الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١٦
منذ قررت أمانة الرياض (أَنْسَنَةَ) العمل البلدي بقيادة أمينها الأسبق الأمير (عبدالعزيز بن محمد العياف)، فتحت المجال للإنتاج المسرحي بيدٍ سخية؛ واضعةً الترفيه على الجمهور هدفها الأول والأخير و(النص نص)! ولكن معظم المنتجين (الفنانين) لم يفهموا من الترفيه سوى (التهريج)، وظلوا يقدمون أعمالًا مسلوقةً سلق بيض (الحبارى) في مجلس الشورى! ما دفع الأمانة أن تشكل لجنة فنية؛ لتحقيق المعادلة التي يندرج تحتها أي فن في العالم، وتجمع بين تحقيق المتعة والعمق الفني والمحتوى الفكري! ولكن سرعان ما تبيَّن أن النص الممتاز ـ حسب تقييم اللجنة الفنية ـ لا يعني بالضرورة عرضًا جيدًا! وأن المنتج لا يلتزم بتوصيات اللجنة الملحّة بإسناد العمل إلى فريق عمل محترف، واستقطاب نجوم كبار من السعودية والخليج ومصر، ليس لأن (الهبرة) لا تكفي، ولكن لأن الأمانة ما زالت تعتمد الدفع بعد أن يعرض العمل! ما يعني أن يصرف المنتج من جيبه أولًا، وهو لا يضمن أن يحصل على ما يغريه بالاستمرار إذا لم يحصل على تقييم…
الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١٦
نبدأ بأبرز الأرقام: 12 ألف معلم في السعودية يطلبون إحالتهم على التقاعد خلال العام الحالي! تقول الصحف إن قيادة قوات أمن الحج أعادت قرابة 70 ألفا من القادمين إلى مكة مكرمة الذين لا يملكون تصاريح حج، وحجزت حوالي 28 ألف مركبة مخالفة لاشتراطات نقل الحجيج.. لن نسأل عن الذين يبدؤون مناسك هذه الشعيرة العظيمة بمخالفة النظام، هؤلاء لهم رب سيحاسبهم.. لكننا نسأل عن هذا العدد الضخم من المركبات والسيارات التي يتحدى مالكوها النظام "عيني عينك".. هل ستتم إعادتها لهم بسهولة أم أن النظام نظام! خبر لافت نشرته "الوطن" مر بهدوء يقول: انخفاض السعوديين في القطاع الخاص وارتفاع عدد الأجانب خلال الربع الأول من عام 2016! تصريح الأسبوع جاء على لسان مدير مستشفى الصحة النفسية - شهار- ويشتكي خلاله من تكدس المستشفى قائلا: يمكن توفير أسرة لما بين حالة إلى حالتين من الحالات التي تتطلب تنويما، فيما يمكن إبقاء الحالة لمدة 3 أيام في الطوارئ كحد أقصى لحين توفر سرير، وإلا…
الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١٦
في عام 2009م أقيمت مباراة في كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في الخرطوم، وقد نشبت على إثرها مصادمات بين جمهوري البلدين، وهي المصادمات التي تحدث كثيرا بين جماهير الدول؛ إذ إن جماهير كرة القدم تتكون غالبا من شباب متحمس تغلب عليه العاطفة، ودائما تنتهي المصادمات كما بدأت، وهذا ما حصل في مصادمات تلك المباراة، إلا أن تلك الأحداث استغلت من قبل السلطة في مصر آنذاك لإشغال الناس بقضية، كما اعتاد النظام إشغال الناس بقضايا تلهيهم عما يواجهونه من أزمات اقتصادية. وقد اتفق أن كان د. يوسف زيدان آنذاك مشاركا في محاضرة في دولة الإمارات العربية، وقد سئل عن الأحداث، فكان جوابه مهذبا، وأن الجزائر ومصر شقيقتان، وما حدث شغب جماهيري لا يجوز أن يتحول إلى شقاق. لكن يظهر أنه بعد عودته طُلِبَ منه المشاركة في تهييج الرأي العام، فانخرط بصخب مخجل في حلقة الردح، إذ كتب مقالة هجاء عنيف ضد الجزائريين، بعنوان (ذكريات جزائرية) وصف الجزائر فيها بأنها «بلد…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦
