آراء

د. محمد العسومي
د. محمد العسومي
كاتب إماراتي

الاستثمارات وقائمة الإرهاب الإماراتية

الخميس ١٢ فبراير ٢٠١٥

استحوذت قائمة المنظمات الإرهابية التي أعلنتها دولة الإمارات العام الماضي، والتي ضمت أكثر من 80 منظمة، على اهتمام إقليمي وعالمي كبيرين عكسا مدى الأهمية التي أضحت تحتلها الإمارات في العلاقات الدولية، إذ جاءت متقاربة مع القائمتين المعتمدتين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى الجوانب السياسية والأمنية، فإن لهذه القوائم الثلاث جوانب اقتصادية لا تقل أهمية، إذ لا توجد دول أو مؤسسات يمكنها أن تستغني في عالم اليوم عن التعاملات المالية والتجارية المترابطة والمعولمة، حيث تحتل الإمارات المركز الأول إقليمياً في هذه التعاملات. ومن هنا جاء الاهتمام الدولي بالقائمة المعلنة، وبالأخص من تلك المنظمات التي أدرجت فيها، حيث أتاحت الدولة إمكانية التظلم من خلال القضاء المحلي، مما دفع ببعض المنظمات الأميركية لطلب إعادة النظر في إدراجها، وكذلك فعلت بعض الجهات العربية، كالمنظمات العراقية. ونظراً للتقدم الذي حققته الدولة والفرص الكبيرة التي تتيحها للاستثمارات الأجنبية أضحى من الصعب الاستغناء عن السوق الإماراتي والخدمات الراقية التي تقدمها، فالبيانات تشير إلى أن دولة…

د. توفيق السيف
د. توفيق السيف
باحث سعودي

شفاء الصدور

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

تمنيت لو لم يوقع الملك عبد الله الثاني امر اعدام عضوي القاعدة ، ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي ، الاسبوع الماضي. من حيث المبدأ ادعو لالغاء حكم الاعدام نهائيا في العالم كله. ولهذا أعارض اي حكم بالقتل لأي سبب او مبرر. لكن هذا ليس موضوع المقالة. صدر حكم الاعدام على الريشاوي والكربولي في 2006. تنفيذ الحكم بعد ثمان سنين من التعليق كان انعكاسا لمشاعر الغضب التي اجتاحت الاردن عقب القتل الشنيع للطيار الاسير معاذ الكساسبة. وربما استهدف ايضا لفت نظر الجماعات الارهابية الى امكانية اعدام آخرين فيما لو كرر احد جريمة «داعش». بدل تنفيذ حكم الاعدام ، تمنيت لو اقتصر الرد الاردني على مواجهة القتلة في الميدان ، مثلما ما فعلت حين كثفت هجماتها الجوية على قواعد «داعش». تعلم الحكومة الاردنية أن اعدام سجين قديم لا يؤثر سياسيا او معنويا على الجماعات الارهابية ، التي اعتادت ارسال اعضائها للانتحار فيما يستحق وما لا يستحق. ولهذا ارجح ان يكون هدف قرار الاعدام…

عماد المديفر
عماد المديفر
كاتب سعودي

تحذيرات المملكة.. ومأساة «معاذ»

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

لم أنم تلك الليلة التي شاهدت فيها "الفيلم" الموثق لعملية إحراق أخينا الضابط طيار/ معاذ الكساسبة – يرحمه الله -، ليس رعبا، فمعروف عنا نحن العرب، والمسلمين، والسعوديين خاصة، الشجاعة والإقدام، أبا عن جد، في سبيل الدين والمليك والوطن، بل لخبرتي الفنية، اتضح لي بجلاء، أن الموضوع أكبر من مجرد تنظيم إرهابي، فهذا الفيلم ذي الثلاثين دقيقة، أنتجته "داعش" باحترافية فنية عالية، وبكاميرات عالية الجودة (HD)، ومدير تصوير ضليع، ومصورين متمكنين، وفنيي إضاءة وصوت متمرسين، وقبل ذلك كله، مخرج خبير، يعرف ماذا يريد، ويمتلك حسا حرفيا عاليا، كان موجودا معهم في الميدان، وأشرف على موقع التصوير بشخصه، ولربما هو من رسم سيناريو التنفيذ الوحشي، الموغل بالسادية، إلا أنه مليء بالرمزية الخطيرة جدا، وهي رمزية مقصودة دون شك. لم يكن هذا "الفيلم" مجرد مقطع لفيديو تصوره جماعة إرهابية، أو تنظيم إرهابي، أو عناصر إرهابية مقاتلة، لعملياتها الشيطانية، حيث تتصف مثل هذه المقاطع بالارتجال والتلقائية ورداءة الجودة، بل كان "فيلما احترافيا" معدا…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

