الأحد ١٥ يونيو ٢٠١٤
في مطلع عام 2012، دار جدل حول مستجدات الثورة السورية، «داعش» و«جبهة النصرة». البعض كان ينفي وجودهما، والأغلبية كانت تظن أن التنظيمين من القوى الوطنية السورية بلغة إسلامية وأن لا علاقة لهما بـ«القاعدة» الإرهابية. وهناك من قائل بأنها جماعات مشبوهة، وستعمل إلى جانب النظام الذي سبق وموّل مثلها في العراق ولبنان. واستمر الجدل لأكثر من نصف عام، ليتضح للجميع أنها «قاعدة»، وأنها خدمت النظام السوري سياسيا بتخويف الإثنيات السورية، واستعداء القوى الدولية، وقاتلت الجيش الحر في كل أرض قام بتحريرها. وسبق أن فعلتها «القاعدة» بقيادة الزرقاوي في العراق، فخلطت قضيتها مع القوى الوطنية. مفتي السنة في العراق خطا خطوة متقدمة، عندما وصف صراحة «داعش» بأنها جماعة إرهابية، وبرأ المقاتلين البعثيين وقدامى العسكريين والعشائريين. والحقيقة، لم يعد هناك بعث ولا بعثيون منذ حرب الكويت، فهي أسماء قديمة، تعبر اليوم فقط عن تجمع السنة العراقيين الغاضبين. وسبق أن اكتشف هذه الحقيقة الجنرال بتريوس عندما وجد أن تصنيف السنة عفّى عليه الزمن لأن…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
بحق كان الأسبوع الماضي هو أسبوع مصر في العالم العربي والإقليم. هناك شكليات دالة، وأيضا قضايا عالقة يمكن ملاحظتها. بين الشكليات قضايا تتعدد القراءات حولها. اللافت التنظيم الدقيق في حفل التسليم والتسلم الذي تم في حضور عدد كبير من المسؤولين العرب والأفارقة والأوروبيين، هذا التنظيم سواء كان صباح الأحد الماضي أو في المساء، لا بد قد أعد له منذ فترة وبدقة. ومن الشكليات أيضا طريقة التسليم والتسلم، السلسة وغير المسبوقة بين رئيس مصري مغادر ورئيس قادم، ومهما كان أمر الشكليات التي أظهرت بذاتها قدرة الدولة المصرية على الفعل، هناك قضايا عالقة وقراءات مختلفة لما حدث، قد أوجزها في خمسة محاور: أولا: ما زالت هناك بعض الشكوك في توصيف ما حدث في بحر عام من التغيير، هل هو انقلاب عسكري كما يرى البعض، أم هو ثورة كما يرى البعض الآخر؟ أميل إلى التوصيف الثاني لعدد من الأسباب، منها أن الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي قد جرى انتخابه تحت سمع وبصر العالم،…
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
اتبع نوري المالكي خطة حليفه جزار دمشق بشار الأسد، حيث تم تحريك داعش من جديد والانسحاب لصالحها في بعض المواقع التي توجد بها معارضة شديدة كي يتحول الصراع السياسي إلى صراع طائفي دموي فيحتشد خلفه أبناء طائفته خوفا من عمليات التطهير التي يمكن أن تقوم بها داعش ويسهل عليه ضرب معارضيه بالطائرات والمدافع وحتى بالأسلحة المحرمة بذريعة أنه يحارب الإرهاب، أما المجتمع الدولي فهو في مثل هذه الحالة سوف يتصرف مثلما تصرف مع بشار حيث سيصمت على جرائمه خوفا من أن تسيطر التنظيمات الإرهابية على البلاد فتهدد مصالح الغرب وأمن إسرائيل. بهذه الخطة الأسدية الإيرانية الداعشية المجربة سوف يضمن نوري المالكي البقاء في سدة الحكم أطول فترة ممكنة رغم فشله الذريع طوال السنوات الماضية التي غرقت فيها بلاد الرافدين في مستنقعات الإرهاب والطائفية والفساد والفقر والتشرذم وانتهاك السيادة الوطنية، وبهذه الخطة الماكرة يتمكن من استدعاء مستشاري الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وكل التشكيلات التي تدور في هذا الفلك بحجة حماية…
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
