محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠١٥
كشف التفجيرات التي تعرض لها جامع الإمام الصادق في منطقة الصوابر في الكويت مؤخراً ومن قبله جامع العنود في الدمام بالسعودية وجامع بلدة «القديح» في مايو المنصرم وحسينية قرية «الدالوة» العام الماضي، أن التخطيط لإشعال الإحتراب الاهلي في دول الخليج قد قطع شوطاً بعيداً. كما ان ردود الفعل التي تلت هذه الاعمال الارهابية ماتزال في غالبها (عدا القليل منها) تراوح في نفس منطق ومرجعيات هذا الإحتراب الذي مازال يسمم الحياة اليومية بشكل مستتر وموارب لكنه ثقيل الوطأة وأخطر ما فيه انه يمكن ان ينفجر بشكل غير متوقع مع تكرار اعمال إجرامية من هذا النوع وتوالي سقوط الضحايا الأبرياء ونفاد الصبر. ابرز ما كشفت عنه هذه التفجيرات هو الحاجة لمراجعة عميقة وأمينة لجملة من المفاهيم الرائجة التي تعيد في مجملها إنتاج خطاب الاحتراب الطائفي نفسه: «هم ونحن».. ضياع قيم «المواطنة»: رغم ردة الفعل الايجابية بعد تفجير مسجد العنود في الدمام اوائل يونيو وجامع الصادق في 26 منه المتمثلة في الصلوات المشتركة…
الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠١٥
كل شيء في صلاة التراويح كان على أفضل حال، المسجد الفخم بأعمدته الرخامية والثريات المتدلية من قبابه والزخارف المزينة للمحراب، كل شيء سار وفق المعتاد حتى وصلنا إلى دعاء القنوت، ولأول مرة في حياتي؛ انتبهت لدعاء الإمام «اللهم أذل الشرك والمشركين»، دارت حينها أسئلة في رأسي لماذا الدعاء على المشركين بالذلة، وهل فعلاً سنستفيد إن أذلهم الله تعالى، أم أن عزتنا نحن المسلمين لا تتحقق إلا بذل غيرنا، أوَليست رسالة الإسلام ــ كما ندّعي ــ هي إعلاء قيم الإنسانية ونشر الهدى، أم رسالته عبر مكبرات صوت المساجد هي إظهارنا الرغبة في إذلال الناس وصدهم عنا؟ دع عنك كل هذا، واسأل نفسك كيف يكون حال من أمضى سنوات يردد كلمة «آمين» خلف هذا الدعاء، ألن يتبرمج داخلياً ليفرح في كل مصيبة تحل بغير المسلمين، وقد يتعدى الأمر ذلك ويمارس إذلالهم متى استطاع لذلك سبيلا. ولأنني لست مختصاً بالعلم الشرعي، ولأن البعض لا تروق له فتاوى الشؤون الإسلامية والأوقاف، عدت لفتوى من…
الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠١٥
في يوم الجمعة المباركة، وفي شهر رمضان المعظم، وفي بيت من بيوت الله تعالى، وفي أثناء صلاة الجمعة والإمام يتلو آيات الله تعالى وقبل الركعة الأخيرة، دخل شيطان داعشي المسجدَ واخترق الصفوف صارخاً: «أريد اللحاق بالإفطار مع الرسول.. الله أكبر». وفجّر نفسه في المصلين الصائمين لتهتز أركان المسجد ويسقط جزء كبير من السقف على المصلين ويودي بحياة 27 شخصاً ذهبوا شهداء، ويسقط 227 جريحاً من غير ذنب! شياطين الجن مصفدون بالأغلال في رمضان، لكن شياطين «داعش» يعيثون في الأرض فساداً ويستهدفون بيوت الله تعالى ويسفكون دماء المسلمين في نهار رمضان، من دون أي اعتبار لحرمة الشهر أو حرمة المسجد أو حرمة النفس المعصومة. لقد بلغ بهم الغلو في الإجرام والوحشية أنهم استقبلوا الشهر الفضيل بعملية إعدام جماعية في الموصل، وركزوا على استهداف المساجد ومساجد الشيعة بالتحديد بدءاً بمسجد الإمام علي في القديح بالقطيف في 22 مايو الماضي، حيث سقط 21 شهيداً و81 جريحاً، ثم مسجد الإمام الحسين بحي العنود بالدمام…
الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠١٥
