آراء
الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤
«الجدل الدائر حول الاكتتاب في «البنك الأهلي» السعودي، هو نقاشٌ حول مسألة فقهية بحتة / الربا، (غير المختلَف في حكمها ولكن في إنزالها على الواقعة) أخذ منحىً سياسياً وحزبياً مؤدلجاً أكثر مما هو شرعي. ولا شك أن كتابات استفزازية معينة هي الفتيل الذي أشعل هذا النقاش المتأزم. لست أعمم هذا التوجه على كل المناقشين للمسألة، ففيهم الكثير من الباحثين عن الصواب، لكن وجود هؤلاء الصادقين يكاد يُلوَّث براغبي «تويتر» وتحزيب النقاش من متطرفي الطرفين. لا أتحدث عن الحكم الشرعي بل عن طريقة الوصول إليه». كان هذا تعليقي في موقع «تويتر» على الاحتراب والتأزم الذي غشي المجتمع السعودي طوال الأيام الماضية، وما زالت أعراضه باقية، حول طرح أسهم أحد أضخم البنوك السعودية للاكتتاب الشعبي العام. فسّر البعض تعليقي هذا بأنه ميل لتوجّه أيديولوجي دون آخر، فيما رآه آخرون انحيازاً لبنكٍ دون آخر! أما تفسيري لتعليقي فهو أنه انحياز لطريقة في التعبير عن الرأي دون أخرى، ولذا فقد ختمت تعليقي ذاك بعبارة: «يجب أن ندرك أن السِّلم الأهلي أثمن من البنك الأهلي». ولم أكن أقصد سوى التأكيد على خطر انقسام المجتمع وتصنيفه وأدلجته تحت ذريعة كل نقاش، سواء كان دينياً واجتماعياً كما هو دوماً، أو سياسياً واقتصادياً كما هو حاصل الآن، أو فنياً ورياضياً كما قد يحصل لاحقاً! النقاش والتشاركية في اتخاذ…
آراء
الأربعاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٤
عين العرب - أو كوباني كما يسمّيها الأتراك والأكراد - صارت في حسابات السياسة الشرق أوسطية أهم من حلب. لقد استدعت البلدة الصغيرة، ذات الغالبية السكانية الكردية، تحرّكا أميركيا ودوليا لم يتيّسر على امتداد ثلاث سنوات لحلب، الحاضرة السورية الكبرى، وثاني أقدم مدن العالم، وعاصمة المحافظة التي تتبعها عين العرب. حلب تواجه في هذه الساعات الصعبة تصعيدا خطيرا لهجمات النظام. وتشير التقارير المحايدة إلى أن النظام يسعى الآن ليس فقط إلى رفع حصار قوى الثورة والجماعات الإسلامية عن الأحياء الحلبية والبلدات المجاورة التي ما زال يُحكم قبضته عليها، بل يعمل بكثير من الثقة - مدعوما بالميليشيات الطائفية التي تدعمه - على استعادة زمام المبادرة في شمال غربي سوريا. وهو في ذلك يستفيد من صرف المجتمع الدولي الأنظار عن إجرامه، وتركيزها على تنظيم داعش في غياب استراتيجية واضحة لمرحلة «ما بعد داعش». واشنطن حتى اللحظة لم توضح مصير المناطق التي يؤمل أن تنجح الغارات الجوية للتحالف الدولي في إبعاد «داعش» عنها. ولكن من المُستبعد أن تكون العواصم الغربية على الأقل، وواشنطن بالذات، تعيش هاجس مصير المناطق «المحرّرة مستقبلا»، لا سيما بعدما صدر عن مسؤولين أميركيين كلام يفهم منه أن إسقاط نظام بشار الأسد لم يعُد من أولويات الإدارة الأميركية. وفي هذا اختلاف جوهري عن مواقف معظم العواصم العربية المشاركة في التحالف،…
آراء
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
