آراء

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

«الإخوان» والسلفيون… هل أصبحوا أخيراً تياراً إسلامياً واحداً؟

السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢

لن أقاوم رغبتي الشديدة في أن أكتب «لقد قلتُ هذا من قبل»، بينما أتابع التحولات المثيرة الحاصلة داخل التيار السلفي في مصر. نعم لقد قلتُ هذا في مقال نُشِر هنا قبل أشهر عدة. توقعت فيه أن ينقسم السلفيون هناك، إلى ثلاثة أقسام بعدما يجربوا الديموقراطية وتجربهم، مجموعة منهم ستنضم لجماعة «الإخوان» التي باتت الحزب الحاكم (بعض السلفيين ضعفاء أمام إغراء الطاعة لولي الأمر)، ومجموعة ثانية تملّ السياسة فتعود إلى الدعوة والمساجد، والأخيرة، وهي الأقل حجماً، ستبقى مناكِفة لـ «الإخوان»، مصرّةً على أن ثمة دوراً سياسياً لها. قليل من أفراد المجموعة الأولى سيذوبون في جسم الجماعة، كأعضاء عاملين، لهم ما للأخ المسلم من مزايا وعليهم ما عليه من واجبات، في الغالب لن يكون عدد هؤلاء كبيراً، إذ إن «الإخوان» لا يحبذّون دخول الأعضاء المتقدمين في السن في جماعتهم وإن أبدوا استعداداً لبيعة وقسم، لكن حصل هذا في السابق ويمكن أن يحصل مجدداً. غالبية المتحولين سيكونون أعضاء مؤيدين وأنصاراً، بل لن يمانع…

أمجد المنيف
أمجد المنيف
كاتب سعودي

قمة “إبسوس”.. وقمة أبوظبي

السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢

اندلعت خلال الأيام الماضية نار ضروس، وسخنت تلك الحرب الباردة الممتدة لعقود، وخونت "الأرقام"، ونسفت الإحصاءات والدراسات، وفردت الصفحات "المشككات".. وأقصيت الحقيقة، وراح كل فريق يجهز نفسه بطريقته، ويرمي بسهام النقيض. بالمناسبة، أحدثكم عن "ثورة" بعض الصحف الورقية، والتي غضبت من أرقام وكالة "إبسوس" حيال التوزيع والانتشار، فالأولى تناصر، والأخرى تكاسر.. ويبقى القارئ هو الخاسر! بل هما الخاسران، بعد أن تفرغا لعراك لا يعني (سواهما)، ولا يصنع شيئا لمتلق يغرق بالبدائل، وتحيطه المصادر من كل صوب، صحف أخرى منافسة، ومواقع إلكترونية، وشبكات اجتماعية.. وأشياء أكثر أهمية، لا تجد في جنباتها وقتا للطعن أو التخوين، وهو الأمر الذي يجب أن يقوله "العقلاء" بصوت عال! بنفس التوقيت، وأثناء حدوث كل هذه المعارك، كان قادة "الإعلام الرقمي" في العالم يجتمعون في "قمة أبوظبي للإعلام"، بقيادة الساحر بل غيتس، يناقشون ثورة التقنية، ويرسمون خطط المستقبل، ويصنعون أبجديات الخارطة التقنية لهم ولنا.. يأتون من أقاصي المستديرة ليتحدثون عن أسواقنا، ويحملون معهم دراساتهم حولنا، وينثرون "الأرقام"…

خالد السيف
خالد السيف
كاتب و باحث سعودي

القاضي.. حين يُضطرُّ لمدحِ نفسهِ!

السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢

وَلَّى: «يحيى بنُ أكثم» قاضياً على أهلِ: «جَبلة» فبلغَ هذا الأخيرَ أنّ: «الخليفةَ الرشيد» قد انحدرَ إلى البصرة، فقال القاضي لأهلِ: «جَبلة» إذا اجتازَ: «الرشيد» هَا هُنَا فاذكروني عندَهُ بخيرٍ، فوعدوه بذلك. غيرَ أنّهم أخلفوه الموعدَ، إذ لمّا جاءَ: «الرشيدُ» ناحيَتهُم تقاعدوا عنه ولم يكن له ذكرٌ بالمرّةِ. فما كانَ مِن: «قاضي جبلة» إلا أنْ سرّحَ لحيتَهُ وكبّرَ عِمّتَهُ، وخرجَ فرأى «الرشيد» في «الحَراقةِ» ومعه «أبو يوسف قاضي القضاة» فقالَ قاضي جبلة مِن بعدِ ما غيّر سحنتَهُ-: يا أميرَ المؤمنين ..نِعْمَ القاضي :«قاضي جبلة» عَدلَ فينا..وفعل كذا وكذا.. وجعلَ يُثنِي على نفسِهِ كثيراً بكلّ ما يُمكِنُ أنْ يُمدحَ به قاضٍ! فلما رآهُ:«أبو يوسف» حتى عَرفَهُ فضحِكَ كثيراً. فقال له «الرشيدُ»: مِمّا تَضحك؟ فقالَ «أبو يوسف»: يا أميرَ المؤمنينَ.. إنّما كانَ المُثْني على القاضي هو القاضي نفسُهُ!. فما كانَ من: «الخليفة هارون الرشيد» إلاّ أنْ راحَ في نوبةٍ مِن ضحكٍ فَحَصَ على إثرِها الأرضَ برجلِه مِن شدّةِ نوبةِ ضحكهِ!! ثم أمر…

