الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨
الاقتصاد العالمي يعاني من ضعف النمو، وشح السيولة، واضطرابات الأسواق الناشئة، ما يحدث لدينا شيء مختلف تماماً بالأرقام، من ينظر لمستويات الإصلاح الاقتصادي التي تمت بالمملكة ولازالت، يمكن له أن يلمس حجم التغيير الذي حدث من نمو في الإيرادات سواء من خلال تحسين الأداء الحكومي والمتحصلات المالية، أو من خلال بعض الإصلاحات السعرية التي عادت على الدولة بدون أثر على المواطن "حساب المواطن" وكفاءة الصرف والإنفاق الحكومي، ما نلحظه مثلاً من أرقام أننا وجدنا في "2018 و 2019" ارتفاعاً في حجم الإنفاق وأيضاً تراجعاً في الإنفاق، وأصبح هامش تجاوز النفقات مقنناً ومنضبطاً كثيراً، وهذا مهم جداً، حجم النمو الاقتصادي "الناتج المحلي الإجمالي" متوقع أن يصل 2,6 % بدلاً من 2,3%. ستعتبر سنة 2019 النفقات 1,106 مليار ريال وبتقديري أنها ستكون بنهاية العام أعلى موازنة إنفاقية، وهذا يعكس حجم الضخ المالي للدولة في التنمية والنمو الاقتصادي بكل المجالات، كذلك بلغ الإنفاق الرأس مالي نمواً 19,9 % إلى 246 مليار ريال، والنفقات…
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨
امتلأت الصحف ووسائل الإعلام ووسائل التواصل بتعليقات وتحليلات الاقتصاديين والماليين لأرقام الميزانية، لكن المواطن العادي لا يفهم من كل الأرقام والتحليلات التي قرأها سوى إحساسه بانعكاسها على حياته المباشرة ! المواطن العادي كما كررت طيلة سنوات عند صدور كل ميزانية لا تشكل له هذه الأرقام التي تحملها عناوين الأخبار وتعليقات المحللين أي معنى ما لم تنعكس على مستوى التنمية التي تمس حياته بشكل مباشر كالتعليم الذي يحصل عليه أبناؤه والخدمات الصحية التي تقدم لأسرته ومستوى البنية التحتية للخدمات التي تمد منزله بأسس الحياة، والرصيف الذي يمتد أمام بيته والشارع التي يسلكه ! وهي أشياء يلمس الكثيرون تحسنها المستمر على مر السنوات الماضية وأضيفت لها مشاريع تنموية عملاقة كمشاريع النقل العام المتمثلة في قطاري الحرمين والشمال والمطارات الدولية والإقليمية، بالإضافة لمترو الرياض وغيرها من المشاريع التنموية والسياحية التي تستهدف بناء قطاعات مولدة لفرص العمل والإسهام في تعزيز الاقتصاد ! كلمة السر التي تضمنتها الميزانية هذا العام هي كفاءة الإنفاق، فلن تحدث…
الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨
بعد نحو 18 شهراً من المقاطعة الرباعية لقطر، ها هي الأزمة تغدو وكأنها أمر هامشي لا ذكر له، ربما تمر وكأنها سطر في الأخبار كل أسبوع، أو إجابة في مؤتمر صحافي هامشي لسؤال من مراسل صحافي أرسلته قطر خصيصاً لذلك، أو حتى محاولة مستميتة من حلفاء الدوحة في أنقرة وطهران لإحياء العظام وهي رميم، أما غير ذلك فلا أحد يذكر أن هناك أزمة، باستثناء النظام القطري الذي يعتبرها أزمته الوجودية، ومعه الحق في ذلك، حيث واصلت الدولة القطرية بأكملها، بحكومتها وأميرها ومؤسساتها، وريالها طبعاً، محاولتهم المستميتة لعدم دخول أزمتهم غياهب النسيان. طوال فترة العام ونصف العام تلك لا هم لهم إلا هذه الأزمة، ولا يشغلهم إلا الدوران حول الكرة الأرضية لاستجداء الدول، واليوم تلو الآخر تثبت النظرية التي تماشى معها العالم بأسره؛ أن هذه الأزمة قطرية بامتياز وليست خليجية كما تستميت قطر لترويجها، ومن الطبيعي أن من لديه أزمة يكون هو المعني بحلها وليس غيره. ربما كل أولئك الذين توقعوا…
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