بعض المظاهر الاجتماعية -على رغم الرخاء الظاهر في بلادنا- تكشف لنا أن بعض أفراد المجتمع يعيشون في ظروف معيشية واجتماعية ونفسية لا يمكن أن نتخيلها، فقد عايشت تجربة شخصية عندما مررت بحديقة جميلة وصغيرة وبطرفها مقهى صغير، ولمّا وصلت إليه وجدته مغلقاً، ولكن تفاجأت بوجود شخصين من مواطني هذا البلد في حال لا يمكن وصفها من العوز، فهما يسكنان في تلك الحديقة منذ أكثر من عامين، وقد استأذنتهما وقضيت وقتاً جاوز الساعة في الحوار وتبادل الحديث، وقد سألت في البداية العم صالح إن كان يمكننا أن أعرف سر هذا التشرد والحال التي أوصلتهما إلى هذا فقال لي بلهجته المحلية لإحدى مناطقنا العزيزة: إذا كنت تريد أن تحزن وتتحمل سماع مآسينا فأهلاً بك. قبلت عرضه وقص عليَّ قصته، وقال: إن له منزلاً يملكه في جنوب العاصمة، ولكن تطورت مشكلاته مع أولاده وزوجاتهم، وضيقوا عليه في حياته، ففضل التشرد وحياة الشوارع والتهيان، بدل أن يعيش في كنف أسرته ويرعاه أولاده. وتذكّر زوجته الحبيبة وقال: إنها على استعداد أن تعيش معه في أي مكان هو يريده، ولكنَّ أبناءه يمنعونها من ذلك. أما إخوته وأقاربه فلا يسألون عنه! قد يكون العم صالح صادقاً في ما ذكر، وقد يكون أخفى بعض الأسباب الأسرية التي أوصلته إلى هذه الحال. أما الشخص الآخر أو المشرد الثاني فهو…
آراء
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
يتصاعد خطر الإرهاب في الوطن العربي يوماً بعد يوم، ويمتد إلى مناطق أوسع في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن وغير هذه الحالات، ولا يبدو حتى الآن أن ثمة نجاحاً حاسماً في مواجهة هذا الإرهاب حتى بعد أن بدأ التحالف الدولي غاراته على موقع «داعش» في العراق وسوريا، ولأن كثيرين يؤمنون بأن مواجهة الإرهاب لابد وأن تكون عربية فإن البعض من هؤلاء بدأ يطرح فكرة ضرورة الدعوة لقمة عربية استثنائية تنظر حصراً في هذا الخطر، وتضع خطط المواجهة وآليات التنفيذ. صحيح أن المجالس الوزارية العربية سواء على مستوى الجامعة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اتخذت قرارات مهمة وشاملة في هذا الصدد، وصحيح أيضاً أن مؤسسة القمة الخليجية قد فعلت الشيء نفسه، لكن قرارات آخر قمتين عربيتين في الدوحة (2013) والكويت (2014) لم تتضمن شيئاً يتعلق بمواجهة الإرهاب، وفي كل هذه الأحوال لم يُوضع أي من القرارات التي اتخذت موضع التنفيذ على النحو الذي يحقق النقلة النوعية المطلوبة في مواجهة الإرهاب. ومن هنا يأمل البعض في أن تحقق قمة عربية استثنائية هذه النقلة، وخاصة أن الأمور قد أصبحت أكثر تعقيداً بعد تكوين ما يسمى بالتحالف الدولي لمواجهة الإرهاب واختلاف المواقف تجاهه. وفكرة عقد قمة عربية استثنائية للتصدي لتفاقم خطر الإرهاب تحتاج إمعاناً للنظر ونقاشاً مستفيضاً لعدة اعتبارات أولها أن عقد قمة…
آراء
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
على مستوى مسؤوليات وواجبات المؤسسات فإن الأنظمة هي التي تحكم علاقة الناس ببعضهم وليس (حب الخشوم) وسامحنا غلطانين وكنا نظن وما إلى ذلك من أعذار واهية لا تقدم ولا تؤخر. أما إذا أردتم التمسك بهذه العادة فلا مانع بشرط أن يصاحبها إنفاذ للقانون على من أخطأ في حق أحد أو اتهمه بما ليس فيه. أي أن نستقبل قبلات المخطئين من غير أن نلغي التصرف تجاه الخطأ الذي ارتكب هنا أو هناك، لكي لا يتكرر ثم نعود مرة أخرى نقفز على (الخشوم) وأصحابها وهكذا دواليك. نريد فعلا أن نؤطر كل العلاقات بين الأجهزة والمواطنين، وبين المواطنين وبعضهم، على أساس من احترام خصوصية الآخر وبراءته وبياض تصرفاته، بدلا من هذه (الشواحن) اليومية. وهذا أمر طبيعي جبل عليه الناس منذ الأزل وليس اختراعا ابتدعناه أمس ونحاول أن نفرضه اليوم. وبالتالي ما هو مفروض أولا قبل الوقوع في ورطات (حب الخشوم) أن نحسن الظن بالآخرين وتقديم حسن النية في النظر إلى حركاتهم وسكناتهم وتصرفاتهم، لكي نقطع الطريق على هذه التهم الجاهزة من المتبرعين، وربما من الكيديين، التي توقعنا تكرارا ومرارا بمزيد من الأخطاء في حقوق الناس وخطأ الحكم على نتائج أعمالهم. ثانيا، وهذا ما أصر وأوكد عليه، نضع من الأنظمة وتطبيقاتها ما هو كفيل بردع كل شخص يسيء إلى شخص آخر…