تبين علمياً أنّ كلمات الإطراء تولّد شعوراً جميلاً لدى متلقيها. كما إن البعض يصل لمآربه بعد كلمات من الإطراء يغلف بها طلبه. أيا كان الدافع يبقى تأثير الإطراء فورياً حيث اكتشف العلماء في دراسة يابانية ذكرتها في كتابي «المرأة تحب المنصتين» أنه حينما فاز المشاركون بلعبة الميسر (القمار)، التي أقيمت خصيصا لهذه الدراسة، كانت المناطق التي تتأثر في دماغهم لحظة تحقيق الربح المالي، هي المناطق نفسها التي تتأثر حينما يتناهى إلى أسماع الفرد كلمات رقيقة من الإطراء، وهو ما اعُتُبِر بأن الإطراء يحقق الشعور اللذيذ نفسه الذي يولده الكسب المادي. ليس هذا فحسب، فحتى العلماء البريطانيون اتضح لهم أن الإطراء أكثر فاعلية من التسوق والجنس وتناول الشوكولاته، عندما يتعلق الأمر بتحسين مزاج المرأة ونيل رضاها. وتجلى ذلك عندما تبين أن نصف من شاركن في الدراسة، وعددهن 1056 امرأة أعمارهن ما بين 25 و45 عاما، قد اعترفن بأنهن يشعرن بفرح أكبر حينما يسرحن شعرهن، مقارنة بما يشعرن به لدى تناول الشوكولاته،…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦
مرة.. صدم فلسطيني سيارة «لمبرغيني»، وأول كلمة سمعها الجمهور المحتشد منه بعد صرختهم الجماعية: اوووف.. خسارة، حرام! يا ويلك يا سواد ليلك.. شو عملت يا«أبوالعز»؟ الله يخزي الشيطان، ويهدئ هالمَرَه.. أنا أيدي بزناركم. خرج صاحبنا «أبو العز»، وهو يكاد يحلف بأغلظ الأيمان أنه لم ير السيارة، وكأن الشيطان ألقى بغشاوته على عينيه، وأنه ما معه حق بنزين السيارة، فكيف بتصليح هذه الطيارة الحمراء التي تهدر، والتي لا يعرف قيمتها الحقيقية، بس من هيئتها غالية جداً..جداً، وبعيدة عن شوارب «أبو العز»، كما قال، وإن له أكثر من خمس وثلاثين سنة في هالبلاد، ما تخالف حتى من رادار. فجأة تحول إلى مدافع عن النفس، وأنه يريد أن يخرج رأساً برأس، على أساس أن المواطن صاحب السيارة فلوسه كثيرة، وهو ما بده من هالبلد غير يربّي هالأولاد، انسحب «أبو العز» إلى الداخل، لائذاً بالمسكنة والدروشة، ولم يذكر المقاولات، وتعبه في هذه الشمس من أجل استثمار فلل في الزعاب، ونسي محل بيع قطع غيار…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦
متفائل جداً بمستقبل التعليم الحكومي في الإمارات، فهناك دعم وتركيز غير محدود من قبل قيادة الدولة ورئيس الحكومة لتطوير هذا القطاع الحيوي، وهناك نقلة حقيقية في مفهوم العملية التعليمية، وهناك تجربة جديدة وجديرة بالاحترام بدأتها الحكومة في دمج مراحل التعليم كافة في وزارة واحدة بثلاثة وزراء. التعليم هو دون منافس أهم ركائز مستقبل الدولة ووجودها، فلا مكان بين دول العالم المتقدمة، لدولة فقيرة في كوادرها المتعلمة، ولا حياة أو تطور من دون جيل متسلح بالعلم، ولا مستقبل أفضل من دون تعليم أفضل، هذه حقائق مسلمة لا جدال عليها، ومن أجل ذلك فلا خيار أمام وزارة التربية، ولا خيار أمام الوزير، ووزراء الدولة المختصين في التعليم، ولا أمام جميع قيادات ومسؤولي الوزارة سوى النجاح، ولا شيء غيره، هذا خيارهم الوحيد. متفائل بمستقبل أفضل بعد أن شاهدت وسمعت استراتيجية التعليم التي أقرتها الوزارة وستبدأ في تطبيقها هذا العام، هي ليست اختراعاً جديداً، ولا إعادة لاختراع العجلة، هي باختصار وضع النقاط على الحروف،…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦
هنا سنبدأ بالنقل والاقتباس الحرفي... (ومثلما فعلنا قبل أسبوعين بتطبيع علاقاتنا كاملة مع إسرائيل سنعمل على تطبيع علاقاتنا أيضا مع سورية بشرطين: احترام وحدة الأراضي السورية كاملة غير منقوصة، وأن يحترم النظام السوري وحدة وأمن الأراضي التركية). انتهى. التصريح السابق ليس لرئيس وزراء أرمينيا ولا لخارجية أذربيجان، بل لرئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، نهاية الأسبوع الماضي، وأنا هنا أنقله حرفيا لأهديه إلى كل المحتفين الهاربين في هرولة عمياء إلى تحت "عباءة السلطان". السلطان في أنقرة اليوم لا يلبس عباءة الفاتح ولا قلنسوة عبدالحميد، بل يرتدي البدلة التي لن تسمح بدخول واختباء حشرة صغيرة فيها. هكذا هي السياسة: إنها تفصيل الجسد بحسب المستجدات في الطول والحجم ومناورات المساحة. وأنا هنا أشد على يدي بن علي يلدرم وقيادته، لا لإعلان التطبيع مع نتنياهو وبشار، بل لانحيازهما الكامل إلى مصالح الشعب التركي الذي استلما أمانة قيادته بثوب ديمقراطي وللواقعية البراغماتية في القفز إلى المركب الآخر حين اكتشفا رخاوة وميوعة الحليف التقليدي الأميركي.…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦
قلت من قبل، ولا أزال أقول، إن اختطاف من يسميهم الناس (مطاوعة) ويسمون أنفسهم (ملتزمين) لمؤسسات المجتمع وفعالياته تفّه وهمش وقلل من شأن هذه المؤسسات والفعاليات إلى الدرجة التي غاب فيها الخيال والإبداع تماما. خذ مثلا فعاليات ترفيه هذا الصيف التي نقلت mbc وبعض وسائل الإعلام صورا من بعضها، من باب أن درجة (تفاهتها) لا تكاد تصدق. من هذا الذي لا يصدق أو لا يعقل أولئك الذكور الذين استلقوا على ظهورهم في مهرجان صيف عرعر في عملية تنكيت رديئة عن إرضاع الكبير. أو أولئك الذين تصدروا خيمة صيفية في جدة ووزعوا ابتساماتهم وإيحاءاتهم الجنسية على الحضور. أو حتى أولئك الذين فرغوا السوق من الصابون ليدشنوا مزيدا من رغوات التزحلق والتفاهة.!! هذا يعني أننا في وادٍ والترفيه في وادٍ آخر تماما. ويبدو أننا لم نسمع قط، خصوصا على المستوى الرسمي، عن صناعة الترفيه حول العالم. تلك الصناعة التي تدر الآن على الدول الناشطة فيها مئات المليارات وتضيف كل يوم ابتكارا جديدا…
الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٦
قبل نحو ربع قرن وصلت مجلة «نيويوركر»، أهم، وربما أجمل، مجلة أسبوعية في تاريخ أميركا، إلى مأزق نهائي حيال الصدور. إما أن تخفِّض من تكاليفها، وبالتالي أن تحطّ من مستواها، وإما التوقف. وكان هناك حل واحد هو أن تعوّض الشركة الناشرة الخسائر من دخول المطبوعات الشعبية الرابحة. لكن لا بحث إطلاقًا في قضية المستوى، لأنه مبرّر الوجود منذ العدد الأول قبل نحو القرن. لا تزال «نيويوركر» تصدر على أرقى ما في صحافة العالم من تحقيقات وأبحاث وقصائد وقصص وكاريكاتير ونقد أدبي وسينمائي وتلفزيوني. لا شبيه لها في الصحافة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية. لأنه ليس من السهل، وربما ليس من الممكن، العثور على جميع هذه الطاقات والمواهب كل أسبوع في مكان واحد. لكن الهدف من التحدث عن هذا المثال الآن هو ما تواجهه الصحافة الراقية في كل مكان: هل الحل بالإغلاق، أم بخفض المستوى، أم بالدعم من مصادر راقية ومستقلة؟ الحل الأمثل بالنسبة إليّ، إذا كان ممكنًا، أو…
الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٦
