آراء
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
تتردد كلمة الإلحاد بكثرة في هذه الفترة على صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت وعلى ألسنة العديد من الناس في محاوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يكاد يمر أسبوع دون أن يخرج علينا كتاب يدعو صراحة إلى الإلحاد ونبذ الدين والإيمان، حتى أن بعضهم لا يستحي من الكشف عن نفسه والإعلان صراحة بأنه «ملحد». وهنا يكمن الخطر الذي ينبغي التحدث عنه والتنبيه إليه قبل أن يستفحل في المجتمعات ويصبح ظاهرة مألوفة ومقبولة. والإلحاد ببساطة شديدة هو أن ينكر الإنسان وجود الله، أي رب العالمين وخالق الكون، وأن يكذّب بالرسل الذين بعثهم الله لهداية الناس، وينفي الكتب السماوية ولا يؤمن بالبعث والجنة والنار والجزاء في الآخرة. والإلحاد، حسب غالبية المصادر، ظاهرة غربية نشأت في الغرب وترجع أصولها إلى اليونانيين القدماء، إذ ولدت عندهم على يد الفيلسوف اليوناني «ديموقريطس» الذي اعتبر أن «ميلاد العوالم وموتها يرجع إلى الضرورة دون أن يخلقها الله». ومع تطور العقل الغربي وما شهده من صراع بين العلماء والكنيسة، إذ قامت الأخيرة بحصر المعارف والعلوم في دائرة اللاهوت، واضطهدت العلماء وضيّقت على العقل والبحث العلمي.. فضاق الناس بأفعالها في أوروبا وطالبوا بالثورة عليها لينتهى الصراع بوجود علماء ملحدين وكنائس خالية من الناس. وبذلك أصبحت الحضارة الأوروبية الحديثة حضارة بلا دين، تعمل للخلق وليس للخالق، ومن هنا أخذ الفكر الإلحادي ينمو…
آراء
الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠١٤
يبدو العالم كله وكأنه اجتمع ليشن حربا جماعية على واحد من أصغر التنظيمات الإرهابية: «داعش»، فهل يستحق حقا هذا الحشد الدولي المكون من أربعين دولة؟ رأيي: «داعش» نفسه لا يتطلب سوى تعاون بضع قوات على الأرض محلية مع الولايات المتحدة تتولى مطاردة التنظيم واستئصاله، وستنجح في القضاء عليه. إنما الإرهاب، بشكل عام، يتطلب تعاضد مائة دولة لتطويقه وتخليص العالم منه، وهذا يشمل «داعش»، و«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام» و«بوكو حرام» في مالي، و«أنصار الشريعة» في ليبيا، و«القاعدة» في اليمن، وغيرها من التنظيمات المتطرفة في سيناء، ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية، وحتى جماعة «أبو سياف» الإجرامية في الفلبين. هنا، يستطيع العالم أن يدعي أنه بتعاونه أدى عملا متميزا، وسيجد كل التأييد من المسلمين في كل مكان؛ فقد جلبت جرائم «داعش» من الغضب من المسلمين على هذا النوع من التنظيمات الإرهابية أكثر مما شاهدناه من قبل؛ ففي الماضي نجحت «القاعدة» في شق صف المسلمين عندما استخدمت في دعايتها قضايا مواجهة الاحتلال والدفاع عن المسلمين المضطهدين. أما «داعش» فقد ألب ضده الرأي العام المسلم، الذي صعق من حجم الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين في كل من سوريا والعراق. بإمكان المجتمع الدولي أن يستفيد من التفهم والتعاون الذي تبديه الدول العربية والإسلامية في سبيل محاربة التنظيمات الإرهابية لتحقق أقصى ما يمكن تحقيقه لاجتثاث الإرهاب من كل…
آراء
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
