الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣
يدرك أي مراقب أن زمن دولة الأسد في سورية انتهى. قد يطول أو يقصر زمن النهاية، وكلف السوريين كثيراً حتى الآن، لكن بشار الأسد لم يعد خياراً لكل الأطراف المعنية بالأزمة، ما عدا - ربما - إيران. في الداخل ومع كل هذا الدمار الذي أوقعته قوات النظام في أغلب المدن السورية، ومع كل الدماء التي سالت ولا تزال تسيل على التراب السوري، وعدد النازحين الذي يتصاعد في شكل يومي، يصعب القول أن أكثر من بعض الطائفة العلوية، وبعضاً من أبناء الأقليات الأخرى، يقف إلى جانب النظام. كل المظاهر الخارجية التي توحي بأن بشار يحظى ببعض الدعم، ما هي إلا أمر مفروض بالقوة على الجميع، وأن أي خيار آخر سيكون مكلفاً لمن يقدم عليه، ونائب الرئيس، فاروق الشرع، وما انتهى إليه، شاهد على ذلك! تحوّل الشرع الذي كان من أخلص حلفاء النظام إلى عبء سياسي عليه، فلا النظام يستطيع تصفيته في الظروف الحالية، ولا يسمح له بالخروج حتى من بيته من…
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣
كثيراً ما يتساءل البعض: هل أنا موهوب؟ وهل لديَّ موهبة؟! أثبتت الدراسات والبحوث العلمية أن الموهوبين يمثلون نسبة 2% – 5% من المجتمع، حيث يبرز منهم العلماء والمفكرون والقادة والمبتكرون، والذين اعتمد عليهم العالم منذ أقدم العصور في تقدمه الحضاري على ما تنتجه أفكارهم وعقولهم من اختراعات وإبداعات. فالموهبة فطرية، يهبك إياها الله، عز وجل، كموهبة الصوت الجميل أو الرسم.. أما الميول فهو مكتَسب عن طريق البيئة المحيطة، فإذا طوَّر الميول أصبح موهبة! ولكن كثيراً من المواهب جاءت إلى الدنيا ورحلت ولم تُكتَشف! فالبعض لا يكتشف موهبتَه، والبعض الآخر يكتشفها بـ«الصدفة».. أو عن طريق معلم أو أحد الوالدين! الدعم شيء ضروري لاستمرار الموهبة والميول وتطورهما، لكن إذا لم تجد دعماً.. فهل تتوقف؟ لا! إذا كنت تحب الكتابة أنشئ لك مدونة إلكترونية! إذا كنت تحب التصوير، التصميم، الرسم، أنشئ لك صفحة في موقع فليكر! إذا كنت تميل للتقنية برمجْ هاتفَك وطوِّرْه! تستطيع أن تطور موهبتَك عبر كثير من الشروحات «المجانيَّة» في…
الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٣
يبدو أن الشاب أراد أن يتحرر من نمطية الثوب وسماته الرسمية فبحث في مخزونه من الأزياء فلم يجد زياً خفيفاً وظريفاً ينفع للمشاوير العابرة والطارئة سوى السروال والفانيلة فليس بعدهما سوى الفروة والبشت والجاكيت والدقلة وكلها أشد تعقيداً من الثوب وأكثر إرهاقا. محلياً لا فرق بين الزي الرسمي والبسيط إلا درجة التأنق والكي، والخروج بثوب غير مكويّ دلالة قذارة أو حاجة. سابقاً لم يكن الخروج بالسروال والفانيلة شائعا بل إن كونهما ملابس منزلية كان ذلك مقتصراً على فئات شعبية ومجموعات من العزاب أما اليوم فهو المقابل للجينز والقميص وهو تحول لافت في درجة الذوق ومعايير المسلك الاجتماعي، فإما أن يكون تمرداً ورفضاً غير مباشر للثوب خصوصاً أن التهمة تتجه إلى الشباب عموماً، أو أنه الخيار الوحيد للخلاص من الثوب دون نبذ الانتماء إليه. ظاهرة السروال والفانيلة مقتصرة على الرياض وضواحيها لأن ثقافتها ترى في البنطلون انسلاخاً وتغريباً بينما السروال جزء من الهوية أو امتداد لثوب النوم الذي دخل كل مكان…
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٣
