آراء

آراء

علاقة متفردة

الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥

الحديث عن العلاقات الإماراتية المصرية ليس جديداً، فهذه العلاقات تاريخية وقد أسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ،طيب الله ثراه، حتى باتت نهجاً معروفاً لدى من خلفه من قيادتنا الكريمة وحتى أصبحت هذه العلاقات راسخة وثابتة وممهدة لتطوير علاقات أخرى لم تقف عند حدود العلاقات السياسية. بالأمس ألقى المشير عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية خلال افتتاح القمة العالمية للطاقة المتجددة بأبوظبي التي حضرها أثناء زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، قال السيسي إن الروابط بين مصر والإمارات تاريخية وراسخة، وأضاف قائلاً إن هذا التجمع قاصداً قمة الطاقة يعد حيوياً ومهماً في مجال الطاقة. ويمثل فرصة هامة لتبادل الرؤى والخبرات وطرح الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه العالم، وتطرق في مجمل حديثه إلى قضية تشغل بال العالم كله وهي قضية الإرهاب التي اعتبرها ظاهرة، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لمواجهتها. السيسي لديه من الخبرات مالديه لأنه من دولة لها كيانها المستقل ولها نفوذها وقوتها على الساحة السياسة والاقتصادية والعسكرية وفي مختلف المجالات، وعندما تقلد زمام المسؤولية لم يكن غريبا على أهل بلده ولا على أهل المنطقة الذين عرفوا مواقفه . ولكن الأمر الذي استوقفنا والذي أردنا التشديد عليه هو التلاحم والمواقف المتوحدة بخصوص أمن المنطقة عندما عرج في حديثه عن موقف مصر من دول الخليج وأمنها واستقرارها، فقد قال السيسي…

آراء

هل الجلد عقوبة إذلال ؟

الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥

لا أستحسن الخوض في المسائل المعروضة على القضاء ولا على الأحكام الصادرة عنه خاصة إذا كانت في المراحل الأولى من التقاضي، ولكن تنفيذ حكم الجلد الصادر بحق أحد المواطنين أثار في خاطري عدداً من التساؤلات التي أطمح في أن أجد لها جواباً وتفسيراً. أول هذه التساؤلات هو ما هو موقف قضاتنا الأفاضل من الحديث الوارد في صحيح البخاري الذي نصه "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله"؟ هل ينكرونه؟ وإذا لم يكونوا ينكرونه وإذا كانوا يؤمنون بالحديث الذي رواه عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ونصه: "ادرؤوا الحدود بالشبهات" أفلا يكفي هذا الحديث مع سابقه لندرأ عن أبنائنا الذين أسرفوا على أنفسهم عقوبة الجلد بأكثر من عشر جلدات؟ التساؤل الثاني هو عن الهدف من عقوبة الجلد، خاصة وأنها قد جاءت في الحالة الأخيرة مواكبة لعقوبات السجن والغرامة المالية، هل الهدف هو إيقاع الضرر والألم الجسدي؟ إن كان الأمر كذلك فلعل الحدود الشرعية التي تطبق في عقوبات الكبائر أولى بأن يحدد عددها بالمئات أو الآلاف، وفي تقديري أن الإجابة على هذا التساؤل تأتي ضمن الحديث الشريف الذي حدد الحد الأقصى للعقوبة التعزيرية بعشر جلدات وهي عقوبة رمزية تهدف إلى إيصال رسالة إلى الجاني دون إيقاع التعذيب…

