الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣
هكذا المشهد في سورية منذ عامين: اختطاف عائلات. اغتيالات واسعة. اعتقالات تعسفية. نحر أطفال. حمام دم وأشلاء أبرياء. مذابح جماعية ومجازر يومية. هدم المنازل والمساجد على رؤوس أهلها والمصلين. نظام دموي فاتح شهيته للقتل والتدمير والتعذيب. حصار للمدن والبلدات السورية بالدبابات والطائرات والأسلحة الكيماوية. عصابة «بعثية» إجرامية تنشر الموت على امتداد الوطن السوري. نظام مجرم يتفنن في طُرق ذبح وقتل الأبرياء، ولا يزال العالم «يجبُن» عن مواجهته وإنهاء مأساة الشعب السوري! بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة لنظام الأسد، تأرجح الشارع العربي، فبعض العرب عند سؤالهم عن رأيهم حول تلك الضربة، تأتي إجاباتهم بأنهم على رغم عداوتهم للكيان الصهيوني (الإسرائيلي)، بصفته مجرماً وعدواً ومحتلاً لأرض عربية، ويقتل وينفذ الجرائم والمذابح بحق الفلسطينيين، إلا أن نظام الأسد مجرم ودموي مثله، إذ قتل حتى الآن نحو 70 ألف سوري، ولا يزال يمارس «العربدة»، ويرتكب جرائم ومجازر، لذلك فهم ينظرون إلى تلك الضربة بمنطق «دع هذا الفخار يكسر بعضه»! وأنها وإن كانت من كيان مجرم…
الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣
يقال: أهل مكة أدرى بشعابها. وهذا المثل القديم كان معنيا بمعرفة جغرافية مدينة مكة ذات الجبال والشعاب المتداخلة، والتي تفضي منحنياتها إلى أحياء وأزقة وبرحات وأسواق ومواقع، كان هذا فيما مضى من سالف العصر والأزمان، أما الآن فكثير من تضاريس مكة أزيلت، وغدا أهل مكة يبحثون عن منازل يسكنونها، وليسوا في حاجة لذلك المثل العريق. وقد سبق أن كتبت عن نزع ملكيات عقارية في مكة المكرمة استهدف جزءا من منطقة الفلق وجبل قرن، وهي عقارات تم إزالتها وقابل نزعها تأخر في تعويض أصحاب العقارات، وقلت ــ حينها ــ إن تأخر التعويضات أمر غير مستساغ البتة، حيث أن أي جهة أو منطقة يتم اختيار نزع ملكيتها للصالح العام تكون ميزانية التعويض جاهزة، وإذا كان هذا هو الوضع الحقيقي، فلماذا يتم حجب التعويض لشهور أو لسنوات؟ فالمواطن الذي وجد عقاره ضمن الإزالة من حقه ــ شرعا وقانونا ــ أن يعوض في الحال. إذا، لماذا يحدث تباطؤ شديد في تسليم المواطنين حقوقهم من…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣
يسود التأزم السياسي والمجتمعي كلَّ البلدان العربية التي جرى فيها التغيير في الحاكم أو نظام الحكم. وهذا إنْ دل على شيء؛ فإنه يدل على أن الذين وصلوا للسلطة أو كادوا، لا يملكون توجهاً واضحاً ولا بدائل يمكن المسير فيها بشيء من الثقة. وهذا أمر مختلف عن الحديث الآخر الذي يقول إن العالم العربي يمر بمخاض هائل، تحوطه استنزافات آتية من إسرائيل وإيران في الإقليم، ومن الصراع الدولي على المنطقة بين الكبار. ولنبدأْ بحالتي سوريا والعراق، باعتبار أن التأزمَ فيهما ما أفضى إلى تغيير الحاكم بعد. فنظام الحكم السائد في العراق منذ عشر سنوات، من صناعة أميركية إيرانية. وقد رُتّبت مجريات «العملية السياسية» بحيث يسود طرف غالب، موزَّعُ الولاء بين إيران وأميركا، أما سيطرته داخلياً فتعتمد على الجيش وقوات الأمن التي بُنيت بطريقة تُخضعُها قانوناً لرئيس الوزراء. وخلاف المالكي مع الأكراد في الحقيقة خلاف على الحدود، وعلى كركوك، لأنهم لا يزالون ماضين باتجاه الاستقلال، وميزانهم في التوقف أو التقدم في العملية…
الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣
حرصت تماما في الأسبوعين الأخيرين أن أتسمر مغرب كل جمعة أمام القناة الأولى للتلفزيون السعودي وهي تعرض تسجيلا لبعض جلسات مجلس الشورى الموقر. وبالمناسبة لا أعرف من أين جاءت كلمة (الموقر) التي أصبحت توصيفا لغويا كلما كتبنا اسم المجلس. والخلاصة أنني توصلت إلى واحد من أحد حلين: إما أن يغير المجلس (الموقر) طريقته المعلبة في نقاش القضايا التي تعرض عليه، وإما أن تتوقف القناة الرسمية عن عرض هذا التسجيل كي لا يفقد الشعب الكريم ثقته بمجلسه البرلماني. اختتم المجلس الموقر جلسته مساء البارحة بالتصويت على المادتين الأخيرتين بعد قراءته لتقرير مستشفيات العيون الوطنية. في التوصية الأولى (يؤكد المجلس على ضرورة إنشاء سجل وطني لأسماء المصابين بإعاقات بصرية)، وفي الثانية (يوصي المجلس بالتوسع في برامج الزمالة العليا لأطباء العيون). هكذا كانت التوصيتان بالضبط، ولكن المفاجأة المدهشة أن ثلاثة أعضاء اعترضوا على التوصية الأولى، فيما اعترض سبعة أعضاء على التوصية الثانية. وبودي أن أسأل: هل قرأ الإخوة الأعضاء في المجلس (الموقر) كلمة…
الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣
«إن الرئيس السوري لم يبدل من مواقفه بعد مقتل أكثر من 70 ألف مواطن، وخسارته السيطرة على رقع واسعة من دولته، ولم يبدل مواقفه عندما تعرض رئيس وزرائه لمحاولة اغتيال.. الرئيس السوري لن يغير من سياسته إلا إذا قتل له أحد أو تعرض هو لمحاولة اغتيال». هذا استنتاج صائب لأحد السياسيين بعد أن أخطأ كثيرون في فهم قدرات الرئيس بشار الأسد على المناورة. في رأيي، ومن متابعتي الطويلة له، هو أخطر من أن تختصر إمكاناته في قواته وأجهزته الأمنية رغم ضخامتها. رأيي أن أخطر ما في بشار الأسد.. بشار الأسد نفسه. شخصيا يوحي لضيوفه بأنه جاهل، بلا قدرات، ولا يستطيع أن يقرر ماذا سيفطر غدا. إنما حقيقة شخصيته تتجلى في اثني عشر عاما من الرعب والسير على حافة الهاوية، ونجا من كل مغامراته وجرائمه إلا أزمته الحالية، ربما. وأخشى أنه حتى لو خسر معركة دمشق المصيرية اليوم، قد ينجح في البقاء رئيسا وبدولة ما، ويظل شوكة تدمي المنطقة. ومع أننا…
الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣
هل «الجمهورية الإسلامية» الإيرانية نظام طائفي؟ إذا كانت كذلك، فكيف يتفق هذا مع حقيقة أنها تتبنى «المقاومة»، وتستثمر في ذلك كثيراً؟ ما يفرض هذا الموضوع حقيقة أن المنطقة تشهد في العقود الأخيرة تحول الطائفية من كونها موروثاً ثقافياً دينياً إلى قوة سياسية فاعلة ومدمرة على الأرض. ما يحدث في العراق والبحرين وبخاصة في سورية، يجسد هذه الحقيقة في أبشع صورها. لم تكن الطائفية بمثل هذه الصيغة البشعة موجودة من قبل. كانت الطائفية الممأسسة والمسيّسة هامشية. السؤال: متى عادت الحياة إلى الطائفية على هذا النحو في العالم العربي؟ وعلى يد من حصل هذا؟ هل حصل قبل الثورة الإيرانية أم حصل بالتزامن مع هذه الثورة تحديداً؟ بالنسبة إلى المسؤولين الإيرانيين، كما للكثيرين من تيار الصحوة الإسلامية، المسألة واضحة. الغرب هو الذي يغذي الطائفية والصدامات الطائفية لتحقيق أهدافه. آخر من قال بهذا مرشد الثورة الإيرانية الإمام علي خامنئي، وذلك في «مؤتمر الصحوة الإسلامية» الذي عقد في طهران قبل أيام. في كلمته خلال المؤتمر…
