الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
ماذا يعني أن يعلن شيخ، الجهادَ من القاهرة ضاربا عرض الحائط بسيادة الدولة المصرية؟ أولى علامات سيادة الدولة هي انفرادها من دون غيرها على أرضها بقرار الحرب والسلام. هذا القرار في نظام الدول ذات السيادة تملكه الدولة ولا تملكه الجماعات، هذه أولى خصائص الدولة الحديثة التي من دونها ينتفي النظام الدولي الذي أسست له معاهدة وستفاليا 1648. هذه المعاهدة أرست مفهوم سيادة الدولة المطلقة في داخل أراضيها وحقها في التمثيل الخارجي، معاهدة دولية محورية انبثق منها النظام الدولي والعلاقات الدولية والتي تطورت للنظام العالمي الذي نشهده الآن. ومن هنا يكون إعلان الجهاد الذي أصدرته مجموعة في القاهرة تسمي نفسها «علماء الأمة» أمرا شديد الخطورة بالنسبة لمستقبل الدولة العربية الحديثة من عمان إلى المغرب.. إذ ينتقل هنا قرار إعلان الحرب (الجهاد) من قبضة الدول وينتقل إلى الجماعات، وبهذا تنتفي أول أعمدة الدولة وهو السيادة. بداية بالنسبة لمصر يكون السؤال: هل ترهلت الدولة المصرية في عهد الإخوان للدرجة التي تتخلى فيها عن…
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
الأوضاع تتغيّر، والمواقف تتبدل، وغالبية الشواهد تؤكد حدوث تغيرات في المواقف الدولية تجاه الأزمة السورية، وأن الفشل والعار اللذين ظلا يلاحقان حركة المجتمع الدولي سيتغيران خلال الأيام القليلة المقبلة، عبر طرح آليات جديدة «غير ناعمة» تتناسب مع بشاعة النظام السوري المستمر في القتل والتشريد والتدمير، المساند من إيران، و«حزب الله» اللبناني ميدانياً، ومن روسيا سياسياً. أول الشواهد الواضحة، الحركة الديبلوماسية السعودية النشطة خلال الأيام الأخيرة بوجود الأميرين سعود الفيصل وبندر بن سلطان في عواصم عدة، وقطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إجازته الخاصة التي كان يقضيها في المغرب، وعودته إلى بلاده، نظراً إلى تداعيات الأحداث في المنطقة، وتطورات الأزمة السورية وإعلان ذلك رسمياً. الشواهد الغربية، مراجعة الرئيس الأميركي باراك أوباما حساباته في شأن الثورة السورية، وإعلان موافقة إدارته على تسليح المعارضة، بعد أن ظلت فترة طويلة متذبذبة ومرتبكة ومتحفظة على تسليح الجيش الحر، وذلك بعد إعلان واشنطن وباريس ولندن أن نظام دمشق استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري.…
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
بدأت دبي بتقديم عروضها للفوز باستضافة معرض «اكسبو 2020» الذي يمثل منصة مهمة لمعالجة قضايا وتحديات النوع البشري وكل أنواع الأحياء الأخرى في همومها الكونية. وتواجه دبي منافسة أربع مدن هي (حسب الترتيب الأبجدي العربي): إزمير التركية، وإيكاترينبرج (روسيا) وأيوتهايا (تايلند)، وساو باولو (البرازيل). كيف لدبي المدينة الناشئة أن تواجه هذه المدن ذات الأسماء الرنانة وحفرت أسماءها أخاديد في التاريخ وما قبل التاريخ.. سنعرف المفارقة، والبصمة السرية السحرية، فقط حينما نتخيل أن دبي تقدمت لاستضافة المعرض قبل 50 عاماً فقط.. ماذا ستكون عليه الحال..؟ ستصبح دبي نكتة المواسم والمنتديات لو فعلت ذلك، أيام العوز والكفاف والعزلة، إذ كانت قرية تنتظر أن يعود الصيادون بعشاءات الأطفال الغرثى الكسيري الخواطر. وما كان سيدور بخلد حاكمها الفذ، آنذاك، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أن يرمي بدبي في تيه المقامرات وأبعد من الدرواز، لتنافس أي مدينة أخرى، بما في ذلك مدن مجاورة. لأن دبي كانت مدينة ـ قرية تترعرع، في فضاء قاحل وموحش،…
