آراء

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

«غرّد».. حتى نراك!

الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

يبدو أن الوقت قد حان لتغيير تلك الجملة الشهيرة، التي قالها سقراط قبل آلاف السنين: «تكلمْ حتى أراك»، فالأصح اليوم أن نقول: «غرّد حتى نراك»، والتغريد هنا لا يقتصر على «تويتر» فقط، بل هو فعل شامل ينطبق على جميع وسائل التواصل الاجتماعي. وسائل التواصل كشفت معادن الناس، وكشفت مستوى تفكيرهم، وكشفت أوجهاً كانت متوارية خلف أقنعة مزيّفة، فعرفنا حقيقة كل منهم، وعرفنا الصالح الرزين من السطحي العقيم، وكم كنا معجبين بشخصيات على طول الوطن العربي وعرضه، كنا نظنها مميزة، فتهاوت الصورة وتحطمت، مع كل ظهور أول تغريد لتلك الشخصيات على مواقع التواصل! وكم اكتشفنا مواهب ومعرفة وثقافة في شخصيات، لم نكن نعرف أصحابها قبل مشاركتهم في تلك المواقع! فعلاً التغريد جعلنا نراهم على طبيعتهم وحقيقتهم دون تزييف. كثير من المغردين يعتقدون أن الأمر مجرد كلمات بسيطة ينتهي مفعولها سريعاً، لكنهم لا يدركون أبداً أن تلك الكلمات التي يغردون بها تعني الكثير، فهي تكشف مستوى تفكيرهم وأخلاقهم والتربية التي نشؤوا عليها،…

مرام مكاوي
مرام مكاوي
كاتبة و أكاديمية سعودية

ما بين 1996 و2016: كيف فعلتها بريطانيا

الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٦

أسدل الستار أخيراً على أولمبياد ريو 2016 بنجاح كبير للدولة المستضيفة، وللألعاب نفسها وللرياضيين. كان في هذه الدورة الكثير من كل شيء، من المظاهرات المحلية إلى السياسة وفضيحة روسيا مع المنشطات، إلى الأرقام القياسية الجديدة التي تم تسجيلها، والرياضيين الذين صنع بعضهم التاريخ، والبعض الآخر خرج منه بسبب سلوكيات غير مسؤولة. فمما لا شك فيه أن أولمبياد البرازيل كانت مميزة ومختلفة واستثنائية منذ حفل الافتتاح حتى إعلان النتيجة النهائية، والتي كانت بدورها مفاجأة! فليس غريباً أن تحل الولايات المتحدة الأميركية في المركز الأول، لكن المختلف هذه المرة أن الوصيف لم يكن سوى المملكة المتحدة، التي حققت للمرة الأولى في تاريخها 27 ميدالية ذهبية و23 فضية و17 برونزية (المجموع 67 ميدالية)، مما جعلها تدفع بالصين إلى المركز الثالث، وسط ذهول البريطانيين قبل الصينيين! فكيف استطاعت هذه الجزيرة الصغيرة بسكانها البالغ عددهم 65 مليوناً هزيمة بلد بحجم الصين بسكانها الذين يتجاوز عددهم المليار نسمة؟ لم يكن الأمر وليد الصدفة، خاصة بالرجوع إلى…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

30 في المئة من الشعب الإيراني جياع!

الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٦

لست أنقل من تقرير غربي مدسوس من المعارضة الإيرانية، ولا من إعلام عربي يمكن اعتباره من إيران بالمعادي، بل إن هذه المعلومات الصادمة هي من لسان مسؤول إيراني رسمي، وهو مساعد وزير الصحة الإيراني الذي صرح على هامش مؤتمر تنظيم الإيرانيين، والذي عقد في الداخل الإيراني الأسبوع الماضي. وقال علي أكبر سياري إن 30 في المئة من أبناء الشعب الإيراني جياع ولا يجدون قوت يومهم ، وإن 35 في المئة من الإيرانيين الذين يسكنون المدن يعانون التهميش ويسكنون في مدن من الصفيح، وإن 10 ملايين إيراني يعيشون تحت خط الفقر. وقال المسؤول الإيراني إن انتشار الفقر والجوع هو بسبب غياب العدالة الاجتماعية وتجاهل النظام الإيراني لهذا الأمر. الكثير من أبناء الشعب الإيراني وكلنا يتذكر خرجوا في احتفالات عارمة عشية توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية تعبيراً لما يمر به الشعب الإيراني من معاناة اقتصادية صعبة، ولكن يبدو أنه مع رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران لم يؤثر في حال الإيرانيين،…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«خانني فيك الردى..!!»

الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٦

كنت مستغرباً جداً، كيف لهذه القامة العلمية، ألا يرى بوضوح بأن السيكل الـBMX الجديد هو الأفضل؟ جميع هذه التحديثات المخيفة، مكانٌ خاص لوضع زجاجة الماء، إضاءة خلفية وأمامية لتنبيه قائدي المركبات، جرس برنة مميزة، فرامل تلقائية عند القيام بحركة الريوس، هيكل خفيف يسمح بالقيام بحركة دائرة الفرجال المزدوجة بسهولة، الأحرف الثلاثة للاسم التجاري مكتوبة بشكل جميل وبألوان فسفورية، تضمن نيل زعامة السياكل في الفريج لمدة شهرين على الأقل. كيف لا يرى كل هذا ويصر على إقناعي بسيكل الباتان المستعمل لمجرد أنّ فيه «كرسياً إضافياً»؟! وهو يعلم أنني لا أسمح لأحد بأن يجلس خلفي! منقودة في الفريج! استمر الحوار مدة طويلة، هو يحاول إقناعي، وأنا أستغرب لوضع الموضوع على الطاولة للنقاش أصلاً، كان وضعي في المباحثات هو الأقوى، فبفضل تكنيكٍ معين للتعاون والتآزر بين الطلبة أثناء الامتحانات كان لدي من كوبونات التفوق ما يؤهلني لاستبدالها بما أختاره! هكذا كان الاتفاق! وحدها نظرة معينة في عينيه أثناء الحوار لم أفهما إلا بعد…

ابتسامة جنيف

الثلاثاء ٢٣ أغسطس ٢٠١٦

في هذه العاصمة المبتسمة دائماً، الطرق متداخلة ومتشعبة ولا تعرف يمينك من يسارك، ويكاد الغريب أن يقول خذوني ولا يجد مجالاً للفرار، إلا أنه يجوس في غي الدروب، وعندما تخطئ وتدخل في منعطف غير مناسب، وتصادفك سيارة، تواجهك مباشرة فلا تسمع ضجيج أبواق ولا تلويحات بأيد متوترة، ولا عيون حمراء محملقة كأنها الإشارة الحمراء، بل يغدق عليك الآخر بابتسامة مشرقة تمنحك الفرحة، فهناك لا لائم يلوم ولا شاتم يحوم ولا سباب شؤوم ولا محتقن ظلوم ولأنك مخطئ وارتكبت خطأ كاد أن يوقعك في حادث غير محسوب فإنك تلملم شتاتك وتزم شفتيك وتحني رأسك متشفعاً، مترفعاً عن المكابرة فتعتذر بابتسامة مرادفة وتواصل سيرك، وتتخيل لو أنك تجاوزت سائق تاكسي بطريق الخطأ في مكان ما من أي من بلاد الربيع العربي فسوف تقوم قيامة ويحشر العالم بأسره وينشر عند قارعة الطريق وقد تسمع سباباً وشتائم ما أنزل الله بها من سلطان، ولو حاولت الاعتذار فاعتذارك غير مقبول، لأنك أزعجت ووترت وأغضبت كائناً…

اليمن بين فعل الثورة وافتعال الطائفية

الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦

انطلقت الثورة اليمنية ضد الرئيس علي صالح مع ما سمي بالربيع العربي في 11 /2 /2011 علماً بأن الرئيس اليمني آنذاك ألقى كلمة أمام البرلمان قبيل ما سمي بتظاهرة يوم الغضب قال فيها: (لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء)، واستعد وتنازل في حفل رسمي، ثم بدأت أكثر من لكن وجدها (المخلوع) في ثنايا الاتفاقيات التي طرحت كمخرج للواقع اليمني آنذاك. جاءت الفرصة المناسبة والمعقولة لزيارة اليمن بعد سنتين من هذه الكلمة، فوصلت مطار صنعاء في 22 /5 /2013، وعدت من صنعاء في 31 /5 /2013، كانت المفاجئة بالنسبة لي تكمن في المشاهدات واللقاءات، نقاط تفتيش في كل مكان، وكل من أتشرف بمعرفتهم من النخبة السياسية والثقافية ــــ التي يعرفها محمد زايد الألمعي أكثر مني ــــ تجنبت لقاءهم، كنت تقريباً مع انتجلنسيا خريجي جامعة صنعاء وشبيبة بعض الأحزاب المعارضة، أسمع لهذا عن دوره في تحذير الشباب وكشف مواقع قناصة المتظاهرين قبل سنتين، وأقرأ ما وزعه ذاك كمنشور…

سفاراتنا أطواق ذهب

الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦

أينما تحل وأينما ترتحل، عيون سفاراتنا في الخارج، قناديل تضيء طريقك ورموشها أطواق ذهب تقلدك بالأمان والاطمئنان، تتابع خطواتك من أجل تأثيث حياتك بالعزة والكرامة، ومن أجل أن تجعلك دائماً، في الأيدي الأمينة، تحيطك بالكبرياء لأنك ابن الإمارات، لأنك سليل الأرض النجيبة، التي تعطي بلا كلل، وتهب بلا وجل، وتمنح بلا ملل.. هناك في البلاد البعيدة، تسكنك الإمارات بروح هذه البعثات الجليلة التي توفر خدماتها لأبنائها، وتقدم طاقاتها بروح الأبوة وحنان الأمومة وشفافية العفوية الإماراتية التي لا مثيل لها ولا تقارن.. فمنذ أن تطأ قدماك أي أرض من أراضي الدنيا تهاتفك سفارة الإمارات في البلاد التي تحل فيها، تعرض عليك الخدمة والمساعدة والمساهمة في الإيضاح والشرح وفتح أبواب المعرفة في البلاد الغريبة.. هناك أنت في الإمارات وليس في غيرها لأن بعثاتنا الدبلوماسية حاضرة بكل قوة، جاهزة بقدرات فائقة لأن تقف إلى جانبك وتعضدك وتقربك من بلادك وأنت في الغربة، فتشعر أنك «غير»، وأنك الإنسان المميز من البلد الفريد في عطائه…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

نموذج محمد المر في وسائل التواصل!

الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦

مستمتع جداً بمتابعة ما يرسله الأخ العزيز الأديب الإماراتي محمد المر، إلى رسائل الـ«واتساب»، اختيارات متميزة جداً، معلومات ثقافية وتاريخية واجتماعية وأدبية منوعة، لا يمكن أن يرسل المر صورة لمكان أو أشخاص أو لوحات فنية دون أن يرفقها بمعلومات وافية، جميعها موثقة، إن لم تكن من المصدر مباشرة، فهي من عصارة خبرته الواسعة التي تعادل، دون مبالغة، مكتبة عامة. جولاته الأخيرة في لندن جعلتنا نشاهد ونسمع عن متاحف ومسارح وأماكن تاريخية وسياحية لم نسمع بها من قبل، بل أكاد أجزم أن معظم الإخوة العرب الذين يتردّدون على لندن منذ السبعينات لم يسمعوا عنها، ذائقته الأدبية تشمل كل شيء، وهو لا يضيّع وقتاً لا يستفيد منه في إثراء معلوماته، وإشباع رغباته الثقافية، لقد فاجأني في زيارة قام بها لمعرض مخصص لفن رسوم أغلفة الكتب، والرسوم التوضيحية في الكتب، في معهد «كورتوولد» الفني، ونقل في هذه الزيارة مجموعة رائعة من رسوم أغلفة الكتب، وزار معرضاً خيالياً آخر عن تصور الفنانين والمصممين لأزياء…

د. عبد الحميد الأنصاري
د. عبد الحميد الأنصاري
كاتب قطري متخصص في حقوق الإنسان والحوار الحضاري والفكر السياسي

من حقي أن أختلف

الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦

امتاز الإسلام بإعلاء عمل العقل وتشجيع البحث وحرية الفكر، وحرص على النهي عن التقليد والاتباع والانسياق وراء عقلية القطيع، وعرف المسلمون في أزمان المد الحضاري الإسلامي بسعة الصدر والسماحة وإعذار بعضهم بعضا إذا اختلفوا في الرأي، وحينما خاطب الله تعالى رسوله الكريم محمداً عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى: "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" كان ذلك إيذاناً بإقرار الإسلام حق الاختلاف، وتعزيزاً للتعددية الدينية، وضماناً قوياً أمام البشر في خياراتهم الاعتقادية والعبادية. فإذا كان الرسول الكريم مأموراً بالامتناع عن إكراه الآخرين على الدين، إذ لا طريق أمامه إلا للدعوة بالحسنى "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" فمن باب أولى ألا يملك أحد حق فرض رأيه على الآخرين، ومن ناحية أخرى إذا كان الإكراه ممنوعا فيما يتعلق بالأمور الدينية فمن باب أولى أن يمنع في الأمور الفكرية والسياسية والاجتماعية. هناك العديد من الآيات المحكمات التي تشرع لحق الاختلاف، باعتباره مشيئة إلهية سابقة ومرتبطة بعلية خلق الجنس البشري، وأنه هو الغاية…

علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

احموا أنفسكم من الطاعون

الإثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦

صدمتني نتائج الدراسة التي أجراها أستاذ أصول التربية بجامعة الكويت، الدكتور علي عطفة، على عدد من طلاب وطالبات كليات الشريعة والتربية والآداب والعلوم والهندسة بالجامعة، ونشرتها جريدة «القبس» الكويتية الأسبوع الماضي. لم يصدمني أن طلبة الجامعة لديهم شعور كبير بالخوف والقلق على الهوية الوطنية، فهذا أمر طبيعي، ولكن صدمني أن طلبة كلية الشريعة هم الأقل شعوراً بالانتماء الوطني مقارنة بزملائهم من بقية الكليات، مثلما بيّنت النتائج، حيث يتأثرون بطبيعة الدراسة في الكلية، وتكون الولاءات لديهم دينية على الأغلب، كما أن النزعة الطائفية تبرز لديهم بشكل أكبر! الدراسة أظهرت أيضاً أن شريحة كبيرة من الطلبة تعتقد أن الولاء للطائفة أو القبيلة يعزز الولاء للدولة، وهذا يدل على وضع كارثي في مستوى الوعي بمقومات المواطنة وركائز الوحدة الوطنية لدى الطلبة، كما يعلق الباحث. لا أعلم إلى أي مدى يمكن اعتبار دراسة مثل هذه معياراً، لكنها تعطي دون شك مؤشرات من الحكمة أن نأخذ بها، فلا أعتقد أن الباحث قد انحاز إلى فئة…

د. حنيف حسن
د. حنيف حسن
رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي منذ العام 2014، وزير سابق، وأكاديمي، وكان مديراً لجامعة زايد.

التبشير بالتكفير

الأحد ٢١ أغسطس ٢٠١٦

كان مشهداً مقرفاً وكريهاً لداعية الكراهية الإخواني، وهو ينال من العالم المصري المرحوم الدكتور أحمد زويل وينعته بالكفر والخروج من الملّة، وعدم جواز الترحم عليه، بل وجواز لعنه! إنها الجرأة على الله في أبشع صورها. حديث هذا المهرّج كان مشحوناً بالحقد والكراهية مع النشوة في السباب والقذف، وكأنه إنما يسوق البُشرى لمشاهديه ومستمعيه. هذا الأسلوب من الخطابة، وصفه الرئيس السادات رحمه الله في خطابه الأخير عام 1981 بالجرأة والبذاءة، وهما صفتان تنطبقان تماماً على هذا البذئ وأمثاله، وما أكثرهم! ليس فقط من تنظيم الإخوان، بل ومن كل الجماعات التي تتستر بالدين، وتتخذه مطية لخدمة أغراضها الخاصة، وأجندتها المشبوهة. أو تلك التي تدّعي أنها الفرقة الناجية، وتحكم بالهلاك على من سواها. جريرة زويل رحمه الله - والتي استحق بها التكفير - في نظر داعية التكفير، في أنه كان من الأفذاذ الذين تفوقوا في مسيرتهم الأكاديمية والبحثية، وأصبح مرجعاً عالمياً في تخصص الكيمياء، وتوّج كفاحه العلمي بالحصول على جائزة نوبل. أما صاحبنا…

أحمد الحناكي
أحمد الحناكي
كاتب في صحيفة الحياة اللندنية

حسن الترابي.. بين الديني والسياسي

الأحد ٢١ أغسطس ٢٠١٦

مثّل السياسي السوداني المعروف الدكتور حسن الترابي ظاهرة منتشرة في العالم العربي والإسلامي، وهي أسلمة السياسة أو الإسلام السياسي. وبرحيله بنوبة قلبية قبل أشهر خسره الفكر الديني المتجدد، بينما العكس لدى من درس سيرته السياسية. فللترابي مواقف كثيرة لن يغفرها له السودانيون (ولكي نكون منصفين بعض السودانيين) من جهة، ولن يسامحه الخليجيون من جهة أخرى. فهو تحالف في المرة الأولى مع الرئيس الراحل جعفر النميري، الذي أسقط الديموقراطية وعملا معاً على أسلمة القوانين بصورة هزلية، ما أدى لاحقاً إلى إعدامات ظالمة، فضلاً عن قطع الأيادي للمئات من الأشخاص لتطبيق حد السرقة، وهو الذي لا يكاد يطبق لصعوبة انطباق الشروط على السارق أو المختلس. بعد الإطاحة بالنميري تم انتخاب صهره الصادق المهدي، الذي أصبح رئيساً للوزراء، إلا أن الترابي وللمرة الثانية قاد انقلاباً مع الرئيس البشير، وأودعوا الصادق في السجن وعادوا أيضاً إلى الأسلمة بعد أن تم رسم مسرحية اعترف بها الترابي لاحقاً، هي أن الأمر كان سيناريو يتم فيه سجن…