الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥
كشفت أزمة النفايات التي غرق فيها لبنان خلال الأسبوعين الماضيين، عن عقم الطبقة السياسية التي تحكمه، والمدى الذي بلغته عملية إضعاف المؤسسات السياسية والدستورية والإدارية، وصولاً الى شلها والتسبب بانهيارها وتسخيفها وإخضاعها لممارسات غريبة عنها. ولعل أبرز ما حققته هذه الأزمة التي شغلت المواطن اللبناني عن كل شيء آخر، أنها سواء من قصد أم من غير قصد، حجبت عمق الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان ومؤسساته نتيجة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، والتي أنتجت سلسلة من المشاكل والعقد المتعلقة بالصلاحيات في ممارسة السلطة في ظل الشغور الرئاسي. قبل النفايات اخترع جزء من الطبقة الحاكمة غطاء ما زال قابلاً للاستعمال من أجل التغطية على أزمة الشغور الرئاسي، هو الحديث عند بعض الفئات عن أن البلد في أزمة نظام، ويحتاج الى مؤتمر تأسيسي، والحقيقة أن أزمة النظام في لبنان قائمة منذ تأسيسه، وهي تتلخص بطائفيته، التي تُنقص من مدنية الدولة والمؤسسات، وتنشئ زبائنية طائفية ومذهبية، لها مرجعيات خارجية. إلا أن أياً من الذين يقولون…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
عندما بدأ المستعمر البريطاني في نهاية ستينيات القرن الماضي بحزم حقائبه ومغادرة منطقة الخليج العربي، ظنت إيران أن البحرين، تلك الجزيرة الصغيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي مهم، ستكون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها، وتصبح إحدى المحافظات الإيرانية دون أي اعتراض يذكر من الدول العربية، خاصة المملكة. إلا أن موقف ملك المملكة العربية السعودية آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز كان معاكسا للتوجهات الإيرانية ومفاجئا لها حيث استقبل أمير البحرين حينها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بتاريخ 15 فبراير 1968 مما قاد شاه إيران، وتعبيرا عن امتعاضه من الموقف السعودي، إلى إلغاء زيارة كانت مجدولة بعد يومين من ذلك التاريخ إلى الرياض للقاء العاهل السعودي، وهدد الشاه بضم البحرين لإيران. حينها طلب الصحفيون من الملك فيصل التعليق على ذلك فقال: "إن موقف شاه إيران هذا جاء بسبب "غرور الشباب" وسوف يراجع موقفه"، كما أطلق مقولته الشهيرة: "إن أي اعتداء على البحرين يعد اعتداء على السعودية وسيتم الرد عليه"، وطلب الملك فيصل أن…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
صادقَ مجلس الأمن الدولي يوم 20 يوليو الجاري على الاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى الكبرى وإيران في فيينا يوم 16 من الشهر ذاته. ويتضمن الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران منذ 12 عاماً، مع التأكيد على منعها من امتلاك القنبلة النووية. وبذلك أعطى مجلس الأمن لإيران «صك الغفران» كي تعود إلى المجتمع الدولي، بعد أن منحتها المجموعة «شهادة حُسن سيرة وسلوك» لتخرج من عضوية «نادي الشر»، وتضع يدها باطمئنان في يد «الشيطان الأكبر». وربما يفتح الاتفاق آفاقاً لتعاون أميركي إيراني جديد، يمهِّد لعودة «شرطي أميركا» في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً وأن أوباما سيخرج من البيت الأبيض دون أن تتلطخ يداهُ بالدماء على نحو مباشر، كما حصل مع أغلب أسلافه، لاسيما بوش الأب وبوش الابن اللذين هبا لتحطيم جبروت شخص واحد في المنطقة هو صدام حسين بأضخم ترسانة عسكرية واستخباراتية في العالم.. لكن أوباما هو من سمح بتحوّل العراق إلى حظيرة للموت وسوريا إلى مقبرة جماعية. ثمة العديد من…