أحب سعد «الدراسات التجارية»، وأراد استكمال دراسته في بلده بجامعة الكويت، لكنه لم يحصل على المعدل المطلوب للقبول، فقرر الاتجاه جنوباً نحو بلده الثاني الإمارات، وبالتحديد جامعة الشارقة، حينها قال لأهله، وكان هذا في عام 2002: «سأذهب لعام واحد فقط وسأعود بعد الانتهاء من السنة التحضيرية»، ولم يكن يدري أن القدر قد كتب له أن يبقى هنا إلى هذا اليوم، درس في الإمارات، وعمل فيها، وتزوج منها، فمنْ لا يحب الإمارات؟! بدأ سعد دراسته في كلية الاتصال (علاقات عامة) ولم يكتفِ بالدراسة فقط، بل عمل على اكتساب مهارات حيوية واجتماعية. قال لي سعد: «كنت أريد أن أعود إلى الكويت ويدي اليمنى تحمل شهادة علمية، واليسرى تحمل مهارة مكتسبة»! طرق سعد، وهو في التاسعة عشرة من عمره، بابَ التجارة، وجد حاجة الطلبة إلى من يغسل ويكوي ملابسهم فقام بافتتاح مصبغة، ثمّ اضطر ــ بسبب بعض العوائق القانونية ــ إلى أن يقوم بالغسيل والكي والتوصيل بنفسه، وحينما ضاق عليه الوقت، بين عمل ودراسة، أقفل المشروع بعد سنة من افتتاحه! يدين سعد إلى «الغربة» بفضل اعتماده على نفسه، فمنذ وصوله إلى الإمارات انقلب حاله من الاعتماد الكلي على أهله إلى الاعتماد الكلي على نفسه! وهنا يقول: «بدأت أعي أهمية (الثقافة المالية) لدى الفرد، وأن المرء ليس بما يملك وإنما بكيفية إدارته لما يملك»!…
آراء
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
تعرضت لموقف عصيب. ضاعت عليّ أغراض ثمينة للغاية. قلبت المنزل رأسا على عقب؛ للبحث عنها دون جدوى. ظللت على مدى يومين في حالة نفسية سيئة لا يعلم بها إلا الله. أحاول أن أعمل فلا أستطيع. أحاول أن آكل فلا أستطيع. ليس لي مزاج لأقوم بأي شيء. كلما هممت بالقيام بعمل تذكرت ما ضاع مني وفقدت شهيتي. لمت نفسي طويلا بسبب عدم عنايتي بأغراضي كما ينبغي. وبخت نفسي أكثر من مرة. عشت أياما حالكة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. لا يوجد فيها نور أو أمل. ظلام دامس يكتنف حياتي منذ أن أصبح حتى أمسي. قبعت داخل كابوس طويل لم أقدر أن أخرج أو أفر منه. بعد عدة أيام مظلمة، عقدت مع نفسي مؤتمر مصارحة استذكرت فيه كل الأشياء الجميلة التي ما زلت أمتلكها ولم أضيعها بعد. دعوت نفسي أن أتمتع بها ومعها وأسعد بالقرب منها، وأسأل الله أن يعوضني خيرا مما ضاع مني. لم يكن الأمر هينا. لقد كنت كمن يتجرع دواء مرا. يبقى طعمه يرافقك في حلقك لفترة طويلة. لكن لا يوجد أمامي خيارات عديدة. أمامي فقط أن أظل مسجونا خلف قضبان حزني، أو أخرج كي أجلب أشياء مثل التي فقدتها أو أفضل منها. استعدت عافيتي تدريجيا وشرعت في حصر الأشياء الجميلة التي ما زالت في حوزتي. وجدت أنني…
آراء
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
تميل نفوس المجتمعات ذات النزعة الدينية عادة إلى ربط الأخلاق، كالصدق والوفاء بالعهد والأمانة، بمقدار تدين الرجل بدين المجتمع. فإن أظهر الإنسان عدم اعتقاد بدين المجتمع أو عدم التزامه به ضعفت ثقة الناس به، واتُهم في أخلاقه بشكل عام. ولهذا يحرص الملحدون في الغرب على إخفاء اعتقاداتهم، إلى دعوى الاعتقاد بإيمان في منزلة بين المنزلتين، منزلة الإلحاد المطلق ومنزلة الإيمان المطلق بالمسيح أو نحوه، وهي منزلة عدم الإثبات أو النفي. ولكن هل للأديان عموما، الغيبية منها والعُرفية، أثر في إيجاد الأخلاق؟ أم أن الأخلاق هي فطرة تولد مع المرء أصلا والأديان قد تُتَممها أو قد تصنف أصحابها اجتماعيا؟ وقد قال رسولنا عليه السلام، ما يشير صراحة أو ضمنا إلى أن الأخلاق تولد مع المرء، وليست مُكتسبة بالدين. فأما ما جاء في هذا المعنى صريحا، فهو في قوله عليه السلام المروي في صحيح مسلم «تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام» فأثبت هنا أن الأخلاق تولد مع الإنسان فطرة فلا تتغير حقيقتها، وإن شابها شائب، أكان ذلك حسنا أم سيئا. وذلك عن طريق التشبيه البديع لجوهر الإنسان بالمعدن. وهذا من عظيم دلائل نبوته عليه السلام، بتبرئة الإسلام من خبث أخلاق مدعي الانتساب إليه. وقد فهم هذا المعنى كبار أئمة الحديث، فكانوا يرون الحديث عن المبتدع وغيره، إذا توثقوا من…