من صالح الإسلام، ومن صالح المسلمين في الغرب، أن تكون هناك إجراءات مشددة وقاسية تشريعية وأمنية ضد الجماعات المتطرفة، حتى لو لم يرتكبوا أعمال عنف. إنها الطريق الوحيد لإنقاذ ملايين المسلمين وحماية الإسلام من أهله الذين شوهوه. عندما تتخذ الحكومات الغربية مواقف صارمة بطرد الدعاة المتطرفين، أو إغلاق جمعيات، أو ملاحقة جماعات دينية، فإنها بذلك تحمي المسلمين من متطرفيهم، وتحميهم أيضا من غضب الأغلبية غير المسلمة التي لم تعد تقبل سكوت حكوماتها على الرعب الذي بثه «داعش» والمتطرفون بشكل عام. علينا ألا ننظر إليه كعمل عنصري، رغم وجود العنصرية هناك، ولا أن نقلل من حجم الصدام المتوقع مع المجتمع في الغرب، الذي صار يتجه إلى المزيد من العداء والكراهية للمسلمين نتيجة الأعمال البشعة التي يرتكبها مسلمون باسم الإسلام. المعركة هناك متعددة الجبهات، ففي الساحة الفرنسية يقدر عدد المسلمين بنحو خمسة ملايين، وفرنسا أكثر بلد أوروبي تعرض لاعتداءات تنظيمات إرهابية تحمل اسم الإسلام مثل «داعش». وفرنسا، مثل بريطانيا والدنمارك وألمانيا وغيرها…
الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠١٥
ربما ننشغل كثيرا في البحث عن كلمات مناسبة لإدانة المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش في مسجد الإمام الصادق في الكويت. وعلى أي حال فقد فعلنا شيئا كهذا بعد الحادث المماثل في الأحساء قبل تسعة أشهر، ثم في القطيف والدمام. حقيقة الأمر أن بعضنا يضع يده على قلبه خائفا من أن تأتي الجمعة التالية بمجزرة مماثلة في مسجد ما، في هذه المدينة أو تلك. بعض المتحدثين قال: إن «داعش» بدأ للتو في استهداف المجتمعات الخليجية. وهذا تقدير غير دقيق، فقد حاول سابقا، وحاول تكرارا. ونحمد الله أن مجتمعات الخليج وحكوماتها ما زالت مصممة على مقاومة هذا الوحش الأعمى. أظن أن الهدف المباشر لتنظيم داعش هو التشكيك في قدرة النظام الاجتماعي على الصمود أمام العواصف الصغيرة. وهذا تمهيد ضروري كي يتخلى الجمهور عن إيمانه بالنظام العام والجماعة الوطنية، ويستبدل بها مبدأ «حارة كل من ايدو الو» حسب تعبير دريد لحام في واحدة من مسرحياته القديمة. هذه الحارة مثال لمجتمع مفكك يأخذ أعضاؤه…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥
نشرت مجلة أمريكان إنترست في 4 يناير 2015 مقالا بعنوان "القوى السبع العظمى" The Seven Great Powers، قامت فيه بوضع قائمة لأكبر سبع قوى عظمى في العالم، وكانت المفاجأة اختيار المجلة للسعودية ضمن القائمة (رقم 7 خلف الولايات المتحدة، ألمانيا، الصين، اليابان، روسيا، الهند على التوالي). ويعد مثل هذا الاختيار أمرا لافتا، خاصة أنها مجلة رصينة نجحت في استكتاب عدد لا بأس به من كبار المفكرين والمحللين، وإن كانت مجلة تنحو في خطها التحريري نحو آراء التيار المحافظ واليميني بشكل واضح. المجلة في معرض شرحها لهذا الاختيار بررت بالقول: إن القوى العظمى تظهر من خلال الإنجازات، فهناك دول في العالم أكبر مساحة وأكثر كثافة سكانيا وأقوى عسكريا ومتقدمة تقنيا عن السعودية، لكنها لا تملك قدرة المملكة على تغيير موازين القوة الجيوسياسية في محيطها أو التأثير على الاقتصاد العالمي، بنفس الشكل الذي قامت به المملكة. ويعلل المقال بأن السعودية صدمت العالم عام 2013 بدعمها لثورة 30 يونيو في مصر ونجاحها منفردة…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥
كيف سُتكتب في المُستقبل حقبة التاريخ المعاصر التي نحياها الآن؟ وأي الروايات ستكون هي السائدة؟ إذا كنا نحن الناس الذين نعيش هذه الحقبة ونتابعها يومياً، وننعم بوسائل إعلام وتغطيات لم تكن موجودة سابقاً، نقرأ الشيء ونقيضه، ونرى "حقائق" ثم نقرأ "تفسيرات" لا علاقة ببعضها بعضا، وكأن "الحقائق" تحدث في كوكب آخر. لنتخيل مثلاً أن طالباً يدرس التاريخ في الجامعة سنة 2200 يريد أن ينجز بحثاً عن التحولات الإقليمية في المنطقة العربية بين سنوات 2010 و2020، فماذا سيجد على رفوف المكتبة (... الإلكترونية غالباً!). سيجد كتب "تاريخ" متنوعة المنطلقات يركز كل منها على جانب أو جوانب مُختارة من الأحداث التي وقعت في تلك الفترة، ويخلص كل منها إلى خلاصات مختلفة. سيجد كتاب المؤرخ الشهير "سين" وفيه سيقرأ أن حقبة 2010 -2020 شهدت قيام حرب كونية على مجموعة الدول والحركات التي كانت تقود "المقاومة"، وأن تلك الحرب تم التمهيد لها بما سُمي حينها "الربيع العربي"، والذي كان الهدف منه، كما تم "انكشاف"…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥
مسلسل حارة اليهود، الذي يبث على عدد من القنوات التلفزيونية المصرية؛ يحظى منذ بداية عرضة في شهر رمضان على كثير من الجدل في مصر وإسرائيل، المسلسل، الذي تدور أحداثه في حارة اليهود وسط القاهرة في الخمسينات من القرن الماضي، ومن خلال متابعتي حلقاته الـ10 المذاعة حتى الآن؛ يصور تلك الحارة التي يعيش فيها اليهود المصريون في تلك المرحلة، وهذا لا يعني أن غالبية سكان تلك الحارة هم من اليهود، بل هم خليط من المسلمين والمسحيين واليهود. المسلسل تدور أحداثه في فترة تاريخية حساسة في منطقتنا، وهي حرب فلسطين وإنشاء «إسرائيل» وما تعرضت له الجيوش العربية من هزيمة على يد «إسرائيل». المسلسل يتعرض لأسباب الهزيمة، من خيانة بعض الأنظمة العربية، وقضايا السلاح الفاسد الذي كانت تستخدمه الجيوش العربية في تلك الحرب. قصة المسلسل تدور حول علاقة حب عاطفية بين فتاة يهودية (ليلى)، التي تجسد شخصيتها الفنانة منة شلبي، وشاب مسلم (علي) الذي يؤدي دوره الفنان إياد نصار، على رغم أنهما جيران…
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥
أعلنت الكويت، أن انتحاري مسجد الصوابر سعودي الجنسية، اسمه فهد القباع. وقالت الداخلية الكويتية إن الانتحاري وصل عبر المطار قبل ساعات من تنفيذ الهجوم. تكرار وجود سعوديين في قائمة الانتحاريين أمر ليس بجديد، فالتنظيمات الإرهابية تختار الجنسيات حسب كل عملية من أجل تحقيق أهدافها للضرب في أكثر من اتجاه. حيث لدى التنظيم الإرهابي الداعشي خليط من جنسيات عربية وغربية. من بينهم -طبعا- عدد من الانتحاريين السعوديين . والخبر السيئ هو ان ما نشهده للأسف ليس إلا بداية لفتنة كبرى، يقودها تنظيم متوحش يعمل بكل موارده القوية من أجل زلزلة الدول العربية والإسلامية تحديدا. وما يحدث وحدث ليس إلا مقدمات أولى. لكن ما يعنينى في هذا المقال، هم الانتحاريون السعوديون الذي يتزايد عددهم بشكل ملحوظ، وهو امر ظهرت بوادره مبكرا، مع تجييش دعاة التطرف للشباب للجهاد في سوريا والعراق، وقدرة تجار الدين والبشر على تنفيذ مخططاتهم . نشرت قبل نحو شهر، تقارير اعلامية تتحدث عن ان السعوديين، من «دواعش» سوريا أو…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥
المتأمل في مسيرة "داعش" وبقية فرق الضلال التي ابتلي بها العالم خلال هذا العصر مثل بوكو حرام والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيين ومتطرفي الحشد الشعبي الشيعي وبقية أطياف التطرف الشيعي والسني سيكتشف أن المحصلة المشتركة لكل هذه الأطياف تتمثل في شيطنة الإسلام والمسلمين. لا يمكن لأي عاقل، أن يرى أي مصلحة في استهداف دور عبادة أو أهداف مدنية. لكن المتطرفون وصل بهم الأمر إلى السعي بدأب لإيجاد المسوغات لإراقة المزيد من الدم. كان المشهد يوم الجمعة الماضية بشعا للغاية: ضحايا في مسجد في الكويت، وضحايا آخرون في تونس وفرنسا. والمجرم في كل هذه البلدان أحد المنتمين إلى "داعش". لقد استن الحركيون في أيام الجمعة، خلال ما يسمى بالربيع العربي، حركات رفض وغضب، كانت تمثل مكونا من مكونات التظاهر. وقد أخذت "داعش" هذا المسار من خلال السعي إلى تكريس يوم الجمعة موعدا للإجرام والتوحش والبطش؛. إنه لأمر محزن للغاية أن يتحول عيد المسلمين الأسبوعي، إلى موعد لإراقة الدماء. إذ لم يعد المنتمون…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥
«الحياة» صحيفة عريقة وكبيرة ورصينة، ولا تحتاج إلى شهادة مني. القرّاء يعرفون مواقفها وسياستها التحريرية، ومن يعمل بها ينهمك سريعاً في التحدي، ويطمح إلى تحقيق النجاح كما هي حال زملائه ومن سبقوه. ناشر «الحياة» الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز يستحق الشكر على وقفاته ودعمه وجهده لتطوير هذه الصحيفة، حتى أصبحت أيقونة في عالم الصحافة العربية، وفق ميثاق شرف واضح، وسياسة تحريرية رصينة، في قالب تحريري تتمازج وتتباين فيه أقلام من كل الألوان والأطياف الفكرية، لما فيه المصلحة السعودية أولاً، والعربية ثانياً. شكراً لرئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس الموقرين الذين كنت واحداً منهم على الدعم والمساندة طوال السنوات الماضية. لكل الزملاء محبة وتقدير كبيران في قلبي وأنا أغادر الصحيفة، بعد أن أمضيت فيها ١٤ عاماً مسؤولاً للتحرير، ثم مديراً للتحرير، فرئيساً لتحرير طبعات «الحياة» في السعودية. لا شك في أن الحياة لا تخلو من الأشواك، إذ صاحب انطلاق مشروع الطبعات السعودية محاولات تشكيك متسرعة من البعض، ما حدا ببعضهم إلى…
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥
تنظيم «داعش» خطر عام، ليس على المنطقة، بل على العالم أجمع، ليس في ذلك مبالغة، فخلاياه، والمُغرّر بهم، والغافلون أو المُغفلون المُنخدعون به وبأفكاره، منتشرون في كل قارات العالم، لذلك فإن التعاون الدولي للقضاء على هذا التنظيم أمر ضروري، بل هو مطلب حيوي لمكافحة هذا التنظيم الخطير فكراً وفعلاً. جميع العالم أهدافٌ للتنظيم وأعضائه، وجميع الشعوب في كل مكان دون استثناء هدفٌ مباح لتفجيرات أو سكاكين «داعش»، ليس في ذلك افتراء عليهم، بل هذا ما أكده المدعو أبومحمد العدناني المتحدث باسم التنظيم، عندما دعا إلى تكثيف العمليات ضد «الشيعة والصليبيين والمرتدين»، هؤلاء هم أعداء «داعش»، الذين يستحقون القتل دون رحمة في فكر هذا التنظيم، وباختصار يعني ذلك أن جميع شعوب العالم ما عدا «الدواعش» يستحقون الموت! الشيعةُ مباحٌ دمهم، والصليبيون، أو بمعنى آخر أهل الغرب عموماً مباح دمهم، والمرتدون والمقصود بهم طبعاً جميع المسلمين، من كل المذاهب المخالفة لفكر «داعش»، حتى إن كان الاختلاف في صلاة التراويح جماعة، جميعهم يستحقون…