آراء

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

مؤتمر جنيف بين أوهام السياسة ويأس اليمنيين

الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠١٥

بعد أسابيع من اللغط والتصريحات المتناقضة من أطراف الحرب الأهلية اليمنية أفلحت الضغوط الدولية في إجبار الحكومة الشرعية الموجودة في الرياض، وكذا المتمردين الاستعداد للقاء التفاوضي الأول بينهما منذ فرار الرئيس هادي ورئيس وزرائه ثم ظهورهما في منفاهما الذي أتمنى الا يطول مع عدد كبير من مستشاريهما ووزرائهما. ويضع أغلب اليمنيين الذين لا يكترثون بمبررات صراع الطرفين الدموي والمدمر، ولكنهم يدفعون ثمنه دماً ودموعاً، أملهم بأن تتمكن الأمم المتحدة من كبح جماح المتقاتلين. ولست هنا بصدد البحث عن إلقاء الاتهامات والغوص في ما كان واجباً فعله من الذين أداروا البلاد وأوصلوها الى هذا المنزلق البشع منذ انتقال الرئاسة من صالح الى هادي، ولكني سأكرر حقيقة ثابتة لن أحيد عنها وهي ان كل القائمين على المشهد السياسي اليمني الحالي ساهموا، وإن بدرجات مختلفة، في تحويل الوطن الى كتل متصاعدة من الأحقاد والانفصام الاجتماعي وجعلوا مدن اليمن بقايا اطلال. لم تكن مقنعة الطريقة التي أديرت بها البلاد طيلة السنوات الثلاث الماضية ولم…

محمد الساعد
محمد الساعد
كاتب سعودي

الطفل النجدي الذي أصبح قائم مقام جدة

الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠١٥

لو أراد باحث منصف أن يطلق على مدينة جدة وصف «مدينة الأحلام»، فربما يكون قد اقترب قليلاً من أهم خصالها العديدة التي تمتاز بها، ففي كل جزء منها حكايات وقصص تذوب في تفاصيلها، وتاريخ لا ينقضي. جدة في حقيقتها التي لا تفارقها، هي هذا الامتزاج البشري الفريد، هي تعدد الأعراق والأجناس والألوان الذي يغمر ساكنيها، هي هذا الطموح الذي يحيل «زائرها» بعد أيام من سكناها إلى ابن «مدينة الأحلام». وكما للمدن حكايات وأسرار لا تنقضي، تختفي بعضها في حواريها وأزقتها وصدور أهلها، للبشر أيضاً قصصهم التي يخرج بعضها للشمس والضوء، وهذه إحدى الحكايات الفريدة التي تأبى أن تموت في زوايا النسيان. تقع حارة «العمارية « في جدة في آخر الطرف الشرقي لمقبرة «أمنا حواء»، ملتصقة بالسور صعوداً باتجاه الشمال، وللمقبرة تاريخ شفوي متداول يعيد تربتها، وقبتها القديمة إلى أم الخلق «حواء». ولـ«العمارية» أيضاً قصة «حية» لابد من أن تروى، تؤكد أن جدة التي خالطت الماء، وتربت على يديه، أخذت منه…

مصطفى فحص
مصطفى فحص
كاتب وصحفي

سوريا.. لا تحكم إلا من دمشق

الثلاثاء ٠٩ يونيو ٢٠١٥

تستعجل طهران خطواتها العملاتية والسياسية من أجل حماية العاصمة السورية دمشق من السقوط بيد المعارضة السورية المسلحة. فقد انتاب طهران القلق إزاء حالة الوهن والضعف التي تصيب من تبقى من قوات الأسد، وخسائرها المتتالية على كافة الجبهات السورية، يضاف إليها الاستنزاف المستمر لقوة حزب الله وتضاؤل إمكانياته في الحفاظ على المساحات المطلوبة لحماية النظام، ومساعدته على البقاء صامدا أطول فترة ممكنة، مما دفع طهران إلى الإعلان رسميا عن البدء بإرسال 20 ألف متطوع، للدفاع عن دمشق ومناطق سورية أخرى، القلق الإيراني المتزايد لا يمكن فصله أيضا عن قرار موسكو الأخير إجلاء مائة من رعاياها في سوريا، متزامنا مع تقارير غربية تحكي عن سقوط مفاجئ للنظام في دمشق. ميدانيا أعلن حزب الله منذ أسابيع انطلاق معركة مفتوحة في جرود القلمون السورية المحاذية لسلسلة جبال لبنان الشرقية، وفي الوقت نفسه باشرت الدفعة الأولى من المتطوعين الإيرانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين بالوصول إلى العاصمة السورية لدعم قوات الأسد، تحسبا لأن يضطر رجال الأسد المتبقون،…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

كليات.. ترفض «المتفوقين»

