آراء

هكذا ركعت رويترز!

السبت ١٩ نوفمبر ٢٠١١

«هذه الحملة وراءها علي محسن.. لا بل تدعمها قناة الجزيرة بتمويل قطري.. المؤكد إن من قادها مقربين لصالح»... هذا جزء من الاتهامات التي أطلقت ضد حملتنا «رويترز في جيب الحكومة» وبالإنجليزي «Shame on Reuters عيب على رويترز». رأيت أولا خبر التشكيك في نوايا القائمين على الحملة لدى العديد من الصحفيين منهم صديقة عزيزة لي ليس لها أي نشاط في عالم تويتر ولا تعرف بخلفيات القصة.. عندما أجبتها بأن من وراء الحملة ضد عمل مراسل رويترز مترجماً للرئيس صالح وسكرتيراً خاصاً هو أنا وناشطين شباب آخرين على صفحات تويتر .. كانت إجابتها: «لا يمكن ذلك .. لماذا ستلتفت رويترز لليمن؟ منذ متى رويترز تهتم باليمن.. الأكيد إن هناك هدف غير نزيه من وراءها!». طبعاً هذا الرد آلمني كثيراً واعتبرته استخفاف بقدراتنا نحن الشباب.. خاصة أني أعلم تماماً كيف بدأت الحملة من الألف للياء، ومن كان معها ومن ضدها ومن شارك فيها فرداً فرداً.. ورأيت كيف كبرت أمام عيني تغريدة صغيرة في…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

«هلال الإخوان القادم» مواجهة أم تعاون؟

السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١١

لن يصدقني أحد عندما أقول إن خطاب «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» بعد اكتساحها أول انتخابات حرة في الجزائر عام 1990 وآخرها، لم يختلف كثيراً عن خطاب حركة «النهضة» التونسية، الذي أثار إعجاب الجميع بعد انتصارها الأخير، إلا بالقدر الذي تختلف فيه الجزائر ثقافياً عن تونس، وهو اختلاف لا يزال قائماً بعد عقدين من الزمان منذ مذبحة الديموقراطية في الأولى. سيقول أحدهم إن «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» أخافت عموم الجزائريين بعد فوزها، وتوعدتهم انه حان الوقت أن يغيروا حتى عاداتهم في المأكل والمشرب. إنه زعم غير صحيح نتج عن حملة تضليل تعرض لها العقل العربي حان الوقت أن نفرز بروح حرة خبيثها من طيِّبها. كنت في الجزائر وقتها أغطي انتخابات غير عادية في زمن كاد أن يطلق ربيعاً عربياً مبكراً، وتحرّيت عما تناقلته وكالات الأنباء فثبت لي عدم صدقيته. نعم، كانت الجبهة خليطاً من شتى التيارات الإسلامية، سلف وإخوان وجزأرة ومستقلين، ولكن نجح شيخها عباسي مدني في ضبط إيقاعها بقدر ما يستطيع. كانت…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

الجامعة وسورية والمعارضة والعرب

السبت ٠٥ نوفمبر ٢٠١١

«لنفترض أن النظام السوري أوقف العنف، هل أنتم مستعدون لقبول مبادرة الجامعة العربية والتفاوض معه؟»، سألت مذيعة نشرة الأخبار على محطة «العربية» عضو المجلس الوطني السوري المعارض محيي الدين اللاذقاني، فأجاب بسرعة وحيرة معاً «افتراض صعب، الآن هو يقصف حي بابا عمرو في حمص، تصلنا أنباء عن سقوط شهداء ولم يجفّ حبر المبادرة بعد...»، تقاطعه المذيعة: «ولكن لنفترض انه أوقف العنف، هل ستقبلون بالتفاوض؟»، شعر القيادي المحاصر ان عليه أن يجد جواباً محدداً بنعم أم لا، فأجاب: «سنجتمع... نعم، لا أحد يريد حمام دم، إذا أوقف العنف يمكن حينها...» لم يستطع أن يلفظ كلمة «التفاوض» فالثقة مفقودة، والدم سيّال. ولكن لنفترض، مجرد افتراض، أن النظام السوري يوقف العنف ويسحب الدبابات ويسمح بالتظاهر السلمي وللإعلام الأجنبي ومراقبين من الجامعة العربية بدخول سورية... إلى آخر خريطة الطريق التي أعلنها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ودعا النظام إلى تطبيقها «من دون لفّ أو دوران»!! من الصعب التفاؤل، ولكن تحليل ردّ فعل وأسباب…

علي الظفيري
علي الظفيري
كاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004. يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.

الحاكم بأمر الله!

الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠١١

يختلط الأمر على الناس في فهم النقد الموجه من قبل «المواطن» لأداء السلطة في بلاده، يخلطون بين استخدام الأدوات النقدية في تقييم الأداء العام وبين حالة الحب والكره، يحدث هذا عن جهل مصحوب بنوايا حسنة أحيانا، وعن سوء نية أحيانا أخرى من قبل المنتفعين أو الراغبين بالانتفاع من السلطة على حساب الوطن وقضاياه وهمومه ومواطنيه، سوء النية والتحريض المتعمد من قبل البعض وهم غالبا من الكتاب والصحافيين بكل أسف، يكون علاجه التسفيه والتجاهل والتحقير من هذا السلوك النفعي غير الأخلاقي الذي لا يمت للمهنة بصلة، ويجب أن تكون عملية الاحتقار جماعية وعامة وعلنية لكل شخص يمتهن هذا الدور، أما الخلط الحاصل بسبب الجهل والظن الخاطئ فتكون مواجهته بالتوضيح ومزيد من التوعية عبر كل الوسائل المتاحة، لأن النتيجة التي نصل لها في الحالتين خطيرة، وهي تنميط الكتلة النقدية في المجتمعات ووصمها بصفات ذات مدلول سلبي عند المتلقي، كأن يوصف أحدهم بالمعارض في مجتمع مثل مجتمعاتنا الخليجية المحافظة، وذلك بغرض التحريض أولاً،…

علي الظفيري
علي الظفيري
كاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004. يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.

تونس الجديدة!

الأربعاء ١٩ أكتوبر ٢٠١١

حين يقف المرء أمام فئة متشددة من التيار الإسلامي بفرعيه السني والشيعي في المنطقة العربية تطرح قضايا لا تمت للواقع بصلة، وتتحالف مع السلطة السياسية المستبدة بشروط مجحفة جدا، ولديها القدرة الغريبة على إثارة النقاشات الهامشية وغير المهمة، وتقف حدودها عند مظاهر الأشياء وأنماط السلوك بغض النظر عن طبيعة المنظومة المتكاملة المحيطة بها، حينها يحق للمرء تسجيل الملاحظات وإبداء التحفظات وعرض المخاوف والتردد في قبول هذه الحالة، بل مواجهتها بشدة وعدم التراخي في ذلك. أما أن يقف المرء أمام خطاب تنويري متقدم يقول فيه رائد من رواد الإسلام السياسي المعاصر مثل الشيخ راشد الغنوشي، «إن الأولوية الآن لإقامة الدولة الديمقراطية وتشغيل الشباب للقضاء على البطالة وإعادة عجلة الإنتاج، وليس الحديث عن تطبيق الحدود ولا فرض الحجاب ولا الحديث عن الولايات للمرأة والقبطي، فمن حق الجميع الترشح لأي منصب دون تفرقة ولا تمييز، ولا يوجد ناطق باسم الألوهية في الإسلام، والمجتمع المسلم هو المجتمع الذي يطبق صحيح الإسلام ولا ينشغل في…

علي الظفيري
علي الظفيري
كاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004. يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.

مقترحات لمواجهة إيران..مقترحات لمواجهة إيران..

الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١١

يحدث لبس عند البعض في أن دعم الحريات والحقوق قد يصب في صالح الخصوم السياسيين، وأعني تحديدا إيران الخصم الرئيسي اللدود للسعودية ودول الخليج، وهذا اللبس إما عن حسن نية أو بسبب التشويش على الأفكار المطروحة وخلط القضايا مع بعضها، وهو أمر غير مفيد لأحد ولا يخدم قضايانا على الإطلاق، بل يدخلنا في متاهات جدلية وخلافية لا طائل منها، ويعمق السطحية في القضايا ويزيد من الجهل فيها، لذا لا بد من التأكيد على مسألة بات من الضروري التأكيد عليها في خضم التناحر الفكري القائم، إن دعم الحريات والإصلاح السياسي ومناصرة المظلومين والنقد القاسي أحيانا بغرض تعزيز مكانة الدولة وتقويتها لا بغرض هدمها أو الإساءة لها، والدولة هي كافة مكونات هذا الوطن الذي ننتمي إليه، في السعودية والبحرين والكويت وقطر والإمارات وعمان، بما فيها الحكومات التي يجب أن تحظى بنصيب الأسد من النقد كونها تتولى الإدارة بشكل منفرد، ولأنها ترتكب الأخطاء. إيران ليست دولة صديقة ولا عدوة تشكل الخطر الأكبر على…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

