زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
تختلف سوسيولوجيا التصوير، الفوتوغرافي والتلفزيوني، وفق ثقافة المجتمع الذي يتم التصوير فيه والفرد الممسك بالكاميرا. من خلال ثقافة المجتمع نستخلص ما يمكن تسميته: (ثقافة الزوم)، أي العوامل الثقافية المؤثرة في اختيار البؤرة الاجتماعية التي تحظى باستهداف الكاميرا لها. ففي حين تهتم المجتمعات المتطورة بتصوير الحدث المهم، تهتم مجتمعات أخرى بتصوير الشخصية المهمة الموجودة في الحدث، بغضّ النظر إن كان الحدث مهماً أو هامشياً. وهنا تكمن لعبة جذب الفلاشات إلى منصة الحفل، حيث يلجأ أصحاب المناسبة من أجل جذب انتباه الإعلام، إلى بذل مساع كبيرة للحصول على رعاية أو حضور شخصية «مهمة» إلى احتفالهم لتقوم الشخصية بجرّ الإعلاميين والمصورين إلى الاحتفال حتى لو كانت المناسبة هامشية لا تستحق التغطية. لا يغيب عن ذهني ما يمارسه الإعلام الغربي في سبيل صناعة النجم من مطاردة نجوم الفن مثلاً، فهذه حكاية أخرى ترتبط بالثقافة الرأسمالية لا الثقافة السلطوية، رغم الوعي بأن الرأسمالية تصنع سلطاتها وتُخضع المجتمع لها من أجل الكسب المستديم للمال من دون…
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
يكاد عمر لبنان الكبير ان يبلغ قرناً من الزمن، من دون أن تتوصل مكونات بلد الأرز بعدُ إلى التوافق على القبول جميعاً بنظام سياسي ينبذ العنف بكل أشكاله. لقد انتزع كل من هذه المكونات في وقت أو آخر، حق الفيتو على عمل هذا النظام، ولم يمر عقد في عمر هذا النظام من دون أن يجري التعبير عن هذا «الحق» بالعنف. أريدَ في النظم الحديثة أن تحتكر الدولة العنف والسلاح، لتتمكن من تنظيم تعايش المطالب المتضاربة وإدارة شؤون الناس. لكن النظام السياسي اللبناني حكمه العنف الأهلي، بما نزع عن الدولة اختصاصها الأساسي، وبات النظام برمته يخضع لتحولات ميزان القوى الأهلي. هكذا، وعلى امتداد التاريخ الحديث، فشل النظام السياسي في إيجاد أي حل لأزمة بين مكوناته، أو بين أحدها والدولة. ولم تتمكن كل التسويات والاتفاقات التي أبرمتها الطبقة السياسية من انتزاع «حق» الفيتو من أي من المكونات الطائفية. لقد أشار بعض النصوص إلى حل الميليشيات أو جمع السلاح، لكنه لم يسحب الاعتراف…
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
لن أكون صادقا لو وصفت سياسة قطر المقبلة بالثبات أو التحول، بعد أن أصبح الشيخ تميم أميرها، هل ستذهب في نفس الاتجاه، ونفس السرعة التي قاد بها والده الشيخ حمد، ونفس الظروف، وبنفس الرجال والنساء؟ الحقيقة لا ندري. الأكيد أن الشيخ حمد بن خليفة اختار الشيخ تميم ليكون ولي عهده، والآن اختاره ليسلمه أغلى ما عنده.. حكم دولة قطر. قرر تسليمه القيادة برغبته، وهيأ كل شيء لإنجاح الانتقال، لهذا نتوقع عهدا من الاستمرارية، ونتوقع أن تكون قطر تميم هي قطر حمد. خلال 17 عاما، أثبتت قطر لنا، أنه ليس بالمساحة والسكان تقاس عزائم الأمم بل تستطيع أن تقرر وتغير. وفي المقابل، اتضح أن العمل الفردي مغامرة بالغة الخطورة على الدول في عالم متوحش. باختيارها وقرارها، ركبت المخاطر وصارعت في بحر السياسة الهائج، وكانت أعواما صعبة حقا، على قطر والجميع. ولا يحق لنا أن نقول إن سياسات الدول اختيارات خاطئة أو صائبة لأنها تقرر بناء على ظروفها ومصالحها وآمالها. الذي يستحق…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
سوريا الخمسينات شجرة وارفة الظلال. حبلى بالآمال. كانت في السياسة موزعة على يمين ويسار. يمين ديمقراطي، يمثله نظام شكري القوتلي، على رؤوس بقايا هَرِمَة. متعبَة، من الجيل القومي العربي الأول الذي استنفد نشوته في تحقيق النصر على الاستعمار. وقعد متربعا على حكم تقليدي، منذ أواسط الأربعينات. لكن بلا أفكار جديدة. وجيل سوري آخر على اليسار. جيل استهوته الآيديولوجيا. أقليته ماركسية ستالينية. يقودها خالد بكداش. زعيم تاريخي أوحد. كردي مستعرب. فصيح في خطابه الشعبوي. ماهر ومجرِّب في دروب السياسة. وتُفْحِمُ نيابته البرلمانية ساسة اليمين واليسار، مستعينا بالأرقام الدقيقة عن بطء الإنجاز الحكومي. لكن أغلبية هذا الجيل السوري الجديد كانت، في الآيديولوجيا، قومية الهوى. مبهورة بشعارها (وحدة. حرية. اشتراكية). ويقودها حزب جديد (البعث). نَحَتَ الشعار مثقفو الحزب الدارسون في أوروبا. ولقنوه، في حوار ديمقراطي حر، لشباب الجامعة والثانويات الذين استهوتهم لعبة السياسة. في زخم هذه الحياة السياسية الصاخبة، أقدم أكرم الحوراني على إجراء تغيير محوري في حركة حزب البعث، بعد اندماجه مع…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
* ستعود لتُبهرنا الشاشة الصغيرة من جديد، ستعود لتشغلنا وتسلبُ ألبابنا وأوقاتنا، وتسرق منّا أحاديثنا الصغيرة على موائد الإفطار الرمضانيّة، وفي جلسات السهر الليليّة المُعتادة عند الكثيرين في رمضان، رمضان الذي أصبحنا نعرِفُه قادماً من إعلانات القنوات الفضائيّة عن برامجها ومسلسلاتها .. قبل أن نعرفه قادماً من هلالِه الفضيل ..! * الهلال الذي ننتظره بفارغ الصبر لنبدأ به شهر جميل وحميم من شهور السنة، شهر يمرّ علينا سريعاً كالبرق لا نكادُ نلحظه، ويكادُ أغلبنا للأسف يقضيه أمام شاشة التلفاز يقلّب بين القنوات الفضائيّة. * القنوات الفضائيّة التي نصُبّ جام غضبنا عليها لأنّها – في نظر بعض المشاهدين - الشيطانُ الأكبر الذي يسعى إلى إلهائنا عن الصوم والتعبّد، وإلى إجبارنا على التفريط في التزوّد بالعبادات ، وإبعادنا عن العمل على أخذ الأجر في أهم شهور السنة، وكأنّنا مسيّرون .. لا مخيّرون، القنوات التي نتّهمُها بإفساد الشباب العربي وتغريبهم وإبعادهم عن دينهم. * الدين .. الذي يُتاجر به من يُتاجر طوال العام…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
لم يكن باسم يوسف أول الساخرين في مصر المحروسة، ولن يكون الأخير. سبقه كثيرون في السخرية من حكام مصر المتعاقبين. إما شعرا أو نثرا أو من خلال الكاريكاتير أو المسرح أو السينما، ولكن ما ميز باسم عن غيره أنه لم يطرح نفسه بصفته مناضلا، بل حاول أن يقول رأيه في عهد الدولة التي يفترض أنها ديمقراطية فتم إقحامه عنوة في معركة الكفر والإيمان، وهذه هي مصيبة التيارات الإسلامية وأنصارها فهي تيارات لا تطيق الرأي الآخر أبدا، ولا تبذل أي جهد لإصلاح نفسها لأنها تفترض دائما أن منتقديها هم بالضرورة خصوم للدين الإسلامي وليسوا خصوما لمنهجها الذي تسبب في كثير من الأحيان في الإساءة إلى صورة هذا الدين الحنيف. من وجهة نظر شخصية أعتبر باسم يوسف أحد أهم المجاهدين في هذا الزمان، صحيح أنه يرتدي البدلة الإفرنجية، وربطة العنق لا الملابس الأفغانية ولكنه مجاهد حقيقي في مواجهة طوفان من الأفكار الرجعية التي تسعى إلى إعادة مصر والعالم العربي بأسره إلى العصور…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