الثلاثاء ٠٩ يونيو ٢٠١٥

تجاوزات بعض الجامعات في اختيارها المعيدين باتت شيئاً يدعو إلى القلق، بل يبعث الألم والوجع، لماذا؟ لأن الجامعات، وكالمعتاد، مؤسسات علمية أكاديمية لها أنظمة ولوائح؛ لضبط إيقاع العمل وحماية هيبتها من الاختراق، بل لو فُتح الباب على مصراعيه لأنصاف المؤهلين ومن لديهم «واو» مشددة للالتحاق بالجامعات كأعضاء هيئة تدريس؛ لانحنت الجامعات رويداً رويداً حتى تسقط علمياً وأكاديمياً، وحينئذ ستظل عالة على المجتمع والدولة، في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون مصدر حياة وإلهام وحصناً منيعاً ضد الجهل للبلد وأهله. بعد هذه الإشارة إلى مكانة الجامعة، لن أتحدث عمّا تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الإلكترونية عن تمادي جامعة شقراء في خرق الأنظمة واللوائح؛ من أجل تعيين ابنة «فلان» وولد «علان»، على رغم عدم كفاءتهم، بل سأتحدث عن رفض كلية الهندسة بجامعة الإمام طالباً سعودياً متفوقاً تقدم بأوراقه إليها يطلب انضمامه إليها معيداً. نعم رُفض المتفوق عبدالله السبيعي، ولم يشفع له تفوقه مع مرتبة الشرف في الهندسة الكهربائية، ولم تُكِّلف الكلية…

ناصر الصرامي
ناصر الصرامي
إعلامي سعودي وكاتب صحفي

قطيش.. ونصر الله DNA حقيقي!!

الثلاثاء ٠٩ يونيو ٢٠١٥

يستمر الإعلامي اللبناني نديم قطيش في برنامجه DNA بإلقاء الضوء على تناقضات مواقف وتصريحات حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، في عدة جوانب، والحقيقة أن الزميل نديم محظوظ جداً بحالة الإسهال و»الاستهبال» التي عليها خطابات نصر الله. ما يقدمه البرنامج في 12 دقيقة حالة مميزة تمزج الموقف النقدي السياسي التحليلي بالسخرية، وتفضح المواقف السياسية على الساحة اللبنانية، وما يتعلق بها بشكل يتفوق على الكثير من الخطابات الطويلة والمكررة، البرنامج أخذ اسمه من(DNA,Daily News Analysis) - التحليل اليومي للأخبار، تبثه قناة المستقبل اللبنانية.. فيما يبثه موقع العربية.نت، ويتوفر أرشيف لحلقاته السابقة. يُعالج نديم فكرة واحدة مركزية لخطاب أو موقف سياسي أو شخصية سياسية، مع بحث عن أرشيفها وتناقضاتها وربط سياقها السياسي بمواقع مشابهة تتبدّل فيها المواقف، بشكل صادم وفاضح. من بين ما عرض قطيش لقطات للتعصب «المصطنع» في تناول إعلام حزب الله للاشتباكات في منطقة جرود عرسال، ساخراً من التناقض بين تصريحات القيادات والخطاب الإعلامي لقناة المنار. وقام قطيش بعرض…

عبدالوهاب بدرخان
عبدالوهاب بدرخان
كاتب ومحلل سياسي- لندن

سوريا: إفلات «داعش» لاستنزاف المعارضة

الثلاثاء ٠٩ يونيو ٢٠١٥

يتفاقم الخطر في سوريا إلى حدّ أنه يمكن أن يقوّض أي نوع من الحلول التي تم تداولها في الأعوام الأربعة الماضية. كانت قوات المعارضة وسّعت أخيراً رقعة سيطرتها في الشمال، كما في الجنوب، وأكّدت وجودها الصامد في ريف العاصمة دمشق. أصبحت أي خطوة تالية لها قادرة على تهديد النظام بالانهيار. ما العمل؟ هنا، تحرّك تنظيم «داعش» أو جرى تحريكه أو أوحي له بأن تقدمه نحو حلب مرحّب به. وعندما فعل تلقى مساعدة من جانب النظام بقصف مركّز بالبراميل المتفجّرة وغيرها لمواقع المعارضين المتصدّين لـ «داعش». وقبل أسبوعين كان مقاتلو التنظيم اجتازوا مسافة صحراوية طويلة ومكشوفة من دون أن يتعرّض لهم أحد، لا طيران «التحالف الدولي» ولا طيران النظام، فاستولوا بسهولة ومن دون قتال فعلي على مدينة «تدمر». تبادل أدوار، التقاء مصالح، تحالف ضمني موقّت، ضرورات تفرض أولويات؟ كل ذلك وارد في تفسير التنسيق الميداني بين النظام السوري و«داعش». فللمرة الأولى منذ بدء الصراع المسلّح في سوريا لم تتردّد الخارجية الأميركية…