آراء
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
اذا كان القضاء على الارهاب سيعتمد على تنسيق مع النظامين الايراني والسوري، ومع ميليشيا «حزب الله» (اللبناني/ الايراني)، ومع حكومة عراقية تعوّل على جيش تلاعب الايرانيون بعقيدته القتالية ورفدوه بميليشيات شيعية، فهذا يقترح في المقابل ضرورة التنسيق مع الارهابيين أنفسهم، مع «القاعدة» و «داعش»، لأن النواة الصلبة لمقاتليهم كان ضباطها وأفرادها في سجون تلك الأنظمة وخرجوا أو تخرّجوا، هربوا أو هُرِّبوا، ليشكّلوا التنظيم الأكثر تطرّفاً ووحشية. طبعاً، لا أحد يعتقد بإمكان حصول تنسيق مع هؤلاء، إلا أن وجود الأنظمة الثلاثة في مؤازرة أي «تحالف» دولي - اقليمي «ضد الارهاب» يرسم الكثير من علامات الشك والاستفهام فوق الهدف المتوخّى من أي حرب يشنّها هذا التحالف. فظاهرها المعلن والمعبّر عنه بـ «إنهاء داعش» يمنح تغطية لأجندات كثيرة غير معلنة تتعلّق بمستقبل دول الاقليم، تحديداً بمستقبل سورية والعراق على نحو أوليّ. كان الاعتماد على قوات «البيشمركة» الكردية اجراءً طبيعياً فرضته ضرورتان، تعويض انكفاء الجيش الحكومي ووقف التوسع «الداعشي»، لكن برّرته أيضاً الحاجة الى قوة عسكرية منظّمة غير مصابة بالهوس المذهبي المؤدلج الذي يحرّك الطرفين الآخرين، السنّي والشيعي، أي الى قوة يمكن التفاهم معها على التزامات محدّدة لا تتطلّب موافقة «المرشد» أو «الخليفة». في أي حال لم يكن هذا الإجراء بلا مقابل، اذ إن سقوط المحافظات السنّية غطّى على «استعادة» كركوك من جانب الكرد،…
آراء
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
المصطلح الشائع «أكرمنا بسكوتك» يطلقه البعض على سبيل الدعابة المبطنة بالامتعاض من كلام المتحدث. ويبدو أننا في عصر أصبحنا فيه بحاجة ماسة إلى استخدام هذا المصطلح القاسي على البعض لا سيما أولئك المتطفلين الذين يدلون بدلوهم في موضوعات حساسة، وليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل فيدفعون السامعين وربما كبار المسؤولين إلى قرارات مصيرية في الاتجاه الخاطئ. ومن يحتاج أن يكرمنا بسكوته ذلك المثبط الذي يهبط من معنويات المنتجين الفاعلين في عملهم ومجتمعهم ولا يريد أن يغرس غرسا نافعا. فالمثبط لا يطول عنقود العنب فيصفه بأنه حامض ليحرم غيره من بلوغه. ويجب أن يكرمنا بسكوته من لا يتورع عن توجيه سهام النقد يمنة ويسرة، وينسى أنه لو اشتغل بعيوبه لأفنى عمره ولم يصل إلى عتبة الكمال. وليت المجادل يكرمنا بسكوته، حينما يصر على خوض جدال عقيم فيزيد الطين بلة أو يجادل في أمر لا يفقه فيه شيئا فيفسد متعة الإصغاء إلى الآراء السديدة. والمشكلة ليست دائماً في الطرف الآخر، بل بتعاملنا معه، فنحن مثلا نخطئ حينما نجادل الأحمق «فيخطئ الناس في التفريق بيننا». ولذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حينما قال: «أرى الرجل فيعجبني فإذا تحدث سقط من عيني». فكم من متحدث متسرع كشف بتفاهة طرحه ستر عيوبه. فالسكوت ستر للجاهل وفرصة لتعلم شيء جديد. ولذا أعجبني رد شاعرة…
آراء
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
