الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢
الأفكار السيئة هي كالنفايات في رؤوسنا، نعيد تدويرها فتسممنا. نعيش حالات التوتر في حياتنا بين العمل والبيت، وبين محيط أبعد قليلا بكيلومترات عن محيطنا كالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تنقلها إلينا نشرات الأخبار وغيرها. الوضع الذي يمر به العالم العربي سياسيا ليس صحياً دون أدنى شك. وهذا يضيف كمًّا إضافياً لمؤثرات التوتر في محيطنا، وعلى أنفسنا، ومن حولنا. بعيداً عن الأجواء السياسية، وقريباً من محيطنا الأصغر. قرأت مؤخراً تقريراً ملفتاً في صحيفة «وول ستريت جورنال»، حرضني على مشاركتكم بعضاً مما تضمنه، خصوصاً لأولئك في محيط العمل، وبالأخص ذوي المناصب القيادية التنفيذية، ليبتسموا! ليس من شك في أن القياديين الكبار لديهم مسؤوليات جمة وحرجة في آن معاً. لكن العجيب أنهم ربما لا يعانون من التوتر الذي يعانيه من هم أقل رتبة. هذا ما يحاول تقرير بحثي مشترك لمجموعة من الجامعات المرموقة أن يثبته. وهذه الجامعات المشاركة في البحث هي: جامعة هارفارد، وجامعة كاليفورنيا، وجامعة سان دييجو، وجامعة ستانفورد. أجري هذا البحث…
الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢
لدينا كما لدى أي أسرة ذلك الشاب الوغد الذي يمشي الهوينا بين مرحلتين من حياته، فيختلف أسلوب التعاطي معه، فبعض بنات عمه يتحجبن منه، لأنه أصبح رجلاً، وبدأ ذلك الخط الخفيف يظهر بوضوح أعلى شفتيه، والأخريات من بنات العم حسنات النية، يؤمنَ بأن البريء يبقى بريئاً حتى لو تمت إدانته. يسبب الأطفال في هذا العمر إرباكاً عاماً، فلا تعرف هل تلتحق به في الصلاة لأنه «أصبح رجلاً»، أو تزحلقه بعبارة «أنا مصلٍ»، لأنك تشك في صحة الصلاة خلفه؟ هل يمكنك أخذه معك ليسمع ويرى «سوالف الشباب»، أم أنت بذلك تنتهك «براءته» المفترضة؟! ما علينا، المهم أنني أعالج هذا الإرباك بتجاهلهم، أنا أكره الأطفال الذكور عموماً، فكيف إذا كانوا في هذه السن الكريهة، حيث الرغبة الطفولية السخيفة في إثبات الرجولة؟! ألا يكفينا الأطفال الكبار الذين يحاولون إثبات رجولاتهم في بطولات وهمية طوال فترات البث؟! «عمي ممكن مشوار على شارع إلكترا؟! وصلني وأنا برجع فالتكسي!»، إحلف يا روح أمك! شارع إلكترا لايزال…
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢
من أين أبدأ عن المرأة في مجتمعها السعودي، من التاريخ أبدأ، من الدين أبدأ، من التراث أبدأ، من الواقع.. من الحاضر أبدأ، من أين أبدأ؟ عوامل كثيرة تتفاعل وتتصارع مكونة هذا الموقف الجمعي السعودي من المرأة الذي نعيشه اليوم لا يتسع المقام والمقال لذكرها، لكنني سوف أكتفي بثلاثة عوامل رئيسة أرى أنها القاعدة التي تقف عليها كل الشروط الحاكمة لسلوك الإنسان السعودي رجلاً وامرأة، ألا وهي: أولاً: الشرط الديني ثانياً: الشرط الاجتماعي ثالثاً: المصلحة العامة للأمة أولاً الشرط الديني: وسوف أنزله منزلتين: (أ) المنزلة القدسية و(ب) المنزلة الفقهية. أ- المنزلة القدسية: المنزلة القدسية هي تلك المنزلة التي لا تخضع للمنطق البشري قبولاً ورفضاً أخذاً ورداً، وهذه المنزلة الحاكمة لسلوك الإنسان رجلاً وامرأة في أمور دينه ودنياه هي فقط للقرآن الكريم والحديث الثابت المتواتر عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- المتسق والشارح والمبين للنص القرآني. ماعدا ذلك من فقه وحديث وتفسير وتأويل، إن هو إلا قول علماء أجلاء، يؤخذ منهم…
