الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
وتكملة لمقالي السابق "الرد الثامر على سلطان العامر"، سأتناول في مقالي هذا مسألة الطائفية. أولا للتأكد من: هل ما حدث من جزر وقتل في قرية الدالوة، هو عمل طائفي أم لا؟ وثانيا هل دافع من قاموا بالجزر، كان طائفيا أم لا؟ وثالثا، هل هنالك محرضون للمجرمين غير قياداتهم المباشرة؟ ومن هنا، سأبدأ أولا بطرح مفهوم الأخ العزيز سلطان للطائفية، أو بمعنى أصح للطائفي، كما أورده بمقالة "الليبرالية السعودية وحادثة الأحساء: الدولة البوليسية ليست حلا للطائفية". وبعدها فهم الكتاب الليبراليين لمسألة الطائفية التي انطلقوا منه لإدانة الطائفية والطائفيين والمحرضين عليها الذين انتقدهم العامر عليه. الطائفي في فهم العامر: "... من يعدّ أن هويته المذهبية هي هويته السياسية. فهو مثله مثل من يرفع الهوية الوطنية، قد يكون مسالما وقد يكون عنيفا، قد يكون متعصبا وقد يكون نقديا، قد يكون داعيا للتآخي والتعاون مع غيره من المذاهب، وقد يكون داعيا للعداء معها، بل إنه قد يكون علمانيا". وهذا التعريف كما ذكرت في مقالي…
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
لاأزال أصحو من كوابيسي فزعاً وأنا أحوقل وأبسمل وأبصق على النائم إلى يساري ثلاث مرات كلما تذكرت هذه العبارة! القصة وما فيها أنني ذات مرحلة وظيفية كنت في زيارة مع مديري المباشر إلى إحدى الفعاليات المجتمعية، وعلى غير موعد تم إبلاغنا بأن أحد المسؤولين الكبار سيقوم بزيارة للفعالية، ما يتحتم معه، بروتوكولياً، أن يقوم مديري بلبس البشت، تحسباً لحضور المعزب، ولم يكن أمامه في تلك اللحظة سواي لكي يلقي له بمفتاح «موتره»، ويأمره بإحضار البشت منه. المصيبة الكبرى أن هذا المشهد حدث أمام أنظار المجموعة التي نطلق عليها مجازاً اسم «الربع» الذين، لسبب قدري لا أعرفه، دعوتهم في ذلك اليوم تحديداً ليكونوا إلى جواري! و«اخق» عليهم بمنجزات دائرتي، وليتني لم أفعل! مرت على الحادثة 10 سنوات، ولايزالون كلما «تفلسفت» أو رفعت خشمي عليهم، أو مجرد طلبت نوعاً جديداً من المشروبات على وزن «لاتييه جورميه» يبادرونني بعبارة: عبود! هات البشت من الموتر، فأعود قانعاً إلى بشريتي وتواضعي، مجبراً لا بطلاً بالطبع!…
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
ماذا تفعل عندما تكون طموحاتك أكبر من الموارد اللازمة لمواصلة هذه الطموحات؟ من المؤكد أن القيادة في طهران طرحت هذا السؤال عند وضع الميزانية الوطنية للعام الإيراني المقبل، الذي يبدأ في يوم 21 مارس (آذار). لم يتوانَ الرئيس حسن روحاني، منذ انتخابه، عن اقتناص أي فرصة لرسم صورة سوداء عن اقتصاد يقول عنه، وهو يهز رأسه في حالة من الحزن المصطنع، إنه ورثه من «هذا الرجل»، وهو يقصد ذلك الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وعد روحاني بـ«إصلاح الضرر» الذي خلفه أحمدي نجاد، وباستعادة حيوية الاقتصاد. ومع ذلك، فإن ميزانيته الجديدة تُعتبر، إما لأنه غير قادر على (أو لا يرغب في التفكير في) القيام بإصلاحات جدية، مشروع ميزانية من السلع أكثر منها سياسة اقتصادية جادة. لقد قدم روحاني 3 مزاعم أثناء عرضه للميزانية. أولها أن الميزانية تستند إلى افتراض أن سعر النفط يبلغ نحو 75 دولارا للبرميل. رغم أن النفط يمثل 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإيراني، فإنه يشكل…
