السبت ٢٥ مايو ٢٠١٩
كل الجدل الذي رافق انطلاق مسلسل العاصوف كان مرده إلى عنصرين؛ الأول: أحقية من يعيد رواية التاريخ السعودي ومن يملك الحق في روايته، وبناء تلك الرواية وأبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية. العامل الثاني: وجود شخصية ناصر القصبي الذي يثير جدلا ويقابل بمجابهة كبرى من تيارات التشدد والتطرف، ويمكن اعتبار ناصر الفنان السعودي الوحيد الذي يحمل موقفا فكريا واضحا حملته مختلف أعماله الفنية السابقة. لم يحدث أن أصبح التاريخ السعودي الحديث مادة لعمل ملحمي درامي كما هو الحال في العاصوف، بل إن رواية التاريخ الاجتماعي السعودي ربما لم تكتب بعد، فقد تركز الاهتمام على التاريخ السياسي وظل التاريخ الاجتماعي حائرا بين روايتين. الصحوة لديها روايتها للتاريخ الاجتماعي السعودي، تتحفظ على جانب من ذلك التاريخ وتتوسع في جانب، فهي ترى أن التحول الذي شهدته السعودية منذ عام ١٩٧٩ يمثل هداية وعودة للصواب، مدافعة بذلك عن مشروعها بصفتها مرحلة يقظة ووعي ديني حمت به المجتمع من الانحراف والضلال. أعظم ما حدث أن السياسي لم…
السبت ٢٥ مايو ٢٠١٩
ما الذي يجعلنا نصور أنفسنا طوال الوقت ثم نحتفظ بالصور؟ ربما هو هاجس الخلود؟ فالصورة ماهي إلا تحنيط للحظات فائتة، وكأنها تعيد الحياة بعد الموت، فهي تخلد الحياة وتحفظها، وهي التي تمسح فكرة الغياب، هي رحلة اللاعودة، ألا تكون أنت قبل الصورة، فقط شكلك في تلك اللحظة وربما بعد إضافة فوتوشوب على الصورة فإنك تتلاشى، وقد يكون هنا موت الصورة، وكيف تموت الصورة إذن؟ تموت عندما أغيرها بطريقة مقصودة وكأني أغير الشكل واللون وأحياناً حتى وقت الصورة، هذا الهروب من نفسك هو ليس تخليداً للحظة هو تزييف لها فالصورة تلتقط حسك ونبضك وهي شاهد على كل شيء مر عليك إذا وثقته بالصورة. ولكن ماذا لو زيفت الصورة ووضعتها داخل الإطار؟ نعم تزييف الصورة أن تكون شخصا آخر تتمنى أن تكونه وليس صورتك الأصلية كما خلقك الله، ربما هي خيارات فالبعض يحب أن يعدل في صوره فهناك برامج كثيرة ومن أشهرها الفوتوشوب الذي يأكل منك كل وهج الحياة، ومؤخراً فلتر السناب…
الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٩
أستطيع القول، من دون تحفظ، أن الإصلاح الديني رهن بالتعامل مع ثلاث معضلات؛ أولها وأصلها فيما أظن هو هيمنة النهج الفقهي على التفكير الديني، أما الثاني، فهو الاستسلام للنهج الإخباري في وضع القيم والأحكام، وأخيراً تحويل الاحتياط إلى معيار للتدين. أعلم أن هذه دعوى عريضة. ويعلم القارئ أن المجال المتاح لا يسمح بمجادلة مطولة حولها. ولذا سأكتفي بشرح موجز للمعضل الأول، طمعاً في إثارة الأذهان للتفكير فيه، وهذا غاية المراد. موضوع علم الفقه هو «فروع الدين» التي تنقسم إلى عبادات ومعاملات. وغرضه استنباط الأحكام، أي تحديد الواجب والمحرم والمكروه والمستحب. وبسبب انحصاره في هذه الدائرة، فإن تطور العلم واتساعه، انصرف إلى البحث عن مزيد من الأحكام، أي توسيع دائرة الموضوعات الشرعية. ومع مرور الوقت بات التوسع في الأحكام، مجالاً للتنافس بين المشتغلين بعلم الفقه. حتى لو سألت أحدهم عن رأي الشرع في زرع هذا النوع من الشجر أو ذاك لأفتاك، ولو سألته عن حكم هذه الرياضة أو تلك لما تأخر…
الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٩
