الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
دعونا نتفق مبدئيا أن المدعو "ساند" هو عبارة عن "نظام تكافلي اجتماعي"؛ حتى يسهّل لنا هذا الأمر من "تفكيك" ـ طالما أن موضة التفكيك منتشرة ـ الخطاب "الساندي"، مما يعني أنه جاء من أجل دفع المال من الشخص "المكروف"، أو "الموظف"، للشخص "المتعطل"، أو بالأحرى "المحتاج"، وهنا تتضح رؤية الهدف الرئيس لنا. لكن، وقبل أن نذهب بعيدا بالتفكير، ألا تعتقدون أن هذا يأتي مشابها، مع الفرق بالتشريع والأهمية، لماهية "الزكاة"، التي تقوم على فكرة (الجزء المخصص للفقير والمحتاج.. من أموال "الغني")، وهذا التعريف يغنيني عن شرح ما أرمي إليه، إذ إنه وباختصار من الواجب المضي بهذا البرنامج للتطبيق، ولكن من خلال أصحاب المداخيل الكبيرة، التي توجب الأخلاق ـ قبل كل شيء ـ أن يسهموا في بناء المجتمع وتكافله، وليس من جيوب "الطفارى"، الذين شوهت المقصات "الساندية" أحلامهم! وحتى لا أصنع بحرا للذين يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر، والذين سيفترضون سلفا الفرق بين "ساند" و"الزكاة"، فقد أحضرت نماذج لبعض البرامج…
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
يعرف السعوديون والخليجيون الذين يقصدون جمهورية التشيك من أجل السياحة العلاجية مدينة تسمى تبليتسه، ففيها تلتقي أعدادٌ كبيرة منهم، إضافة إلى عرب آخرين من مختلف الجنسيات. ولأن السياحة العلاجية تدر عائدات مالية ضخمة تدعم اقتصاد المدينة وبقية المناطق التي تتوافر فيها مراكز العلاج الطبيعي، فإن هذه السياحة تعتبر من الأنشطة التي تحظى بالأهمية هناك، خاصة أن المشكلات والأزمات الاقتصادية في جمهورية التشيك وبلدان المنطقة جعلت البحث عن عوائد مالية إضافية لرفد الاقتصاد وتنشيطه أمراً مهماً. لكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من أن السياح العرب يملكون قدرة مالية عالية وينفقون بلا حساب فقد بدأ الامتعاض من هؤلاء العرب يرتفع ويتزايد لدرجة أن بعض مقاهي مدينة تبليتسه صارت تمنع دخولهم إليها، وقد نشرت صحيفة ضوء الإلكترونية نقلاً عن صحيفة القبس الكويتية خبراً عن امتناع بعض المقاهي عن استضافة السعوديين والكويتيين والليبيين والقطريين وبعض الجنسيات الأخرى!! نحن نتحدث عن أماكن ومناطق ليست حديثة عهد بالسياحة وعن ثقافة اجتماعية ترحب بالسائح وتنظر…
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
في الاعوام الماضية، حقق الهجوم الايراني في الاقليم سلسلة نجاحات تعادل انقلاباً كاملاً. ادى الإخلال السريع بموازين القوى الى توتر اقليمي كما ادى الى تدهور صريح في العلاقات السنّية-الشيعية. وإذا تركنا خصوصية ما يحدث في اليمن جانباً يمكن اختصار النجاحات الاخرى بالآتي: - في العراق شاركت ايران في استنزاف الاحتلال الاميركي. غادرت القوات الاميركية العراق بعد شهور شهدت تراجع نفوذ اميركا السياسي في البلد الذي غزته وحررته من نظام صدام حسين. بعد الانسحاب الاميركي اصبحت ايران اللاعب الاول على المسرح العراقي. شددت في سياستها على نقطتين: الاولى إبقاء الكتلة الشيعية موحدة. والثانية الاحتفاظ بعلاقة مع الاكراد ومنع الخلاف الشيعي-الكردي من بلوغ نقطة التصادم. - قبل ذلك نجحت ايران في منع حصول انقلاب دائم في ميزان القوى اللبناني بفعل اضطرار الجيش السوري الى الانسحاب من هذا البلد إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري. تمكنت ايران من منع قوى 14 آذار من تشكيل حكومة مستقرة مؤيدة لمعسكر الاعتدال العربي ومتعاطفة مع الغرب. وأظهرت…
