آراء
الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
سيبقى ما حدث في اليمن من المتمردين الحوثيين منصة لإطلاق الأسئلة المتتابعة والتي تسعى لتفكيك غموض الواقعة في محاولة لتجميع الإجابات وربط أطرافها مع بعضها الآخر فلربما تقودنا هذه العمـلية إلى حـل لغـز مداهمة صنعاء واحتلالها بعد تطويقها ومحاصرتها أمام العالم وبصره؟ كيف يليق بمجموعة من الحفاة المرتزقة أن يحاصروا صنعاء من أطرافها فيما تلتزم الحكومة المركزية المهادنة وممارسة دور الأضعف، رغم قدرتها المبكرة لو شاءت السيطرة على الوضع قبل تفاقـمه وتنـامي الحشـود والأعـداد التي توافدت تباعاً لتعزيز هذا الحصار وترفع سقف المطالب كلما تنازلت الحكومة لمطالبها؟ في ذروة احتدام الصراع بين الحوثيين والحكومة المركزية في صنعاء حدث كنتيجة لتبادل إطلاق النار وقوع قتلى وضحايا من الطرفين لكن ذلك كله لم يشفع لسفارتي أميركا وبريطانيا، كما جرت العادة في مثل هذه الظروف، أن تقوما بدعوة رعاياهما لمغادرة صنعاء أو على الأقل تحذيرهم من ارتياد مواقع معينة أو تحديد حركتهم، فهل كان لدى رعايا الكبيرين ضمانات مسبقة بعدم التهديد وتقنين الخطر حولهم؟ وهل يؤكد ذلك أن شعار "الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل"، والذي يعتبر أيقونة لأنصار الله كما كان كذلك لدى حزب الله في لبنان، إنما هو لذر الرماد في العيون، وأن ما يتم خلف الكواليس مغاير تماماً للشعارات التي ترفع في الميادين؟ وهل يصح أن نقبل بما روجته بعض التقارير التي…
آراء
الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
يمكن لشريطي فيديو راجا في الأسبوعين الماضيين أن يختصرا المشهد اللبناني الراهن. الأول فيديو إعدام الجندي اللبناني الثالث ضمن رهائن الجيش المحتجزين من قبل إرهابيي «الدولة الإسلامية» و«النصرة» ومعه صور استغاثات وانهيار باقي الجنود الذين صرخوا يتوسلون إنقاذ أرواحهم. والثاني فيديو للاجئين سوريين مغلولي الأيدي ممددين على وجوههم أرضا في بلدة عرسال، ومن بينهم شخص بدت إحدى ساقيه مبتورة ويداه تقبضان وهما مغلولتان على دواء، فيما جندي لبناني يدوس فوقه ويتعمد إيلامه كما جرى الدوس والتنكيل بالباقين من قبل جنود آخرين. لم ينكر الجيش اللبناني صحة أي من الفيديوهات المسربة لانتهاكات من يفترض أنهم جنود في صفوفه. وللحقيقة فإن مشاهد الفيديو الأول الخاص بإعدام الجندي تختصر حال الدولة اللبنانية الرهينة والمصادرة القرار والإرادة، فيما يظهر الفيديو الثاني كيف يكون حال الدولة حين تتسربل بعجزها عن مواجهة أسباب أزمتها، فتقع في سراب أن استعادة «هيبتها» لا تتم سوى عبر التنكيل بلاجئين تحت اسم أن ذلك مكافحة إرهاب. وهذه الفيديوهات لم تكن الصور الوحيدة، فقد حرص خاطفو الجنود على بث المزيد من الصور والتسجيلات للجنود المذعورين، كما بثوا سابقا صور إعدام بعضهم. في المقابل، توالت صور الممارسات التي أقدم عليها عناصر من الجيش اللبناني جهارا نهارا من ضرب وتنكيل وإهانة وتكسير ممتلكات للاجئين سوريين بذريعة البحث عن مطلوبين. طبعا جرى الترويج أن…
آراء
الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