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
كانت تجربة ثرية تلك الرحلة الميدانية التي جمعتني بعدد من كتاب الرأي والإعلاميين الإماراتيين والعرب المقيمين في الإمارات. في صبيحة يوم الخميس الموافق 11 من الشهر الماضي، اجتمعت وفريقي مع ضيوفنا الإعلاميين قبل الانطلاق في رحلة ميدانية إلى القرم الشرقي. وكم كنت في غاية السعادة وأنا أستمع لأسئلة وتعليقات ضيوفنا من الوسط الإعلامي حول أشجار القرم ولماذا نكثف الجهود لرعايتها وحمايتها. فعلاً.. لماذا القرم؟ هناك ثروات طبيعية متوارية عن الأنظار رغم تأثيرها الكبير في التنوع البيولوجي ودورها المهم في توازن الطبيعة. من هذه الثروات شجر القرم. تدل كلمة القرم على مجموعة من الأشجار والشجيرات المتحملة للملوحة المرتفعة ذات الأخشاب والأوراق دائمة الخضرة، والتي تنمو في بيئة عالية الملوحة كالأراضي الطينية. تشكل بيئة ساحرة تربط ما بين البيئة البرية والبحرية، وتقع في المناطق الواقعة بين المد والجزر. تمثل هذه الأشجار جسراً واصلاً بين الأنظمة البيئية التي توجد في البر والبحر، وهي موئل للكثير من الكائنات الحية. لدينا في إمارة أبوظبي القرم…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
«الفاتحة» دعانا نائب رئيس الوزراء التركي بولنت إيرلنج إلى تلاوتها وقد رفع يديه عالياً على تلك الطريقة التركية التقليدية لمباركة أي عمل يرون فيه خيراً، وذلك بعدما ألقى فينا كلمة نحن جمع من الصحافيين العرب، وقد دعتنا وكالة الإعلام برئاسة الوزراء ووكالة أنباء الأناضول إلى العاصمة التركية حيث أمضينا أياماً عدة نلتقي بساسة الحزب والمقربين منه. كلمة السيد إيرلنج كانت عاطفية متحمسة. «تعالوا إلينا فنحن نشترك معكم في القيم والتطلعات نفسها»، ثم أخذ يكرر جملة «تعالوا إلينا» ويعدد أسباباً أخرى للتعاون العربي - التركي. كان الإسلام حاضراً بقوة في كلمته، مطعّماً بعبارات الربيع العربي «الكرامة.. العدالة.. الحرية»، ثم إشارة واضحة إلى ميدان التحرير في مصر بكل ما يحمله من رمزية جلية، عندما قال: «سنجلس جميعاً يوماً قريباً في ميدان التحرير». مال على رئيس تحرير سابق وكاتب عربي معروف وقال مبتسماً : «شو؟ هل يفتكرنا جميعاً إخوان مسلمين؟» رددت عليه: «إنه زمانهم.. استعد للقادم». لم أشهد وأسمع رجال «العدالة والتنمية» صريحين…
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
يدخل مركزاً تجارياً مرتدياً ثوباً وحاسراً رأسه، أو يضع فوق رأسه قبّعة (كاب) فتتخاطفه نظرات بعض الناس مستنكرة تلك الصورة. ثم يدخل مرة أخرى ببنطال وقميص فلا يلاحظه أحد، إلا عندما يعرفون بأنه مواطن إماراتي، فإنهم حينها يزدرونه أكثر؛ لأنه غير ملتزم بالعادات والتقاليد، وقد يصفونه بأنه ثائر عليها. سألتُ مجموعة من الأصدقاء عن رأيهم في هذا الموضوع، فقال أحدهم بأن مجتمعنا منقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول قسمٌ شرقي، نسبة إلى تمسكه بالعادات المحلية «الشرقية». والثاني غربي، ترك عاداته وتقاليده، ثار عليها، وتسربل بكل ما هو عالمي؛ في لبسه وشكله وكلامه وتصرفاته. أما القسم الثالث، وهو الأقلية، يقف بين الأول والثاني، ما زال متصلاً بشرقيته من خلال علاقته بكبار السن، ولكنه لا يستطيع أن يتملص من إرهاصات المرحلة الحضارية التي يعيشها؛ لأنه يتفاعل مع العالم أجمع من خلال الاطلاع والسفر ووسائل التواصل الحديثة. وتكمن المشكلة الحقيقية، حسب حديث الأصدقاء، أن النوعين الأول والثاني يرفضان فكرة التعرف على ما عند كل…