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال. عددت على الـ10 رغم أنه كان يعتمل في نفسي منذ زمن طويل. والشيء الذي شجعني عليه وحسم أمري هو وقوعي عن طريق الصدفة المحضة على مقال للأستاذ جهاد فاضل في مجلة «العربي» الكويتية. وهي مجلة عزيزة على قلبي منذ فترة الطفولة الأولى، أو لنقل الشباب الأول. ولا يفوتني عدد منها عندما أكون في المغرب. المقال الذي أثلج صدري يحمل العنوان التالي: «نزار قباني والأخطاء اللغوية». وفيه يقول الكاتب اللبناني المعروف بأن الشاعر العربي الكبير اتصل به في ساعة متأخرة من الليل لكي يشكو من يد امتدت إلى مقاله وغيرت فيه كثيرا. ومن الذي فعل ذلك؟ إنه المصحح اللغوي في المجلة. لقد سمح لنفسه بأن يصحح «الأخطاء اللغوية» لنزار قباني! أتخيل شاعرنا الكبير وقد جنّ جنونه بعد أن تحول مقاله إلى مجزرة أو مذبحة لحظة صدوره في المجلة التي كان يكتب فيها بشكل أسبوعي. أتخيل ألمه وهيجانه الشديد وحتما تقززه من هذا المصحح اللغوي الصغير.…
عبدالله العوضيحاصل على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع الجنائي - جامعة مانشستر عام 1996.
خلال عامي 1997 و 1998عمل رئيساً لقسم المحليات في مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر.
شغل منصب رئيس قسم البحوث والتخطيط بمؤسسة " البيان " للصحافة خلال الفترة من 1999الى 2002.
من مؤلفاته: "في رحاب الإمام الشافعي" و "في رحاب الإمام أحمد" و"الخليج رؤى مستقبلية".
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
الجريمة الإرهابية الفردية في الريم ليست الأولى في مجتمع الإمارات والتي دخلت في سجال الإشاعات ومحيطها، فقد سبقتها حادثة «المبحوح» وغيرها من الحوادث العادية التي تقع في أي مجتمع إنساني غير معصوم من ارتكاب بعض أفراده أي جريمة صغيرة كانت أم كبيرة. ولأن الإمارات في الأصل دولة محبوبة لدى كافة سكان الأرض والداخل إليها لبرهة يدرك حقيقة أنه لو يشاء لبقي فيها إلى الأبد، لأنه وجد فيها ما يفتقده حتى في موطنه الأصلي، فإن هذا الأمر له وجهان، واحد إيجابي يتعلق بوصول الدولة إلى مراتب عليا في الشأن العالمي، أي أنها بعد 43 عاماً من عمرها المديد لم تعد تلك البقعة التي كان البعض يمر عليها مرور الكرام، فهي اليوم تعيش في قلب الأحداث العالمية ساعة بساعة، ولحظة بلحظة، فهي في عين المحلية وقلب العالمية، وهذا ما جعل أكثر من 200 جنسية تعيش فيها كأنها بلدهم الأول إن لم يكن أكثر، ولك أن تسأل عن ذلك الشعور الدافئ من تشاء.…
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
أسماء اشتهرت بتفرغها للحديث عن المعجزات العلمية للقرآن وسأطلق عليهم مصطلح الإعجازيين. أنشأوا اللجان المختصة، وصمموا المواقع الإلكترونية ونشروا فيديوهاتهم على الشبكة، وأدرجوها في المناهج. وبرغم أنني لا أحبذ سرد الأسماء إلا أن إيراد بعضها هنا ضرورة ليعلم القارئ أننا لانتحدث عن نكرات بل عن رواد الإعجاز وعرابيه. د. زغلول النجار ود. عبدالمجيد الزنداني ود. هارون يحيى وغيرهم ممن تبنى هذا الاتجاه. وازدادت موجة الإعجاز العلمي مؤخرا ليخرج علينا من ينتج "فيلما كرتونيا أنميشن" وينسبه لناسا مدعيا أن الأرض لاتدور حول الشمس. وآخر يتحدث عن أن ناسا اكتشفت حقيقة إحدى العلامات الكبرى للساعة وأن الشمس تتجه للشروق من مغربها. وقبل أن أفصل في تفنيد واحدة من ركائز الاستدلال لديهم، فإنني أنزه القرآن عما يسوقه البشر وينساقون إليه من تفسيرات خاطئة يعتقدون أنها تقود للإيمان. كما أنني أؤمن أن في القرآن آيات عظيمة قد تخفى علينا وقد تظهر لنا أو لغيرنا وقد ندركها الآن أو مستقبلا، ولهذا فطرحي هنا ليس لنفي…