ما ترتكبه «داعش» في العراق، وما تهدد بتنفيذه، قد يجر المنطقة بأكملها، وفي أي لحظة، إلى كارثة لا تحمد عقباها. تجاهل أن سكان هذه البقعة الجغرافية، هم فسيفساء، مركبة من هويات شديدة التنوع والتعقيد، هو الجهل حين يبلغ غاياته السوريالية. أن تهدد «داعش» بالزحف إلى بغداد، لاستعادة مركز الخلافة، وأن تحاول، تكرارا، دخول سامراء حيث مرقد الإمامين العسكريين، وتعلن نيتها اجتياح كربلاء والنجف، وما لهما من قدسية، بالنسبة للطائفة الشيعية، وتحديدا في هذا الظرف الذي يغلي فيه مرجل الطائفية، يعني أن ثمة مخططات شيطانية، مبيتة، لإدخال الجميع جحيما قد لا تنطفئ ناره. ماذا لو اقتحمت «داعش» بالفعل هذه المدن، واعتدت على الأماكن الشيعية المقدسة، وصورت كعادتها أشرطتها التي روعت العباد، وقررت أن تشعلها فتنة لا تبقي ولا تذر؟! من يمكنه أن يضبط ردود الفعل الشعبية الغاضبة من اليمن وصولا إلى لبنان وسوريا، ودون أن ننسى إيران وتركيا التي يعيش فيها نحو 20 مليونا من العلويين، وأربعة ملايين من الشيعة. فتح…
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
لا أبالغ أبدا، عندما أقول إننا أمام وضع آخر جديد، أكثر خطورة من سوريا وليبيا واليمن. هنا في العراق كل أشكال الجنون، والمجانين الذين فقدوا عقولهم وفكوا من عقالهم. هذا يحدث في الوقت الذي لم يستوعب بعد الرئيس الأميركي خطورة الوضع في المنطقة كلها، وأن كل يوم يمر يزداد صعوبة وكلفة عليه غدا. والآن، في العراق، توشك حرب جديدة أن تبدأ، بل بدأت في ثلاث محافظات. يسمع التحريض على القتال على أعلى مستوياته، فالمرجعية الشيعية تناشد أتباعها، وهم بالملايين، الدفاع عن المقدسات. ومفتي السنة، وهم بالملايين، يطالب بدعم الثوار. والحكومة، ممثلة بنوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته، في حالة انتشاء وهو يرى فرصته في البقاء في السلطة تزداد، وعلى اتصال بالنظام الإيراني. وإيران تزداد حماسا للتوسع وتسلم السلطة باسم دعم الشيعة! أصبحت الحرب الأهلية أقرب اليوم من أي يوم مضى منذ إسقاط نظام صدام حسين. وبات التعامل الإقليمي والدولي العاجل ضرورة لكبح الحرب الأهلية. ووسط المشاعر الغاضبة يتطلب منا الأمر…
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
يجادلني الكثيرون حول أهمية السودان لدول الخليج العربي، لكنني مقتنع بهذه الأهمية، وسأستمر في رفع شعارها والمناداة بها، لأن السودان يقع في قلب العمق الاستراتيجي لدول الخليج العربية. هو الآن يمر بأزمة، لكن تلك الأزمة ستمر، ويعود السودان إلى محيطه العربي، شاء من شاء وأبى من أبى. السودان مهم لعرب الخليج لثلاثة أسباب رئيسة تندرج تحتها تفاصيل دقيقة ليس من الممكن الخوض فيها في هذا المقام، لكن المهم أنه أولاً، أن السودان بوابة عرب الخليج إلى إفريقيا، محاط بمجموعة من دولها، بالإضافة إلى البحر الأحمر وباب المندب، لذلك فالسودان يشكل جسراً استراتيجياً بين دول الخليج العربي وأفريقيا. وعلى الرغم من أن هذا الموقع يزيد من قابلية السودان للاختراقات الخارجية، إلا أن موقعه الجغرافي جعله مفيداً لعرب الخليج لأغراض الانتشار الاقتصادي والثقافي في القارة السمراء. وفي هذه المرحلة، فإن الخيارات التي عليهم وعلى الإفريقيين تحديدها تتعلق بالتنمية الشاملة المستدامة، وبالتفريق المعياري بين السلم والاستقرار والفوضى والإرهاب والرفاهية والفقر، ويعتمد ذلك على…
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