مطر الطايرالمدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات بدبي
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
يجسد الابتكار اليوم مطلبًا عالميًا تتنافس الدول العالمية ذات الاقتصاد القوي على تبني مفهومه وممارساته، لإيمانها بأنه محرك النمو الاقتصادي وعنصر أساسي في بناء اقتصاد مستدام يستند إلى المعرفة. الابتكار لا يأتي من عبث وإنما هو محصلة سياسات ومبادرات لا تنفذها وتدعمها الحكومة فحسب، بل يشترك فيها القطاع الخاص لإنشاء بيئة متكاملة قائمة على المعلومات والتكنولوجيا والمعرفة تشجع على الابتكار وتجعل المواطنين جزءًا من هيكلها. وترى الحكومات المبتكرة أن التنمية تعتمد على تطوير الموارد البشرية فهم أغلى ثروة تملكها وركيزة النهضة التي تعمل لأجلها. وبالنظر إلى الولايات المتحدة كنموذج في مجال الابتكار، فإن اقتصادها استفاد من الاستثمارات في القطاعين الحكومي والخاص في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا، وأدت هذه الاستثمارات إلى خلق ملايين الوظائف في القطاع الخاص، كما أن هذه الاستثمارات ساهمت في بناء صناعات بأكملها ودفعت الولايات المتحدة إلى تحقيق الريادة في بعض المجالات مثل الرعاية الصحية والاتصالات. واليوم أصبح من الضروري تبني القطاعات الحكومية والخاصة في العالم العربي لسياسات…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
في ربيع عام ٢٠١٣ كنتُ في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا لحضور فعاليات منتدى لحوار الحضارات لدول المتوسط، وتشرفت بلقائه، إنه "الأب باولو دالوليو" أيقونة من أيقونات الثورة السورية. قبل أكثر من ثلاثين عاما اختار الأب باولو الاستقرار في سورية كوطن بديل لوطنه الأم إيطاليا، فأتقن العربية واختارها لغة لجماعة "أبناء إبراهيم الخليل" التي أسسها، وهي جماعة تهدف إلى عقد مصالحة وحوار بناء بين أبناء إبراهيم عليه السلام من مسلمين ومسيحيين ويهود. وأكبر شاهد على ذلك هو دير مار موسى الحبشي بالقرب من مدينة النبك، والذي أصبح محجا لكل زوار سورية في العقود الماضية، إذ قام هذا الرجل الخمسيني بلحيته البيضاء وشعره الأشعث بترميم هذا الدير المهجور العائد إلى القرن السادس الميلادي، وجعله ملتقى روحيا وثقافيا لكل أبناء هذا البلد. يقول الأب باولو في إحدى مقابلاته الصحفية: "هناك عنصر وحيد فاجأني في الثورة السورية، ألا وهو الشباب. هؤلاء الشباب أدهشوني بنضجهم السياسي والإنساني، وباستعدادهم للتضحية بحياتهم في سبيل استردادهم كرامتهم وحقوقهم،…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
بعيداً عن التكهنات والتحليلات الواعية وغير الواعية والسيناريوهات المركبة من التطلعات والمخاوف لما سيسفر عنه الاتفاق النووي الإيراني ومجموعة 5+ 1، وقريباً من استشعار دول الخليج لحقيقة وجودها بُعيد هذا الاتفاق، الذي كشف رصيدها الحقيقي في ميزان القوى العالمية، ونظرتها الواقعية لها، فعلى دول الخليج أن تبدأ مرحلة جديدة تعيد بها اعتبارها لنفسها، بتلمس مشكلاتها وأزماتها غير القابلة للتهاون أو الانتظار، لأن مطالبتها أميركا بتغيير نهجها السياسي الانقلابي الجديد تجاه إيران لن تجدي شيئاً، ولغة الحسرة المطبوعة على خطابها السياسي ليست حلاً، فواقع عالمنا العربي المشتعل بالأحداث والتقلبات على كل المستويات والأصعدة وإيران التي لعبت بقذارة وقبح في مواقع مختلفة من جسد عالمنا العربي لا يقبل بأدنى استرخاء فج في التعاطي والطرح، لذلك تبقى الفرص الديبلوماسية قليلة جداً بعدما تحددت الاتجاهات، وانكشفت النيات. يجب أن نعترف أولاً بأن دول الخليج بلا استثناء تعاني من أزمات حقيقية، أزمتها الأولى تتمثل بردود أفعالها السريعة، فإيران التي تمكنت أخيراً من إحداث هذا الشق…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
