الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢
حينما تدورالدوائر، قريباً، على بشارالأسد فلن تكون نهايته أحسن حالاً من أمثاله وآخرهم معمرالقذافي. لم يستوعب بشار، وهو طبيب العيون الذي يبدوأنه بحاجة لأطباء عيون لعله يبصرالحقيقة، أن الزمن الجديد كفيل بكشف جرائمه كاملة وجرائم والده وعمه من قبله. يخبرني رجل ثقة من أهل درعا أن بشار ما زال يطلق “خنازيره” المتوحشة تعيث فساداً لا مثيل له في قرى وأرياف سوريا. أقسم لي أنهم يغتصبون البنات الصغيرات والنساء وحتى الأولاد أمام أهاليهم. وحينما قبضوا على رجل اشتبهوا في اسمه أعادوه بعد ساعات وقد قلعوا أظافره وكل أسنانه قبل أن يكتشفوا أنه لم يكن المقصود. ماذا لو كان هو فعلاً من كانوا يبحثون عنه؟ قناة “اليوتيوب” مليئة بأحدث مشاهد الرعب والقهر على أيدي شبيحة الأسد وجهازه الأمني المجرم. ومع ذلك ما زالت جامعة الدول العربية البائسة تبحث عن حل سياسي كذلك الذي أنجز في اليمن. ومهما قيل في علي عبدالله صالح وأجهزته الأمنية فالحق أنه لم يسجل ضده حالة انتهاك شرف…
الإثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢
الله عليكم يا (السعوديين)! لا هم عندكم هذه الأيام إلا الملكية الفكرية وحقوق المؤلف وتأديب كل من يسطوعلى أي فكرة بتقليدها حتى وإن كُتبت قبل ألف سنة. ولهذا فإنني أقترح على المنافحين عن حقوق المبتكرين عندنا أن يرفعوا قضية سطو ضد مؤسس شركة تويوتا وعدد آخر من الشركات المصنعة للسيارات لأنهم “سرقوا” الفكرة من شركة مرسيدس الألمانية ومهندسها الشهير بنز. بل وأقترح رفع قضايا ضد من يسمي مولوده باسم سبقه إليه أحد. فمن يسمي (محمد) فقد سطا على الإسم. وسيعود الفضل للسعوديين في القضاء نهائياً على مفهوم “توارد خواطر” أو “اقتباس” ومن يكرر فكرة سبقه إليها آخر – خاصة إن كان هذا الآخر سعودي الأصل والمنشأ – فهو بلا جدال سارق أفكارغيره وعن سابق قصد. ومن اليوم لا يجوزأن نكتب عن أضرارالتدخين وخطرالمخدرات ولا عن أهمية الحوارأوحتمية سقوط بشارلأننا إن فعلنا فقد سطونا على أفكار غيرنا. وعليك أن تضع “عطستك” بين قوسين لكيلا تتهم بسرقة فكرة من سبقك. يعجبني “جماعتنا”…
الأحد ٢٩ يناير ٢٠١٢
كتب الصديق العزيز صالح الشيحي قبل سنتين (9 ديسمبر 2009) مقالاً وصف فيه المعجبين بالتجربة الإماراتية – من أمثالي – بالمتآمرتين. أعجبت جداً بهذا الوصف لأنني – عملياً – “مُتأمرت” بل أحياناً متطرف في “الأمرتة”! لم أعد مضطراً لشرح أسباب إعجابي بالتجربة الإماراتية إذ يكفي أن الإمارات اليوم تستقبل مئات الآلاف من السعوديين سنوياً للسياحة والتجارة والدراسة والإقامة شبه الدائمة. لكنني أعود لمصطلح “الأمرتة” كي أحتفي به. يا رجل: لقد أنقذتنا “الأمرتة” – ولوقليلاً – من وصمنا الدائم بــ”الأمركة” وما يصاحبها من أوصاف بعضها يكاد يخرجنا من الملة! التغيير والتجديد مطلوبان: يوم أمركة وآخر أمرتة! أليس فينا من يختزلك في وصفة واحدة؟ وأيهما أكثر قبولاً: أن توصف بالبعيد – متأمرك – أم بالقريب – متأمرت-؟ لكنني جدياً أسأل: أليس الأولى أن نحتفي بتجربة عربية خليجية مختلفة صرنا نضرب بها مثلاً عند الطموح ببنية تحتية جيدة ونمط حياة يحترم اختيارات الفرد وخدمات متقدمة وأمن مستتب ومطارات خالية من طوابير الانتظار؟ أنا…
السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
أحب في محمد الرطيان صفات كثيرة، فكره وقلمه وصدقه وتعاليه على «جدال» ليس فيه سوى «مضيعة للوقت». استيقظت صباح أمس على إطلالته الجميلة مع زميلنا المتميز علي مكي في الشرق. تلك بداية خير في يوم جمعة ارتبط عندي حديثاً بربيع الخير العربي. محمد الرطيان ساهم في كسر احتكار أهل الفن والرياضة والوعظ للنجومية. صار عندنا اليوم الكاتب النجم. ونجومية محمد التي اكتسبها بصدقه وجهده و»عرق جبينه» جاءت في بساطته وفي قربه من الناس وهمومها وتطلعاتها. لا أملّ قراءة سطور محمد. تطربني «قنابله» حينما يواجهنا بحقائق التراجع العربي. والانكسار العربي. كان وما زال نجماً فعليا. تعاتبني رسائل من محبيه لماذا لا أستضيفه في برنامجي. فأوجه له السؤال: يا محمد: وبعدين معاك؟ فيرد عليّ بطيبته وضحكته الشهيرة معترفاً أن سبب التأخير هو خوفه من ركوب الطائرة. الرطيان يمشي – في كتاباته – كثيراً على حافة الهاوية وبين ألغام خطره وما زال محترفاً في رشاقته وهو يراقص المحاذير بين سطوره وفي أعماق كلماته.…
السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
قامت الصحافة الخليجية ولم تقعد عندما حكمت المحكمة على د. عائض القرني بدفع غرامة مالية قدرها 330 ألف ريال لسرقته 90% من المادة التي ضمّنها في كتابه (لا تيأس) من كتاب (هكذا هزموا اليأس) للكاتبة سلوى العضيدان. لم تكن المشكلة الرئيسية في السرقة فقط، ولكنها في أن الشيخ عائض قد نفى في البداية سرقة مادة سلوى، ثم اعترف لاحقاً بذلك! ولستُ هنا في صدد تحليل هذه القضية التي صدر فيها حكم محكمة، ولكنني تابعتُ الحوارات الدموية التي انتشرت في تويتر يوم صدور الحكم، ولاحظتُ كيف اختلف المغرّدون، بشراسة، حول مفهوم السرقات الأدبية. حيث يُبالغ كثير من الناس اليوم في وصف هذا المصطلح؛ فلا يكاد أحدهم يكتب شيئاً، في تويتر على وجه الخصوص، إلا وينبري له من يتهمه بالسرقة. حدث قبل أيامٍ أن كتبتُ تغريدة اقتبستُها من مقال نشرته قبل عدة سنوات عن التسامح، فظهر لي شخص لا أعرفه وقال لي بأنه كتب نفس الكلام قبل قليل وطلب مني إيعاز الفضل…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
إنه أفول الهلال الشيعي وليس الشيعة ولا حتى إيران الذين سيبقون نسيجاً متداخلاً مع آخر ليرسم لوحة عالمنا الإسلامي الممتد بتنوع مذاهبه وحضاراته، إسلام ممتد من جاكرتا إلى كازابلانكا. بل يعود التسامح، وتنتعش مدارس الاجتهاد في الحوزات، وتعود إيران جارة وشريكاً، منشغلة باقتصادها وصناعاتها، تبحث عن أسواق مفتوحة لا خلايا سرية، إنه أفول مشروع ولاية الفقيه التوسعي، المعاند للتاريخ والجغرافيا والذي بات خارج الوقت في زمن «الربيع العربي».. هل هذا ممكن؟ نعم فالتاريخ يكمل دورته اليوم. لقد بدأت الحرب التي طالما تحدث عنها العالم وتوقعها بين الغرب وإيران، من غير إعلان صاخب وصواريخ وطائرات، بدعم ومشاركة بشكل أو بآخر من دول المنطقة. المهم أن تبقى إسرائيل بعيدة حتى لا تخرب المشروع الكفيل بتغيير وإراحة المنطقة وكذلك الشعب الإيراني وعموم الشيعة. بدأت الحرب على 3 جبهات، ويبدو أنها تحقق تقدماً في الداخل الإيراني، الأولى حظر استيراد النفط الإيراني، والثانية محاصرة البنك المركزي هناك، والثالثة في سورية. الأوربيون دخلوا الحرب الأسبوع الماضي…
الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٢
حينما تستيقظ مبكراً وفرحاً لأنك لن تذهب لعملك فذلك مؤشر أنك تعمل في المكان الخطأ. من علامات السعادة أن نذهب مبكراً لأعمالنا وكلنا تفاؤل وحماس وطاقة إيجابية. من أكثرمعطلات الإبداع العمل في مكان لا نطيق الذهاب إليه. ومن أبرز محفزات التميز والابتكار أن تكون بيئة العمل مغرية وممتعة لكل أفرادها. الإداري الناجح يعمل على صناعة بيئة عمل إيجابية. أما الإداري الفاشل هو ذلك الذي يغطي على مساوئه الإدارية بخلق أجواء من التوتر في مؤسسته حتى يصبح بعض موظفيها مثل «المخبرين السريين» في جهاز أمني بينما الآخرون ينتظرون متى تحل بهم المصائب! مشكلة أن يصبح هم الموظف كيف يتآمر ضد زملائه أو كيف يتجنب مؤامراتهم. أدرك أننا لا نعيش في عالم مثالي. وأعرف أننا لسنا ملائكة ولا أنبياء. لكن لغة عصرنا اليوم هي الإبداع والمنافسة الخلاقة. وما دمنا – موظفين ومديرين – منزحمين بهموم أبعد ما تكون عن الإنتاجية والابتكار والرؤية البعيدة فكيف ننتظر تنمية جادة ومنافسة مع الناجحين في الغرب…
الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢
كيف ينجح المرء في بيئة لا تهيئ للمرء سبل النجاح؟ وكيف يفشل آخر في بيئة مهيأ فيها كل أسباب النجاح؟ النجاح منظومة متكاملة يتداخل فيها الحظ مع التعليم مع الجهد مع المغامرة ومع أشياء أخرى، نعرفها ولا نعرفها. والأهم أن نعرف معنى النجاح؟ للأسف فإن النجاح عندنا يختزل في الثراء أو في المنصب الكبير! النجاح عندي أن تصل إلى هدفك الذي رسمته بنفسك لنفسك. الإنسان الطموح لا يرضى بدون ما تمناه لنفسه. فإن أغلق في وجهه باب طرق أبوابا أخرى. وإن ضاقت به أرض رحل لأخرى. الناجح ينتصر دوماً لنفسه بالمحاولة من جديد. إنه يرفع سقف طموحه كلما حقق هدفه. النجاح مسيرة مستمرة لا تتوقف عند منجز واحد نتقاعد بعده. ثمة وصفة مشتركة للنجاح: تحديد الهدف ثم العمل مع الإصرار على الوصول إليه. لا تنتظر أن يطرق النجاح باب بيتك وأنت على سرير نومك. ولا تقل إن أبواب النجاح مغلقة لأن باباً سد في وجهك. اقرأ في تجربة النجاح وستجد…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢
كثيرا ما رُبط التطور باحترام الوقت، فذلك يعني الانضباط في مختلف المجالات ويعني الإنجاز والإنتاج وهو "حالة ثقافية" تتكون مع التربية وسني التعلم الأولى، فنجد مجتمعات ترتقي فيها "ثقافة احترام الوقت" وأخرى تختفي فيها، وكم تندر العرب على أنفسهم وعلى الذين يتأخرون عن مواعيد محددة لإلقاء كلمة أو لافتتاح إحدى الفعاليات من ندوات أو معارض وغيرها. وكم حدد بعضنا موعدا "بعد العشاء" للقاء صديق أو لزيارة، متجاهلين عدم دقة الوقت. كل ذلك ناتج عن تراكمات في الثقافة المجتمعية تكرس عبرها تمييع الوقت، وعدم الانتباه إلى أن دقته تؤدي إلى أمور كثيرة تنتظم من خلالها باقي أمورنا الحياتية. أشياء من التاريخ وفهم الوقت وإشكالية التطور الحضاري ونقيضه قادتني منذ يومين لزيارة "معرض فن الساعات الكبير" بمدينة جميرا في دبي، وما إن رأيت المعروضات القديمة والحديثة وشخصا منهمكا على تركيب قطع دقيقة في إحدى الساعات أمام رواد المعرض حتى تذكرت براعة العرب قديما فيما سمّي علم الحيل. عدت إلى الحكاية الشهيرة التي…
الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢
ليت جامعة الدول العربية “تغسل يدها” تماماً من الشأن السوري. إنها اليوم فقط معطلة للقرارات الدولية المرتقبة ضد بشار الأسد ونظامه الطائفي. وكل هذا التعطيل لا يخدم سوى أجهزة الموت التابعة لنظام بشار كي تُسفك المزيد من الدماء وتمارس المزيد من التعذيب. أكاد “أبصم بالعشرة” أن أغلب من يتداول الشأن السوري سياسياً يعرف أن بشار -ككل الطغاة في التاريخ- على يقين تام أنه لن يقدم أي تنازل ناهيك عن قبول فكرة التنازل عن سلطاته لنائبه حتى وإن كان شكلياً كما في الحالة اليمنية. بشار اليوم يحتمي بالطائفة وبتخويف الناس من الحرب الأهلية والإرهاب. لم تعد اللعبة غامضة على أحد. الطائفة في سورية هي الحاكمة. فضابط صغير من طائفة الرئيس يملك من السلطات ما لا يملكه “لواء” من طائفة أخرى أعطي الرتبة فقط لذر الرماد في العيون. واجهات النظام السياسية، من نائب الرئيس ومن في دائرته، ليسوا سوى واجهات “تمثيلية” لإخفاء الصبغة الطائفية على نظام الأسد. وهو اليوم يُجيش طائفته -وفيهم…
الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢
تخرجت في الجامعة وأنا لا أستطيع أن أكتب جملة واحدة بالإنجليزية. كنت -مثل مئات الآلاف من أبناء جيلي- من “مخرجات” التعليم السيء جداً خصوصاً في اللغات الأجنبية. كان لدينا مدرس لغة إنجليزية في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ودرسنا موادا “إنجليزية” في الجامعة لكن أغلبنا لم يتعلم شيئاً. كان المناخ العام لا يشجع أصلاً على التعلم. فلا المعلم يعرف اللغة الإنجليزية ولا الطالب مهتم أصلاً. ولم تكن هناك رقابة على جودة التعليم ولا قياسات لمستوى الطلاب. وحينما خرجت إلى العالم الحقيقي، في العمل والسفر، أدركت مباشرة “خطيئة” التعليم في بلادي وأطلقت “اللعنات” على من خذلني -على مدى السنوات الماضية- ولم يهيئني لدخول معترك الحياة مسلحاً بلغة العالم الجديد. قال أجدانا “إن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر”. ومهما تعبنا -بعد الجامعة- في إجادة لغات أجنبية تبقى المعاناة مستمرة لأن اللغة تحديداً تصبح سهلة وممتعة حينما نتعلمها في الصغر. ولأننا في عالم جديد لغة اقتصاده وثقافته ليست العربية فنصيحتي أن نعمل حتى المستحيل…
الإثنين ٢٣ يناير ٢٠١٢
في السياسة، نسمع أحياناً بالدولة الفاشلة. تصبح الدولة فاشلة حينما تتعطل مؤسساتها أو تكون مؤسساتها مجرد حبر على ورق. وحينما تصل الدولة إلى قائمة الدول الفاشلة تهب دول العالم مستنفرة لتجنب مشكلات الدولة الفاشلة ومخاطر فشلها على الأمن والاقتصاد والعلاقات الدولية. أي أن أذى تلك الدولة الفاشلة يتعدى حدودها وأحياناً محيطها. وعلى هذا القياس لك أن تتأمل في حال الشركة الفاشلة. لكن الكارثة الأكبر أن تكون تلك “الشركة الفاشلة” تمتلك كل مقومات النجاح ومع ذلك تبقى فاشلة. أن تبني بناءً جديداً أسهل أحياناً من ترميم بناء قديم أو على وشك الانهيار. خذ على سبيل المثال مطار ما في مدينة ما صرفت على “دراسات” تطويره مليارات وبقي هو ذات المطار. وما زالت مليارات “الدراسة” تتدفق وما صلح المطار ولن يصلح. خلاص: المسألة محسومة ومعروفة حتى لمن لم يركب طائرة في حياته. هذا – باختصار – مطار فاشل. وتلك شركة نقل عملاقة ينطبق على حالها المثل الشعبي الشهير: “من جرف لدحديرة”! مسكينة،…