مع التغير الذي يمر به العالم العربي بما يُسمى بـ«الربيع العربي» أو «الثورات العربية»، يبدو أن هناك معوقات كبيرة ومتأجذرة لعملية التحول الديموقراطي الحقيقي في هذه البلدان، فتلك الدول ومنذ استقلالها عاشت مرحلة ضعيفة من حيث العملية التنموية الشاملة التي هي الأساس في أي عملية تحول ديموقراطي حقيقي يحمي المكتسبات التنموية في حال وجودها، في معظم البلدان العربية، ومع الأسف الشديد، لم تتحقق التنمية من حيث نوعية التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية ولم نجد دوراً حقيقياً فاعلاً لمنظمات المجتمع المدني في دولنا، تلك المنظمات المدنية تابعة للأنظمة وليست مستقلة، كما نشاهد دور منظمات المجتمع المدني في الغرب، لذا نجد دورها ضعيفاً في عملية التحول الديموقراطي في مجتمعاتنا، أما من حيث وجود الأحزاب المعارضة في بعض بلدان الربيع العربي فلقد كانت مؤسسات تكميلية لتجميل الأنظمة العربية، مثل هذا الضعف في البنية السياسية والثقافية في مجتمعاتنا هو ما يجعلنا نعيش هذا التخبط السياسي في منطقتنا العربية، فمثلاً دول أوروبا الشرقية وعند خروجها من…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه المرحلة التي تمر بها الفتاوى والدعوات للجهاد السوري بما مضى قبل ثلاثة عقود في الجهاد الأفغاني وما تلاه من مراحل أخرى، بل إننا بإجراء تغييرات طفيفة في «مفردات وأسماء ومناطق» عناصر هذه القضية، يتبدَّى لنا أن التاريخ يكاد يعيد نفسه الآن، ففي الجهاد الأفغاني استُخدمت واستغلت المنابر والفتاوى والخطب المنبرية كأداة من أجل التهييج وإلهاب العواطف وكان من عواقبها وآثارها ما كان، وها هي الآن الفتاوى تتزايد، وبعض الدعاة يتسابقون في الدعوة إلى وجوب الجهاد والنفرة ضد النظام السوري، وفي تدفق المقاتلين العرب والأجانب إلى أرض سورية تكرار مشكلة المقاتلين في أفغانستان، فهؤلاء سيصبحون قنبلة موقوتة للمنطقة بأسرها، بل وأبعد من ذلك، خصوصاً مع تصاعد خطاب وأعداد السلفية الجهادية، سواء التابعة لتنظيم القاعدة أو غيرها. منذ أيام دعا ممثلو 76 رابطة ومنظمة إسلامية في اجتماع عقده المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي في القاهرة. من خلال البيان الذي صدر باسم «علماء الأمة الإسلامية لنصرة الشعب السوري»،…
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣
خلق الله البشر وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتعايشوا، والأساس في الأمور الخير واقتضت الحكمة الالهية اللجوء الى الأدب واللين حتى في مخاطبة الفرعون، كما ان لله عز وجل سننا في أمور وحوادث كثيرة، ومن الثوابت ان لكل مهنة أصولها وتقاليدها وبروتوكولاتها والتى يفترض على من يسلكها ان يحترمها حتى يحقق ما يصبو اليه. فالسياسة عبر التاريخ هي فن الممكن ومن يتجشم طريق العمل السياسي لا بد له من التزام أصول وقواعد اهمها التعقل والواقعية والذوق والتأدب حتى مع الخصوم والأعداء، فعظماء التاريخ هم من استطاعوا اكرام الاعداء حتى بعد هزيمتهم وكسبوا قلوبهم فقتلوا العداوات وتجنبوا إهانة الاعداء، ولذا يتوجب على السياسي الماهر أن يتوافق مع السياسات العامة للدولة التى يخدمها وأن يتماهى مع إستراتيجيتها وأن يعرف إمكانات دولته بحيث لا يرتكب حماقات تثير الدول الأخرى. وتُعرف الدبلوماسية انها (مجموعة المفاهيم والقواعد والأعراف التي تنظم العلاقات بين الدول بهدف خدمة المصالح العليا للدول) كما ان من قواعد العمل في الاحزاب السياسية…
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