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
كيف يحول المسؤولون المهملون والموظفون النائمون أي إنجاز حضاري إلى عقدة مستعصية ؟، الأمثلة في هذا المضمار المحفور كثيرة ومتنوعة، حيث يمكن استعراض العديد من المشاريع التي كلفت خزينة الدولة المليارات، وأشرفت على بنائها كبرى الشركات العالمية، ولكن المسؤولين الذين أداروها حولوها إلى قلاع بشعة للإهمال والبيروقراطية . جسر الملك فهد الذي يربط بين المنطقة الشرقية والبحرين كان إنجازا تاريخيا في وقته، أذكر أنني سافرت إلى البحرين بحرا في مركب كان يحمل إضافة إلى المسافرين أثاثا منزليا، وشحنة بطيخ، وكنا نسير بمحاذاة الجسر الذي لم يفتتح بعد، وكان الناس يتحدثون عنه كأسطورة سوف تغير طبيعة الحياة في البلدين. أما يوم الافتتاح فقد كان يوما وطنيا في البلدين الشقيقين، بل وفي سائر دول الخليج . اليوم أصبح المسافر يقضي ثلاث ساعات أو ربما أكثر كي يعبر هذا الجسر؛ أي أنه لو سافر سباحة لو صل قبل أصحاب السيارات العالقة على الجسر، والسبب بالطبع هو طريقة عمل الموظفين في الجسر، حيث الكسل…
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
سأتبع النور هل أخاف من المستقبل؟ نعم! هل لديّ الكثير من الأفكار؟ لا! هل أعرف الطريق؟ لا أعتقد الذي يهم الآن هو أنني لا أريد العيش في الظلام ما بين الظلام والنور خيط رفيع تبدأ معه قصتنا الآن! كان يعلمنا معاني النور، بفرح كان ينشد أغاني الحياة، على الرغم من فقدانه حس البصر كان يساعدنا على المسير، حضرت له أمسية تحدث فيها عن تجربته المختلفة، عن قصة حياته وكتابه (للحياة مذاق آخر)، بهدوء تحدث عن مسيرته الطويلة مع الظلام من حوله وقصته مع النور بداخله! كم كان طريقه طويلاً ومؤلماً، ألا ترى أمامك وتعيش في ظلام مع نفسك قد يكون من أعظم الابتلاء. الإعاقة البصرية اختبار قاسٍ يمر به القليل، يختارهم الرحمن ليعلمونا معاني وأسرار الحياة، نستمتع بنعم الله سبحانه ولا نعرف قيمتها، وآخرون محرومون يعلموننا كيفية المحافظة عليها. قال لي نحن لا نريد كلمات ونظرات الشفقة! نحن نريد أن نكون كما نريد، نريد أن نختار طريقة حياتنا، لا أن…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١١ مايو ٢٠١٣
الكتابة حول الطائفية وارتداداتها السياسية في محيطنا العربي أمر تحوطه المخاطرة في هذا الزمن الصعب، ومن السهل إخراج الكلمات والعبارات عن مسارها، ومن المربح تحريف المقاصد من أجل استثمارها سياسيا، خاصة من أهل الجهل أو التوظيف السياسي، سيان، ولكن لا بد مما ليس منه بد. لم أكن أرغب شخصيا في تناول هذا الموضوع الشائك.. «الطائفية» التي تتعقد تشابكا بين المذهبي والسياسي والمصلحي. كان السكوت عن مناقشتها خطأ، وأصبح اليوم خطيئة، وقد كثر تناولها في الكتابات الغربية، ومرة أخرى جرت قراءتها عن جهل أو بأهواء. تلك مقدمة مركزة تعفيني من التطويل. أول ما يواجه المحلل هذا الخلط الذي نراه في الكثير من الكتابات الغربية، وأمامي دراسة مطولة لجون وارنر التي ترجمها البعض إلى العربية ووزعها على شبكة الإنترنت حول «العلاقات الشيعية - السنية في الخليج» التي يقول فيها متعجبا إن الشيعة لهم مساجد، والسُنة لهم مساجد مختلفة، كما يقطن الشيعة في مناطق خاصة بهم بعيدا عن مناطق السُنة، وإن المخرج من…