تُوفي والد عمر عبدالله الشملان وهو مازال غضا طريا، صغيرا على الهم، طريا على الغم. فهو لم يكمل العاشرة وقتئذ. تولت أمه تربيته مع أشقائه الأربعة في ظروف صعبة ومعقدة. أجبرته هذه الظروف أن يكبر سريعا ويحلم كثيرا. قرر منذ يفوعته أن يصبح رجل أعمال. درس واجتهد وكافح حتى يتخرج ويدخل هذا المجال الساحر الغامض. كان الطريق إلى التخرج شائكا؛ كون عمر قد تقمص دور الأب مبكرا لمساعدة أسرته على اللحاق بأحلامها. نجح في ظل كل العراقيل أن يحصل على شهادة الهندسة الصناعية. قرر الدخول في القطاع الخاص وتحديدا في وظائف لها علاقة بالمالية والمحاسبة حتى تساعده على ترتيب أوراقه عندما يدخل مجال ريادة الأعمال. انتقل بعدها إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لفهم واقع الدراسات التقنية والصناعية. في هذه الفترة شرع عمر في البحث عن مجال صناعي واعد يستثمر فيه. رأى أن المجال الصحي في وطننا بحاجة أكثر من غيره إلى استثمارات محلية تسهم في تعزيزه. زار عديدا من…
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥
جذبت سيارة من طراز “بوجاتي” المئات من محبي السيارات في أوروبا لمشاهدتها عن قُرب بعد أن شاهدوا مقاطع فيديو وصورا للسيارة على مواقع الإنترنت، وبعد أن علموا بوجودها في العاصمة الفرنسية وجدوها واقفة في أحد الشوارع الباريسية الشهيرة، ليلتقطوا بجوار سيارة ال (9 ملايين و700 ألف ريال) بعض الصور والمصنوع هيكلها من مادة البورسالين، ويمتلكها ثري خليجي شحنها معه من بلده لتتحول إلى معلم سياحي مُتحرك، في نفس البلد كانت هناك سيارة ( فيراري 599 جي تي بي) مطلية بالذهب من تصميم شركة ألمانية تجوب شوارع مدينة كان الفرنسية، يمتلكها خليجي آخر أشد ثراءً من الأول جلبها معه أيضاً بغاية التسكع، أثار ذلك الأمر جنون ودهشة المجتمع الأوروبي، الذي بات يجزم بأن جميع سكان الخليج النفطي أثرياء بشكل فاحش لا يوصف، ولا يصدق من يرى ذلك أن يكون هناك أثر لفقير واحد في تلك البلدان، خاصة وهم يدفعون مبالغ طائلة من أجل شحن سيارات تستهلك كميات كبيرة من البنزين، ولا…
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
قوات الحكومة اليمنية، بمساندة قوات سعودية وإماراتية، فعلت لأول مرة ما لم تفعله الجيوش العربية منذ نهاية الاستعمار، غيرت الوضع على الأرض بالقوة. تحدت الأمر الواقع الذي فرضه المتمردون ودعمه الإيرانيون. حررت عدن، المدينة التي أطلقت شرارة الحرب، وظن المتمردون أنه بسقوطها ينتهي النظام اليمني الذي نعرفه. كانت آخر المدن اليمنية، والعاصمة البديلة، وملجأ الرئيس والحكومة التي هرب إليها من عاصمته صنعاء، بعد أن استولى عليها المتمردون الحوثيون وقوات الرئيس المعزول علي صالح. عدن حررت بالقوة ولا تزال صامدة، منذ تحريرها، بما يعزز الانطباع بأن مشروع الدولة الحوثية صار في مهب الريح. الآن اكتشفوا أن استيلاءهم على عدن في نهاية مارس (آذار) المنصرم كان غلطة كبيرة كلفتهم ما استولوا عليه بالقوة وبالحيلة السياسية، ودفع مجلس الأمن إلى التصويت بالإجماع ضدهم، ورفض كيانهم ومشروعهم السياسي، وأعطى الضوء الأخضر لإعلان الحرب لتحرير كامل اليمن. ومع أن الإجماع الدولي وقرارات مجلس الأمن كانت ضد الحوثيين، وداعميهم الإيرانيين، فإن الرأي الغالب حينها أنه لم…