من أين جاء «داعش» بكل هذه الوحشية؟

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

في تفسير وحشية داعش، ذهب غالبية من الكتاب والمعلقين العرب إلى النبش في التاريخ العربي الإسلامي بحثاً عما يعتبرونه جذوراً لوحشية «داعش». ليسوا مخطئين بالمطلق، لكن أن يقدم هذا التفسير على أنه الوحيد، فإن أصحابه يقترفون نفس الخطأ الذي تقترفه «داعش» نفسها ومؤيدوها ورجال الدين المصابون بالتأتأة واللعثمة وأجيال من العرب والمسلمين، خطأ الخلط بين «التاريخ» و«الدين». فالمشكلة الجوهرية الكبرى التي توقع العرب والمسلمين في معضلة أقرب للانفصام هي الخلط المستمر بين «وقائع التاريخ» وبين «مبادئ الدين». يعود جزء كبير من هذا الخلل إلى «القداسة» التي يضفيها الخطاب الديني الرسمي وغير الرسمي (الرائج حتى اليوم) على كل ما يتعلق بالماضي وشخوصه الى الحد الذي يتماهى فيه التاريخ بالدين بشكل جعل من السهل تحويل وقائع التاريخ الى جزء من الدين. خطاب لا يتعامل بعقلانية مع التاريخ على اعتبار انه من صنع واجتهاد البشر بل يضفي عليه وعلى شخوصه قداسة تنفي التعامل العقلاني مع الشخوص والوقائع التاريخية وتقف سداً منيعاً أمام اي…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

أخي.. صديقي.. معلمي

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

لن تستوعب عقول كثير من الحاقدين وأصحاب الفتنة طبيعة العلاقة بين شيوخ الإمارات، كما لن تستوعب عقول الغرب عموماً، وتلك المنظمات المجحفة خصوصاً، طبيعة العلاقة الأخرى بين شعب الإمارات وحكامها، لن يستوعبوا ذلك، لأن ما يحدث هنا مختلف تماماً عما تملكه عقولهم من انطباعات، ويختلف جملة وتفصيلاً عن النظريات كافة التي يؤمنون بها، هذه هي الحقيقة التي تستعصي على فهمهم دائماً، فالإمارات نموذج متفرد، ليس في ذلك مبالغة بقدر ما هو واقع نعيشه. كلمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في القمة الحكومية، أول من أمس، فيها كثير من الدروس التي يمكن أن تفك بعض أسرار تفرد العلاقة بين شعب الإمارات وقيادته، وأسباب المحبة الخالصة التي يكنها مواطنو الدولة لشيوخهم وحكامهم، فنحن هنا، خلاف ما يعرف الغرب، لدينا والد يرعى أبناءه، لا رئيس يعيش في معزل عن شعبه، هذا ما سنّه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وهذا ما…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

أم العلل!

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

في القمة الحكومية التي تعقد في مدينة دبي، واستقطبت نجوم السياسة وعلماء الإدارة من كل مكان، كان للتعليم حظ بالحديث عنه، وقرأت بعض ما قيل، وما اعترف به عدد من المتحدثين أنه سبب الأزمات، وفي الوقت نفسه إصلاحه هو مفتاح التطور الحقيقي للإنسان العربي. والتعليم الرديء، أسوأ من الأمية، لأنه يوهم بالقدرة وهو عاجز، ويصبح مصدرا لنشر الأمراض الاجتماعية، بما فيها العنف والتطرف، وسوء الممارسة، وتجهيل بيئة العائلة والحي والمدينة. ومعظم ما نلقمه للطلاب اليوم تعليم رديء، والنتيجة مخرجات تجدونها أمامكم تمشي على أقدامها، وبالملايين من الناس. وقد لا يكون الفارق بين التعليم الجيد والتعليم الرديء كبيرا، مجرد قرارات حكومية، أما الجهد والتكلفة فهما نفسهما، والنتائج مفجعة على كل المستويات. ولأن التعليم عندنا رديء، ليس غريبا أن لدينا أكثر إصابات لحوادث السيارات، وأكثر مرضى بالسكر، وأكثر تبذير للأموال، وأكثر خدم في المنازل، وأكثر هضم لحقوق النساء والخدم، وأكثر انتشار لخرافات السحر والشعوذة، وأكثر دعم للرز والطحين والإبل والبنزين، وأكثر رغبة…

