الخميس ٠٢ نوفمبر ٢٠١٧
هناك طرق وعلامات كثيرة يمكنك أن تقيس بها مدى تحضر أو وعي أمة أو شعب ما، خصوصاً عبر ما يرتبط بطريقة تعاطيهم مع ما يعرف بالممتلكات العامة، والأمر لا علاقة له بالمادة إطلاقاً، وهي الحجة المفضلة لدى البعض لتفسير أي سلوك إيجابي أو سلبي، فهناك شعوب غارقة في الفقر لكنّ مدنها تشع بهاء ونظافة.. وشعوب تعيش فوق كنوز الأرض لكنّ مدنها غارقة في انعدام النظافة والاهتمام والأمن، وكما يقال فالفقر من الله لكن القذارة لا يمكن أن تكون إلا من إبليس! الأمر لا علاقة له بأي وضع اجتماعي للبلد أو الشعب، لكن له علاقة بالثقافة الشعبية، والحب الحقيقي للأرض التي تعيش عليها، وشعورك برغبتك في أن تورّث بيئة صالحة للسكن لمن سيأتي بعدك! ومن تلك المقاييس المدنية، اهتمام الجهات البلدية والرسمية بقضية «إعادة التدوير»، هذا المثلث المعقوف ذو الأسهم الثلاثة لن تراه في دولة لا تحترم نفسها، أو في مجتمع متخلف فكرياً، والاهتمام به ووضع البنية التحتية له لا يكونان…
الخميس ٠٢ نوفمبر ٢٠١٧
كنّا نفكر كفريق عمل منذ أن بدأنا إنتاج برنامج 99 عام 2007 على القناة الرياضية في كيفية صناعة صف ثانِ من الكفاءات كلٌّ في تخصصه، لكنْ لضعف مخرجات الجامعات، وغياب التدريب المحترف، وعدم وجود مؤسسة متخصصة في هذا المجال، لم نحقق نتيجة مرضية. ولذلك؛ فإن قرار مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون باعتماد إنشاء أكاديمية إعلامية متخصصة لتدريب منسوبي الهيئة أو القطاع الإعلامي بشكل عام، قد وجد ترحيباً واسعاً من صُنّاع الإعلام في المملكة، لأن قرارا نوعيا كهذا والذي يستهدف تطوير جوهر هذه الصناعة وهو الإنسان سيحقق نقلة كبيرة في رفع كفاءة رأس المال البشري، وظهور واكتشاف مواهب سعودية من الجنسين كانت مدفونة. وأذكر أن معالي د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزير الإعلام السابق استضافه مجلس الشورى عام 2003 وسأله أعضاء المجلس عن سبب ضعف أداء التلفزيون السعودي فأجاب: «بأنّ لدي موظفين وليس إعلاميين». وكان قصد معاليه أن منسوبي التلفزيون السعودي موظفون على سلّم وظائف حكومية، وليست وظائفهم حرة يحكمها…
الثلاثاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٧
في حضرة الشباب الواعد، والخارج من بوتقة الوعي إلى فسيح الإبداع، نجد أنفسنا في المنطقة الآمنة، وفي فصل الدرس الثقافي والقيمي، الذي تكرسه القيادة لأجل صياغة مجتمع النبوغ، وبلاغة الحلم، وانفتاح الأنا على فضاء الآخر، والذهاب إلى العالم بعقول مثل الأنهار، وقلوب مثل الأزهار، ونفوس مثل الأشجار، ووعي لا تحده الجغرافيا، ولا تصده المراحل التاريخية. نحن اليوم في عصر التنوير، وشبابنا هم المصابيح التي تضيء أحلامنا، وهم الأقلام التي تسطر تاريخنا، وهم الأجنحة التي ترفرف بعزة الوطن، وكرامته وتميزه وتفرده ووقوفه عند هامات النجوم، وملامسته، شغاف المجد المجيد. يقدم مجلس أبوظبي للشباب، القدوة والمثال والنموذج في وضع شباب الوطن في مكانهم الصحيح، في الوقت المناسب، ليتبوأوا، مكانتهم، ويأخذوا امتيازهم، ويمشوا على أديم الأرض، بخفاف ثقيلة، تسمع من به صمم، وتطرق أبواب المستقبل بثقة وثبات ونواصع الشيم، ونوابع القيم، وبنخوة الأصفياء الذين يعيشون الحياة بكاملها بقلوب مزدهرة بالحب وأرواح أشف من قطرات الندى، وأرق من زغب القطا، وأجمل من حلم البراءة.…
الإثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠١٧