تتزايد في لغتنا اليومية استخدامات كلمة «الشبك» وأخواتها مثل «التشبيك» و»الشبوك» و»شبّكها» أو «بيشبكها». ويعكس هذا الحضور المتزايد للكلمة ومشتقاتها حضوراً مجتمعياً كبيراً لمعنى واحد متفرد للكلمة في الاستخدامات اليومية. فالاستخدامات الحالية للكلمة لا تحيل، مثلاً، إلى معاني شبك شخصين في علاقة حب، أو حتى عداء، كما في أغنية عبدالحليم حافظ «اللي شبكنا يخلصنا». كما أن الاستخدامات اليومية لهذه الكلمة لا تحيل إلى معاني الشبكات وتشبيك المؤسسات والبشر في منظومات تواصلية، كما هو الاستخدام الدارج في لغة تقنيات الاتصال، وهي لغة تمتلك خواص الاكتساح والغزو في كافة مجتمعات الأرض. بل إن الاستخدام الدارج الآن لكلمة شبك ومشتقاتها في لغتنا اليومية طرد من فضائه الدلالي كل المعاني المحتملة لهذه الكلمة مبقياً على معنى واحد وحيد كاسح مسيطر، ذاك هو تشبيك الأراضي وإحاطتها بالسياجات والعقوم سواء وسط المدن الرازحة تحت أزمات إسكانية خانقة أو في فيافي الجزيرة العربية وقفارها. ولقد أثار الحضور المتنامي لهذه الكلمة في المحكي اليومي اهتمامي وفضولي فطفقت أتتبعها…
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٣
في غيابي الطارئ، لأسبوعين، عن الكتابة مرت على الأمتين السعودية والعربية بضعة أحداث جسام رفع الله عني أسبابها فرفعت عنها قلمي. من مدينتي سأبدأ سرد أحداث (الغياب) قبل أن تستيقظ الأمة من (الغيبوبة). أمين مدينتي يهدد مجلجلاً بمقاطعة هذه الصحيفة حتى كدنا نقول: ليته فعل. ولو أنني كتبت عن تهديده لقلت له: إن كان في الجعبة فعل يستحق أن تتحدث عنه فأمامك صحف جوبا والخرطوم. اختر أن تتحدث أينما شئت وخصوصاً عن أنباء التجديد والتعاقد لأنها الجديد الوحيد الذي يستحق أن تتحدث عنه. في غيابي أيضاً، خرجت وجوه الخيبة من كأس الخليج وكان اللافت الأبرز وهم يركبون (باص العودة) ليس إلا (لواقط) المايك على الآذان يستمعون فيها إلى ما لذ وطاب. كأنهم داخلون إلى (قهوة) لا إلى وطن بشعب وعلم. اختلط الأمر لدى رفاق الكابتن (ياسر) فلم يعرفوا الفرق ما بين جسر الملك فهد وبين (جسر اللوزية). في غيابي أيضاً، اعتذر القسم المعني بمجلس الشورى لهذه الصحيفة عن تزويدها بالسيرة…
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٣
راهب يبيع سيارته الفيراري كنت قد قرأت مؤخراً كتاب «الراهب الذي باع سيارته الفيراري»، للكاتب روبن شارما، وهي قصة خيالية عن ثري يملك الكثير ويصاب بأزمة قلبية مفاجئة، ويقرر بعدها بيع كل ما يملك والرحيل في رحلة بحث إلى حضارة قديمة، ليجد أجوبة لكثير من أسئلة حياته، ويرجع بعدها بشخصية صحية مختلفة، حاول الكاتب، من خلال كتابه، إرسال رسائل عن تطوير الذات، والهدوء الروحي الذي يجعل الإنسان يتصالح مع نفسه، بعيداً عن الصخب الذي يغطي حياتنا. نجح الكاتب في إيصال الكثير من الرسائل من خلال قصة خيالية بسيطة، وقد حقق الكتاب نجاحاً لافتاً بسبب محتواه الجيد وعنوانه المثير. أعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن نترك ونبيع كل ما نملك ونهاجر في رحلة بحث، كما فعل بطل القصة، نحن مثقلون بالتزامات وأولويات تبطئ كثيراً من خطواتنا في طريق الحياة السريع، وأحد أكبر مشكلاتنا أن خياراتنا أحياناً ليست بأيدينا، وحريتنا مقيدة بحريات من حولنا، لا نقدر بسهولة أن نغادرهم أو يغادروننا، في…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٣
