الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
النظام السوري كان يعلم منذ البداية أنه لن يحصد تأييداً له في الانتخابات، التي أخرج مسرحيتها، لأكثر من نسبة 10 في المئة من الشعب السوري، لذا عمد، قبل أشهر، إلى إضافة نص إلى قانون الانتخابات الرئاسية القراقوشية، يحرم من خلاله أي سوري، خرج من سورية على نحو غير رسمي، من حقوقه في المشاركة في الانتخابات؛ لأنه يعلم أن أكثر من نصف الشعب السوري أضحى خارجها. الأسبوع الماضي لم يوفر النظام ترغيباً أو ترهيباً أو تزويراً، وسيلة، لحصد أكبر نسبة لتأييده إلا وانتهجها، فقد عمد إلى إجبار جميع موظفي الدولة والجيش والأمن وطلاب الجامعات، وغيرهم على المشاركة في الانتخابات. كان عناصر الأمن عند الحواجز داخل المدن يطلبون من كل من يمر فيها أن يفتح يده اليمنى لإثبات أن فيها آثار حبر. وهدد رؤساء الجامعات الطلاب بالرسوب إن لم يشاركوا، مثلما هدد مديرو الأقسام مرؤوسيهم بالفصل من وظائفهم أيضاً، فضلاً عن تهديد سفارات النظام السوريين في الخارج بحرمانهم من تجديد جوازاتهم. أما…
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
لأول مرة في تاريخ مونديال كأس العالم، سيكون في مقدور حكام البطولة، التي تنطلق اليوم، معرفة ما إذا كانت كرة القدم قد دخلت المرمى من عدمه بالاستعانة بست كاميرا وعشرة هوائيات مخفاة زرعت عند خط المرمي، بحيث تنقل للحكم في غضون نصف ثانية إشارة، عبر سماعته، تؤكد له دخول الكرة خط المرمى من عدمه، وذلك بالاستعانة باللفافات النحاسية التي وضعت في كرة القدم الجديدة ليقرأها المجال المغناطيسي المحيط بالمرمى. ولجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى هذا القرار بعد الخطأ الشهير؛ حينما لم يحتسب حكم المباراة هدفا صحيحا لإنجلترا على ألمانيا في مونديال 2010، وهي القضية التي تثير إحباطات ملايين المتابعين لكرة القدم حول العالم. وهذا القرار الذي لجأت إليه «الفيفا» جاء، فيما يبدو، بعد دراسة وتأن، حيث إنها «تدرجت» في تطبيقه في بطولات سابقة أقل مستوى لتدرس سلبياته، وها هي تطلقه اليوم رسميا ومطورا في أشهر بطولة بالعالم. وسمحت «فيفا» أيضا باستخدام الحكام «الرذاذ المتلاشي» الذي يرشه الحكم على…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الخميس ١٢ يونيو ٢٠١٤
في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي، أرسل أحدهم تغريدة يدعو فيها بقوله: (اللهم اجعلنا من الثائرين في سبيلك)، ثم توالى بعض أعضاء المجموعة بالتأمين على دعوته تلك، لكني لم أؤمّن معهم، بل تحفّظت على مشروعية الدعاء نفسه. إذ رأيت من المغالطة اعتبار أن «التثوير» هو حالة اعتيادية لحياة الإنسان، فيصبح من المستحسن التأمين على دعاء مفتعل كهذا. الثورة حالة استثنائية في حياة الإنسان السوي الذي يسأل ربه ألا يحوجه لها إلا في أضيق الطرق. وعوض أن نقول اللهم اجعلنا من الثائرين... لنقل اللهم اجعلنا من الآمنين، وهو من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم. خطاب التثوير الدائم لا ينتج مجتمعاً هادئاً مطمئناً، متعايشاً مع نفسه ومع الآخرين، بل يصنع مجتمعاً قلقاً في حالة استنفار دائم وكراهية ناجزة تبحث دوماً عن ضحاياها. التثوير الدائم هو نتاج مدرستيْ الشيعة والشيوعيين. استند متطرفو الشيعة في ثورتهم الدائمة منذ 1400 عام من أجل الثأر لدم الحسين عليه السلام، فأصبح المستسلمون منهم لهذه الأيديولوجية الثورية مشروعاً…