اتخذتْ مؤشرات التنمية البشرية خلال الأعوم الخمسة الماضية اتجاهات أكثر تفصيلاً، وأكثر شمولية، وجمعتها تحت مظلة السياسات الاجتماعية. ابتكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تلك المؤشرات المهمة، كانعكاسٍ لخبراته التراكمية ونتائج أبحاثٍ امتدتْ نحو قرنٍ مضى من الحياة البشرية، تركّزتْ على دراسة آثار السياسات الاقتصادية ودور الثروات والأزمات المالية والبيئية، وما تخلّفه وراءها في حياة المجتمعات. كان مؤدّى تلك الرحلة الطويلة اكتشاف أنَّ هناك عوامل أخرى لا تقل أهميةً عن دور تلك المذكورة أعلاه؛ فالأنظمة السياسية والاجتماعية، والخبرات الحضارية للمجتمعات، وأنماط الحياة المتخلّقة كنتيجة عنها، كانت لها أيضاً آثارٌ عميقة، قد تؤيد أو تلغي الآثار المتأتية عن السياسات الاقتصادية والتنموية المعمول بها. هذا بدوره أفضى لابتكار مؤشراتٍ خلاقة جديدة على مستوى سلّم مؤشرات التنمية البشرية، ووصل بها إلى مستوياتٍ أعلى حتى من مجرّد قياس ومعرفة ما تحقق بشرياً، إذْ أصبح العالم بمواجهة شبكة مؤشراتٍ إنسانية أكثر من كونها بشرية، تأخذ في الاعتبار أبعاداً لم يكن مقدّراً لحزمة المؤشرات البشرية استيعابها، ولعل…
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
تواجه الدول تحديات جمة لتحقيق التوازن في ثنائية الطاقة والمياه. الذي يختلف، هو شكل ذلك التحدي طبقا لظروف كل دولة أو منطقة. كما أن الحديث عن علاقة الطاقة بالمياه يتوجب بالضرورة الحديث عن التغير المناخي، وإنتاج الغذاء، وكذلك العوامل التي تساعد على النمو الاقتصادي والسكاني. ووسط هذا التعقيد في مسألة الطاقة والمياه، لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أولويات واضحة لا بد من فهمها وإدارتها بصورة جيدة. وخير مثال على ذلك مسألة المياه، وكما نعلم أن أبوظبي ودولة الإمارات بصفة عامة من المناطق القاحلة في العالم، والمياه الجوفية هي المصدر الأكبر للمياه العذبة الطبيعية في بلادنا، وهي مصدر غير متجدد، حيث يرجع تاريخ تخزينها إلى آلاف السنين إبان العصر الجليدي الأخير. احتياطيات المياه الجوفية هي مخزوننا من المياه العذبة الذي يضمن أمننا المائي على المدى الطويل، ومع ذلك، نحن نستهلك تلك المياه الجوفية بمعدلات غير مستدامة وبنسب عالية من إجمالي المياه المستهلكة في أبوظبي والتي يستخدم معظمها في أغراض الزراعة. المصدر…
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
ضمن سياق التخبطات «الإخوانية» المستمرة والمستقرة بعد وصولهم لسدة الحكم بمصر أطلق عصام العريان نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الشورى تصريحات شديدة العدائية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تصريحات استهجنها الكثير من المصريين قبل غيرهم، وعبرت عن ذلك تصريحات ومواقف أعلن عنها كثير من المصريين إنْ عبر برامج إعلامية شهيرة أو مظاهرات عفوية أو غيرها من وسائل التعبير. قال العريان في حديثه المشين طالباً من السفير المصري علي العشيري مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية أن يقول للإمارات بأن «صبر المصريين نفد، وأن سلوكهم مشين، ويجب أن يصل إليهم أن مصر لن تتوجع لأنهم صمدوا 60 عاماً بلا توجع»... هو هنا يتحدث عن «الإخوان المسلمين» وليس عن المصريين كما هو واضح، وأضاف «واهم من يتوقع حدوث شيء في 30 يونيو، يجب أن يفهموا (يقصد الإمارات) جيداً أن سندهم الوحيد هو مصر، وأن تسونامي القادم سيكون من إيران وباكستان وليس…