الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
فشل العرب في أن يوحّدوا أنفسهم، في أي مجال من مجالات الحياة، فشلوا في تكوين تكتل سياسي قوي، بل تطاحنوا في الغالب وافترقوا واختلفوا، وأصبح القرار السياسي الخاص بالكثير من القضايا العربية يُتخذ خارج حدود هذا الوطن، وفشلوا في تكوين كتلة اقتصادية يواجهون بها التكتلات العالمية، وسلسلة الاختلافات العربية طويلة ومتعدّدة.. ومع ذلك لم تيأس الإمارات يوماً، وهي مستمرة دون كلل أو ملل في دعم جميع المشروعات التي يمكن أن تحقق التقارب والاتفاق العربي، في شتى المجالات دون استثناء، ولذلك فهي تقدّم اليوم فرصة ذهبية للوطن العربي الكبير لتحقيق الوحدة الاقتصادية، ولكن عبر بوابة الاقتصاد الرقمي، فهو المستقبل، وبه يمكن أن تتحقق الكثير من التطلعات والآمال، ومن أجل ذلك استضافت أبوظبي وبرعاية كريمة ومباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، المؤتمر الأول للاقتصاد الرقمي العربي، ليكون فاتحة خير لهذه الأمة العربية تواجه به تحديات المستقبل، وتدخل عبر بوابته في شراكات وتعاون تؤدي إلى التكامل والتنسيق…
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
مجدداً، تظهر كرة القدم الإماراتية على نحو مشرّف في كأس العالم للأندية، التي تستضيف أبوظبي نسختها الثانية توالياً هذا العام، ونتطلع إلى أبعد من مربع الذهب، وقد بلغه نادي العين، متفوقاً على بطلي أوقيانوسيا، «تيم ولينجتون» النيوزلندي، وأفريقيا «الترجي» التونسي، ويتأهب غداً في استاد هزاع بن زايد لملاقاة «ريفر بليت» الأرجنتيني. ليس حلماً أن يجتاز العين بطل أميركا الجنوبية، ويتأهل لنهائي المونديال، فالمستطيل الأخضر، لا يقيم وزناً للأحلام، إنما للواقعية في قراءة الخصم، والثقة بالنفس، والروح القتالية العالية، التي امتلأ بها الزعيم، وهو يعود من خسارته بثلاثية، في لقائه الافتتاحي مع الفريق النيوزلندي، ليندفع إلى ثلاثية نظيفة في مرمى النادي التونسي. مَن شاهد مباراتي الزعيم، سيجد أنه يمتلك الفرصة الكاملة، ليضع بصمة واضحة في هذه النسخة، على الرغم من أنّ الخصوم ينتمون إلى مدارس كروية عريقة في ثلاث قارات، وإذا ما واصل العين وثبته العالية في البطولة، وهزم «ريفر بليت» في نصف النهائي، فإن موعده في التالي سيكون، إما مع…
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
ظاهرة الدولة الوطنية المتصاعدة في أمريكا وأوروبا ليست موضة سياسية طارئة، بل هي ردة فعل عميقة على ما يسمى بالعولمة ومحاولات قوى اليسار والمتطرفين الليبراليين والمنظمات العابرة لتفتيت الدول القديمة وتذويبها في أفكار وقيم أممية، ليصبح الانتماء للأفكار والتيارات أهم ومقدم على الانتماء للأوطان. خلال أحداث القاعدة الإرهابية في المدن السعودية 2003-2005 فوجئ السعوديون قيادة ومواطنين أن البعض من بينهم لايرى أهمية للوطن كقيمة ومرجعية، بل إن البعض كان يحتقر بالأساس الدعوة لها والتغني بها، داعيا إلى استبدالها بالأممية، كان موقفا صادما لكنه أيقظ في المقابل الكثير من المشاعر الوطنية والخوف على البلاد. الحوادث الجسيمة التي وقعت في المدن السعودية، والتباين الذي حدث من بعض «الحركيين» في فهمهم ونظرتهم للوطن وخطورة انعكاسها عموديا تجاه الشارع دفع الحكومة لتنفيذ مجموعة من الخطوات العاجلة لتعزيز حب الوطن وإعلاء مكانته، بعد عقود تصور فيها الجميع أنه تحصيل حاصل وموجود في وجدان الناس ولا يحتاج إلى مجرد التفكير فيه. الخطوات تمثلت في تعزيز مفهوم…
الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
في كلمته بمنتدى الدوحة الأخير، طلب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، من الآخرين «عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية». مجدداً التأكيد على أن «الحوار هو الذي يكسر الهوة بين الفرقاء مهما اشتدت الخلافات». كلام جميل، ولكنه مخالف لواقع السياسات القطرية الحالية، حتى في شكل ومضمون المنتدى الأخير نفسه هذا الذي افتتحه الأمير تميم، تحت عنوان: «صنع السياسات في عالم متداخل». في فندق الشيراتون بالدوحة. أمس الأحد، كان وزير خارجية تركيا، وأحد ألسنة الرئيس التركي رجب الطيب إردوغان، الحداد، السيد مولود جاويش أوغلو، يشنّ هجوماً حاداً على دولتي السعودية والإمارات بوجه خاص، ويتولى المرافعة عن السياسات القطرية المثيرة للقلاقل والفتن بديارنا. كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هو الآخر يشتم السعودية والإمارات من على منبر الدوحة، وكان ضيفاً نشطاً يوزع الابتسامات، مع زميليه وزير الخارجية التركي والقطري، بأيدٍ مشبوكة وثغور مفترّة عن حبور وسرور! من دعم كل الأصوات الشاتمة للسعودية، قبل أزمة خاشقجي بسنين؟…
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨
الطب الوقائي هو فرع من الطب، يعنى بدراسة وإيجاد وتطبيق سُبُل الوقاية من الأمراض، هو ليس علماً نظرياً، بل هو علم تطبيقي، لا يقل أهمية، إن لم يكن يزيد بأهميته على الطب العلاجي بمختلف أنواعه، ولكن مع ذلك قليلون هم من يهتمون بهذا النوع من الطب، وقليلة هي الدول التي تعطيه أهمية، وترصد له الميزانيات، وتتعامل معه باستقلالية وأولوية، وتعتبره ضلعاً متوازياً تماماً مع الإنفاق الصحي والعلاجي. نحن هُنا، للأسف، لا نتعامل مع الطب الوقائي بأهمية، وهو في الغالب إدارة أو قسم صغير، لا يهتم به أحد، وربما لا ترصد له الهيئات والجهات المعنية بالصحة الميزانيات الكافية، بل ربما لا تعطيه أي حجم في الإنفاق أو الاهتمام، وهذا دون شك خطأ كبير جداً، وهذا الإهمال هو السبب المباشر في ارتفاع ميزانيات العلاج لبقية الأمراض، فالمعادلة الحقيقية واضحة، وتتلخص في الآتي: «الصرف على الوقاية يعني توفير قيمة العلاج، وإهمال الوقاية يعني ارتفاع فاتورة وكلفة علاج الأمراض»! وللأسف أيضاً تبدو فكرة الطب…
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨
في عالم يتميّز بالتعدّدية، وتضربه أحياناً نزاعات التعصب والعنصرية، رفضاً لحق الاختلاف، وما ينتج عنه من صراعات مدمرة ومظلمة، تظهر من وسطها هنا وهناك بقعة ضوء تضيء الدرب بشعلة القيم الإنسانية يتقدمها مفهوم التسامح، الذي يوصف بأنه قوة إيجابية وليس ضعفاً، فهو صفة العظماء والأقوياء. وتأصيلاً لمفهوم التسامح، أعلن الشيخ خليفة، أمس، عام 2019 عاماً للتسامح تكريساً وتعميقاً لثقافة مجتمع الإمارات المتنوع عبر مجموعة من المبادرات، وهو رسالة بعدة اتجاهات تستهدف مأسسة هذه الثقافة الضاربة في القدم في مجتمع الإمارات وتعظيم الآثار الإيجابية لها، ومنع الكراهية وطاقتها السلبية من العبور إلى النفوس. إن أكثر ما نفاخر به العالم أننا دولة تعيش فيها جميع جنسيات العالم بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي، هذا واقع حقيقي في الإمارات بشهادات عالمية، وجاء إعلان 2019 عاماً للتسامح عنواناً لهذا النهج الأصيل في نفوس أبناء هذا البلد، وهو أحد أشكال قوتهم وتلخيص لمجموعة من القيم الإنسانية التي تنتظم عليها حياتهم، ومنها العطاء والتعايش والتعاون والإنتاجية والمساواة والسعادة…
