الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠١٥
يبدو أننا أصبحنا على موعد وشيك مع التجوال والسياحة عبر أنحاء المملكة العربية السعودية، من خلال القطارات. والبداية الجادة ـــ بعد القطار العتيق الواصل بين الرياض والدمام ــــ ستكون من خلال قطار الشمال، الذي سوف يبدأ الرحلات التجريبية لنقل الركاب في غضون أسابيع قليلة. وتقول الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" إن التشغيل التجريبي لقطارات الركاب سوف يبدأ قريبا، ويفترض أن ينطلق هذا القطار الذي يسير بسرعة 200 كيلومتر ابتداء من الرياض مرورا بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف وانتهاء بالقريات. ولا شك أن هذا الأمر ستصحبه ثقافة جديدة، تتعلق بالاندماج بشكل أكبر في وسائل النقل البرية العامة. ومن الملاحظ أن هناك زهدا من العائلات في السابق عن التنقل عبر الحافلات العامة بين المدن، ولكن هذا الأمر أقل في التعامل مع القطارات، إذ إن بعض الأسر تلجأ له في التنقل بين الرياض والدمام. وبظهور قطار الشمال وإتاحته للركاب خلال الأسابيع المقبلة، لا شك أن المزيد من الأسر ستتحمس لخوض التجربة، خاصة أن سرعة…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠١٥
عصفت «عاصفة الحزم» بالكثير من الرؤى والآمال والأفكار المسبقة إلى مدى أوسع وأرحب بكثير مما كان يطمح إليه المتطلّعون. كنا نتطلع إلى تفعيل فكرة الإتحاد الخليجي، لكننا تنبهنا، وإن متأخراً، إلى أن أي صيغة للتعاون الخليجي لن تكتسب الاستقرار التام ولن تنخرط في التنمية المستدامة ما دام أن اليمن المجاور سيبقى وحده في هذه الجزيرة العربية كأنه الأخ غير الشقيق لبقية الدول الشقيقة! يجب أن نعترف الآن، أننا في مرحلة تاريخية سابقة، لها ظروفها وملابساتها، انشغلنا في سبيل تكوين وحدة إقليمية تجمعنا وتوحد صفوفنا وهمومنا بقاسم مشترك أصغر عن قاسم مشترك أكبر. الأصغر هو الخليج العربي، والأكبر هو الجزيرة العربية. هذا الخطأ الاستراتيجي في اختيار الرابط الوحدوي الأصح جعلنا نخسر اليمن من وحدتنا الصغرى... حتى كدنا الآن نفقدها من عروبتنا الكبرى. طوال التاريخ الثقافي، لم تتحدث كتب البلدان ومدونات الرحلات عن (الخليج العربي) مثلما تحدثت بإسهاب وشغف عن (الجزيرة العربية) أو (ARABIA) كما تسمّيها الوثائق الأجنبية. ظلّت شبه الجزيرة العربية،…
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥
لم يتفـــاعل «التجمع اليمني للإصلاح» مع «عاصفة الحزم» إلا في الثاني من نيسان (أبريل)، بعد أن حسم تردده في التعامل مع الوضع المستجد، ووجد أن الخيار الوحيد هو الاصطفاف مـع السعودية، يقيناً بأن حملة التحالف ستغير المشهد، وستعيد ترتيب التحالفات الداخلية بصورة مغايرة، خصوصاً أن الصمت لم يعد مقبولاً، إذ يندرج في طور التأييد للحوثي وصالح. منذ اقتحام الحوثي صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر)، كان تدمــير «الإصلاح» من أبرز أهدافه، ولم يتوقف عن ملاحقة قياداته، ودهم مراكزه المختلفة. حينها راجت مقولات أن السعودية تريد القضاء على «الإصلاح»، وأن تأييد مجلس التعاون اتفاق السلم والشراكة كان من أجل منح الحوثي مزيداً من الحركة. لا حاجـــة للاستفاضة في ذلك، لأن مجلس التعاون دعم الخيار اليمني وقتها حرصاً على أمنه وتماسكه، ولم يكن «الإصلاح» مصدر قلق أو هماً بأي شكل، لذلك فإن هذه التبريرات كانت تغطية لضعف واضح وارتباك حاد داخل الحزب نفسه. منذ أن أعلن الحزب دعمه «عاصفة الحزم» لم يقم بأي…