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
في 20 أيار (مايو) اكتشفت أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" في كوريا الجنوبية، وبعدها بشهر وتحديدا في الـ 13 من حزيران (يونيو) الماضي وصفت منظمة الصحة العالمية المرض في كوريا بـ "الضخم والمعقد"، وبالأمس قال لـ "الاقتصادية" مسؤول في السفارة الكورية في السعودية إنهم بصدد إعلان خلو البلاد من الفيروس القاتل بعد محاصرته وتحييد خطره في أقل من شهرين، وفي السعودية بلد المنشأ للفيروس ما زال المرض ينتشر ولم نستطع القضاء عليه رغم اكتشاف أول إصابة في عام 2012 أي قبل أربع سنوات. السؤال الذي يلوح في ذهن كل من يقرأ تصريح المسؤول الكوري لـ "الاقتصادية" هو: "ما الذي جعل كوريا تحاصر المرض وتقضي عليه في أقل من شهرين ونحن هنا في السعودية لم نستطع محاصرته منذ أربع سنوات؟ لا أعتقد أن فروقات الوعي بين الشعبين السعودي والكوري هي السبب ــ كما يلوح البعض ــ فالوعي تجاه الفيروس القاتل بلغ مبلغا كبيرا لدى السعوديين حد "الهلع"، والجميع يذكر أن وسائل…
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
أعلنت أمس لجنة متابعة أسعار الوقود عن أسعار بيع مادتي الجازولين والديزل في جميع محطات الدولة، لشهر أغسطس المقبل، ووفقاً لقائمة الأسعار الجديدة بعد قرار تحرير أسعار الوقود الأخير في الإمارات، فإن سعر بيع لتر الجازولين أصبح 2.14 درهم بدلاً من 1.72 درهم، بارتفاع قدره 42 فلساً وبزيادة 24%، في حين انخفض سعر بيع لتر الديزل إلى 2.05 درهم، بعد أن كان 2.90، بواقع 85 فلساً، بما يعادل 29%. إعلان الأسعار الجديدة جاء تأكيداً لتصريحات وزير الطاقة سهيل المزروعي، التي قال فيها: «إن الارتفاع في أسعار الجازولين في الدولة بعد تحرير الأسعار لن يكون كبيراً، ولن يُحدث صدمة، فيما ستنخفض أسعار الديزل عن مستوياتها الحالية، وهو ما سيدعم اقتصاد الدولة». والأمر فعلاً كذلك، فالفروق السعرية بين سعر الجازولين السابق والجديد ليست كبيرة، لدرجة أن تتسبب في حدوث خلل قوي في ميزانيات المواطنين والمقيمين، في حين أن انخفاض أسعار الديزل قد يُحدث فرقاً إيجابياً يُعوض بكثير الفرق في ارتفاع سعر الجازولين،…
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠١٥
توقع صندوق النقد الدولي أن تسجل ميزانية المملكة العربية السعودية في هذه السنة عجزا في حدود 488 مليار ريال. محللون توقعوا أن يتكرر العجز في ميزانية العام القادم، إلا إذا خفضت بشكل كبير بحيث تقتصر على المصروفات الحالية والقليل فقط من المشاريع العمرانية. هذا يعيد إلى طاولة النقاش جدلا قديما حول حاجة المملكة للتحرر من الارتهان شبه الكلي لمبيعات البترول الخام. يتحدث الجميع تقريبا عن ضرورة التوسع في الصناعة، حتى تصبح منافسا للبترول في توليد الدخل القومي. أعلم أن كثيرا من الناس، وبعضهم في مواقع القرار، غير متفائل بقدرتنا على التحول إلى اقتصاد صناعي خلال وقت معقول. بعض الكتاب يشكك في قدرة العالم على الاستغناء عن البترول كمصدر رئيسي للطاقة. أحد المصرفيين كتب يوما أن الصناعة ليست ضرورية طالما كان لدينا المال. كل ما تحتاجه معروض في السوق، في هذا البلد أو ذاك. أحدهم قال لي يوما: «سمعنا الكلام عن الصناعة والتحذير من الارتهان لأسواق البترول منذ السبعينات، لكننا -…