أفكار عظيمة، ووعود مشجعة تلك التي سمعناها من القادة العرب في القمة الاقتصادية العربية التي اختتمت أعمالها في الرياض الأسبوع الماضي. إنهم يريدون تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في كل البلاد العربية، وتحويلها إلى كتلة اقتصادية واحدة منسجمة وناجحة، ترتع شعوبها في بحبوحة ورخاء ووظائف. ولكن لننزل هذه الأفكار العظيمة على واقع العالم العربي، فهل يمكن أن نؤسس وحدة اقتصادية تنساب فيها بلايين الاستثمارات والبضائع والوظائف بين أكبر بلدين عربيين -السعودية ومصر- اللذين يشكلان معاً أكثر من نصف اقتصاد العالم العربي؟ بالطبع لا، ليس لأن التجارة البينية بين هذين العملاقين متواضعة، فهي لا تزيد على 7 بلايين دولار، على رغم أنها الأضخم بين أي بلدين عربيين، وإنما بسبب الاختلاف الكبير في البنية الاقتصادية بين البلدين «الشقيقين» على رغم القرابة الجغرافية والدين والأهل والعشيرة، وقد وصف الرئيس مرسي البلدين بأنهما «قبيلة واحدة» خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض لحضور القمة. فالسعودية دولة رأسمالية، جُلّّ اقتصادها معتمد على النفط، نشطة صناعياً، ووصلت منتجاتها الى…
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٣
حدث أن قرأت النص الطويل لجلسة الاستماع التي عقدت في مجلس الشيوخ التي تسبق التصويت على تعيين مرشح الرئيس الأميركي لوزارة الخارجية جون كيري، نحو 35 ألف كلمة. وهو الحوار الذي دار بين السيناتور كيري ولجنة الشؤون الخارجية التي كان يرأسها كيري نفسه قبل تعيينه. وحتى نتعرف على شخصية وزير الخارجية الجديد، الذي سيثبت تعيينه بالإجماع، فهو قد سبق له أن مثل للشهادة أمام مثل هذه اللجنة قبل أكثر من 40 عاما كجندي عائد من حرب فيتنام. إذن، نحن أمام سياسي متمرس ومطلع. وهو مطلع على منطقتنا إلى درجة أن سبق له أن التقى الرئيس السوري بشار الأسد 6 مرات، أي أن كيري يعرف زوايا المنطقة ورجالها. مع هذا أشعر بالقلق مما قرأته لأن كيري لم يعكس مواقف واضحة في قضايا أساسية، وتحديدا سوريا وإيران. حتى إن السيناتور جون ماكين ألح عليه أن يتبنى موقفا أكثر وضوحا ينسجم مع المفاهيم الأخلاقية والمصلحة العليا بالوقوف ضد أفعال نظام بشار الأسد. وقال…
فايد العليويمدون سعودي، بكالوريوس لغة عربية من كلية المعلمين بالأحساء، حاصل على جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي، له مؤلف جديد تحت الطبع حاليا
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣
كثيرون نحن الذين استبشرنا بمشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء، الذي تمخض عنه نظام القضاء الجديد. فقد كان في السابق على القاضي تحمل عبء النظر في قضايا مختلفة، ولذلك أولى النظام الجديد الاهتمام للجوانب الفنية، وبالتالي أنشئت المحاكم المتخصصة. ونظام القضاء الجديد كما هو معلوم ليس نهاية مشروع تطوير القضاء، وإنما هو إحدى مراحله، وبما أن كل مرحلة من مراحل تطوير أي نظام تصب اهتمامها على جانب مهم من جوانبه، فإنه من الضروري أن تأتي المرحلة اللاحقة لتطوير الجوانب الأخرى بناء على ممارسة النظام على أرض الواقع، ورفع التوصيات التي من شأنها التنبيه للجوانب التي هي بحاجة إلى تطوير. وكما ذكرت فإن هذه المرحلة من مراحل مشروع التطوير العام للقضاء كانت منصبة على الجوانب الفنية، فإنه من الضروري أن تكون المرحلة الأخرى من مراحل التطوير منصبة في حقل الصلاحيات والمهام القضائية. فالسلطة القضائية ليست بالطبع مجرد قاعة محاكمة وإصدار أحكام وحسب، بل تتعدى في مسؤولياتها إلى كل ما له علاقة بمكونات…
