الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩
كلمة واحدة واضحة لا رجعة فيها؛ الإمارات لم ولن تنسحب من اليمن حتى تنهي المهمة التي ذهبت من أجلها، والإمارات والمملكة العربية السعودية في خندق واحد وبرؤية واحدة تقومان بكل ما يلزم من أجل استعادة الشرعية في اليمن وحماية الشعب اليمني من الإرهاب ودحر الميليشيات الحوثية الممولة والمدعومة من إيران والتي تنفذ أجندتها على حساب الشعب اليمني وعلى حساب مصالح الدولة اليمنية وعلى حساب أمن المنطقة بأسرها. الإمارات قامت بعمليات إعادة انتشار لقواتها في اليمن وهذا إجراء معتاد في مثل هذه الحالات التي تكون فيها المعارك في أماكن مختلفة وبوتيرة متفاوتة. وبلا شك، إن الوضع هناك يحتاج بين الفترة والأخرى إلى ترتيب الأوضاع، وهذا ما أكده مصدر إماراتي رفيع بالأمس رداً على أسئلة بعض الصحافيين. هذه ليست المرة الأولى التي تثار المعلومات غير الصحيحة عن الوجود الإماراتي في اليمن والعلاقة الإماراتية السعودية في اليمن ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية، فمثل هذا الكلام قيل من قبل وقد يقال لاحقاً، لكن موقف…
الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٩
يوماً ما قال رئيس الوزراء البريطاني الأشهر وينستون تشرشل: «ما دام التعليم والقضاء بخير، فلا خوف على بريطانيا»، مؤكداً بذلك عراقة التعليم وعدالة القضاء البريطاني، لكن جيمس دينجيمانز، القاضي لدى «المحكمة العليا لإنجلترا وويلز»، شوّه صورة ذلك القضاء بحكم ملتبس، ليعلّق بحكمه الأخير، الذي أسقط حق التعويض لثلاث فتيات إماراتيات واجهن الموت في حادثة تعرضهن لمحاولة قتل بمطرقة في 2014 بأحد فنادق لندن، لافتةً مكتوباً عليها أن نظام العدالة في بريطانيا لا يعمل بشكل جيد. في الحكم الصادر يوم 21 يونيو عن المحكمة العليا، أسقط القاضي الحق، وتجاهل العدالة، حين حكم بتبرئة إدارة الفندق من التقصير، وبالتالي إسقاط حق الفتيات بالمطالبة بالتعويض من إدارة الفندق. وكان على القاضي أن يسأل نفسه قبل أن ينطق بالحكم: من ينصف الشقيقات الثلاث: خلود وفاطمة وعهود النجار؟ وإذا لم تكن إدارة الفندق مقصّرة في توفير الحماية لهن داخل الفندق، فمن المسؤول؟ بلغة القانون، هذا حكم معيب، وكان المأمول أن يكون القضاء البريطاني أكثر منطقية…
الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٩
حتى اليوم ومحمد علي كلاي، أسطورة الضربة القاضية، هو اللاعب الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات، في عام 1967 رفض الانضمام للجيش الأمريكي والمشاركة في الحرب على فيتنام، فسحب اللقب العالمي منه، ومنع من المشاركة في أية مسابقة، في طول أمريكا وعرضها، إضافة لمنعه من السفر خارج البلاد، واستمر ذلك حتى منتصف 1970. خوسيوس كلاي كان يملك الخطابة والإرادة والسرعة والروح والثقة الكاملة، وقبضتين أشد من بعضهما، كان يقال إن ضربة منهما بوسعها أن تحرك شاحنة. «الأبطال لا يصنعون في الحلبات، الأبطال يصنعون من شيء عميق في داخلهم، مثل الرغبة والحلم والرؤية»، قال هذا كلاي، وهو لم ينتصف المشوار، في طريقه نحو التتويج برياضي القرن 1990. حسناً ما هي الإصابة في مقتل في حياة كلاي؟ كان يمكن أن يموت فعلياً بطل كهذا في حادث سيارة، أو بالسقوط من فوق بناية، أو حتى بطعنة في شجار شوارع، ولم يكن كل هذا يرقى لصبغه بهذا الوصف. لقد بقي حياً…
السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٩