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
أدوات التواصل الحديثة تشعرك بارتجاج عنيف، إذ ليس هناك شيء مستقر في مكانه. في كل دقيقة وأنت في حال، فتقلبات الأحداث تجعل من جريانها أداة تحريك مستمر، ولأن الواقع السياسي يغلي في بقاع مختلفة من عالمنا العربي، وهو واقع استخدم فيه الدين من جميع الأطراف بحثا عن التأيد والاستقطاب، وحول هذا الوضع انقسم الناس بين مؤيد ورافض لذلك الواقع، وتفلتت أعصاب المختلفين، مستخدمين لغة حادة في التراشق لا تتناسب مع الحجج الدينية المرسلة من الأطراف المتجادلة، وغدا الجميع إما مدافعا أو مهاجما مسخرا كل الإرث الديني لاظهار صدق دعواه في ذلك الاختصام الحاد. ولأن واقعنا سريالي، كان لا بد من ظهور نماذج سريالية مصاحبة له تتناسب مع الوضع القائم. فمع انطلاق الدعوة للجهاد في سوريا من قبل مجموعة من المشايخ (والتي أسقطت شرط أن يكون إعلان النفير من قبل الحاكم) تسابقت الأصوات المؤيدة في إشعال جذوة الحماسة في روح الشباب من غير أن يكون للداعين تواجد على أرض المعركة!! ومع…
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
أستأذن الإخوة الكرام، وقدوتنا من أصحاب الفضيلة ومن طلبة العلم أن يعيدوا ضبط مطالبهم على الفضائيات والمنابر بالنفرة والنصرة للشعب السوري رغم آلاف الصور المؤلمة والموغلة في الوحشية وانتهاك الكرامة الإنسانية. أستأذن آبائي الكبار من العلماء وإخواني من طلبة العلم حين أدعوهم إلى دراسة فاحصة لمآلات وخراج الأنموذج الأفغاني الذي شوه في النهاية كل القيم الإسلامية السامية العليا لمفهوم (الجهاد)، وألا نكرر ذات التجربة في الأنموذج السوري. سورية ليست أبداً بحاجة إلى مقاتلين بقدر ما هي بحاجة إلى مواقف شعبية وسياسية وإلى الدعم المكتمل على كل الأصعدة. الشعب السوري سيدفع قريباً مثل الشعب الأفغاني، ثمناً باهظاً لكل الذين يحاربون عنه بالوكالة، ومن أجل مستقبل هذا الشعب أرجو أن نتدارس الأمر بعقل قبل أن نضع سورية في الطابور خلف الأنموذج الأفغاني. سورية لا ينقصها مئات آلاف الشباب من داخلها، وحتى من خارجها، فإن أرقام حركة الإخوان السورية وحدها تتحدث عن خمسين ألف شاب في دول الجوار. في أفغانستان كنا نشحن الآلاف…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
لأن زعيم حزب الله اعتاد على التمجيد والمديح ثلاثين عاما، لم يعتد يحتمل جلده من يقول له أنت مخطئ لأن ميليشياتك تشارك في ذبح آلاف السوريين. فقد اعتاد على أن معظم وسائل الإعلام العربية تضعه فوق رؤوس الجميع، وتغني له، وتعير به زعماء المنطقة، وتبرر له أخطاءه وخطاياه، هذا إن تجرأ أحد على نقد المقدس، زعيم حزب الله! وبالتالي ليس غريبا أن يظهر غاضبا، لائما، لأنهم ينتقدون جرائم منظمته، ولأنهم يشككون في نواياه، ويحرضون عليه ويدعون لقتاله. بعد سنين من التدليل والتدليس يعتقد السيد أن ملايين العرب، خارج طائفته، عليهم ألا ينتقدوه، أمر غريب حقا! يقتل أهاليهم، ويهين مذهبهم، ويحتل قراهم، ويشرد الآلاف ثم يستنكر رئيس حزب الله على العرب الآخرين غضبهم منه، أمر في غاية الغرابة. إنه بالنسبة لنا ليس شيعيا بل شخص متطرف مثل أسامة بن لادن والظواهري، وحزب الله مثله مثل «القاعدة» وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية. العرب المضحوك عليهم، المغرر بهم لثلاثين عاما، استيقظوا متأخرين…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