«المساعدات الإنسانية التي تقدمونها، كانت بمثابة هدية السماء لكثير من دول العالم، والتسامح الذي تشتهر به الإمارات هو بمثابة الهواء النقي في عالم يزداد فيه عدم التسامح»، عبارة وردت على لسان وزير الدفاع الأميركي السابق، جيم ماتيس، خلال محاضرة له في مجلس محمد بن زايد بقصر البطين في أبوظبي. هذه العبارة ليست كلاماً مرسلاً، ولا هي مجاملة من مسؤول أميركي سابق، لأنه يُحاضر في أبوظبي، بل هذه هي الإمارات على حقيقتها، وهذه هي الإمارات لكل من يعرفها، ولكل إنسان عادل ومنطقي في حكمه، لم يتأثر بأكاذيب وضلالات المُغرضين أصحاب الأجندات الخفية، الذين أوجعتهم الإمارات، وأوجعهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله. الإمارات دولة سلام وتسامح، دولة تسعى لاستقرار المنطقة العربية، وتهدف إلى المحافظة على أمن وحياة الشعوب العربية، ومن أجل ذلك بذلت الكثير، وأنفقت الكثير، وضحّت بالكثير، ومن أجل ذلك هي اليوم في مواجهة مع أعداء الوطن العربي، ومع محبي الفوضى والدمار، ومع داعمي الإرهاب وأعوانه،…
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٩
الملالي يدركون اليوم أن نظامهم الفاشي على مدى أربعة عقود في اختبار حقيقي للسقوط، أو البقاء بنظام تشغيل الدولة التي تتوقف عند حدودها، ولا تتدخل في شؤون الآخرين، أو ترعى المأجورين لنشر الإرهاب، حيث سيكون النظام الإيراني أمام شعبه ليس إلا دعاية انتهت في زمن الحقيقة.. تعاملت المملكة مع إيران -بعد الاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد وقطع العلاقات في يناير 2016- باعتبارها ثورة وليست دولة، رغم النداءات المتكررة بأن تتوقف إيران عن تصدير مشروعها الطائفي الثوري، والتدخل في شؤون الآخرين، وتحريك عملائها في لبنان والعراق وسورية واليمن لنشر الفوضى والإرهاب مدعوماً بالمال القطري المشبوه، ولكن لم يكن هناك رغبة إيرانية للتوقف، أو الانصياع لقرارات دولية وأممية، بل على العكس كان التهديد مستمراً، والتصعيد في أكثر من محور عربي للنيل من المملكة وتهديد مصالحها. حلفاء المملكة وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية على يقين تام من أن تهديد أمن واستقرار المملكة هو تهديد لمصالح العالم، وبالتالي لا يمكن أن…
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٩
يتجدد الحب القديم، وتندفع المشاعر من جديد، عندما تلتقي بمن تعلق قلبها به مصادفة في جامعة القاهرة، فتأخذها الذاكرة إلى تفاصيل قصة الحب التي عاشتها معه في السابق، خلال أيام الدراسة في الكويت، والتي لم يقدر الله أن تكتمل. وصحيح أن الظروف أجبرتها أن ترحل في ذاك الوقت، وتبتعد عن ذاك الحبيب، إلا أن القلب لا يزال متعلقاً به لأبعد الحدود، رغم أنه تزوج بامرأة أخرى. هذه الصدفة، تزرع بذور الشك في قلب الزوجة، لأنها تلحظ عدم مراعاة الزوج لمشاعرها، بسبب نظراته العاشقة، فتكتشف بعدها أن هذا الحب ما زال ينبض ويسري في وريده. هذه القصة التي تلامس الواقع في المسلسل الرمضاني «دفعة القاهرة»، يؤدي إلى انفصال الكثير من الأزواج بسبب الطلاق العاطفي. الطلاق العاطفي، عبارة عن حالة من الانعزال وفقدان التواصل بين الزوجين، وهو يظهر غالباً عند انعدام الحب والاهتمام المتبادل، والذي يدخِل العلاقة الزوجية في عالم النفور والموت السريري، فيعم الصمت بينهما. ويبدأ ميثاق الحياة الزوجية يضعف ويتعرض…
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٩