آراء
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤
قبل عدة سنوات فجر الكاتب عبدالله بن بخيت قنبلة مدوية بالمقاييس السعودية ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك في برنامج (إضاءات) الشهير الذي كان يقدمه الزميل تركي الدخيل، حين قال بأن هذا الجهاز لا يخضع لمقاييس طبيعية في توظيف المنتسبين إليه أي أنه لا يوظفهم حسب الشهادة أو الطول والوزن والمواصفات الجسمانية بل يوظفهم بناء على انتمائهم الفكري، فمن لا ينتمي لهذه الأيدلوجيا الفكرية لا يمكن توظيفه وهذا لا يصح في أي وظيفة حكومية. وبالطبع قامت الدنيا ولم تقعد ضد ابن بخيت وانهمر طوفان الشتائم عليه من كل حدب وصوب لمجرد أنه أبدى وجهة نظره ولا أستبعد أن الزميل تركي الدخيل قد طاله شيء من هذا الهجوم الشرس لمجرد أنه أتاح الفرصة لابن بخيت كي يبدي وجهة النظر هذه، وقد تم نفي تهمة (الأدلجة) جملة وتفصيلا من قبل أنصار الهيئة واعتبروا ذلك افتراء مكشوفا من ابن بخيت. واليوم ها نحن نشاهد دلائل هذه الأدلجة التي تحدث عنها ابن بخيت تتجسد في الهجوم المتواصل على معالي رئيس الهيئات شخصيا، حيث يهاجمه بعض مرؤوسيه علنا ويتحينون الفرص لإسقاطه لمجرد أنه يحاول إنقاذ هذا الجهاز الحكومي من براثن الأيدلوجيا ويخضعه لمسطرة القانون والنظام، ولو لم تكن الأيدلوجيا المتشددة قد عششت في كل أروقة هذا الجهاز لما وجدنا هذه المواجهات شبه اليومية…
آراء
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
من داخل ساحة العروض في خور مكسر داخل مدينة عدن أعلن شلال شايع أحد قيادي مكونات الحراك السلمي الجنوبي وسط الحشود الكثيفة التي قدمت من جميع المحافظات الجنوبية للاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر، أن الجنوب العربي سيعود كما كان دولة مستقلة ولو اقتضى الأمر إعلان الكفاح المسلح. رسالة القائد الجنوبي القادم من الضالع ألهبت الحشود ولاقت تجاوبا كبيراً خصوصا وأن مشاهد مذبحة الضالع التي ذهب ضحيتها 20 مواطناً جنوبياً لم تغب عن أذهانهم. الضحايا قُتلوا من قبل اللواء 33 مدرع وهم مجتمعين في مخيم عزاء نصب لشهداء سبقوهم وتم قتلهم بنفس السلاح ومن قبل نفس الأشخاص. ما حصل في عدن لا يمكن وصفه بالمشهد المكرر لمشاهد احتفالات سابقة قادها الحراك الجنوبي في السنوات الماضية لكونه حدث في خضم تغيرات سياسية حادة في شمال اليمن يقودها الحكام الجدد غير المتوجين في صنعاء: الحوثيون. فهل اتفق كل من حراكيي عدن وحوثيي صنعاء على تغيير الخارطة السياسية لليمن لإعادة الإمامة في الشمال وإحياء دولة الجنوب من جديد؟ مراقبة التحركات والتصريحات من قبل القيادات السياسية لدى الطرفين تشير لوجود رسائل مختلفة ومتضاربة تؤكد بأن الاتفاق الذي زُعم بأنه قائم ضمنياً بين الطرفين قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء لا وجود له. بل أن الرسائل المتضاربة الصادرة من الطرفين بشأن توصيف الوضع في الجنوب تشير لإمكانية…
آراء
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