آراء

عفواً فخامة الرئيس

الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥

خطأ فادح ارتكبته المجلة الفرنسية «شارلي إيبدو» مستغلة مناخ الحرية، الذي لا سقف له في الغرب عموما، وفي فرنسا خصوصا، بإساءتها لأكثر من مليار مسلم تحت ذريعة حرية التعبير. إنها لكارثة عندما يكون مفهوم هذه الحرية مفصلا على مقاس شعوب بعينها، ولا يناسب ولا يتوافق بتاتا مع شعوب ومجتمعات أخرى، ومع ذلك ينقلب المفهوم وتصبح هذه الحرية وبالا على من هي موجهة ضدهم وتسيء لمعتقداتهم ودينهم، ومن ثم هم مجبرون على المضي في معادلة غير متكافئة، فقط لأن الطرف الأقوى قرر أن هذا هو سقف الحريات، وعلى الجميع الإقرار والاعتراف والالتزام به، وإلا فهم «لا يستوعبون» حرية التعبير، كما قال الرئيس الفرنسي. عندما حدث الاعتداء على المجلة الفرنسية كانت الإدانة الدولية واضحة ولا لبس فيها، لكن مفهوم الإدانة يختلف من جهة لأخرى، فليس شرطا أن تأتي لأن الهجوم استهدف «حرية التعبير»، وإنما يمكن النظر إليها من زاوية أخرى في سياق هجوم إرهابي على أبرياء، وأنه أيضا لا يمكن تبرير ردة الفعل مهما تطرف الفعل ذاته، غير أننا الآن نعود للمربع الأول باستغلال الحشد العالمي ضد جريمة إرهابية، باستهداف مبدأ أساسي في حرية التعبير للمجتمعات الغربية نفسها، وهو عدم انتهاك حريات الآخرين، وهنا في رسمها المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، تعتدي المجلة على حرية مئات الملايين من المسلمين حول…

آراء

أعادوا لنا بناتنا.. مفخخات

الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥

هل تذكرون حملة «أعيدوا لنا بناتنا»؟ إنها الحملة التي انطلقت عالميا قبل نحو تسعة أشهر حين خطفت زمرة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا نحو 300 فتاة من مدرستهن. حتى اليوم لم تتم إعادة الفتيات، بل تمكنت الجماعة التي تمارس عنفا مرعبا في المناطق التي تسيطر عليها من خطف وقتل العديد من المدنيين، إلى حد أن هناك تقديرات تشير إلى أن ضحايا «بوكو حرام» منذ مطلع السنة، أي خلال أقل من شهر، تجاوزوا الألفي شخص. وحملة «أعيدوا لنا بناتنا» كانت قد استقطبت شخصيات من حول العالم ومنظمات، وأخذت زخما إعلاميا وسياسيا واسعا في أسابيعها الأولى، لتعود وتذوي دون أن تثمر عودة أي من الفتيات. ليس فقط لم تعد الفتيات وبقين رهائن هذه الجماعة العنيفة، بل بدأت «بوكو حرام» في استخدامهن قنابل موقوتة من خلال إجبارهن على تفجير أنفسهن وقتل آخرين.. تكرر ذلك في أكثر من عملية، آخرها وأفظعها ربما حدث الأسبوع الماضي.. ففي الوقت نفسه الذي كنا فيه منشغلين بحملة «أنا شارلي» رفضا للقتل وتضامنا مع حرية التعبير، أقدمت طفلة نيجيرية لم تتجاوز العاشرة من عمرها، مدفوعة بضغط الجماعة المسلحة، على تفجير نفسها في سوق شعبية، وقتلت نحو عشرين شخصا. فلماذا نجح شعار «أنا شارلي» في دفعنا للتحرك فيما فشلت حملة «أعيدوا لنا بناتنا» في تحقيق أي شيء؟ يمكن للمقارنة أن…

آراء

احترام الإسلام يجب أن يبدأ من المسلمين

الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥

الدين الإسلامي لم يتوقف بوجود نبي وتكوين الجيش الإسلامي فقط بل تحول عبر الزمن الى ثقافة عالمية اجتاحت الكرة الأرضية بأكملها، فخلال خمسة عشر قرنا مضت تغيرت وتطورت معطيات هذا الدين فمن مجموعة من الأشخاص يعدون على الأصابع بمن فيهم الرسول محمد عليه السلام انطلق الإسلام، ليشكل اليوم أكثر من مليار مسلم هم ربع العالم تقريبا وهم في تصاعد كبير فمن المتوقع بحسب الدراسات أن يتصاعد عدد المسلمين في العالم خلال العقدين القادمين ليشكل حوالي 35% من سكان العالم. عبر التاريخ الطويل لهذا الدين كانت المواجهات كبيرة ومتعددة وقد أتت في البداية من عشيرة النبي محمد عليه السلام الذين حاولوا السخرية من نبوءته واستخدموا كل الأساليب السياسية والاقتصادية والثقافية من اجل تغيير مسار هذا النبي، وكان الهدف الأساسي يتركز في قلقهم على التكوين السياسي لمكة وكذلك المؤسسات التجارية التي يرتكزون في سلطتهم عليها. لقد كانت تلك المحاولات كفيلة بالقضاء على هذه الرسالة لو لم تكن قضية أكبر من كونها ظاهرة انشقاق سياسي او بحث عن السلطة او المال، لقد كان هناك نبي مرسل من السماء ودين يجب ان ينتشر في الأرض لذلك عجزت المحاولات لتغيير مسار هذا الدين لأن الانبياء عبر التاريخ ليس لهم مطامع دنيوية بل هم رسل لديهم مهام سماوية مكلفون بها. انطلق الإسلام واستطاع النبي محمد عليه…

آراء

قبل غزوة باريس وبعدها

الإثنين ١٩ يناير ٢٠١٥

قبل الهجوم عليها، لم تكن مجلة "شارلي إبدو" تطبع أكثر من 60 ألف نسخة باللغة الفرنسية فقط، تبيع نصفها في أحسن الأحوال، ويعود الباقي مرتجعا عبر شركة التوزيع. بعد الهجوم طبعت المجلة 5 ملايين نسخة، بست عشرة لغة من بينها العربية، نفدت من الأسواق بحلول الساعة الثامنة صباحا من اليوم الذي صدر فيه العدد. قبل الهجوم عليها، كان سعر النسخة من "شارلي إبدو" ثلاثة دولارات ونصف. بعد الهجوم وصل سعر النسخة إلى أكثر من 600 دولار في المزادات التي أقيمت عليها في الإنترنت، بعد أن نفدت نسختها المطبوعة، وصار العديد من أصحاب الأكشاك الباريسية يرددون لزبائنهم "لم يعد لدينا أعداد". قبل الهجوم عليها، لم يكن قد اطلع على الرسوم المسيئة التي نشرتها مجلة "شارلي إبدو" عام 2011 سوى عدد قليل، وربما في فرنسا فقط. بعد الهجوم أعادت معظم وسائل الإعلام في أنحاء العالم نشر الصور، إما تحديا للمهاجمين، أو إشباعا لفضول القراء والمتابعين. قبل الهجوم على مجلة "شارلي إبدو" تجمع نحو 17 ألف متظاهر من مؤيدي الحركة الاحتجاجية "اوروبيون وطنيون مناهضون لأسلمة الغرب" في مدينة "درسدن" الألمانية. بعد الهجوم شارك أكثر من 3 ملايين و700 ألف شخص في مسيرة ضد الإرهاب الذي أصبح لصيقا بالمسلمين، طافت مختلف أنحاء فرنسا، وتخطتها إلى عدة عواصم أوروبية ومدن أميركية وعربية، تضامنا مع ضحايا…

آراء

الإرهاب بين العرب والجهاديين وأميركا!

الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥

من أسهل المهمات وأطوعها ثلاث: الهجاء، والتبرير، وتحميل الذات مسؤولية ما يفعله الآخرون. وإذا تبين لنا أن التبرير يختلف تماماً عن التفسير، تبين أن هذه المهمات الثلاث من أخطر ما أفرزته الثقافة السياسية العربية في ظل الاستبداد، وغياب حرية التعبير، وتراجع الحقوق. من المسؤول عن الإرهاب الذي ضرب باريس أخيراً، وقبله الرياض، ولندن، والقاهرة، ونيويورك... إلخ؟ أصبح من السهل بالنسبة الى البعض الإجابة عن هذا السؤال بأن المسؤول هم العرب والمسلمون. مسؤولية جماعية كهذه تؤسس لعقاب جماعي، بل يبدو أن العقاب الجماعي قادم لا محالة. هناك من يقصد بهذه الإجابة الدول وسياستها وليس الشعوب، لكنه يسيء التعبير، أو يتجنب التحديد المباشر لاعتبارات يراها مبررة، ومن ثم يستسهل توجيه تهمة جماعية مثل هذه. ثم هناك من بدأ الشعورُ بالذنب يحيك في صدره نظراً لبشاعة الإرهاب وطول أمده وذراعه. بدأ يخاف من أن تطاوله التهمة الجماعية الأوروبية- الأميركية بأن كل ما هو عربي أو مسلم مسؤول بطريقة ما وبدرجة ما عن هذا الإرهاب. في هذا السياق الجماعي، انساق البعض وراء تغريدة لإمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ قال فيها بالنص: «ربما (ليس متأكداً بعد) أن أغلب المسلمين مسالمون، لكن إلى أن يعترفوا بسرطان الجهاديين الذي يتنامى ثم يقوموا بتدميره، يجب تحميلهم المسؤولية عنه». هكذا من دون تمييز بين يملك القرار ومن لا يملك شيئاً…

آراء

ممنوع الدوران للخلف

الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥

يعد الشاعر أبو الحسن التهامي أحد كبار شعراء العرب، حتى إن المتخصصين في فنه نعتوه بشاعر وقته.. نشأ شاعرنا في الفترة المضطربة للدولة العباسية، وتنقل من (جازان) إلى (مصر) ثم (الشام) ثم (العراق)، وتعرض في حياته لمصاعب كثيرة جدا، وأشعاره مشهود له فيها بالبراعة، وجودة المعاني، له قصيدة مشهورة مطلعها: "حكمُ المنيَّةِ في البريَّةِ جار.."، يقول فيها عن (الحياة) بيتين رائعين: طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ الحياة فيها الحزن، والهم، والغم، والكدر، والكرب، والكآبة وفيها غير ذلك، وعكس كل ذلك، ولكن ليس فيها أنها ـ أي الحياة ـ ستتوقف أو ستغير من طريقتها جبرا لخاطر فلان، أو من أجل عيون علان، بل هذا نوع من المستحيلات التي لا يمكن تصور حدوثها.. حياة الإنسان تهمه وحده، وأحيانا أو غالبا تهم المحيطين به، وقيمة الإنسان متوقفة على الدور الذي يمكن له أن يكون قد أحدثه، أو الذي سيحدثه فيها، وهنا لا بد أن يجتهد كل فرد منا في أن يطبق حديث سيد من بعث الآمال في نفوس البشر ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن قامتِ الساعةُ ـ القيامة ـ وفي يد أحدِكم فسيلة ـ نخلة صغيرة ـ، فإن استطاعَ ألا تقوم حتى يغرسَها فليغرسْها".. هذه الدعوة النبوية للإيجابية…

آراء

الميليشيات الإيرانية والمواجهة الحتمية!

الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥

على وقع هجمات الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني على مملكة البحرين، سارعت دول مجلس التعاوُن الخليجي لاستدعاء سفراء لبنان لدى عواصمها، موجِّهةً تحذيراً للحزب وللإدارة اللبنانية أن تتحرك صوناً لمصالحها وأمْن أشقائها. وموقف مجلس التعاون هذا حتى في مسألة البحرين، جديدٌ نسبياً. فقليلاً ما كانت دول الخليج تهتم لصراخ الميليشيات الإيرانية من حولها، مرةً من أجل «المظلومية» الشيعية، ومرة أُخرى من أجل الممانعة والمقاومة، وفي الفترة الأخيرة من أجل مكافحة الإرهابيين والتكفيريين! أما موقف الأمين العام لـ«حزب الله»، فهو جديدٌ وليس جديداً. فدعاوى المظلومية والمقاومة والتكفير تتكرر منذ سنوات. أما الجديد فهو المقارنة بين إجراءات حكومة البحرين والسياسات الصهيونية تجاه الاستيطان والفلسطينيين! وهذه دعوى خارجة عن الحدّ، لكنها ليست جديدةً تماماً في سياق تصرفات «حزب الله» في لبنان وسوريا والعراق واليمن: الاستيلاء على الأرض والمؤسسات بالسلاح، وتهديد من يشكل خطراً على المشروع الإيراني، وادعاء تمثيل المجتمعات في مواجهة الدول، والتساوم مع الأميركيين والإسرائيليين مقابل هذا أو ذاك من الأمور! كيف حصل هذا التغول، ولماذا استطاع الاستمرار؟ حصل في البداية نتيجة اعتبار ولاية الفقيه الإيرانية ولياً لأمر الشيعة في العالم من جهة، ومساعدة شيعة لبنان على مواجهة إسرائيل، باعتبار أنّ الجيش اللبناني لا يستطيع ذلك. وفي النهاية أقام الحزب دولةً داخل الدولة، مستعيناً بالقوة المسلَّحة عن ادعاء حمل السلاح في مواجهة…

آراء سيتوقفون عن الاستهزاء.. ثم ماذا؟

سيتوقفون عن الاستهزاء.. ثم ماذا؟

الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥

لنفترض جدلاً أن الغرب توقف عن نشر الرسوم المسيئة، وأعلن أمام رؤوس الأشهاد أنه لن يتعرض لنقد الدين الإسلامي في مطبوعاته ووسائله الإعلامية. ولنفترض أن هذا الغرب سيتدخل لإنهاء الحرب في سورية، وسيضغط على إسرائيل لتذعن لمبادرات السلام التي نطالب بها، وسيقوم بإعادة بناء العراق وتنقية أجوائه الطائفية على رغم صعوبة ذلك. لنفترض جدلاً أن مسائل ليبيا ستحل بأية طريقة ويعود لشعبها الهدوء، ودعونا نفترض أن لا مشكلة في اليمن، ونفترض أن المملكة جرّمت الطائفية وطبقت ذلك بكل حزم، ونفترض ونفترض، ثم نتساءل بعد ذلك: وماذا بعد؟ ما الذي سيتغير في أحوالنا؟ هل ستختفي الجماعات الإرهابية التكفيرية من الساحة؟ هل سيتوقف نشاط «الإسلام السياسي»؟ أين سيجد قياديو هذا النشاط أنفسهم بعد ذلك؟ هل سيقبل الشيخ الفلاني، وهو الذي أفنى عمره تحريضاً، بأن يتحول إلى موظف في حكومة أو مؤسسة لا دور له في التسلط فيها على العامة وتصنيفهم؟ هل سيقبل المحرض أو «الداعية» الآخر، كما يحلو لهم تسميته، بالركون إلى بيته وتربية أبنائه؟ هل سيرتفع معدل الإنتاج لدى الفرد العربي المسلم؟ ما الوظيفة القادمة التي سيشغلها خالد مشعل وغيره من قياديي «حماس» ومن يؤيدهم ويعيد تغريداتهم ليلاً نهاراً؟ ما الذي سيحدث لرموز «الإخوان» في المملكة ومؤيديهم ممن لا هم لهم إلا النيل من بلادهم، ولا يتوقفون عن اختلاق الخصوم وشق…

