الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣
صدر أمس قرار خادم الحرمين الشريفين بالتشكيل الجديد لمجلس الشورى الذي بدأ هذا العام، وتحقق فيه وعد خادم الحرمين الشريفين بتمكين المرأة من دخول مجلس الشورى، فدخلت في دورته الجديدة لهذا العام 30 سيدة من النخبة الأكاديمية، ومن صاحبات العلم والخبرة والاختصاص. هذا الخبر بكل تأكيد يستحق الاحتفاء، فهذه المشاركة النسوية في واحدة من أهم مؤسسات الدولة هي اعتراف بأهلية المرأة ورشدها، وحقها في أن تخدم مجتمعها بصفتها مواطنة فيه، كما يشير إلى أن المرأة في السعودية تقدمت باتجاه دورها في المجال السياسي، ولم تقف عند حدود الدور الاجتماعي والتربوي والاقتصادي والطبي، والذي كانت حاضرة فيه بامتياز، ومن يحاول التقليل من هذه الخطوة لا يعرف بالتأكيد حجمها، في ظل مجتمع اشتهر بالكثير من الممانعات الفكرية والاجتماعية لتقدم المرأة، وعرّضها للحجب والإبعاد عن المجال العام، ما أخضعها للبقاء في صورة نمطية سلبية، بل وشكّك في قواها العقلية، وحصرها في دور التابع والقاصر والضعيف. في مثل هذه المناسبات، يتقدم الفرح قبل النقد،…
الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣
ذكرت في المقال السابق أن اليمن يشهد أبرز التطورات الإيجابية في دول الربيع العربي وهي وإن كانت تطورات بطيئة إلا أنها تسير بشكل سليم وفق بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووفق التزام جيد بجدولها الزمني الذي يفترض أن ينهي المرحلة الانتقالية في نوفمبر ٢٠١٤، ليشهد اليمن بنهاية المرحلة دستورا جديدا يرسخ حلولا للمشاكل العالقة هناك ويطلق انتخابات عامة تعيد توزيع السلطة بناء على رأي الشارع. الخطوة الأهم التي تم اتخاذها في اليمن اليوم هي قرار الرئيس عبدربه هادي في ١٩ ديسمبر والقاضي بإعادة تشكيل الجيش، مما أنهى مراكز القوى التي طالما احتكرت المشهد اليمني ودفعت سياسته الداخلية للتشاحن، فهذا القرار أخرج ابن الرئيس علي صالح وأقرباءه من قيادات الجيش، وسيرسخ القرار مع الوقت إعادة تأسيس الجيش على أسس وطنية وهذا أحد أهم المطالب من أجل استقرار اليمن، كما سيدفع مؤتمر الحوار الوطني الذي يجمع تحت مظلته كافة أطياف الشعب اليمني إلى إيجاد حلول لقضايا مثل انفصال الجنوب ووضع الحوثيين وغيرها…
الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣
المشهد 1: سمعت مرة أحد أصدقائي يكلم أخته على الجوال ولايناديها باسمها بل يسميها «يا فلانة»! أفكر كثيرًا في واقعنا وهل بقي من عادات الجاهلية شيء؟ هل سنجهل مثلهم؟. للأسف هذا لسان حالنا! دائمًا ما يخجل الطفل أو الشاب أو حتى الأربعيني.. من ذكر أسماء محارمه! سواء كانت أمه أو أخته أو زوجته! وأصبح ليس من شيم الرجال أن أقول اسم أمي! وأتعجب حقيقةً هل اسم المرأة عورة؟ ولو كان عورة لماذا لم يتحرج الرسول صلى الله عليه وسلم من ذكر أسماء زوجاته أو بناته أمام الملأ والعجيب أني لو أسأل أحدهم: من هو قدوتك؟ سيقول مباشرةً الرسول صلى الله عليه وسلم «طيب الرسول كان يقول أسماء محارمه بدون حرج!»، لم يكن ولن يكون اسم المرأة عورة.. بل المرأة مكرمة ومعززة بالإسلام فأتعجب ممن يعتبر اسمها عورة، وللأسف حتى البعض أصبح يقول أم فلان ولايقول اسمها الأصلي!.. لا تكن ممن تنطبق عليه هذه الآية: «قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ»..…
الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣
انتشرت عبر وسائل الإعلام الكثير من الصور وأفلام الفيديو التي تظهر بعض الأمراض المخيفة، التي يسببها فقدان الشهية (الأنوريكسيا)، خصوصاً لدى بعض المراهقات، في إطار سعيهن لأن يصبحن «مودلز»، بالطبع «بعضهن» وجدنَ في تلك المشاهد المقززة فرصة للقفز على الموضوع، وتحقيق مكاسب شخصية، «شو تبوني أموت نفس اللي في الفيلم؟»، «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، «أصلاً الناس كلها تحب المربرب»، وما إلى ذلك من سخافات النساء التي لا تخفى على أحدكم! قبل أسبوع ومع مطلع العام، أقرّ أحد الكيانات «الشرق أوسطية» الكريهة، قانوناً لحماية مراهقيه من الآثار الإعلامية السيئة للنماذج البشرية في الإعلانات التجارية، والتي لم تتسبب فقط في جعل الكثيرين و«الكثيرات» يفقدون الثقة بأنفسهم، لأنهم «مب حلوين»، بل تعدت ذلك الأمر لحدوث عوارض صحية ونفسية سيئة في المجتمع، فالمجتمع لديه كما لدينا يكاد ينقسم إلى مانع عن نفسه جميع الملذات للحفاظ على «اللوك»، أو غارق بين شحمة الرأس وشطة المندي من باب «خربانة خربانة»! القانون في الكيان الذي سمي…
السبت ١٢ يناير ٢٠١٣
بكل صدق يعيش الرجل الشرقي في هذه الأيام أسوأ أيامه في تاريخ حضارتنا المغبر دائماً، الصحو أحياناً، ففي الأيام الخوالي الجميلة في صدر الإسلام، وفي الفترات التي وصلت فيها حضارتنا إلى القمة، كان دائماً هناك ذلك المتنفس، فكثيراً ما تقرأ في كتب التراث أن فلاناً أُهديت إليه جارية رومية.. وفلاناً اشترى جارية شركسية.. وفلاناً كان لديه كذا وكذا.. وبالمقابل، فقد كان هناك ما يعرف بـ«ربة منزل» كوظيفة ثابتة يصرف لها راتب من بيت المال، وفي الأيام الجميلة الأخرى التي نعيشها تطالب الأخوات الفاضلات بحقوق المساواة وراتب أعلى وأماكن خاصة وإجازات استثنائية، وذلك الكلام الذي لا أفهم فيه كثيراً! لكن لا يوجد «مني مني». بكلمات أخرى تطالب النساء في العصر الذهبي «لهن»، الذي نعيشه اليوم، بحقوق واحترام المرأة في صدر الإسلام، كما تطالب في الوقت نفسه بالمساواة في طرق العيش وحرية القيود والتنفس والمتعة على الطريقة الغربية، وألا يكون لها منافس في دائرة الـ«نق» (نصف القطر)، الخاص بها، يبلغ طوله خمسة…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ١٢ يناير ٢٠١٣
تشعر السعودية باطمئنان أكثر عندما يكون جناحاها بخير، أو هكذا يجب أن تفعل. «الأمن السعودي» يقوم على استراتيجية قديمة، صمدت بتغيّر الأزمان والزعماء والعالم من حولها، وهي أنها دوماً بحاجة إلى باكستان قوية شرقاً، ومصر لا تقل قوة واستقراراً غرباً، ثم تحافظ على علاقات جيدة ومميزة معهما، كي تستطيع أن تحلّق بأمان في علاقاتها الخارجية. يفسر هذا الموقف الإيجابي للحكومة السعودية حيال مصر. لم تلتفت إلى حملات التهويل والتشكيك التي يضخها بعض الكُتاب، وربما بعض الرسميين القلقين والمتأثرين بحال «منعزلة» في المنطقة، لديها حساسية من صعود «الإخوان المسلمين» لحكم أكبر دولة عربية. لم تلتفت السعودية الرسمية إلى كل ذلك، وحرصت وأكدت رغبتها فعلاً وقولاً في علاقات جيدة مع مصر. من الواضح أنها ترى مصر أولاً ثم من يحكمها، بينما يرى أولئك «الإخوان»، فتختل حساباتهم وقراراتهم، ولو على حساب مصالحهم المباشرة ومصلحة المنطقة. مصر بخير وتتعافى، إذاً جناحنا الغربي بخير، ولكن ماذا عن باكستان؟ هناك أسباب كثيرة للقلق، وثمة ما تستطيع…
السبت ١٢ يناير ٢٠١٣
حينما تكونين في خريف العمر.. بشعرك الرمادي.. وعيناك تغرقان في النوم.. ورأسك يتمايل بالقرب من النار.. خذي إليك هذا الكتاب.. وأقرئيه بتأنٍ.. وأحلمي بالنظرات الناعمة التي كانت لعينيك ذات يوم وظلالها العميقة.. كم هم الذين أحبوا لحظاتك المبتهجة، وأحبوا جمالك، واهتموا بك زيفاً وحقيقة.. تمتمي بشيء من الحسرة، كيف هرب الحب! من قصيدة “خريف العمر” وليم بتلر ييتس في كل صباح يفتح البحر ذراعيه للنور، يستسلم لنداء الحياة، يستيقظ من الظلام، كل يوم بشوق ينتظر لم يمل يوماً من الانتظار، يعرف مسبقاً أن هناك غداً، وفي منظر متكرر يشبه صورة الأمس، بشوق يعانق البحر ضوء الشمس، تخيل معي كم من لوحة جميلة يرسمها الوجود في هذا العناق، سيمفونية جميلة حالمة تعزفها الحياة كل يوم، والدخول بالمجان! لا حواجز ولا جدران، بينك وبين هبات الطبيعة، فقط لو نتأمل بهدوء حولنا سنرى الجمال فيما حولنا. «لو أن شيئاً يدوم على حال.. لماذا تتعاقب الفصول» نجيب محفوظ كم هي جميلة الأشياء بيننا، نمر…
محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
السبت ١٢ يناير ٢٠١٣
تساءل الكاتب الايراني المخضرم أمير طاهري في مقاله بصحيفة الشرق الاوسط 4 يناير: اذا كان العام 2012 قد عد بمثابة النسخة العربية للعام 1848 في اوروبا مثلما يلحظ الكثير من المراقبين، فهل سيكون العام 2013 هو النسخة العربية أيضا للعام 1852 الذي شهد انقلابات عسكرية في اوروبا؟ في الحقيقة، كثيرون غير طاهري طرحوا مثل هذا التساؤل، فالتشابه بين ربيع اوروبا في 1848 والربيع العربي في 2011 كبير الى الحد الذي يصح معه القول بأن التاريخ يعيد نفسه، لكن الصحيح أيضا ان النسخة الثانية من الحدث التاريخي عادة ما تكون مشوهة مثلما اثبت التاريخ ايضاً. الثورة ضد الاستبداد، هي القاسم المشترك الرئيسي بين ما جرى في اوروبا عام 1848 وماجرى في العام العربي في 2011. لقد اجتذبت ثورات 1848 الأوروبية و2011 العربية طبقات مختلفة في النضال ضد الاستبداد. ففي اوروبا كانت الطبقة الوسطى الناشئة والعمال والفلاحين الجياع وراء ثورات 1838، لكن في النهاية ذهبت كل ثمار هذه الثورات الى البورجوازية الناشئة…
الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣
بسبب الفقر؛ يُكتب على الفراشة أن تنام بين أحضان ديناصور، وبسبب الجهل ترتفع أغاريد الاغتصاب الشرعي دون أن يشعر السيد الذي عقد قرانها -بعيداً عن الحكومة- بأي ندم. في بيوت الصفيح والقش الضحية دائماً هي فراشة ملونة، والجاني المعتاد هو ديناصور ثري ومأذون نكاح لا تعنيه الضحية، هكذا جرت وتجري العادة في بيوت المنسيين بجوعهم. إذ لا صوت يعلو هناك فوق صوت الفقر والحرمان. إنه العالم الذي يعيش على ضفافنا وبيننا ولا ندري عن مواجعه وآهاته شيئاً، والمدهش أننا نطالبهم باحترام حقوق البنات قبل أن نطالب لهم برغيف الخبز وجرعة الدواء، ونرسل لهم مندوب حقوق الإنسان قبل مندوب الضمان الاجتماعي، ونحاسبهم على جهلهم قبل أن نبني لأطفالهم بيوتاً تسترهم من الضياع والتشرد! شريفة هزازي ليست بدعاً مما يحدث يومياً في تلك البيوت من ويلات، وربما لو صمتت -كغيرها- ونامت في أحضان الديناصور ليلة العرس لما سمعتم بحكايتها من الأساس، مثلما لم تسمعوا بكثيرات غيرها ممن ذهبن ضحية صفقات مماثلة. المشكلة…
الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣
دأبنا على مناقشة أية ظاهرة تنتشر عندنا على أنها: غريبة وطارئة على مجتمع الفضيلة الأوحد في العالم! مع أن أية ظاهرة هي طفح جلدي لِعِلَّةٍ باطنية مزمنة! أو ثمرة لشجرة! أو حليبٌ لبقرة! أو بعرةٌ تدل على بعير! أما ظاهرة «تزوير الشهادات العلمية» فهي طفحٌ لفسادٍ ينخر في مخيخ أنظمتنا ولوائحنا منذ نصف قرن! وثمرةٌ لشجرة تخلفنا التنموية العوجاء! وحليب لبقرة تخطيطنا العشواء! وبعرة تدل على ذلك الكائن البيروقراطي المترهل الذي سميناه/ (فقسفاه)، وقلنا: إنه (فقمتنا) البيروقراطية المترهلة أربعين عاماً من الورق، بعد أن ركَّبنا على ظهرها قبة مجلس الشورى الموقر! وأصل البلاء هو: اشتراطنا الشهادات العلمية للحصول على الوظيفة، وربطنا الترقيات بشهادات أخرى أو بمدة زمنية أطول: فإما أن تترقى وإما أن تترهل! وليس هناك بلد غيرنا يربط عقول أبنائه، وحركة تنميته، ومؤشر إنتاجه بهذه الشهادات! فإذا أضفت إليها أن معظم هذه الشهادات تمنح في تخصصات نظرية لا صلة لها بسوق العمل، أدركت أن أذكى الناس هم «المزوِّرون» الذين…
الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣
أخبار وأنباء عدة تناولتها الصحف السعودية في الفترة الماضية، تشير كلها إلى تنامي واستشراء واضح لإحدى وأبرز صور الفساد في المجتمع، وهي الرشوة بمختلف صورها وأشكالها ووسائلها المباشرة وغير المباشرة، فمن اتهام لمدير إدارة حكومية وستة من الموظفين في أحد القطاعات الأمنية بالمنطقة الشرقية بالرشوة والاستغلال الوظيفي، إلى رشوة بعض مراقبي البلديات في العاصمة للسكوت وغض الطرف عن بعض المخالفات، إلى تعاطي مسؤول في مكتب العمل بإحدى المناطق الرشوة في مقابل التساهل بإجراءات الحصول على تأشيرات، وصولاً إلى خبر دفع أحد رجال الأعمال بمدينة جدة مبلغ 60 مليون ريال لأحد قضاة المحكمة مقابل استخراج صك مزور لأرض تقدر مساحتها بأربعة ملايين متر مربع، باعها بعد ذلك بمبلغ 160 مليون ريال. وأخيراً قال أحد أعضاء مجلس الشورى أن 75 في المئة من المتورطين في قضايا الرشى هم سعوديون. مثل هذه الأخبار والأرقام والإحصاءات المنــشورة في الصحف المحلية ربما لا تشكل في منظور المواطن، أو هي لا تعبر بالنسبة إليه إلا عن…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣
قال بشار الأسد إن الربيع العربي فقاعة قريبة الزوال. وليس من همي هنا مجادلة الأسد في تشبيهه، فسيرته مثل سيرة الحيات لا تنتهي، مثلما يقول المثل العربي. لكنْ على هذه «الفقاعة» جاء وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة للتفاوض! فرأي إيران الإسلامية وموقفها أن خطاب الأسد فرصة لا تفوت! وهو رأي أو سياسة لا يشاركها أحد فيها حتى روسيا والصين. بيد أن مصر مدت هذا الحبل لإيران منذ أشهر من خلال اقتراحها للرباعية المكونة من مصر وإيران وتركيا والسعودية، لتنتج مبادرة لحل الأزمة السورية. وجاء السعوديون مرة ثم اعتذروا فصارت اللجنة ثلاثية. ومنذ ذلك الحين جاء صالحي إلى مصر أربع مرات، وتحدث في الكثير والقليل إلا في الأزمة السورية. والأدهى من ذلك أمر خطير عرفناه مؤخرا. فقد نشرت جريدة «القبس» الكويتية في 3/1/2013، وتبعتْها «التايمز» البريطانية في 8/1/2013 أن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، زار القاهرة في شهر ديسمبر (كانون الأول) بدعوة من «الإخوان»، وليس من الدولة المصرية. وتختلف الصحيفتان…