السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
يجتمع اليوم في الظهران القادة، ملوك ورؤساء الدول العربية أعضاء الجامعة العربية في الاجتماع التاسع والعشرين للقمة، يجتمعون في وقت صعب جداً وحساس - وهذا ليس بالأمر الجديد في منطقتنا - لكنهم يجتمعون في وقت انقسمت فيه الدول العربية أكثر وأكثر، وأصبحت مختلفة أكثر من أي وقت مضى، بل وتباينت مواقفها في القضايا الرئيسية التي لم تكن تختلف عليها من قبل.. وهناك ثلاثة ملفات سياسية مهمة لا يمكن القفز عليها، وهي الاحتلال الإسرائيلي والأطماع الإيرانية والإرهاب. أول قمة عربية عقدت عام 1946 في القاهرة بدعوة من الملك فاروق وكان الموضوع الرئيسي لتلك القمة هو فلسطين، واليوم وبعد 70 عاماً من إعلان «دولة إسرائيل» يجتمع العرب من جديد وهم على بعد أسابيع قليلة من نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى مدينة القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ما يعني أن يفعلوا شيئاً في الملف الفلسطيني الذي لا يزال مفتوحاً منذ أول قمة عربية وحتى القمة الـ 29 التي تنعقد يوم الغد في مدينة…
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
تعرفت على سفيرنا السابق في الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز من طريق الصديق الزميل عقل العقل، وامتدت وتوثقت من طريق الصديق الزميل علي العميم، إذ إنه كان صديقا مشتركا لهما، وأصبحت بعدها طرفا في دائرة محبي أبي وائل وهم كثر بشكل لا يصدق. السبب يعود لشخصية الفايز الذي كان ومازال ومنذ أن عرفته عندما كان مستشارا في وزارة الاعلام ثم عضوا في الشورى في أول دوراته إلى أن أصبح سفيرا، هو ذلك الرجل لم يتغير البتة، بل إن التواضع يغمره في كل خطوة يتقدم بها في حياته العملية. بحكم العمل، كان الفايز يمر علينا عندما كنا في إدارة الرقابة الأجنبية التي رأسها حينذاك الزميل محمد نوري، وبمجرد دخوله تتحول الإدارة بل وكل إدارات الدور الخامس من مبنى الوزارة القديم أمام برج التلفزيون إلى منطقة تزخر بالحياة والضحك والقفشات، سواء مع العمال الذين يصادفهم في الممرات، أم مع الموظفين من زملائنا العرب، أم معنا نحن السعوديين، أم مع المديرين. لا تفارقه الابتسامة…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
كان النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب أول وآخر عسكري من تعز تم تعيينه رئيساً لأركان الجيش اليمني (اليمن الشمالي حينها) في العام 1968، وجاء تعيينه على خلفية شجاعته مع زملائه في أهم فرقة بالجيش وهي قوات الصاعقة. كان النقيب عبدالرقيب صاحب قضية ما كان له أن يساوم عليها: (النظام الجمهوري)، الذي رآه تحديدا مثل أي مواطن من أبناء اليمن الأسفل «جغرافيا» «الشافعي» مذهباً منقذاً لقرون من حكم أبناء منطقة اليمن الأعلى الذين أعتادوا حمل السلاح واتخذوه وسيلة وحيدة يسيطرون بها على كل اليمن، وإذا كان الحكم قد انفرد به عدد من الأسر الهاشمية فإن قبائل تلك المنطقة كانت السلاح الذي استخدمه الائمة لبسط نفوذهم، واستمر الأمر كذلك حتى في العهد الجمهوري الذي لم يصل فيه أي من أبناء تعز الى موقع عسكري متقدم حتى هذه اللحظة. كانت المشكلة التي وقع فيها النقيب عبدالرقيب هي عدم امتلاكه حساً سياسياً يدرك به تعقيدات المشهد السائد حينها. في تلك الفترة كانت المجموعة المتحكمة بالقرار السياسي…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