لو لم يهاجم بن لادن نيويورك وواشنطن، ويشاهد العالم فيديو الطائرة الثانية تضرب مبنى التجارة، ربما لتغير التاريخ. ولو لم يذبح تنظيم «داعش» الصحافي جيمس فولي ويصوره للعالم، ربما ما صارت الحرب التي نشاهدها، ولا كان حلف الخمسين دولة! هل هذا يعني أن المجتمع الدولي يمكن أن يستثيره فيديو قتل، أو تُشن حرب بسبب عمل إرهابي واحد؟ بالطبع لا، لكن كان يمكن لتنظيم القاعدة أن يمعن في منطقة الشرق الأوسط تدميرا، وكان لـ«داعش» أن يمضي ذبحا لآلاف الناس، ولا تتحرك كل هذه البوارج وأسراب الطائرات المقاتلة. وهي ليست حالات غريبة فهناك العديد من المحطات التاريخية المماثلة، فالولايات المتحدة كانت ضد دول المحور، لكنها لم تشارك في الحرب العالمية الثانية إلا بعد نحو عامين من نشوبها، وذلك بعد أن تحرشت بها اليابان، وهاجمت ميناء بيرل هاربر، ومنذ ذلك اليوم تغير العالم. ربما لو لم تهاجم اليابان الشاطئ الغربي الأميركي لتمكن هتلر من الاستيلاء على أوروبا، وصار قوة موازنة للولايات المتحدة، مثل الاتحاد السوفياتي لاحقا. الشيء نفسه مع «القاعدة»، حيث إنها استمرت تلعب في منطقتها؛ الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، وهاجمت أيضا سفارات وبارجة أميركية، ومع هذا لم تكن هدفا عسكريا كبيرا للغرب، حتى تجرأ بن لادن واستهدف نيويورك وواشنطن في الـ11 من سبتمبر (أيلول). «داعش» جماعة مستنسخة من «القاعدة»، وقيادتها، بلا فهم…
آراء
الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
في عصر الثورة المعلوماتية لا غرابة في أن تنتشر الإشاعة بلمح البصر، فالإشاعة دائماً ما تحمل الخبر المثير أو الغريب، لذا يتسابق غالبية العامة على الانفراد بهذا السبق من طريق وسائل التواصل الحديثة، وما أسرعه من تواصل، وبعد انتشار إشاعة «زامل نجران» بيومين لم أستغرب تلفيق الزامل القديم وربطه بما يجري من أحداث في صنعاء، لأن هناك من يهوى إثارة الفتن، ويحاول أن يزعزع الثقة والولاء بين الشعب والقيادة، كذلك أدرك أن هناك من يحمل في نفسه إما أحقاداً مناطقية أو قبلية أو طائفية، ويحاول أن يخرجها متى سنحت له الفرصة، لذا أرى أن مثل هذه الإشاعات والأكاذيب واردة في كل وقت أو أية مناسبة، إلا أن ما فاجأني في حقيقة الأمر هو ردود الفعل لمستقبلي الإشاعة، والذين ذهب غالبيتهم إلى عدم تصديق القصة، على رغم حبكها بكل احترافية، وبكل ما أوتي أصحابها من حقد، حيث نفت النخب الواعية صحة (الأكذوبة) حتى قبل أن يتثبتوا، وذلك من منطلق ثقتهم بنجران وأبنائها، أما بعض المتابعين فقد تنبهوا إلى ما فات على مبتدعي القصة، وهو أن الزامل قد تم تحميله على «يوتيوب» قبل فترة طويلة، وهذا ما ينفي حداثته وارتباطه بالأحداث الأخيرة. من دوافع كتابتي لهذه المقالة، أن ذاكرة الطفولة استدعت موقفين بسيطين ربما تعبر إلى حد ما عن حب الرجل النجراني…
آراء
الإثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
من المفارقة المضحكة عبارة كُتبت بخط رديء على جدار مدرسة ابتدائية للبنات، في الخرمة (إحدى محافظات مكة المكرمة) وهي «داعش في قلوبنا»، ولا تعرف ضمير المتكلم في قلوبنا يعود على من.. هل يعود على قلوب معلمات المدرسة، أم على قلوب طالبات المدرسة الابتدائية التي لا تتجاوز أعمار طالباتها الـ12، أم على قلوب عائلة حارس المدرسة الذي بدت غرفته ظاهرة في الصورة؟ بلا شك، أن قلوب أولئك خارج الدائرة، وأن من كتب تلك العبارة هم على تلك الشاكلة التي تُكتب على أسوار مدارس البنين» أحبك يا فلان»..أو «عذبني فلان»، والتي تُظهر مدى الشذوذ الأخلاقي الذي يعاني منه بعض طلبة المدارس. ومن الفداحة أن نلتمس لهم العذر ونقول مراهقون، مغرر بهم، ويحتاجون إلى توجيه، وهم في الحقيقة يحتاجون إلى عقاب رادع. ليست مهمة وزارة التربية والتعليم ملاحقة ما يُكتب خارج أسوارها، بل هي مهمة البلديات التي يجب أن تتوسع مهامها من تنظيف الشوارع من القمامة، إلى تنظيف الأسوار والجدران في المدينة من قمامة العبارات الخادشة للحياء والدين والتي تعبر عن الشذوذ والعصبية القبيلة والعنصرية. أجيال من الشباب تعاطت مع الرذاذ الملون، ولم ينتج -مع الأسف- من هذا التعاطي فنان جرافيكي واحد يشار إليه، بل نتج منه مفحطون وشواذ ومجرمون. وها هم اليوم يحبون «داعش» التي لا يعرفون حتى أن «داعش» مسمى تندري،…
