آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
جلستُ أتحدث مع الطبيب، قبل بدء العلاج، عن زيارتي إلى مدينته لوس أنجلوس، إذ تركها قبل أكثر من خمسة عشر عاماً واستقر في دبي. قُلتُ له مازحاً إنني سأنتقل للعيش في كاليفورنيا عندما أتقاعد، فضحك وقال أما هو فسيتقاعد هنا. خرجتُ من عنده وأنا أفكر في حوارنا، وتساءلتُ: لماذا أريد العيش في مدينته ويريد العيش في مدينتي؟ كلتا المدينتين جميلة وتقدم الكثير لزوارها والقاطنين بها، لكن هنالك شيء دفع كلاً منا للبحث خارج حدود حياته. قد يكون الرزق ما يدفع الناس للترحال، لكن ليس في حالتي أنا والطبيب، هنالك شيء أكثر إلحاحاً، أكثر أهمية.. إنها رغبة صادقة في البحث. وقد يسأل أحدكم: عن ماذا؟ لا أدري، وربما تكمن روعة هذه الرغبة في أننا لا ندري لماذا نبحث! بعض الأماكن التي نزورها تصدمنا بقوة، يَخنقنا الذهول عندما نغوص في أعماقها، كفلورنسا الجميلة التي أعتبرها أجمل مدينة رأيتها في حياتي. شعرتُ عندما دخلتها لأول مرة أنني أمشي بين صفحات كتاب تاريخ قديم، حتى كدتُ أدوس على أرضها بحذر لكي لا أفسد الأزقة الضيقة التي قيل لي إن كثيراً منها لم تتغير منذ 400 عام. يا إلهي، قُلتُ، أربعمئة عام لم تُغادر رائحة التاريخ ولم تُمح بصماته من تلك الأزقة؟ لم أستطع أن أستوعب كيف يدوس الناس بإطارات سياراتهم على الأحجار نفسها التي…
آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
ماذا يريد الإخوان المسلمون، أن يحكموا أم أن تسود الديموقراطية التي تدعهم يعيشون وتدع غيرهم يعيش؟ الإجابة عن هذا السؤال ستحدد خطوتهم التالية بعد أسبوع حافل بأحداث مفصلية من الدوحة حتى تونس. أمامهم الحقائق التالية، أن شرارة الربيع العربي قدحت في لحظة تاريخية مناسبة لم يخطط لها أحد وإنما سنن إلهية، ثم مضت وتركت البشر يرتبون أمرهم بعدها، فمن أحسن التصرف فله ومن أساء فعليه، ولن يستطيع أحد أن يرتب لها من جديد، أو يبدأ دورة ثانية تعوضه عما فاته. الحقيقة الثانية، أن النظام العربي القديم ومن حوله طائفة معتبرة في كل دولة عربية تتوجس خيفة من التغيّرات الجذرية التي حركتها موجة الربيع، وهي مستعدة أن تقاوم بشراسة هذا التغيير أو الإسلام السياسي المتداخلين، بقوة صناديق الانتخاب، وقد عبّرت عن ذلك مرتين في استحقاقين انتخابيين حقيقيين، الأول الانتخابات المصرية عام 2012 التي فاز فيها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بنسبة ضئيلة، ولكن «عشيرته» من الإخوان رأوا نصرهم فقط، واعتبروه شرعية مطلقة. ولم يروا أن هناك نصفاً آخر، رفضوا التغيير، وقبلوا بالنظام القديم ممثلاً في اللواء محمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، تكرر الأمر نفسه في تونس الأسبوع الماضي بفوز الرئيس الباجي قائد السبسي، وهو لا يقل تمثيلاً عن النظام العتيق وليس القديم فقط، فهو وزير…
آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
ترتب على المراجعة المذهلة، التي صدرت مؤخرا، لأرقام الربع الثالث من العام بشأن نمو الاقتصاد الأميركي، الذي ارتفع من التقديرات السابقة البالغة 3.9 في المائة إلى 5 في المائة، 4 مسارات مهمة وهي: أولا، تشير القفزة في نمو إجمالي الناتج المحلي إلى اتساع نطاق ما كان يعتبر انتعاشا أميركيا خجولا؛ فبعد الانتعاش القوي خلال الربع الثاني من العام بنسبة 4.6 في المائة، والمكاسب الكبيرة التي تحققت في تقرير الوظائف لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) بـ321 ألفا، وهو رقم مفاجئ كذلك، تؤكد مراجعة الربع الثالث من العام على أن الانتعاش القوي استقر أخيرا. ولكن تعزيز ديناميات النمو ليس مؤكدا ويقينيا؛ فالتقديرات المخيبة للآمال التي صدرت لأرقام السلع المعمرة تعتبر تنبيها بأنه ما زال هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للوصول للتعافي؛ ولكن محركات النمو أصبحت أقوى كثيرا واتسع نطاقها، وسوف تستفيد من زيادة مشاركة الشركات ذات الميزانيات الجيدة والأموال المعطلة الكثيرة. ثانيا، سيقوي رقم النمو عزيمة بنك الاحتياطي الفيدرالي على البدء في رفع معدلات الفائدة في منتصف عام 2015؛ فبعد أن أعلن البنك خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) تخليه التام عن سياسته الخاصة بالتسهيل الكمي، ما زال يتحسس ما ينبغي القيام به بعد ذلك، ومتى. عليك أن تراقب البنك المركزي، مع وجود هذا الرقم الأحدث في جعبته، في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق…
آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
جاء رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إلى دمشق، حيث أعلن عن دعم الجمهورية الإسلامية للرئيس السوري والخيارات الديمقراطية للشعب السوري! أما في لبنان فقد أعلن لاريجاني - قبل اجتماعه برئيس وزراء لبنان تمام سلام، أن بعض التنظيمات مثل حماس و«حزب الله» هي أكثر فاعلية من الدول بمؤسساتها. وهو ذاهب إلى العراق، حيث سيعلن من بغداد - فيما أرى - أن معركة العراق هي ضد الإرهاب، وأن «الحشد الشعبي» الشيعي هو الأفعل ولا شك في المعركة الدائرة! وكان أحد نواب المجلس الذي يترأسه لاريجاني قد قال قبل عدة أشهر، وعلى أثر دخول الحوثيين إلى صنعاء ومدن أخرى باليمن، إن «الثورة» (الإيرانية) انتصرت في أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء! في ضوء تصريحات لاريجاني ونوابه فإن «الثورة» المنتصرة على أربع عواصم عربية تعني التنظيمات الشيعية المسلحة التي تدعمها الدولة الإيرانية، ويقودها الجنرال سليماني. أما الحديث في هذا السياق عن الرئيس الأسد وخيارات الشعب السوري (الديمقراطية)؛ فإنها تعني أن السوريين المساكين الذين قتل منهم ربع المليون، وأصيب مليون، وتهجر بالداخل السوري والخارج زهاء العشرة ملايين، هؤلاء جميعا هم الذين اختاروا النظام القاتل ديمقراطيا لكي يفعل بهم وببلادهم ذلك! إن هذا كله يجري وسط حديث متصاعد من جانب دي ميستورا والأسد وبوغدانوف وإيران عن حل «سياسي» بسوريا يقتضي التوحد في وجه التطرف…
آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
هذا هو ديدن الأذناب دائماً، يحاولون التطاول على الرؤوس عندما يعجزون عن الارتقاء إلى هاماتها العالية، وهذا هو ما فعله النائب الكويتي السابق الإخواني مبارك الدويلة، عندما حاول الإساءة إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فاتهمه بأنه ضد الإسلام السني. لكن محاولة الإساءة إلى الشيخ محمد بن زايد لن تزيده إلا سموا ورفعة، ولن تزيد صاحبها إلا دنوا ووضاعة، فالكل يعرف أن سموه أول وأكثر المدافعين عن الإسلام بكل طوائفه ومذاهبه المعتدلة البعيدة عن التطرف والتآمر على الأوطان، ومحاولة التسلق إلى السلطة لخدمة أهدافها ومصالحها، لا خدمة الإسلام والمسلمين.. والجميع يعرف أن جماعة «الإخوان المسلمين» أول وأكبر الجماعات المتسلقة التي ليس لها هدف سوى الوصول إلى السلطة بأي شكل من الأشكال، موهمة الآخرين أن لديها مشروعاً، وقد فشلت في ذلك فشلا ذريعا ومدويا في مصر وتونس وغيرها من الدول عندما أتيحت لها الفرصة للوصول إلى الحكم، وهي تحاول اليوم تبرير هذا الفشل وتحميل الآخرين مسؤوليته، معتقدة أن الإساءة إلى الكبار هي التي سترفعها من المستنقع الذي سقطت فيه. واضح أن قطع رأس الأفعى في مصر جعل أذنابها في كل مكان تتلوى محاولة إعادة لصق الرأس بالجسد، أو استنساخ أفعى جديدة في منطقة أخرى، تقوم بالدور الذي عجزت الأفعى…
آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
قال السيد علي لاريجاني خلال جولته العربية الأخيرة، إن بلاده تتمتع بالنفوذ السياسي في خط يمتد من لبنان إلى اليمن مرورا بسوريا والعراق. وكان طبعا يهدف إلى الاعتزاز. ولم يكن في حاجة إلى إعلان هذه الحقيقة، فهي معروفة لمن يفتخر بها - ولمن يشكو منها على السواء. لكن، ثمة مشكلة بسيطة جدا في عقد الدول المسماة وهي أنها جميعا تعاني حالات شديدة الصعوبة من عدم الاستقرار. وبعضها يعاني الاهتراء والتفكك. والنفوذ الذي يتحدث عنه، لم يمنع أو يخفف أو يبطئ الحروب شبه الأهلية القائمة في هذه المناطق، التي فقدت أحيانا، جميع أسباب السيادة والحكم، وأصبحت في ظل دولة أخرى ونظام آخر. ما تزال إيران تتمسك بمعايير الثورة بعد نحو 4 عقود على قيامها. وكان يفترض أن تنتقل من الثورة إلى الدولة منذ 20 عاما على الأقل. وللدولة معايير ومقاييس مختلفة تماما، من دون التخلي عن المفاهيم والأغراض والأهداف الأولى. فالصين لم تتنازل عن الآيديولوجيا الشيوعية التي قامت عليها، لكنها أصبحت الاقتصاد الأول في العالم، وحققت أوسع نسبة كفاية في التاريخ. ولم يعد مليار صيني يرفعون في وجه العالم قصائد «الكتاب الأحمر»، بل نسبة النمو والتقدم ومعدلات الإنتاج وأعداد عشرات الملايين التي انتقلت من حياة الفقر، إلى حياة الحياة. ومن دلائل الإنجاز الصيني أن وحدتها النقدية أقوى من الدولار وليست بين…
آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
لم يكن العجز المعلن أمس والمقدر بـ145 بليون ريال في موازنة 2015 مستغرباً، بل إنه كان متوقعاً في ظل الانخفاضات الكبيرة التي تمر بها أسعار النفط، التي تشكل المصدر الأول والأساس لعوائد الحكومة، وأرقام الانخفاض في أسعار الزيت تشير إلى فقده ما بين 43 و50 في المئة من قيمته قبل ستة أشهر تقريباً. ولأن عوائد موازنة 2015 ما زالت تقديرية، ومؤكد فيها فقط جانب الإنفاق الذي سمحت به الحكومة لوزاراتها، وهو860 بليون ريال، فسيكون الحديث هنا عن موازنة 2014 المنتهية والتي أصبحت أرقاماً فعلية تحققت في جانبي الإنفاق والعوائد، إضافة إلى جانب النفقات في موازنة 2015. وبالتأكيد، من يقرأ ما بين سطور إعلان وزارة المالية موازنة 2015 وموازنة 2014 الذي صدر أمس لا بد أن يتوقف عند الملاحظات الآتية: الأولى: أن موازنة 2014 حينما تم تقديرها في بداية العام، كانت النفقات مساوية للإيرادات عند 855 بليون ريال، ولكن ما أعلن أمس من حقيقة ما تم خلال العام لا يقارب أيّاً من هذين الرقمين، فالعائد الفعلي لموازنة 2014 بلغ 1.046 تريليون ريال، بنسبة زيادة قدرها 22 في المئة عن المقدّر، فيما بلغت مصروفات العام الماضي فعلياً في إعلان أمس 1.100 تريليون ريال، بنسبة زيادة بلغت 29 في المئة تقريباً عما قدّر في بداية العام. وبذلك حصل عجز فعلي قدره 54 بليون…
آراء
السبت ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤
حاجات الإنسان المعاصر لا تقتصر على العمل والتعليم، والصحة، والسكن فهو يحتاج إلى أماكن الترفيه والمساحات المفتوحة للتريض بعد العمل، له، ولأطفاله. مدننا الكبرى غير البحرية، لم يؤخذ في الاعتبار الترفيه عند تأسيسها، ما جعل بيوتها عبارة عن صناديق مغلقة تعوزها الشمس، وتفتقر لنسائم الهواء النقي وأزمة الإسكان لا تستحضر معها أماكن الترفيه بسبب أنها حالة لاحقة ومقترحي اليوم هو حل لمساحات الترفيه في مقترح بسيط. سيقول قائل ومن أين الأرض، فهي شحيحة للسكن ناهيك عن الترفيه؟ الإسكان وأزماته هو حديث الساعة على الرغم من كل الحلول، وفي الأسبوع الماضي، تناقلت الأخبار أن 100 مليون متر مربع من الأراضي المستولى عليها عادت للدولة، وأحسب أن مثلها سيعود إذا تتبعت الجهات المسؤولة بؤر الفساد التي أضرت بالبلاد والعباد. الصورة المقابلة لهذه الصورة المختنقة هي مساحات شاسعة من الأراضي الخام غير المطورة، أو المطورة ومتروكة كاستثمارات، وأرصدة بنسبة تصل إلى ثلث المعمور حولها في مدننا، وهذه الأراضي المحتكرة قد تكون الضارة النافعة، لو استغلت كمساحات تهوية وترفيه، بل مباني أندية لفك اختناق هذه الصناديق المعمارية المحيطة بها، فكل الفكر(جمع فكرة) طرحت مثل زكاة الأرض، أو تسييلها، لكن لم يطرح أحد فكرة أن تزرع وتوضع حدائق ليتنفس الجوار في مدن صارت مكتظة بالناس، وهذه ضريبة بلدية مناسبة حتى يعمرها صاحبها، أو يبيعوها للبلدية…
آراء
الخميس ٢٥ ديسمبر ٢٠١٤
كان الفتى تشارلز يعمل في مصنع قطن مع والده بشغف. لاحظ جميع العمال تميزه وبراعته على الرغم من صغر سنه؛ فهو لم يكن يتجاوز 15 عاما. أداؤه خطف إعجاب الجميع. المسؤول وغير المسؤول. الكل تنبأ له بمستقبل زاهر في هذا المصنع. ردّد كثير من الموظفين على مسامع والده كثيرا: "ابنك سيكون مديرنا يوما ما". سمع أبوه العبارة كثيرا حتى كاد أن يصدقها. كبر تشارلز وكبرت معه أحلامه بأن يصبح في المستقبل مديرا لهذا المصنع الذي صرف في أمعائه شهورا عديدة بمتعة. بعيدا عن أداء تشارلز البديع وظيفيا كان لافتا في مبادراته. ففي ذكرى زواج والديه ذهب إلى محل مجوهرات واقتنى عقدا وسأل والده أن يقدمه لأمه كأنه هدية منه بمناسبة ذكرى زواجهما. شكر الأب الابن كثيرا وقدم الهدية لزوجته. سعدت بها شريكة حياته وازدادت فرحتها كون العقد الذي قدمه لها زوجها كان جذابا. وضعته في عنقها فور أن ظفرت به ولم تخلعه من فرط تعلقها بهِ وحبها له. الإعجاب بالعقد لم يكن مقصورا عليها. كل من يشاهد رقبتها كان يتوقف ليسألها عن عقدها، من أين اشترته؟ وبكم؟ لم يسمع الأب امتنانا من زوجته تجاهه، كما سمعه إثر هذا العقد الفريد. في يوم عمل هادئ طلب الأب من ابنه تشارلز عام 1837 أن يلتقي به في مكتبه في المصنع. طلب الأب…
آراء
الخميس ٢٥ ديسمبر ٢٠١٤
الشخصيات التي مرت بهذه البلاد، وسجلت بكدحها وسيرتها مكاناً بالغ الأهمية في العملين الحكومي والثقافي معاً، الشخصيات المتقدمة على عصرها.. أفكر ماذا لو أن رؤاها كانت هي التي قادت دفة المجتمع، بدلاً من تسليمه بشكلٍ كامل للذين تلذّذوا بخنقه والتقليل من شأنه، والطعن في قِيَمه وقدرته على أن ينمو طبيعياًّ، وعملوا على محاصرته في كل صغيرة وكبيرة، تحت ذرائع تكشّفت وتتكشّف عوراتها يوماً إثر يوم، الذين بلغ بهم الأمر في إهانة الناس.. أن قالوا إنه لولاهم لامتلأت الأرصفة باللقطاء. حين تكبر أجيال وهي لا تكاد تعرف شيئاً عن - على سبيل المثال - ناصر المنقور، وعبدالله الطريقي، وأحمد زكي يماني، وعبدالعزيز بن محسن التويجري وعفت الثنيان.. وآخرين، وصولاً إلى زمننا القريب مثل غازي القصيبي، الذي ناله من مواجهة التطرف ما ناله، فإن ذاكرتها ومُثلها العليا تُركت - ويا للأسف - لتمتلئ بمئات ومئات الأسماء من الدعاة والوعاظ، الذين لم يحسن كثيرٌ منهم لا للبلاد ولا للناس، إلى جانب أسماء من هنا وهناك في مجالات لا تنتج في نهايتها قيمة تُذكر. جرب واسأل عشوائياًّ، أياً من أبناء اليوم، عن هذه الأسماء الوطنية وغيرها، بل اسأله عما حدث في هذا البلد، وأكثر من هذا اسأله حتى عن تاريخ البقعة التي ولد فيها وجاء منها، وافرح كثيراً إن وجدت ربع جواب. وتأمّل من…