دروس الربيع العربي في طوكيو

السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢

عبّر رئيس البنك الدولي، “جيم يونق كيم”، عن أهمية فهم دروس الربيع العربي خصوصاً الأسباب التي أنتجته. قال أمس في حوار معه نظمته “الوول ستريت جورنال” في طوكيو إن الاقتصاد هو محرك الثورات. ولكي يتحقق استقرار سياسي لأي بلد لابد من تحقيق نمو اقتصادي مستمر مع التركيز على الشباب و فهم تطلعاتهم ثم التخطيط الواعي للمستقبل. و في كلامه تكرار لما كتبه و ردَّده عدد كبير من المعنيين بالتنمية في عالمنا العربي منذ عقود. المشكلة: إن الجميع في منطقتنا – بما فيهم السياسيون – يكررون الكلام عن أهمية الانتباه لقضايا التنمية و الاقتصاد و الشباب والتخطيط للمستقبل. لكنه مجرد كلام قليلاً ما فُعّل و تُرجم إلى برامج عمل تحقق نتائجها على الأرض. ملّ المواطن العربي من الوعود الكبيرة. و لم يتعب صانع القرار في أكثر من بلد عربي من إعطاء الوعود التي لا تتحقق. من هنا نشأت أزمة الثقة بين الطرفين حتى اشتدت حالة التذمّر قبل أن يصل الأمر –…

محمد الباهلي
محمد الباهلي
كاتب من الإمارات

صناعة الخوف

الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٢

الغرب محتاج إلى العالم الإسلامي والمسلمون بحاجة إلى الغرب؛ فلولا حضارة الإسلام لما وصل الغرب إلى ما هو عليه من تطور اليوم، ولولا تطور الغرب لما حصل العرب والمسلمون على ما ينعمون به من ثمار الحضارة الغربية العلمية. لذلك فإن ظهور خطاب الكراهية للإسلام والمسلمين في أميركا وأوروبا، وبالصورة التي يتواصل نموها منذ نحو ثلاثة عقود، يحتاج قراءةً منهجية دقيقة، لأن مثل هذا الخطاب لا يحدث بصورة عفوية وتلقائية، بل عادة ما يأتي كنتاج لجهود وأفكار مدروسة. وفي اعتقادي أن الهدف منه هو صرف الانتباه عن الوعي الجديد الذي أخذ يظهر في العلاقة بين الشرق والغرب، والذي يفترض أن يتم تطويعه لخدمة الطرفين ولمنع حالة التوتر والصراع. إن تشجيع الكراهية للإسلام واستمرار تصاعدها، يعني وجود اتجاه لإيجاد قوة موحدة في وعي الغرب تنظر إلى الإسلام من زاوية الصراع والتناقض، وليس من زاوية التعاون والتكامل والاحترام المتبادل، رغم حقيقة أن اختلاف الخصوصيات الثقافية والدينية لا يعني بالضرورة وجود صراع أو تناقض،…

العولمة في مفترق طرق!

الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٢

من ينقذ العولمة؟ كان هذا أحد الأسئلة الرئيسة التي طرحت صباح أمس في طوكيو. كرستيان لاقارد تؤكد أن ما يمكن إنقاذ العولمة هو التعاون الدولي الجاد لمواجهة الأزمات الاقتصادية. العولمة ليست موضوعاً اختيارياً نستطيع أن نكون جزءاً منه أو لا نكون. إنها قدر العالم اليوم وهي نتيجة طبيعية لهذا التداخل الكثيف في علاقات الدول التجارية وفي أنظمة الكون البنكية والمالية ناهيك عن تقنية التواصل المبهرة التي اختصرت الوقت وقصرت المسافات. لكن تظافر الجهود العالمية لابد أن ينصب على ما يوحد الجهد لمواجهة التحديات المهولة أمام الإنسانية في العقود القادمة على مستويات النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف وتطوير البنى التحتية والخدمات الصحية. لكن واقع التنافس العالمي يناقض طموحات -ونظريات- الباحثين عن رؤية “إنسانية” عالمية لمواجهة تحديات العولمة وإشكالاتها. السياسيون منشغلون كثيراً بأجنداتهم السياسية. من هنا تأتي أهمية أدوار القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لخلق مبادرات خلاقة تحث وتشجع الأجيال الشابة على الابتكار وتسمح لهم بفرصة أكبر للمشاركة في صناعة مستقبلهم. هناك مبادرات…

مأزق الكتابة في الوطن العربي

الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢

"الكتابة عملٌ انقلابي"! قالها شاعر العروبة الراحل نزار قباني عام 1973 خلال مقالات له في مجلة "الأسبوع العربي". يقول في موقع من الكتاب الصادر عام 1975:"إن تكون كاتباً عربياً، في هذه المرحلة الساخنة بالذات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي.. معناهُ أن تبقى متسولاً على رصيف لطفي المنفلوطي... وأبواب المقاهي التي يقرأ الراوي فيها قصة عنترة والزير سالم وأبي زيد الهلالي. وأن تكون كاتباً عربياً، في هذا الوطن الخارج لتوه من غرفة التخدير والعمليات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي، معناهُ أن تبقى حاجباً على باب السلطان عبدالحميد في الآستانة، أو عضواً في حكومة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، أو وزيراً بلا حقيبة في حكومة المحافظين في إنجلترا"! فهل يؤمن كُتابنا اليوم بهذا الشرط الانقلابي؟! وهل يمارسون الفعلَ الانقلابي على الأوضاع المتردية في الوطن العربي؟! وهل فعلاً أن الوطن العربي اليوم مختلف عما كان عليه عام 1975، حيث الحرب الأهلية اللبنانية التي مزّقت لبنان، وآثار عدوان 1967، وما تلاها من اجتياح إسرائيلي…

د. ميثاء سيف الهاملي
د. ميثاء سيف الهاملي
كاتبة و شاعرة إماراتية

المواطن البسيط ومسؤول المؤسسة

الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢

متابعة المسؤولين الإداريين لهموم المواطنين ونزولهم للميدان في النطاق الذي يتماشى مع صلاحياتهم ومسؤولياتهم ولا يتجاوزها سيكون خطوة رائدة تتفرد بها بلادنا، وبما أننا سباقون بكل شيء جميل وخلاّق ومتميز، لماذا لا نبتكر أفكاراً جديدة لخدمة مجتمعنا وتتبناها مؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية؟ لماذا لا تستحدث بادرات جديدة وغير مسبوقة يقوم عليها شباب الوطن خاصة أولئك الذين يتبوأون مناصب قيادية في كافة مؤسساتنا ووزاراتنا، ونطلق على تلك البادرات مسميات تعكس الأهداف النبيلة لها كأن نسمي بادرة ما باسم (فرسان الإدارة في الميدان) على سبيل المثال لا الحصر؟ لمَ لا يتم إقامة ملتقيات يشارك فيها المواطنون من مختلف الفئات والشرائح العمرية ويتم تفعيل جمعيات ذات النفع العام على النحو الذي يخدم مجتمعنا، ويكرس تلك العلاقة التي تنادي بها قيادتنا الرشيدة في تفعيل مؤسسات المجتمع المدني، لمَ لا نلغي الحواجز والجدران التي وضعها بعض ضيقي الأفق ممن يريدون أن يسرقوا منا المستقبل. ونمد أكفنا نحو كل ما هو أفضل؟! لا يمكن أن ننادي بتنمية…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

الهمم العالية!

الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢

هناك «حكة» قوية في يدي لكي أقوم بالتشهير بأحد زملائي، لكن أعتقد أنني شهرت بما يكفي في الفترة الأخيرة، فلا أريد أن أُتهم بأنني أستخدم العمود لتصفية الحسابات مع «الربع»، لذا لن أذكر اسم صديقي الحائز الدكتوراه حديثاً، المتخصص في مجال الجودة، ويعمل في إحدى الدوائر الحكومية الخاصة بجوائز التميز، ويبلغ طوله 168 سم، وله خمسة من الأبناء الذكور، وبيته عليه صنم على شكل أسد، التشهير حرام، المهم أن تصل الفكرة والمبدأ، هذه هي الأخلاق الصحافية التي نعرفها،المهم أنني كنت في الطريق لمجلس أحد الشيوخ مع صاحبي، ولم يكن لديه طوال الطريق سوى أمر ونصيحة واحدة: «إياك تناديني قدام الشيخ إلا بـ(يا دكتور) الله يخليك! أتكلم جد! لا تطلع هالأصوات جد والله! أرجوك عبود! احلف انزين احلف! شوف ما قلت والله يا دكتور! انتبه! جدام الشيخ!». حطولي هالثور على جنب، عفواً هالدكتور، وتعالوا لنقرأ في السير الذاتية لبعض المعروفين في مجتمعنا، لا أعلم كيف يجرؤ أحدهم على أن يضع عبارة…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

وهج “نوبل” الذي بدأ يخبو

الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢

هل فقدت جائزة نوبل للآداب التي تعلن اليوم نتيجتها لهذا العام بعض وهجها الذي كان يحيط بحامليها، أم إن هذا الوهج كان يأتيها من الأسماء البارزة التي تفوز بها؟ مثل هذا السؤال يصبح مشروعا إذا تتبعنا الأسماء الفائزة بها ما بعد عام ألفين، فقليلة هي الأسماء المؤثرة التي حققت الحضور قبل الفوز وبعده على المستوى العالمي وليس المحلي، لأن الحديث هنا عن أهم جائزة عالمية. وباستثناء التركي أورهان باموك الحائز على الجائزة عام 2006، لا نكاد نرى اسماً نستطيع القول بثقة إنه أديب عالمي. وهذا الأمر يختلف عن الأعوام السابقة، إذ نجد من تركوا بصمة واضحة بكتاباتهم مثل الألماني غونتر غراس، والبرتغالي خوسيه ساراماغو، والمصري نجيب محفوظ، والنيجيري وولي سوينكا. وقبلهم الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز، والتشيلي بابلو نيرودا، والأيرلندي صموئيل بيكيت، والفرنسي جان بول سارتر الذي رفض استلام الجائزة... وغيرهم. وهج نوبل الذي يخبو تدريجيا، يصاحبه تراجع من الجائزة في الاهتمام بالشعر كواحد من أهم الفنون الكتابية. وبالرغم من عودة…

لماذا يتقدمون؟

الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢

ما إن وصلت طوكيو قبل يومين حتى بادرني ذات السؤال الذي يهجم علي في كل زيارة لي خارج العالم العربي: لماذا يتقدمون و نتأخر؟ الحقيقة أن في هذا السؤال وجها ناعما للسؤال الحقيقي: لماذا يزدادون تقدماً و نزداد تخلفاً؟ أتمنى لو يتفرغ بعض باحثينا المخلصين لدراسة أسئلة النهضة و البحث عن إجابة عملية لأسئلة من مثل: كيف تنهض الأمم؟ ما الذي يجعل أمة تتفوق في العلوم و سرعة الإنجاز و الانتقال من مرحلة تراجع إلى مرحلة تقدم و ازدهار؟ ذلك سؤال جوهري لطالما بحثت عن إجاباته. لكنني أعتقد أن الأمم تنهض بعد هزائمها عندما تعترف أولاً بالهزيمة ثم تشكل رؤيتها للمستقبل و تعمل من ثم كفريق واحد، لتحقيق أهدافها. و من يمتلك إرادة التغيير يستطيع – مهما كانت الصعاب – أن يصل لأهدافه. و ما ينطبق على الفرد يمكن أن ينطبق على الأمم. الفارق هنا أن الفرد يستطيع بنفسه أن يحقق إرادته و يصل لهدفه. أما الأمم ففي مرحلة ما…

بدرية البشر
بدرية البشر
كاتبة سعودية مقيمة في دبي

كم من العمر مضى يا صديقتي!

الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٢

شاهدتُ حالات زواج تمَّتْ بعد مضي الوقت المناسب لبناء عائلة، ولولا قصة حب قديم استطاعت أن تنتظر وتصمد لما تمتْ لاحقاً، حين وجد الطرفان نفسيهما في نهاية المطاف على المسافة عينها من الخسارة، لكنها خسارة لا تتساوى فيها الأنثى مع الذكر، لأنها دفعت الكلفة الأعلى. ما قصدته هو مشاهدتي لنساء يتزوجن في سن متأخرة، بعضهن تجاوزن الـ40، وحين سألت: كيف حدث هذا؟! قالوا لي إنها استطاعت الزواج أخيراً بعد موت والدها! هذا هو الثمن الذي دفعه الوالد، وهو في قبره، سقوط القرار، فابنته كي تتزوج بمن أرادت كان عليه أن يموت، والإخوة الذين تزوجوا وتفرقوا في بيوتهم وعائلاتهم وجدوا أن من المحزن أن تموت أختهم في بيتها وحيدة، طالما أن الوالد مات. الفارق الذي حدث بين الطرفين، الشاب والشابة، أن الرجل استمرت حياته ظاهرياً، فقد تزوج وأنجب أطفالاً وكبروا، وحالما توافرت له فرصة العودة لفتاته التي كبرت وتجاوزت الـ40، عاد وأعلن استعداده للوفاء بعهد قديم. بعضهن عدن فقط من أجل…