هل ثمة مفردات متسامحة، وأخرى متعصبة، نستخدمها تلقائياً، أو بحكم العادة في الكتابة، وفِي حياتنا اليومية، وأصبحت متداولة في قاموسنا العربي الدارج عموماً، وبعضها أمثال شعبية، وعبارات شائعة، تتردد، دون مراجعة وتأمل، لما تعنيه، فنقع في تكرار لغة، لها تأثير سيئ على قارئها وسامعها، لارتباطها بحساسيات دينية، أو ثقافية، أو اجتماعية؟ الواقع، أنها ظاهرة عالمية، وتعرضت لها دراسات كثيرة، رصداً وتحليلاً، وعالجتها تشريعات وقوانين، جرّمت استخدام مفردات وتعبيرات، تنطوي على الكراهية، والإساءة البالغة، إما للأعراق، والمجموعات البشرية، أو للمعتقدات والأديان، أو للخلفيات الثقافية والاجتماعية، فمثلاً، لا تزال الإشارة إلى اللون في الكتابة والكلام، تثير نوازع عنصرية في الولايات المتحدة مثلاً، حيث ينتسب نحو 13%من سكانها إلى أصول أفريقية، وحولها جدل لم يتوقف إلى اليوم. نحن أيضاً في العالم العربي، في حاجة لمراجعة شاملة، لمفردات شائعة في لهجاتنا المحلية، وتحليلها، اتصالاً بثقافة التسامح، التي نسعى إلى تكريسها واقعاً في تفاصيل حياتنا، وفي أداء مؤسساتنا التشريعية، وقوانينا وأنظمتنا، ولنعترف بأننا نستخدم كلمات…
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
في العالم المتقدم الواعي لمعطيات أرضه وضمن حدوده، لديه المحافظة على القرية أمر سيادي، وإن لم يتعدَ سكانها الخمسين شخصاً بداراتها الملتصقة بمقدار الأصابع العشرة دون تجاوز، لكن الأهم في القرار أن تظل القرية مضيئة بالكهرباء ومتدفقة بالماء ومُعبدة في طرقاتها القليلة والضيقة، مع خدمات العيش لاستمرارية حياة أهلها استقراراً ومكوثاً، لتغيب تماماً فكرة الهجرة عنها... لكن بالمقابل، وفي مدن متحكمة ومسيطرة وحديثة تتوسع بقوة في العالم العربي، تم إعدام الكثير من القرى حولها... بإهمال خدماتها وتركها على حالها، وأحياناً بقصد دمجها مع قرى أخرى قريبة منها... حتى هجرها أهلها فماتت قرية تلو الأخرى بمساحاتها المفتوحة. ومنذ بعيد وتليد لا نعرفه أي حين تشكلت القرية بمفهومها الزراعي أو الجبلي أو الصحراوي... القرية في وجودها الكوني حين ظلت تناجي أجمل حالاتها وأقسى ظروفها وهي النائمة في محيط عينها. القرية بمجتمعها المنتج لا البسيط، القرية بحرفتها لا بسطحيتها، بجمال طبيعتها كما هي لا بتنسيقها المفتعل... فيا ترى أين ذهبت القرية؟. ماتت قرى…
محمد الجوكرمستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
قبل تسليم بلدية دبي استاد آل مكتوم إلى نادي النصر وذلك تمهيداً لتسليمه إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من أجل إقامة مباريات كأس آسيا، ذهبت إلى النادي ظهراً قبل المؤتمر الصحافي، وذلك لارتباطي بعمل في الفترة التي دعت إليها البلدية إلى لقاء إعلامي، ووجدت مجموعة من الإداريين من أبناء النادي يعملون ويتابعون اللحظات الأخيرة. فأخذت جولة قصيرة لمشاهدة التغيير الجذري الذي طرأ على استاد عميد أنديتنا وتذكرت البدايات عندما كان الملعب رملياً ونستضيف فيه فرقاً أوروبية وبرازيلية وعربية كبرى على الملعب الرملي الذي كان يسمى بالاستاد الكبير، مدرجاته عبارة عن كثبان رملية ولعب عليها مشاهير الكرة العالميون وعلى رأسهم الجوهرة بيليه ونجوم السامبا. اليوم بفضل من الله ودعم قيادتنا الرشيدة أصبحت منشآتنا ومرافقنا الرياضية، الأفضل على مستوى المنطقة، بل أصبحت تنافس كبرى المنشآت العالمية وهذا إن دل إنما يدل على الاهتمام والحرص من قادتنا حفظهم الله، وأتذكر اليوم، وبعد هذه السنين، مسيرة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم…
