محمد الجوكر
محمد الجوكر
مستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي

كلنا صف واحد!

آراء

Ⅶ كلنا في صف واحد، هذا ما يجب أن نرفعه في لقاء اليوم بالكويت، فقد اقتربت ساعة حسم الجدل الحالي وطوال الفترة الماضية، بشأن استضافة الشقيقة الكويت لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم 23،..

والتي لم يحسم أمرها في اجتماع رؤساء اتحادات الدول المشاركة الذي عقد الشهر الماضي، علماً بأنها ستكون المرة الرابعة التي تنظم فيها الكويت الملتقى الخليجي الكروي في تاريخ الدورة التي انطلقت عام 70 بالمنامة، خلال الفترة من 22 ديسمبر إلى 4 يناير بدار (بوناصر)، ولم يقر اجتماع رؤساء الاتحادات الأخير، منح الكويت حق الاستضافة، لأسباب تتعلق بعدم جاهزية الملاعب الكويتية،..

وانتشار الصراعات هناك بين الهيئات الرياضية حول إمكانية الاستضافة من عدمها، بالإضافة إلى بعض الأمور التنظيمية الأخرى محل الخلاف، ليصبح خليجي 23 في مهب الريح، والنقاش المفتوح بين اللجنة الدائمة لأمناء السر، للبت في مصير البطولة، وبعد عدة لقاءات، مع الاتحاد الكويتي لكرة القدم، قرر بالاتفاق، تأجيل البطولة لمدة عام..

ولكن فوجئنا بأن قضية التنظيم تحولت إلى أزمة بدون لزمة في الشارع الكويتي، وتحولت إلى قاعة السلطة التنفيذية والتشريعية (مجلس الوزراء والبرلمان)، وبعد شد وجذب بين هذه الهيئات الرياضية، تجاوز العقلاء والحكماء هذه الخلافات القديمة بينهم..

وهو ما أدى إلى تراجع الأشقاء عن الاعتذار من استضافة البطولة، وإعلان اتحاد الكرة، بقيادة الدكتور الشيخ طلال الفهد، عن استعداد بلاده لتنظيم خليجي 23 في موعده المقرر مسبقاً في أواخر ديسمبر المقبل وحتى الأيام الأولى من السنة الجديدة.

Ⅶ وحسب رؤيتنا للمشهد، فإن الخلافات انتهت مع جلوس الأشقاء معاً على طاولة واحدة، ليناقشوا الأمر من كل الجوانب، بمنتهى العقلانية، بعيداً عن التوتر والتعصب، واتفقت وجهات النظر بين الأطراف الكويتية المشرفة على الرياضة في البلد الشقيق، وظهر في الأفق تلويحهم بالتأجيل، وتقديم طلب رسمي،..

وانتهاء هذه الأزمة، يعني نهاية أكبر مهدد لتنظيم كأس الخليج في الكويت التي عشقناها من هذه الدورة، بسبب رجالها من لاعبين وإدرايين وإعلاميين وحكام وجماهير، لتقام الدورة في موعدها، حيث شهدت الأيام الماضية تحركاً إيجابياً من جانب الهيئة العامة للشباب والرياضة والاتحاد الكويتي..

وبدأت تتخذ الإجراءات التنفيذية لاستضافة دار الصداقة والسلام منافسات كأس الخليج، وقد أعجبني رئيس اتحاد الكرة يوسف السركال، في تصريحات له سابقاً، بأننا في الإمارات نرحب بالمشاركة في أي وقت يطلبونه الأشقاء، وهذه ردة فعل طبيعية بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، فما يهمنا، هو استمرارية الدورة، لأن لها فضلاً كبيراً في تطور الكرة الخليجية..

وبالفعل، تم تشكيل لجان قامت بمعاينة الملاعب المرشحة لاحتضان المنافسات، وهي: استادات نادي الكويت الذي أقيمت عليه الدورة ثلاث مرات أعوام 74 و1990 و2005، وهي النقطة التي يتحفظ عليها أبناء الكويت أنفسهم..

وهذه المرة ستقام على ملاعب جديدة، هي الصداقة والسلام وجابر الأحمد الدولي، الذي سيكون (مفاجأة) البطولة، حسب تصريحات المسؤولين في الهيئة هناك، ونحمد الله أن العلاقة اليوم بين الهيئة واتحاد الكرة في الكويت، باتت (سمن على عسل)، نتمناها أن تستمر حتى نهاية الدورة، برغم أن هناك بعض الإشارات التي تبعث القلق..

ولكن نقول لا خوف، طالما هذه الآراء ووجهات النظر تتعلق في الرأي والرأي الآخر، فهي ظاهرة صحية، لا خوف عليها لكل ما يتعلق بتنظيم البطولة، ولن يحدث شيء قد يتسبب لا قدر الله في ما يعكر صفو العلاقة الرياضية بين أبناء الأسرة الرياضية.. والله من وراء القصد.

المصدر: صحيفة البيان