لماذا تُجلَد المرأة العربية؟

السبت ٠١ أكتوبر ٢٠١١

بقلم: ياسر حارب تحدث إمام المسجد في الجمعة الماضية عن الحياة الزوجية، وكان يذكر بين الفينة والأخرى جملة «وهو أقرب إلى تأديبهن» فظننتُ أنه يتحدث عن البنات، ولكنني أيقنت بعد بضع دقائق أنه كان يتحدث عن الزوجات، أي الأمهات اللائي يُفترض بهن أن يؤدبن أطفالهن، فاستغربتُ لماذا يحتجن إلى تأديب! وإذا سألتَ أحدهم: «هل أكرم الإسلام المرأة؟» فسيرد بالإيجاب، ولكن إن سألته عن أدلة على ذلك فلربما يتلعثم ولا يستطيع الرد لأنه لا يعلم كيف أكرمها، وكان يكفيه الاستشهاد بأن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قد فاضل بين الرجال على قدر إحسانهم لنسائهم. إن النسق الاجتماعي العربي ما زال يعاني ازدواجية مربكة في نظرته تجاه المرأة، فهو يؤمن بأن للمرأة حقوقا ومكانة رفيعة. ولكنه يناقض نفسه في كثير من الأحيان، عندما يتفاعل مع قضاياها. وإحدى أبرز هذه التناقضات هو تأطيره لممارسات سماها «قضايا المرأة» ومحاولته (منحها) حقوقا، متغاضياً عن كيانها الوجودي المستمد من الأعطية الإلهية التي وهبها الله…

علي الظفيري
علي الظفيري
كاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004. يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.

مونوبولي!

الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١١

مونوبولي وباختصار شديد هو فيلم تلفزيوني قصير يجمع بين الدراما والتوثيق، ويتناول أزمة السكن في السعودية عبر تسليط الضوء على قصية الأراضي البيضاء المحتكرة من قبل كبار المتنفذين والممنوحة لبعضهم من قبل الدولة، العمل أثار ضجة واسعة على الساحة المحلية وحقق أرقام مشاهدة قياسية في فترة زمنية قصيرة، ويسجل موقع اليوتيوب الشهير أكثر من مليون مشاهدة للعمل في ظرف أيام، مما يعد مؤشرا قويا وواضحا على نجاح العمل وقبوله من جمهور عريض، القيمة الفنية للعمل عالية جدا، فقد استطاع المخرج بدر الحمود توظيف مجموعة من الهواة في حبكة درامية رائعة وعرض ممتع، ومع هذا لا يمكن إعمال المشرط النقدي عند تناول الفيلم، لأسباب تتعلق بالإمكانات المحدودة وانعدام التمويل والانشغال الرئيسي بمضمون العمل لا شكله.السؤال المهم يدور حول الأسباب التي تقف خلف النجاح الكبير لفيلم مونوبولي، فهل كان الفنانون في العمل رائعين والإخراج مميز؟ هل القضية المطروحة جدلية وتشغل بال كثير من الناس؟ نعم هي الإجابة على التساؤلات السابقة، ولكن هذا…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

كيف تُفَطّرُ خليجياً؟

الثلاثاء ١٣ سبتمبر ٢٠١١

بقلم: ياسر حارب عندما رفع المصريون شعار «ارحل» في ثورة الخامس والعشرين من يناير لم يقصدوا بذلك رحيل مبارك ونظامه فقط، بل كانوا يطمحون إلى رحيل الفقر والبطالة والفساد وكل الآلام التي سببها لهم النظام السابق على مدى ثلاثة عقود. ولكن مصائب مبارك وآثامه لن ترحل خلفه بمجرد مغادرته السلطة، فما دُمّر في ثلاثين عاماً قد يحتاج إلى أعوام مماثلة لكي يُعاد بناؤه، حتى وإن بدت ملامح تعافٍ على وجْنَة الاقتصاد المصري خلال السنوات الخمس القادمة. وهو ما نأمله، فستبقى الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية، أي المكونات الرئيسية لأي أمة، تحتاج إلى جهود مضنية حتى يصطلح حالها. إن مَن يرى حال الولايات المتحدة بعد جورج بوش يرثي لحال أوباما الذي أتى في إحدى أصعب الفترات الرئاسية في تاريخ أميركا الحديث، ولكن من يطلع على الحالة المصرية العامة، يأسى على من سيأتي رئيسا للبلاد أكثر من أسفه على أوباما، فإذا استطاعت الولايات المتحدة أن تنجو من انهيار اقتصادي خلال العام القادم فإن…

علي الظفيري
علي الظفيري
كاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004. يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.