مصر، وهي منبع النهضة العربية والاقتصادية والثقافية ومركز الاستثمار والتنمية العربي، ستتعافى بفضل الله من أزمتها بأسرع وقت ممكن وستعود لقوامها الطبيعي بعد أن من الله عليها بعهد جديد ناجم عن إجماع شعبي لا خلاف عليه، وباختيار موفق لرئيس دولة طموح محدد الأهداف، أمين وصارم وقادر على تحمل المسؤوليات، واختيار موفق لرئيس وزراء ورئيس سابق لأكبر شركة مقاولات في العالم العربي، أسهم في بناء العديد من المشاريع التنموية في الدول العربية والأفريقية. وبهذا التجمع القيادي في مصر بين إدارة القطاع الخاص، والقطاع الحكومي، أجزم بأن التنمية الاقتصادية ستعود أقوى مما كانت عليه، وسيكون الاقتصاد المصري أكثر جاذبية، وستكون الاستثمارات الأجنبية في مصر أكثر أمانا، حيث سيضمن الرئيس السيسي الأمن والأمان والاستقرار الاجتماعي والفئوي، وسيقدم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزارة كل الضمانات للمستثمرين السابقين في مصر لمعالجة المعوقات التي واجهتهم أو قد تواجههم مستقبلا، وها نحن الآن نعود إلى ما بدأنا به من استثمارات عربية وأجنبية في هذه المنطقة الجغرافية الطيبة…
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
لو أردنا إطلاق وصف عام على التاريخ العربي الحديث، لقلنا بشيء من التجوز إن الدول العربية الفاعلة انتقلت من مرحلة الاستعمار والخضوع للإمبريالية الغربية إلى مرحلة الديكتاتورية الوطنية بعد معارك التحرر. سنجد هذا في العراق، مصر، سورية، وغيرها من الدول العربية الكبرى الفاعلة في التاريخ العربي الحديث. هذه الديكتاتوريات بعضها كان دموياً، كحكم عبدالكريم قاسم في العراق، وبعضها كان استبدادياً عنيفاً كحكم عبدالناصر، لكن كل هذه الأنظمة كانت تحمل أجندة وطنية تحررية -كتأميم قناة السويس وتحرير الأراضي العربية المحتلة- وأجندات اقتصادي لبناء المجتمع ومحاولة محاربة التفاوت الطبقي كما في تطبيق سياسات الإصلاح الزراعي في العراق ومصر، وغيرها. لكن هؤلاء المؤسسين -بصورة أو أخرى- وضعوا جذور انهيار الدولة العربية الحديثة أيضاً. ذاك الذي نعيشه بعد انتفاضات «الربيع العربي». هذه الديكتاتوريات التي وصلت إلى الحكم عن طريق انقلابات عسكرية دمجت فاعلين جدداً في السياسة العربية المعاصرة، والتي كانت حكراً على مجموعة أوليغارشية أو طغمة أرستقراطية مرتبطة بالوصاية الأجنبية، وتتعامل مع السياسة كجزء…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤
رفض الأميركيون كل المقترحات والتطمينات من حلفائهم، وأصروا على موقفهم برفض تزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية تسرع في حسم المعركة وإسقاط النظام لوقف الحرب السورية وتداعياتها على المنطقة. كانت حجتهم أنهم يخشون سقوط هذه الأسلحة في الأيدي الغلط فتتحول نكالاً ووبالاً على الجميع. لا بد أنهم يشعرون الآن بالحرج وهم يستعرضون تقاريرهم الاستخبارية التي تحدد بالتفصيل كميات ونوعيات الأسلحة النوعية من مدرعات وراجمات صواريخ بل حتى صواريخ حرارية وطائرات سقطت تماماً في الأيدي الغلط في الموصل وبيجي وغيرهما، كثير منها سليم معافى في صناديقها. هذه الكارثة الكبرى التي جرت الثلثاء الماضي حينما استيقظ العراق والمنطقة على خبر سقوط الموصل ثاني أكبر مدن العراق بيد تنظيم «داعش»، إنما هي نتيجة طبيعية لإهمال الحالة السورية طوال الأعوام الماضية، والآتي أعظم، فالعراق كما نعرفه انتهى تماماً، ومن ثم كامل المنطقة. لعل سقوط الموصل يؤرخ لنهاية زمن «سايكس بيكو». سيحاول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يستعيد زمام الأمور بالقوة، فالرجل محترف في اتخاذ…
