية، وحرصها على شراء الكتاب وحضور ندوات وفعاليات المعرض. في ركن توقيع الكتاب بدار كتّاب للنشر، جلس راشد النعيمي، وزير خارجية الإمارات الأسبق، للتوقيع على كتابيه، زايد: من مدينة العين إلى رئاسة الاتحاد، وشاهندة، رواية قديمة أعادت نشرها دار كتّاب. وبعد أن غادر المكان بدقائق جلَست في ذات الركن كاتبة إماراتية شابة، كلثم صالح، للتوقيع على إصدارها الأول: صنع في الجميرا. وخلال هذين التوقيعين، اصطف عشرات من الشباب الإماراتي للتوقيع على نسخهم والتصوير مع المؤلفين. وما بين «شاهندة» و«صنع في الجميرا» عقود من التحولات الثقافية المهمة في الإمارات والخليج أفرزت اليوم جيلاً يشكل احتفاءه بالكتاب بشرى خير للثقافة في منطقتنا. وفي زاوية أخرى من المعرض، في ركن دار مدارك للنشر، كان الكاتب…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
اِجمَعْ عدداً من الخبراء الاستراتيجيين ورجال السياسة واسألهم، كم من الوقت حتى يسقط بشار الأسد؟ سيختلفون، إلا على شيء واحد، وهو أن فخامته يريد أن ينتصر والأدهى أنه يعتقد أنه سينتصر. أمر آخر متفق عليه، أنه لا يحارب ويدافع بشراسة عن «رئاسته» وإنما عن مصلحة الطائفة، فهو يعلم أن كبار الطائفة هم الذين نصبوه رئيساً من أجلهم، ليس لأنه الأذكى والأحق، وإنما لأنهم لم يستطيعوا أن يقدموا أحدهم للمنصب ويتفقوا عليه من غير «انقلاب»، لذلك قدموا طبيب العيون على الجنرالات ورجال الأمن، لمجرد أنه ابن الرئيس الذي فعل المستحيل وغير مسار التاريخ لمصلحة الطائفة المهمشة. إنه يقاتل ويناور ويكذب من أجل الطائفة، ما يحد من قدرته على التفاوض وقبول أنصاف الحلول (لذلك لا ينبغي توقع الكثير من إعلان مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان أن النظام قبل بخطته للسلام)، ففي حالة الأسد، حين تحكم أقلية الغالبية بالقوة، تختصر اختياراتها بين النصر أو... الموت، «موتنا جميعاً، نحن أبناء الطائفة، بالطبع لن نموت…
السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
حليمة أم لخمسة أطفال، تخرج كل صباح مع جاراتها في «تشاد» بحثاً عن شيء يسددن به رمق أطفالهن، وبسبب المجاعة التي تعصف بكثير من الدول الإفريقية، تقوم حليمة ومن معها بالبحث عن بيوت النمل واستخراج الحبوب التي خزّنها على مدار أشهر، ثم يطبخنها ويطعمنها لأطفالهن، وهذه كما تقول حليمة، هي الطريقة الوحيدة الباقية للحصول على طعام. وإذا شاهد أحدكم تقريراً على التلفاز عن المجاعة في إفريقيا فإنه سيرى بأن الذباب يجتمع على أعين الأطفال، وذلك لأن دموع الأطفال هي مورد الماء الوحيد المتوفر للذباب! نعم، لقد وصلت المجاعة إلى هذا المستوى السحيق والمرعب، ففي كل عام يموت قرابة 7.6 ملايين طفل من الجوع حول العالم، وهناك قرابة مليار شخص يعانون من الجوع، ومليار آخرون يعانون من الفقر المدقع. قرأتُ هذه الأرقام لأحد الأصدقاء فقال لي: «وما شأني أنا بحليمة وأطفالها؟» فعلاً قد لا نكون مسؤولين عن مشكلات الجوع والفقر في العالم، ولكننا بالتأكيد مسؤولون عن الجوع الروحي الذي ينهش في…
السبت ٣١ مارس ٢٠١٢
غرفة الانتظار: جمعتنا غرفة الانتظار في المستشفى كان بقلق ينتظر مولوده الجديد وكل علامات الارتباك والخوف تراها واضحة في مشيته ذهابا وإيابا. كان ينتظر القادم الجديد بشغف أب وصبر وحب. الانتظار قد يكون صعبا عندما لا تعرف ماذا تنتظر، غرفة العمليات مليئة بالأسرار مادمت بعيدا في غرفة الاتظار. بفرحه حمدالله بعدها عندما عرف أن مولوده الجديد سليم ومعافى فقد كان أبا بارا لولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة سخر لهما جل وقته لرعايتهما و جاء الثالث بصحة جيدة ومن هنا تبدأ الحكاية. الصمت أحيانا لا يعني الصمت: هناك أشياء لا نعلمها عن معاناة آباء وأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة وتفاصيل الحياة اليومية المتعبة جدا والمرهقة لهم وهم يروون فلذات أكبادهم يختلفون عن الأبناء الباقين هذا المشهد المتكرر اليومي يبعث على الحزن وفيه الكثير من الصعوبة على الآباء والأمهات الذين يواجهونه بكثير من الجلد والكتمان والصمت ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية ويحاولون أن يرسموا ابتسامة طبيعية على وجوه أتعبها الحزن. كنت أرى كل هذه…