محمد العريان
محمد العريان
خبير اقتصادي عالمي

تذبذب الأسواق.. بشير أم نذير؟

الأربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥

كان يناير شهراً مثيراً وغير عادي بالنسبة لأسواق المال. فقد عاد التذبذب إلى أسواق الأسهم، وأظهرت ثلاثة أرباع أيام التداول تحركات أكثر من مائة نقطة على مؤشر داو جونز للشركات الصناعية، وانخفضت العائدات على السندات الحكومية، وسجلت أسواق النقد الأجنبي تذبذبات ملحوظة في أنظمة أسعار الصرف حتى في دول مثل سنغافورة وسويسرا. وتعكس كثير من هذه التطورات تأثير «التباعد» الناجم عن الانحرافات الكبيرة والمتواصلة بين الدول المهمة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأداء الاقتصادي وآفاق السياسات النقدية. وفي غياب ردود سياسية شاملة وقيود على فوارق أسعار الفائدة، فإن هذا التباين يضع أعباء كبيرة على كاهل العملات، ويجعلها وسائل لامتصاص الصدمات الكبرى. وفي موسم النتائج الأخير، أكد عدد من الشركات أن تحركات أسعار العملات كانت بمثابة عوامل سلبية. ولأن كثيراً من المستثمرين في أسواق الأسهم الدولية تركوا انكشافاتهم على العملات من دون تحوط، كان من الحتمي أن تترجم خسائر العملات الأجنبية إلى تطورات سلبية في صناديق الأسهم. وأدت التحركات الحادة في أسعار…

علي الجحلي
علي الجحلي
كاتب سعودي

لو كنت وزير الصحة

الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥

يبدأ فيلم The Buckets List باجتماع يرأسه صاحب إحدى كبريات شركات إدارة المستشفيات الأمريكية، كان يتحدث عن الاستيلاء على مستشفيات إحدى المقاطعات. أكد رئيس الشركة أن الخدمات الصحية ستتحسن، وأن التكلفة على المواطن ستنخفض بشكل كبير. أثار الفيلم اهتمامي للبحث في شركات إدارة المستشفيات الأمريكية، وجدت أن كثيرا من الشركات التي تدير المستشفيات تقع في قائمة مجلة Fortune لأفضل 100 بيئة عمل. هذا دفعني للبحث في مزيد من المعلومات عن التأمين الصحي وإمكانية تطبيقه على كل مواطني المملكة. وجدت أن تكلفة أفضل تأمين للشخص في المملكة تبلغ نحو خمسة آلاف ريال، هذا يعني أن الدولة ستدفع ما يقارب 100 مليار ريال للتأمين على كل مواطنيها، هذا يعني أنه بالإمكان أن تنخفض التكلفة الكلية للخدمة الصحية بما يقارب النصف. أقول هذا وأنا مقتنع تماما بأن قدرة الدولة على إدارة الخدمات الصحية في أي مكان من العالم محدودة، لأسباب مثل البيروقراطية وتدني الإحساس بالمسؤولية، ومحدودية الرقابة والعناية بالمخرجات. عندما نقارن ما تنفقه…

خالد الحروب
خالد الحروب
كاتب وأكاديمي عربي

ثقافة الدم «الداعشية»

الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥

لعل الخطوة الأولى في العلاج الطويل من «الداعشية» المقيتة التي عششت في بعض جوانب حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية هو الاعتراف بوجودها. «الداعشية» ليست «داعش» فحسب، فهذه الأخيرة إنما هي التمظهر الأبشع للمرض السرطاني. «الداعشية» هي الفكر المتطرف والإقصائي والاستئصالي الذي يمتد من المناهج المدرسية في بعض البلدان العربية، متجسداً في انتشار فكر «ذهنية التحريم» التي تشل العقل والإرادة وتحول الملايين من الناس إلى إمعات وتابعين عميان لهذا المفتي المتوتر أو ذاك. علينا أن نعترف بأن التعاطف الضمني أو العلني مع «داعش» موجود لدى البعض، وربما لم يزحزحه بشكل قوي إلا الجريمة البشعة التي أقدم عليها الأخير بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة. «كيف وصلنا إلى هنا»؟ هو السؤال الذي ينبغي ألا يتركنا ننام، وكيف صار القتل والدم وإزهاق الأرواح جزءاً من «ديننا ودنيانا» بحسب فهم المتطرفين المنحرفين، نتجادل في مقدار الدم وكيفية الذبح! بعد الاعتراف بمظاهر «التدعش» في حياتنا التي ظلت تنتشر كالوباء المدمر خلال العقود الماضية، علينا أن نستأصل الأصول…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