أزمة العمالة بالهروب

الثلاثاء ٠٩ يونيو ٢٠١٥

لدينا ملف شائك جدا وهو أحد أهم أسباب الأزمة "للعمالة المنزلية" وسبب رئيس وجوهري باستمرار الأزمة لدينا، حين تأتي "العاملة المنزلية" ببلادنا، تعلم علم اليقين أنها حين تهرب أو يهربها أحد أنها ستجد عمل آخر بمكان آخر سواء قريبا أو بعيدا أو بمنطقة أخرى وبسعر لن يقل عن عملها الأساس والكفيل الأساسي ب50% فمن راتبها 1000 ريال سيكون 1500 ريال؛ والدليل لماذا عمالة منزلية برمضان يصل سعرها الشهري 2000 و3000 و5000 آلاف ريال، بل أصبح عملهن بالساعة يصل 100 و200 و300 ريال، من ينظم كل هذا ويعمل عليه؟! من علمهن الهروب؟ من يساعدهن ويدلهن لهذا الطريق؟ لماذا مستمرة من سنوات أي الهروب والعمل بمكان آخر؟ ملف كبير جدا هو الهروب، والكفيل ينتظر أشهرا طويلة حتى تأتي ثم تهرب خلال أيام أو حتى بعد فترة زمنية وإن كانت سنوات، السر هو أنه يوجد من يهربهن ويوظفهن بأسعار عالية، وحين تريد السفر لا يطالها أي شيء من الغرامات أو العقوبات. حل مشكلة…

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

«جنيف».. طوق نجاة الحوثيين

الإثنين ٠٨ يونيو ٢٠١٥

ولأن الأمم المتحدة في عصرها الجديد، توقع اتفاقيات أكثر من تنفيذها، ولأنها معنية بالتفاصيل على الورق أكثر من حلول على أرض الواقع، ها نحن نستعد لحلقة أخرى من مسلسل حوارات جنيف الأممية. هذه المرة الوضع اليمني هو مسرحها. كل ذلك يجري بينما كان المتمردون الحوثيون، وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، محاصرين عسكريًا وسياسيا ودبلوماسيا، غير أن المنظمة الأممية تطل فجأة لترسل طوق نجاة لمن ضرب بكل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية عرض الحائط، وأصر على مخالفتها والتعنت تجاهها، وكأن «جنيف» اليمني ليس إلا وسيلة أخرى للأمم المتحدة لإطالة أمد الأزمة لا حلها. وعندما يكون الانطباع عن أعلى هيئة أممية في العالم أنها حريصة على توقيع اتفاقيات ورقية فقط، فإن ذلك لم يأت من فراغ، بقدر ما هي سياسات المنظمة التي رعت وساهمت وفرحت باتفاق السلم والشراكة الموقع في سبتمبر (أيلول) الماضي، ليكتشف اليمنيون والعالم أنه الفانوس السحري الذي من خلاله انقلب الحوثيون على كافة شركائهم، واحتلوا العاصمة صنعاء واستولوا…

جمال بنون
جمال بنون
إعلامي وكاتب اقتصادي

بنك «صيني» في السعودية

الإثنين ٠٨ يونيو ٢٠١٥

لم يلتفت الصينيون إلى جملة الأحداث السياسية المضطربة، التي تعيشها دول الخليج وما جاورها من التمدد الإرهابي في العراق وفي وسورية، ومحاربة الحوثيين في اليمن، وانشغال دول الخليج مع عدد من الأزمات السياسية، فأعلنوا الأسبوع الماضي افتتاح أول فرع لواحد من أكبر البنوك الصينية، وهو البنك الصناعي والتجاري، واتخذ من الرياض مقراً له؛ ليكون بذلك الفرع الخامس له في منطقة الشرق الأوسط بعد دبي وأبوظبي والدوحة والكويت. ويلاحظ أن البنك الأكبر عالمياً اختار دول الخليج؛ ليكون مقراً لعملياتها في الشرق الأوسط، وهذا لا يأتي من فراغ، فهذه الدول تختار مواقعها الاستثمارية بعناية فائقة وبعد دراسة مستفيضة لأوضاع السوق، تضع في الحسبان كل الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية. السعودية اليوم تعد أحد أكبر الأسواق العربية في منطقة الشرق الأوسط، وتمتلك ملاءةً مالية وقدرة عالية على التحكم في الأسواق العالمية والتأثير فيها، ووفق التصنيف الائتماني للسعودية الذي أصدرته وكالة موديز للتصنيف الائتماني، منحتها نظرة مستقبلية مستقرة، على رغم تراجع أسعار النفط دون 60…