آراء
الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤
تظهر لنا الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم بين فترة وأخرى مدى الترابط المالي والتجاري بين مختلف دول العالم، وأظهرت لنا أزمة «داعش» مدى الترابط الأمني بين مختلف دول العالم. لا يمكن لأي سياسي يعيش في أوروبا أو أميركا أو شرق آسيا أو حتى روسيا وأستراليا أن يتجاهل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، فحتى لو كان بعيدا عن النيران فستصله حرارتها لأن الحدود الحقيقية بين دول العالم سقطت، والحواجز ألغيت، وإلا فكيف يمكن أن نفسر قدرة هذا التنظيم الذي لم يتعد عمره العشر سنوات على استقطاب مقاتلين من 80 دولة حول العالم، وحشد أكثر من 30 ألف مقاتل مستعدين للموت ولارتكاب أبشع أنواع الفظائع والقتل التي شهدها العالم في العقود الأخيرة؟ لقد أثبتت «داعش» أن العالم أصبح اليوم أكثر عولمة من أي وقت مضى. «داعش» منظمة إرهابية بربرية وحشية لا تمثل الإسلام، ولا تمثل أيضا الحد الأدنى من الإنسانية الحقيقية. ولكن التغلب على هذا التنظيم ليس بالسهولة التي يمكن أن يتوقعها الكثيرون. البنية العسكرية للتنظيم يمكن هزيمتها خلال الفترة القريبة المقبلة بالإمكانات المتوفرة لدى التحالف الدولي الجديد، والإمارات ستكون جزءا فاعلا في هذا التحالف بالتعاون مع الدول التي يمكنها تحمل مسؤوليات هذا الخطر الجديد. ولكن ماذا عن البنية الفكرية لهذا التنظيم؟ لا يمكن فصل البنية العسكرية عن البنية الفكرية…
آراء
الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤
نجحت الدول العربية في المنطقة في تجاوز مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان يفترض أن يقوم عبر نشر الفوضى الخلاقة فيها.. فبعد أن صمدت مصر- الدولة العربية الكبرى في المنطقة- أمام ما كان يسمى بالربيع العربي، توقف انتشار الفوضى الخلاقة التي لم تتجاوز عدة دول عربية. وبعد فشل نشر الفوضى الناعمة التي كانت أداتها جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها «الإخوان» التي كانت تقدم نفسها على أنها جماعات وسطية تقبل الديمقراطية وتحاور الجميع.. جاء البديل سريعاً في صورة «الفوضى الفتاكة» فهي الوجه الآخر -الحقيقي- لهذه الجماعات وهي الوجه المتطرف منها الذي تحاول أن تخفيه تلك الجماعات، فظهرت «داعش» وأخواتها من تنظيمات لبست عباءة الإسلام وتكلمت باسمه.. إلى جانب الفوضى التي تسببها إيران بتدخلاتها المتزايدة في الدول العربية وآخرها ما تحدثه من فوضى في اليمن مع حلفائها الحوثيين. بكل وضوح نستطيع أن نقول إننا نعيش اليوم حالة من الفوضى الفتاكة في المنطقة.. فوضى تأكل الأخضر واليابس، تضرب الناس بعضهم ببعض، فوضى تقطع أوصال المنطقة وتقطع رؤوس البشر وتنشر النار في كل مكان، في سابقة لم تشهدها منطقتنا في تاريخها الحديث. استنفار العالم ضد «داعش» جاء متأخراً جداً، ويبدو أن الفوضى الفتاكة التي أرادها البعض للمنطقة قد تحققت بعد أن سيطر تنظيم «داعش» على مدن بأكملها في سوريا والعراق وأصبح يدير تلك المدن…
آراء
الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤
المشكلة المركزية للوهابية ليست أنها أخذت بآلية التكفير. فهذه كما ذكرت الأسبوع الماضي آلية دينية ترتكز عليها كل الأديان والطوائف والمذاهب المتفرعة عنها. فمفردة كفر بتصريفاتها المختلفة موجودة بكثافة واضحة في القرآن الكريم. ومن ثم، فإن آلية التكفير تستند في أساسها الأول إلى القرآن باعتباره المصدر الأول للتشريع. وبعد ذلك إلى ما جاء في السنّة النبوية عن الموضوع نفسه كمصدر ثانٍ. أما المصدر الثالث، فهو ما يعرف بالإجماع أو القياس أو النقل. وهذا المصدر الثالث ما هو إلا تفسير لما جاء في المصدرين الأول والثاني، وبالتالي استنباط لموجبات، أو معايير التكفير في كل منهما، أو كليهما معاً. وإذا كان القرآن والسنّة النبوية يشكلان معاً النص الديني المباشر مع بقاء التراتبية بينهما، فإن المصدر الثالث هو النص الثقافي السياسي الناجم عن قراءة النص الديني وفقاً لمعطيات الثقافة وقيمها، ولحدود الرؤية والمصلحة السياسية. بناء على ذلك، يمكن القول إن الاختلافات العقدية والتشريعية بين الفرق والمذاهب الإسلامية، ومن بينها الاختلاف في موضوع التكفير ومن ينبغي تكفيره، نابعة في أساسها من المصدر الثالث، وكيفية وحدود استخدامه في التعامل مع النص الديني لاستنباط الحكم وتنزيله على حال أو حالات بعينها. ومعنى اختلاف الفرق والمذاهب في موضوع التكفير أنه كما ذكرت اختلاف في الدرجة، وليس اختلافاً في النوع. وهو بذلك اختلاف يعكس اختلافات ثقافية وسياسية وتاريخية.…
آراء
الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤
في مقالاته المعنونة "الهند الفتية" التي كتبها ما بين 1924-1926، يقول المهاتما غاندي: "أصبحت مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى أنه ليس السيف الذي أعطى الإسلام مكانة هذه الأيام في هذه الحياة ولكنها البساطة الخالصة ومحو الذات للنبي (ص) والتزامه بتعهداته والتفاني الشديد لأتباعه وأصدقائه". رغم هذه الشهادة، لا تزال مقولة "الإسلام انتشر بحد السيف" تُطرح في الأوساط الغربية بل تصاعد استخدامها في الفترة الأخيرة في توصيف الإسلام كدين يجنح لاستخدام العنف أكثر من جنوحه نحو السلام والتسامح خصوصا مع ارتفاع حصيلة ضحايا "داعش" ونظرائها من التنظيمات الإرهابية الأخرى. انطلاقاً من فكرة الجهاد الذي تضمنته العقيدة الإسلامية كفرض عين على كل مسلم لحماية الدعوة الإسلامية ونشرها بالنفس والمال والكلمة، كثر الجدل ما بين فقهاء المسلمين حول دواعي استخدامه وأساليب الاستخدام والتوقيت المناسب له. وهذا الجدل لم يبرز حديثا بل هو مستمر منذ عقود طويلة بين من يرى أن الجهاد حالة دفاعية ومن يرى أنه يستخدم في حالتين للدفاع والهجوم من أجل نشر الدعوة الإسلامية ومن يرى أنه لا يستخدم إلا في مواجهة المشركين. وآخرون يرون أنه قد يشمل مواجهة المشركين وغير المشركين من اليهود والنصارى إذا لم يدفعوا الجزية ويلتزموا بعهودهم للمسلمين. كما يرى البعض أن الجهاد يلي مرحلة الدعوة التي ترتكن إلى الجوانب النظرية للوصول إلى مرحلة العمل والحركة.…
آراء
الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤
أجد صعوبة في تعريف ما جرى في صنعاء خلال الأيام الماضية، وما زال يحدث الآن، ولا أتذكر حالة مشابهة سيطر فيها مسلحون على عاصمة بأكملها دون مقاومة حقيقية، في وضح النهار تحت سمع وبصر السلطات، في وقت كانت قيادتهم تجري تفاوضا مع ممثلي أعلى سلطة قائمة في البلاد، بإشراف الأمم المتحدة، وترفع شعارا يحدد إسقاط الحكومة هدفا أساسيا لحركتها، وتطالب بمشاركة ممثليها أو حلفائها في تشكيلتها التالية، وكذا الدخول في كل الهيئات القائمة على كل المستويات، والحصول على حصة مقنعة في المواقع العليا للسلطة.. ورغم التوصل إلى اتفاق نقله التلفزيون الرسمي على الهواء باعتباره منجزا تاريخيا يضاف إلى سابقاته، ويعلن فيه الساسة اليمنيون عن استعدادهم، تحت الأضواء، للتوقيع على أي