في حوار أجرته معه محطة «سي بي اس» الأمريكية قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إن أحد أسباب الخلاف مع جيرانه أن بلاده تدعو لحرية التعبير بينما ترى دول التحالف الأربع في ذلك تهديدا لها، وأكد أن حكومته لن تغلق قناة الجزيرة، وأنه يقبل بالحوار منذ اليوم الأول شريطة ألا يتدخل أحد في سيادة بلاده! طبعا من يستمع لحديث المسؤولين القطريين عن حرية التعبير يظن أن قطر هي ركن «هايد بارك» الخليج، بينما تمتلئ سجونها الأمنية بكل منتقد لسياسة الحكومة نثرا أو شعرا، وتشهد حدودها على نفي وسحب جنسية كل معارض لها، أما صحفها التي تابعتها في كل مرة زرت فيها الدوحة أو مررت بأجوائها على متن الخطوط القطرية فمن النادر أن تجد فيها انتقادا يتجاوز قشور الخدمات البلدية! أما قناة الجزيرة فحريتها طالت كل بقاع الأرض باستثناء الدوحة، حيث وقعت محاولة انقلابية، وجرى تهجير 6 آلاف مواطن قطري إلى الحدود، وفتح مكتب تجاري إسرائيلي في قلب قطر، وتجول…
الإثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠١٧
مساء الثلثاء الماضي كنت مدعواً على العشاء عند صديق، بصحبة نخبة من رجال الأعمال والاقتصاديين ومسؤولين حكوميين وأعضاء في مجلس الشورى، وقلة من الإعلاميين أنا منهم، ولأن المضيف فرض علينا اتباع قواعد «تشاتام هاوس» منتدى الحوار اللندني الشهير، فسأستعرض بعض ما قيل في الحوار المنظم، الذي سبق العشاء، من دون ذكر أسماء المتحاورين، ومن قال ماذا؟ ومن الطبيعي أن يسيطر على الحديث الخبر العظيم، الذي أعلنه ولي العهد بعد ظهر اليوم نفسه، بإطلاق مشروع «نيوم» العملاق في منطقة تبوك، والمشروع عبارة عن إنشاء مدينة بحجم دولة صغيرة تقع على أحد أهم طرق التجارة العالمية، سيضخ فيها ما لا يقل عن 500 بليون دولار، لتكون حاضناً للاستثمار والابتكار والإنتاج في مجالات الطاقة والمياه والنقل والتقنية الحيوية والغذاء والصناعات المتقدمة والإعلام والترفيه والعلوم التقنية والرقمية، وبالجملة فإنه مشروع متجاوز لكل ما يطرح اليوم إلى صناعات المستقبل، حيث الذكاء الاصطناعي والروبوت وتقنية النانو وإنترنت الأشياء والنقل ذاتي الحركة، ويمتاز المشروع بأنه سيؤسس من…
الإثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠١٧
رحم الله الأخ الدكتور/ فواز محمد الدخيل، أول معيد سعودي عين في قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة الملك سعود. كان ذلك وقت تشرفي برئاسة القسم. لا يمكن أن أنسى لطفه وابتسامته وحيويته وتفاعله بإيجابية مع الجميع. لا أنسى مساعدته لي في أنشطة قسم الإعلام. لا أنسى تلك الليلة التي أمضيناها في مطابع دار اليمامة الصحفية، لمتابعة طباعة العدد الأول من صحيفة «رسالة الجامعة»، كان ذلك مساء الاثنين 28 من ذي القعدة 1395هـ، بقينا -مجموعة من طلاب القسم والعاملين فيه- طوال الليل، حتى تمت طباعة جميع نسخ العدد الأول من الصحيفة يوم الثلاثاء 29 من ذي الحجة 1395هـ الموافق 2 من ديسمبر 1975م كانت خطتنا أن تنتهي الطباعة قبل الفجر وأن نرسل الصحيفة بالبريد الصحفي في الصباح إلى كل من جدة والظهران، كان الملك الصالح خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- في جدة، وكانت خطتنا أن تصل نسخ من الصحيفة لجلالته يوم صدورها، لأن ذلك العدد كان متوجا بكلمة ملكية سامية،…
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
