الجمعة ١١ يناير ٢٠١٣
عمره أربعة عشر عاماً ومع ذلك يقتعد في هذه الصحيفة مكاناً ضمن كتّاب الرأي منافسا المزيني والدخيل والفوزان ومهدداً وجود جيلين أو ثلاثة إن استمر توافد زملائه خصوصاً وهم يرون تقدير «الشرق» لباسل واحتفاءها النادر، صحافياً، بموهبته لأن القاعدة التقليدية هي إرساله إلى صفحات الأطفال حيث يجري خنق مواهبه وتحويله إلى أراجوز يديره الكبار الفاهمون! باسل متحدث جيد، أفكاره سلسة، شخصيته قوية وأهدافه واضحة. وهذه النقاط كلها حُرم منها جيل أو أكثر لم يعرف، يوماً، معنى الهدف، أما الشخصية فهي حالة مأساوية حتى إن أحدهم إذا خرج إلى الناس متحدثا تلعثم وارتبك لاعتياده الانكسار والتلقي فقط. باسل نموذج لجيل يتخطى مجتمعه ويتجاوز سكونه المستديم الذي يعتبر ابن الرابعة عشرة طفلا لاحضور له إلا في الملاهي والألعاب لأن الرجولة تنضج على نار هادئة فلايستقيم عودها قبل الستين أو يزيد. خالد مطرود كاتب ذكي العبارة وسلس الأسلوب في السابعة عشرة من عمره ومع ذلك يزعم أنه ابن الخامسة والعشرين لأن الآخرين سيسفهون…
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣
بعد عشر سنوات «ضوئية» من توصية اللجنة الشهيرة، التي شكلت لإنقاذ الكرة السعودية بعد الكارثة «الثُّمَانِيَّة» الألمانية 2002م، برئاسة الأمير/ «عبدالمجيد بن عبدالعزيز» -رحمه الله- وصلت رسالة من كوكب رعاية «شباب القرن الماضي» تقول: إن لجنة «الخصخصة» تضع اللمسات «الحُنَيِّنة» الأخيرة! وإلى أن ترتفع الدراسات إلى الكوكب من جديد، ليدرك أن الاحتراف هو سر تطور أية مهنة في العالم، وأن تطبيقه عملياً أهون من تشكيل «لجمة» إثر «لجمة»، وأن العالم «هناااااك بعييييد» يطبَّقه ويطوَّره منذ قرنين «أملحين» من الزمان! بل إن «اليابان» و«كوريا» تجاوزتا «حارتنا/ آسيا» بتطبيقه، وما الصين منهما ببعيد! إلى أن يحين ذلك اليوم الذي يجد اللاعب السعودي نفسه محترماً محفوظ الحقوق فلا تتأخر رواتبه بالأشهر! ولا تشغله رياضة «الجري وراء لقمة العيش» عن الجري في الملعب، ويركز ويهتم بصحته لكونها «رأسماله»؛ فلا يسهر ولا يرفث ولا يفسق! ويجد التنافس حوله حامي الوطيس فيثابر على «علم» حرفته الحقيقي وليس على «البلاي ستيشن»! إلى أن يأتي ذلك الحين -والله…
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣
الإنجاز ليس ان تكون في المقدمة بل ان تبقى جديراً بها و هكذا هي ، من أجمل أقمار بلادي و أكثرها نقاء ، حملت مشعل العلم و الأدب و التفاني لتكون لنا جميعا قدوة و قائد و أمنية رائعة نحث الخطى لنكون في يوم من الأيام مثلها ، مثل هذه المتفردة التي تأسرك بإبتسامة تقطر طيبا و بشرا ، و إن تحدثت تشعر بصوتها الهاديء الرخيم يحتضن روحك ، ليبث الطمأنينة في نفسك ، لا تستطيع إلا أن تحبها و تفخر بها و تدعو لها بالحفظ و السلامة دوما ، سيدة عظيمة من أسرة و بيت شع منه نور العلم و الأدب في وطني الغالي . فهي حفيدة الشاعر الكبير المغفور له بإذن الله حسين بن لوتاه ، و ابنة عوشة بنت حسين والتي يحمل اسمها رواق عوشه الآن ، السيدة البسيطة ابنة الإمارات والتي في الخمسينات من القرن الماضي تكتب عن تأميم قناة السويس وكانت تُقرأ رسائلها في الإذاعة…
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣
تعرف السياسة الخارجية بأنها الأهداف الاستراتيجية والسياسات ( المعلنة) تجاه القضايا الاقليمية والعالمية ،اما (السلوك الخارجي) فيقصد به السلوك السياسي الحقيقي للدولة ليس بناء على ( ما يعلن للاعلام بل على ما يتم بالفعل على صعيد الواقع العملي) بشأن علاقة الدولة بالبيئة الخارجية المحيطة بها، ومن المتفق عليه ان السياسة الخارجية لاى دولة هي انعكاس للوضع الداخلي ، فبقدر ما يكون الوضع الداخلي متماسكا وقويا بقدر ما يكون تأثير الدولة في الخارج أقوى وأكثر فعالية . قد تأخذ بعض الدول سلوكاً معاكساً أو مختلفاً عما تعلنه رسمياً وهذا الأمر له اسبابه الخارجية وجذوره الداخلية والذي يمنع من تجسيد سياستها الخارجية المعلنة على صعيد الواقع فتحدث فجوة كبيرة بين المُعلن والمُطبق ،وكلما زاد التوفيق بين الأهداف المعلنة والمطبقة فعليا دل على أن الرؤية لدى صناع ومنفذي السياسة الخارجية واضحة وكلما ظهرت السياسة بصورة تكاملية ومتناغمة تعبر عن أهداف الدولة الحقيقية و مقتضيات المصالح الوطنية، والعكس صحيح ، الا ان الاخطر هو…
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣
ومن حسن إدارة الوقت أن أتوقف اليوم عن الاستمرار في كتابة العنوان "السلسلة"، ذاك لأن لدي شرائح أخرى من القراء باهتمامات مختلفة. بقي لدي من ملفات "الاختراق" ملف الإعلام الصاعد وجمعيات المال الخيري بالبراهين المذهلة حيث الفقير الخليجي مجرد حيلة لجمع المال السياسي، مع الوعد بفتح هذه الملفات في مرة قادمة. أشكر من الأعماق كل هذا التفاعل المثير مع هذه السلسلة بما يقرب الألف تعليق حتى اللحظة، مما يجعلها الأعلى بلا منازع في سوق الصحافة الأسبوعي. أشكر كل الذين اختلفوا معي مهما كانت حدة الاختلاف، وعلى رأس هؤلاء من أشعل (تغريداته) التويترية للقب (المثقف الأجير) ليجعله وسما (هاشتاقيا) لأنه أعطاني الفرصة أن أتحسس (بطني) لأقارنه (بكروش) الآخرين ومكاسب بعضنا البعض المذهلة. بقي من ذيل العنوان بعاليه: لماذا كتبت؟ كتبت أولا لأن حركة الإخوان المسلمين ارتضت بقرارها المستقل أن تتحول إلى فصيل سياسي، تماما مثلما نكتب عن حزب (حفلة الشاي) الأميركي، أو طالبان الأفغاني. لكن معضلة حركات الإسلام السياسي، وهي بالعشرات،…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣
التصوير الضوئي أكثر من كونه مجرد صور، فهو فن مميز يستطيع المرء عبره تقديم لوحات إبداعية. وما يدعو للتفاؤل في هذا الفن توجه عدد كبير من جيل الشباب إليه، فمن خلال زاوية "أصدقاء الضوء" في صفحة "نقاشات" في "الوطن" نرى تجارب مبشرة قد تحتاج صقلا وتنمية معارف وتدريب، لنجد أنفسنا في النهاية أمام جيل متمرس قادر على التحليق في فضاءات هذا الفن، وما يقدمه المتميز أحمد ماطر مثال حقيقي للجد وامتلاك الرؤية، والسعي لصناعة عالم خاص يرتكز على العدسة، ويغوص في أعماق الأفكار محققا عنصري الجمال والإدهاش. أتذكر أنه أواخر التسعينات من القرن العشرين أقمنا دورة للتصوير الضوئي في قرية المفتاحة في أبها، تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون، بترحيب من مديرها الشاعر أحمد عسيري، حاضرتُ فيها مع الصديقين الدكتور محمود الهوبي، والصحفي حسن سلطان المازني، وهي في حقيقتها كانت جلسات حوارية، يتحدث فيها أحدنا عن فنون التصوير وتقنياته وأساليبه ومجالاته، ثم يبدأ النقاش والاستفسارات مع التطبيق العملي على الكاميرا، لكن…
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣
بعدما تسيّدت التيارات الدينية وعلى رأسها الإخوان المسلمون، الشوارع السياسية في الدول العربية التي هبت عليها رياح التغيير القوية (تونس، ومصر، وليبيا، والمغرب) على ذلك النحو اللافت، لم تستوعب كثير من الأقلام ما حصل فكتبت تبرر تلك الحالة الغريبة على فهمها أو ربما على رغبتها، فبعضها انحرف قليلاً عن المنطق السليم، وبعضها كان انحرافه شديداً يجعل رأسك وأنت تتأمل ما قال متجهاً إلى أقصى اليمين بـ(180) درجة، مما يجعلك تشعر بألم الرقبة الشديد، إذ وجدنا من رأى أن هذه الرياح التي هبّت ما هي إلا رياح تآمرية جاءت بالإخوان والتيارات الدينية الأخرى على صهوتها نتيجة اتفاق مع الدول الغربية المتآمرة، وبعضها أبعد النجعة فأعطى قطر دوراً كبيراً في هذه (العواصف التآمرية). قريب من هذا المنطق قرأت بعض المقالات التي كتبها بعض الإخوة في صحيفتنا «الشرق» (المنفتحة على كل الآراء) حول المسألة القطرية خاصة بعد الضجة التي ثارت بعد إعلان الإمارات القبض على مجموعة تخريبية متعاونة مع الإخوان، وعلى الرغم من…
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣
من المحزن أن يتقدم غيرنا، ونتخلف نحن المسلمين رغم أن كل تعاليمنا الدينية، نبوية وقرآنية، تحث على أحسن وأفضل التعاليم التي تأخذ بأسباب التطور. لمجرد أن تطبيقنا للدين في معظمه ظاهري وشكلي ويركز على المظاهر من تقصير الملابس وإعفاء اللحية، ويهمل ما يخص المعاملات، وهذا إجحاف وتطفيف، فالدين كل متكامل، والدين سلوك ومنهج دنيوي وأخروي، لكننا بأنانية صرفة ركزنا على الرجاء والخوف والتعلق بالآخرة، وهذا بلا شك هو الهدف المبتغى، لكن قد قيل لنا أيضا "ولا تنس نصيبك من الدنيا" فقد أورثنا الأرض لعمارتها وإحيائها والتعايش فيها بخير ما يحسن التعايش، وخلق الأنموذج والقدوة الحسنة بما يكون مدعاة لدخول الغير في الإسلام، وجذبهم بحسن التعامل لهذا الدين السماوي السمح، وهذا بالفعل هو الذي حدث في العصور المبكرة للمسلمين الذين كانوا دعاة غير مباشرين في أنماط سلوكهم، وحسن تعاملهم، وبفضل كل ذلك ساد الإسلام وانتشر من الماء وحتى الماء، ومن القريب حتى البعيد، ومن العرب حتى العجم، لكن المسلمين جاءهم حين…
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣
شتان بين من يستخدم السلطة لخدمة الدين؛ كالملك «عبدالعزيز»، وأتاتورك الثاني/ «الطيب رجب أردوغان»، وبين من يستخدم الدين للوصول إلى السلطة؛ كجمهورية «الملالي» في «طهران»، و«الإخوان» في كل مكان! أما بعد: فكم مرةً سمعت مسؤولاً يصرِّح بأن المملكة تطبِّق شرع الله تعالى؟ وهل سمعت ذلك في سياق التعريف بمبادئ الشرع الحنيف، وبيان الوجه الحضاري المشرق لنا حكومة ومجتمعاً؟ أم أنك لا تسمعه إلا في سياق الدفاع في مواجهة تهم تترامى علينا من هناك وهنا؛ كالاتجار بالبشر؟ بل إن نظام (ساهر) مازال يجبي المليارات بمضاعفة الغرامات، ويتفرج على حفلات الانتحار والقتل الصاخبة في حلبات «التفحيط» -وبخاصةٍ هذه الأيام- وكأن الأمر لا يعنيه! وكأن شرع الله لا يحرِّم، بأشد النصوص وضوحاً: قتل النفس، وإتلاف الأموال والممتلكات! فإن رأيت أنه لا دخل لنظام «ساهر» بتطبيق شرع الله، وأن ذلك مخوَّل بوزارة «العدل»؛ حيث ما زالت تتمخض البيروقراطية فيها عن «مدونة القضاء»، وكأنها ستأتي بما لم يسبقها إليه «بُخْتَنَصَّر»، ولا «نابليون» الذي أفاد من…
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣
أدركت جماعة الإخوان المسلمين، منذ طفرة نهاية السبعينات، أن الكتلة الخليجية الصاعدة هي الذراع المالي الذي سينقلها إلى مرحلة (التمكين) بحسب برمجة الحركة. وسيلة الجماعة هي الوصول إلى القاعدة ولكن بتوظيف النخبة فماذا فعلت؟ وجدت جماعة الإخوان أن المنجم النخبوي الهائل يكمن في آلاف المبتعثين الذين سيعودون لبلدان الخليج أساتذة للجامعات وبالتحديد في بريطانيا والولايات المتحدة. هؤلاء المبتعثون من النخب هم الجمهور الأبرز للحضور الطاغي للمؤتمرات الدورية التي كانت تعقد بصخب هائل، وبحضور الآلاف، سواء في المعسكرات الصيفية للطلبة المسلمين في الغرب أو في المؤتمرات الشاملة التي تعقد في نهاية العام الميلادي في مدن غربية مختارة. في هذه البيئة، وجدت الحركة مناخا هائلا من الحرية في الوصول إلى عقول من رأت أنهم أصحاب القرار المستقبلي وسادة التأثير المجتمعي. وبعد أكثر من ربع قرن على هذا الاختراق ستكتشف بما لا يدع ثقبا للشك أن شمس هذه الحركة أشرقت من (الغرب). وليست صدفة أن تجد أن الأسماء اللامعة التي تبدأ هذه المؤتمرات…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٣
تستهويني بشغف المواقف الإنسانية، تأسرني المبادرات التي ليس فيها أي شيء سوى الإنسان. هذا الشغف يكون في الأوقات العامة، فكيف به إذا أتى في هذا الزمن الرأسمالي المتوحش، الذي أصبح كل شيء فيه له ثمن... لكن، لا شيء له قيمة! بطعم الإنسانية تأتي المبادرة التي أطلقها حاكم دبي بجعل احتفالات يوم الجلوس في الرابع من كانون الثاني (يناير) لهذا العام مناسبة للاحتفاء بعمال الخدمات، وتكريم الفئة المنسية والمهشمة دوماً من عمال النظافة والبناء والمزارعين والسائقين وخدم المنازل. يكرّس محمد بن راشد آل مكتوم تلك المناسبة الوطنية ليدعو الناس إلى أن يقولوا للعمال والبسطاء: شكراً لكم، عوضاً عن أن يطلب من الناس أن يشكروه لأنه ما زال حاكماً عليهم! تأتي هذه اللفتة المكتومية لتقاوم موجة الازدراء للعمال والمقيمين بين ظهرانينا، الذين تركوا أهليهم وأولادهم وجاؤوا لأكل لقمة العيش. نعم... أعرف، لم يأتوا لخدمتنا مجاناً، لكن هذا لا يعني أن نهمش دورهم الأساسي في رفاهية حياتنا اليومية، فنحن أيضاً لم نعطهم المال…
نظمي النصرنائب الرئيس التنفيذي ، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣
في مقالي السابق «الوطن قبل كل شيء» أشرتُ إلى «الزمن الجميل» عندما قلت في الفقرة الخامسة: «أريد أن أذكّر الجميع بالزمن الجميل عندما كان هناك اختلاف وتنوع كبيران يثريان ويغنيان المجتمع، ولكن لم يكن هناك خلاف كما هو حاصل اليوم مع الأسف».. وقد تلقيت العديد من الاتصالات والرسائل والأسئلة التي تستفسر عما أعنيه بالزمن الجميل تحديداً؟.. قلت في نفسي هذا سؤال جيد وتساؤلٌ في محله لأنه يعطيني الفرصة للعودة إلى ذلك الزمن الرائع حقاً والغوص في بحره الزاخر بالحكايات العميقة والمشاهد المضيئة والقصص الدالة على مجتمع كان يحب بعضه بعضاً ويتآخى أفراده على الخير ويتلاقون على الود والبر ببعضهم بعضاً وإن اختلفت أشكالهم وألوانهم ومذاهبهم. ولأننا بحاجة لأن نذكّر دائماً بتلك الفترة الذهبية للعلاقة السمحة الأليفة والمتسامحة المتآلفة بين الناس، فإنني قررت أن أشرع في كتابة عدد من المقالات في وصف ذلك الزمن الجميل في فترة السبعينيات الميلادية، ومع ذلك فإنني لا أعني به وقتاً أيْ تاريخاً فقط، بل إن…