في اللحظة التي يواجه فيها مصيره واستحقاقاته الكبرى، يبدو العالم العربي مشلولاً، كأنه من دون خيارات ومن دون غطاء. ينتظر ماذا ستفعل واشنطن. وواشنطن لن تفعل الشيء الكثير. انكشفت خدعة المقاومة قبل القصير بزمن طويل، لكن التدخل الإيراني في الشام العربي يتوغل وبمساعدة عربية. قوات النظام السوري اضطرت تحت وطأة الثورة إلى الاستعانة بميليشيا «حزب الله»، وبميليشيات أخرى من العراق. خزانة النظام تتآكل بفعل تكاليف الحرب والعقوبات والهجرة المستمرة، ويأتي التعويض من إيران. وعندما تكون حاجة النظام السوري إلى أمنه وأمواله معتمداً على الخارج، يصبح قراره رهينة هذا الخارج. الأردن في حال استنفار وارتباك. في لبنان اختطف «حزب الله» قرار الدولة لصالح المرشد الإيراني. كل ذلك يحصل ومصر غارقة في أزماتها السياسية التي تتوالد في شكل يومي. والسعودية تبدو غارقة في صمت لم تخرج منه بعد. لا يعني هذا أن السعودية لا تفعل شيئاً. هي تفعل، لكن من الواضح أن ما تفعله غير كاف، وأن صمتها لا يساعد كثيراً. ما…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
إذا استخدمنا مصطلحات «الربيع العربي»، أمكن القول إن تركيا أنجزت مهمة «الحرية» في 2002، مع وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة. مذاك وهي تخوض معركة الانتقال المديد والمعقد إلى «الديموقراطية». وما الانتفاضة التي تشهدها اليوم بقيادة الطبقة الوسطى المدينية وشبانها، سوى محاولة شجاعة لتقصير ذاك الانتقال وتصويبه، ذاك أن الحزب الإسلامي الحاكم، الذي قاد عملية إزاحة العسكر، أبدى قصوراً ملحوظاً في ما خص التحول الديموقراطي، بسلطانية زعيمه أردوغان وعجزه عن الفصل بين العام والخاص كما بين الديموقراطي والأكثري. ولما استقر حزب العدالة والتنمية طويلاً في السلطة، بات تناقضه مع الانتقال إلى الديموقراطية عبئاً مضاعفاً على الانتقال المذكور. في المقابل، كانت الثورة الإيرانية في 1979 أدلجةً وتمتيناً للاستبداد العادي الذي سبق أن مارسه الشاه البهلوي. وفي ما خص مسألة المواطنة والمجتمع السياسي وحقوق النساء وحرية الاعتقاد والإبداع والإصلاحات الزراعية، وسّعت سلطة الخميني المسافة التي كانت تفصل إيران عن الحرية، وتالياً عن الديموقراطية. في هذا المعنى، هبت الريح الإيرانية على العالم العربي…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
الكنغر حيوان يقفز ولا يمشي، وهذه حكاية سعودية من أستراليا بلاد الكنغر بإمكاننا أن نتعامل معها بالقفز الإيجابي بحيث نصل إلى ما يفيدنا منها، أو بالقفز السلبي بحيث نترك أساس الموضوع ونشتم أستراليا وأهلها وكناغرها (لا أعرف جمع كنغر!). تقول الحكاية إن قاضيا أستراليا احتار في أمر سيدة سعودية منقبة تواجه حكما بالسجن لستة أشهر، وقال: (أنا لا أرى إلا عينيها)، هيا بنا نقفز قفزتنا السلبية المتوقعة ونقول إنها حرب صليبية على النقاب تكشف تناقض هذه الدول التي تدعي المساواة ثم تتعامل بعنصرية مع المسلمين، ثم نفتح هاشتقا في تويتر نطالب فيه بمقاطعة لحوم الأغنام الأسترالية. بعد أن ننتهي من القفزة السلبية من الأفضل أن نجيب على سؤالين أساسيين كي نقفز قفزتنا الإيجابية: ما هي التهمة الموجهة إلى هذه السيدة السعودية كي تكون في هذا المكان؟، والثاني: ماذا فعل القاضي كي يتعامل مع هذه السيدة المنقبة؟. باختصار، هذه السيدة تركت طفلها الذي يبلغ أربعة أشهر في سيارة مفتوحة النوافذ لمدة…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
