الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
نعود إلى شعار «الإسلام دين ودولة»، وإلى مقولة إنه «لا كهنوت في الإسلام». كلاهما يؤكد أن فصل الدين عن الدولة مناقض لروح الإسلام ونصوصه التأسيسية. هل هذا صحيح؟ أمام هذا التأكيد تبرز ثلاث نقاط تفرض نفسها فرضاً، وتتطلب التوقف عندها، والتأمل في دلالتها، وفي تبعاتها. النقطة الأولى أن الشعار أطلقته حركة «الإخوان المسلمين» في القرن الـ20، ولم يقل به أحد قبل ذلك، وهو بذلك يمثل موقفاً ورؤية تخص «الإخوان»، كونه تنظيماً سياسياً له مرجعية دينية، وجزءاً من الصراع السياسي في مصر. والحقيقة أن جملة «الإسلام دين ودولة» مكثفة ومعبرة وتستجيب تطلعات المسلمين وأشواقهم. هي شعار ذكي وله جاذبية قوية، لكنه يبقى شعاراً سياسياً مؤدلجاً أكثر منه خلاصة لتحليل علمي للتاريخ الاجتماعي والسياسي للإسلام. وربما أن الأهم من ذلك أن تجربة «الإخوان» بعد ثورة 25 يناير في مصر تنسف هذا الشعار من أساسه، ذلك أنهم قبلوا بمفهوم الدولة المدنية، وبمرجعية الدستور، وبالفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة. وعملياً، فإن قبولهم بهذه…
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
الذي أحاول توضيحه في هذه المقالة هو الفرق بين شركتين للتطوير العقاري في منطقتنا (الخليج)، ومحاولة إلقاء الضوء على العوامل التي ساعدت واحدة على النمو الهائل وهي الأصغر عمراً بما يزيد على 20 عاماً، بينما أبقت على الأخرى تراوح مكانها. الأولى هي الشركة العقارية السعودية «العقارية» التي أُسست في عام 1976 في مدينة الرياض، والأخرى هي شركة «إعمار» التي أُسست في عام 1997 في دبي في الإمارات. حاولت في بحثي أن أجد معلومات تشير إلى تطور الشركتين ومراحل القفزات التي مرت بهما. في هذا البحث لم أجد الكثير عن نشاط «العقارية» (760 موظفاً) غير تطويرها للمجمع التجاري في شارع الستين أولاً، ثم في منطقة العليا في الرياض والتوسع الذي حدث لهذا الموقع على مراحل عدة. هذا طبعاً إضافة إلى نشاطات متنوعة، منها المشروع السكني الصغير المجاور للمجمع وتملك بعض الأراضي ومن ثم بيعها ودخولها مساهماً في شركات عاملة عدة في المملكة. رأس المال المعلن لهذه الشركة 1.2 بليون ريال، مدفوعةً…
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
«ومن دون شك، فإن طهران ستتعاون مع هذه الدول أيضا لتأمين المصالح الإيرانية قصيرة المدى وطويلة المدى، بنظرة واقعية ناتجة عن حسن الجوار ووضع مبادئ الشريعة الإسلامية والواقع الدولي في الاعتبار». ما أجمل هذه العبارة التي ختمتها دراسة مقدمة من مركز بحوث البرلمان بعنوان «سفر وزير الخارجية إلى دول الخليج: الأبعاد والتداعيات»، نشرت في وكالة أنباء «فارس» الإيرانية! فالمصالح التي يسعى النظام الإيراني لتحقيقها حق مشروع لا يختلف عليه أحد، والنظرة الواقعية المبنية على حسن الجوار ومبادئ الشريعة الإسلامية، تطرب لها الأذن الخليجية التي لا تفتأ قيادات وشعوب الخليج العربي تؤكدها. ويا ليت تلك الروح الإيجابية التي جاءت مع خاتمة هذه الدراسة انتشرت إيجابيتها على بقية تلك الدراسة. القارئ يتساءل: كيف هي إذن الروح التي عمت تلك الدراسة؟ الإجابة في السطور القادمة: بداية، تنتشر في إيران الكثير من المراكز البحثية؛ فمنها مراكز البحوث الخاصة، ومنها ما يكون ذا صلة مباشرة بالمؤسسات الحكومية للنظام الإيراني. فهناك مركز البحوث التابع لمجمع تشخيص…
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
المتابع للخطاب الإعلامي الداخلي الصادر من الأجهزة الحكومية في الخليج، دون النزوح إلى التعميم المطلق، يجد أنه لا يركز على الرسائل التي تصل إلى الجماهير، بقدر ما يقدم صورة نمطية لخطاب تقليدي ثابت. خطاب «دفاعي» في الأزمات، وغير مقنع، عادة، للرأي العام. وهذا ما يخلق أزمة ثقة بينه وبين الجمهور الذي يبحث بالتالي عن بدائل. وتظل الرسائل التقليدية المطروحة والجهد المبذول يراوح في مكانه من دون فائدة. وتجد برنامج «الثامنة» للإعلامي داود الشريان على شاشة «mbc» وغيره من البرامج الخليجية المشابهة، زاخرا بالأمثلة الحية لنموذج ذلك المسؤول الحكومي الذي يداخل في قضايا البرنامج بدفاع مستميت وكأنه في جبهة حرب. إذن تكون الحالة تصديا دفاعيًّا لا أكثر. وأذكر أن قالت لي شخصية خليجية منذ مدة قريبة: «نحاول إيصال ما نود توضيحه للناس من خلال الإعلام، لكن يبدو الأمر وكأننا نتحدث إلى الفراغ!». نعم، هذا لأن الرسائل المقدمة هي على الأرجح رسائل علاقات عامة تقليدية، لم تبحث عما يقنع الناس قولا وفعلا،…
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
في نظر البعض صدام لم يغزُ إيران إبان حكم الخميني إلا بتوريط خارجي له، ولم يغزُ الكويت إلا بإيحاء من سفيرة أميركا في بغداد. وفي نظر البعض أيضا أن ثورة الليبيين ضد القذافي فعل أجنبي، وكذلك إسقاط مبارك مصر مؤامرة، وأن «الإخوان» وصلوا بترتيب أميركي، و«الإخوان» يعتقدون أن السيسي انقلب عليهم بتآمر غربي، والنظام السوري يردد منذ ثلاث سنوات أن الغرب وراء الثورة عليه، والثوار يصرون على أن هناك مؤامرة لمحاصرة ثورتهم من أجل الإبقاء على الأسد. الصديق الأستاذ إياد أبو شقرا، كتب في هذه الجريدة قبل أيام أنه آن الأوان أن نعترف بوجود مؤامرات تدبر وراء ما يقع في منطقتنا. والزميل إياد ليس الأول الذي يرى متآمرا خلف كل أزمة، بل هذا هو الرأي الشائع منذ عقود في محيط المثقفين وعززته أدبيات شاعت في الستينات والسبعينات، مثل كتاب «لعبة الأمم» لمؤلفه مايلز كوبلاند. وأنا لا أريد أن أنفي تماما نظرية المؤامرة، لأن جزءا من نشاط الأجهزة الأمنية والسياسية السرية…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
أتاحت لي الدعوة الكريمة من الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني السعودي للمشاركة في مهرجان الجنادرية، الفرصة للقاء عدد من كبار المفكرين والأدباء والساسة العرب، وكما هو الحال في كل لقاء يجمع عرب «الربيع» مع أشقائهم تتوالى الأسئلة والاستفسارات والتعبير عن القلق والخوف وشيء من الحزن على مآلاته، ولم أسمع كلمات الإعجاب التي يتوهمها الإعلام الرسمي في العواصم المنهمكة بلملمة جراحاتها وانهياراتها المتتابعة، ثم تواصل الحديث عن «ربيع» اليمن في جدة في لقاء رتبه الدكتور زيد الفضيل جمعني ورئيس الوزراء اليمني السابق حيدر العطاس مع أدباء ومفكرين من المملكة، وكان حاضر اليمن ومستقبله محور الجلسة وفيها قدم الرئيس العطاس لمحة تاريخية لمراحل تحقيق الوحدة اليمنية وأسباب فشلها، وتحدثت عن الفترات التي سبقت بدء مؤتمر الحوار الوطني وكيف تحول المدعوون إلى كومبارس صاروا شهودا على وثيقة تقسيم اليمن التي شاركهم السيد جمال بنعمر، الذي يظن نفسه آمرا وناهيا لكل ما يدور في الساحة السياسية، بالصمت على…
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
في القرن السادس عشر الميلادي استخدم أجدادنا التقطير، وذلك بتشجيعٍ من العلماء الكيميائيين العرب، ليصبحوا أول من خاضوا هذا المجال واستفادوا من ممارسته. والآن وبعد مرور خمسمئة عام، يعود الإنسان المتحضر ليرتقي بجودة حياته من جديد، طالباً "الاتزان" ليصبح التوازن همّه ومطمحه في هذه الأرض المرتبطة بالكون.. هذا الكون الذي أصبح بحاجة إلى تنقية، بعد أن صار ممتلئاً بالكربون الملوث. السماء العالية أبدية وتحاكي الامتداد إلى كل الجهات، ونحن كوننا بشراً نحارب أنفسنا بلا جدوى، أليس الأجدى خوض حروبنا ضد المناخ الضار والاحتباس الحراري، لننهي من الوجود عدونا الأكبر الكربون الضار المسبب للتلوث وتغيير المناخ؟! كم هي جميلة الحروب القائمة من أجل البيئة! والأجمل مبادرة السلام مع الطبيعة، من رياحٍ ومياهٍ وشمس، عاقدين العزم لبناء علاقات صادقة مع هذا الضياء المشرق والمذهل في منطقتنا، التي تُعد نعمة ولا يجب التذمر منها. نأخذ هذا الفائض من الحرارة العالية والنور للتخزين والاستفادة، وكذلك من طاقة مياهنا في هذا الخليج المتلألئ، حيث المد…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤
أوكرانيا على أبواب حرب أهلية، الأوضاع هناك أسوأ من احتجاجات وحرائق، والانقسام أعمق من خلاف سياسي بين حكومة منتخبة ومعارضة تريد إسقاطها، والقضية أكبر من اتجاه يريدها باقية ضمن المحور الروسي، وآخر يتطلع غرباً نحو أوروبا. إنه انقسام وصل حتى العظم قد يقسم هذه الديموقراطية الناشئة عرقياً ودينياً. الصور من هناك تذكرنا بما رأينا في ميادين «الربيع العربي» مضاعفاً مرات عدة، ولكن من دون تلك الأرقام المهولة للقتلى التي تعودنا عليها في عالمنا. إنهم مذهولون أمام العدد المتزايد للقتلى الذي قد يصل إلى 80 قتيلاً مع نشر هذه المقالة، غير أن هذا الرقم الذي صدمهم وصدم الأوروبيين لا يزال بعيداً من أرقامنا القياسية في كل يوم، فلماذا؟ إنه التزامهم بمعايير «حقوق الإنسان العالمية» التي لا تجيز استباحة الدماء في صراعات الأهل والوطن الواحد، أما نحن فلا نزال نعتقد بجواز استباحتها من باب الضرورة لسلامة المجتمع والأمن العام، يجب أن نعترف بأن بعضاً من «الحجاج بن يوسف الثقفي» لا يزال يعيش…
السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤
منذ انتهاء حرب فيتنام عام 1975، ورغم وجود بؤر توتر ساخنة على صعيد العلاقات الدولية في شرق آسيا فإن المنطقة حظيت بهدوء على صعيد علاقات الدول ببعضها بعضا ولم تشهد حروباً ساخنة أو توترات حقيقية. لكن في الآونة الأخيرة بدأت مظاهر الصراع الساخن تطل برأسها تدريجياً، فخلال الثلاث عشرة سنة الماضية منذ بداية القرن الحادي والعشرين لم تعد آسياً بحاجة إلى الهدوء فقط، ولكن الهدوء ذاته أصبح بالنسبة لدولها مسألة مستقبل. استقرار العلاقات بين الدول الآسيوية يعد مؤشراً على بزوغ نمط جديد من العلاقات الأكثر تطلعاً نحو مستقبل مشرق تكون فيه الدول قادرة على التنافس لكسب عقول وأفئدة أعضاء المجتمع الدولي الآخرين عبر الإقناع والتعاون المشترك وتبادل المصالح الحقيقية عبر الوسائل السلمية. العلاقات الهادئة كانت مظهراً شائعاً بين دول آسيا لأن كبارها كانوا حريصين على ذلك، فالصين كانت تعمل على نهوضها السلمي، واليابان كانت تروج نفسها كقطر محبوب وقادر وذكي، وكوريا الجنوبية كانت تنشر مبادئ المد الاقتصادي الكوري الذي اكتسح…
السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤
هل صحيحٌ أنّ وزارة الإسكان استنفدتْ كل طاقتها حتى الآن، لتقف عاجزةً أمام حل أزمة الإسكان في بلادنا؟ هل اكتشفَ مجلس الشورى للتو المفاجأة، حينما أعلن أحد أعضائه عن أنّ "لديه إحصاءات موثوق بها تقول إنَّ 73 في المائة من السعوديين لا يملكون مسكناً، وإنّ نحو 30 في المائة يقطنون في مساكن غير لائقة"؟ وكيف نوفّق بين هذه النسب المفجعة، وبين ما سبق أن صرّح به وزير الاقتصاد والتخطيط قبل أقل من عام، حينما ذكر أن نسبة تملّك المواطنين لمساكنهم تصل إلى 61 في المائة؟ أليس ملفتاً هذا التضارب الكبير بين تصريح تلك الإحصاءات؟ ألا يؤكد ذلك خطورة ما سبق الحديث عنه في أكثر من مقامٍ، حول التضارب المستمر في المؤشرات الاقتصادية لدينا، كتبتُ عنه هنا في "الاقتصادية" عدد 7415 قبل أقل من شهرٍ "مخاطر التأخير والتضليل في نشر البيانات الاقتصادية"؟ أليستْ هذه أزمةٌ أخرى، أنْ تفتقر الأجهزة المعنيّة إلى الإحصاءات الدقيقة اللازمة لأداء مهامها ومسؤولياتها؟ وكيف لها أن تنجح…
السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤
كنتُ أمشي في مركز تجاري لابساً قميصاً وبنطال جينز، فأرسل لي أحدهم في المساء رسالة عبر البريد الإلكتروني يقول فيها: «رأيتك اليوم في المركز الفلاني، ولأني أحبك فإني أريد أن أنصحك: لا تُفرّط بهويتك الوطنية!» تساءلتُ بيني وبين نفسي: وهل الهوية زي نلبسه؟ ولو حضرتَ فعالية تراثية في أي بلد خليجي، فسترى عجائز يرتدين «الزي الوطني» ويعكفن على عجن وطبخ وجبات محلية طوال اليوم، إلى جانب بعض كبار السن الآخرين الذين يعمل بعضهم في مشغل للأدوات البرية، ويعمل آخرون في مشغل للأدوات البحرية. ولا يخلو المكان من استعراضات وأهازيج شعبية محاطة ببعض الجِمال والصقور، ثم يُطلَق على هذا التجمع اسم «القرية التراثية». وعندما يزورنا السيّاح، فإنهم إلى جانب حضورهم لهذه الفعاليات فإنهم يذهبون في رحلة «سفاري» إلى الصحراء، تنتهي بعشاء فاخر بين الكثبان الرملية، أو ربما يقضون وقتاً على ظهر مركب صيد يصطادون فيه أسماكاً ويرمونها لطبّاخ غير مواطن ليشويها وهو يُغني أغاني بلاده، ولكنه يرتدي الزي الوطني! ثم يعود…
الجمعة ٢١ فبراير ٢٠١٤
نقلت «الحياة» هذا الأسبوع خبراً عن تطلع الصندوق السيادي النروجي للاستثمار عندنا. وبحسب تصريح القائم بالأعمال السعودي لدى النروج خالد بن عبدالله الفاضل، فإن وفداً من الصندوق السيادي النروجي سيقوم بزيارة إلى السعودية خلال آذار (مارس) المقبل، لبحث فرص الاستثمار في المملكة. مؤكداً «أن المسؤولين النروجيين أعربوا عن تطلع صندوقهم السيادي إلى الاستثمار في السعودية، وبخاصة في أسواق الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات الحكومية، إضافة إلى السوق العقارية». تذكرت، بعد قراءة الخبر، ما يشبه الطرفة. ففي عام 2009 - على ما أذكر - نظمت إحدى شركات السمسرة عندنا مؤتمراً في بورصة لندن باسم «اليوم السعودي لأسواق المال»، افتتحه رئيس الهيئة السابق الدكتور عبدالرحمن التويجري. وذهبت بصحبة أحد الأصدقاء الأجانب، وهو شخص ظريف وخفيف الدم، وبينما أنا مندمج أشرح له مزايا الاستثمار في سوقنا المالية، قاطعني قائلاً: «هل يمكن لي الاستثمار في سوقكم»؟ أجبته لا طبعاً، فسوقنا مقتصرة على المواطنين والمقيمين داخل البلد. رد ضاحكاً: Abdullah, It`s better to have some…