آراء

آراء

الإعلام: قصة رافعة

الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥

عند الدقائق الأولى لسقوط رافعة الحرم المكي الشريف قال لي صاحبي: "عطنا قناة العالم لنسمع ماذا تقول..."، وبالطبع كان جوابي... لا... لأن البحث عن التشفي والشماتة في وقت الكوارث لا ينبئ إلا عن أمراض نفسية، سأرفع حواسي الخمس عن الانجرار خلفها. هنا المدخل: قصة هذه الرافعة "الوحش" في مقابل مشاريع الحرم الشريف أعطتنا ما قبل البارحة كل قصة الإعلام الذي يجري خلف النقطة السوداء في الجدار الكبير الأبيض. لكنه معذور أيضاً لأن هذه مطالب القراء والمشاهدين، وأيضاً سلوك الفطرة البشرية. نحن شاهدنا ما قبل البارحة مئات المقاطع والصور عن كارثة رافعة واحدة، وكل العيون "تسمرت" خلف السقوط الهائل المدوي، لكن عيناً واحدة لم تلتفت إلى مئات الرافعات الأخرى في أضخم مشروع بنائي على وجه الأرض. لم نتداول مثلاً ما قالته محطة "CNN" فينشرة أخبارها حول الحدث.... إن أعلى رافعة في هذا العالم قد سقطت في المنطقة التي تحوي وتضم أكبر تجمع للرافعات الصفراء على وجه الكرة الأرضية، ثم أضافت إلى الخبر صورة بانورامية "فوقية" تأخذ الألباب لمشاهد هذه الرافعات حول مشروع واحد. لا نعلم مثلاً أن مشروعاً مثل توسعة الحرم المكي لم يكسر سوى الرقم القياسي الذي كان يحمله مبنى الجمرات كأضخم "كتلة تسليح خرسانية" متصلة في تاريخ البناء البشري، ولا نعلم أيضاً أن رقم مبنى الجمرات التاريخي ظل صامداً حتى…

آراء

كلنا صف واحد!

الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥

Ⅶ كلنا في صف واحد، هذا ما يجب أن نرفعه في لقاء اليوم بالكويت، فقد اقتربت ساعة حسم الجدل الحالي وطوال الفترة الماضية، بشأن استضافة الشقيقة الكويت لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم 23،.. والتي لم يحسم أمرها في اجتماع رؤساء اتحادات الدول المشاركة الذي عقد الشهر الماضي، علماً بأنها ستكون المرة الرابعة التي تنظم فيها الكويت الملتقى الخليجي الكروي في تاريخ الدورة التي انطلقت عام 70 بالمنامة، خلال الفترة من 22 ديسمبر إلى 4 يناير بدار (بوناصر)، ولم يقر اجتماع رؤساء الاتحادات الأخير، منح الكويت حق الاستضافة، لأسباب تتعلق بعدم جاهزية الملاعب الكويتية،.. وانتشار الصراعات هناك بين الهيئات الرياضية حول إمكانية الاستضافة من عدمها، بالإضافة إلى بعض الأمور التنظيمية الأخرى محل الخلاف، ليصبح خليجي 23 في مهب الريح، والنقاش المفتوح بين اللجنة الدائمة لأمناء السر، للبت في مصير البطولة، وبعد عدة لقاءات، مع الاتحاد الكويتي لكرة القدم، قرر بالاتفاق، تأجيل البطولة لمدة عام.. ولكن فوجئنا بأن قضية التنظيم تحولت إلى أزمة بدون لزمة في الشارع الكويتي، وتحولت إلى قاعة السلطة التنفيذية والتشريعية (مجلس الوزراء والبرلمان)، وبعد شد وجذب بين هذه الهيئات الرياضية، تجاوز العقلاء والحكماء هذه الخلافات القديمة بينهم.. وهو ما أدى إلى تراجع الأشقاء عن الاعتذار من استضافة البطولة، وإعلان اتحاد الكرة، بقيادة الدكتور الشيخ طلال الفهد، عن…