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥
انتهت «عاصفة الحزم» بعدما حققت أهدافها وانتصرت للشرعية وأعادت الهيبة للإنسان العربي والمواطن الخليجي، من المعروف أن الأنظمة الخليجية مقارنة بغيرها من الدول تسعى دائماً إلى وحدة الصف العربي والتآلف الإقليمي والتعاون مع المجتمع الدولي؛ لتحقيق السلام والأمن العالميين، ولكن مثل هذا التعامل يفسر من بعضهم بأن دول الخليج دول ضعيفة، وهذا التأويل هو القشة التي قصمت ظهر البعير الفارسي، بل إن العجرفة الإيرانية دفعت دول مجلس التعاون إلى ركوب الأسِنَّة، فحينما يتمادى نظام الملالي في تهديده للأمن القومي الخليجي والعربي، ويندفع في استباحة كرامة المواطن العربي في العراق وسورية واليمن، هنا وَجَبَ على دول الخليج العربي بقيادة المملكة التصدي لهذا الخطر وهذه العدوانية. ولكن السؤال القائم الآن: هل انتهت الحرب؟ أقول هنا: انتهت الحرب العسكرية محققة أهدافها، وستظل الحرب الإعلامية قائمة والتي لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، بل يجب أن تتبنى دول الخليج بمؤسساتها الرسمية والأهلية مشروعاً ثقافياً وإعلامياً؛ لنقل المعركة الناعمة إلى الداخل الإيراني؛ لأن التأثير الفكري…
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥
من السهل أن يقتنص الشرير الشخصية الضعيفة ويخضعها تحت سيطرته، ومن السهل أيضا أن يبرمجها على العنف والعدوان، حتى تتهاوى داخلها كل القيم الدينية والإنسانية، فلا تصبح لديها قيمة لأي محرم أو مقدس، بل تصبح شخصية مختلة رسميا لا تعرف سوى الحقد والكراهية، يعدم داخلها كل مظاهر للحياة الطبيعية، وهذه الشخصية الإرهابية يرمز لها هذه الأيام بالشخصية "الداعشية"، التي تعكس النفس الشاذة المصابة بمرض الإجرام البربري الذي حول صاحبها إلى مسخ يقتل الإنسان داخل جسده ويحتفل على جثته. وهؤلاء الأشخاص لا ينبتون من الأرض فجأة بل يعيشون بيننا، وتظهر لديهم علامات الجنوح في سن مبكرة عادة ما يقلل من أهميتها المحيطون بهم من آباء وأقارب، مطمئنين أنفسهم بأنهم حين يكبرون سيعقلون، ولكن ما حدث في الرياض كان عكس ذلك حين خرج علينا المجرمون الذين أطلقوا النار على الدوريات الأمنية ليودوا بحياة جنديين مخلصين من رجال هذا الوطن كانا يسهران على حمايتنا "نسأل الله أن يتقبلهما من الشهداء". في الشهر الماضي…
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥
شكلت هزيمة الشاه إسماعيل الصفوي في واقعة شالديران 1514 أمام السلطان العثماني سليم الأول، الحد الفاصل بين نهاية إمبراطورية وولادة أمة، هذه الأمة التي تكونت من مجموعات عرقية مختلفة لكل واحدة منها عمقها الجغرافي وامتداداتها الثقافية والدينية وتقاليدها الاجتماعية، والتي شكلت مجتمعة أهم عوامل استقواء الأطراف على المركز، ومنبعا للكثير من الثورات على السلطة الحاكمة، كما كانت معبرا شبه آمن للغزاة، منذ سيطرة السلاجقة الأتراك السنة على الهضبة الإيرانية، حتى وصول الأسرة الصفوية التركية، التي اعتنقت المذهب الشيعي، إلى الحكم. أدى التشييع الصفوي لإيران الذي بدأ سنة 1502 إلى توحيد هذه المجموعات العرقية في الدولة الواحدة، فتغلب بذلك طابع التماسك المذهبي على التعصب القومي، مشفوعا بعدم وجود أغلبية قومية مطلقة. فغدت وحدة اللغة الرسمية للدولة على الأقل ثم وحدة المذهب على مساحة أقل امتدادا من قبل شالديران، حاجة ضرورية لتحجز هذه الأمة الوليدة، مكانا لها على خريطة العالم، وقدرا لا مهرب منه لإبراز إرادتها والدفاع عن تميزها وسط عالم تركي…