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣
عكس ما يريد أن يصوِّره «البعض الأبعض»؛ فإن الدين كان ولا يزال وسيظل أهم دافع للإبداع لاسيما في الفنون الإنسانية! فمازالت آثار مسارح الإغريق شاهقةً شاهدةً على عناية القوم بالمسرح عنايتهم بأهم الطقوس الدينية! أما الكنيسة فهي أم المسرح، وفي رحمها تغذى على الموسيقى -روح التراتيل الإنجيلية- والرهبان هم من ابتدع النوتة الموسيقية وطورها! ومعادلها الفني في الثقافة الإسلامية هو علامات «التجويد»/ العلم الذي كان له أكبر الأثر في تطوير «المقامات» التي وضع قواعدها «الخليل بن أحمد» على «التفعيلة»(الجملة الموسيقية) في «علم العَرُوض»! أما فن «المدائح النبوية» فلولاه لربما انقطع دابر «الطرب» غناءً وموسيقى وحرفةً! حيث ازدهر هذا الفن في القرن السابع الهجري، في ظل تردِّي المجتمعات العربية والإسلامية سياسياً واقتصادياً وفكرياً! وفي هذه الحال ينكفئ التاريخ على ذاته باحثاً عن «رمزٍ» يعينه على الصمود والتشبث بالتفاؤل في مواجهة الواقع المرير! وهل عرفت الدنيا رمزاً أعظم من نبينا/ محمد، فداه كل من يحارب الحياة باسمه -صلى الله عليه وسلم- وباسم…
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣
خلال الأيام الفائتة تعرض أكثر من كاتب صحفي سعودي إلى هجوم شديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال المواقع الإلكترونية للصحف التي يكتبون بها جراء ثنائهم على الدولة، رغم أن المقالات التي كتبها الزملاء وتضمنت مدحا للدولة تضمنت نقدا شديدا وطرحا تناول مطالب جريئة في جانب من نفس تلك المقالات، لكن البعض لم يقبلوا بذلك الثناء ولهذا هاجموا الكتاب وسخروا منهم وقالوا ما قالوا فيهم. أنا هنا لن أدافع عن الزملاء، فهم أقدر وأولى مني بذلك، لكنني تذكرت أنه قبل شهرين دخلت في نقاش مع صديق، ويوم أن احتدم النقاش بيننا حول سلوك بعض الأشخاص من المشاهير في مجتمعنا قال لي بالحرف الواحد: "إذا فيك خير انتقد الدولة من خلال ما تكتب بدلا من أن تنتقد هؤلاء"! وحيث إنني لم أكن أود الدخول معه في جدال، بل كان بودي أن أتحاور معه، ثم لأنني لم أكن أود أن أضايقه لمكانته الكبيرة في نفسي، آثرت السكوت والانسحاب, وقلت فيما بعد لشخص…
الجمعة ٢٥ يناير ٢٠١٣
متى يتم التعرف على أن المشكلة المعينة، التي يواجهها مجتمع ما، هي مشكلة ثقافية وليست بطارئة عليه، أم مشكلة طارئة عليه وليست جزءا من ثقافته؟ ولماذا يجب التعرف على المشكلة، هل هي طارئة على المجتمع أم جزء من ثقافته؟ إذا حدثت مشكلة ما أو جريمة ما، في مجتمع ما، ولم يتم التصدي لها بالقوة التي تستحقها فهي نابعة من ثقافته، وليست طارئة عليه. أما إذا تصدى لها بالزخم والحزم والقوة التي تستحقها فهي طارئة عليه وليست جزءا من ثقافته وذلك كونها هزت ضمير المجتمع الذي لم يعتد عليها، وعليه لم ولن يتقبلها، أو يتراخى أمامها. وإذا تمت دراسة المشكلة وتم تحديد نوعها، هل هي من فصيلة المشاكل الطارئة أم من فصيلة المشاكل المسنودة ثقافياً؛ هنا يتم التعرف على المشكلة ووضع الحلول القصيرة أو الطويلة الأمد للقضاء عليها، أو على أقل تقدير محاصرتها وعدم تكرارها. المشكلة الطارئة تحتاج فقط إلى حل قصير المدى، وذلك عن طريق الحسم والحزم الأمني وإنزال العقوبة…