الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣
بينما نحن غارقون ـ في النسخة العربية من الإعلام المحلي ـ بالقضايا الكلاسيكية، مثل المنافسة بين الزعيم ونائبيه في الدوري المحلي، وتصريحات عارف العواني، ومدى احتمال سقوط بوابة «سالك» على رؤوسنا، ومحاكمات «التنظيم السري»، وبالطبع كيفية عمل روق عنب من دون استخدام ورق العنب، انشغل الإعلام المحلي الأجنبي ـ خلال الأسبوع الماضي ـ بقضية مقتل (إغوانا)، التي هزت الرأي العام المحلي (الناطق بالإنجليزية)! (إغوانا) ليست بشكارة قتلها مستخدمها في لحظة غضب، لأنها وضعت له معالق سكر عدة، وهو في حالة «دايت» صادقة، وليست طفلة أساء المجتمع معاملتها، وتنتظر القصاص على مذهب (وديمة)، وليست (لا مؤاخذة) تبحث عن من ينتشلها من عصابات المتاجرة في البشر، بل هي مجرد سحلية لطيفة وجميلة، يبدو أنها تاهت عن الذي أحضرها إلى الدولة، من الذين يسكنون في «الكامباونات» في منطقة جميرا، وسكنت هادئة وديعة بالقرب من حديقة الصفا، لا تزعج أحداً ولا يزعجها أحد، وأقرب تفسير إلى المنطق يقول إن أحد بني «الأصفر» قد ظاهر…
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٣
ليس متوقعا لأول رئيس لمصر أن يعيش في رغد رغم التفاؤل الكبير الذي تلا إسقاط نظام مبارك، مع أن انتخابه تم سريعا ورضي به كل منافسيه. إنما يبدو أن الرئيس محمد مرسي ركب مركبا صعبا، بأكثر مما قدر هو، أو توقعه الآخرون. جزء من العراقيل وضعها خصومه في طريقه، والجزء الأكبر من صنع يديه. خصومه يزدادون عددا مع الوقت، من كل الفئات والمناطق: من سياسيين، وناشطين، وإعلاميين، وأمنيين، وعسكر، وقضاة، وشباب من الثوار، وجامعيين وليبراليين وأقباط، وحتى من إسلاميين، ومشجعي رياضة، وخبازين، من القاهرة إلى السويس. كيف لأي رئيس أن يدير دولة في وجه هذا الكم الهائل من الشكاوى والمواجهات؟ الرئيس، وجماعته، يصورون أزماتهم أنها مفتعلة من قبل جماعات النظام القديم، وأن بعضها من صنع خارجي، وربما هناك شيء من الصحة في ذلك، لكن من الجلي أن معظمها نتيجة سياساته التي أقصت كل القوى. سار مرسي بشكل متعجل يريد فرض قراراته، عاجزا عن فهم القواعد القانونية للدولة، وكذلك البيروقراطية لها.…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
إن قتامة المشهد العربي وضبابية الرؤية فيه، وعمق التشابك بين المعطيات التي يمكن أن يستعصي فرزها نظراً لكونها متداخلةً ومعقدةً تصعب من محاولات فهمها وتحليلها وتمحيصها في حالة التشابك والتداخل الحالية، ولكن ذلك لا يمنع من محاولات الفرز والنقاش. مقتل الشيخ سعيد رمضان البوطي يمثل نموذجاً معبراً في هذا السياق، فهو عالم سني وفقيه له وزنه واعتباره، وقد تمّ اغتياله في مسجدٍ بعملية قيل إنها انتحارية قتل فيها معه ما يزيد على العشرين شخصاً. اختلفت ردود الأفعال تجاه الحادثة بين من يراها عملاً جهادياً ضد واحدٍ من المدافعين عن نظام بشار ومن يراها عملية إرهابية استهدفت فقيهاً مع طلابه في دار عبادةٍ هي المسجد، وبين هذين الموقفين أطياف عديدة يختار كل منها زاوية نظره للحادثة ومعاييره في التوصيف والحكم. إن الفرز مفيد هنا في التخفيف من ضبابية المشهد، فكون البوطي فقيهاً ذا مؤلفات غزيرة وتقدير علمي أمر لا يشكك فيه أحد ممن يعرف إنتاج الرجل الغزير ومعاركه الفقهية طويلة الذيل،…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