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
تخيلوا أن تنظيم «داعش» الإرهابي لم يتصدَّ لقوات المالكي عندما هاجم الأنبار قبل نحو ثلاثة أشهر، ولم يستولِ على الموصل في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي، ولم يدخل الخوف والغضب بيوت العراقيين بسبب الانهيارات المتتالية للجيش والقوات الأمنية. لقد دفعت تلك الإخفاقات الخطيرة إلى إقناع من تبقى من فئات الشعب العراقي بأن نوري المالكي مسؤول عن الأزمة وبقاءه يهدد كل العراق، خصوصا أنه هيمن على مراكز القرار بما فيها العسكرية والأمنية. «داعش»، بزعامة الإرهابي الأول في العالم أبو بكر البغدادي، هو من دفع المالكي نحو الهزيمة السياسية السريعة في معركة انتخاب رئيس الوزراء، وكانت مفاجأة للمالكي نفسه. فالرجل كان قد حصَّن مركزه لدرجة أنه أمن رقما مرتاحا من البرلمانيين سيصوتون معه، وبشكل مضمون ويبقى رئيسًا للوزراء لأربع سنوات أخرى. لهذا تحدى كل خصومه، وكان يهزأ ممن ينشطون في بناء تحالف لإسقاطه، حتى إنه أبلغ البيت الأبيض، عندما حذره الأميركيون في البداية بعدم البقاء، أنه يتعهد باحترام العملية الديمقراطية، وأن المنصب…
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
العنف السياسي ظاهرة اجتماعية متعددة الأشكال. لكن معظمها يرجع إلى واحد من ثلاثة عوامل: أ) عامل سيكولوجي يظهر خصوصا عند الشباب الذين يعيشون المرحلة الانتقالية بين المراهقة والرجولة. وهي مرحلة يسودها ميل شديد لاكتشاف الذات وتحقيق الذات. فشل الشباب في تحقيق ذواتهم ضمن إطارات سليمة في البيئة المحيطة، يجعلهم عرضة للانزلاق في سلوكيات متوترة، تتمظهر في صورة عنف سياسي أو إجرامي. ب) عامل اجتماعي - اقتصادي يتلخص في عجز الفرد عن التكيف مع ظروف المعيشة المتغيرة، مما يعزز ميله لمنازعة المجتمع الذي يحمله مسؤولية إخفاقه في مجاراة الآخرين. ويظهر هذا العامل بصورة أجلى بين المهاجرين الجدد من الريف إلى المدينة، أو الذين يعيشون في بيئات فقيرة نسبيا، على حواشي المدن غالبا. ج) عامل ديني - سياسي يتمثل في شعور الفرد بأن هويته تواجه تهديدا جديا من جانب أطراف قوية. أكثر الشباب عرضة لهذا العامل هم الملتزمون بحضور الاجتماعات الدينية التي يكثر فيها الحديث عن التهديد الغربي والمؤامرة الدولية على الإسلام.…
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
المشكلة الرئيسة أنكم لا تفهموننا! نعرف أن اللعبة سهلة وواضحة، لكن ما لا يريد الكثيرون أن يفهموه أنه لن يسمح لك بالانتقال إلى المرحلة التالية إلا بعد أن تقضي على الخنازير الخضراء في هذه المرحلة! لا يمكن أن تنتقل إلى مرحلة أخرى أجمل أو أصعب أو أغرب طالما أن خنزيراً واحداً بقي على قيد الحياة.. هكذا هي اللعبة! لاحظ دائماً أن أصعب الخنازير هو ذلك الذي يأتي في نهاية المرحلة.. وغالباً ما يكون قد ارتدى خوذة عسكرية! نعلم أنكم تعتبروننا انتحاريين، لكن ما الذي يمكن فعله.. حين تضعوننا في «النشابة» وتطلقوننا في اتجاه العدو لكي تحصلوا على بعض التسلية، فأنتم تعرفون جيداً أن الطائر الذي سيتم إطلاقه لن يعود.. لكن مماته سيسبب دائماً ذلك التفجير الذي يجعل العصافير التي تبقى على قيد الحياة تهلل، ويجعل رصيدك في اللعبة يرتفع.. ويجعلنا جميعاً ننتقل إلى مرحلة أخرى.. أليس كذلك؟ لعلك لاحظت أننا نختلف، ففينا الطائر الكلاسيكي الذي ينتمي للمعسكر الأحمر بسبب النسخة…
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