قد يكون العنوان السابق غامضاً، لكن التي أعنيها في مسيرتها الطويلة أكثر غموضاً في دورها ومهماتها من العنوان؛ فهي من أحاجي السياسة العربية المعاصرة، تلك التي وُلدت قبل خمسة وسبعين عاماً تقريباً، هي الجامعة العربية، التي أعلنت في 22 مارس (آذار) 1945 في قصر الزعفران في القاهرة، بعد تمهيدات ومفاوضات استمرت قبل ذلك لبضع سنين.. ميثاقها الذي اتفق عليه الموقّعون، يتكون من عشرين مادة، وثلاثة ملاحق، غير الديباجة. تعقد القمة العربية التاسعة والعشرون، وهي إحدى مؤسسات الجامعة وأهمها، في جو سياسي غير مسبوق، والتاسع والعشرون هو الرقم الرسمي لقمة الظهران، إلا أن عدد القمم - إن حسبنا غير العادية - أكثر من ذلك، فهو، أي العدد، كمعظم أعمال الجامعة، ليس هناك توثيق دقيق له. من يقرأ اليوم ميثاق الجامعة يشعر بأنها «نظام يريد ولا يريد»! حيث إن تفسير مواد ذلك الميثاق مطاطي «إقامة وطن عربي مع احترام سيادة الأعضاء»، ذلك أحد نصوص الميثاق! كما نص أيضاً «لا يجوز استخدام القوة…
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
هل هي مصادفة قدرية أم موضوعية أن تكون فرنسا المحطة التالية مباشرة في زيارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد الزيارة الناجحة للولايات المتحدة؟ تمثل أميركا القوة الخشنة وفيها جرت أحاديث الشراكات عبر مجالات القوة العسكرية وصناعات الطاقة الجديدة والبرمجيات والتكنولوجيا، بينما تبقى فرنسا، مع تقدمها العسكري والتقني، ميدان القوة الناعمة دبلوماسياً وثقافياً، فكرياً وأدبيـاً، حضارياً وإنسانياً. القوة الناعمة لأي دولة تتصل بثلاث ركائز جوهرية؛ اقتصاد قوي، وقوة بشرية متماسكة ومترابطة، واهتمام وانتباه لمجريات الأمور حول العالم... وهذه تتوافر لفرنسا بشكل واضح سيما مع مجيء إيمانويل ماكرون إلى الحكم، وتلقي بظلالها أيضاً على تجربة الأمير محمد بن سلمان في السعودية حيث استنهاض قوى المملكة الحقيقية اقتصادياً عبر مجالات ما بعد الأفكار الكلاسيكية، ثم شباب واعٍ يمثل غالبية بنية المجتمع يدفع معه تلك التجربة إلى الأمام، وفي إطار من الرؤية اليقظة لاستراتيجية 2030. تبقى فرنسا في كل الأحوال عقل أوروبا النابض ومؤشرها التنويري الكلاسيكي عبر ثلاثة قرون خلت، وعليه…
السبت ١٤ أبريل ٢٠١٨
سجلت القضية الفلسطينية بنداً ثابتاً في القمم العربية منذ 72 عاماً، بدءاً من قمة أنشاص بمصر في مايو 1946، ومروراً بقمة اللاءات الثلاث في الخرطوم بعد نكسة يونيو 1967، وقمة بيروت في مارس 2002 التي أقرت مبادرة السلام العربية مع إسرائيل المقترحة من ولي العهد السعودي حينذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، حيث تعرض على إسرائيل انسحاباً كاملاً من الأراضي التي احتلتها 1967 مقابل سلام شامل، وتطبيع في العلاقات مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ووصولاً إلى القمة العربية في الظهران التي تعقد بعد غد لمواصلة النقاش عن ذات البند ولكن في ظروف وتطورات مختلفة. إسرائيل كانت ولا تزال محوراً مهماً على طاولة العرب، واجتماعات الجامعة العربية الدائمة، ومع كل ما تقرر لم نصل إلى حل، أو حل ترضى به إسرائيل، وانشغلنا مع هذا الحل عن قضايا عربية جوهرية أهمها الخطر الإيراني في المنطقة، وتداعياته التي وصلت إلى احتلال أربع عواصم عربية، وثلاث جزر إماراتية، بينما إسرائيل تحتل عاصمة عربية واحدة،…
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨
سألتُ زميلة لي عبر الـ«واتس أب» عن التقاليد في بلادها، وعندما أخبرتني بحقيقة صادمة، وضعت أنا إيموجي (الأوجه الصفراء في الـ«واتس أب» وتطبيقات المراسلة الأخرى) الوجه المصدوم، فردت علي بأنها الحقيقة. لو تخيلنا أن المحادثة السابقة كانت من دون ذلك الإيموجي، لما ردت الزميلة وأكدت ما قالته، ولتوقف الحديث عند الحقيقة. مثال آخر: لدي صديق يعلق على كل ما أرسله له، وعندما أضع إيموجي الوجه الحزين على بعض التعليقات، تعبيراً عن قلة حيلتي تجاه أمر ما، فإنه يبادر بالتبرير وتفهمه أن الموضوع خارج عن إرادتي، ولولا الإيموجي لما اضطر إلى تبرير شيء. الإيموجي يعوّض نقص المشاعر البشرية في الفضاء الإلكتروني، وهو ضروري جداً ولا غنى عنه، ويضع الحوارات في سياقها المناسب، ويستدعي ردة الفعل الصحيحة على كل تعليق. مثلاً لو قلت لشخص: تعثرت أثناء نزولي السلم وسقطت على وجهي، الرد سيكون: تستحق السلامة أو هل أنت بخير. لكن لو قلت العبارة نفسها ووضعت «إيموجي» ضاحكاً، فسيقول: يالك من أعمى، أو…
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨
ليس انتقاصاً من جهود أحد، ولا هو تقليل من فكر أحد، ومع احترامي لكل الأفكار التي يُقصد بها تطوير العمل والأداء، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، فإن فكرة إقامة معرض متخصص لعرض إنجازات دوائر حكومة دبي فيها شيء من المبالغة، فدبي تعودت أن تترك العالم يتحدث عن إنجازاتها، لا أن تستعرض الدوائر إنجازاتها بين بعضها البعض، تحت سقف واحد! ثلاثة أيام، ومئات الموظفين، وعشرات المسؤولين الكبار في دوائر حكومة دبي بعيداً عن مكاتبهم، وبعيداً عن مهامهم التي ينجزون فيها معاملات الناس، يتجولون بين أجنحة المعرض، ويطلعون على خدمات وأجهزة يعرفونها تماماً، وسبق أن رأوها وتعاملوا معها، ويملكون معلومات كاملة عن طريقة عملها، فهي ذاتها عرضت في جوائز وندوات برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وهي ذاتها عُرضت أو ستعرض في معرض جيتكس، والحقيقة التي يعرفها كل من زار المعرض أن لا جديد يمكن إضافته! جميل أن تشارك دوائر دبي في معارض ومناسبات عالمية متخصصة خارج الدولة، تعرض فيها إنجازاتها، وتستفيد من…
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨
ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها نظام بشار الأسد المواد الكيماوية في ضرب أبناء شعبه، كما أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها معاقبته عسكريا، لكن لم يتوقف الجاني عن تكرار جنايته، ولم تجدِ العقوبات العسكرية في ردعه !، لذلك عندما يقرر الرئيس الأمريكي وحلفاؤه اليوم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عقابا له على قصف «دوما» بالسلاح الكيماوي، فإن عليهم أن يختاروا بين ضربة فاعلة تجعله يفكر ألف مرة قبل تكرار جريمته، أو أن يتم الاكتفاء كما في السابق بضرب أهداف فارغة تم إخلاؤها ! في الحقيقة ما لم يتوجه أحد صواريخ «الكروز» الأمريكية إلى قصر «المهاجرين» الرئاسي في دمشق، فإن أي قصف لم يشكل فارقا لرئيس النظام السوري، فهو لم يكترث لأرواح أطفال ونساء وشيوخ ورجال شعبه الأبرياء حتى يكترث لأرواح جنوده !. ورغم أن جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية تستحق تدخل المجتمع الدولي ليس لمعاقبة النظام بالضربات الصاروخية، وإنما محاكمته بعد أن فقد شرعيته في الاستمرار في السلطة، إلا…
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨
انتهت حرب التنظيمات الإرهابية في سورية بإزاحة «داعش» وغيرها عن خارطة المشهد السياسي والعسكري، ودخلت قوى الصراع الإقليمي والدولي في مرحلة جديدة من المصالح التي بدأت منحازة لفريق على آخر على الأرض، ومتوازنة إلى حد كبير على طاولة المفاوضات؛ لدرجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن قبل أسبوع عن سحب قواته من سورية، رغم تحفظ حلفائه على القرار وفي مقدمتهم إسرائيل. ولكن، استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية في الهجوم على مدينة دوما بالغوطة الشرقية؛ أعاد الأزمة إلى المشهد السياسي مجدداً، وما يتبعها من ضربة عسكرية محتملة ربما ستكون أقوى من سابقتها قبل نحو عام؛ حينما أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخاً على أهداف محددة في قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية قرب حمص بعد حادثة استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون. الأحداث متسارعة في سورية؛ فالرئيس الأميركي ألغى بصورة مفاجئة زيارته الأولى المقررة إلى أميركا اللاتينية من أجل الإشراف على الرد الأميركي على الهجوم الكيميائي في دوما، وروسيا استخدمت حق النقض «فيتو» ضد…
الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٨
عندما ينشر هذا المقال، ربما تكون الصواريخ الأميركية «الذكية» في طريقها لتدك مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري، كما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس، وبعدما دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية «يورو كونترول» شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة. الإجراء العسكري الوشيك هو عقاب للسلطات السورية بعد استخدامها مادة الكلور والأعصاب التي تسببت بمقتل ما يصل إلى 43 شخصا وتلقي 500 آخرين العلاج في دلما. لا شك أنك سواء تتفق أو تختلف مع ترمب، فإن خطوطه الحمراء أصبحت حقيقة وواقعاً لا يمكن تجاهله وليست كما سلفه باراك أوباما، الذي لو قام بهذا الفعل نفسه مع أول استخدام لنظام الأسد للأسلحة الكيماوية، لما أعادها النظام وحلفاؤه عشرات المرات، ولما سقط جزء من النصف مليون قتيل في سوريا من جراء مختلف أنواع الغازات السامة المحرمة دولياً. ربما كان الهجوم بالكيماوي الذي حدث في دوما همجيا، لكنه بالطبع ليس جديداً وإنما متكرر، وهو…
الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٨
أحترم ذلك الرأي، الذي يرى ضرورة عرض الإنجازات الحكومية لدوائر حكومة دبي في معرضٍ سنوي كبير، وأحترم وجهة نظرهم القائمة على أهمية وجود هذا المعرض الحكومي المطعّم بمشاركات حكومية من خارج الدولة، لعرض أهم المنجزات، التي حققتها الدوائر في مجال الخدمات الإلكترونية والذكية. لا خلاف في ذلك، لكن إن كان هناك خلاف، فالأمر يرجع إلى وجود ازدواجية وتشابه كبير، بين هذا المعرض ومعارض أخرى تشارك فيها الدوائر الحكومية في دبي أيضاً، وبالأفكار والخدمات ذاتها تقريباً، كمعرض «جيتكس» الشهير، الذي يضم قاعة كبيرة مخصصة لعرض الإنجازات التقنية الحكومية، وتشارك فيها الدوائر ذاتها المشاركة في معرض الإنجازات، وهذه الازدواجية، بلاشك، تعني خسائر مالية مباشرة، تتكبدها الدوائر من خلال بناء وتشييد الأجنحة وتشغيلها لمدة ثلاثة أيام، وخسائر أخرى غير مباشرة، بسبب وجود المديرين، وعدد كبير من الموظفين، خارج مقار دوائرهم، طوال فترة المعرضين! التكرار هُنا لن يكون مفيداً على الإطلاق، وما تعرضه الدوائر في معرض الإنجازات، سبق أن عرضته في «جيتكس»، أو ستعرضه…