أتذكر زياراتي أثناء المرحلة الجامعية لبعض المكتبات لشراء بعض الكتب التي كان يوصي بها بعض أساتذتي الذين كانوا بالنسبة لنا مرشدين وموجهين على المستويين الأكاديمي والفكري، وكيف كانت المفاجأة كبيرة عندما أبلغني في إحدى المرات مسؤول المكتبة بأن الكتاب الذي أبحث عنه غير مسموح به، بل وينصحني بألا أبحث عنه وألا ألوث عقلي الشاب بأفكار سخيفة لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا الحميدة. تذكرت هذه القصة، عندما كنت أتحدث قبل أيام مع أحد الزملاء عن سياسة الحجب والمنع لبعض المواقع الإلكترونية التي يعلم الكثيرون أنها أصبحت أكثر جذبا للفرد من الكتب الورقية، وأكثر قدرة على التأثير، إلا أن لكل زمن ظروفا ومعطيات كما يقال، فما كان في التسعينات ـ على سبيل المثال ـ ممنوعا من حيث الأفكار والآراء أصبح اليوم من المسلمات التي تناقش في مجلس الشورى بشكل علني، فما كان ممنوعا في الماضي أصبح مسموحا بعضه، وما كان مسموحا بعضه أصبح اليوم يحارب بشكل علني من قبل الدولة خصوصا فيما يتعلق بأدبيات بعض الجماعات الدينية المتطرفة التي كانت ـ وحتى الماضي القريب ـ تستخدم التحايل والمكيدة المبطنة في توجهاتها. وإن كنت هنا سأتجاوز معضلة أننا ما زلنا لا نعرف بالتحديد ما الجهات التي تصدر أوامر الحجب إلا أني سأطرح بعض التساؤلات آمل أن أجد من يفيدني عنها: فهل هناك سياسة مكتوبة…
آراء
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
يتابع العربي التطورات في اليمن كما يتابع مسلسلاً تلفزيونياً سلساً. جيش صغير تضيق به معاقله في صعدة فيتقدم إلى صنعاء. كانت الرحلة ممتعة. لم يعثر على الجيش النظامي الذي حاربه سابقاً. لم يصطدم بدورية للأمن الداخلي. لم يسأله شرطي بلدي عن أوراقه. في البلد المدجج بالسلاح والقبائل والتارات لم يعثر «أنصار الله» على من يحاربهم. سقوط صنعاء كثمرة ناضجة ضاعف شهيات الحوثيين. في الحلقة الثانية من المسلسل الحديدة والميناء وطريق باب المندب. جيش صغير يتقدم. وجيش كبير يتوارى. وفي الرحلة يغتني الجيش الصغير بموجودات ثكن الجيش الكبير. دبابات ومدافع وذخائر. تصرف الرئيس عبد ربه منصور هادي كمراقب نمسوي. وتصرف جمال بن عمر كمراسل صحافي. الدبابات أصدق من حبر الاتفاقات. صار على الرئيس أن يطيع مرشد الجمهورية اليمنية. رأى الجنوبيون جيش الحوثيين الصغير يستولي على الوليمة الشمالية فرفعوا راية الاستقلال. انفجر اليمن. ولم تكن القصة سرية. في آذار (مارس) الماضي سمعت من الرئيس هادي أن الحوثيين يريدون الوصول إلى البحر الأحمر. وقال إن من يملك مفاتيح باب المندب ومضيق هرمز لن يحتاج إلى قنبلة نووية. وهو كان يلمح إلى أن إيران تقف وراء تحركات الحوثيين. القصة غريبة فعلاً. بعد سبعة أشهر من كلام الرئيس حقق الحوثيون برنامجهم بانسيابية منقطعة النظير. تسأل عن السبب فيأتيك الجواب: «فتش عن علي عبد الله صالح».…
آراء
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
قبل السادس من شهر يونيو (حزيران) الماضي كان رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي يسخر من التحذيرات من «داعش»، وأن أخبارها ليست إلا وسيلة ضغط عليه. ومع أن طائرات الاستطلاع الأميركية كانت تجوب الأجواء العراقية يوميا، ترصد تحركات المسلحين، وترسل معلوماتها إلى واشنطن التي حذرته مرارا، فضل المالكي أن يصدق طمأنة مستشاريه الذين يفتون له بلا معلومات. ولم يطل ليل الحقيقة، فقد سقطت الموصل بقاعدتها العسكرية وأفواجها، واستخباراتها، وتلاها سقوط المزيد من المدن والمحافظات. لم تكن مناورة سياسية ولا لعبة ترويع نفسية. وفي حملة رسمية هدفها طمأنة الناس، قال رئيس الوزراء العراقي الجديد لمواطنيه، لا تقلقوا.. فإن 70 في المائة من الحرب على العراق التي تسمعوها نفسية! وتأكيدا لهذا، أذاعت وزارة الدفاع تسجيلات تلفزيونية لمواطنين يؤكدون سلامة الأوضاع، وأن بغداد آمنة. فإن كانت 70 في المائة من الحرب حقا نفسيّة، فكيف يمكن أن يفهم العراقيون أسراب الطائرات المقاتلة التي تملأ سماء البلاد؟ وكيف يبرر سقوط ثلث العراق في قبضة تنظيم داعش؟ ربما تخشى الحكومة أن يتدافع السكان هربا من بغداد، بمجرد سماع أنباء عن وصول قوات داعش. وهي محقة في قلقها من كارثة الفوضى المُحتملة، إلا أن إنكار الخطر لا يدفع الأخطار. وسيكون كلام الدكتور العبادي محل اختبار كبير خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. فإن نجحت القوات العراقية في مواجهة الميليشيات…
