جعفر الشايبكاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
يحكي أحد الزملاء أنه إبان الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت مُدرسة الصف الذي يتعلم فيه ابنه في بدايات المرحلة الابتدائية بتوزيع الطلاب إلى فريقين يمثلان الحزبين الرئيسيين في أمريكا، وطلبت من كل فريق انتخاب مرشح عنهم، وأجرت بينهما مناظرة انتهت بأن قام الطلاب بالتصويت لأحدهما. في البلدان المتقدمة يتعلم الأفراد منذ الصغر مختلف أشكال المشاركة والتفاعل مع الشأن العام وآليات اتخاذ القرار، وإبداء آرائهم حول مختلف القضايا العامة. وبالإضافة عما ينتجه هذا التفاعل من حراك اجتماعي وسياسي ومشاركة عامة، فإن هذه الممارسة تقود للاحتكام إلى الحلول السياسية والتسويات حول مختلف أشكال الصراعات والتنافس بين مختلف القوى الاجتماعية. من هنا، فإنك لا تجد في مثل هذه الدول أي شكل من أشكال الاحتراب المباشر بين الأطراف المتصارعة مهما تباينت وجهات النظر بينها، وتعددت خلفياتها الأيديولوجية والسياسية، بل إنهم يحتكمون دوماً إلى التسويات السياسية كمخرج لمثل هذه الصراعات. أما في بلداننا العربية، فإنها تعيش حرمانا على الصعيد السياسي في مختلف…
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
عاش المسيحيون في العالم العربي وبأعداد كبيرة وصغيرة، قروناً مديدة بسلام ووئام، دون أن يطالهم التضييق والتهديد بالقتل والتهجير الجماعي، كالذي يحاصرهم اليوم في دول عربية عديدة، ومنها العراق وسوريا ومصر ولبنان، حيث ترك الآلاف منهم هذه البلاد وهاجروا منها إلى أوروبا والولايات المتحدة. ويأتي التعصب الديني والتمييز الطائفي، في مقدمة أشكال التضييق والتهديد، والذي يصل في أكثر من دولة ومن مناسبة، إلى حرق الكنائس ونهب المحال وقتل الأشخاص واختطاف رجال الدين. ولكن إنْ كان بعض المسلمين كثيراً ما يفعلون مثل هذا، وما هو أفظع بمسلمين مثلهم، لاختلاف سياسي أو مذهبي، ويفتي فيه بعض شيوخ الإرهاب أن من يقتل فرداً أو فريقاً من المغضوب عليهم، ينال الأجر العظيم، ويظفر بالشهادة والنعيم، فكيف ينجو المسيحي وبقية «أهل الكتاب»؟ فها هو العراق مثلاً، منذ أن خرج من كابوس صدام، يقترب من «سنة عاشرة تفجير»، حيث دارت عجلة التفخيخ والقتل يومياً منذ عام 2003، والتي اعتبرها بعض العرب وكثير من الإعلاميين من صور…
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
بالتأكيد، الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية، فهي إن وجهت ضربة عسكرية لسوريا، فإنها ستفعل ذلك دفاعا عن مصالحها أولا، ثم ترسيخا لسطوتها على العالم بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل الذي ترى في استخدامه من قبل أي دولة في العالم أمرا يهدد السلم العالمي، بالنسبة للإنسان لم يعد مهما التأكد من موقف النظام السوري.. المهم هو أن يتأكد من صحة موقفه كإنسان يهمه أن تبقى للإنسانية حدودها الدنيا في هذا العالم العربي المتوحش!. *** إذا لم يتخذ الإنسان موقفا صريحا ضد استخدام أسلحة الدمار الشامل، فهذه الأسلحة غير التقليدية تهلك الأبرياء قبل الخصوم، ويدفع ثمنها عدد مرعب من المدنيين الذين لا شأن لهم بأطراف الصراع، فهو بالضرورة إنسان (كيماوي) وقلبه معبأ بغاز السارين. *** لا يوجد دواء للإنسان (الكيماوي).. يوجد مسكن سخيف لوخزات ما تبقى من ضميره، وهو أن يدعي بأن المعارضة السورية المسلحة هي التي استخدمت الأسلحة الكيميائية وليس بشار!.. هذه كذبة لطيفة يمكن أن يرد بها على الخصوم، ولكنه…
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
ببرود شديد وهدوء عجيب وبساطة متناهية، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صاروخا موجها لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري يحمل رأسا ناسفا لمصداقية ما قاله أمام لجنة مجلس الشيوخ لتبرير الحصول على موافقة لشن ضربة عسكرية يريد الرئيس أوباما توجيهها للنظام السوري بسبب استخدامه سلاحا كيماويا ضد المواطنين الأبرياء. لم يتردد بوتين ولم يحرجه وجود أوباما من القول عن كيري: (إنه يكذب، ويعرف أنه يكذب. إنه لأمر محزن). وعلى خلفية هذا الهجوم الصاعق انبرت وزارة الخارجية الأمريكية على لسان متحدثتها جين ساكي لتقول إن الوزير كيري لم يذق طعم النوم بعد سماعه تصريح بوتين، وأن أشياء كثيرة صوبت تجاهه غير تهمة بوتين، لكن تأريخه كواحد من قدامى المحاربين شفيع بتوضيح حقيقته. والحقيقة يصعب علينا أن يصاب السيد كيري بالأرق في هذه الظروف الدقيقة؛ لأن الأرق أحد أهم أسباب عدم التركيز في اتخاذ القرارات، وإذا حدث ذلك لوزير الدولة التي تصر على إدارة العالم، فإن هذا العالم سيصبح أكثر خرابا مما هو…
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
هل فعلاً يعيش العرب «فوضى خلاّقة»؟. وهل فعلاً هنالك أيادٍ خفية تلعب في مصائر الشعوب والحكام معاً في الوطن العربي؟. إن الأحداث القريبة منا تدل على ذلك؟. وتُدخلنا مدارات الدهشة!. مَن نُصدّق ومَن نُكذب؟ وهل القرار السياسي والعسكري فعلاً لم يعد في أيدي العرب ولو كانوا من أقوى الأقوياء في اللعبة السياسية؟. وهل ثورات « الربيع العربي» ما هي إلا « حُلم يقظة» استفاق منه العرب على حقيقة أن « الطغاة» السابقين (أهوَنَ الشرّين) كما نقول؟. وأن البلاد العربية التي «ضربتها» تلك الثورات عادت إلى الوراء ثلاثين أو ستين عاماً، كي تدخل متوالية جديدة، اعتقدت تلك البلاد أنها تخلصت منها؟. ويُصر بعض المفكرين العرب على وجود «فوضى خلاّقة» في العالم العربي عمادها الأيديولوجية وأطرافٌ خارجية – تماماً كما كانت « نظرية المؤامرة» التي أصابت العالم العربي في الثمانينات!، وأن الغرب والولايات المتحدة لا يعنيهما فرضُ الديموقراطية في هذا الجزء من العالم، بقدر ما يهمهما «تفكيك» المُفكك وتشتيت المُشَتت وخلق بؤر…
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
(ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر) أبي القاسم الشابي نقف على بابه. نخاف أن نفتح. نخشى أن نتقدم، لا نعرف ماذا ينتظرنا في الضفة الأخرى من حياتنا. بعضهم قد فتح الباب وانطلق وآخرون ما زالوا ينتظرون. إنه المجهول ما لا نعرفه عنه أكثر من ما نعرفه، إنها الرهبة من أشياء لا نعرفها، الخوف من غد و مما يحمله لنا الغد. لا نعرف ماذا ينتظرنا. الخطوة الثانية محسوبة، نلتفت ذات اليمين و ذات اليسار قبل أن نخطوها، نخشى أن نقع و لا ينتشلنا أحد، تقلقنا الوحدة و الغربة و المغامرة، و أن ينتهي بنا الطريق إلى لا مكان. في جعبتنا الكثير من الأحلام، أغلبها على قائمة الانتظار، و كم طالت انتظاراتنا!. هناك شيء يمسكنا و يحد من انطلاقتنا، لا نجد له تفسيراً مقنعاً، يطيل من جلوسنا. ننتظر التغيير أن يغيرنا و لا نبادر إلى أن نغير من أنفسنا. يقول ديباك شوبرا: ليس عليك أن تحمل أي أفكار، ماذا…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣
تمضي الأمور في ما يبدو لمصلحة توجيه ضربة أميركية ضد نظام بشار الأسد، ولكن لا شيء مضموناً حتى تراه في هذا الزمن الصعب، فالغرب يمر بحالة «إدراك ديموقراطي» كبير، فما من زعيم هناك يريد أن يقدم منفرداً على عمل عسكري في ذلك الشرق الأوسط الذي لا تنتهي صراعاته من دون أن يشرك معه البرلمان أو الكونغرس، ربما هي حالة «ما بعد الحداثة» في التطور الديموقراطي الغربي، وقد يصنف فيها باحثون أمثال الكاتب الشهير فرانسيس فوكوياما كتاباً، ولكن بينما يحصل ذلك ويعيش الغرب لحظاته الديموقراطية فإن مزيداً من السوريين يموتون كل يوم. بقدر ما هي لحظة تاريخية للغرب يتخلى فيها عن آخر طبائعه الاستعمارية العتيقة، وشعوره بمسؤولية «الرجل الأبيض» حيال «السكان المحليين»، فإنها لحظة تاريخية لنا نحن العرب، نحصل فيها على كامل استقلالنا الذي ناضلنا من أجله وهتفنا مطالبين بـ«الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، فنتحمل أوزارنا وحدنا، ومسؤولياتنا الكاملة عن حل مشكلاتنا وصراعاتنا وحدنا، ربما ليس بعدُ تماماً، ولكننا في طريقنا…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٣
تلقيت الكثير من التعليقات على مقال الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان «كيف تتعامل مع حرامي الأفكار؟» فشعرت، من خلال الردود، بأن الكثير من القراء يدركون أن نسبة عالية من الناس تنطبق عليهم صفة «حرامي الأفكار»، بل إن بعضهم «انقرص»، كما نقول في اللهجة الدارجة من «س» من الناس، ولكن المؤلم حقاً أن السارق هو من يُحتفى به في الحفلات التكريمية، ويحصل على المكافآت وشهادات التكريم والتحفيز، إضافة إلى صورة شخصية مع المسؤول الأول، بينما صاحب الفكرة الأصلية (المبدع) يرجع من الاحتفال حاملاً على كتفيه حسرة وندامة، وفي يديه خُفَّا حنين. ولكن الأشد ألماً ومرارة أن يتكرر هذا الوضع ويزداد، فيتراكم الإحساس به من جهة، ومن جهة أخرى نكون قد لامسنا حد البلادة وعدم الاكتراث، فتتكرر الحالة وتدور مراراً وتكراراً وكأن الأمر طبيعي لا اعوجاج فيه. كثير من المؤسسات تنبهت لهذه المعضلة غير الأخلاقية، ودعوني، من فضلكم، أتحدث قليلاً وباختصار شديد عن مؤسستي (شرطة دبي)، فقد أولت شرطة دبي الأفكار أهمية…
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٣
لا يفهم البعض أن الكتابة مشروعُ فصامٍ، كثيراً ما نكتب نصاً ساخراً يُضحك شخصاً واحداً على الأقل ودمع القلب متدارٍ خلف الورق، وكثيراً ما نكتب نصاً تراجيدياً أو رومانسياً ونحن نبذل جهداً في مسك أنفسنا من الضحك! الدراسة الاجتماعية الجديدة التي تؤكد أن 80٪ على الأقل من الإناث في العالم يكذبن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى هذه الدراسة ومخرجاتها، حين تتحدث فتاة عن موسيقى «أندريه رو» واللافندر في حديقة البيت يكون البيت أشبه بمنطقة منكوبة، وهناك على الأقل طفل مُعنَّف مازال يصرخ في جنبات الدار! وحين تضع سيدة ما صورة فنجان قهوتها الصباحية وتتشاركه مع شبكتها الاجتماعية، يكون الفنجان عبارة عن كأس جبنة «بوك» مثلاً، ومازالت بقايا الورق عليه، وحين تصف النكهة الفرنسية للقهوة، لاتكون أكثر من نسكافيه «3 x 1»، وعندما تستميت أخرى في وصف عشقها للطموح، وتصف نفسها بالسيرة المصغرة في «تويتر» أنها «عاشقة الطموح» فإنها تكون «مطقوقة رشيدي» قبل ساعة على أقل تقدير. وتلك التي تُكثر الحديث…
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٣
يقول المثل الغربي: "إذا صفعتني مرة فهذا خطؤك؛ وإذا صفعتني ثانية، فهذا خطئي". السؤال الذي يطرح نفسه، هو إلى متى ونحن نتلقى الصفعة تلو الأخرى، منذ بداية القرن العشرين، حتى الآن من أيادي القوى الاستعمارية الغربية؟ بل إن حالنا الآن أسوأ معهم من ذي قبل، فقد كنا نتلقى الصفعة تلو الأخرى، ولكن الآن أصبحنا نتلقى الصفعات تلو الصفعات وبالمجان المباح، ولا تستبعدوا الركلات تلو الركلات القادمة وبكرم غير مسبوق تاريخياً. فلم يكن نصيبنا من عولمة الغرب السياسي، غير عولمة العنف والفوضى والمزيد من التشتت والمقابر الجماعية. والغرب الذي أتناوله في موضوعي هذا، هو الغرب السياسي، وليس الغرب الحضاري أو المدني، الذي نعمت البشرية بمنجزاته ومعجزاته العلمية والصناعية وما تزال. الغرب السياسي، مبني على جلب المصالح للغرب لا غير، وبالحفاظ على حقوق الإنسان الغربي لا غير، وبأسلوب ميكافيلي مخادع، لا غير. الغرب السياسي، هو من صنع ودعم الأصوليات في منطقتنا، وأولها الأصولية الصهيونية وليس آخرها جبهة النصرة ودولة الشام والعراق، أو…
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٣
نبهنا فيصل مقداد، الرجل الثاني في وزارة الخارجية السورية، إلى أن حكومته لن تسكت على هجوم أميركي عليها، ولو أدى ذلك إلى قيام حرب عالمية ثالثة! وسبق للإعلام الرسمي السوري ترويج مقولة أن الهجوم على نظام الأسد سيشعل حربا كونية. طبعا، هذا هراء، فلا إسقاط النظام السوري، ولا شن حرب غربية، ولا رد فعل حلفاء الأسد في أقصى حالاته، يمكن أن يشعل حربا تتجاوز سماء المنطقة. الأسد استطاع جر الإيرانيين، وحزب الله، والروس لمساندته بالمقاتلين والسلاح والوقود. وفي الخندق المضاد، جاء الدعم الخليجي والتركي المادي والعسكري. كما هبت جماعات متطرفة، رأت في الفراغ والدمار فرصة للتسلل وبناء خلاياها، لها مشروع ثالث مختلف عن الأسد، وعن الشعب السوري. هذا هو واقع سوريا اليوم، لكن لن تتحارب من أجله روسيا والولايات المتحدة، ولن ينجرف الغرب إلى أكثر من عمليات محدودة، وسيسعون جميعا لتطويق النار فلا يخرج رصاصها خارج الحدود السورية. الدول الكبرى، غالبا، تتحاشى المواجهة، فتتقاتل عبر وكلائها. وقد رسمت لنفسها قواعد…
الخميس ٠٥ سبتمبر ٢٠١٣
واجهت مدينة ليفربول البريطانية قبل عدة سنوات مشاكل في ارتفاع عدد حوادث الحريق في المدينة. مرت على إدارة مكافحة الحرائق عدة أسماء. لكنها لم تستطع أن تقدم حلولا ناجعة حتى تم تعيين توني مغوايرك، رئيسا. كانت سياسة السيد مغوايرك واضحة. لن أصرح ولن أعد بأي شيء. سأعمل. زار خلال أسابيعه مئات المنازل والمصانع في المدينة؛ ليقف بنفسه على المخاطر التي تحدق بها. اكتشف خلال زياراته مشكلة كبرى تتمثل في أن أغلب المنازل التي تصفحها لا تتوافر فيها أجهزة الإنذار المبكر. ولا توجد فيها مخارج طوارئ ملائمة. بعد شهور قصيرة قام فريقه بتركيب 700 ألف جهاز إنذار دخان مجانا في منازل في ليفربول، وتصليح نحو 350 ألف جهاز لا يعمل. وزع آلاف طفايات الحريق على السكان. يأتي برفقة كل طفاية إخصائي يقوم بشرح استخدامها حتى لا تظل قطعة أثاث في المنزل. اتفق مع المدارس أن كل طالب ثانوية يحضر ورشة تدريب أولية على الحرائق في المدينة يحصل على تكريم في مدرسته…