لدي قناعة متأصلة بأن الثوار بطبيعتهم لا يملكون الأدوات التي تساعدهم على التعاطي مع السياسة وفق متطلبات اللعبة، فهم بطبيعتهم غاضبون ومتمردون وصداميون رافضون لكل أنواع التعاطي وفق مبدأ المصالح والتفاوض والحصول على الممكن، بناء على المتاح والظروف التي يمكن التغلب عليها. فشل الاتحاد السوفيتي في البقاء كنظام سياسي، لأنه انتهج أيديلوجية ثورية بالأساس، فاستطاع الصمود لفترة حتى وصل لحافة الانهيار، فانهار أمام ذكاء البرغماتية السياسية الدولية و"لوبيهات" المصالح داخل وخارج تلك الدولة المجمعة لتترك لنا مجموعة من الدول المستقلة يدور كل منها في فلك ما تراه نظاما صالحا لها، وفق مصالح سياسييها الذين عملوا في الخفاء حتى استطاعوا تفكيك ذلك المارد من الداخل. في لبنان، كما في الأراضي المحتلة، يستمر فشل العقلية الثورية في حكم العامة وفي تقرير السياسة الأصلح لبناء الدولة، فحزب الله منشغل بتيسر الظروف التي تحمي استمراره بالاعتماد على دعم ولاية الفقيه، وتستمر حماس في تحدي العالم باستخدام لغة الرفض والتحدي، لا على أسس السياسة والتمويه،…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
كلنا نعرف حكايات ألف ليلة وليلة، حين كان على "شهرزاد" أن تمتع "شهريار" كل يوم بقصة جديدة حتى لا يمل منها ويتركها إلى غيرها، في أجواء لا تختلف عن أجواء مسلسل "حريم السلطان" حيث تتسابق كل الجميلات على كسب انتباه "شهريار" ومحبته. كل الجميلات اللاتي سبقن "شهرزاد" بذلن كل حيل الأنثى في كسب محبة "شهريار"، ولكنهن فشلن، ودفعن ثمن الفشل، ونجحت "شهرزاد"، ليس لأنها جميلة أو تحسن أي فن من فنون كسب قلوب الرجال، بل لأنها تروي له حكاية ممتعة كل يوم. هذه القصة في رأيي تعلمنا بالضبط كيف يمكن لشخص أن يحقق الانتشار في عصر الشبكات الاجتماعية، فمن بعد عصور طويلة من ندرة المعلومة، وبذل الجهد للوصول إليها، صار آلاف الأشخاص يبحثون عن إمتاعنا، ورضانا، وانتباهنا، وهذا الأمر سيزداد خلال السنوات العشر القادمة بشكل يصعب على غير المتابع تخيله، بحيث ستصبح خياراتنا من المعلومات والترفيه والتواصل مع الآخرين عبر الموبايل أو الإنترنت أو التلفزيون الذكي أكثر بكثير مما نستطيع…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
قبل سنوات كتبت مقالة أنتقد فيها «هرولة» قطر صوب إيران، طالما الأخيرة ستأخذ من دون أن تعطي. وفي عام 2007، استغربت كغيري دعوة أمير قطر الرئيس الإيراني لحضور القمة الخليجية في الدوحة، وحينها حضر الضيف أحمدي نجاد ليتحدث عن «خليج فارسي»، من دون أن ينقل أية تطمينات لجيرانه، بقدر ما كان يلوّح بعلامة النصر لعدسات المصورين! لكن بعد القمة العربية الأخيرة في الدوحة، لا بد أن أقول: شكراً لمواقف قطر الشجاعة والمتماسكة في شأن الثورة السورية. ربما كانت قطر أكثر دولة خليجية حاولت الاقتراب من إيران خلال السنوات الماضية. ومع أول اختبار حقيقي لتلك العلاقة التي طالما وصفت بـ«المميزة»، جنّ جنون طهران، وبدأت تُزبد وتُرعد وتحذّر وتهدد قطر، متهمةً إياها بـ«تصعيد سفك الدماء» في سورية، بعد السماح لـ«الائتلاف» السوري بفتح أول سفارة له في الدوحة. وحذّر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قطر من أن «من مصلحة قطر أن تكف عن الإجراءات المتسرعة، وتصعيد سفك الدماء ضد الشعب السوري»!…
الإثنين ٠١ أبريل ٢٠١٣