آراء
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
أدى طرح أسهم البنك الأهلي للاكتتاب الى حراك فكري مثير تمثل في مناقشة ماهية المصرفية الإسلامية ومدى فهمها وتقبلها من الناس وبالتالي تقييم مستقبلها. لقد كشفت عملية الطرح صعوبة التفريق بين البنك كشركة تدير استثماراتها وتعاملاتها مع البنك المركزي والبنوك العالمية الأخرى، والبنك كمقدم منتجات وخدمات للعملاء من خلال فروعه المنتشرة. كما أن هناك صعوبة في فهم دور اللجان الشرعية في البنوك وكيف تعمل الى تحول البنك من نشاطه التقليدي الى النشاط المطابق للشريعة الاسلامية حتى يصبح البنك يسمى مجازا بنك اسلامي كما سأوضح أدناه في بقية هذه المقالة التي تحاول وبشكل مبسط فك هذه التعقيدات حتى يتسنى معرفة ماهية أعمال المصرفية الاسلامية. فالبنك كإدارة عامة يدير السيولة التي تأتيه من محصلة الفرق بين الودائع والقروض بنفسه حيث يقوم باستثمارها في أدوات قليلة المخاطرة مثل السندات، كما أن عليه إبقاء احتياطي الزامي لدى مؤسسة النقد العربي السعودي تصل الى 13% من الودائع، ناهيك عن أنه يشارك البنوك المحلية الأخرى في عملية الاقراض فيما بينها جيث يزودها بالكاش في حال النقص لديها أو أن يقترض هو من البنوك الأخرى عن طريق الخزينة في حال حاجته للكاش وهو مايسمى اقراض الليلة الواحدة. وكل هذه الانشطة مقابل عمولات يدفعها أو يتحصل عليها البنك. وكل البنوك الاسلامية تعمل بهذه الاجراءات بمعزل عن الخدمات التي…
آراء
الإثنين ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤
"داعش" على بعد كيلومترات قليلة من بغداد، صنعاء في أيدي الحوثيين، طرابلس الغرب مستباحة من الميليشيات و"الزعران"، دمشق مطوقة من داخلها وخارجها بالآلة الحربية للنظام وبجحافل التكفيريين الآتين من كل أصقاع الدنيا . ولا أحد يعلم على أي عاصمة عربية سيأتي الدور . كيف يحدث أن تستباح عواصم عربية بهذه السهولة واليسر، فلا تقوى الجيوش المجيشة المتخمة بالعتاد الذي أنفقت المليارات على شرائه، على مواجهة الزحف الآتي إليها من الأطراف، ويهرع الجنود إلى بيوتهم تاركين أسلحتهم في الثكنات والمعسكرات يستولي عليها الزاحفون الذين إن كان لهم من مشروع، فليس سوى مشروع التدمير والردة الحضارية الشاملة نحو جاهلية لن تُبقي ولن تذر . من يصدق أن يكون هذا مآل الحواضر والمدن العربية العريقة التي صنعت الحداثة العربية، وكانت منطلق دعوات النهضة والتقدم وتحرير المرأة، ومراكز إشعاع الثقافة والتعليم والتفكير الحر، تصبح أسيرة لميليشيات وقوى مهووسة بالشبق الجنسي ومتعطشة للقتل والذبح وجزّ الرؤوس؟ كيف نصدق أن هذا يحدث في العواصم التي كانت، حتى عقود قليلة، تضيء بما هي عليه من نظافة وأناقة وتنسيق وذوق في شكل بنائها وفي تصميم شوارعها، والتي كانت مظهراً للحداثة وهي تمر بمخاضها العسير في مواجهة المحافظة والتزمت لأنها كانت تتكئ على قوة اجتماعية حقيقية صاعدة تغطي اهتماماتها ساحات واسعة من الاقتصاد والتعليم والثقافة والفن، وصولاً إلى الفكر…