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨
المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وليس سواها، تشكل مرجعيات الحل السياسي في اليمن، وما عدا ذلك سراب، يلهث وراءه الحوثي، ومن خلفه الإيراني، دون طائل، فأوراق طهران انكشفت تماماً في المنطقة، وتكفيها أزماتها الداخلية، تحت وطأة العقوبات، واستنزاف الموارد، ثمناً للاستعصاء، والهيمنة. تفاهم السويد بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي، على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، وانسحاب جميع القوات من منطقتها، وتبادل الأسرى، وفتح ممرات إنسانية خاصة بمدينة تعز، خطوة أولى نحو شمولية الحل، وإنهاء الصراع، لكنه يظل اختباراً لجدية الحوثي في تجسيد الواقعية السياسية، أو اختيار المراوغة طريقاً لمزيد من الخسائر، ومن هنا تأتي أهمية الرقابة الدولية، شكلاً ومضموناً، فالتجارب أظهرت أن الرهان على التنفيذ، وليس على التصريحات. التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، كان دائماً مع السلام العادل، الذي يحقن دماء الشعب اليمني، ويضع حداً لمعاناته الإنسانية، ولم تكن العمليات العسكرية إلا ردعاً لتغول إيران، وميليشياتها الحوثية على واقع اليمن ومصيره،…
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨
معلوم لدى الجميع ماذا تعني مرحلة ما سمي (الصحوة) في أذهان السعوديين، ومعلوم أيضا، أن تلك المرحلة أخرت البلاد والعباد على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وفي وقت ما سيتم جرد الخسائر، عبر ما لا يقل عن أربعة عقود، لنعرف حجم هذه الخسائر ولكي لا ننسى أو نغفل. ما يهمنا الآن هو أننا بإزاء صحوة حقيقية يصدق عليها الاسم والمعنى والعمق، باعتبار أن من يصحو هو من يبث طاقة هائلة في محيطه للبناء والتقدم ونقل الواقع الساكن المعاش إلى حالة إيجابية متحركة، يشعر بها ويتفاعل معها الجميع. وهذه هي صحوة السعوديين الجديدة، أو صحوتهم الحقيقية. ويمكن، بطبيعة الحال، أن نسميها صحوة محمد بن سلمان، لأن ولي العهد هو من يشعل أنوارها ويدير ملفاتها ويراقب حركتها تحت إشراف ومباركة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أطال الله في عمره وعافيته. كل السعوديين، ما عدا من بقي في فمه شيء من ماء التطرف، يتجاوبون الآن مع ما يحدث…
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨
اتفاق الحديدة الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية خلال مشاورات السلام التي عُقدت في السويد، قد يكون بصيص النور المنتظر في نهاية النفق الذي احتجز الحوثيون فيه اليمن وشعبه منذ استيلائهم على السلطة الشرعية في عام 2015. فما الذي تغير في هذه المشاورات؟ ولماذا أنتج أسبوع استوكهولم ما لم تنتجه جولات عديدة وطويلة سابقة؟ وهل الأزمة اليمنية باتت أقرب إلى الحل السياسي من أي وقت مضى؟ أم أنها حلقة جديدة من حلقات التلاعب الحوثي؟... تساؤلات عديدة مطروحة اليوم بعد الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة بين وفدي الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيات الحوثية. الجهود السياسية للأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية، كانت ولا تزال تلقى كل الدعم من التحالف العربي، الذي كان واضحاً منذ اليوم الأول لتدخله، فلا مكاسب أو مغانم له في اليمن، سوى تهيئة الظروف المناسبة للأطراف اليمنية كافة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والبحث عن حلول سياسية تفضي إلى تسوية دائمة تعيد إلى اليمن دوره الطبيعي في المنطقة، بعيداً عن الصراعات الطائفية…