آراء
الخميس ٢٥ ديسمبر ٢٠١٤
كانت الأحداث ستنتهي في تونس إلى أحد طريقين؛ الليبي أو المصري، لولا أن حزب النهضة والجماعات الإسلامية استدركت، ووعت، أن المشاركة السياسية تعني القبول بكل الشروط الديمقراطية، وليس مجرد عد أوراق الاقتراع في الصناديق الانتخابية. وقد عاشت تونس تجربتها الصعبة في المرحلة الانتقالية، ودفعت شخصيات سياسية عظيمة حياتها ثمنا، فقط لأنها انتقدت الجماعات المتطرفة، وبلغت الأمور حدا ينذر بالفوضى والعنف. لكن للتونسيين تجربة مدنية غنية أنقذتهم، وهي من إرث الراحل الحبيب بورقيبة، الذي بنى ثقافة مدنية تقوم على عدالة القانون والاحترام المتبادل، فكانت هي السد المنيع أمام تيارات فاشية دينية فكرت في الاستيلاء على الحكم من خلال اللعبة الديمقراطية، دون احترام قواعدها، كما فعلت مثيلاتها في مصر، وكما تحارب اليوم الجماعات المتطرفة في ليبيا من أجل الهيمنة على البرلمان والرئاسة بالقوة. أعتقد أن «النهضة»، وهي الموسومة بأنها أكثر الجماعات الإسلامية اعتدالا وانسجاما مع مفهوم المشاركة، لم تكن بريئة تماما ولا مثالية، بل كان في داخلها من يدفعها لتنحرف نحو الهيمنة والاستيلاء على السلطة، إلا أن في داخلها، أيضا، تيارا مستعدا للمشاركة حقا، باعتماد واجبات الديمقراطية من حريات، ونظم، واحتكام للناخب. وفي داخل «النهضة»، من لا يزال يلبس عمامة أبو بكر البغدادي، زعيم «داعش»، الذي يعتقد بوحدانية الحزب، والسلطة المطلقة، والهيمنة على مؤسسات الدولة، وإقصاء الآخرين، أو كما فعل متطرفو الإخوان…
آراء
الأربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤
قرأت تقريراً نشرته «البيان» يوم أمس عن عدد المصابين بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني في الإمارات من عمر 20 وحتى 79 عاماً وقد أكد التقرير أن عددهم بلغ 800 ألف شخص بنسبة 19.2% من إجمالي عدد السكان نهاية 2014، فيما يقدر عدد الأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم نحو 327 ألف شخص، وفقاً لإحصائية الفيدرالية العالمية للسكري. وبغض النظر عن تكاليف المرض التي تتحملها الوزارات والتي يفترض ألا تكون همنا الأول لأننا نؤمن بأن الإنفاق على الصحة لابد وأن يكون الأعلى وفي الأوجه الواجبة بعد التعليم، فإن هذا الرقم دفعنا للتساؤل عن الصحة العامة لسكان دولة الإمارات إذا ما أضفنا إلى مرض السكري أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض السرطان. إضافة إلى الأمراض الوراثية وأهمها الثلاسيما التي سجلت فيها الإمارات أرقاماً مرتفعة رغم التطور الذي حققته في جميع المجالات إلا أن صحة أفرادها على مايبدو في وضع غير مناسب. عدد السكان في دولة الإمارات، ونسبة المواطنين فيهم لا يحتمل انتشار هذه الأمراض الصعبة وبهذه الأرقام والنسب الضخمة، ولاتتحمل طبيعة البلد السكانية والتي يغلب عليها «فئة الشباب» تفشي هذا النوع من الأمراض لأنها تؤشر على خسارة مبكرة لهم مع إيماننا بأن الأعمار بيد الله لكن للموت أسباب. أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض والتي لدى الدوائر والهيئات الصحية إحصاءات عنها…