الإثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٨
إعادة هيكلة قطاع التعليم الجامعي بما ينسجم مع رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني ومبادراته؛ أصبحت ضرورة، ليس فقط على صعيد نظام الجامعات الذي لم يرَ النور بعد، أو مستوى جودة المخرجات ومدى مناسبتها لسوق العمل، ولكن قبل ذلك مراجعة حالة الاستنساخ للتخصصات التي لم تعد ذات قيمة مقارنة بأعداد الخريجين منها كل عام، حيث أصبح من الضروري إعادة النظر في إمكانية تحويل بعض الجامعات إلى تخصصات تطبيقية وأخرى بحثية في مجالات علمية يحتاجها السوق من جهة، وتقلل من نسب البطالة من جهة أخرى. مسيرات الخريجين الذين تجاوزوا عشرات الآلاف في أكثر من (27) جامعة حكومية، و(11) جامعة خاصة، و(39) كلية أهلية، فضلاً عن آلاف المبتعثين العائدين بالشهادات العليا؛ تطرح تساؤلاً ملحاً: أين سيجد كل هؤلاء فرصتهم في التوظيف؟، ومن هو المؤهل منهم مهنياً للالتحاق بالسوق؟، ولماذا النسبة العظمى منهم من تخصصات نظرية إنسانية؟ فرحة التخرج التي بدأت على محيا كثير من الطلاب والطالبات تصطدم سريعاً بواقع السوق، وتبدأ معاناة الحصول…
الإثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٨
خطت دبي، الأسبوع الماضي، خطوة مهمة جداً، تساعدها على تحقيق نقلة نوعية نحو مستقبل جديد بثقة وفاعلية في مجال الشفافية ومكافحة الفساد وتبديد الأموال الحكومية، وذلك من خلال القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والمتعلق بإنشاء جهاز الرقابة المالية. القانون الجديد أسدى بمسؤولية رئاسة جهاز الرقابة المالية إلى ذلك الشخص الدقيق جداً، والحريص جداً، سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد، والجهاز سيكون فاعلاً دون شك لأنه ببساطة مستقل تماماً ولا يتبع لأي جهة إدارية، ما يمنحه الصلاحيات الكاملة في ممارسة أعمال التحقيق والتدقيق بأريحية تامة. الجهاز الجديد آلت إليه حُقوق والتزامات دائرة الرقابة الماليّة كافة، لكنه حتماً أكبر وأهم وأكثر اتساعاً في أعمال الرقابة المالية، فهو رغم أهميته في تعزيز النزاهة والشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره، فإن عمله لا يقتصر على رصد المخالفات والتجاوزات المالية والإدارية والتحقيق فيها فقط، بل تعدّى ذلك ليفحص القرارات والإجراءات الإدارية المتعلقة بالموارد البشرية من حيث التعيينات…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٨
«يحدث أحياناً في مساءٍ بطيءٍ عَبُوسٍ أن يتسكع بعض أهالي سمرقند في درب الحانتين غير النافذ بالقرب من سوق الفلفل، لا لكي يذوقوا خمرة الصُغْدِ المُمَسَّكة، وإنما ليرقبوا ذهاب الناس وإيابهم، أو ليخاصموا شارباً ثَمِلاً. وعندئذ يُمرَّغ الرجل في الغبار، وتُكال له الشتائم، ويُنذَر لجحيمٍ تذكِّره نارها، حتى آخر الدهور، بحُمرة الخمرة المُغْوِية. ولسوف يولد من قبل هذه الحادثة في صيف 1072م مخطوط الرباعيات. فعمر الخيّام في الرابعة والعشرين، ولمّا يَمْضِ على وجوده في سمرقند كبيرُ وقت. فهل كان ذاهباً إلى الحانة في ذلك المساء، أم أن صُدْفَة التسكّع هي التي حملته؟». هكذا يلج الأديب اللبناني أمين معلوف إلى روايته الشهيرة «سمرقند». ومن خلالها يربط الخيوط التي جمعت شاعر «الرباعيات» الشهير عمر الخيّام بالوزير السلجوقي الأعظم نظام الملك، وزعيم «فرقة الحشاشين» حسن الصباح. خيوط حاولْتُ أن أقتفي أثرها وأنا أعبر شوارع سمرقند، مستدعياً تاريخاً شهدته هذه المدينة العريقة، منذ أن دخلها القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي فاتحاً مرتين، إلى…
الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٨
ما بين 2011 عندما بدأت شرارة الإرهاب في بلدة العوامية شرق السعودية، وبين 2018، الكثير مما يقال ويشرح ويوصف ويستفاد منه، تداخل فيه الإجرام وبيع السلاح والاتجار بالمخدرات والقتل والترويع، وصولاً إلى العمليات الإرهابية، وبتدخل خارجي إيراني، دخل على الخط لاحقاً من يزعمون أنهم «ناشطون» و«حقوقيون»، ولا ضير من العديد من منظمات حقوق الإنسان، وما بينهم كانت الحكومة السعودية الوحيدة القادرة على فرض الأمن والاستقرار لمواطنيها، ومواجهة كل حملات التشويه والتزوير، وتسمية الأشياء بأسمائها، شيئاً فشيئاً فرض المنطق نفسه، وصدقت فرضية الدولة التي أعلنتها منذ البداية، وثبت أن ما حدث لا علاقة له لا بالحقوق ولا بالواجبات. لم يكن ما جرى منذ يومه الأول مرتبطاً بمطالب أو غيرها، كان إرهاباً ونقطة آخر السطر. بطبيعة الحال تغيرت مع مرور الوقت وعودة الهدوء للقرية مواقف عديدة؛ حكومات ومنظمات وجهات دولية خُدعت في بداية الأمر، وجرفتها موجة اختلط فيها الحابل بالنابل، اعتبر كل من يرفع السلاح على الدولة محقاً حتى لو كان إرهابياً،…
الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٨
هذا عنوان فيلم انطبع في ذاكرتي لسبب بسيط، شاهدته في إحدى دور السينما في الرياض قبل أربعين عاماً! شاهدته قبل أن تصبح السينما ممنوعة وتغلق أبوابها، وتغلق معها حياة اجتماعية كاملة في أعقاب ثورة إيران في عام 1979. قبلها بعام، كنت قد سافرت للدراسة في الولايات المتحدة، كنت من الفرقة الناجية، فلم تؤثر التغييرات عليّ شخصياً، لكنها غيرت جيلاً من بعدي. كانت الرياض مدينة صغيرة، مقارنة بما هي عليه اليوم. كان سكانها لا يتجاوز عددهم نصف المليون نسمة، وفيها ثلاث دور سينما في أندية رياضية. كانت تقدم الشاي والمشروبات الغازية، مع ساندويتشات الجبنة. كانت منظمة، تذاكر على الباب، وبوسترات الأفلام ملصقة على الجدران الداخلية، وأكبرها فيها نحو مائة وخمسين مقعداً، تعرض ليالي نهاية الأسبوع فيلمين؛ عربياً وأميركياً مدبلجاً، والأمسيات العادية فيلماً واحداً. القاعة عادة مزدحمة، ومن الجمهور من كان يخنقنا بالسجائر، وبالتفاعل العاطفي المبالغ فيه بالتصفير أو التصفيق مع المشاهد العاطفية أو البطولات الفردية. الأفلام الغربية تصل متأخرة، أحياناً عشر…
الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٨
يكتب الله على إنسان أن يقضي في السجن ثلاثين سنة بين أعتى المجرمين. عندما يطلق سراحه ويمضي في دروب الحرية تبدأ عاطفة التعاطف والحنين تشتغل في قلبه. ينسى جرائمهم ويتذكر إنسانيتهم. لن ينسى ذلك اليوم الذي انتصر له النزلاء عندما ضربه السجان ويتذكر الليالي التي كانوا يتضاحكون ويتسامرون ويتبادلون القصص كأطفال. يتذكر عندما بكى أحد الزملاء بعد أن بلغه أن طفله الذي لم يره أبداً مات. كيف انعصرت قلوبهم جميعاً من الألم عندما اقتيد أحدهم لينفذ فيه حكم الإعدام. ولا ينسى المجازفة التي ارتكبها أحد الزملاء ومرر له سيجارة عندما كان في الانفرادي. كانت ساعاته الأخيرة في السجن رغم سعادته مملوءة بالشجن والألم على فراق بشر عاش معهم ثلاثين سنة. تقاسم معهم الأحزان والأفراح. الإنسان يتألم عند وداع الرفاق حتى وإن كانوا أحط أنواع البشر، حتى وإن كان المكان سجناً. ثمة عاطفة اسمها الحنين. العاطفة الإنسانية التي تعيد إنتاج الماضي وتجعله جميلاً. العاطفة التي تنتصر لروح التسامح في قلوبنا على…
الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٨
أخذت تتردد في الأيام الأخيرة أحاديث إعلامية عن إمكان مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران على المسرح السوري المستباح. كانت البداية مع إسقاط سلاح الجو الإسرائيلي طائرة درون (من دون طيار) إيرانية داخل فلسطين المحتلة. بعدها بأيام نفذت إسرائيل هجوماً جوياً دمر وفق صحيفة هآرتز الإسرائيلية، ما وصف بأنه نظام دفاع إيراني في قاعدة تي فور (T4) السورية. عندها بدأت التقارير والتحليلات تتراءى عن أن احتمالات المواجهة المباشرة بين الطرفين آخذة في الاقتراب. وقد تعزز ذلك قبل يومين بتبادل تصريحات نارية متبادلة بين الطرفين. نائب قائد الحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، خاطب الإسرائيليين بقوله «الأيادي على الزناد، وصواريخنا جاهزة للإطلاق... أنتم محاصرون... وتعيشون في فم الثعبان. لا تعقدوا أمالاً على أميركا وبريطانيا. لن يبقى لكم أثر عندما يصلون. في حال اندلاع حرب كونوا على يقين بأنها ستؤدي إلى محوكم». هذه تذكرنا بتصريحات الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، عام 1990، وهي تصريحات أكثر تواضعاً. إذ قال حينها بأنه إذا تعرض العراق…
الأحد ٢٢ أبريل ٢٠١٨
كانت توجهات وزارة التعليم في الأيام الماضية في شأن تعليق الدراسة، بمثابة توجهات وتوجيهات سريعة الإعداد والتحضير، على رغم أنها تحاول في دهاليز وتفاصيل هذه التوجهات أن تعالج ما يمكن وصفه بالخلل أو التداخل وربما التجاوز في التفاعل والتعامل مع ملف التعليق، كان يمكن للوزارة أن تكون أكثر هدوءاً وطرحاً وتؤجل بحث هذا الملف لمطلع العام المقبل، فلا أظن أن ثمة ترتيبات مختلفة أو تجهيزات تستوجب أن يتم إعطاء مثل التوجهات في عام يسبق عام التطبيق، ومن دون أن يكون هناك تأثير لهذه التوجهات في ما تبقى من هذا العام. الرؤى الجديدة في شأن «التعليق» أحدثت صدى واسعاً لدى فريق المعلمين والمعلمات، وإن كان ذاك من وجهة نظر خاصة، رد فعل طبيعي لكون بعض الحكايات العابرة والتي تأخذ جواً مختلفاً كحكاية التعليق كان يفترض أن تواجه بشيء من الجرأة والذكاء والتوازن في قراءة الحدث، وحساب كل رقم في ملف التعليق ومنذ سنوات ولادة حدث اجتماعي اسمه تعليق الدراسة. من المؤكد…
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٨
سبق أن كتبت قبل 18 عاماً مقالةً عن الفيلم الأميركي «ذيل الكلب»، وهو فيلم كوميدي من بطولة روبرت دي نيرو وداستن هوفمان. والواقع أن أكثر من يفضح السياسة الأميركية هم الأميركيون أنفسهم. أتذكر عند مشاهدتي الفيلم أنني بدأت أشك في كل شيء حصل في العالم، وتحديدا في الشرق الأوسط، فالفيلم كان يتهم الساسة الأميركان بأنهم يعملون أفلاما في هوليود ويبثون بعضها للعالم على أنها معارك حقيقية، وتشترك معهم أحيانا الدول التي يفترض أنها تعرضت للضرب. الآلة الإعلامية الأميركية الجبارة اختلقت للشعب الأميركي أن دولة ألبانيا هي عدو للشعب الأميركي، واخترعوا أحداثا عدة تثبت صدقيتهم، لدرجة أنهم جعلوا الأميركيين يتعاطفون مع حكومتهم وترتفع شعبية رئيسهم، الذي يظهر بمظهر المنقذ والقائد لأميركا ضد هؤلاء السيئين والمجرمين من الألبان، وفي واقع الحال وبحسب الفيلم، لم تكن هناك مشكلة أصلا من طرف دولة ألبانيا. كان السبب في الفيلم أن الرئيس الأميركي تعرض لفضيحة كادت أن تطيح به، أو على الأفضل لن تعيد انتخابه فترة…