تصحيح النسب القبلي.. أو النظر

الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥

نشرت صحيفة «الحياة» في عدد يوم الأحد الماضي 8 شباط (فبراير) الجاري، خبراً عن دراسة فقهية صادرة حديثاً من وزارة العدل، حول استخدام تقنيات الطب الحديث في تصحيح «النسب» والانتماء القبلي. حقيقة، أستغرب مثل هذه النوعية من الأبحاث والدراسات، والتي تصب في النهاية علي تعزيز المفاهيم القبلية، وغيرها من الانتماءات الضيقة كالإقليمية والشعوبية، نحن مجتمع قام منذ بزوغ الإسلام على نبذ القبيلة، وأسس لمفاهيم العدل والمساواة، ليس على أسس الجنس أو اللون أو الانتماءات القبلية، بل على مفاهيم متقدمة، أساسها العطاء والالتزام الحقيقي بالمبادئ الإسلامية. لكن يبدو أن مثل هذه الانتماءات لا تزال موجودة في وجدان شعوبنا العربية، على رغم كل هذه التغيرات الثقافية والدينية في مجتمعاتنا، ولكن لماذا لا يزال للقبيلة أو العشيرة هذا الولاء والانجذاب في مجتمعاتنا العربية؟ ومنها مجتمعنا، ونحن نعرف جيداً أن الدولة السعودية قامت ووحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- بعيداً عن مثل هذه المفاهيم، بل العكس هو الصحيح، فنحن نقرأ تاريخنا المحلي قبل…

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

مبروك لـ«الحوثي»!(1)

الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥

يبدو واضحاً أن ثمة ثلاثة أسباب رئيسة لانقلاب الحوثيين على الدستور والحوار في اليمن. يتصدرها ضعف أداء الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، وتنسحب على ذلك التدخلات الإيرانية التي تريد لطهران أن تمسك بخاصرة أكبر وأقوى دول المنطقة الخليجية والعربية وهي السعودية. وتأتي في المقام الثاني هشاشة المبادرة الخليجية، وعدم قيام سفراء دول الخليج في صنعاء بمتابعة تنفيذها بدقة، على رغم أنها أزاحت كبرى العقبات - حتى ذلك الوقت - وهي تشبث الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالسلطة. والسبب الثالث ضعف إرادة المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة والجامعة العربية.. حتى التهم الحوثيون اليمن لقمة سائغة، لتصبح كل الخيارات الكارثية مفتوحة: انفصال، تفتت، حرب أهلية، معاقل أكثر قوة للإرهاب. هل يمكن القول «مبروك» للحوثيين اعتلاء السلطة في اليمن بالقوة والغصب؟ تمكُّن الحوثيين جاء بسبب صمودهم وجلدهم وقوة شكيمتهم ودخولهم إلى أرض المعركة، وهم مصممون على تحقيق هدفهم والقضاء على خصومهم، مطبقين مقولة: «المحارب لا يعود أدراجه طالما قرر تحقيق هدفه مهما…

الانقلاب الحوثي.. قراءة إيرانية

الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥

في الوقت الذي تنطلق فيه المظاهرات المناوئة للحوثيين في الداخل اليمني ويأتي الانتقاد والاستنكار سواء على المستوى الخليجي أو الإقليمي أو الدولي، تطالعنا زاوية أخرى تسير مغايرة لما تقدم، بل إنها تأتي على النقيض من ذلك. نسير مع القارئ في السطور القادمة لمعرفة تلك الزاوية وعلى ماذا تستند في رؤيتها للداخل اليمني. بداية ونظرا لتبعات ما عرف بالربيع العربي جاءت المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من ذلك الاحتقان والوصول إلى خريطة توافقية للقوى الفاعلة فيه. لم يستمر الوضع على ما هو عليه بعد التجاوزات الحوثية التي طالت العاصمة صنعاء. المبعوث الدولي الخاص لم يتوقف عن جهوده للوصول إلى حل توافقي بين الأطراف وفق المبادرة الخليجية. الحوثيون يصعدون من مطالبهم وإذا بمبادرة «السلم والشراكة الوطنية» التي أعطت الحوثيين مساحة سياسية كبيرة. الحوثيون لم يكتفوا بذلك بل سعوا إلى تحقيق مزيد من النفوذ والتمدد جنوبا. يستمر الحوثيون في خطواتهم وإذا بالإعلان الدستوري يأتي بوصفه واقعا سياسيا مفروضا على اليمن ليخرج من دوامة إلى…