آراء

الإعجاز التطبيلي

السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥

«التطبيل» هو الاسم الحركي لهواية التزلف، وهي هواية معروفة منذ قديم الأزل، يمارسها أصحابها لنيل ما لا يستحقون عن طريق مدح أصحاب السلطة والقرار، ومن أسباب استمرارها حتى زماننا هذا أن لها علاقة بتكوين النفس البشرية، خصوصا تلك الأنفس التي تهوى المدح و(الردح) الكاذب، والذي تعرف جيدا قبل غيرها أنها لا تستحقه، ولكنها تستأنس به وتنتشي فرحا عندما تستمع إليه وهو ينهال عليها من (المُطبلين) قصائد ومقالات مسموعة ومقروءة تنتهي بمنحة مالية أو قرارات إدارية لصالح (المطبل) الحاذق الذي أجاد اصطياد فريسته السمينة.ومما يميز هذه العلاقة القائمة بين (المُطبِل) و(المُطبَل له) أنها قائمة على التراضي، فـ(المُطبل) يكذب وهو يعلم بأن (المطبل له) يعلم بأنه يكذب، ورغم هذا تنتهي مسرحية التطبيل بتوزيع الهدايا المالية والإدارية، وهذا «قمة الإعجاز العلمي». المصدر: صحيفة مكة

آراء

من يثق في الحوثي وعفاش؟

السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥

الحديث من جديد عن مفاوضات سلام يمنية الأسبوع المقبل يبدو متأخراً جداً، لأنه ببساطة يعيد طرح تساؤلات قديمة لم تتم الإجابة عليها.. وعلى رأس تلك الأسئلة السلام مع من؟ هل السلام الذي تتحدث عنه الأمم المتحدة، هو السلام مع رجل نقض كل العهود والاتفاقات والمعاهدات، مع عفاش الذي عض اليد التي مدت إليه، وغدر بمن أعطاه الفرص تلو الأخرى؟.. أم السلام مع الحوثي الذي قبل بأن يسلم نفسه وقومه للمقاول الإيراني، ويكون الأداة التي تتلاعب بها إيران باليمن، فأصبح لا يملك من أمره أو قراره شيئاً؟! اليمن اليوم أصبح في حالة حرب، ولا لغة يمكن للحكومة الشرعية فيها، أو الجيش اليمني أن يستخدمها غير اللغة العسكرية والحل العسكري، فالحوثي ومن يقاتل معه من الانقلابيين لا يفهمون لغة الحوار، ولا يبحثون عن السلام، هدفهم واضح وواحد، وهو السيطرة على اليمن كله واستبعاد الحكومة الشرعية، وعدم السماح لها بالقيام بدورها، ولو وقع أحد من أفراد الحكومة الشرعية في أيديهم ما نجا. لو كان الانقلابيون من مليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح، يجنحون للحوار أو السلم لاغتنموا الفرص العديدة التي أتتهم على طبق من ذهب، لكنهم رفضوها جميعاً وتعالوا وتكبروا على كل حل ينهي الصراع دون إراقة الدماء، وقبلوا من دون أدنى ضمير أو مسؤولية أن يأخذوا بلدهم وشعبهم إلى حرب أهلية، بل وحاولوا…

آراء

التواصل التقني نمط حياة

السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥

تكشف وسائل التواصل عن قدرة الإنسان على التعايش مع الآخرين أو التنحي جانبا والنأي بالنفس.ولا عجب أن يحفل الإنسان بالتواصل مع الآخر بقدر كبير ويقبل أو يدبر عنه. كلمة (غادر القروب) تحمل في طياتها رفضا معلنا أو مبطنا للتجانس مع المجموعة المغادرة التي قد تضيق بخروج من خرج أو تتنفس الصعداء لخروجه. اليوم إذا أردت أن تعرف رجلا أو امرأة اسأل من يعرفه: هل صحبته في قروب؟هذه الصحبة تشبه صحبة السفر بل تتفوق عليها؛ فالسفر قد يكون أياما أو سويعات معدودة، والصحبة التواصلية تخترق حياة الإنسان الذي لم يضبطها تقنيا ليل نهار؛ يفاجأ بتنبيه الوارد، ويقلق من نغمة "القروب" في عز نومه.. ملاحقة لحياته لا تنتهي في العمل والراحة والنوم واليقظة!ويملك بعض الناس حسا إنسانيا عاليا يردعهم عن إزعاج أوقات الراحة المألوفة، وينعدم هذا الحس عند من لم يع خطورة أن يتحول ما يرسله إلى منبع للقلق.لو عدنا إلى الفكرة المنبع، التواصل كنمط لحياة، نجد أننا نُصدم بأن من نظنهم الأقرب لنا لأننا نتلقى أفكارهم، ونتعاطى معها قد يكونون الأبعد حين نقف أمامهم حاملين دهشة السؤال، أو منتظرين إيضاح فكرة طرحوها يوما، وبقيت عالقة في أذهاننا.. نصدم لأننا نقف أمام صمت وتجاهل، أو ردود لا تحمل ما كنا نتوقعه أو لا تحمل إلا الخيبة.البشر شديدو التواصل، ينتظرون منك أن تؤمّن…