كانت قمة العشرين التي اختتمت أعمالها قبل أيام في أوساكا اليابانية، ضربة قاصمة جديدة لأحلام وحسابات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فلم يتحمل حجم الحضور السعودي الكبير، والزخم الذي أحدثه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والاحتفاء الكبير من زعماء العالم، فجاءت تصريحات جديدة عدوانية معتادة يهاجم بها المملكة، طبعاً من بوابة قضية مقتل جمال خاشقجي، التي ماتت في كل مكان إلا لدى «السلطان». لم تكن المرة الأولى التي تحضر محاولات إردوغان للإساءة للسعودية، أكثر من محاولاته تعزيز حضور بلاده، فكرر المكرر، وأعاد المساعي الفاشلة، والهدف واحد: استعداء المملكة واستهدافها والتحريض ضدها، بتصريحات غير مسؤولة ومعتادة من نظام متهم أساساً بدعم العنف والإرهاب، ومحاولة تضليل مواطنيه قبل الآخرين، والتخفي خلف رداء ديمقراطية ثبت للعالم أنها زائفة، وانتهاكاتها أكثر من ممارساتها. ولعل نتائج الانتخابات البلدية وخصوصاً في إسطنبول تكشف كيف ضاع الحلم القديم. فالحالم بالزعامة الإسلامية لم يستطع ترسيخ وضعه الداخلي، ومع ذلك لا يتوقف عن التحريض ضد السعودية، حتى مواطنوه…
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩
من السطحية أن يتداول بعض المؤثرين هذه القضية على طريقة فض النزاعات التقليدية بمحاولة التقريب بين وجهات النظر، بالرغم من أن الإشكال في هذا الأمر ناتج عن حالة تراكمية ولها بعد أعمق مما يتصوره الكثيرون. لا يقتصر واقع التسلط في مجتمع ما على الذكور وإنما تشارك الإناث في ذلك، كتعبير عن لذة السيطرة التي تعتبر مقوما لنجاح غالبية العلاقات بين الطرفين في صيغة متبادلة وحيوية تجمع بين التسلط من جهة والخضوع من جهة أخرى، لكن النساء اللاتي يشاركن في تعزيز هذه الذهنية تكيفن مع عامل الخضوع كعنصر تكميلي يحقق الوفاق لهن في علاقاتهن مع الجنس الآخر بالرغم أنهن الأكثر تضررا، فينظرن إليه كعنصر نقص يتحقق بوجوده الكمال لهن. الجدل القائم في أكثر القضايا التي تتمحور في هذه الصيغة يساعدنا في ملاحظة انقسام الرأي بين الذكور أنفسهم والإناث أنفسهن في شكل من التناقض والضدية التي لا يوجد فيها الحل الوسط، وكل هذا التاريخ للجدل حول شكل العلاقة بين الرجل والمرأة لم…
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩
نجاح الأنظمة يكمن في تطبيقها، المرور على سبيل المثال نجح من خلال نظام ساهر في تطبيق أنظمة المرور. وفي مثال آخر يتعلق بثقافة المجتمع وهو اللغة نجد عدم الالتزام باستخدام اللغة العربية وضعفاً في تطبيق ما يصدر بهذا الشأن من تعليمات. الملاحظ الآن استخدام أسماء وعناوين باللغة الإنجليزية لكثير من المحلات والبرامج والفعاليات. يلزم نظام البيانات التجارية -على سبيل المثال- الصادر من وزارة التجارة أن يكون البيان التجاري مكتوباً باللغة العربية سواء في الفواتير أو بطاقة السعر أو الأغلفة. النظام يلزم المنشآت والأسواق والمحلات التجارية باستخدام اللغة العربية كلغة أساسية في جميع أوراقها التجارية. هذا نظام جيد ومنطقي وإن كان التطبيق يحتاج إلى تفعيل، أما غير الجيد وغير المنطقي فهو أن تكون تلك البيانات التجارية باللغة العربية، بينما اسم المحل بلغة أجنبية. هذا فيما يتعلق بالتجارة، أما البعد الثقافي وهو الأهم فهو يضع وزارة الثقافة بالدرجة الأولى، ومعها وزارات أخرى مثل وزارة التعليم ووزارة الإعلام أمام مسؤولية وطنية لمواجهة انتشار…