شكّلت الاضطرابات التي وقعت في المنطقة بآثارها المدمرة والدماء النازفة ميدانا للنقاش الأخلاقي والسياسي والاجتماعي، وهي نقاشات صارخة في تعدد معانيها وتنوع مشاربها وتشعّب مقاصدها، بيد أن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه رموز ذلك التغيير، أو ما يسمونه السعي نحو الحرية والعدالة والمساواة وغيرها من الشعارات، تمثّل في استبعاد السؤال الديني بل ومجاملة التطرف الديني، الأمر الذي ارتدّ على المناخ العربي كله. وقد كتبتُ في مايو (أيار) 2012 أن الربيع العربي هو «ربيع تنظيم القاعدة»، وآية ذلك أن مناخات التغيير هيمنت عليها رموز الأصولية وامتُطيت من التيارات المتطرفة الاستئصالية، وحتى الذين لديهم انتماءات ليبرالية وعلمانية باتوا يجاملون هذا الخط الديني ويتحالفون معه بغية إزاحة وهمٍ يسمونه الاستبداد واستبدال استبداد أشد وطأة وأكثر تنكيلا به. حين انتصر صوت الناشط على تأمل الكاتب، وزعيق الخطيب على تحليل الخبير، وشعارات الشوارع على إمكانيات الواقع، فجّرت الأحداث مكنوناتها، إذ سرعان ما ظهر المضمر والمطمور في تلك المجتمعات. فتحت المظاهرات كوّة واسعة على أنفاقٍ كبيرة مليئة بكل جروح الطائفية والتلذذ بالدماء، والسعي نحو الحرب، وقتل الآخرين، واستيقاظ الأحاسيس القبلية واستذكار النزعات التاريخية.. كل تلك الأمراض لم يكن أي متحمس يظن أنها ستنبعث. وأخطر ما أنتجته هذه الاضطرابات الاستجواب الشخصي لكل إنسان، فإن لم يكن مع الثورة فهو غير إنساني! بينما الأصوب أن الامتناع عن تأييد…
آراء
الخميس ١١ سبتمبر ٢٠١٤
العمل يحفظ كرامة الإنسان ويحقق له استقلاليته وما نقوله من الحقائق المسلم بها والتي لا خلاف عليها، لذا فإننا نتوقع أن يُقبل الخريجون في الإمارات على فرص العمل أياً كانت في القطاع العام أو الخاص متى ما تناسبت طبيعتها مع مؤهلاتهم وتخصصاتهم، ونتوقع أكثر منهم الالتزام والحرص على خدمة وطنهم، فذلك أشرف لهم من البقاء بدون عمل أو باحثين عن العمل. منذ سنوات كنا جميعاً نُفضّل العمل في القطاع الحكومي بسبب الحوافز والامتيازات التي تقدمها المؤسسات الحكومية والتي تغيب في القطاع الخاص، ولكن اليوم وبفضل الدعم الذي تقوم به الحكومة أصبحنا نلاحظ الفارق الكبير في بيئات العمل لدى بعض الشركات والمؤسسات الخاصة التي تقدم لمواطني الدولة حوافز لا تقل عما تقدمه مؤسسات القطاع الحكومي ان لم تتفوق عليها، ناهيك عن التطور الوظيفي الذي اصبح من نصيب بعض المواطنين الذين بدأوا عملهم في القطاع الخاص وكبروا فيه وتدرجوا حتى وصلوا الى مراكز متقدمة. الحديث عن القطاع الخاص والتطور الحاصل في بيئات عمله يجعلنا نستغرب رفض بعض المواطنين فرص العمل التي تعرض عليهم من قبل جهات في هذا القطاع اجتهدت في توفير هذه الفرص لهم، ونستغرب اكثر تقاعس البعض منهم وعدم جديتهم ورفضهم لأسباب غير منطقية، ما يؤدي الى تراجع الثقة بهم، وعدم منحهم فرصاً أخرى للعمل في أي قطاع عام كان…
آراء
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
ناقشت في الحلقة السابقة نوعين من الأنواع الأربعة للإرهاب الذي يقدم إعلامياً للعالم على أنه برمته إرهاب سني عربي، هما الإرهاب الصهيوني والإرهاب الإيراني على الجغرافيا والشعوب العربية. النوع الثالث: الإرهاب العسكري الأمريكي الرسمي الذي سبق الجميع وأسس لاستدعاء واستنفاركل أنواع الإرهاب الأخرى في الشرق الأوسط. الإرهاب الأمريكي الرسمي هو الذي استدعى واستنفر الجهاد الإسلامي في أفغانستان وحرث الأرضية وجهزها لاستنبات القاعدة وطالبان، ولاحقاً حركة الشباب في الصومال، وهو الذي قلب العراق من الأسفل إلى الأعلى بكذبة البحث عن أسلحة التدمير الشامل، وألغى وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وسرح جميع منسوبيها وترك العراق عارياً، وفرض الطوارئ والحكم الإداري الأمريكي، ثم سلم الحكم للتحالف الطائفي المذهبي الشيعي المولود من رحم إيران. ضحايا الإرهاب الأمريكي في العراق نصف