آراء

التلاحم الوطني المجتمعي

السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥

كلنا نعلم بأنه منذ انتخاب المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيساً للاتحاد، وأخيه المرحوم راشد بن سعيد آل مكتوم رئيساً للوزراء، تم التجسيد الحقيقي للتلاحم الوطني، وتذليل كافة الصعاب التي تواجه المواطنين، فالشعب الإماراتي أحب القيادة الرشيدة.. والتف حولها بجد وتطلع دائم نحو الأمام لاستشراف المستقبل للإسهام في تحقيق الحلم المشترك والمصير الواحد، وترسيخ دعائم الدولة الحديثة ومشاطرة أبنائها خيراتها، فعم الأمن والرفاه آنذاك وحتى يومنا هذا. وها هو النهج يستمر، فصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رسخ نهج الآباء المؤسسين للاتحاد، بالتواصل المباشر مع المواطنين والوصول إليهم في شتى بقاع الدولة، وتلبية احتياجاتهم ومشاركتهم كافة المناسبات كأسرة واحدة متماسكة، وبيت واحد من السلع إلى الفجيرة. ولا يزال الشعب الإماراتي يسطر للتاريخ أجمل صور التلاحم بين أفراده وبين الشعب وقيادته، وتاريخ الوفاء والشهادة في مسيرة الإمارات، بدأ منذ مطلع السبعينيات، حين سطر الشهيد سالم سهيل بن خميس، اسمه في طليعة الشهداء المدافعين عن أرض الوطن، فبات تاريخ استشهاده «يوماً للشهيد».. وفي مارس من العام الماضي، بعد بدء عاصفة الحزم، واصل أبناء الإمارات البواسل مسيرة الشهادة بحزم وعزم على طريق النصر، حيث استشهد السابقون، ثم تلتهم قافلة الشهداء الخمسة والأربعين في الرابع من سبتمبر الجاري. ليقف الجميع على ذكرى المدافعين…

آراء

«الاحتياطي» الأميركي ورفع الفائدة؟

السبت ١٢ سبتمبر ٢٠١٥

قد يكون مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في ورطة بسبب استعدادهم لاجتماع السياسة النقدية المقرر يومي 15 و16 سبتمبر (أيلول) الحالي، حيث يؤدي التباين المتزايد بين اقتصاد الولايات المتحدة الجيد نسبيًا، والاضطراب في أماكن أخرى إلى تعقيد مداولاتهم حول تقرير إما بدء حملة رفع معدل الفائدة أو تأجيل اتخاذ أي إجراء حتى ديسمبر (كانون الأول) أو بعد ذلك. وستكون الوظائف في الولايات المتحدة هي النقطة الفاصلة، سواء كانت قوية أو ضعيفة أو متوسطة. وإذا كانت البيانات الاقتصادية المحلية هي كل ما ينظر إليه مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعين الاعتبار، فإن الرغبة في رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ تسع سنوات لن تُقاوم على الأرجح، حيث يتم خلق فرص العمل بشكل ثابت، ويستعيد النمو المحلي الإجمالي توازنه بعد أن كان مخيبًا للآمال خلال الربع الأول. ولا تتمثل الصعوبة التي تواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ضعف الاقتصاد العالمي فحسب، ولكن أيضًا عدم اليقين بشأن إمكانية أن تؤدي إجراءاته السياسية في نهاية المطاف إلى تقويض النمو المحلي بشكل غير مباشر، ولا سيما عن طريق زيادة عدم الاستقرار المالي الدولي، لأن الخطر السلبي يرتد مرة أخرى من خارج حدود الولايات المتحدة. وليس هناك شك في أن العالم الناشئ - بقيادة الصين – يتباطأ، بطريقة ليس من المرجح أن يقابلها تسارع نمو في أوروبا والولايات المتحدة.…