لقد حان للمشككين الآن أن يغادروا مقاعد الدهشة ومقاعد التساؤلات التي ما زالوا يراوحون فيها، وأن يتوقفوا عن دعك أعينهم، وأن ينخرطوا في عملية «التغيير» في المملكة العربية السعودية، بدلاً من تبادل علامات التعجب!! بل على الجميع، بمن فيهم مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، أن يعوا أن نهضة السعودية اليوم أكبر وأشمل من المملكة بحد ذاتها، وأكبر أثراً مما توقعوه. نحن أمام ثورة اقتصادية اجتماعية تقودها القيادة في دولة القيادة، ومفتوحة للجميع كي يشاركوا فيها، لأن إمكاناتها التي استنهضتها ممكن أن تستوعب الجميع، بدليل أن السعودية منفتحة على القارتين الأفريقية والآسيوية، وأن «الشاطر» من شرق آسيا ومن أوروبا ومن أميركا يندفع الآن للمشاركة معها، وعدم تفويت الفرصة. بإمكان المرء أن يستوعب أسباب التشكيك، إنما على المشككين أن يقروا بأن ما يحدث في المملكة العربية السعودية هذه المرة ثورة بيضاء غير مسبوقة؛ ثورة وانتفاضة استيقظ فيها مارد جبار تحسس ودرس واستوعب إمكاناته وموارده وقدراته النائمة فأيقظها. استيقظ فتدارك المسافة…
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
هي تجارة ولكنها مختلفة، وهي صناعة لكنها متميزة أيضاً، إنها صناعة وتجارة «مغايرة» تخاطب العقل الذي هو مفتاح الأبواب، وصولاً إلى المستقبل، إنها صناعة الكتاب، مخزن المعرفة ووقود الحياة. مشروع ثقافي تنويري حضاري أصبح حاضراً بقوة في الإمارات، أتقنه الدكتور سلطان منذ عقود، فأطلق في عام 1982 معرض الشارقة للكتاب، الذي يفتتح في الأول من نوفمبر دورته السادسة والثلاثين، إلى أن تربع منذ فترة ليست بالقريبة على عرش معارض الكتب العربية، والثالث على مستوى العالم، فأصبح دولياً، فطاف سلطان العالم بأسره، يقدّم خلاصة فكره وعلمه من ثقافة ومعرفة، بيّـن من خلالهما الإمارات والشارقة إلى الدنيا بالوجه الأجمل، فخاطبهم بالعقل، وقدم نموذجاً حياً للإنسان العربي، صاحب الحضارة الضاربة في جذور التاريخ، فاستحق حب العالم واحترامه. في كل محفل ثقافي في العالم، يكون صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أول الحاضرين، يطلع ويتابع آخر المستجدات؛ سلطان المؤلف والكاتب والمؤرخ، والحافظ لمخطوطات نادرة، تبرع بمعظمها لدور…
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
توجه الإمارات لتنويع مجالات الاستثمار، وفتح آفاق وأبواب جديدة في كل بقعة من بقاع العالم، أمر جيد، وناجح، وهدف استراتيجي بعيد الأمد، تنفذه الدولة بكل دقة وتفوق، خصوصاً أن الإمارات دولة حباها الله بإمكانات كثيرة، إضافة إلى موقعها المتميز جداً في وسط قارات العالم. والقارة الإفريقية هي أحد هذه الأبواب، وهي مازالت إلى اليوم قارة بكراً، وتحمل فرصاً واعدة وغير محدودة، وهي مازالت رغم ذلك بعيدة عن تركيز واهتمام كثير من دول العالم، إلا أن الإمارات كان لها رأي مختلف، بل رأي ذكي وصائب، فقررت الدخول إلى هذه القارة، وفتح مجالات التعاون معها، والاستثمار فيها، وتحفيز وتشجيع التبادل التجاري مع مختلف دولها. الإمارات، وبشكل منظم، استثمرت 11 مليار دولار في القارة الإفريقية خلال العام الماضي، واحتلت بهذا الرقم المركز الثاني عالمياً، وهذا إنجاز يعكس سلامة التوجه، وأهمية هذه القارة القريبة منا، ولا شك أن الخطط المستقبلية الموضوعة في هذا الشأن ستضاعف هذا الرقم خلال المستقبل القريب. وبتوجيهات مباشرة من صاحب…
الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧
فطن هي صفة النبيه القادر على اكتشاف ما غفل الآخرون عن فهمه، وقد تم إطلاق هذه المفردة على موقع من مواقع وزارة التعليم بقصد انتزاع الفكر المتطرف، ومع بداية البرنامج ظهر أن المدارس تعج ببعض المتشددين، فمع بداية إنشائه كانت الكتابات تحمل رسائلها المتطرفة جهارا نهارا حتى ظن من ليس لديه خبرة أن الموقع للإخوان أو لأحد التيارات المتشددة، ولأن الوزارة ذات أحمال ثقيلة وأنواع مختلفة من البشر إلا أن المعلمين الإخوانيين أو من يتعاطف مع التيارات المتشددة قد أصبحوا مشرفين على الموقع (في عدد من المحافظات) مقتفين النهج الإخواني من خلال: (الانتشار والتغلغل في المفاصل ثم التحكم والسيطرة)، وهي اللعبة نفسها التي لعبوها في جل الوزارات، ومع اعتبار الجماعة جماعة إرهابية، انحصروا بالطريقة نفسها التي تمت ممارستها مع الأنظمة التي تكشف خباياهم ثم العودة من خلال الأنشطة واللجان وأعمال البر ويظهرون أنهم ضد جماعتهم للعودة مرة أخرى في الانتشار، هم مثل مياه النوافير يظهرون تشكلات متنوعة بينما الماء واحد.…
السبت ٢٨ أكتوبر ٢٠١٧
أزاح «ماثيوس» ستارة غرفته، مساء الجمعة، فشاهد قافلة من السيارات الطويلة التي تطلق أبواق التزمير عالياً وهي تشغّل الأضواء الرباعية وتمشي ببطء شديد، فشعر بفزع كبير، ثم لاحظ خروج أحدهم من سقف السيارة وأطلق النار في الهواء بشكل متتابع، فلم يكن من المواطن الألماني إلا أن اتصل بالشرطة وبالقيادة العامة للقوات المسلّحة يخبرهم بما يجري، معتقداً أن مدينته قد سقطت بيد العرب. حضرت الشرطة وأوقفت قافلة السيارات، وبدأت تدقق بالأوراق الثبوتية للأشخاص، طبعاً بعد أن هرب مطلقو النار وفرّ أصحاب الأسبقيات. وعندما سألت الشرطة عما يقوم به أصحاب السيارات قالوا لهم إن هذه «زفّة عرس» على الطريقة العربية، وإن إطلاق النار ليس حادثاً إرهابياً ولا شروعاً بارتكاب الجريمة، وإنما ابتهاج بزفاف أحد أبناء الجالية، وأشاروا إلى العروسين ليتأكدوا من صحة الادعاء، فتركتهم الشرطة يكملوا طريقهم مع تحذير إلى شرطة المدينة التالية أن ثمة قافلة تطلق الأبواق والرصاص اتركوهم، إنهم عرب يحتفلون بالزفاف. هذه الحادثة حصلت فعلاً قبل أيام في إحدى…
السبت ٢٨ أكتوبر ٢٠١٧
من يريد أن يفهم لماذا نقول إن ديموقراطيتنا هي لنا ومن هنا، وهي مفصلة على مقاس قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا، وشيم الآباء ونخوتهم وشهامتهم. الديموقراطية هنا لم تأت من بعيد، لتهب علينا برياح وجراح، إنها من قلب المكان، ومن روح التاريخ. ولو رجعنا إلى محفظة الماضي، وفتحنا الصندوق القديم، سنجد فيه من هذه العطور الزكية، سنجد العبق الطيب من القيم التي زرعها الأولون بعفاف السريرة، وشفافية المخيلة، ونقاء الطوية، وصفاء الثنايا والنواياa. في الإمارات، عندما تجد الحاكم يقف جنباً إلى جنب، وكتفاً بكتف، مع الكبير والصغير من أبنائه المواطنين، فإنك لا تعجب أبداً، لأنه لم يختلق شيئاً جديداً، وإنما هو غرف من معين التاريخ التليد، وجلب من الكنز الثري ما فاض، وملأ السهول والوديان. عندما ترى هذا السلوك القويم، فإنك لا تفعل شيئاً غير أنك تقلب صفحات التاريخ، وتقرأ وتشبع ناظريك بما أسداه هذا التاريخ من نواهل الخير، على ضمير الإنسان الإماراتي. وعندما نتذكر من فصول التاريخ فقرات وشذرات، نرى أن…