هناك رعب وخوف يمكن أن تقرأه في عيون الأشخاص العاديين الذين لم يقرأوا من قبل عن التطرف والإرهاب و«القاعدة» وأخواتها وأخيرا «داعش»، التجربة المتكاملة لتنظيم متطرف انقلابي يسعى إلى إقامة دولة وبطريقة ذكية تقرأ التوازنات الإقليمية والاستخبارات وليست بسذاجة رفاق الأمس الذين كانت أحلامهم على الأرض لا تعدو سوى الإثخان في العدو والشهادة ولقاء الحور في السماء، بينما تعدك «داعش» بكل شيء بدءا من إلغاء الحدود والفوارق والصعود السريع في هرم التنظيم وصولا إلى التمكين في الأرض وبناء الدولة والعيش وفق أسلوب حياة ونمط بدائي يعزز من الصورة الذهنية لمجتمعات الثغور في التاريخ الإسلامي وبطريقة تسويقية تستقطب المغيبين بحلم الخلافة الذي بات فكرة مسيطرة تداعب أحلام الأجيال الجديدة التي تشبه نظراءها في كل شيء سوى الفكرة المسيطرة، فشباب «داعش» لم ينزلوا من السماء، هم، خاصة الأجيال الجديدة، مشدودون وبارعون في التقنية سريعو التقلب والتأثر وسلم القيم لديهم مضطرب جدا، تبرز قيم الاستئثار والشجاعة والحميّة وإثبات الذات لكن في أشكال وقوالب…
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
ابتذال المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية الذي يمارسه بشار الأسد يدعو إلى الرثاء حقا. التهميش المتعمد لهذه المؤسسات يدل على مدى انحدار الحرية الدينية في سوريا. وخصوصا بعد نشوب الانتفاضة/ الثورة. وتنافسه في ذلك التنظيمات «القاعدية» التي دمرت قيم التسامح الديني والليبرالي. وتنشر الرعب بممارساتها الظلامية. فقد أدى بشار صلاة عيد الفطر، محاطا ببطانة من عمائم المؤسسة الدينية السنية. وفي مقدمتهم مفتي الجمهورية ووزير أوقافها. براميل بوتين وخامنئي. وروحاني. وصواريخ حسن نصر الله. ومدن السنّة المدمّرة (حلب. حمص. درعا. دير الزور. إدلب) والمساجد التي سُويّتْ بالأرض. وذكرى الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية (السنّي) الذي نسفت المخابرات السورية موكبه، في حي عائشة بكار، وحولت جثمانه وأجساد عشرين عابر سبيل إلى أشلاء متناثرة.. كل هذه الفظائع والبشاعات لم تهز ضمير الكثير في المؤسسة السنية السورية. ولا أسالت دموعها! ووصل الرعب بخطيب صلاة العيد الشيخ الصواف، إلى تشبيه بشار بصلاح الدين الأيوبي. والزنكي. والظاهر بيبرس «إن الله أقامك مقام أولئك العظام الذين أَعْلَوْا…
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
لا نعرف حماسا عراقيا وإقليميا ودوليا، مثلما شاهدناه في الأيام الماضية من أجل إقصاء نوري المالكي من رئاسة الحكومة العراقية. الشيعة، والسنة، والأكراد، والعرب، والأميركيون، والأمم المتحدة جميعهم اتفقوا على إقصاء المالكي. حيدر العبادي فجأة صار أشهر الأسماء وأكثرها شعبية، بعد أن وافق على مواجهة المالكي، ويحل محله رئيسا للحكومة. الآن في العراق وبشكل مؤقت دولتان؛ الأولى هي الحكومة العراقية، وأخرى غير شرعية هي دولة العراق والشام الإسلامية «داعش». وفي العراق رئيسان للحكومة؛ الأول العبادي الذي يمثل ممثلي الأغلبية النيابية، والثاني هو المالكي الذي انتهت ولايته، ويصر على ادعاء الشرعية. سيجد العبادي تأييدا لا مثيل له نتيجة أفعال المالكي السيئة، التي أوصلت العراق إلى حالة التمزق، بين مناطق طائفية مضطربة، ونزاع مع الأكراد، واستيلاء الإرهابيين على مناطق رئيسية، ومذابح جماعية مروعة. هذه كلها من وراء حكومة المالكي التي كانت تهتم بخدمة المالكي شخصيا وتدخل في معارك على حساب الدولة والعراق ككل. المالكي من أجل أن يبقى في كرسي الحكم جرب…