آراء

هل يغيّر المال والانفتاح الإيرانيين؟

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥

استمعت إلى سلسلة الأحاديث التلفزيونية الأميركية التي تعقّب على تبعات الاتفاق النووي مع إيران، معظمها متفائل بأنه سينهي حقبة من المواجهة، وبعضها اعتبرته مثل الانفتاح على الصين في السبعينات، وكيف تحوّلت الدولة الشيوعية المتزمّتة إلى نظام ليّن معتدل صديق للولايات المتحدة، رغم أن النظام لم يتغير.وتبقى قراءة المستقبل مجرد تخمين، وبعضها تمنّيات. والكثيرون يتمنّون فعلاً أن تتغيّر إيران إلى الأفضل، أن تكون صينًا جديدة، ودولة تضيف إلى العالم إيجابية وسلامًا.ويمكن أن يصدق حدسهم وتتغيّر إيران إلى الأفضل، وتتحوّل إلى دولة تهتمّ بالتنمية والتحديث، وتنافس دول المنطقة، ودول العالم، في العلوم والاقتصاد والسياحة. إنما هذا الاحتمال مرهون بتغيير التفكير القيادي الذي أقام دولته ضد مفاهيم التحديث. فقد كان بين القيادات الإيرانية الأولى من الثورة دعاة للتحديث المدني، وتطوير النظام، والتحوّل نحو إيران جديدة، لكنَّ هؤلاء سرعان ما خسروا المعركة وبعضهم انتهى إلى الإعدام، والبعض الآخر أُحيل إلى التقاعد، على اعتبار أنهم خانوا مبادئ الثورة التي قالوا إنها تقوم على بناء دولة لا تشبه دولة الشاه التي كانت تفاخر بالتحديث والتطوير.حدث هذا منذ زمن بعيد، وقد ساعد الانغلاق المتشدّدين على الإمساك بالحكم وإدارته وفق مفاهيمهم المُعادية للعلاقات مع الغرب وضد التحديث. بنوا حول الشعب الإيراني أسوارًا عالية، ولم يبقَ للبعض منهم سوى زيارات محدودة لمدن مختلفة عن مدنهم، مثل دبي وأنقرة.ولو أن…

آراء

أبطال نحن قولاً وفعلاً

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥

قلة فقط كانوا يعرفونه، ولكن شعب الإمارات بات يعرفه الآن، كان من أولئك الأصدقاء الذي من النادر أن تجد له مثيلاً، طيب وهادئ ومتواضع في كل الأوقات، حازم عندما يستدعي الأمر ذلك، لا يتوانى عن تخصيص وقته لأي صديق يحتاج مشورته، مخلص لوطنه ولقادته، مميز في إنجازاته وعمله، ولم يكن من النوع الذي ينتظر الشكر والثناء من أحد. ذات مرة قام بعمل بطولي استطاع من خلاله إيقاف سيارة مواطن من ذوي الإعاقة، تعطل مثبت السرعة في سيارته، وعندما تم تكريمه رفض أن يُكتب اسمه وتنشر صورته في وسائل الإعلام، مؤمناً بأن ما قام به واجب إنساني قبل أن يكون بطولياً. كان واحداً من شهداء القوات الإماراتية في اليمن، أحس بأنه لن يعود عندما قالها لأحد الأصدقاء قبل مغادرته إلى اليمن: جهزوا لي علم الإمارات فقد أعود شهيداً، وما أعظم مرتبة الشهادة التي نالها. مشاعر مختلطة من الضيق والألم والبكاء راودتنا من دون استثناء، كل واحد من الشهداء يمثل قطعة من أجسادنا التي تمزقت. كنت أعرف واحداً منهم فقط، لكني شعرت أني أعرفهم فرداً فرداً، أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، كان لكل إمارة نصيبها من الشهداء الذين وهبوا أرواحهم فداءً للوطن، وحلقوا عالياً في السماء. ما زادنا هذا المصاب إلا فخراً وعزة وتلاحماً، زادنا إصراراً على أن…

آراء

إلا التدريب والابتعاث

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥

تُبنى الأوطان بالمال والرجال الحاصلين على العلم والتدريب، ولو عدت إلى تنمية اليابان أو كوريا الجنوبية أو الصين أو غيرها من البلدان لوجدت أنها لم تجاوز هذين العاملين. بل إن تعليم الشباب وتدريبهم وتسليحهم بالمهارة كان هو السبب الأول والمباشر قبل المال في تنمية هذه المجتمعات التي لم تكن تملك إلا القليل من الأموال أصلاً. ولعل الجميع يعرف مقولة «إن هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي»، التي تنسب إلى إمبراطور اليابان حينما سمع صوت أول موتور صنعته أيدي الشاب الياباني العائد من البعثة آنذاك «تاكو أوساهيرا». في السعودية نملك -بحمد الله- الكثير من الأموال، ولكننا -للأسف، ولأسباب منها ضعف التعليم، وغياب الرؤية العامة لوجهة الاقتصاد، وعدم إشراك الشباب في صياغة وصناعة السياسات العامة، وغيرها من العوامل- لم نتقدم كثيراً في مجال التنمية الاقتصادية. فما زدنا مع الأيام إلا مزيداً من الاعتماد على النفط الذي راكم البلايين في خزانتنا، ولكن مرت أعوام طفرته سراعاً، من دون أن ننتبه إلى نوعية وكيفية بناء العنصر الإنتاجي الثاني والأهم، وهو العنصر البشري المؤهل. ولا يعني ذلك أننا لا نملك حالياً شباباً مؤهلاً، ولكن بالنسبة والتناسب ليس عددهم بالكبير، وليسوا بالغالبية المطلوبة والمؤثرة والقادرة على إحداث تغيير وتطوير في ثقافة وطريقة العمل، ولاسيما في القطاع الحكومي. ولذا فإن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله-…