هناك إجماع على أهمية السعادة ونشر الروح المعنوية العالية، وأثرها الإيجابي في التعليم بصورة خاصة، وفي حياة الطلاب عامة، لكن الخلاف بين الخبراء التربويين يدور حول كيفية نشر السعادة بين الطلاب، وهل يكون ذلك من خلال إضافة مادة دراسية جديدة اسمها «السعادة»، أم أن القيام بذلك سيفرغها من جوهرها، ويجعلها مادة للاختبار مثل بقية المواد، ويكون سبباً في المزيد من الضغوط التعليمية، وبالتالي إلى التعاسة بدلاً من السعادة؟ من المؤكد أن البعض يرى قيام المدرسة بمهمة نشر الرضا والروح المعنوية المرتفعة والسعادة بين الطلاب يكلفها ما يفوق قدراتها، لكن النظريات الحديثة توضح أن الشعور بالرضا والسعادة لا يقوم على الاسترخاء والخمول، بل على العكس من ذلك تماماً، فإن بذل الجهد والتغلب على التحديات واجتياز الصعاب يجعل الشخص يشعر بقيمة الإنجاز الذي قام به، وعندها يشعر بقيمة الذات وبقدرته على تحقيق أهدافه العالية. ينبغي النظر إلى التربية والتعليم بمنظور أشمل، بحيث لا يقتصر على الجانب الأكاديمي، أي اكتساب المعرفة، والحصول على…
الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٦
قبل أن يبدأ العام الدراسي، والذي من المقرر أن يهل علينا الأحد المقبل بدوام الطلاب بعد أن باشر المعلمون وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية لعملهم هذا الأسبوع. سارع هواة ترويج الشائعات بإطلاق واحدة تتعلق بتأجيل الدراسة لما بعد عيد الأضحى المبارك، وسرعان ما تلقتها وتلقفتها بعض المواقع لتعيد إنتاجها بل إن بعضهم استغل رابطاً مزيفاً لصحيفتنا «الاتحاد» من أجل إضفاء شيء من الصدقية على الخبر الذي أثار البلبلة والاستغراب على حد سواء. وقبل اكتشاف الحقيقة عن انطلاق العام الدراسي الجديد في الموعد المحدد له، والذي أكدته الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، نقول إن هناك من يعمل على تصوير الأمور على غير حقيقتها حول مجتمع الإمارات، لا مكان للجد والاجتهاد فيه، وأن الجميع يسعى لاقتناص المزيد من العطل والإجازات وتمضية الوقت من دون إنتاج يذكر. وكذلك تصوير بيئة التربية والتعليم على أنها بيئة طاردة منفرة حتى الطلاب لا يقبلون عليها حتى قبل بداية العام الدراسي، ويريدون تصوير…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٦
حينما أدلى الكاتب المصري يوسف زيدان مطلع الأسبوع الماضي بتصريحه العجيب حول تاريخ العرب والجزيرة العربية قبل الإسلام، في أحد منتديات المغرب، استفزني تصريحه للوهلة الأولى، ثم أعدت مشاهدة المقطع المتداول على مواقع التواصل أثناء حديثه أمام مجموعة من الشباب والمثقفين المغاربة، بدا زيدان بعيداً تماماً عن هيئة المثقف العربي الملتزم بقضايا أمته، أو حتى الباحث المجتهد الذي يتحرى الدقة قبل أن ينطق، والموضوعية قبل أن يحكم. لم يظهر زيدان بهيئة المفكر أو الفيلسوف كما يطلق عليه في الصحافة، فللفيلسوف أو المفكر لغته العلمية الجادة وطريقة الإلقاء الحاسمة، وبلا شك فإن للمفكرين ألفاظاً وإشارات ولغة جسد تميزهم وتحفظ وقارهم وتأثيرهم في نفوس متابعيهم. بدا يوسف زيدان وهو يستدعي ضحكات الجمهور أشبه برجل يؤدي دوراً هزلياً على خشبة مسرح، ومنفعلاً بضحكات الجمهور وتصفيقه، ولم أكن قد حضرت له أية محاضرة في السابق، فحمدت الله أنه لم يفتني الكثير، إن رواياته الشهيرة (عزازيل) و(النبطي) و(محال) قد قدمته لنا مثقفاً عربياً معنياً بقضايا…