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
شاهدت مقطع فيديو لأطباء مصريين في غرفة العمليات يرقصون على أنغام أغنية بشرة خير للفنان حسين الجسمي أثناء إجرائهم عملية جراحية لأحد المرضى، وهو واحد من عشرات مقاطع الفيديو التي يظهر فيها رجال ونساء ــ بعضهم كبار السن ــ يظهرون في أماكن مختلفة لا تتناسب مع أجواء الرقص، وفجأة يملأ صوت الجسمي المكان ويرقصون على أنغام هذه الأغنية ومن أشهر هؤلاء مذيع الأخبار الذي ترك النشرة وبدأ بالرقص على أنغام هذه الأغنية!، بل إنني خلال زيارتي الخاطفة لمصر سمعت هذه الأغنية في كل مكان تقريبا، وكان الناس يتجمعون حولها ويرقصون ويمرحون في محاولة للتعبير عن فرحتهم الغامرة. موضوع الأغنية سياسي وإداري ولا يمكن أن يكون موضوعا لأغنية شعبية ناجحة، فالأغنية باختصار تمثل دعوة مبتكرة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتدعو أبناء مختلف المحافظات المصرية لتحديد مستقبلهم من خلال الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، ولكن كاتب الكلمات الشاعر المعروف أيمن بهجت قمر وابن المسرحي الكبير بهجت قمر رجل اعتاد على صناعة…
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
للأسف الشديد، الشديد جدا، أننا استهلكنا مفردة "الهياط" كثيرا في الآونة الأخيرة، قولا وعملا، ولكني لم أجد مفردة أجمل منها تعبر عن عمل "حماية المستهلك" منذ سنوات، ولا جديد في هذا، لكن عندما يقفز الأمر لديهم من مجرد التنظير "العشوائي" إلى توزيع الدراسات "الوهمية" يجب أن نقول لهم "شتب يور ماوس حماية"! الموضوعات التي تدرجها الجمعية تحت نافذة (دراسات)؛ لا يمكن أن تكون أكثر من "كومة" وعظ إنشائي، أو ضرب من ضروب "الدروشة"، أو أي شيء آخر لا علاقة له بالدراسات! وبعيدا عن عدم ذكر مصدر الدراسات، أو نوع عينات الدراسة ومجتمعها وزمنها، إلا أن المنطق يرفض أن تكون هذه الجملة الإرشادية: "إذا كنت قريبا من هاتفك الثابت فلا تتردد في استخدامه" تمثل دراسة، أو هذه النصيحة "الذكية": "عند الحديث يفضل ألا يتحرك المتحدث".. وما خفي أعظم! من حسن حظي أو سوئه، وبينما أهمّ بكتابة مقال عن "الدراسات الانبراشية"، كشفت جمعية حماية المستهلك للزميلة "الحياة"، عن أن المواطن السعودي ينفق…
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
اضطر معالي وزير الصحة المكلف، المهندس عادل فقيه لأن يلجأ إلى "تويتر" لينفي الإشاعة الملتهبة عن تعيينه "زوج ابنته" على هرم واحدة من أهم الإدارات المستحدثة في برنامج معالي الوزير. معالي الوزير لم يحم نفسه فقط بتفنيد هذه الإشاعة، بل حمانا جميعاً من الاندفاع لنقد خطوة إدارية لم تقع. كنت على وشك أن يكون عنواني هذا الصباح: معالي الوزير: إدارة التغيير لا تبدأ بتعيين الأقارب. بقي من حقوق معاليه في الأمانة والمصارحة أن نقول له إنهم، أيضاً "يشيعون" أنك لم تزر سبع مناطق سعودية مكتملة خلال سنين وزارة العمل. لو أنك فعلت هذا، معالي الوزير لاكتشفت أن في وطنك "ألف باشا" تستطيع الاعتماد عليه. وعودة إلى العنوان بعاليه: بين يدي قبل أشهر، وضع أحد رؤساء التحرير الصاعدين لصحيفة صاعدة تحقيقاً جريئاً جداً عن الشبكات العائلية المتغلغلة في وزارات وهيئات حكومية وشركات وطنية عملاقة. تحقيق صحافي بالأسماء والوثائق ومع هذا لم يستطع "صاحبي" نشره على الملأ حتى اللحظة. كان من الممكن…
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