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥
ما أكثر الدروس التي يفترض أننا في مجلس التعاون الخليجي تعلمناها منذ انطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس، وهي في معظمها تذكير بأهمية أخذ المبادرة واستباق الأحداث والواقعية في تعاطينا مع وعود «الحلفاء» وفي رؤيتنا لعلاقاتنا مع من حولنا. أول العبر المهمة أننا في الخليج أقوى مما كنا نعتقد في أنفسنا. فما إن أخذنا بزمام المبادرة حتى تذكرنا أن: السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ إنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ دعونا نراجع رؤيتنا لأنفسنا ما قبل عاصفة الحزم، لقد شعر كثير منا بشيء من الحيرة والتردد، خصوصاً أمام تمادي صناع الفوضى في منطقتنا في الاستهتار بكل القيم والمبادئ وإمعانهم في الغرور والغطرسة والاستفزاز واستعراض القوة وكأن «صبر الخليج» ليس سوى ضعف وخوف، فداعش يهددنا بالموت ويتوعدنا بالفوضى من الشمال. ومن الجنوب الحوثي يستفزنا بحماقاته وتهدياته وصور أوليائه في إيران. ثم يطل علينا أحد طبول الحرب الإيرانية منتشياً وبكل جرأة: «نحن أسياد البحر»! وما هي إلا أيام حتى يظهر بوق آخر…
الثلاثاء ٢٨ أبريل ٢٠١٥
قبل عشر سنوات انسحب الجيش السوريّ من لبنان. جاء ذلك بعد مقتل الرئيس رفيق الحريري، والضغوط التي فجّرها داخليّاً ودوليّاً، ما أجبر نظام الأسد على سحب قوّاته. يومها، تراءى للبعض أنّ لبنان جديداً، مستقلّاً وأكثر ديموقراطيّة، سوف ينشأ. وبالفعل فإنّ ما تمّ كان قابلاً، من حيث المبدأ، لأن يؤسّس جديداً يُبنى عليه، وكان من الممكن، مبدئيّاً أيضاً، أن ينهض ربط استكماليّ بين حدث 2005 وحدث 2000 الذي شهد خروج الجيش الإسرائيليّ من لبنان. إلاّ أنّ شيئاً من هذا لم يحصل. صحيحٌ أنّ النظام السوريّ وزبانيته فعلوا كلّ ما في وسعهم، بما في ذلك الاغتيالات، كي لا يحصل ذلك. إلاّ أنّ الانقسام اللبنانيّ العميق كان خير مُستقبل وخير مُفعّل لدور النظام المذكور وإجرامه. واليوم، بعد عشر سنوات على الانسحاب، يتّخذ الانقسام اللبنانيّ صورة تقارب الإطلاق الذي يكاد لا يستثني شيئاً منه، حتّى ليتساءل كثيرون عن «سرّ» التجنّب اللبنانيّ لمواجهة عنفيّة مفتوحة. قبل عامين على انسحاب الجيش السوريّ الذي عُدّ ضربة لنظام…
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
إلى جانب الحرب والتقاتل المباشر، اعتدنا في لبنان على موجات من الصدام الكلامي وسوء الفهم الجماعي الذي يطغى فيه السباب والشتيمة وتسيّد مشاعر الكراهية والنفور. حدث ويحدث ذلك فيما بيننا كطوائف مسيحية ومسلمة ومذاهب كسنة وشيعة على سبيل المثال. نعم، أظهرت الحرب التي ودعنا ذكراها الأربعين قبل أيام أننا عالقون في قلب طوائفنا وأننا مجموعات تتصادم وتتقاتل وتتبادل الاتهامات. تبين لنا قبل غيرنا أن تركيبتنا الطائفية هي المصدر لمشاعر الكره أو الحب تجاه بعضنا بعضا وتجاه غير اللبنانيين من إسرائيل إلى سوريا إلى إيران إلى تركيا ودول عربية وخليجية. كثيرا ما عيّرَنا عرب في معرض نقدهم للبنان وتجربته بأننا طوائف.. هذا صحيح، نحن طوائف وهذا ليس إعجابا لكنه اعتراف. المشكلة أن كثيرا من العرب وبعد عام 2011 اكتشفوا ما كانوا ينكرونه علينا ويدعون الطهارة منه، وهو أن كثيرين منهم طوائف أيضا وجماعات انفجرت علاقاتها وتحولت حروبا واقتتالا. لبنان لم يكن يوما بمنأى عن محيطه والعالم، بل كان بوابة مشرعة أمام…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