الواضح، أن إيران لا تتعلم من التجارب والأزمات، ولا تزال تقرأ تحولات المشهد الدولي والإقليمي، كما لو أنها تعيش في تسعينات القرن الماضي، فكلما اندلعت أزمة استدعت مخزونها الإنشائي، ضد «الاستكبار الأميركي»، والدعاء على الولايات المتحدة بالموت والهلاك، وفِي الخفاء ممارسة أكثر أنواع «التقية» السياسية انكشافاً وسطحية. أميركا تعزز حضورها العسكري في محيط إيران، ورئيسها يتحدث بأكثر اللهجات السياسية قوة وحزماً وتهديداً. ومع ذلك لا ترى طهران في قاذفات «بي 52» ولا في حاملة الطائرات «يو أس أس أبراهام لينكولن»، ولا في الظاهرة الترامبية التي تجتاح العالم، أكثر من «حرب نفسية» و«مناورة سياسية»، ولا تزال تراهن على موقفي روسيا وأوروبا في شأن تديره الولايات المتحدة، بنفوذها التاريخي الواسع في العالم، والآن برئيسها، القادر على خلط الأوراق كلها في الإقليم، لمجرد تغريدة على حسابه في «تويتر»، دون أن يأبه لما يقوله خصومه الديمقراطيون في الكونجرس، المنشغلون اليوم بالبحث عن منافس له في انتخابات 2020. الرهانات الإيرانية تداعت عملياً في السنوات الأخيرة،…
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٩
مبادرة «ياك العون» التي أطلقتها «الإمارات اليوم»، ودائرة المحاكم في دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، بهدف الإفراج عن 107 سجناء من المُعسرين الذين أرهقتهم الالتزامات المالية، تحتاج إلى قراءات وتحليل، وتحتاج إلى دراسات تفصيلية من جهات مختصة على هؤلاء المُعسرين، لأن كل حالة من الحالات تقف وراءها قصة إنسانية، أو اجتماعية أو اقتصادية، وتالياً، فهم لا يمثلون أنفسهم بقدر ما يمثلون حالات مجتمعية مُعرّضة بين ليلة وضحاها لأن تقبع خلف القضبان! لم تهتم أي جهة إلى الآن بطلب الحصول على معلومات عن هذه الحالات، خصوصاً أنها مجموعة من المواطنين والمواطنات، من أعمار مختلفة، فتحليل ودراسة هذه المعلومات قد تؤدي إلى تفهّم جذور مشكلات اجتماعية يمكن وضع حلول دائمة لها، بدلاً من الاعتماد على مبادرات فردية من جهات مختلفة، هذه المبادرات لاشك في كونها جيدة ومفيدة، وتدعم العمل الخيري والإنساني والمجتمعي، إلا أنها لن تحلّ أساس هذه المشكلات، ولن تضع حلولاً للحد من ظواهر اجتماعية موجودة في المجتمع، تسببت في…
الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٩
كل يوم يمر إيران تنزف خسائر هائلة، تفقد أكثر من نصف ما كانت تحصل عليه قبل عام بسبب تطبيق العقوبات عليها. ولو استمرت بمثل هذا النزف، فإن النظام مهدد بالسقوط، لهذا نحن فعلاً في وسط حرب دون أن نرى رصاصاً. وكأي حرب موجعة، وفي الوقت نفسه، الوضع الحالي يجعل من في إيران نمراً جريحاً ومستعداً للدخول في أي معركة، على غير عادته، لأن وضعه صار خطيراً. هذا ما يدفع كل الأطراف المواجهة لإيران للتحسب لما قد ترتكبه إيران، أو ميليشياتها في المنطقة، كما فعلت الأسبوع الماضي عندما نفذت هجومين على الإمارات والسعودية. هذه المرة، المواجهة ليست حرباً دعائية، بل معركة بقاء حقيقية، بخلاف المرات الماضية التي كانت جزءاً من لعبة المساومات والضغوط والحصول على اتفاقات مناسبة. ردود فعل طهران، قد تكون أكثر شراسة، نتيجة نزفها اليومي. كما أننا لا ننسى أن على السلطة الإيرانية استحقاقات لا تستطيع المفاضلة بينها، كلها مهمة لبقائها، وتمويل نشاطاتها الداخلية، ودفع رواتب موظفيها، ولا ننسى…