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨
«ما الذهن إلا غيمة غامضة وكثيفة وهي مصدر الوضوح» - أدغار موران هي هذه الأسئلة الحقيقية التي تتولد في الذهن عن الذهن، كون الإنسان مركباً من دماغ وثقافة، بني على أساسهما الذهن، هذا المكون الأساسي لحياة الفرد، ومنذ أن انبثق في الوجود وهو يسأل من أنا، واليوم وقد بلغ من الجهل مبلغاً يؤكد سعة معرفته الجاهلة، وإدراكه بأنه يعرف من قاده إلى كينونته الغامضة، فكلما عرف الإنسان، ازداد وعيه بجهله، تأذ يدفعه إلى مزيد من الاستغراق في البحث عن ضالته التي لا تأتي، وكلما جاءت ذهبت في عميق تساؤلاته، وغزير عطائه الذي ليس دائماً في حالته الصحية، فهو الإنسان نفسه الذي كتب الشعر، وهام حباً بالحبيبة، وأغرم بجمال الوردة هو نفسه الذي أوعز لإنتاج السلاح النووي، وكأن أينشتاين عالم الفيزياء الفذ، وصاحب نظرية النسبية، قد هلل باكتشافه النواة الذرية فنادى عن فرح بهيج للرئيس الأميركي الأسبق روزفلت، بأن بإمكان أميركا صناعة القنبلة الذرية، وهو نفسه الإنسان المتمثل في بول بوت…
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨
القادم أجمل.. هذا ماكنا ومازلنا وسنظل نردده، وكل التفاؤل الذي نشعر به قد ترجم على أرض الواقع في بلادنا الغالية.. وها نحن جميعاً بلا استثناء نعيش عهد المجد والرخاء مع قيادتنا الحكيمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وما يتحلى به من حكمة وفطنة وحزم وعزم أوصلنا جميعاً إلى ما نحن عليه الآن، وهو عهد امتداد لكل العهود السابقة منذ توحيد المملكة على يد المؤسس طيب الله ثراه، لكن ما نعيشه هو برؤية عصرية مختلفة.. هي ما أكسبت هذا العهد كثيراً من التميز والتفرد. كنت من أولئك الذين قابلوا أجدادهم من عاشوا الحياة القاسية قبل التوحيد. كنا أطفالا حكوا لنا الأولين عن ماض صعب جاءت سنوات الوحدة الوطنية تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» لتزيل غبار الألم وظلام التشتت والفرقة. خلال الأعوام الأربعة الماضية بدأت تتبلور قصة جميلة وهي قصة «السعودية العظمي» قصة صاغ السيناريو لها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله-.. صاحب…
السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٨
توزعت عناصر القوة في العالم على مستويين متوازنين: المنتج العالمي العابر للحدود، والطاقة التي يحتاجها ذلك المنتج ليصبح مجديا. وانتهت أزمنة الحضارات الجغرافية الخاصة بإقليم ومنطقة ما، كانت العواصم الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية مصدر الآلة التي انتقلت لكل العالم، وما لبث أن أصبح الخليج مصدر الطاقة التي تعتمد عليها تلك الآلة، لكن النفط ليس كل شيء. عرفت بلدان مثل العراق وليبيا وفنزويلا الطاقة ولكنها لم تصنع حضارة ولم تشهد تنمية ولا استقرارا وهو ما يؤكد أن الطاقة ليست كل شيء. إذن.. لماذا ازدهر الخليج وأصبح شريكا عالميا مؤثرا وأصبحت دولة كالسعودية عضوا في مجموعة العشرين وأصبحت دولة كالإمارات نموذجا تنمويا مدهشا للعالم ؟ القضية ليست في النفط فقط لكنها تكمن أولا في الرؤية والعقيدة السياسية التي تدير تلك البلدان. نشأت دول الخليج على أيدي قادة نوعيين في الفترات الأكثر تحولا في تاريخ وجغرافيا المنطقة ورغم أصالتهم العربية والإسلامية إلا أن أبرز ما أسهم في بناء كياناتهم والحفاظ عليها كان…