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
الإمارات عاصمة عالمية للتسامح والتعايش الحضاري، هذه حقيقة تثبتها الأرقام، فلا توجد دولة أخرى في العالم يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهذا إنجاز بحدّ ذاته، لكن الإنجاز الأكبر هو التعايش السلمي والمودة، والاحترام الذي ترتبط به هذه الجنسيات جميعها عند التعامل مع بعضها بعضاً على أرض الإمارات، رغم المشاحنات والعداوات والمشكلات بين جنسيات عدة في أوطانها الأصلية! في الإمارات يعيش الجميع مع الجميع، بحريّة واحترام متبادل، بعيداً عن أية مشكلات سياسية، أو حتى حروب طاحنة بين دولهم الأصلية، لأن الإمارات أرض الفُرص وأرض السلام، وأرض التسامح وإنفاذ القانون، للجميع حقوق متساوية، والقانون هو الفيصل، وجميع الجاليات والجنسيات تعرف تماماً أن القانون سيطبق عليها في حالة الإخلال به، أو الإضرار بالآخرين، والتعدي على حريّاتهم وخصوصياتهم. وفي الإمارات شعب متسامح، يتقبل الآخر، ويتعامل مع جميع الجنسيات دون تعصّب، شعب محب للحياة والسلام والاستقرار، شعب له سمات وصفات مميزة، يتحلى بها أينما كان، في تعاملاته مع الآخرين داخل الدولة، وفي تصرفاته…
الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
لسبب ما، قفزت إلى ذهني صورة كبيرة ملونة، رأيتها في مجلة «بناء الصين»، نحو عام 1974. تظهر الصورة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، في لباسه العسكري التقليدي، يخاطب حشداً هائلاً من الناس الذين ارتدوا زياً مماثلاً لزيه، باللون نفسه تماماً، واصطفوا في صفوف منتظمة، بحيث يستحيل أن تميز أحدهم عن الآخر. تذكرت تلك الصورة وأنا أقرأ تغريدة تنسب للدالاي لاما، الزعيم الروحي للتبت، مقولة حكيمة، نصها أن «الدين موجود كي تسيطر على نفسك، لا على الآخرين». لا أدري ما الذي ربط هذا القول بتلك الصورة، فأحيا ذكراها بعد عقود من النسيان. لكن الفكرة التي يعرضها الدالاي لاما، تثير هماً عميقاً، وتسلط الضوء على جوانب كثيرة من سلوكياتنا وعلاقاتنا بالآخرين. لتوضيح الفكرة، دعنا نبدأ من الصورة. لا بد أن بعض القراء مُطَّلع على أدبيات «اليوتوبيا»، الكتابات التي تخيلت مدينة فاضلة، خالية من النزاعات والفقر والجريمة. تشكل الفكرة محور كتاب «الجمهورية» للفيلسوف اليوناني أفلاطون. كما أنها حلم أثير لبعض الناشطين والكتاب، رغم…
الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٨
التسابق الملحوظ على دمشق بين قيادات مثل السودانية والتركية يتوافق مع التطورات السياسية على الأرض، هو مجرد اعتراف بالأمر الواقع. تركيا تقاربت بصمت مع النظام السوري منذ أكثر من عام، ضمن سياسة جديدة بالتعاون مع إيران والتخلي عن المعارضة السورية. والحقيقة أن من قضى على المعارضة السورية فعلياً لم تكن قوات النظام السوري، ولا ميليشيات إيران، ولا سلاح الجو الروسي بل حكومة أنقرة. فتقربها من إيران وروسيا، وانسحابها من المشهد السوري السابق أدى إلى انهيار المعارضة السياسية والمسلحة، على اعتبار أن تركيا كانت الحاضن الرئيسي للمعارضة المسلحة منذ اندلاع ثورتها في عام 2011. الانسحاب التركي من دعم مشروع المعارضة، أي الوطنية لتمييزها عن المسلحين الجهاديين، أدى إلى القضاء تقريباً على المنظومة الميدانية، ولم تتبقَ سوى بضعة فصائل قام الأتراك باستئجارها لمقاتلة التنظيمات الكردية. كما أبعدت عدداً من القيادات السورية السياسية المعارضة إلى خارج الأراضي التركية بعد أن كانوا يسكنون في إسطنبول. وتتشكل على الأرض مواقف جديدة تبدو صادمة؛ تركيا أصبحت…
الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٨
يتوسط مسجد «مريم أم عيسى عليهما السلام»، بمآذنه الأربع، كنيسة أندروز الأنجليكانية، وكنيسة القديس جوزيف، والكنيسة الإنجيلية في منطقة المشرف في أبوظبي، وكان يُسمى «مسجد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان»، ويعدّ من أبرز المعالم الجمالية في العاصمة، بتفاصيله الفنية، ونقوشه وأعمدته، وأقواسه التي تتشكل من العناصر التقليدية في العمارة الإسلامية. هذه صورة إماراتية خاصة: مسجد يتسع لأكثر من ألفي شخص، وثلاث كنائس، ومن الطبيعي أن يتشارك المصلون المسلمون والمسيحيون المواقف والمرافق الخدمية في المنطقة، في مشهد عفوي للتسامح والعيش المشترك، فأبوظبي وضعت حجر الأساس، لكنيسة سانت جوزيف الكاثوليكية، في العام 1964، قبل أن تنتشر على أرض الإمارات كنائس معظم الطوائف المسيحية، ويفد إلى بلادنا الملايين من مختلف الأعراق والديانات والثقافات. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجّه في يونيو 2017، برفع لافتة مسجد «مريم أم عيسى عليهما السلام»، عوضاً عن لافتة تحمل اسم سموه، تجسيداً حرفياً للجوامع المشتركة بين…
الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٨
تميز بعض الأدبيات الحديثة في علم الاقتصاد، في سياق البحث عن جدوى محو الأمية عن طريق الوصول إلى شخص متعلم في الأسرة، بين «الأميين القريبين» و«الأمية المعزولة». تشير الأولى إلى شخص أمي يعيش في أسرة مع أدباء، والأخير إلى أمي يعيش في أسرة من جميع الأميين. وكانت المعضلة التي واجهت علماء الاقتصاد عموماً انطلاقاً من تلك الأدبيات أن العديد من الناس في الدول الفقيرة ليسوا مجرد أميين بل أميين منعزلين. انعكس ذلك بجلاء في تعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لمحو الأمية من أنها «القدرة على تحديد وفهم وتفسير وإنشاء وإخراج وحساب، باستخدام المواد المطبوعة والمكتوبة المرتبطة بسياقات مختلفة. ينطوي محو الأمية على استمرارية التعلم في تمكين الأفراد لتحقيق أهدافهم، لتطوير معارفهم وإمكاناتهم، والمشاركة الكاملة في مجتمعهم والمجتمع الأوسع». وقد جادل البعض منذ الثمانينات من القرن الماضي، بأن معرفة القراءة والكتابة هي أيديولوجية، مما يعني أن معرفة القراءة والكتابة موجودة دائمًا في سياق، جنبًا إلى جنب مع القيم…
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
اختلف البشر على مر العصور في تحديد مفهوم السعادة، إلا أن الجميع اتفقوا في شعور السعادة الذي لا يضاهيه أي شعور. تشكل السعادة أحد الأهداف الحياتية التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها، بل تتربع على سلم أولوياته، باعتبارها قيمة عالمية، يتطلع إليها البشر على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم وأصولهم. أدركت الإمارات أهمية تحقيق السعادة لأفراد المجتمع، ووضعته على رأس الهرم عندما صرح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: «سعادة شعبي هي ثروتي »، ثلاث كلمات، لخصت السياسة العامة للدولة، ورسمت طريق المستقبل. اتخذت الإمارات خطوات واسعة في هذا المجال من خلال مأسسة السعادة، وتحويلها إلى برنامج وطني مستدام، يستهدف ترسيخها كأسلوب حياة وثقافة مجتمعية، تتناسب مع تطلعات شعب الإمارات. ولأن الجامعات مصنع الأجيال والعقول، فقد بدأت جامعة زايد لأول مرة هذا العام في تدريس مساق السعادة، كمساق أساسي ضمن المتطلبات الجامعية. يستلهم المساق رؤيته من كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل…