الأربعاء ١٩ أغسطس ٢٠١٥
نحتاج حملة علاقات عامة لتجميل صورتنا التي طالها كثير من الغبش والتشويش بعد أن خدشتها بعض الأعمال التفجيرية التي تم استخدام "أبنائنا" مطية لها بعد أحداث 11 سبتمبر تقاطرت إلى بعض المدن العالمية وعواصم القرار -على نحو متتابع- أفواج مختارة من رجالات الفكر والسياسة من أساتذة الجامعات وأعضاء مجلس الشورى ورجال الأعمال والإعلام، وقد أبلى كثيرها بلاء حسنا في إزالة ما شاب تلك الحادثة من انعكاسات سلبية عن هذه البلاد وأهلها. ولكننا بعد تلك الفترة نحتاج -مرة أخرى- إلى حملة علاقات عامة لإعادة تجميل أنفسنا وتنظيف صورتنا التي طالها كثير من الغبش والتشويش بعد أن خدشتها بعض الأعمال التفجيرية التي تم استخدام "أبنائنا" مطية لها، يضاف إلى ذلك الحملات المسعورة التلفزيونية والصحفية والتويترية التي وجهت عمدا لإلصاق تهم التشدد ودعم الإرهاب بنا على حين أننا أكثر من يتلظى بذلك، وهنا تكمن الحاجة إلى مواجهة ذلك بالأسلوب نفسه، لا سيما أننا حقيقة نملك الأدوات والدلائل على طائفية وإرهاب خصومنا، ولنا في…
الأربعاء ١٩ أغسطس ٢٠١٥
احتلت العاصمة السورية دمشق المركز الأخير في لائحة المدن الأكثر ملاءمة للعيش في العالم بحسب قائمة أعدتها وحدة بحثية في مجموعة (ايكونونيست)، ويبدو هذا التصنيف معقولا في ظل الحرب الأهلية الطاحنة التي تشهدها سوريا، ودمشق التي لم يبق من صورتها البهية المليئة بالحياة سوى الذكريات ومشاهد المسلسلات التلفزيونية وأبيات الشعر التي تتحدث عن مدينة كانت فأصبحت.. وسبحان من له الدوام. ليس دمشق وحدها التي انقلب حالها رأسا على عقب في بضع سنوات، فبعد النداء الذي وجهته الجامعة العربية لإنقاذ ليبيا من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والتي افترست البلاد والعباد وبعد تحذير العديد من الجهات الأوروبية حول خطورة الوضع في ليبيا، يمكننا أن نقول بأن طرابلس وبنغازي وبقية مدن ليبيا سوف تنافس دمشق وبقية مدن سوريا على لقب أسوأ مكان للعيش. وأظن أن العديد من المدن العربية يمكن أن تنافس دمشق على هذا اللقب من بغداد إلى صنعاء إلى مقديشو، فالعيش الرغيد لم يعد أمرا جيدا في العالم العربي.. لا…
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠١٥
لبنان يشبه الشعلة الأولمبية. يستعر بالنار إذا كان محيطه العربي هادئاً أو يترقب، وتخبو ناره وتنصرف الأنظار عنه إذا احتدم الصراع من حوله. لكن يبدو أن الجنرال ميشال عون يريد تغيير هذه الصدفة التاريخية، وزج البلد في مدرجات الفوضى. في عام 2009 عطل الجنرال تشكيل الحكومة من أجل توزير صهره جبران باسيل، واليوم يعاود ممارسة «التصهير» في المناصب الرسمية، ويشترط تعيين صهره الآخر شامل روكز قائداً للجيش. لكن عون، هذه المرة، تجاوز تعطيل عمل الحكومة، والتلاعب بصورة الجيش وبنيته التنظيمية، ووصل إلى حد العبث بجدار الأمة، الذي حافظ على استمرار لبنان، وحماه من التمزق والسقوط، وهو مارس تحريضاً طائفياً، ومذهبياً غير مسبوقين. وصف «تيار المستقبل» بتنظيم «داعش»، واتهم رئيس الوزراء تمام سلام بالداعشية. ربما يسهل اتهام أحد بالداعشية، لكن من الصعب، والذنب اتهام ابن الراحل صائب سلام الذي حمل وردة حتى رحل. هذا خطاب خطير. السنّة في لبنان رمز لتمدن الأمة، وقدرتها على قبول التعددية، ورفض «التكتيل» والعسكرة، وضيق الأفق.…
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠١٥
«كانت درجة الحرارة 48 درجة مئوية حين جاء العامل لتركيب مولد المياه الجديد، بعد احتراق الحالي الذي أدى إلى انقطاع المياه عن المنزل، ولأنني كنت ضحية غش لعمالة في السابق, اضطررت إلى أن أقف معه فوق السطح لأشرف بنفسي على عملية التركيب». هكذا دهمتني "دانة" بحديثها دون مقدمات، ثم جرّت كرسيا وجلست عليه أمامي لأرى في عينيها ثقة مبيتة بأنني سأستمع إليها، شعرت بالاستياء لأن مزاجي ذلك الصباح لم يكن على ما يرام، ولكن لم أستطع أن أخذل تلك الثقة المختلطة بآثار دمع رأيته في مقلتيها بإعطائها ظهري، ما يزعجني في ذلك الدهم الأوقات الصعبة التي تأتي فيها، ومع ذلك أرتبك كثيرا من فكرة التملص منها، وأدخل في صراع مع نفسي يحدث من الجلبة ما يكفي لإيقاظ القطة الساكنة بالداخل، التي ما أن تستيقظ حتى تأبى أن تغادر دون أن تملأني بخربشة الآخرين. تنبأ حدسي بطقس عاصف ماطر فسحبت علبة المناديل الورقية من خلف الكمبيوتر بطريقة آلية ووضعتها على حافة…
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠١٥
إشكال بعض الكتاب في إعلامنا أن التهم بالعمالة والخيانة والتصهين جاهزة لديهم لمن يختلف معهم، فكاتب هنا في صحيفة محلية يعيد أسطوانة الكتاب المتصهينين، وآخر يردد خطابه المهلل في صحيفة خليجية لا يكفون عن نظريتهم المؤامراتية بأن بعض كتاب هذا الوطن هم من يقفون وراء الحملات السياسية، التي نجدها في إعلام بعض الدول الغربية ضد المملكة. مثل هذه الخطاب، الذي يقوده هؤلاء المأزومون، يحاول بكل انتهازية، تأليب الدولة ضد من يختلف معهم في قضايانا، هؤلاء -للأسف- من يدَّعون ويطالبون بالحرية والديموقراطية، ولكن أن يختلف الآخرون معهم فالتهم لديهم جاهزة. فأحدهم يرمي التهم جزافاً لكل من يختلف معه من دون أدلة، فيصف من يختلف معه بأنه يخدم المشروع الصهيوني مثلاً، وأنه قد اختارته تلك الدوائر على أن يكون عميلاً، بعد أن ركز على أهوائه وانحرافاته وتاريخه الأخلاقي. من يستخدم مثل هذه التوصيفات لا شك أنه مفلس فكرياً، فبدلاً من مقارعة أفكار من يختلفون معه في قضايانا السياسية والاجتماعية يلجأ إلى مثل…
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠١٥
قبل وفاة السيد محمد مهدي شمس الدين – رحمه الله - الذي كان رئيساً للمجلس الشيعي الأعلى بلبنان، ألقى على ابنه، وهو على فراش الموت، مجموعة وصايا للشيعة في العالم، كانت غاية في الأهمية، جاء فيها: "أوصي أبنائي وإخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من أوطانهم، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم، أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وألا يميزوا أنفسهم بأي تميز خاص، وألا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم، لأن المبدأ الأساس في الإسلام هو وحدة الأمة، التي تلازم وحدة المصلحة، ووحدة الأمة تقتضي الاندماج وعدم التمايز". ثم يقول رحمه الله :"وأوصيهم بألا ينجروا وألا يندفعوا وراء كل دعوة تريد أن تميزهم تحت أي ستار من العناوين، من قبيل إنصافهم ورفع الظلم عنهم، ومن قبيل كونهم أقلية من الأقليات لها حقوق غير تلك الحقوق التي تتمتع بها سائر الأقليات. إن هذه الدعوات كانت وما زالت شراً مطلقاً". لقد كان رحمه الله صاحب نظرة بعيدة؛ فقرأ…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥
هل استقرار النظام الطبيعي في تعاقب الفصول، ربيع صيف خريف شتاء، يبرمج الكائن الحي فيه على التعامل بنظام طبيعي مع الحياة، مع مكوناتها وأولاً وقبل كل شيء مع نفسه ومثيله؟. هل لطبائع الاستقرار والنظام في الطبيعة (طقس، مناخ، تضاريس) دور في استقرار طبائع المخلوقات، والعكس صحيح أيضاً؟. أم أنها التربية الأولى منذ الولادة حتى تبلور الفهم الخاص، هي المكون الأهم لما يكون عليه الكائن/ الإنسان لاحقاً من الانسجام أو الفوضوية مع البيئة التي نشأ وتربى بداخلها؟. أو أن الناتج النهائي خلطة تمازج بين البيئة الطبيعية والبيئة التربوية، لكون الاثنتين تتعاونان لتشكيل أسس النظام أو الفوضوية التي يتعامل بها الكائن مع الحياة؟. هل غياب الانتظام المتوقع والمتكرر في العوامل الطبيعية، لصالح التقلب من جفاف إلى رطوبة ومن قحط إلى إرياف ومن قيض حارق إلى برد قارس، بفواصل زمنية عشوائية تأتي بدون موعد، هل هذا يبرمج الكائن العائش فيه على التعامل بمزاجية فوضوية مع الحياة ومع نفسه ومثيله؟. ثم هل عدم الاستقرار…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥
من المفارقة أن يتم الاحتفاء بالقبض على الداعية المتطرف الهارب أحمد الأسير، في وقت هناك على الأقل ثلاثة من المطلوبين دوليًا يحتسون القهوة في الضاحية، جنوب بيروت، دون أن تتجرأ الأجهزة الأمنية على اعتقالهم. تعتقل الأسير بتهم مثل التحريض، وعرقلة سير العدالة، ولا تعتقل المطلوبين الأحياء الثلاثة، المتهمين بقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. الأسير يستحق اعتقاله على تطرفه وتحريضه ومحاولته تحدي الدولة، لكن العدالة اللبنانية صارت محل سخرية العالم، عندما تتجاهل السلطات متهمين بجريمة أعظم، مثل قتلة الحريري، تفاديًا لإغضاب حزب الله. وغالبية السنة لا يهمهم كثيرًا اعتقال الأسير، إنما يغضبون من ازدواجية المعايير، والظلم الصريح ضدهم. بروز أحمد الأسير هدد التركيبة الاجتماعية السياسية القديمة لطائفته السنية. بإعلانه أنه يمثلها، ويدافع عنها، في مواجهة تنظيمات حزب الله، أحرج القيادات التقليدية. وهو في الحقيقة كان ظاهرة صوتية، ولم يكن قادرًا على بناء تنظيم ميليشيا سنية، وعندما حاول فشل. الزعامات السنية في لبنان مدنية دائمًا. وهذه التركيبة المدنية الرافضة للتسلح، عزز…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥
كنت في مقال سابق أقف موقف المعارض لإقامة مباراة السوبر السعودية في مدينة لندن، وذلك لأسباب تتعلق بقدرة الجمهور البسيط على حضور المباراة، وكون المباراة الأكثر شعبية في المملكة تحولت إلى سلعة تجارية يتكسب من ورائها عدد من الشركات والقنوات دون أن يكون لذلك أي تأثير إيجابي على فرصة المشجع البسيط في أن يحضر المباراة ويشجع فريقه. بعد نهاية المباراة وفوز نادي الهلال بالبطولة، ظهرت أصوات تندد بإقامة المباراة لأسباب مختلفة تماما، وهي تلك الحجج التي يطلقها البعض استنادا إلى ما يسمى بالخصوصية السعودية، فمن وجهة نظرهم يعد ظهور العائلات السعودية بالشكل الطبيعي مع أولياء أمورهم أو إخوانهم أو أبنائهم مخالفا للخصوصية التي يحملون عليها كل هواجسهم وتشككاتهم التي تنشأ من نفس مرتابة من كل شيء. يعترض المعترضون على ظهور الفتيات دون عباءاتهن التقليدية ويستهجنون جلوسهن وسط كم كبير من الرجال، ويطلقون كل الأوصاف المقيتة كما فعل أحد مشايخ تويتر على فتيات كل جرمهن أنهن يرون أنفسهن متصالحات مع ما…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥
في كتاب اليابانيين الذي ألفه سفير الولايات المتحدة في اليابان إدوين أو رايشاوير عام 1977م، طرح الكاتب سؤالا جوهريا أجاب عليه بنفسه، كان السؤال ما سر اليابان؟ وكان الجواب: سر نهوضها شيئان: إرادة الانتقام من التاريخ، وبناء الإنسان. فالذي نهض باليابان من على ركام رائحة القنابل الذرية المميتة هو الرغبة في تحدي هزيمة الانكسار المدوي أمام العالم الأقوى، كانت الإرادة استنهاض لكل رغبات الانتقام من هزيمة الحرب، والموت الذي لن يجر الأمة اليابانية إلا إلى التخلف، والتخلف هو السرطان المميت للحياة. ألهبت اليابان الحماسة العلمية والتكنولوجية في نفوس أمتها الجريحة والمحروقة من انفجارات هيروشيما وناجازاكي وبطراز رفيع من التوقد الفكري ليحاكي إيقاعه على الأرض لعب الكبار في ساحات الحرب الذي لا يراهن سوى على النصر، فالضرب بالعلوم والاختراعات لن يردعه إلا الضرب بالعلوم والاختراعات المنافسة. واليوم أصبحت اليابان ضمن الدول العظمى التي كفلت لشعبها حق وجوده المهيمن في الصناعة والاقتصاد والتنمية على الخارطة الدولية. في العالم العربي تسبح الشعوب المنكوبة…
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥
عندما لم تتخذ أوبك أي قرار بخفض الإنتاج في نوفمبر الماضي قلنا إن ذلك قرار اقتصادي وسياسي في نفس الوقت، ونعذرها في ذلك حتى تحقق هدفها بالضغط على روسيا وإيران وإخراج النفط الصخري. وبدأت سنة 2015 بتصريحات متفائلة لوزراء نفط خليجيين تشير إلى أن أسعار النفط ستعود للارتفاع بعد ستة شهور، وخروج النفط الصخري من المعادلة. وكمتابعين، بدا لنا أن سياسة الضغط على النفط الصخري بدأت تؤتي أكلها، وبدأت الأسعار تتحسن حتى لامست 70 دولاراً للبرميل. إلا أن التغير الموسمي للنفط واستمرار أوبك وروسيا في إغراق الأسواق بالنفط بدأ يأتي بنتائج عكسية في بداية الربع الثالث خصوصاً مع انتهاء موسم السفر الذي يتزامن معه انخفاض الطلب وزيادة المخزون. وقد تعزز ذلك باستمرار تراجع النمو في الصين وأوروبا وغياب اي مؤشرات لقرب انتعاشهما. فعندما تجتمع تلك العوامل، فإن عليك تقبل أسعار السوق المنخفضة. إلا أن الشيء الذي لا يمكن قبوله هو استمرار أوبك في صمت مطبق مع غياب أي تحركات جادة…
الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥
قبل إجازة الصيف بأشهر يرتب الشخص لإجازته ووجهته يقوم بحجز الطيران وترتيب الإقامة والتنقلات وفي اليوم المحدد ينطلق بحفظ الله لقضاء وقت يغيب فيه عن الجميع إلا عن نفسه لأنه بعد أشهر من التعب والأشغال اليومية يستحق فعلاً مكافأة لترويح عن نفسه ولراحة . مفهوم السفر جميل ومعناه أعمق ويتجاوز كل مظاهر العبث الحاصلة هذة الأيام من أشخاص يفترض بهم وبعائلاتهم أن يكونوا سفراء لبلاد إسلامية يحملون هم دينهم وتحسين صورته في وقت طغى عليه السواد بسبب تصرفات شاذة من متطرفين يسعون لسلطة والحكم بأسم دين هو منهم بريء . ما تنقله لنا وسائل التواصل الإجتماعي وخصوصاً خلال هذة الإجازة يؤلم كل شخص يفهم ويعي ما معنى السياحة والإنتقال من بلد لأخرى . هناك ثوابت وهناك عادات ولكن للأسف سفراء السياحة تخلوا عن الثوابت وتمسكوا بالعادات وحدث خلل كبير في ميزان تفاعلهم مع من حولهم ؟! هل يعقل أن تشاهد مراهقين يدخلون لوبي فندق بدراجاتهم او أن يقوم مجموعة شباب…