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢
لا أدري متى بدأت هذه الأسطورة الشعبية المتداولة؛ التي تقول إن رجال المباحث يحملون أكياساً يضعون فيها كل من يتحدث عن الحكومة بسوء، وأن صاحب الحظ العاثر الذي يتم وضعه في هذا الكيس الخُرافي لا يعود إلى أهله إلا بعاهات مستديمة، وقد لا يعود في بعض الحالات إلا ميتاً؟ المهم أن الأطفال كانوا يسمعونها دائماً من الكبار قبل النوم وعند الذهاب إلى المدرسة، وكذلك عندما يصرخ أي أحد بالشكوى من تصرفات الحكومات والحكام، وهي من نفس المدرسة الشهيرة التي تؤكد باستمرار أن الجدران العربية لها آذان لا تشيخ. المؤلم أن أسطورة الكيس هذه ومثيلاتها تختصر مأساة الإنسان العربي مع القمع والإذلال والرقابة الغبية بشكل عام؛ أما الكيس فربما كان مجرد رمز مخيف لكل من يفكر بالخروج عن الجادة ولو بكلمة لا يُلقي لها بالاً. طبعاً نحن لا نعرف -كأجيال جديدة- ما هي مواصفات تلك الأكياس ولا حجمها ولا درجة تهويتها؟! وحينما نقرأ عنها اليوم فنحن لا نستطيع تصور الكيفية التي…
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢
كلام الناس في بلادي هذه الأيام يدور في فلك الميزانية، كم الأرقام.. وماذا تحمل من بشائر، وماذا رصد فيها من مشاريع صحية وتعليمية وأخرى للطرق ووسائل النقل وللإسكان وللشؤون الاجتماعية ولتوسيع فرص العمل وتقليص نسب البطالة، واستيعاب أجيال الخريجين في الداخل أو في محيط المبتعثين، وغير ذلك من القنوات التي تتمحور حولها الميزانية. كان الناس هنا في الثمانينات مع بداية الطفرة التنموية ينتظرون الميزانية وما تحمله من بشائر تسهم في تحول هذا الوطن ومواطنيه للارتقاء بهم في مدارج التنمية، ثم جاء حين من الدهر لم تعد الناس تنتظر الميزانية بنفس الحفاوة التي اعتادوا عليها. لكنهم عادوا خلال الثلاث سنوات الأخيرة يتحدثون عن هذه الفوائض المالية غير المسبوقة والتي صارت تزخر بها ميزانية المملكة، ويتطلعون إلى أن يكون أثرها واضحاً وملموساً بحجم ما هي عليه من أرصدة ووفورات مالية ضخمة، لكن قطاعاً معتبراً من المواطنين يرى أن المنجز لا يقابل الاعتمادات المالية الضخمة التي ترصد للمشاريع التنموية، إلا أنها مع ذلك…
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢
قال أحد المحتفلين بنتائج الاستفتاء على الدستور المصري: «إنها نهاية المعارك ونهاية المشاكل»! للأسف هو مخطئ. إن فرض الدستور بالطريقة التي فعلها الرئيس محمد مرسي ليس إلا بداية طريق من الأشواك والمشاكل، طريق كان بإمكانه أن يتجنبه، خاصة أن معركة الدستور يمكن أن تؤجل لأشهر عديدة إلى أن يتم التوافق. الآن تقف أمام مرسي وحكومته كتلة معارضة كبيرة قبل التصويت لم تكن سوى قوى مبعثرة مختلفة غير نشطة. هذه الجبهة الجديدة التي تشكلت في الساحة المصرية نتيجة فرض الدستور، ستحارب مشروع الإخوان الذي يهدف إلى الاستيلاء على الدولة من حكومة ورئاسة ومجالس تشريعية وقضاء وتكميم للإعلام. بسبب فرض الدستور تعسفا، بدأت المشاكل، إذ إن المؤسسات الدولية سارعت لوقف القروض والمنح الموعودة لحكومة مرسي ردا على تجميد الحكومة المصرية لقراراتها، والحكومة أصدرت قرارات رفع الأسعار ثم تراجعت عنها بعد أقل من ساعتين بعد أن خافت من ردة فعل غاضبة من الشارع تنعكس في طوابير التصويت في الاستفتاء ضد الدستور. ردة فعل…
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢
كغيري في داخلي مشاعر حب لبلاد الرافدين، ربما بسبب عراقة العراق وتاريخه على مر العصور، خصوصاً في العصر العباسي، وربما بسبب فضاءات بغداد وبواباتها وتاريخها المشرق بالعلوم والفنون. كثيرون يقرؤون تاريخ وجغرافيا العراق وتنوعه المذهبي وغناه الأدبي والفني والفكري. كثيرون يحبون بغداد والموصل والبصرة والنجف وكربلاء وشط العرب حباً نقياً خالصاً لمدن تمثّل حضارات ما بين النهرين، بما فيها من تنوع العرقيات من عرب وأكديين وسومريين وآشوريين وبابليين، لكن نوري المالكي وجماعته يفسدون ذلك الحب العامر بسياسات طائفية ومذهبية. كثيرون حفظوا تاريخ العراق ولهجات قومه، واليوم يشهقون من أجله عندما يشاهدون ما يجري فيه من إرهاب وطائفية ومحسوبيات وتصفية حسابات علنية يقودها المالكي وحكومته. كثيرون يضعون رؤوسهم ليلاً وفي عيونهم أمنيات باستعادة صورة العراق القديمة الباسقة لا صور ما يحدث فيه اليوم من قتل وقهر لأهله. في العام 2003، كنت من بين الصحافيين الذين ذهبوا إلى بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين بأسبوعين تقريباً. كان صحافيون سعوديون يسكنون في جامعة…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢
من يدخل أعماق الجيل الجديد من المبدعين في الإمارات يجد عوالمَ مختلفة عن المألوف وحباً لا يهدأ للاستكشاف والاكتشاف، وربما ذلك ينطبق على الحالات الكتابية بشكل أكبر من الحالات الفنية الأخرى. من الأعمال التي تغري باستكمال القراءة وعدم التوقف عنها منذ الصفحة الأولى رواية «اسبيرسو» للكاتب عبدالله النعيمي، وأهم ما فيها أنها ارتكزت على مواقع التواصل وبالتحديد موقع «تويتر». ولذا يعرفها الكاتب بأنها أقصوصة تويترية. عربية الهوى والهوية، لا ترتبط بمجتمع معين، ولدت في صورة تغريدات متسلسلة، وحظيت بتفاعل كبير من المتابعين، لتكبر مع الأيام وتصير رواية. إذاً، «تويتر» وما يقاربه من المواقع يمثلون لغة العصر بالنسبة للجيل الصاعد بقوة إلى الواجهة، الجيل الذي يشكل النعيمي وصحبه من أصحاب الرؤية الجادة عموده الفقري، وينسجون من حروفهم آمالاً لما يجب أن يكون. ففي «اسبريسو» يحلم الكاتب بأن تفهم المرأة العربية الرجل، وأن يفهم الرجل العربي المرأة. وحين يحلم بوجود ذلك الفهم، فهذا يعني أنه غير موجود. ولذا جاءت الرواية لتضع بصمة…
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢
بحثت عن معاني اسم «وجدة»، وهو عنوان الفيلم السينمائي الذي أخرجته المخرجة السعودية هيفاء المنصور، وفاز بجائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي، فعثرت على معان كثيرة لهذا الاسم، وكان أطيب ما ارتحت له هو معنى «الأماني المطلوبة»، وفي معنى آخر كان اسماً لمدينة مغربية وتعني «الكمين»، وآخر يقول إن معناه «الطريق». وجدت في «وجدة» لهيفاء المنصور طريق وردة شقت وجه الأسمنت، وحكاية تشبه معظم حكايات النساء، في بلاد تمنع فيها السينما، وأيضاً يمنع حمل الكاميرا السينمائية على أية فتاة تريد التعبير عن نفسها، لتفاجأ بأن طريقها مسدود مسدود. وعبر أول فيلم سينمائي سعودي يشارك في مهرجانين دوليين، ويفوز بجائزة أفضل فيلم عربي، وبجائزة أفضل ممثلة تنالهما مخرجة سعودية، وطفلة سعودية في العاشرة من عمرها، تكون هيفاء المنصور قد عثرت أخيراً على «وجدة» خاصة بها، أي طريق نحو عالم السينما، وباعتراف لجان التحكيم وجمهور فينيسيا الذي وقف يصفق لها 10 دقائق وكذلك فعل جمهور دبي. في مهرجان دبي السينمائي، كنت…
