الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥
برّر «أحمد كوليبالي» وهو أحد الإرهابيين الثلاثة الذين قاموا بمجزرة باريس، وتسببوا في قتل (17) شخصاً بريئاً و(20) جريحاً، فعلته بقوله (ما نفعله أمر شرعي تماماً، نظراً لما يقومون به، إنه انتقام يستحقونه منذ زمن، لا يمكن الهجوم على الخلافة والدولة الإسلامية «داعش» من دون توقع رد)، وأضاف - بحسب ما جاء على مواقع التواصل الاجتماعي لحسابات الإرهابيين - توقعون ضحايا أنتم وتحالفكم «ضد داعش» تقصفون هناك (سوريا والعراق) بانتظام، تقتلون مدنيين ومقاتلين، لماذا؟ لأننا نطبق الشريعة، لن نترككم تفعلون ذلك «ثم أضاف تبريراً ثانياً لفعلته موجهاً خطابه للمسلمين «ماذا تفعلون يا إخوتي؟ ماذا تفعلون عندما يقاتل (دين) التوحيد مباشرة؟ عندما يُشتم الدين الإسلامي تكراراً؟ إذن هو قام بهذا العمل، كرد فعل لأمرين: انتقاماً وثأراً لـ«داعش» ودولته من «التحالف» الذي يقصف «داعش»، وانتقاماً وثأراً للنبي عليه الصلاة والسلام من المستهزئين. من أين لهذا الفرنسي من أصول أفريقية هذا التبرير الخادع المخاتل؟! إنه من عندنا، من الشرق، من خطبائنا ودعاتنا، من…
الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥
حين تقول النيابة العامة في البحرين، إنها تواجه الشيخ علي سلمان، أمين عام جمعية «الوفاق» المعارضة، وهي تحقق معه هذه الأيام، بما جاء في كلماته، وخُطبه، نصا، فأظن أنها تريد أن تواجهه إلى جانب هذا، بشيء آخر، هو أن ينتبه الشيخ علي، إلى أن ما جاز في اليمن، على يد جماعة الحوثيين، حتى وإن كان قد جاز مؤقتا، وإلى حين، فإنه لا يجوز بالمرة في البحرين! فالشيء الذي جاز في اليمن، أو بمعنى آخر تصورت جماعة الحوثيين، أنه يمكن أن يجوز، ثم يمر، إنما هو الانخراط في تغيير النظام الحاكم بالقوة، وهو أيضا الشيء ذاته الذي لا يفهم المرء، كيف فات على الشيخ علي أن يدركه، رغم أنه واضح أمام كل عين! وربما نذكر، الآن، أن قوات درع الجزيرة، عندما دخلت المنامة، قبل نحو عامين، كانت تريد أن تبعث برسالة إلى الشيخ علي، وإلى جمعيته، وإلى الذين وراءه، بأن ما يتصورون أنه يمكن أن يحدث في البحرين، لن يحدث، وأن…
الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥
في قرار جامعة أم القرى بإلغاء رسالة الدكتوراه لسعيد السريحي وردت جملة: «يطلب من الطالب الرجوع والتوبة»، يبدو أن السريحي لم يعلن التوبة حتى الآن من الاعتماد على البحث العلمي واحترام قواعده، على رغم مرور نحو 28 عاماً، لذلك لا حق له في استعادة الدرجة العلمية التي منحت له سهواً، قبل أن تستيقظ الجامعة وتسترجعها منقذة المجتمع من المناهج الغربية الغريبة! طلب التوبة من الباحث منهج مبتكر ودقة فريدة في تفحص نوايا الرسائل الجامعية ومعرفة هواجس كاتبها، ما يجعل جامعة أم القرى رائدة ومتفردة في آليات الموافقة على الرسائل الجامعية أو رفضها، لأن جامعات العالم التقليدية تكرر دوماً مسوغات منهجية علمية لرفض أي بحث، ولا تمتلك براعة ميكروسكوبية في حراسة البحث العلمي وتحصينه من الغزو الفكري الغربي الذي كان يترصد المجتمع في كل لحظة. الحق أن الجامعة كانت رحيمة بالسريحي، فهي لم تحرمه الفرصة كلياً، بل فتحت له ذراعيها لمعاودة التجربة بعد أن يتطهر مما علق به من أفكار الغرب…
الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥
درست مع شاب تركي يدعى مصطفى. لدى زوجة هذا الشاب تجربة مختلفة في حل مشكلاتهما الزوجية رواها لي منذ سنوات وما زلت أتذكرها وأستعيدها وأرددها على مسامع أصدقائي. يشير مصطفى إلى أن زوجته ابتكرت فكرة للتعبير عما يخالجها من مشاعر سلبية تجاه زوجها بصناعة صندوق أحمر رسمت عليه كلمة: أحبك ممسكة بوردة، ووضعت في سقفه مساحة ضيقة لتتمكن من إدخال ورقة فيه كلما أزعجها شيء من زوجها. ومنحت مفتاح الصندوق الوحيد لمصطفى. فعندما تتراجع عن رأيها أو تصفح عنه لا يمكن لها أن تعدل عن قرارها وتسحب الورقة. مصطفى وحده من يتصرف في مشاعرها. يمزقها أو يرميها أو على الأرجح يحتضنها. مفردة "أحبك" التي توسدت الصندوق دلالة على أن كل ما يكتب فيه نابع من المحبة. فالعتب على قدر المحبة. وكلما وضعت الزوجة عتبا جديدا في الصندوق أرسلت لزوجها برسالة نصية تبلغه فيها كي يفتحه ويتصفحها. ينقل لي مصطفى أن زوجته لجأت إلى هذا الحل حتى لا تتفاقم المشكلات بينهما…
الخميس ١٥ يناير ٢٠١٥
يبدو أنه بات من السهل القول إن الإسلام يتحمل مسؤولية الإرهاب، بينما من الصعب القول إن الغرب أو بالأحرى حكوماته تتحمل أيضا جزءا من المسؤولية. ففي ظل الجدل الحاد الدائر حول العالم تقريبا، والتراشق أحيانا في العالمين العربي والإسلامي، بات من الصعب مناقشة الموضوع بالمنطق الذي يتناول الأزمة بكل جوانبها وأبعادها بعيدا عن الحساسيات، إذا كان للعالم أن يهزم فعلا هذه الآفة الخبيثة والخطيرة. لن تجد صعوبة في العثور على أصوات كثيرة تعتبر الإسلام كله مسؤولا عن الإرهاب، كما لن تجد صعوبة أيضا في العثور على أصوات ترد بالقول إن الغرب يتحمل المسؤولية كاملة. لكن بين هؤلاء وأولئك، هناك مساحة تتداخل فيها الخطوط بحيث لا يمكن إلقاء التهمة والمسؤولية على الإسلام والمسلمين وحدهم، وإعطاء صك براءة ناصع لكثير من الحكومات والمؤسسات الغربية، وتجنب الخوض في أي حديث عن أن هناك سياسات أو تدخلات أو حروب أسهمت أيضا في تفريخ بيئة تغذى منها الإرهاب والإرهابيون. لا يمكن لعاقل أن يقول إن…
الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥
في نوفمبر (تشرين الثاني) 1996، اجتمع ممثلو 185 بلدا في العاصمة الإيطالية، ووافقوا على «إعلان روما بشأن الأمن الغذائي العالمي» الذي تعهد باستئصال الجوع وسوء التغذية وتحقيق الأمن الغذائي للجميع، مع هدف مباشر هو خفض عدد من يعانون نقص التغذية إلى النصف في موعد لا يتجاوز عام 2015. ها قد حل علينا عام 2015، فهل تحقق هذا الهدف، خاصة في منطقتنا العربية؟ يشغل موضوع الأمن الغذائي في البلدان العربية أهمية واسعة، ويعد من المواضيع الجوهرية المطروحة على طاولة الحوار على عدة مستويات، منها الاقتصادي والسياسي والبيئي. لذا، سلّط المنتدى العربي للبيئة والتنمية، الذي عُقد مؤخرا في العاصمة الأردنية عمّان، الضوء على هذا الموضوع، وتمت مناقشة محتوى تقرير «الأمن الغذائي في البلدان العربية: التحديات والتوقعات»، الذي تم إطلاقه خلال المنتدى، وخلاصته أن العرب يستوردون نحو نصف حاجاتهم من المواد الغذائية الأساسية. نعلم أن تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة العربية ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب تحقيق التوازن ما بين تأمين واردات الغذاء…
د. وحيد عبد المجيدرئيس مركز الأهرام للترجة والنشر ، حاصل على دكتوراة الفلسفة في العلوم السياسية من جامعة القاهرة 1992
الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥
لا ترقى الدعوة الروسية إلى «لقاء تشاوري» بشأن الأزمة السورية إلى مستوى المبادرة، فلا تصور لعناصر حل سياسي متكامل تضمنته الدعوة، ولا خطة محددة لإدارة حوار بطريقة منظمة في مدى زمني معين، ولا سعي إلى وقف إطلاق النار، ولا حتى إلى هدنة مؤقتة جزئية من النوع الذي يدعو إليه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في حلب، كل ما تنطوي عليه الدعوة الروسية هو أن يجلس أشخاص من المعارضة الوطنية تختارهم موسكو من دون معايير واضحة مع ممثلي نظام بشار الأسد. وإذا كانت لهذه الصيغة دلالة، فهي أن روسيا تريد أن تتحرك في لحظة تراها مواتية لها في ظل التعقيدات التي تواجه حرباً يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد الإرهاب، وفي ظل عدم تحقيق هذه الحرب نتائج ملموسة حتى الآن، وفي غياب أي تحرك سلمي في أزمة تقترب من نهاية عامها الرابع، يظهر فراغاً يُغري كل باحث عن تعظيم دوره للتحرك فيه، وهذا نمط معروف ومتكرر في العلاقات الدولية والإقليمية،…
الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥
نعم أنا المسلم، أفتخر بذلك ولن يستطيع اثنان من الحمقى الذين سنجد غالباً أنهم تربوا لديك وتدربوا لديك وتأسلموا لديك هما من يحاولان زعزعة افتخارنا بما نحن عليه، فأنت تتقن فنون اللعبة، تعرف متى وماذا تفعل، هذا يكرّ وذاك يفرّ، وترسم الرسمة الجديدة كما تهوى أنت! نعم أنا المسلم ولن أخجل من ذلك أبداً، سأبقى رافعاً رأسي لأنك تستدل بحوادث حمقاء وفردية وغالباً ما تقف أنت وراءها، بينما أستدل أنا بآلاف السنين التي يعجز فيها التاريخ عن أن يذكر حادثة واحدة لجيوشي النظامية ضد أي شعب آخر. نعم أنا المسلم، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي مصر فأصبحت قلب عروبتي، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي الشام فأصبحت حمى الإسلام، أنا المسلم الذي فتحت جيوشي تركيا فأصبحت حاضنة لحضارتي لقرون، أنا المسلم الذي انتشر فأصبح جزءاً أصيلاً من المجتمع وليس جزءاً مفروضاً عليه، أنا المسلم الذي نادى المنادي بأمر الخليفة بخروج كل جندي من جنودي من بلاد قيرغيزستان، لأن آمر الجيش لم…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥
ماذا بقي كي يقال عن الاعتداء الإرهابي على صحيفة «شارلي إيبدو» بباريس الأسبوع الماضي؟! قيل الكثير عن التشكيك في سيناريوات الحادثة وملابسات العجلة في قتل المعتدين وإغلاق ملف الجريمة! وقيل الأكثر والأهم عن التأويل الثقافي والدلالات المعرفية لأسباب الحادثة ودوافعها. إذا كان الكل بات مؤمناً بخرافة الحرية المطلقة، وأنه مهما بلغت درجة التسامح والتعايش وقبول التنوع في المجتمعات الليبرالية فإن للحرية (المطلقة) حدوداً، لا تستطيع هذه الأدبيات المثالية تجاوزها. هكذا، فإن من باب أولى أن نتوافق على أن لحرية التشاتم حدوداً إذا تجاوزتها فسيتحول العنف القولي إلى عنف فعلي. قد يتقبّل المجتمع الإنساني حرية الرأي اللامحدود حتى في المقدّس، لكن هل يمكن حضارة إنسانية عاقلة أن تقوم على مبدأ حرية الشتم؟! هل يليق بحضارة إنسانية ناضجة أن تقدّس الملوك أكثر من الأنبياء؟! كرّست منظمة «اليونيسكو» الكثير من قراراتها واتفاقاتها من أجل حماية حرية التعبير، وفعلت بالمثل وأكثر من أجل الحفاظ على حرية التنوع الثقافي. إذا كان المعتدون على الصحيفة قد…
الأربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥
تداول أخيرا نشطاء في "تويتر" مقطعا يشير إلى سائق نقل معلمات يقود مركبته بسرعة جنونية، وأظهر مصور المقطع جانبا من "مؤشر" السرعة لمركبته وهو يلامس الـ 180 كيلو مترا في الساعة دون أن يتمكن من تجاوز سيارة نقل المعلمات. الحاجة وحدها هي التي دفعت الكثير من بناتنا "المعلمات" إلى الخروج من منزلها في ساعات الصباح الأولى للمناطق النائية بحثا عن لقمة العيش، الحاجة لا سواها جعلتهن يلجأن إلى سائق متهور يغيب عنه العقل بفعل السهر وأحيانا بفعل أمور أخرى. الحوادث التي تتعرض لها المعلمات والتي تتكرر كل أسبوع وتسببت في مصرع ووفاة الكثير منهن هي نتاج إفراط في السرعة وقيادة غير متزنة من قبل سائق نقل خاص غير خاضع للضوابط. قضية حوادث المعلمات لم تكن وليدة اليوم بل هي ممتدة منذ سنوات، ولم تلق أي تحرك فعال لا من قبل وزارة التربية والتعليم ولا الجهات الأخرى ذات الاختصاص، وكل التحركات في هذا الشأن لم تتجاوز التصريح في الإعلام. لم نر…
تركي الفيصلصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود
الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥
عندما قام المجتمع الدولي بمعاقبة تنظيم القاعدة لارتكابه جريمة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 م، وإمارة أفغانستان الإسلامية، لإيوائها تنظيم القاعدة، فرت أعداد من التنظيم إلى إيران التي آوتهم ووفرت لهم الإقامة في مساكن آمنة تحت إشراف مخابراتها، وكان من الفارين أعضاء من عائلة أسامة بن لادن، لا زالوا يقيمون تحت حماية الحكومة الإيرانية إلى اليوم، بالإضافة إلى سيف العدل أحد كبار القادة العسكريين للتنظيم، وهو أحد المخططين للتفجيرات الإرهابية في الرياض في مايو (أيار) 2003 م، وكذلك صالح القرعاوي زعيم ما يسمى كتائب عبد الله عزام، الذي انتقل بعد ذلك إلى وزيرستان وأصيب بطائرة دون طيار، ثم تسلمته المملكة العربية السعودية من باكستان. وعقب الاحتلال الأميركي للعراق وتدمير المؤسسات الحكومية العراقية - من جيش وأمن ووزارات - في عام 2003 م، سمحت الحكومة الإيرانية لمن أراد من مخلفات تنظيم القاعدة بالتسلل إلى العراق الذي وجدوا فيه بيئة خصبة لتنفيذ مخططاتهم، فأعادوا تشكيل أنفسهم تحت اسم «القاعدة في بلاد…
الثلاثاء ١٣ يناير ٢٠١٥
قرأت تقرير وكالة «أسوشييتد برس» عن تزايد هيمنة إيران على العراق، تحت غطاء دعمه ضد تنظيم داعش. ويقدر التقرير، وفق مصادره، أن الإيرانيين باعوا العراقيين، في سنة واحدة، ما قيمته 10 مليارات دولار ثمنا لأسلحة لمواجهة الإرهاب، وهي «كلاشنيكوفات» وراجمات صواريخ وذخيرة، قد لا تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار! طبعا لا يحتاج الأمر لتوضيح أن المليارات الـ10 من الضخامة والكرم كانت كافية لجلب ترسانة من الدول العالمية المصنعة لحاجات الجيوش، وليس خردة سلاح بسيطة من إيران. هدف المبلغ تمويل حاجات إيران العسكرية، ومغامراتها، بمليارات الدولارات، في وقت تواجه فيه ضغوطا اقتصادية داخلية. ولا يحتاج الأمر، أيضا، للتأكيد على أن مآل العراقيين السعداء بالنجدة الإيرانية هو الشكوى مستقبلا من هيمنة نظام طهران عليهم، ولن يكون بوسعهم اتخاذ قراراتهم بحرية، وبما تمليه عليهم مصالح بلادهم الوطنية؛ فالعراق سيُصبِح بلدا تابعا، بسبب النفوذ الأمني والسياسي الإيراني المتزايد، كما آل إليه حال لبنان بعد النفوذ السوري عليه منذ منتصف السبعينات، الذي دخل البلاد…