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
تأثرت روث هاندلر وهي تشاهد ابنتها تبكي كلما تمزقت دميتها الورقية. صنعت لابنتها باربرا دمية على شكل طفلة من بلاستيك حتى لا تنزف ابنتها أكثر، لكن لم تعجبها. قررت الصغيرة أن تحول الدمية الطفلة إلى شابة. وضعت على وجهها مساحيق ولونت شعرها. لم ترق الدمية للأم. تشعر بالرعب كلما شاهدتها. أخفتها غير مرة عن ابنتها. بيد أن البنت كادت أن تموت من البكاء عندما تبحث عنها ولا تجدها. بحثت هاندلر عن حلول بديلة في الأسواق فلم تجد. عرضت على زوجها إليوت – شريك في شركة ماتيل للألعاب - فكرة تصميم دمية على شكل عروسة مراهقة يقدمها لابنتها وآلاف البنات الصغار المهووسات بالمراهقات، لكن زوجها رفض متذرعا بأنهم لا يصنعون دمى ولو صنعوا لن تكون على شكل فتاة مراهقة بل طفلة. ألحت زوجته عليه أن يعرض الفكرة على شريكه لكنه أصر على رأيه. اشتد الخلاف بينهما وطلب منها أن تعود إلى سابق عهدها لا تتدخل في عمله ولا يتدخل في عملها.…
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
لفتت نظري نصيحة قيادي جهادي للمستجدين الجدد في الجهاد بأن لا يبحثوا عن ذواتهم أو عن الحقيقة، وإن فعلوا سيقودهم ذلك إلى الليبرالية، ولعل تاريخ الصحوة ورموزها يحكي تلك القصة، فالصحويون الذين بحثوا عن النجومية في الدعوة والإعلام انتهى بهم الأمر ليصبحوا أقل تشدداً وأكثر تسامحاً، والساحة الإعلامية تزخر بنجوم دعاة فاقت شهرتهم نجوم الرياضة والفن، وقد يكون تحقيق الإنجاز والعمل من أجل الحفاظ عليه هو العامل الأهم في عملية التغيير. لذلك كانت المقدمة الحضارية في المجتمعات المتقدمة تتلخص في عبارة «دعه يعمل.. دعه يمر»، وكانت الأجواء الاقتصادية والاجتماعية تهيئ الشباب للعمل بقيود أقل، وبحقوق أكثر، وذلك من أجل تحقيق الإنجاز ثم المحافظة عليه، ويتطلب ذلك مزيداً من الحريات الاقتصادية، ومزيداً من الحقوق للانطلاق في سماء الإبداع، وقد استغل بعض الدعاة المنجزات الغربية في التواصل والنشر الحر في مهمة الوصول إلى النجومية. لذلك يظهر خلاف كبير بين الاتجاهات الدعوية والجهادية، والتي تنهى عن التعامل مع نجوم الصحوة، لسبب أنهم سياسيون،…
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
وضعت الحكومة الإيرانية ميزانيتها للسنة الشمسية الجديدة، التي تبدأ من مارس (آذار) 2015 إلى مارس 2016، والتي تبلغ 8400 تريليون ريال إيراني أي ما يعادل 300 مليار دولار، وفقا للسعر الرسمي لصرف الدولار مقابل الريال، الذي حددته الحكومة بـ28 ألف ريال مقابل الدولار الواحد. وقد اعتمد الرئيس روحاني في الميزانية التي قدمها لمجلس الشورى (البرلمان) سعر 72 دولارا لبرميل النفط، الذي تشكل عائداته الجزء الأساسي والأكبر للخزينة الإيرانية، كما لحظت الميزانية زيادة في الإنفاق العسكري بنسبة 33 في المائة، أي ما يعادل 10.5 مليار دولار من حجم الميزانية العامة. في المقابل، لم تلحظ الحكومة أن تحديد سقف 72 دولارا لبرميل النفط في الميزانية، لا يتناسب مع المؤشرات الاقتصادية العالمية، التي تتوقع أن يلامس سعر البرميل في الأسواق العالمية في القريب العاجل 60 دولارا، فيما رجحت مؤسسات اقتصادية عالمية أخرى، أن ينخفض سعر برميل النفط إلى مستويات كارثية خلال العام المقبل، وقد يصل إلى 50 دولارا للبرميل، ومن جهة أخرى، فإن…