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢
إذا كان الربيع العربي تحول بالفعل إلى خط تاريخي فاصل في تاريخ المنطقة، فإن هذا يعني أنه أتى معه بمتغيرات سياسية تقطع مع ما كان قبله، وتؤسس لواقع سياسي جديد في هذه المنطقة. لا يزال هذا الواقع في طور التشكل، ولا أحد يعرف تماماً على ماذا سيستقر، ومتى سيكون هذا الاستقرار، أفي المدى القريب أم البعيد، لكن هذا تحديداً ما يضع الدول العربية جميعاً، تلك التي زارتها عاصفة الربيع أو تلك التي تجنبت العاصفة، أمام مسؤولية الاعتراف بالتغير، ومواجهة متطلباته، بهدف الإمساك بزمام حركة التغير، حتى لا تجد الدولة نفسها أمام واقع لا تملك الكثير من أدوات السيطرة عليه. قارن النموذج المغربي الذي نجح حتى الآن في تفادي العاصفة، مع النموذج السوري الذي غرق في متاهة العاصفة. الإمساك بزمام حركة التغيّر مسؤولية كل الدول العربية من دون استثناء، لكن ما يهمني هنا هو المملكة العربية السعودية، ليس فقط لأنها بلدي، وأمرها يهمني قبل غيرها، وإنما أيضاً لأنها دولة كبيرة ومحورية…
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢
كانت في الأصل وصفاً جميلاً للأصدقاء الذين تقترب محبتهم من درجة الأخوة. كانت تعني المودة والألفة والثقة، وسمة للناس الذين يجدهم المرء حوله في كل موقف صعب قبل أن تعصف جماعة «الإخوان» بها وتحيلها إلى دائرة ضيقة من الحزبية والتبعية المطلقة. كانت مظهراً إنسانياً قبل أن تستحيل إلى سلاح إقصاء وقمع وتخويف. عرفت السعودية «الإخوان» عسكرياً في بدايات التأسيس حين كان اسمهم «إخوان من طاع الله» وكانوا مخلصين لولا تشددهم التقليدي في مجتمع لم يتشكل بعد ومع ذلك بقيت «الإخوان» بدلالتها الاجتماعية هي المسيطرة والنافذة إلى أن جاء المد الإخواني المسيس فحرم السعوديين من بهجة الكلمة ودلالاتها. أصبحت كلمة الأخ تعني الكادر الحزبي، و«الإخوان» لاتشير إلا إلى الجماعة وحدها. وإذا أخطأ أحد وقال لرفيقه: أنت أخي فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو العضوية والشراكة في حماية أهداف الجماعة والدفاع عنها. لايتحدث شيخ صحوي سعودي دون تكرار كلمة الإخوان في وصفه لزملائه لكنهم إخوان لايقفون مع صاحبهم إن حاد عن…
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢
قبل الثانية عشرة بثوانٍ أعادت فتح عينيها اللتين بقيتا مغمضتين مدة طويلة، بسبب مصطلح اعتدنا سماعه، أخيراً: «إهمال طبي»، في تلك اللحظة ولكي يتأكد الأطباء أنها لم تفقد الذاكرة تماماً.. أشاروا إليّ وسألوها: هل تعرفين من هذا؟ لم تجبهم، لكنها ابتسمت.. وكان هذا هو كل ما أنتظره منذ مدة.. كان هذا يكفيني جداً.. في اللحظة نفسها التي كان البعض يتوقع فيها نهاية العالم، كان عالمي قد بدأ للتو واللحظة! ليس لدي ما أخسره في هذه الدنيا إلاهي! وقد خسرتها فعلياً، لذلك فقد كنت أغلي من الغضب في داخلي، سأتفرغ لفضح المستشفيات الحكومية. كنت غاضباً، سأبدأ بتجميع الوثائق والإدانات والشهادات. كنت يائساً، سأجعلها على النمط الأميركي قضيتي حتى الموت. كنت أحمق، سأنتظر المسؤول عند سيارته بعد الدوام! بالطبع مع قليل من الأسئلة والاستفسارات للزملاء والضحايا والقراء هنا وهناك، اكتشفت أنني لا أمثل ظاهرة، لكن ما حدث لي ولها كان مجرد حالة تتكرر بالعشرات، في ظل إهمال وفوضى إدارية وتخطيطية عارمة في…