تعيش إيران هذه الأيام الذكرى الأولى لفوز الدكتور حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية وعودة التيار «المعتدل/ الإصلاحي» إلى منصب رئيس الجمهورية بعد ثمانية أعوام من سيطرة التيار المحافظ على المنصب ممثلا في محمود أحمدي نجاد. من المؤكد أن روحاني سعيد بـ«الإنجازات» التي حققها خلال السنة الأولى لرئاسته؛ فقد أخرج إيران من عزلة سياسية وصعوبات اقتصادية بسبب المخاوف من برنامج إيران النووي وطموحاتها في إنتاج أسلحة الدمار الشامل، فلقد كان لاتفاق جنيف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 بين إيران ومجموعة 5+1، الأثر الكبير في خروج إيران – مؤقتا - من عنق الزجاجة سياسيا واقتصاديا، فتم انفتاح إيران سياسيا على العالم كما تم الإفراج عن بعض أموال إيران المجمدة بسبب العقوبات الاقتصادية وعادت (أو أعلنت عن رغبتها في العودة) بعض الشركات الدولية إلى الأسواق الإيرانية. ولكن ماذا عن الوجه الآخر للعملة «الروحانية» وماذا قدمت لكسب الثقة في داخل إيران وخارجها؟ على الصعيد الخارجي، استمرت سياسة إيران القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية…
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤
هذا السؤال كتبته قبل أيام ثم تراجعت. خشيت أن يظن البعض أنه محض إثارة، لكن بعدما أكلت «داعش» الموصل، ثاني مدن العراق الأكبر سكانا، في نصف يوم فقط، أصبح السؤال مشروعا، على من ستزحف «داعش»؟ بغداد قد تكون الهدف. ولا بد أن صدام حسين، رئيس العراق السابق، وأسامة بن لادن زعيم «القاعدة» القتيل، يضحكان في قبريهما، يسخران من نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، المشهور بصلفه وغروره! سقطت الموصل، وبقية مدن محافظة نينوى. وقبلها، سقطت مناطق واسعة من محافظة الأنبار، ومحافظة صلاح الدين على الطريق. كل ذلك تم في ظرف زمني قياسي، فاجأ العالم، وأخافه. وصارت «داعش» الإرهابية، المنسلخة عن «القاعدة»، تحقق أكبر انتصارات للتنظيم منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 على نيويورك وواشنطن، تعبر حدود الدول، وتقطع أنابيب البترول، وتستولي على المدن واحدة تلوى الأخرى! لا تستهينوا بهذه الجماعات المتوحشة سريعة الحركة، التي استولت على مخازن السلاح وأموال البنوك، فهي قد تتسلق قريبا أسوار العاصمة بغداد نفسها، حيث…
هاني الظاهريكاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات
الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤
تسبب تقرير تلفزيوني بثته قناة «العربية» عن تنامي ظاهرة صعود مجموعات من المتشددين على مسارح احتفالات المهرجانات السياحية في السعودية لتكسير الآلات الموسيقية أمام الحضور وعدسات المصورين، في صدمة لكثير من السعوديين الذين لم يعتادوا على حضور تلك المهرجانات أو معرفة ما يدور فيها. بعضهم اعتبر مشاهد التكبير والتكسير «مشاهد حرب» مشابهة بشكل أو آخر للمشاهد التي تبثها كتائب تنظيم داعش في سورية على شبكة الإنترنت. الفرق الوحيد أن جماعات التكسير المحلية وبحكم الانضباط الأمني في البلاد ليس بإمكانها أن تمارس التكسير على رؤوس الناس فاكتفت بضرب آلات العود بكل قوة بالأرض لتتطاير قطعاً مهشمة مثيرةً فزع الأطفال الذين قُدّر لهم أن يكونوا في تلك الأماكن مع أسرهم بحثاً عن الترفيه فوجدوا أنفسهم داخل معركة مثيرة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. قبل أكثر من ربع قرن كان كثير من السعوديين الذين تلقوا تعليمهم الأساسي في المدارس الأهلية يحضرون حصصاً لتعلم العزف على الآلات الموسيقية داخل مدارسهم ضمن إطار الأنشطة…
الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤
نشرت صحيفة «الحياة» قبل أسابيع خبراً مفاده بأن أمانة مدينة الرياض تدرس البدء في إنشاء نفق للخدمات الموحد في شوارع العاصمة، وقد ذكرت الصحيفة أن «الأمانة» أصدرت في الأعوام الخمسة الماضية حوالى 119 ألف رخصة لإقامة مشاريع الخدمات، وبلغت أطوال تلك الحفريات 27 ألف كيلومتر (أي بمعدل 79 رخصة يومياً لحفر 18 كيلومتراً). أتمنى ألا تطول دراسة هذا المشروع، لما له من انعكاسات خدمية واقتصادية، وله علاقة بمكافحة الفساد، فمثل هذا المشروع - إن تم البدء فيه - فسيريحنا أولاً من عمليات الحفر والحفر المستمر في شوارعنا، التي لا تزال مستمرة منذ أعوام، وتخلف الحفر وتدمر المركبات وتشوه الشوارع، فمثلاً شركة الكهرباء تحفر وتأتي بعدها شركة المياه الوطنية بمشاريعها المتعددة من إيصال المياه وتصريف السيول وشبكات الصرف الصحي، ومع كثرة شركات الاتصالات، التي تعمل بهمة ونشاط لإيصال خدمات الإنترنت إلى منازلنا، كل واحدة تقوم بالحفر والدفن لإيصال هذه الخدمة، فأين دور هيئة الاتصالات في تنسيق عمليات التوصيل هذه؟ لماذا لا…
الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤
أقيمت مقارنات كثيرة بين انتخابَين متزامنَين، وشتّان ما بينهما. في مصر هناك تحدّيات لكن هناك الأمل، وفي سوريا هناك سفك دماء لكن هناك وعداً بالمزيد. لم تجد الدول الكبرى، بمعزل عن مآربها غير المعلنة، صعوبةً تُذكر في تجاوز مآخذها على الحكم في مصر أو في اعتزام العمل معه، ولم تجد ما يمنع وصفها الاقتراع في سوريا بـ «المهزلة» أو ما ينقض عدم اعترافها بنتيجته. دول الخليج، لا سيما السعودية والإمارات، جدّدت تصميمها القوي على مساعدة مصر ودعمها، ولم ترَ في سوريا أي جديد يُعوَّل عليه. ثمة مخاوف على مصر، بطبيعة الحال، لكن المخاوف أكبر على سوريا بعدما تحوّل نظامها ورقةً يتنازعها حلفاؤه قبل خصومه وأصبح مصيرها رهن التفاوض بين هؤلاء وأولئك وليس بين الحكم والشعب. قد يقال إنه «الأمر الواقع» في الحالين، لكنه ليس كذلك فحسب، بل يتعلّق الأمر بـ «الشرعية» التي أخضعت التحوّلات العربية مقوّماتها ومحدّداتها للمراجعة، بدءاً من الطرق المتوفّرة للشعب كي يعبّر عن تأييده أو رفضه للحكم،…
الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤
للقصة المنشورة في وسائل الإعلام لفتاة «صفوى» العائدة من اليمن عدة أوجه تستحق التأمل والتعليق: ١) المرأة هربت متسللة إلى اليمن قبل ٣٠ عاما لتتزوج من خطيبها الذي فشل والدها في تزويجها منه بعد اعتراض أشقائها ! ٢) بعد ٣٠ عاما من الغربة تعود متسللة أيضا إلى المملكة رغبة في العودة إلى عائلتها بعد أن رزقت بأربعة أبناء، كان أحدهم يرافقها عند القبض عليها ! ٣) تم احتجازها في مطار جازان أثناء محاولتها صعود الطائرة المتجهة إلى الرياض ببطاقة صعود تحمل اسم راكبة أخرى زودها بها معد برنامج تلفزيوني اشتهر بتبني قضايا الإصلاح واحترام القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية ! بالنسبة للأولى فإن المرأة كانت ضحية قمع اجتماعي طبق قانون العيب دون أي اعتبار لرغبتها الشخصية أو مستقبل سعادتها أو حقيقة أنها هي من ستعيش حياتها لا من يتخذون القرارت بالنيابة عنها وتغيب عنهم في الغالب الحكمة في التعامل مع هذه القضايا العاطفية، و كانت النتيجة مؤلمة لجميع الأطراف ! أما…