غسان شربل
غسان شربل
رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط

«داعش» وشريكاه

الإثنين ٠٨ يونيو ٢٠١٥

عبثاً يغسل باراك أوباما يديه. سيظل الدم عالقاً على أصابعه، وربما على ضميره. دمُ العراقيين. دمُ السوريين. ودمُ كثيرين. لا يستطيع رئيس أميركا الاستقالة من مصير العالم. لا يستطيع الاكتفاء بالتباهي أنه أعاد الجيش الأميركي من الحروب ولم يعاود إرساله. لا يحق لسيد البيت الأبيض أن يتصرف كمحلّل حين تنهار دول وتُرتَكَب مجازر وتُقتَلع مجموعات بأسرها. رئيس القوّة العظمى الوحيدة ليس رئيس الصليب الأحمر. صحيح أنه لم يقتلهم لكن الصحيح أيضاً أنه لم يحاول جدياً منع مهرجان القتل الكبير. بعد غد يحتفل تنظيم «داعش» بإطفاء الشمعة الأولى لإطلالته المدوّية من الموصل. دفع التنظيم العراق وسورية نحو الجحيم، ودفع الشرق الأوسط معهما. أمر أوباما الجيش الأميركي بمغادرة العراق بمزيج من الذُّعر والافتقار إلى الرؤية. لم يكن الحل أن يطيل الاحتلال، ولكن كان عليه أن يلتفت إلى مصير البلاد التي فكّك سلفُهُ جيشها. كان عليه التنبُّه إلى الخلل الفاضح في التوازنات بين المكوّنات العراقية، وبين القوى الإقليمية على أرض العراق. لم يكن…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

حرب وإرهاب وكرة قدم !

الإثنين ٠٨ يونيو ٢٠١٥

يوم الجمعة الماضي، كان يوما نموذجيا لكشف الصورة الحقيقية لأحوال هذا البلد المبارك، وهي الصورة التي تفتت أكباد الأعداء ومروجي الإشاعات، ففي ذلك اليوم كان جنودنا البواسل في الجيش والحرس الوطني يصدون هجوما يائسا شنته مليشيات الحوثيين وصالح على حدودنا الجنوبية، بينما كان رجال الأمن الأبطال يؤمنون البلاد ويحاصرون العناصر الإرهابية في كل أنحاء البلاد لمنع حدوث جريمة إرهابية جديدة أثناء صلاة الجمعة، مثل هذه الحال يمكن أن تجعل السكان في أي بلد يعيشون أجواء القلق والخوف، ولكن ــ بفضل الله ــ كان المواطنون مشغولين بشيء آخر تماما، وهو المباراة النهائية على كأس الملك بين النصر والهلال!. وهذا الشعور بالاطمئنان الشديد ما كان له أن يكون، لولا ثقتنا بالله أولا، ثم ثقتنا بأبطالنا على الحدود وأبطالنا في داخل البلاد من رجال الجيش ورجال الحرس الوطني ورجال الأمن، فتحية إلى هؤلاء الأبطال الذين يسهرون الليل والنهار كي نعيش حياة هانئة آمنة ويقدمون أرواحهم فداء لوطنهم. ** قبل أربعة أيام، تناولنا في…

فاضل العماني
فاضل العماني
كاتب سعودي مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني

المواطن.. هو الحارس الأمين

الأحد ٠٧ يونيو ٢٠١٥

يبدو أن المحن والفتن والأزمات، هي من توحد بوصلة المجتمعات والشعوب والأمم، تلك حقيقة راسخة منذ بدايات الحياة المدنية التي أنشأت المدن وشيّدت المباني وسنّت القوانين، بعد قرون طويلة جداً من العيش في الفوضى والاحتماء بظل القبيلة والخضوع لسلطة الغاب. نعم، الأحداث والمواقف والتداعيات، هي من تؤسس لثقافات وسلوكيات وتوجهات جديدة، لم تكن تخطر على فكر ومزاج وقناعة المجتمعات والشعوب والأمم التي قد تواجه مشكلة أو معضلة خطيرة تُهدد أمنها واستقرارها وتنميتها، كظاهرة الإرهاب مثلاً. الإرهاب، هو المفردة الأكثر بشاعة وخطورة وتعقيداً، في قاموس الكوارث البشرية. الإرهاب، هو طاعون العصر، وطوفان الحقد والكراهية، وخنجر الغدر والتوحش. لقد مررنا بتجربة مريرة مع الإرهاب، ونجحنا في القضاء عليه، ولكنه كالحرباء يتلون ويتحول ويتغير، ليعاود ممارسة هوايته القبيحة ويطل برائحته النتنة، كلما سنحت له الفرصة أو وجد تراخيا هنا أو ضعفا هناك. والمتتبع لتاريخ هذه الظاهرة الخطيرة، قديماً وحديثاً، يصل لقناعة تامة، وهي أن الأحداث الإرهابية بمختلف أشكالها ومستوياتها ودرجاتها، ما هي إلا…