اختطاف المظلومية

الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١١

في الأسبوع الماضي كتبت في هذه الزاوية ما يعبر عن رؤيتي وموقفي الشخصي تجاه الوضع في البحرين، الأمر الذي لم يرق لأبناء السلطة وملاحقها فانهالت على المقال وصاحبه وكل ما يمت له بصلة بأقذع الشتائم، حتى أصبحت صفوياً تدفعه السياسات القطرية لهدم أمن واستقرار البحرين! لم تعد السلطة وسياساتها الكارثية سبباً في الأزمة، لكن كاتبا مثلي هو المسؤول الأول عن هذه العبثية التي تحكم البلاد وتدفع المنطقة إلى أتون احتراب طائفي لا تحمد عقباه، وقد قيل: من الجهل ما قتل، يضاف إلى ذلك المال والمصالح والعجز عن مجابهة الرأي بالرأي!، وسأتجاوز هذه الفئة مع تسجيل احترامي وتقديري لكل تعقيب يحاول بحث المشكلة لا شخصنتها وإلقاء التهم جزافا، وأكمل ما بدأته الأسبوع الماضي. قلت: إن الوفاق جمعية وطنية لا تشكيك بشعاراتها المرفوعة ورغبتها بتحقيق العدل والمساواة بين المواطنين في البحرين، وأشرت أيضا أن الجمعية بيدها حرف مسار الطائفية في المنطقة، وقد بدا ذلك مستغربا بعض الشيء، فكيف للوفاق التي تناضل من…

شاعر القبيلة عندما يهجرها.. نقد الذات ورؤية الآخر!

السبت ١٠ سبتمبر ٢٠١١

  هناك سؤال مهم حول أسلوب العمل الصحفي العربي في عصر الكونية الراهنة ربما يثير إشكالية العلاقة بين الصحفي العربي والسلطة السياسية في بلاده، وبين دور الصحفي ومسؤوليته المهنية أمام مجتمعه خاصة في ظل إمكانات التواصل الكوني التي تتيحها العولمة الآن، والسؤال هو: «هل اصبح الصحفي العربي شاعراً لقبيلته؟» وبصيغة اخرى: هل يؤدي الصحفي العربي الآن دور شاعر القبيلة العربية، فلا يجرؤ على نقد القبيلة و لا قول ما يخالف شيخ القبيلة ولا يخرج عن وعي القبيلة وثقافتها وإن فعل فقد خان القبيلة وخرج عليها؟ لكن عالم اليوم قد تغير كثيراً عن عالم الأمس القريب. والقبيلة «اليوم ليس لها بد من التعامل مع القبائل الأخرى وربما تلاشت حدودها أو تلاقت، في تفاعل إيجابي أو تصادم في المصالح، مع قبائل أخرى خارج حدود جغرافيتها وفضائها الثقافي والإجتماعي. هذه حقيقة لابد أن نفهمها: اليوم ليس أمس. إننا أمام حقائق مختلفة وظروف جديدة وتحديات حقيقية وستكون كارثة أن أصررنا على البقاء في الأمس…

علي الظفيري
علي الظفيري
كاتب وإعلامي سعودي، وُلد في دولة الكويت في 19 أكتوبر 1975. حصل على بكالوريوس علم نفس تربوي من كلية التربية في جامعة الكويت عام 1997، ثم دبلوم إعلام من جامعة الملك سعود في الرياض عام 1999. عمل في جريدة الوطن السعودية في الفترة من 2002 إلى 2004، وإذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية ما بين عامي 2000 و2004. يعمل حالياً كمذيع ومقدم برامج سياسية في قناة الجزيرة القطرية.

البحرين بين موقفين!

الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠١١

يتاح لك عبر الشبكات الاجتماعية التواصل مع آلاف من البحرينيين، وهم طيف وطني واسع يتراوح بين فئتين مؤيدة للثورة وداعمة لها وأخرى مناهضة ومعارضة ومشككة بمطالب المحتجين، ويمكن الاستنتاج دون عناء كبير ماهية الانتماء المذهبي لكل فئة، وجود استثناءات قليلة جدا بين كل شريحة تؤكد القاعدة ولا تنفيها، وما يميز الحوار مع الإخوة من الفريقين أمر واحد تلمسه في معظم النقاشات، كل فريق يريدك معه لآخر مدى، يريد من كل شخص أن يؤيد موقفه دون تحفظ، ولا يقبل منك تأييدا أو دعما أو اتفاقا جزئيا بأي حال من الأحوال، على سبيل المثال سيسجل طرف ما تحفظه واختلافه وشتائمه على بعض الكلمات الواردة في صدر هذا المقال، كيف لك أن تصف الفريق الآخر بأنه وطني! ولماذا تستخدم مصطلح الثورة هنا! شخصيا، لا أملك الوقاحة الكافية التي تجعلني أدعم الثورة التونسية والمصرية واليمنية والسورية والليبية وأؤيد مطالبها، ثم أصل للبحرين وأبدأ بأكبر عملية تلفيق تبريرية لأناس يطالبون بحقوقهم كما فعل الآخرون بالضبط!…