إذا كان البعض منا ينسى، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا ينسى. فقد أعاد سموه قبل أيام نشر تغريدة كان قد كتبها قبل عامين على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «تغريدة نشرتها قبل عامين.. أحببت تذكير الأخوة المسؤولين بها.. موعدنا بعد شهر لاستعراض نتائج عملهم». وكانت التغريدة التي نشرها سموه قبل عامين تقول: «أعطينا مهلة سنتين للجهات الحكومية لتنفيذ مشروع الحكومة الذكية، ووعدنا المسؤولين الذين لا يحققون الهدف أن نقيم لهم حفل وداع بنهاية هذه المدة». بعد أقل من شهر، عندما تنتهي الفترة التي حددها سموه لتنفيذ مشروع «الحكومة الذكية»، تكون دولة الإمارات قد قطعت شوطاً طويلاً، وانتقلت من مرحلة المعاملات الورقية إلى مرحلة استخدام الهواتف المحمولة، بهدف توفير كل الخدمات الحكومية، وتسهيل وصولها للمتعاملين، في أي مكان وكل زمان، وذلك خلال فترة زمنية هي الأقصر، بكل المقاييس، في تاريخ الشعوب وانتقالها من مرحلة إلى مرحلة، محققة خلال أربعة عقود تقريباً، ما لم تحققه…
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
من أكثر الملامح التي تفتقر إليها المتاجر في المملكة، هو وعيها بأهمية أن يكون العميل هو محركها الأول. فقد لاحظت خلال أسبوع واحد من التجوال في أسواق مدينة جدة، أن المبيعات هي المحرك الوحيد الذي تنتهجه معظمها، ابتداء من شركات الاتصالات مرورا بمحلات بيع الأجهزة الإلكترونية، وانتهاء بمحلات بيع الأدوات الصحية، فمن اللحظة التي تنتهي فيها عملية البيع تبدأ أزمة في عملية خدمات ما بعد البيع الموعودة. فمثلا تقوم إحدى شركات الاتصالات بالطلب بتسديد فاتورة متأخرة لرقم جوال، وذلك من أجل أن يتم إعادة الخدمة، إلا أنه بعد أن يتم السداد يتم اكتشاف أن الرقم لم يعد يظهر في نظام هذه الشركة ولا يمكن إعادة الخدمة، وبالتالي تبدأ عملية تقديم تظلم مضنية بهدف استعادة الرقم التائه في نظام هذه الشركة الكبيرة، ما يذكرنا بقصة عادل إمام في مسرحية شاهد ما شفش حاجة "يا تدفع يا نشيل العدة"! في جانب آخر، نجد أن الشركات الكبيرة المتخصصة في بيع الأثاث، تقوم بإغراء…
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥
العالم ينوء بالعنصرية. لا يمكن استثناء أي مجتمع. النظرة إلى الآخر بانتقاص بسبب اللون أو الجنس أو الخلفية العرقية أو الثقافية أو الدينية مسألة أفضت إلى سلسلة من الحروب والفتن. في القرن الماضي، كان المشهد السائد حروبا بشعة في إفريقيا وأوروبا بسبب العنصرية المرتبطة بالدين أو العرق. البوسنة والهرسك شاهد حي، على الجور الذي تعرضوا له، هذا الجور يزعم مرتكبوه أنه جاء ردا على إرث تاريخي أليم صنعه العثمانيون عندما سيطروا على البلقان. كانت محاكمات مجرمي الحرب في البوسنة عنوانا مهما، حاول العالم من خلاله أن يرمم ضميره المثقوب. وبالصدفة فقد استعادت ذاكرة العالم خلال الأيام الماضية عملية الإفناء الممنهج لنحو مليون ونصف المليون من الأرمن، تلك جريمة ارتكبتها تركيا، وهي لا تزال ترفض الاعتذار عنها. ونحن في عالمنا العربي نشهد أكبر جريمة عنصرية في العصر الحديث، تمثلت في إقصاء الشعب الفلسطيني عن وطنه، وتحويله إلى مجرد هامش يرى أرضه يحتلها غرباء قادمون من كل مكان، بينما هو لا يكاد…