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩
نشر الأخ العزيز سلطان السبوسي، أمس، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، يقرأ فيها صحيفة «الإمارات اليوم» وهو في الطائرة، متوجهاً إلى العاصمة الحبيبة أبوظبي لحضور اجتماع مجلس الوزراء. وهي بالمناسبة ليست الصورة الأولى لسموه وهو يتصفح الصحف، ويتابع أحوال الدولة والمواطنين وقضايا المجتمع من خلالها، وربما كثيرون لا يعرفون أن الشيخ محمد بن راشد قارئ دقيق للصحف، ويتابع كل شيء، بل إن عادة القراءة لا تتوقف عنده أينما حل، وتالياً فإن الصحف تكون موجودة بشكل يومي أمام ناظريه صباحاً، سواء كان موجوداً داخل الدولة أو خارجها، في حله وترحاله، وفي كل مكان حول العالم هي معه يقرؤها ويتابعها، ويطلع من خلالها على اهتمامات المواطنين وملاحظاتهم وكل ما يعنيهم. الصحف عند سموه وسيلة من وسائل كثيرة يراقب من خلالها أداء الوزارات والدوائر المحلية، وهي متسوق «علني» يضاف إلى مئات «المتسوقين السريين» الذين يجوبون مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، لينقلوا…
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩
تؤكد الإمارات كل يوم أنها أرض الفرص والنجاح وتحقيق الطموح لأبنائها ولكل قادم إليها، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات وشركات استثمار، حيث لا تتوقف المبادرات الاستراتيجية التي تعزز هذا الاتجاه المستند إلى سياستها منذ نشأة الاتحاد القائمة على الانفتاح الاقتصادي والتآخي الإنساني، لجعلها أرضاً خصبة للمواهب والاستثمار. هذه المبادرات تتطور وفقاً للمتغيرات العالمية، فاليوم تفتح الإمارات بوابات ذهبية للاستثمار بنسبة تملّك تصل إلى 100% في 122 قطاعاً، تتجه في أغلبها بالتحولات الحالية نحو اقتصاد المعرفة عبر تشجيع واستقطاب أصحاب الابتكار والموهوبين للاستثمار والإبداع، حيث تم وضع القرار الجديد لمجلس الوزراء في إطار ثلاث استراتيجيات، هي: الابتكار والثورة الصناعية والذكاء الاصطناعي، بحيث تخدم رؤية الإمارات 2021 و2070. ومن هذه الاستراتيجيات نفهم أن الإمارات لا تتبنى نهجاً يستشرف المستقبل ولا ينتظره فقط، بل هي تصنع المستقبل وتشارك الإنسانية في صياغة تكويناته. من هنا تأتي شمولية مبادرة التملك الكامل واتساعها لتنسجم مع تلك الرؤية والنهج، وهو ما شكّل مفاجأة لمجتمع الأعمال، المطالب الآن…
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩
السياسة ليست فن الممكن فقط، بل هي القدرة على رؤية الواقع واستشراف المستقبل، والعمل وفقاً لذلك. وخريطة التحالفات العالمية تتغير، وأقطاب القوى تتشكل، ومعها المخاطر تتزايد والفرص تتاح. والدول القادرة على فهم هذه الخريطة، والمبادرة بأن تكون سباقة، هي الدول القادرة على صناعة التغيير وإحداث الفرق. والسعودية رغم أنها تاريخياً تملك علاقات قوية مع دول الغرب، فإنها في استراتيجيتها الجديدة التي تتضح معالمها يوماً تلو آخر أعادت تشكيل خريطة علاقاتها الدولية، من مبدأ الانفتاح على الكل، وبناء علاقات ومصالح، والدخول في شراكات استراتيجية. وهذا لا يعني البديل، ولكنه المكمل، من منطلق أن الدول الكبيرة لا تحصر رهاناتها على تكتل واحد أو دولة واحدة، بل تبني شبكة علاقات واسعة ومتوازنة في الوقت نفسه. ومن يلاحظ زيارات القيادة السعودية يدرك مضمون هذا التوجه. فولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبعد زياراته الناجحة إلى كل من باكستان والهند والصين، عززها بزيارة لكوريا الجنوبية واليابان التي حرص فيها على زيارة هيروشيما وطوكيو، بعد…
الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٩
لا شيء على الإطلاق يبرر ما تعرض له بعض العمال العرب في كازخستان، فالجموع الغاضبة اعتدت على أشخاص قد يكون بعضهم ليس لهم صلة بأسباب غضبهم، وتم الاعتداء عليهم لمجرد رابطة الهوية العرقية أو الجنسية الوطنية، وفي كل الأحوال رجال القانون وحدهم من يحق لهم تطبيق القانون ومحاسبة المخالفين! فعندما يأخذ الناس دون صفة رسمية على عاتقهم تطبيق القانون وإصدار أحكام القصاص، فإن هذا يعني سقوط المجتمع في دوامة الفوضى وسيادة حكم الغوغاء، والمجتمعات المتحضرة تضع حدودا فاصلة بين مسؤوليات أفراد المجتمع لمنع الانزلاق نحو ذلك! على الجانب الآخر، ما فعله ذلك المغترب العامل في دولة فتحت له أبواب الرزق ينم عن غباء ولؤم وفي أقل الحالات جهل لا يمكن تبريره، فالمثل يقول «يا غريب كن أديب»، وعادة عندما يذهب الإنسان إلى أي مكان فإنه يحترم عادات وتقاليد وثقافة سكانه، وقوانين وأنظمة حكومته، ومن يستهين بذلك فإنه يستحق كل ما يترتب من نتائج على أقواله وأفعاله وخروجه على أعراف وقوانين…
الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٩
جميلة جداً ترى الخطوة التي قامت بها هيئة تنمية المجتمع في دبي، والتي بادرت من خلالها بإنشاء برنامج تدريبي متخصص للموظفين، يساعدهم على تخطيط مرحلة ما بعد التقاعد، وذلك بإدخالهم ورش عمل يديرها مختصون في أهم ثلاثة مجالات يحتاج إليها المتقاعدون، وهي المجال الاجتماعي والصحي والمالي. التقاعد مرحلة من مراحل الحياة، لابد من التخطيط والاستعداد لها جيداً، وبشكل يقلل من أي آثار سلبية محتملة، خصوصاً أن هناك من يصعب عليه تقبل الوضع الجديد، سواء من ناحية اجتماعية، حيث يجد الإنسان نفسه فجأة محاطاً بوقت فراغ طويل، لا يجد ما يفعله، ولا يعرف كيف يقضيه، وهذا الأمر تحديداً قد يدخله في اكتئاب نفسي شديد، كما أن الوضع المالي هو أشد ما يواجهه المتقاعدون، وهو بالنسبة لكثير منهم كابوس حقيقي، وهاجس مستمر، لذلك لابد من الاستعداد والتهيؤ نفسياً لهذا اليوم، والتخطيط المالي بشكل جيد لهذه المرحلة، وهذا التخطيط قد يحتاج أن يبدأ به الموظف قبل التقاعد بعشر سنوات على أقل تقدير. من…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٩
الحركة في محطة قطارات مدينة ميونيخ «هوبت بانهوف» لا تهدأ، وعاصمة ولاية بافاريا الحرة أصبحت تشبه كثيراً العاصمة البريطانية لندن، المدينة الأشهر من حيث تعدد الوجوه وتنوع الأجناس والثقافات والديانات، لكثرة المهاجرين إليها من كل أقطار الدنيا، الساعون منهم إلى رزق، والباحثون منهم عن ملاجئ آمنة، والهاربون من جحيم الحروب وصراعات الأنظمة ومعارك الجماعات والإثنيات والمصالح والأيديولوجيات. فميونيخ لم تعد مدينة للألمان فقط، والألمانية لم تعد هي اللغة الوحيدة التي تُسمع في شوارع ميونيخ، بعد أن طغت عليها لغات ولهجات وافدة من جهات العالم الأربع، وبعد أن افترش أرصفة شوارعها عشرات المتسولين، يستجدون المارة بلغات بعضها مألوف لنا نحن العرب، وبعضها الآخر غير مألوف لنا ولا للألمان أنفسهم، الذين انعكس على بعضهم هذا النزوح غير المنضبط سلباً، فغدوا أكثر عصبية وأقل قدرة على تحمل ضيوف مدينتهم. في محطة قطارات ميونيخ، حيث اللقطة التي تسرق الكاميرا من بين كل المشاهد التي تلتقطها العين، وجوه عليها تعبيرات مختلفة، بعضها تنم عن قلق،…