• التلكؤ الدولي هو الذي جعل هيئة علماء المسلمين تعلن الجهاد في سوريا، وهي إشارة لمن يحسن الالتقاط كي يعرف أن الأمور قد بلغت مداها مع بشار، وأننا بحق لم نعد نحتمل كعرب ومسلمين وجود هذا القاتل بيننا، وأن عليه أن يرحل مثله مثل غيره ولا كرامة. • إعلان الجهاد على بشار وحلفائه الطائفيين من مصر تحديداً؛ هو العلامة الفارقة لمجيء عصر آخر يختلف تماماً عن كل ما عهدناه وتعايشنا معه، وما لم يُدعم السوريون بالأسلحة التي يستطيعون بها الخلاص من هذا الطاغية وأعوانه فسنغرق جميعاً في حروب طاحنة وطائفية تغير وجه المنطقة كاملاً وإلى الأبد. • الخطيئة الكبرى أنه لم يتم التعامل مع السوريين منذ البداية كثوار من حقهم أن يتخلصوا من طاغية؛ لكن العكس هو الذي حصل وأدى إلى هذه المأساة حينما تم التعامل مع بشار كحاكم مقدس لا يصح خلعه ولا تنحيته وهذه هي النتيجة. • وصلنا إلى كلمة الفصل والأداة الأخيرة التي تزلزل عروش الطغيان وتقلبها…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
عندما صِيغ مصطلح «الهلال الشيعي» قبل أعوام كان ذلك في معرض التحذير من مشروع التمدد الإيراني عبر المشرق العربي. الآن وبعد هزيمة الدول الإقليمية الكبرى في معركة القصير وشعور الأصولية الشيعية بنشوة الانتصار، المتجلية في تدفق مئات المتطوعين الشيعة من العراق والرعاية الإيرانية المعلنة للحرب، فإن الهلال بصدد التحول إلى محور سياسي طموح يمتد من طهران حتى بيروت مروراً ببغداد ودمشق. ستخرج خرائط من أدراج وزارة النفط الإيرانية لمد خط أنابيب عبدان - طرطوس للنفط والغاز الإيراني، وخرائط أخرى من أضابير هيئة السكك الحديد الإيرانية لمد سكة حديد طهران - دمشق، بل حتى بيروت. لِمَ لا؟ فالزمان زمانهم. لا أبالغ، فثمة أفكار حقيقية لمشاريع مثل هذه تحدثت عنها طهران منذ أعوام ولكن لم تقدم عليها، ولكنها ستفعل في الغالب بعدما تحسم المعركة لمصلحتها في سورية، فمن الطبيعي أن تعزز انتصارها على الأرض بربط محورها المنتصر بمنظومة سياسية واقتصادية وعسكرية واحدة. سيحقق مرشد الثورة الولي الفقيه آية الله خامنئي حلمه بالخطبة…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٣
مجموعة من شباب الخليج (نفخوا الصفارة) كما يقول المثل الغربي، كناية عن قرع الجرس للفت الأنظار وإشاعة الانتباه حول أوضاع الخليج العربي المهدد استراتيجيا. المجموعة من عشرين شابا وشابة أصدروا دراسة تتكامل مع بعضها، حول الأخطار المحيطة بالخليج. ليس مهما الآن أسماؤهم أو حتى ما نشروه من صحيح الأفكار أو إمكانية إخضاعها للمناقشة، المهم أن العمل يلفت النظر إلى التحولات الكبرى التي تحدث حولنا، ودور أهل الخليج فيها، وما يمكن أن ينتج عنها من مخاطر، والأهم أنها صادرة من عقول خليجية شابة تشعر بالتحديات حول مستقبلها، من المصادفة أن يكون العنوان الذي اختارته هذه المجموعة «الخليج 2013.. الثابت والمتحول» من إصدار مركز الخليج لسياسات التنمية ومقره الكويت، والمتحول في تقديري أكثر من الثابت، بل إن عناصره تزداد ليقلب الثبات إلى تحول. ليس في نيتي هنا أن أدخل في مناقشة مفردات هذا العمل، فهو في التفاصيل ليس جديدا على المتابع، أهمية الدراسة أنها وضعت بين دفتي مطبوعة على النت، أقر أصحابها…