مليون قتيل وأكثر من مليون جريح، مع هروب نصف سكان العراق إلى المنافي علاوة على هدم البنية العمرانية والزراعية والصحية والعلمية والديموغرافية للعراق. هذه الأرقام سوف تبقى لسنوات كثيرة أعلى مما سجلته حركات الإرهاب العالمية من توحش مجتمعة. النوع الرابع: الإرهاب المذهبي المحسوب على العرب السنة. هذا الوجه القبيح الكالح مجرد واحد من وجوه الإرهاب القبيحة الكالحة الأخرى في المنطقة، وهو أغباها وأشدها بدائية وهمجية وسذاجة، ليس في نواحي التنظير والتخطيط فقط، ولكن أيضاً في التأصيل العقائدي والمذهبي المنحرف. هذا النوع من الإرهاب محسوب على…
آراء
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
بينما كنت مع زميلي نستعرض صور حساباتنا وصور المتابعين على الـ«انستغرام» تجادلنا حول ظاهرة إغراق الـ«انستغراميين» لحساباتهم بالصور، ومن رأي مؤيد إلى آخر معارض، سألته عن صوره أيام الدراسة الجامعية، فتبسم قائلاً: أَوَما تعلم أن التصوير حينها كان حراماً؟! تعود قصة زميلي إلى أوائل فترة التسعينات أو ما يعرف بفترة «الصحوة الإسلامية»، التي دفعت الشباب للتدين، حينها أفتى له أحد الشباب «الخيِّرين» بحرمة تصوير ذوات الأرواح، وساق له الأدلة الشرعية التي نصت على حرمة التصوير، ثم سألته عمّا حدث بعدها، ولماذا تراجع عن رأي كان يؤمن به؟ فكان رده بأني رأيت صور كل من أفتى بحرمة التصوير تتصدر الصحف والمجلات! هذه القصة بها دلالات مهمة، أولها أن بعض الناس ــ من باب حرصها ــ تقوم بنقل الفتاوى دون التحقق من المقصود منها، وثانيها أننا نأخذ تلك الفتاوى ممن ظهرت عليهم علامات التدين من دون التحقق من سعة معرفتهم، خصوصاً أن العلم الشرعي من أغزر العلوم وأعقدها ــ لا كما يظن البعض ــ لا يحوزه إلا من وفّقه الله عزّ وجل للدراسة على أيادي العلماء، والأمر الأخير يتعلق بتبدل قناعات زميلي الذي تحول من رأي إلى آخر بعدما شاهد صور أهل العلم وطلبته الذين لم يجدوا حرجاً في التصوير الفوتوغرافي، الأمر الذي يعني أن تقديم القدوة قد يغني عن الفتوى، ولعل…
آراء
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤
إذا استثنينا الخليج، فإن المنطقة العربية أصبحت محاطة بحزام من العنف الإرهابي، الذي يقتل ويدمر ويهجر آلاف البشر. منذ هجمات «القاعدة» على أميركا في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وإلى اليوم، تمر 13 عاماً والإرهاب يزداد ضراوة ووحشية، ويسقط الضحايا من المدنيين، نساءً وأطفالا وأناساً بسطاء على امتداد الساحة العربية والإسلامية من غير ذنب. شباب مسلم متحمس دينياً، يقومون بتفجير أنفسهم في مسجد أو ضريح أو فندق أو سوق شعبي أو مجمع تجاري، وتُزهق أرواح آلاف في سبيل عقيدة «الجهاد» المشوّهة، يحسبون أنفسهم «شهداء» ويعدون إجرامهم «جهاداً». هم من قال الله تعالى فيهم في محكم كتابه: «الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً». الحياة نعمة عظيمة من المولى تعالى، والذين يسعون إلى قتلها هم الجاحدون لنعمته، مُلئت نفوسهم كراهية وبغضاً، إذ لا يقدم على قتل نفس معصومة إلا صاحب نفسية غير سوية، تعادي الحياة والأحياء والمجتمع والحضارة. هؤلاء الشباب الذين تحولوا إلى أحزمة ناسفة وقنابل بشرية متفجرة هم أبناء «ثقافة الكراهية»، هم نتاج ثقافة متعصبة وأيديولوجيا عدوانية لا تقيم وزناً للحياة ونِعم الله تعالى. ومهما تحدث المنظرون عن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية التي تدفع هؤلاء الشباب إلى تفجير أنفسهم في الأبرياء، إلا أنها في النهاية ترجع إلى عامل رئيسي واحد هو «ثقافة الكراهية». هل تساءلنا:…