حينما تولَّى أوباما رئاسة أمريكا في مطلع 2009 خطب خطبة عصماء قال فيها إن التنفيذيين الأمريكان يسافرون لاجتماعاتهم بطائرات خاصة، وهم يعلمون أن بلادهم تعاني الكساد الاقتصادي، في بريطانيا ضاق الإنجليز ذرعاً بالمكافآت المالية الخيالية التي يحصل عليها التنفيذيون المصرفيون، كل هذا يحدث وسط تخلٍ عن العمالة بمعدلات مرتفعة في أوروبا وأمريكا من أجل الإبقاء على مستويات مرتفعة من الأرباح حتى لو أكل الموظفون الحصرم. في السعودية الوضع ليس مختلفاً بل يُقدم الموظفون للتنفيذيين على طبق من ذهب ليعبثوا بأرزاقهم كيفما يشاءون فلا نقابات عمالية تحميهم ولا حد أدنى من الأجور يساندهم ولا وزارة عمل تملك آليات تحمي العامل الوطني. متى آخر مرة تعرض مجلس الشورى لأجور التنفيذيين السعوديين ومعاييرها ووضع حد أعلى لها، شركات مساهمة خاسرة عديدة في المملكة يقبض تنفيذيوها مرتبات خيالية ومكافآت عالية لا تحرك لها وزارة التجارة ساكناً ولا أحد يعلق الجرس إلا إذا كانت الوزارة تنتظر الجمعيات العمومية أن تقول كلمتها فهذا حلم بعيد المنال…
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣
تحت عنوان (تكفى معالي الوزير) كتبتُ هنا قبل تسعة أشهر، للمرة السابعة، عن الطريق الدائري المتعثر في مدينة الدمام، ومما قلتُه "لن أيأس ولن أستسلم"، وهاأنذا أعود لنشر ما سبق وكتبته عن الطريق الدائري بالدمام، لعل وعسى في هذه المرة يلتفت، لهذا المشروع المتعثر، معالي وزير النقل، الذي لا يخالجني شك في أنه لا يقبل البتة بما يحدث لهذا المشروع الحيوي، فمثلما يقول أهل الشرقية في أمثالهم (هذا مثل بيض الصعو، نسمع فيه ولا نشوفه)، فذاك هو الطريق الدائري لمدينة الدمام، الذي اعتمدت أمانة المنطقة الشرقية مساراته، وقام وزير النقل بتوقيع عقد تنفيذه في عام 2005، وبعد مرور ما يقارب ثمانية أعوام ما زال الطريق الذي لا يتجاوز طوله (17) كيلو مترا فقط، متعثرا، مسجلا حالة صارخة وحية للعديد من المشاريع الحيوية المتعثرة، التي طالما نبه وحذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منها، حيث ما برح يوجه بسرعة إنجاز المشاريع في مواعيدها، ويحذر من تأخيرها. وقبل يومين، زارنا…
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣
غداً ستكون الذكرى السنوية لذلك التقليد السخيف المسمى «كذبة أبريل»، المشكله أننا أصبحنا نقلد حتى في التقليد أو تقليد التقليد.. ومازال هناك من يقول إننا مازلنا بعيدين عن الحديث الشريف: «لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه خلفهم»! لنحاول في هذا العام فرز أكثر «الخرطات» انتشاراً لدينا تزامناً مع هذه المناسبة العزيزة، فستجد في المقدمة، بلا منازع، موضوع «اسمحلي.. خلاصة القيد ضايعة»، وفي هذه الأيام كلما كلفك أحد الزملاء أو الشيبان إنهاء معاملة له فتطلب جوازه وخلاصة القيد الخاصة به يقول لك إنها ضائعة! لا تصدقه أبداً.. خلاصة القيد مثل أوجاعنا وإحباطاتنا وخسارة نادينا المفضل لا يمكن أن تضيع، كل ما في الأمر أن الصفحة الخامسة في خلاصة القيد يتم وضع تفاصيل الزوجة الثانية فيها.. ولا أحد يريد أن تعرف، إما لأنك حسود، أو لأنك محبط، أو لأنك.. صحافي! الكذبة الثانية الأكثر انتشاراً وتسمعها كثيراً في الأندية الرياضية أو قبل القيام بنشاط اجتماعي: «أنا من خمس سنوات مب لا عب كورة»، أو…
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣
طبيعي جدا أن تصطرع التيارات الفكرية والأحزاب السياسية في كل الأزمنة والعصور، والمشهد المعاصر في العالم العربي جزء من هذا التاريخ في صراع الأفكار والمناهج والرؤى والمصالح، واستحضار تاريخ وطبيعة هذه التيارات والأحزاب والأفكار ولو جزئيا هو عامل مهم في أي محاولات جادة تطمح لمزيد فهم ودقة تحليل. وفي ظل الربيع الأصولي العربي يجدر استحضار شيء من تاريخ جماعات الإسلام السياسي التي استولت عليه، وبالعودة إلى التاريخ الحديث بمصر حيث كانت هي الدولة الرائدة عربيا في كافة المجالات في القرن التاسع عشر وغالب القرن العشرين، فإننا نجد أنه وصولا لحقبة الأربعينات والخمسينات كان ثمة ثلاثة تيارات تصطرع في المجال الثقافي والديني والسياسي هي: أولا المثقفون ذوو الطرح الديني الجديد والمتعمق في التراث. ثانيا: مؤسسة الأزهر والطرح الفقهي والعقدي التقليدي. ثالثا: جماعة الإخوان التي صنعت خطابا هجينا سنأتي على تفصيل بعض جوانبه. أما المثقفون والمفكرون والأدباء فقد اتجه عدد غير قليل منهم في تلك الفترة إلى التأليف الديني بعد صولات وجولات…
سعيد المظلومضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ،
حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد
بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية،
مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣
الشهر الماضي، وفي القمة الحكومية التي كانت متميزة بكل شيء، وقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يجيب عن أسئلة المواطنين، ومن ضمن آلاف الأسئلة التي تدافعتْ وتسابقتْ إليه، كان السؤال الآتي: ما حلم محمد بن راشد لهذه الحكومة التي يقودها؟ وجاء الجواب حركياً؛ إذْ رَفع كفه للأعلى وقال: أحلم بألا يأتي المواطن إلينا، وإنما ينهي كل إجراءاته من خلال هاتفه المتحرك! الشيخ محمد إنسان «حالم» وذو رؤية بعيدة المدى، ولهذا نجد في لقاءاته كلها أفكاراً ومصطلحات ملهمة وذات طاقة إيجابية، فقد كانت كلمته خريطة طريق لحكومة هدفها المواطن أولاً والمواطن ثانياً، بل المواطن أوّلاً وآخراً، فقد كان سموه نجم القمة الحكومية بلا منازع، وكنتُ ـ أنا شخصياً ـ سعيد الحظ وسبّاقاً؛ لأنني استمعت إليه مباشرة. وسرعان ما تداعت الأفكار في ذهني «والشيء بالشيء يذكر»، فتذكرتُ بعضاً مما تؤمن به شركة «غوغل»، فهي تؤمن بعشرة أشياء، وكل ما عليك فعله بعد قراءة هذا المقال أن تذهب إلى محرك…
الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣
اشتهر في أدبيات العلوم السياسية ما يعرف بـ"المسألة الشرقية" (The Eastern Question) وهي تشير للمعضلة السياسية التي ظهرت لدى الإمبراطوريات الأوروبية خلال القرن التاسع عشر مع ضعف الإمبراطورية العثمانية وفقدانها للسيطرة الفعلية على منطقة جنوب شرق أوروبا وبالأخص البلقان، حيث إن خروج الدولة العثمانية من تلك المنطقة بعد قرون من سيطرتها ونفوذها هناك شكل معضلة جيوسياسية حقيقية أمام الدول المتنافسة في حينه، ذلك الفراغ الذي نشأ بخروج العثمانيين من البلقان كانت إحدى تبعاته اصطدام القوى العظمى في تلك المنطقة، مما قاد لاشتعال الحرب العالمية الأولى. لقد كانت "المسألة الشرقية" معضلة حقيقية امتدت لعقود وشكلت حجر زاوية في تجاذبات الجغرافيا السياسية لأوروبا، ذلك لأنها كانت مسألة تتعلق بحدوث تغير جذري في الخريطة السياسية وليس مجرد تبدل بسيط في موازين القوى. مثل هذه التغيرات التي تعيد رسم الخريطة السياسية وتؤسس لموازين جيوسياسية جديدة تحفزها الأحداث والصراعات الكبرى التي تمر بها المناطق. تمثل المسألة الكردية في منطقتنا حالة مشابهة نوعا ما "للمسألة الشرقية"…