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
غاية التناقض أن تكون سعوديا، أو كويتيا، أو مصريا، وتخشى على أبنائك الذين يدرسون، أو يعملون في الولايات المتحدة، أو أوروبا، أن يتحولوا إلى متطرفين راغبين في الالتحاق بتنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش»! هذه المفارقة العجيبة ليست ببعيدة عن الحقيقة لمن يتتبع شأن المبتعثين في الخارج، ومن هاجر للعيش في الغرب. وقد يكون الخوف على الطالب السعودي أن يكون متطرفا في جامعة في شيكاغو، أو برمنغهام، ربما أكثر منه على الطالب في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، أو جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، أو جامعة الأزهر الدينية في القاهرة. طبعا هذه فرضية، ولا يعني أننا أمام ظاهرة بعد، إنما يوجد قلق سياسي واجتماعي عام. وقد عكسه حديث الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى، الذي حث المبتعثين على الابتعاد عن حلقات التطرف، والجماعات المشبوهة. القلق هو على الذين ينتقلون إلى مجتمع آخر مختلف، يكون فيه الفرد مسؤولا عن نفسه وتكوينه مسؤولية كاملة، في مجتمع يمنح…
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
كان المساء ساحراً بكل ما للكلمة من معنى، فكيف لا يكون والقمر يختال جسوراً في طريقه، ليتوسط سماءه المخملية، يملأها نوراً وسحراً وسكونا، باعثاً هالاتٍ من جماله لتُضيء الأرض برومانسية تضفي عليها شيئاً من الجاذبية وكثيرا من الجنون، يتهادى متغنجا ويتسلل في لحظات وراء الغيوم، في ثوانٍ يبددها على استحياء ليعود يناجيك بدراً، في دلالٍ يعصف بفكرك حُسنه والفتون. لا تملك في اتساعه في عينك سوى أن تردد سبحان من قال له كن فيكون. يا إلهي كم أسرني ذلك البهاء والنور، وأنساني أزمة السائق الذي تأخر في الوصول، شغلني القمر مكتملا، ليغمرني بضوئه في سكون، تمنيت في تلك اللحظة أن يلقي إلي بحبلٍ ليسحبني على حافته أقرأ من دواوينه، وأضيف وصفي والشعور، تملكتني رغبة عارمة لرسم الحياة في نفسي، وأشياء التمعت بها ومنها العيون، اجتاحتني كمية من المشاعر والأفكار، تكفي لملء مسافات طويلة من السطور، وقفت أمام بوابة المجمع مترددة بين فكرة الخروج لمواجهته والدخول، وكان القمر مُكتملا يُذكرني بسرٍ…
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
ما يستفاد من مقتل المعلمة الأميركية التي طعنت في مرحاض تابع للمجمع التجاري "بويتك مول" في جزيرة الريم بإمارة أبوظبي قبيل أيام، وبأداة حادة عثرت عليها الشرطة في مكان الجريمة، هو أهمية توافر كاميرات في أغلب مناطق المملكة، إذ إنه تم القبض على القاتلة بسرعة كبيرة، من خلال ما جرى تسجيله عبر الكاميرات التي تم وضعها في المجمع التجاري، وتبين بعد ذلك أن القاتلة لم تكن سوى سيدة منقبة إماراتية من أصول يمنية، وأن لها سابقة حيث حاولت المتهمة زرع قنبلة بدائية الصنع أمام منزل طبيب أميركي مقيم، لكن بفضل الله ثم بحنكة الشرطة الإماراتية، تم تفكيك القنبلة بعد أن اكتشفها أحد أبناء الطبيب. إذاً من الضرورة أن تكون لدينا شبكة رقمية هائلة من الكاميرات، تتوزع بشكل متقن في أهم مناطق المملكة، فوجود مثل هذه الكاميرات يمكن لهُ أن يحل أموراً شتى، كالتقليل من نسبة السرقات التي تحدث في الأسواق المفتوحة، أو حتى التحرشات التي تصادفها السيدات أثناء تسوقهن في…