مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤
أحياناً يحمل التراث الفني للشعوب كثيراً من المتعة بتداخلاته مع القصص المجتمعية في فترات البساطة قبل تطور العصر إلى مرحلة لم يعد فيها الناس قادرين على صناعة تراث يتركونه للأجيال المقبلة. ولا تكاد توجد أغنية تراثية إلا ونلقى معها رواية حول نشوئها الأول، ويحار الباحث في واقعية تلك الروايات أو كونها محض خيال أنتجه العقل الجمعي وقتها. كمثال على ذلك، أغنية عراقية ما زالت تستعاد في كثير من السهرات والسمرات على المستوى العربي وليس العراقي وحده، ويعدها كثير من المدن من تراثها مثل حلب.. وما بين "فوق إلنا خل" أو "فوق النخل" ثمة حكايات تروى.. وهذا المطلع للأغنية الشهيرة التي انتشرت بصوت الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي، وأداها برقيّ الفنان السوري صباح فخري، فيه أكثر من قول. فهناك من استهجن جلوس الحبيبة فوق النخل ليغني حبيبها لها وهو واقف تحت، ورأى أن المطلع هو "فوق إلنا خل.. فوق فوق، يابا فوق إلنا خل فوق".. واستدل بقصة تفيد أن عاشقا يمر…
الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤
سأستعير اليوم من الصديق المفكر، محمد زايد الألمعي تغريدته الساخرة ما قبل الأمس وهو يقول: "إن "داعش و بوكوحرام" وغيرها تبقى مجرد (تطبيقات) يمكن أن تنتهي صلاحية استخدامها ويظهر سواها، المشكلة في نظام التشغيل". وحتى على مستوى الذائقة اللغوية وجرس الكلمة تبدو هذه البرامج الرديئة جدا من تشويه صورة هذا الدين العظيم نشازا ركيك البناء الحرفي. كأنها أسماء "هاكرز" أو كلمات طفولية أولية على لسان رضيع يبدأ صف الحروف. العلة إذاً هي في "نظام التشغيل" وأنا أزيد أيضا في هذا التخزين الممنهج للمصنع. نحن مع هذه المحركات السياسية بطيفها الواسع الطويل نتعامل مع المنتج ولكن أحدا لم يقترب من أسرار وأسوار المصنع. في اليمن ابتدأت فكرة "الشباب المؤمن" عبر ناد مدرسي صيفي في محافظة مهملة قبل أن يستيقظ الشعب بأكمله على خمسة ملايين طالب تابع للفكرة. في أفغانستان انتشرت كوادر "القاعدة" تحت إلهام كتاب صغير عن كرامات الأفغان، وما زال كل العالم اليوم يحارب ملايين النسخ المضروبة من هذه البرامج…
الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤
منذ قيامها في بداية الستينيات من القرن الماضي، ومنظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» تتعرض لتقييمات متعارضة، تارة من البلدان المستهلكة، التي حملتها مسؤولية تضاعف الأسعار في منتصف السبعينيات وتارة من المنظمات المتطرفة، التي هاجمت الاجتماع الوزاري في الفترة نفسها واحتجزت بعض الوزراء بقيادة «كارلوس». كل ذلك يعني الأهمية الكبيرة التي تحتلها «أوبك» في صناعة الطاقة العالمية، وذلك على الرغم من المحاولات الرامية إلى التقليل من دورها، إذ لا يمكن ضمان استقرار إمدادات وأسعار النفط بدونها، فهي وحدها القادرة على الحفاظ على توازن الأسواق. انطلاقاً من هذه الحقيقة، طلبت نهاية الأسبوع الماضي وكالة الطاقة الدولية - وهي الذراع القوية للبلدان الصناعية المستهلكة - من منظمة أوبك زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من العام الحالي لإحداث التوازن بالسوق العالمية، التي تشهد ارتفاعاً موسمياً كبيراً في الطلب على النفط. تزامنت دعوة الوكالة مع تدني إنتاج النفط الليبي إلى أدنى مستوى وتدهور الأوضاع الأمنية في العراق، التي اقتربت من حقول…
الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤
بعد أن لوث المجتمع العراقي، خرج نوري المالكي يستغيث بالأميركان، لم يفلح، فوجه انتقاداته اللاذعة إليهم؛ لأنهم لم يبادروا بإرسال عدتهم وعتادهم وجنودهم لحمايته، صعّد من لهجته، فاتَّهم في البداية «داعش» باستحواذها على الموصل، فطار من طار بـ«العجة»، إلى أن خرج شيوخ العشائر ليؤكدوا أنها ثورة، وهنا أيضاً دجَّ من دجَّ، وبعدما تخلى عنه جيشه في الموصل، وبدأت الخطوات تقترب من بغداد لم يجد بُداً من النفَس الطائفي لينفخ به من جديد، فلجأ هذه المرة إلى أسياده الإيرانيين يتزلف لهم، وهم في الواقع ليسوا بحاجة إلى تزلفه، فيدهم موضوعة على المالكي وعراقه، منذ توليه السلطة، فجادت قريحته بدفع العراق إلى أتون حرب أهلية، على أمل أن يبقى في منصبه، وانطلاقاً من قاعدة: «أنا ومن بعدي الطوفان»، فلم يفلح، لجأ إلى السيستاني كمنفذ للطائفية التي يبحث عنها، فلم يخذله السيستاني، وأصدر فتوى جهاد تدعو أبناء الطائفة الشيعية إلى حمل السلاح والنزول إلى الشارع، فتهافتَ الطائفيون، وشاهدنا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي…
الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤
استمتعت وأنا أصغي إلى مترجم اللغة اليابانية، الشاب الكويتي بدر الفيلكاوي الذي كان يتحدث عبر التلفاز عن تجاربه في اليابان التي أقام فيها وحصل على الماجستير في لغتها وهو يحضر حاليا للدكتوراه. اتصلت به لأجري معه حوارا عفويا أنقله إلى القراء كشاهد عاش التجربة بعيدا عن الكتب ومصادر المعلومات التقليدية. يقول المترجم بدر إن من أكثر ما أثار إعجابه، فضيلة الاعتذار المقدسة عند هذا الشعب، فضلا عن روح الانضباط والعزيمة والإصرار على تحقيق الأهداف مهما كانت مشقتها. إذ تحدث عن غابة يابانية شهيرة «تعتبر قبلة المنتحرين وتقوم الشرطة اليابانية عادة بإرسال دوريات للبحث عن المنتحرين فيها». ذلك أن كثيرا من اليابانيين قد يقتلون أنفسهم ليعلنوا على الملأ اعتذارهم عما بدر منهم. وبالفعل أذكر أنني قرأت أكثر من خبر يشير إلى انتحار القياديين بطرق شنيعة اعترافا منهم بتحمل المسؤولية. ولو طبقنا مبدأ الانتحار الياباني كاعتذار في بلداننا العربية لربما زهقت أرواح ملايين الناس! ويصل الأمر في المواطنة اليابانية وحتى الياباني إلى…
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
إن محاولة إضفاء بعض اتجاهات المرتبطين بالدين بشكل أو بآخر مفاهيم كهنوتية للدين الإسلامي عبر قيم الفناء وتسويقها بين جماعات تنزع للموت أكثر من ارتباطها بالأرض وعمارتها، لهو أمر في غاية العجب، وإن كان لذلك ما يمكن تبريره واقعاً، إلا أن العجب يحل بالمعنى الاستنكاري للعجز الذي يبوء به مفكرو الأمة ومستنيروها، العجز المتمثل في خلخلة هذا الاتجاه وتعريته، والأدهى والأمر وسمه بمصطلح ثقافي ومنحه صفة دلالية لا تجوز عقلاً إلا على القيم ذات الارتباط بالحياة، بمثل ما نمنح الموت وساماً تثاقفياً ونقول مثلاً «ثقافة الموت»، وهو ما تردد أخيراً عبر وسائل الإعلام وتلقفه المثقفون للتعبير حقيقة وليس مجازاً عن اتجاهات بعض المتدينين إلى نقل المجتمع من حيز الحياة بمباهجها وزينتها إلى الموت بكل سواديته وضبابيته، الموت الذي لم يستطع أحد تجلية حقيقته للناس، ليدخل في حيز الأسئلة الغامضة التي تكتنفه، ويظل معلقاً في الأذهان بلا إجابات، ليقوم بعض المغرضين بإقحامه في الطقوس والشعائر التعبدية التي لا يمكن للإنسان المتدين…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
لو أن القوة بين (أولاد الحارة)، القوة الجسدية والمعنوية والمالية، كانت متفاوتة لصالح واحد أو اثنين منهم عن بقية الأولاد، فما هي الخيارات المتاحة لك لتقوية وجودك أو على الأقل لتخفيف ضعفك بين أولاد الحارة؟ في العادة لا نفكر سوى في خيارين اثنين: التحالف مع الأقوياء أو الاتحاد مع الضعفاء. ولأن الخيار الأول في الغالب يكون صعباً ومرتهناً بقبول الأقوياء فإننا نتجه للخيار الثاني الأسهل فنتقوّى بالاتحاد مع الضعفاء، وهو بلا شك خيار أفضل وأقوى وأقل ضرراً من البقاء وحيداً. لكننا نغفل كثيراً عن خيار ثالث وسطي بين خياري الالتحاق بالأقوياء أو البقاء مع الضعفاء، ويتمثل ذلك في انتخاب واحد أو اثنين من «أقوياء الضعفاء» بغرض تكوين تحالف جديد مبني على نقاط قوة مشتركة بين هذه القوى «المتوسطة» تجعلها، ليست قادرة على تحدي الأقوياء، لكنها قادرة على عدم الخضوع لهم بالكليّة كما يفعل الضعفاء. يمكننا تكبير هذه الصورة وتطبيقها على أولاد حارة هذا الكون وتمحيص تحالفاته بين الأقوياء والضعفاء. من…
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
الزلزال السياسي الذي تشهده المنطقة بسبب ما يحدث في العراق يؤكد ما يذهب له بعض المحللين السياسيين من أن الحلقة الأهم في عقد المنطقة هي العراق، وأن ما يحدث في سورية سيكون انعكاسه الأكبر في العراق وليس لبنان كما كان يخشى البعض وركز عليه الإعلام العربي والعالمي. قد يكون سقوط الموصل (ثاني أكبر المدن العراقية) في يد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" مفاجأة لكن الوضع العراقي الملتهب على مدى السنتين الماضيتين كان يشير إلى إمكانية حدوث شيء من هذا القبيل، فمعدل التفجيرات الانتحارية ازداد ليصل إلى نفس معدلات فترة ما بين عامي 2006 و2008، كما أن مظاهرات السنة في الأنبار وغيرها من المناطق كانت تشير إلى تفاقم الاحتقان الطائفي. المؤشرات كانت تدل على أن العراق على وشك الانفجار بغض النظر عن الشكل الذي ستؤول إليه الأمور. خلال الأيام الماضية كتبت مئات التحليلات والتغطيات الإخبارية عما يحدث في العراق وجميعها يطرح المزيد من الأسئلة أكثر مما يوفر من إجابات. سقوط…
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
هل أصبحت «داعش» لغزا عسيرا على الفهم، كما يوحي هذا الكم من المعلومات المتناقضة والمتباينة والتحليلات التي تتوسل نظريات مؤامرة في غاية التعقيد؟! هذا التعاطي الذي يقترب من حدود «الأسطرة»، بتحويل «داعش» إلى أسطورة، مقصود لذاته في حال استثنائي وصلنا إليه بعد «الربيع العربي» حيث الإرهاب والوحشة والبشاعة التي لا يقبلها عقل أو دين تتحول إلى كارت سياسي مهم تلعب كل الأطراف حتى المعادية على استغلاله بشكل جيد، وهنا لب «الأزمة»، فالاستغلال السياسي يجب ألا يحجبنا عن قراءة ظروف تعملق وتضخم هذه التنظيمات بعد فشل الربيع العربي. إذن كيف بدأت القصة؟ باختصار «داعش» هي منتج إرهابي منفصل عن «القاعدة» بعد أن كانت جزءا منها، ثم أضيفت إليها أفكار جديدة، إلى أن آل الوضع إلى هذا المزيج الذي يقترب من العصابات المنظمة منه إلى عمل جماعات العنف المسلح الدينية (بذور «داعش» تعود للخلاف الفكري بين تيار الصقور الذي كان يمثله الزرقاوي، و«القاعدة» التقليدية، وبعد مقتله ومقتل أبو حمزة المهاجر دخلت «داعش»…
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
قد يقال عن سارة "أبو شعر"، في مقطع اليوتيوب، وهي تلقي خطاب الطلاب الخريجين من جامعة هارفرد، أنها خرجت هكذا بفضل امتياز ظروفها العائلية، والتي مكنتها من أن تكون هذه الشخصية، بمعنى أنها ابنة والدين منفتحين ومتعلمين، ونشأت في حال اعتباري خاص، وتلقت تعليماً نوعياً، لا يتلقاه الملايين في طول الوطن العربي وعرضه، وأخيراً كان لها، بفضل هذا التأسيس الأسري والتعليمي المختلف، أن تكون مؤهلةً لدخول عالم جامعة هارفرد، والذي كانت كلمتها تدور حوله، وحول أثر تلك الجامعة في نفسها، والذي وجدت فيه المثال لتعيش معنى كونها إنساناً ينظر إلى نفسه بوصفه يملك القدرة على التأثير في واقعه، بل وفي العالم كله. وقد يكون بعض ما في هذه الـ"يقال" صحيحاً نسبياً، أما ما هو واقع فلم يعد بالإمكان تجاهله ولا القفز عليه أبداً، إن سارة وجيلها العشريني، ومن سيأتي بعدهم، يحملون فكرة أخرى عن الحياة والعالم، عن كينونتهم ووجودهم، وأن هذه البلدان، العربية بالذات، في ورطة الاتكاء على خطابات التخلف…
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
مبتعث خليجي للدراسة في أميركا لم يفكر في الزواج 30 سنة، إلى أن التقى في الجامعة بشبيهة «هيذر توم»، نجمة مسلسل «جريئة وجميلة». بعد البحث والتحري عرف أنها فتاة محافظة وابنة سيناتور، ولأنه «ابن ناس» أيضاً، فقد قرر دخول البيوت الأميركية من أبوابها. الخطيبة دعته إلى عشاء السبت العائلي ليتعرف إلى العم والعمة، في تلك الأمسية الجميلة تحدث صاحبنا عن أصله العربي وفصله، وعن أحلامه المهنية وإيمانه بقداسة الحياة الزوجية. وفي نهاية الأمسية قام العم بجمع الصحون من على طاولة العشاء وتوجه إلى المطبخ لغسلها، هنا انتفض صاحبنا من مكانه ولحق به قائلاً: ماذا تفعل؟! فأجابت الأم وابنتها: اليوم دوره في غسل الصحون والأطباق. حينها ضاقت الدنيا على صاحبنا وتخيل نفسه يغسل الصحون في موطنه بعد أن يقترن بخطيبته. بعدها أنهى صاحبنا علاقته بشبيهة «هيذر توم» قائلاً لها: نحن لا نصلح لبعضنا بعضاً لأننا من ثقافتين مختلفتين. قصة حقيقية من مجتمع غربي يتشارك فيه الرجل والمرأة المسؤولية تجاه البيت لتصير…
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤
أقام العرب في إسبانيا والبرتغال 800 سنة. لم يهتموا بالأسلمة. إنما أنشأوا حضارة زاهية. وفرضوا ثقافة زاهية. وفرضوا ثقافة رائعة. لم ينته وجودهم هناك، إلا عندما تمزقت دولتهم الواحدة إلى دويلات تسقط. وتتسلم الواحدة تلو الأخرى. كان الاسم فخريا: دول الطوائف. في هذا الزمن الرديء، يطل الاسم الكريه مرة أخرى. ها هي أديان وطوائف ترسم حدودا وكيانات لدويلات طائفية. رسم اليهود إسرائيل دولة لهم. هم يطالبون الآن عباس وحماس بالاعتراف بيهودية هذه الدولة التي تحكم خمسة ملايين يهودي. وأكثر من مليون فلسطيني. وتحتل ملايين محاصرين في الضفة وغزة. تضخمت كرة الثلج. ذهب السوري يوسف الخال إلى لبنان. جمع مثقفين. وأدباء. وشعراء، في مجلة. وبشر بالكتابة باللغة المحلية المحكية. لو عاش الخال مائة سنة، لكنا بحاجة إلى قاموس وترجمان، ليتكلم اللبناني مع اليمني. والمغربي مع الخليجي. عدل الموارنة عن ثقل بيروت إلى جونية عاصمة لدويلة مسيحية. فأقام «حزب الله» عاصمة للشيعة في ضاحية بيروت الجنوبية. تسلح الحزب لاستعادة فلسطين من اليهود.…