آراء

شيخ الدجاج

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥

لا أدري ما سر عشقنا الكبير لكلمة "شيخ"! وما الذي جعل هذه الكلمة تدخل كمهنة رسمية في بعض القطاعات؟ كشيخ الدلالين وشيخ الصاغة وشيخ السكراب... الخ. ووصل الأمر إلى أن يكون بيننا "شيخ الدجاج" وهي الوظيفة التي أعلنت عنها بلدية طريف مؤخرا، وقالت إنها ترغب في شغلها مع مجموعة من وظائف "المشيخة".هذه الكلمة لم تعد حكرا علينا كعرب، فقد أصبحت مصطلحا معروفا في اللغة الإنجليزية، ودخلت المعاجم بشكل رسمي وتعرف على أنها تعبير وصفي يحمل دلالة على المكانة الرفيعة عند العرب، وتعني كبير السن في قومه أو الشخص الحكيم أو الواعظ، وتستخدم عادة عند القبائل أو الأسر العريقة، وبالفعل صارت هذه الكلمة دارجة بين الغربيين وعادة ما تستخدم لتوصيف الرجل الثري وصاحب النفوذ. وهذا التعريف، وهو نفسه المتعارف عليه عند العرب، ليست له علاقة بما يحدث في بلدية طريف وغيرها، وحتى في التعريف الرسمي للكلمة في معجم اللغة العربية تعني كلمة "شيخ" الرجل الذي استبانت عليه السن وظهر عليه الشيب، غير أن الكلمة تطور استخدامها لاحقا، مثل أي مصطلح آخر يخضع للتطور اللغوي الاجتماعي، وأصبحت تعني الرجل ذا المال والجاه أو كبير القبيلة أو العائلة أو رجل الدين.وحتى لا تفقد هذه الكلمة بريقها وتصبح مستهلكة ومبتذلة، وهي التي ترافق أسماء كبار القوم في بلدان الخليج، أقترح منع استخدامها في المهن وقصرها…

آراء

بوخالد.. ماذا نقول فيك؟

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥

ساعات خاصة جداً، ولقاءات أبوية للغاية جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والجرحى الذين أصيبوا في حرب اليمن دفاعاً عن الحق والشرعية وتحرير اليمن. لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية يؤديها على سبيل الواجب والاطمئنان على أبنائه الجنود البواسل، بل كانت أكثر من ذلك بكثير، لقاءات تركت أثراً عظيماً وبكل قوة على وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي، ولم يكن للشارع الإماراتي حديث سوى ما كان يفعله بوخالد، إذ تقف الكلمات عاجزة عن وصف هذه الصور، وكيف كانت اللقاءات حانية، فنحن لسنا أمام مجرد عيادة مريض ولا للوقوف شخصياً على إصاباتهم ومعرفة الوضع الصحي لكل منهم، بل إن أبوّته المتدفقة عطفاً تقول الكثير. لقاء الشيخ محمد بن زايد بالمصابين كان بمثابة البلسم الذي شفى جراح الشباب، ورأينا كيف أخذ البعض يستحلفه أن يعطيه الأمر بالانضمام إلى رفاق الجهاد، فهذا أقصى ما يتمنونه، ولا شيء غير ذلك. لقاءات أبوية ستبقى في الأذهان وسيتذكرها الإماراتيون والعرب والعالم مطولاً، وسترك بركة وسراً في نفوس المصابين الذين أشعرونا ونحن نشاهدهم عبر الشاشة بأن جراحهم برئت على الرغم من عمق وشدة بعض الإصابات. اليوم ستشهد مساجد الدولة بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب على أرواح شهداء الوطن، رحمة الله عليهم، وهناك مبادرات عدة أعلن عنها البعض وبعض…