آراء

هل نحن جادون في وحدتنا الوطنية..؟

الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥

نبش الأخبار قد يُفاجئك أحياناً بما لا تريد، أو ما لا تتوقع، حتى وأنت تبحث عن موضوع تكتب عنه مقالاً مثل هذا! لكنه أيضاً يعيد طرح الأسئلة، ويغيّر مسار الكتابة، بعد أن تثير حسك وتفكيرك وطريقة رؤيتك للأشياء والمواقف، خصوصاً في هذه المرحلة من الأخطار - محلية وإقليمية - في المحيط، كمواجهة الإرهاب، والحرب المستمرة معه، ومع مكوناته المختلفة، التي تعمل بشكل واضح على زعزعة الأمن والاستقرار وضرب الوحدة الوطنية في عمقها. وفي الوقت الذي نتحدث فيه وتعمل بلادنا على المسرح العالمي من أجل وضع حد للإرهاب والعنف والقتل باسم الأديان والمذاهب، وتنادي بخلق قانون دولي يجرّم الهجوم والسخرية من الأديان والمذاهب، ويدعو للتآلف بينها. بعض القصص والأخبار تجعلك تسأل بالفعل: هل نحن جادون بما يكفي في فهم خطر ضعف الوحدة الوطنية، وخطورة التمايز على أسس مذهبية أو عنصرية أو قبلية، هل يُوجد شيء أهم نجنّد له ونضع له الموارد الفكرية والإعلامية والأنظمة والقوانين غير وحدتنا الوطنية؟ ثم هل فشلت وغابت للأبد «الوطنية» من مناهجنا وأدبياتنا وثقافتنا، ولماذا لا يُوجد قانون ضد التمييز العرقي والجنسي والقبلي والطائفي، قانون يحرّض على عصبة واحدة، الوطن، والوطن فقط. فشل الإعلام والتعليم في رفع مستوى الإحساس الوطني لدى المجتمع، وغياب أي نظام محفّز أو رادع لكل من يعمل ضد توحيدنا الجغرافي، يعطي مؤشراً غير…

آراء

الرئيس مطالب بمواجهة صادقة

الأحد ١٨ يناير ٢٠١٥

أدى الرئيس هادي اليمين الدستورية في 21 فبراير (شباط) 2012، بناء على توافق وطني أقرته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقال أمام الملأ، إنه يتمنى الوقوف في ذات المكان بعد عامين ليسلّم الموقع الأول في الدولة لمن سيختاره الشعب خلفا له.. في ذلك اليوم امتلأ الكثير من اليمنيين بالتفاؤل إثر تنازل الرئيس السابق صالح عن السلطة بعد أن نزفت الدماء في تعز وصنعاء في حادثتي «جمعة الكرامة» بصنعاء و«المحرقة» بتعز واتهمت بتدبيرهما أجهزة الأمن التي كانت تحت السيطرة المطلقة لصالح الذي رضخ بعدها لرغبة شعبية هائلة وغالبة حينها، وضغط خارجي هائل لإنهاء الأزمة السياسية التي عطلت البلاد وأتاحت للجماعات الإرهابية التوغل والاستقرار في اليمن. ومع انتهاء العام الأول من حكم الرئيس هادي تزايدت مظاهر رغبته في الاستمرار، وبدأت عملية تباطؤ متعمد في إنجاز مهام المرحلة الانتقالية التي كانت محددة بعامين فقط، وتولى مستشارو الرئيس وقادة الأحزاب عملية اعتادوا عليها لزمن طويل: تبرير كل سوء وفشل وعجز، وما ساهم في هذا العبث الوطني هو الفشل الذريع للحكومة السابقة في تحسين أوضاع المواطنين، وهكذا اجتمعت كل عوامل الانهيار الذي انسحبت آثاره على مجمل الأوضاع الداخلية، وفي إهمال مثير للاستغراب في التهيئة الجادة لما سمي «مؤتمر الحوار الوطني» لم يتحرك الرئيس ولا الحكومة، ولم يبديا جدية في انتزاع الحلول، وتم التلاعب والتكاسل في بدء…