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
تتوالى الأخبار المثيرة من العراق، حيث "داعش" تجول بين المدن العراقية بعد أن سيطرت بالكامل على ثاني أكبر المدن العراقية، ولعل أكثر ما توقفت عنده من أخبار وردود فعل لما آل إليه الوضع في الموصل، طلب رئيس الوزراء العراقي المالكي من الولايات المتحدة الأميركية توجيه ضربات جوية للإرهابيين في العراق، وهو حتما يقصد "داعش" في الموصل، أثارني هذا التصريح، كون رئيس دولة بمثل العراق يطلب من دولة أخرى القيام بما يفترض أن يقوم به تجاه تنظيم أو جماعة، وهو من ادعى طوال السنوات الماضية أنه يمسك بزمام الأمور السياسية والأمنية في بلاده، وها هو يقر بأنه غير قادر على حماية مدن بلاده. تذكرت هنا تعليقات ضاحي خلفان، نائب قائد شرطة دبي، الذي علق على ما حدث بقوله: إن المالكي غير قادر على إدارة مدرسة فكيف يمكن له إدارة بلد بحجم العراق؟. هذا العبث الذي ما انفك عن العراق منذ الغزو الأميركي، وما ترتب عليه من تداعيات دامية لم تنته حتى…
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
في كلمة "الأنسنة" دلالة تعيد هذا اللفظ إلى أصله المشتق منه "إنسان" و"إنسانية" التي يتميز بها الإنسان عن بقية الكائنات الأخرى، كما تميز بعقله، واستطاع أن يصنع الحضارة ويستجيب لتحدي الطبيعة، بعد أن صنع فرص التصالح والتواصل والتعايش مع أخيه الإنسان ويسعى لها. ولو عدنا إلى التاريخ، فسنجد إسهامات كثيرة لشعوب وثقافات وملل وأديان كثيرة في الحضارة البشرية، كان الرابط فيها كلها "الاشتغال" بالإنسان لا الانشغال عنه؛ فتحققت الكثير من المنجزات الثقافية الحضارية بعد أن تجاوز الإنسان هذه العقدة، وهي أزمة العلاقة مع الآخر، ولم يكن المسلمون استثناء من هذه القاعدة، فقمة تحضر المسلمين كان في إسهامات العرب وغيرهم من الشعوب الأخرى، التي دخلت الإسلام واستلهمت الثقافة العربية في ذلك الوقت. ولذلك فإن المشروع المرشح لتحقيق هذا الانفتاح التواصلي الإنساني هو "الأنسنة"، التي يقصد بها: نزعة أو توجه فكري يكون فيه الإنسان أولوية، بمعنى أنه يكون محور الحياة ومحور تطورها بغض النظر عن "الاختلافات" التي يفترض أن تصنع ثراء لا…
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤
في هذا الخضم من الذعر المبرر والمفهوم، إزاء سيطرة تنظيم «داعش» على محافظة نينوى والموصل في العراق وتهيئه للتوجه نحو بغداد، وفتحه الحدود بين بلاد الرافدين وبلاد الشام، يطرح بعض الذين ينظرون إلى هذه «الفضيحة» و «المؤامرة» التي سمحت لمسلحي هذا التنظيم المغالي في تطرفه، بتسلم تلك المناطق الشاسعة من الجيش العراقي، الأسئلة عما إذا كان الأمر يأتي في سياق واحد لسياسة القوى الإقليمية الحاضنة لـ «داعش» ولـ «الإرهاب» تحت الطاولة، والذي يدعي النظام السوري وحليفه الإيراني، فوق الطاولة، أنهما يقاتلانه في سورية، لصرف الأنظار عن جرائم وأد ثورة الشعب السوري منذ عام 2011. مع خطورة ما حصل، يستعيد هؤلاء السياق الذي أدى إلى بروز التنظيم في سورية وقبلها في العراق. تطلبت حاجة طهران ودمشق وبغداد نوري المالكي إلى تقدم أولوية محاربة الإرهاب، على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، الإفراج عن سجناء أصوليين متطرفين منذ عام 2012 من سجن تدمر في سورية وتهريب عدد كبير منهم من سجن أبو غريب…