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٩
لكل دولة دستور وعلم وقيادة، وثوابت وطنية ومصالح أساسية، والخروج على أي منها، ليس معارضة سياسية، بقدر ما هو خروج عن البلاد نفسها، واصطفاف ضدها، لمصلحة غايات شخصية أو تنظيمية، أو سوى ذلك، مما يرقى إلى الخيانة الوطنية أحياناً. لا غموض في واقعنا الإماراتي من هذه الناحية. لدينا بلاد توشك أن تبلغ نصف قرن من الاتحاد والتنمية والرفاه، وقيادة محل ثناء العالم اتزاناً وعقلانية وحكمة، و«بيتنا متوحد» تحت علمنا، ولا نعاني من ارتباك الرؤية في خياراتنا. نحن مع بلادنا وقيادتنا دائماً، ولا نقبل بأوهام التنظيمات العنيفة، ولا بما تبيعه من أكاذيب، ولا بأي بيعة، إلا بيعة خالصة للدولة، ورئيسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وأن يعود المواطن عبدالرحمن بن صبيح السويدي، المدان في قضية التنظيم السري «الإخواني» إلى ثوابت الإمارات، فذلك صواب مطلوب، وإن تأخر، ويكشف مجدداً سوء المخطط الذي سعى «الإخوان» إلى تنفيذه قبل أعوام ضد أمن الإمارات واستقرارها وشرعية قيادتها، كما يؤكد عدالة القضاء الإماراتي…
السبت ١٨ مايو ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست : نبدأ يومنا وأعمالنا وأقوالنا ب "بسم الله الرحمن الرحيم"، ونكاد نردد هذه الآية عشرات المرات في اليوم الواحد، ونحن نقر برحمة الله التي رجحت على عذابه، ونقرأ قوله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء107) لندرك أن الرسالة التي حملها محمد بن عبد الله (ص) لا تخصنا وحدنا كأمة، وإنما هي رسالة عالمية، ختمت الرسالات جميعها وأكملتها، في إعلان عن أهلية الإنسانية للعيش دونما رسل جدد يوجهون مسارها. ولطالما واجهت سؤالاَ من قبيل: "ألم نكن سنصل إلى ما نحن فيه دونما رسل وأنبياء؟" والجواب: بالطبع لا، فالإنسانية مرت بمراحل عديدة في ابتعادها عن المملكة الحيوانية، كانت الرسالات خلال هذه المراحل هي الدليل الذي يصحح المسار بما يتناسب مع التراكم الحضاري والأخلاقي التدريجي، حتى جاءت الرسالة المحمدية لتكمل الإسلام الذي ابتدأ مع نوح وتختم الرسالات وتعلن صلاحية الإنسانية لتلمس طريق الرشد بنفسها دونما تدخل مباشر من الخالق جل وعلا، وفق هدى من القيم الأخلاقية التي تتناسب مع…
الخميس ١٦ مايو ٢٠١٩
لماذا الإقامة المميزة؟ هي تعتبر من أهم التحولات في القطاع الخاص وممارسة العمل التجاري به، وأعتقد أن أكثر من سعد بهذا الخبر هم "المتستر عليهم" وأيضا ممن يريدون العمل "النظامي" بالسوق السعودي، وممارسة الأعمال تحت الشمس والضوء، حتى وإن كان سيدفع بعض التكلفة، وهو يعلم أن السوق السعودي يعتبر من أكبر أسواق المنطقة كحراك اقتصادي واستهلاكي، وهذا ما يفرض عليهم عدة قواعد وشروط يجب أن يطبقها، وهي لن تكون صعبة أو عقبة أمام من يريد العمل والربح وتحمل هذه التكلفة، الآن أصبح العمل والممارسة التجارية على السطح دون أي اختباء أو تستر، وخروج أموال كبيرة من الاقتصاد الوطني بطريقة غير نظامية، ويجب أن نقر أن ذلك ليس بجديد في العالم ومن ترحب بالاستثمار والعمل التجاري من الأجنبي، ولكن المفارقة هي عملية الإصلاح الاقتصادي الوطني التي أصبحت أكثر فاعلية وتفاعلا، وبحث عن فرص وتنويع مصادر الدخل بكل اتجاه، وهذا ما يسجل للدولة بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي…