الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤
وسائل التقنية الحديثة تعزز سلوك الثرثرة عند الإنسان. هذا أعطى أجهزة وتطبيقات التواصل النصي والسمعي والبصري الكثير من الرواج. في اليوتيوب وتويتر وكيك وفيس بوك وأيضا من خلال تطبيقات الدردشات.. إلخ. أنت تجد نفسك أمام تجربتك الشخصية أو تجارب الآخرين، بموازاة فعل ينطوي على تجاوزات قد لا تشعر بها في وقتها. هذا الأمر هو انعكاس للخلط والارتباك الناتج عن الشخصي والعام. أسهمت وسائل التواصل الافتراضية في كسر الحظر الذي كان ولا يزال يتلبس الإنسان عندما يجلس في مكان عام. عمومية وجودك في موقع للتواصل الاجتماعي، أضفى نوعا من المرونة الوهمية في القيود. هذا أعطى التجاوزات رواجا لا ينتبه له الإنسان. أنا مضطر لاستعراض نماذج سببت لي إزعاجا خلال الأيام الماضية، وتسببت في جراح لأسر مكلومة. في حادثة الطفلة لمى الروقي، يرحمها الله، تضمن الهاشتاق الذي يحمل اسمها على تويتر اجتهادات تستغربها من بعض العقلاء، هذه الاجتهادات أسهمت في زيادة الجرح الغائر لدى الأب والأم، واضطر الأب إلى الحديث والتوضيح أكثر…
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤
قبل شهرين ربما كتبت في هذه الصحيفة مقالة عن دعوة رئيس الوزراء العراقي السيد نور المالكي السعودية إلى بدء مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين الجارتين، قال المالكي آنذاك إنه يسعى «إلى ترتيب العلاقات مع السعودية حالياً، وفتح آفاق العلاقات على مصراعيها، والتعاون في كل المجالات»، وأضاف في تصريحه الذي نقله لقراء «الحياة» الصحافي أحمد غلاب: «هذه هي رغبتنا ورسالتنا إلى الإخوة في السعودية قيادة وشعباً، ونريد العلاقة معهم كإخوة وجيران، وليس لدينا أي طمع في أراضيهم ولا نفطهم، ونريد أن نقضي على الظاهرة المشاغبة التي كانت في العراق سابقاً ضد السعودية، ونحن جادون ونتمنى أن نقابل بجدية». وأكد أن ملف السجناء السعوديين سيطوى قريباً، وأوضح: «وقّعت على إطلاق السجناء السعوديين الذين تجاوزوا الحدود، والإفراج عنهم في طور إجراءات وزارة العدل، ومن ولغ في الدم أمره قضائي لا إجرائي، ونحن نتجه إلى توقيع اتفاق لتبادل السجناء بين البلدين». وقلت في المقالة تعليقاً على هذه الدعوة وبصرف النظر عن الأجندة الخفية…
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤
في معظم البلدان المتقدمة، تجد الناس في أماكن الانتظار يضعون أعينهم في كتاب، لأنهم يقدرون الوقت جيداً ويستثمرونه في القراءة، وليس هذا هو تقديري أنا، فإحصاءات مؤسسة الفكر العربي تقول إن معدل قراءة العربي ٤ في المئة من قراءة الأوروبي، وإن الفرد في إنكلترا مثلاً يقرأ ٣٥ كتاباًً في العام، بينما كل ٨٠ شخصاً في البلاد العربية لا يقرأ سوى كتاب في العام، والحصيلة أن ثقافة أوروبي واحد تعادل ثقافة ٢٨٠٠ شخص عربي، لهذا يغرق مجتمعنا في مشكلات تفكير وسلوك ولا عجب. وليس هذا سوى ربع المشكلة، فالغربي الذي لا يقرأ ولا يتثقف سيجد نفسه منضبطاً بقواعد من القوانين والسلوك ترشده وتحمي الآخر من جهله. نحن مجتمع انتقل من عصر المشافهة، أي من عصر اكتساب المعرفة عبر السماع، إلى عصر معرفة الحدث من طريق الصورة، ولم يقف طويلاً بعهد الكتاب. كنا نسمع القصص ونتعرف على التاريخ عبر قاص أو حاكٍ، واليوم صرنا نكتسب المعرفة عبر الصورة، وفي كلتا الحالين يكون…
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤
العنوان هو السؤال الخطأ الذي يطرحه البعض اعتقاداً منهم أن الركود الذي أصاب القطاع العقاري لفترة طويلة لن يتلاشى إلا بارتفاع أسعار العقار. كما أن البعض، وبعد صدور لوائح الاستحقاق لوزارة الإسكان راهن على انخفاض أسعار العقار، بل وانهياره. ولعلني في هذه المقالة اجتهد في الاجاية على هذه التساؤلات في محاولة لفك الغموض الذي يكتنف القطاع العقاري. لقد لعبت عوامل عدة في ركود القطاع العقاري في السنوات الأخيرة، لعل أهمها الأزمات العقارية العالمية والإقليمية التي بدأت في 2008 في أمريكا ثم 2009 في دبي مما خلق جوا عاما بأن اثارها قد تمتد الى قطاع العقار في المملكة. تبعه ترقب الناس والقطاع العقاري على وجه الخصوص لأنظمة الرهن العقاري التي أخذت هي الأخرى وقتا طويلا حتى صدرت مؤخرا. وهي الآن في مرحلة التنفيذ بعد صدور اللوائح التنفيذية لها. وهذه المرحلة بدأت تشكل قواعد اللعبة واللاعبين الذين لم يبدأوا اللعب الحقيقي حتى الآن. وتزامن مع ذلك صدور مراسيم ملكية وتخصيص أموال ضخمة…
الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤
«إذا كنا في هذه الدولة نستقل سفينة واحدة هي سفينة الاتحاد، فعلينا جميعاً أن نعمل على تحقيق سلامتها حتى تستمر مسيرتها وتصل إلى بر الأمان». تصريح مضى عليه سنوات طوال، وكأن قائله يستقرئ المستقبل ويدرك مدى أهمية تعزيز الوطنية وتقوية النسيج المجتمعي. «الوطنية»، ما أحوجنا إلى هذا المفهوم في ظل الأمواج المتلاطمة من النعرات الطائفية والعرقية التي تعصف بالعالم العربي، تدفع بدورها بسفينة الأوطان والنسيج المجتمعي إلى بحر لجي تغشاه ظلمات فوقها ظلمات، لترسو في نهاية المطاف في ساحل لا يعرف للاستقرار والتنمية سبيلاً. ولكي نسير مع القارئ بعيداً في تناول مفهوم الوطنية وسبل تعزيزها، نطرح عدداً من التساؤلات التي من شأن الإجابة عليها أن تعطي صورة أوضح في هذا الشأن. وتأتي التساؤلات على النحو التالي: 1- ما هو مفهوم الوطنية؟ 2- ما هو دور الهُوية الوطنية في مقابل الهُويات الأخرى؟ 3- ما هي العوامل التي تلعب سواء دوراً سلبياً أو إيجابياً في تعزيز الوطنية؟ 4- كيف يمكن تعزيز الوطنية…
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤
رجل هادئ منكب طوال الوقت على أكوام من الورق بلا نهاية. كم هائل ومتدفق من الأخبار، والتقارير والتحقيقات الصحفية، يتولاها بلا توقف، قبل أن يدفع بها لتملأ صفحات جريدة اليوم التالي! يعمل على أصول المهنة وفي قلب مطبخها الصحفي، دون أن تغريه أضواؤها، رغم وصوله لمنصب نائب رئيس تحرير جريدة الرياض، ثم رئيس تحرير جريدة الجزيرة. عند دخولي الأول لجريدة الرياض صحفياً متعاوناً في مرحلة الدراسة الثانوية، وكنت قد اتصلت بالجريدة أسال عن كيفية الالتحاق بالنشر والكتابة، كان من حظ مكالمتي المتأخرة والمترددة -أيضاً- ذلك المساء أن حُوِّلت إلى رئيس التحرير المناوب! كان هو ذاته الأستاذ الصحفي محمد أبا حسين. وعلى الفور، وبعزيمة فاقت عزيمتي، طلب منى الحضور مساء اليوم التالي. وصلت قبل الموعد بساعة، أو ربما أكثر. ذهبتُ لمكتبه، لكنه لم يكن مكتباً؛ كان (دسك) طاولة مكتبية طويلة لتحرير الأخبار، يجتمع عليها المحررون من كل أقسام المحليات والاقتصاد ومديرو التحرير. لم يكن المدير المناوب قد وصل بعد. حينها التقيت…
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤
منذ 2001 والحديث عن ظاهرة الإرهاب لا يتوقف. أدرجت الولايات المتحدة الأميركية -منذ ذلك التاريخ- محاربة هذه الظاهرة ضمن قائمة أولويات سياستها الخارجية. عانت وتعاني دول كثيرة من هذه الظاهرة، وبعد أكثر من عقدين من الزمن على بدايات تصاعدها، لا يبدو أنها تتراجع. السؤال: هل أن الصراعات والحروب هي التي تغذي الإرهاب، أم أن الإرهاب هو الذي يفجر هذه الحروب والصراعات؟ ما علاقة ظاهرة الإرهاب بالدولة التي يستهدفها، والتي تستهدفه أيضاً؟ في الإطار نفسه ما علاقة الإرهاب بالطائفية؟ هذه أسئلة تفرض نفسها بإلحاح، لكنها لم تحظَ بما تستحقه من اهتمام. من السهل وصم الإرهاب بكل ما في المعاجم من مفردات الهجاء، وهو الآن هجاء باذخ في حماسته وفي بلاغته وفقير في مضمونه، بل قد يكون مضللاً في أهدافه وتوجهاته، وليس أدل على ذلك من أن آخر من انضم إلى جوقة هجاء التكفير والإرهاب هو الرئيس السوري بشار الأسد، وحليفه الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله، ورئيس الوزراء العراقي…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤
كانت مزعجة تلك المشاهد التي نقلها التلفزيون الرسمي لجلسة من مؤتمر الحوار الوطني، تصدى فيها مساعد الأمين العام للحزب الاشتراكي لقراءة بيان تفويض للرئيس هادي بتشكيل لجنة لتحديد عدد الأقاليم وأن يصبح قرارها نافذا (هكذا) ويمكنني القول إنها غير معبرة عن رغبة المواطنين وآمالهم، وكان الأداء تعبيرا عن عقلية «الحزب القائد» وتم أخذ الموافقة بزعيق البعض وتكبير البعض الآخر كل بحسب الانتماء الحزبي، وتحمل الرجل الفوضى التي صنعها البيان وانتقده حزبه ضمنا على فعلته معلنا تمسكه «المؤقت» بلوائح المؤتمر ومن غير المستبعد أن صفقات حيكت وإغراءات تم الاتفاق عليها للخروج بهذا المولود المشوه. اليوم صار واضحا أن الصفقات التي أنجزت كان هدفها السعي لـ«تمرير» ما سمي بوثيقة الضمانات، وهي ملهاة سياسية عجيبة، إذ إن محتواها الفعلي هو تقاسم السلطة تحت دعوى «الشراكة في التنفيذ»، وإسكات كل صوت معارض تحت شعار «تبني سياسة إعلامية وخطاب إعلامي إيجابي» (نفس ما كان يطالب به الرئيس السابق عند اشتداد الحملات الإعلامية على نظامه).. وأعجب…
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤
في كل إجازة، قصيرة كانت أو طويلة، ترى السعوديين على اختلاف أطيافهم، يقفون بالطوابير الطويلة أمام مكاتب الطيران في المطارات الدولية السعودية، كل يريد قضاء إجازته خارج البلاد، وليس مهما أين يكون هذا الخارج غالبا، بل المهم أن تكون هذه الإجازة خارج الحدود. وعلى الحدود البرية للمملكة، ترى في هذه الإجازات السعوديين وقد تكدسوا أرتالا من السيارات والبشر أمام نقاط الحدود، كل يُريد أن يستغل أيام الإجازة في هذا البلد أو ذاك من البلدان المجاورة، رغم أنها لا تختلف عن بلادهم كثيرا، والكل رغم المعاناة، ترتسم البسمات على وجوههم وتعلو ضحكاتهم، ويشع نور الرضا من عيونهم، فيما تختفي تلك البسمات، وتعبس الوجوه، وتتلاشى الضحكات، ويخفت نور العيون حين التكدس والتزاحم ساعة العودة، والسؤال هنا هو: لماذا كان ذلك؟. البعض من “السائحين ” السعوديين، وأتحفظ على كلمة سائح هذه كثيرا هنا، يبحث عن متعة ممنوعة عليه في بلاده علنا، رغم توفرها سرا، ويتوفر بعضها في البلاد المقصودة، أما الغالبية من السعوديين…
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤
عام 1959م علتْ دهشة الفرح وجوه أفراد البعثة الدانماركية في جزيرة أم النار، فثمة شعاع ضوئي تاريخي يخرج من المدى المعتم الغائر والغابر من أسفل أرض الجزيرة المنسية، جزيرة صغيرة واقعة في جنوب شرق العاصمة أبوظبي.. لكن ومن فوق التلة المحفورة خرجت أحجارٌ منحوتة بجمال، ليحفر أفراد البعثة بإصرار وبمزيد من الفرح ولمدة ثلاثة مواسم متتالية لفحص تلك القرية القاحلة، حيث لا آبار أو بساتين، فتضاريس الجزيرة مرسومة بظمأ. تزداد نشوة المعرفة في عيون الباحثين، ليغدو البحث طاغياً، وبحب، تحت سماء مشمسة حتى فحصوا الجزيرة كلها. لتخرج من أسفل الأنقاض المتراكمة مئات المدافن الحجرية المتقنة الصنع والمنقوشة على عمارة مميزة تعود إلى العصر البرونزي (2700 ـ 2000) قبل الميلاد. وبحذر شديد نقبت البعثة بصمت وأزالت الغبار عن مدافن خرجت بأشكال دائرية كبيرة وبقبب حجرية ومقسمة إلى غرف، كل منها بعدة هياكل بشرية، غرف بمداخل خاصة ومنحرفة الشكل في ذلك العراء لتحيا الجزيرة من جديد. كانت مفاجأة بازغة ليقوم الفريق الأثري…
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤
إذا كان مدير عام الخطوط السعودية خالد الملحم قد وجه خطاباً شديد اللهجة لنائبه للتحقيق فيما يقوم به موظفو الخدمات الأرضية من حجب للمقاعد وحرمان المسافرين من الحصول على حجوزات كما ذكرت صحيفة «الوطن» في عددها الصادر بتاريخ 31/ 12/ 2013، فإنني أود أن أهديه هذه القصة التي حدثت قبل أيام، ولا يزال أبطالها يفكون أمتعتهم بعد إتمامهم لرحلة السفر العجيبة. بطل قصتنا سافر للرياض لقضاء بعض أعماله وهو يخطط للبقاء فيها أكثر من أسبوع، لكن ولظروف عائلية استجدت قرر العودة مبكراً قبل موعده بأيام، بالطبع لم يكن لديه حجز للعودة من الرياض إلى جدة، ولم يستطع إيجاد أي مقعد شاغر عندما حاول ذلك عبر موقع الخطوط الإلكتروني وعبر الهاتف، كانت النتيجة دائما هي لا يوجد مقعد، سواء على درجة الضيافة أو الأفق أو الأولى. ولأن صاحبنا مضطر فعلاً للعودة فقد قرر أن يذهب بنفسه للمطار وأن يحاول أن يجد مقعداً عبر خدمة الانتظار حتى لو بقي لساعات إضافية في…
الأحد ١٩ يناير ٢٠١٤
أنا فعلاً سعيد جداً بالتعرف إليك..! أحاول أن أرسم لك صورة نمطية في ذهني لا تتعدى وجه مراهق يملؤه النمش، شعره منكوش! لا يغادر مقعده إلا لإجابة نداء الطبيعة، تغطي أذنيه سماعات تتصل بجهاز ما يبث بعض الأغاني التي تشعره بأنه ينتمي فعلياً إلى الغرب الأميركي! وبالطبع بقايا طعام بجواره وتحت شفته السفلى! والعديد من الأجهزة الإلكترونية تملأ حجرته! لكنني فعلاً أستغرب سبب اختيارك لي على وجه التحديد، هل تبحث عن أرقام بطاقاتي الائتمانية؟! كان يمكنك أن تطلبها مني مباشرة بدلاً من «اللف والدوران»، أو إرسال روابط ما يسمى بالاصطياد الإلكتروني، كلها موقوفة على كل حال..! هل تبحث عن صوري؟ لا أعتقد أن هناك ما يغري فيها، كما أنها موجودة في الصحيفة..! وأنا مقطوع من شجرة، هل تحاول سرقة معلومات أصدقائي؟! أهمهم يعمل مفتشاً على صالونات الحلاقة في شارع العروبة! هل ترغب في معرفة فريقي المفضل أم أغنيتي الأثيرة أم الأكلات التي أعشقها؟! أؤكد لك أنني أنتمي إلى ذوق قديم…