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
قبل 30 عاماً أو أكثر، كانت بعض البيوت السعودية إن لم تكن جميعها تشتكي من انضمام أحد أفرادها إلى الجهاديين والمقاتلين ضد القوات الروسية أو الاتحاد السوفيتي حينذاك التي احتلت أفغانستان واستمرت الحرب 10 أعوام، وعلى رغم أن الكثير من السعوديين آثروا وقتها للحديث عن أبنائهم الذين فجأة تركوا أعمالهم ووظائفهم واندفعوا إلى ساحات القتال بعد أن ساعدت في تأجيج واشتعال حب الجهاد المنابر والمساجد وفصول الدراسة وحلقات القرآن الكريم، بل إن إعلان الجهاد كان يصدر جهاراً من بعض العلماء والمشايخ، وقتها لم تكن الجهات الحكومية متيقظة ومدركة لأبعاد هذا التوجه. هذا الأمر حينها مزق المجتمع السعودي وفكك وشائجه وتباينت الآراء ما بين حقيقة المشاركة في الحرب والانضمام مع المقاتلين. هذا الاندفاع الكبير من الشباب السعودي نحو القتال في المواقع الساخنة والانضمام إلى جماعات مقاتلة، وضع السعودية في موقف محرج، خصوصاً وأنها جاءت مع طفرة التنمية وفورة الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه والذي كان من المفترض أن يعكس صورة إيجابية عن…
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
ـ يقول خطيب العيد بجامع الخير في دمشق أحمد الصواف أن «بشار الأسد يشبه خالد بن الوليد وعمر بن عبدالعزيز ونور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس» .. «وكلك على بعضك حلو يا ريس»!! لا تصدقون ولكن هذا ما حصل .. ـ طبعاً لم يخبرنا فضيلة الخطيب الهمام ما هو وجه الشبه؟ ولكن دعونا نخمن؛ خالد بن الوليد رضي الله عنه كان مشهوراً بالفروسية والشجاعة، ومن أبجدياتهما أن الشجاع والفارس لا يقتل الأطفال والنساء، ولم يرو عن خالد رضي الله عنه أنه قتل امرأة أو طفلاً بعكس بشار تماماً. ـ أما عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فكان عادلاً وتقياً وورعاً إلى درجة أنه حرم الشعراء المداحين من أعطياتهم على النفاق المتكلف، الذين كانوا يقومون به عند كل حاكم؛ ولا أظن أن هذه السيرة الباذخة تتوافق أبداً مع سيرة الولد المقاوم!! ـ نأتي إلى نور الدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي؛ الأول تصدى للحملة الصليبية الثانية ونشر التعليم والصحة ومهد لصلاح…
الإثنين ١١ أغسطس ٢٠١٤
ما تعيشه المنطقة أخطر بكثير من حرب افغانستان. وفيتنام. والحرب العراقية - الايرانية. والانفجار اليوغوسلافي. ومذبحة رواندا. عاصفة سوداء مدمرة تضرب المنطقة. تمزق الخرائط. والحدود الدولية. تفتت الدولة المركزية. وتضيف الى وطأة الجيوش القديمة جيوشاً مذهبية صغيرة فاعلة ومتحركة. وتهجر ملايين الاشخاص. وتقتلع أقليات من جذورها. حروب أهلية عابرة للحدود. وفراغ يملأه محاربون قساة تدفقوا من الكهوف. رؤوس مقطوعة. وجثث مجهولة الهوية. ومدن مطحونة. ذباحون بلا رادع او وازع. ومستبيحون بلا رادع او وازع. لسنا في الطريق الى الكارثة. اننا نتخبط فيها. وهي تنذر بالمزيد من الضحايا. والتشرذم. والفقر. والارهاب. وممارسات الابادة. يكفي ان نتذكر مشهد العالقين في جبل سنجار هرباً من ممارسات «داعش». مشهد الطائرات الاميركية تلقي لهم الاغذية والماء كي لا يموتوا جوعاً وعطشاً. وان ذلك يجري في العراق العائم على النفط. هكذا نتحول مأساة لانفسنا. ومأساة للعالم ايضاً. نحتفل بمغادرة المحتل ثم نتوسل اليه بعد سنوات ان يسعفنا بغاراته او غالونات المياه. ذباحون ومستبيحون. خطف الظلاميون مساجد…