وثيقة حرصا على الحفاظ على مكتسبات ذاتية وطمعا في استمرارها، واستجداء لموقع في أي تركيبة حكومية قادمة، فإنه من المؤسف أن الحاضرين جميعا قبلوا الانتظار طوال نهار كامل حتى يصل ممثلو «أنصار الله» الذين بدورهم ماطلوا في التحرك من مركزهم المقدس في صعدة حتى ينتهي مسلحوهم من استكمال السيطرة على كل المنشآت الحيوية وعلى رأسها وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية التي اختار وزيرها إعلان استسلام قواته دون قيد، وقبلهما قرر رئيس الوزراء تقديم استقالته إلى الشعب مستبقا قرار إقالته التي كانت شرطا أساسيا لإنهاء المحنة التي عاشها اليمن كما كانت مطلبا…
آراء
السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤
الآن، وأخيرا، توجد قناعة واسعة، بأن القضاء على «داعش»، و«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام»، وكل التنظيمات الإرهابية في سوريا، لن يتحقق إلا بوجود سلطة مركزية تحكم سوريا كلها، وهذا يعني إما تمكين نظام بشار الأسد من استعادة أكثر من ثلثي البلاد التي خسرها في حرب السنوات الثلاث مع المعارضة، أو تمكين المعارضة من الوصول إلى دمشق حتى تستطيع حكم البلاد، والخيار الثالث، والأرجح، نظام سوري مشتَرك شامل من دون الأسد، وهو التطور المهم الجديد. وكان مهما ما تحدث به، أمس، رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عندما أبلغ مجلس العموم بأن «حكومة سورية شاملة» ضرورة لهزيمة «داعش»، وهي من المرات القليلة التي يربط فيها زعيم غربي الحرب على «داعش» ببناء سلطة مركزية سورية، ويرسل إشارة واضحة بإخراج بشار الأسد من الحكم، معلنا الاستعداد للتعاون مع إيران، وهذا الحل يماثل بيان مؤتمر جنيف الأول، الذي صدر في منتصف عام 2012، والذي نص على تشكيل حكومة سورية انتقالية مشتركة تضم النظام والمعارضة، ومن دون الأسد. اقتراح لم يعجب معظم قوى المعارضة، وبالطبع رفضه نظام الأسد، وامتنعت إيران عن القبول به شرطا لحضور مؤتمر جنيف الثاني. مر عامان على تلك المبادرة الدولية، وها نحن نراها الخيار الوحيد المعقول، الذي يمكن تنفيذه، ويحقق الحد الأدنى من توقعات الأطراف المختلفة، خاصة مع تحول «داعش» إلى قضية دولية.…
آراء
السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤
الاحتفاء بما حدث في اليمن إيجابا، أو البكاء على ما حدث سلبا، كلٌ قَبل أوانه، من احتفى ومن بكى، لا يعرف اليمن حق المعرفة، وقد تسرع في قراءة الأحداث. ما حدث في اليمن ليس نهاية المطاف، أصوات من طهران تستبشر بـ«سقوط العاصمة الرابعة» في حضن الجمهورية الإسلامية، ونواح من جهة أخرى بالسذاجة السياسية أو حتى بالتقصير أو الخيانة، بعض الأصوات اليمنية قالت إن ما حدث هو «ثورة مضادة»، الخطأ الأكبر تكييف الأحداث في اليمن على قاعدة «مذهبية»، ما حدث ويحدث هو سياسي بامتياز. أتوقف قليلا لنقل عبارة سطرها السيد هنري كسنجر في مذكراته، لها علاقة بما نتحدث عنه، تقول: «الحاضر، وإن كان لا يمكن أن يحل محل الماضي، أو يكرره، إلا أنه لا بد أن يحمل وجهة الشبه معه، وكذلك الحال مع المستقبل»، ورغم أن العبارة تتحدث عن تسلسل أحداث أوروبا في قرن مضى، فإنها عبارة مفتاحية، تنطبق على أحداث اليمن، ولا ينبئك عن اليمن غير من خبره. أعود إلى ما كتبه المرحوم غازي القصيبي في كتاب «حياة في الإدارة»، وكان شاهد عيان، فقد كان العضو الفني والقانوني للجنة السلام التي قرر الملك فيصل والرئيس عبد الناصر، رحمهما الله، أن يشكلاها من قبل الطرفين، لوضع حد لـ«المشكلة اليمنية المستعصية» عام 1965 التي كانت عالقة لسنوت، وحصدت من أرواح المصريين واليمنيين…