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٨
هل يمكن للاجتهاد الفقهي الذي غالبا ما يمثل لحظة اجتهادية ذات سياق معين أن يدير الحياة في الدولة المدنية الحديثة؟ في الواقع يمكن أن يكون هذا مستحيلا للغاية، ومحاولات فرضه سابقا هي التي تقف خلف كل الأخطاء والتوترات المجتمعية السابقة. الحل في القانون والتنظيم فقط، وثمة من يتهيأ الآن للرد على هذه العبارة أنها مجافاة للشريعة وتخلٍ عنها، ولكن النظام والقانون لا يأتيان إلا من خلال المقومات الثقافية والاجتماعية التي على رأسها الدين. الدولة تمنع وتسمح ولكنها لا تحرم ولا تحلل؛ وإذا كان ثمة رأي فقهي مثلا يحرم الموسيقى فالاقتناع به أو رفضه مسألة شخصية تعود للأفراد، لكن الدولة ليس من شأنها ولا من مهامها أن تتبع ذلك الرأي أو ترفضه، لأن علاقتها بالأفراد تقوم على القوانين والأنظمة التي تراعي تنوعهم وخياراتهم. إشارات المرور مثلا لا تفرق بين الملتزم وغير الملتزم وعلى الجميع الالتزام بها بغض النظر عن قناعاتهم، القيمة الكبرى في إشارات المرور قيمة دينية عليا تتمثل في التنظيم…
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٨
احتواء ردود الفعل المجتمعية بلا إقصاء أو استفزاز أو محاولة تأزيم؛ هو أصعب ما يواجه مشروع التحول في المملكة، وعبّر عن ذلك صراحة ولي العهد أن من «أصعب التحديات التي تواجهنا أن يقتنع الشعب بما نقوم به»، وهو أمر طبيعي يحدث في أي مجتمع ينشد التغيير، ولكن الأهم أن يبقى الجميع أمام حالة اختيار وليس إكراه، وهو ما يحصل بكثير من الحكمة والتعقل والهدوء الذي لا يصادم القناعات أو يستفزها، أو يسمح لأي حراك فكري أن ينال منها، أو يوظفها لأجندات لم تعد مقبولة، أو مستساغة. حادثان رغم الفارق الكبير بينهما، إلاّ أن الصراع الفكري قديماً وجديداً حولهما قد استأثرا جانباً واسعاً من الحديث عنهما في المجتمع خلال اليومين الماضيين، وتناقلتهما وسائل إعلام ومواقع إخبارية ونشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي؛ الأول افتتاح دور السينما في المملكة، والثاني قرار وزير التعليم بالتحقيق في حادثة مقطع فيديو يظهر طالبات مدرسة متوسطة يحملن لافتات «حجابي تاج راسي»، و»شعيرة لن تندثر». السينما كمشروع حضاري…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٢١ أبريل ٢٠١٨
نعم الشعب السوري العربي ليس قطيعاً من الخرفان ينتظرون الذبح بقلة حيلة، تلك الفكرة يجب أن تحارب وتقتل بأي ثمن كان، ويؤكد الواقع أنه شعب حي، حتى وكالات الأمم المتحدة أوقفت تسجيل عدد القتلى السوريين في هذه الحرب المدمرة، وهي التي تقع بين طلاب الحرية وحقوق الإنسان الطبيعية في الاختيار وفي القول، وبين ديكتاتورية قاهرة. منذ سنتين على الأقل أوقفت الوكالات الدولية المتخصصة تعداد القتلى السوريين، توقفت عام 2016 على أربعمائة ألف قتيل مؤكد قضوا تحت تدمير سلاح النظام السوري وبراميله المتفجرة وخلطته الكيماوية، وهي الأعداد المؤكدة التي ذبحها النظام وحلفاؤه في المدن والبلدات والقرى السورية، كما أوقف تعداد المُهجّرين والنازحين الذين شُتتوا الآن في كل مناطق الدنيا وأركانها، ويُعدون بالملايين. هل لمثل هذا النظام، بصرف النظر عن التفاصيل، أن يبقى وأن يعاد تأهيله؟ ذلك مضاد لمسيرة التاريخ، كما هو مضاد للمنطق، على الرغم من مرور سبعين عاماً من الاستقلال السوري عن فرنسا، الآن، فإن «حكم الأسد» العائلة، قد أخذ…