آراء
الخميس ٢٨ أغسطس ٢٠١٤
قامت الكثير من المؤسسات والشركات على مدى العقود الماضية بتغيير أسمائها. شكلت لها أسماؤها السابقة إرثا ثقيلا. شعرت أن الجديدة ستمنحها بريقا جديدا. أثبتت هذه الفكرة رغم صعوبتها وجسامتها جدواها وفعاليتها. استطاعت الكثير من هذه الشركات التحرر من التاريخ الذي التصق بالاسم. ولدت هذه الشركات من جديد وبدأت من الصفر تشق طريقها نحو قلوب وثقة الزبائن والمستهلكين. نجحت إلى حد كبير في أن تنسينا ماضينا المرير وتجاربها السيئة. تحطمت طائرتان لشركة الطيران الكورية "كوريان أير" خلال عامين. بعد ثلاثة أعوام فقط فقدت الخطوط نفسها طائرة أخرى. بعدها هوت طائرة تابعة لها فوق بحر أندامان عام 1987، ثم تحطمت طائرتان جديدتان أخريان في تريبلي وسيئول ثم تحطمت أخرى عام 1994 في شيجو بكوريا. هذه الخسائر الكارثية المتوالية دمرت سمعة الشركة تماما. هوت أسهمها إلى القاع. غيرت جلدها. راجعت استراتيجياتها وخططها وأسلوبها. عملت على إرساء ثقافة جديدة ومنهج مختلف. بقي التحدي الأكبر كيف سيطير المسافرون مع اسم ارتبط بالنكبات والموت؟ كان تغيير الاسم ضرورة وليس خيارا. تحولت إلى خطوط أشيانا. يشير الكاتب مالكوم جلادويل إلى أنه منذ 1999 لم تسجل على الشركة أي مخالفة أو حادثة. السجلات تشير إلى نجاحات متتالية جعلتها تتصدر قوائم أفضل خطوط الطيران. نسي الناس الاسم السابق واستمتعوا بالجديد. تخيلوا لو ظل الاسم كما هو. سيذكرهم بالموت والمأساة.…
آراء
الخميس ٢٨ أغسطس ٢٠١٤
قد تخلق الأزمة مبدعا، وقد تكشف أزمات عن طاقات كامنة لدى البعض، لم يجدوا فرصة لإظهارها؛ لانشغالهم في معترك الحياة وتأمين متطلباتها. مصطفى حميدي، مدرس اللغة الإنجليزية المتمكن من مادته، والمعروف بإخلاصه لمهنته في مدينته الرقة التي خرج منها ليستقر خارجها ريثما تنتهي الأزمة السورية، اكتشف ذاته الكتابية في لحظة حوار داخلي، فكان أن كتب في تجربته القصصية الأولى نصا سرديا يحتوي العمق والفكرة والرؤية. وإلى ذلك فلغته السردية السلسة تصل إلى المتلقي بهدوء، فلا تكاد تبدأ القراءة حتى تستمر إلى النهاية. لم يوظف في نصه ما ألفناه من مفردات استهلكت لدى الكثير من جماعة السرد، فاتسمت محاولته الأولى بالعفوية والبساطة، وامتلك أيضا حسن الختام، إذ أقفل نصه بطريقة السهل الممتنع. حميدي يؤكد أنه ليس كاتبا بل مجرب، وأرى ويرى كثير ممن اطلعوا على نصه أنه قادر على الاستمرار والتحليق في عالم السرد، ومع متابعة المحاولات، فإنه سوف يكتشف أدواته ويصنع مفرداته الخاصة وكذلك لغته، فالمحاولة التي قرأتها ليست في حقيقتها مجرد بداية، بل هي نتاج تجربة حياتية وثقافة مخزونة في الذاكرة من قراءاته باللغتين العربية والإنجليزية، وأذكر أنه كان يقرأ بشغف، ويهتم بحضور الأمسيات الأدبية أيام الدراسة في جامعة حلب، ولذلك فهو لا يكتب من فراغ، بل يرتكز على مكونات راسخة في ذهنه، ولعله إذ يجمع عصارة مخزونه، يستطيع…
آراء
الخميس ٢٨ أغسطس ٢٠١٤
هذه ثلاث حكايات في مدن صغيرة معزولة، بثلاث دول مختلفة. في بلدة تمير، شمال العاصمة السعودية (الرياض)، قالت السلطات الأمنية إنها ألقت القبض على ثمانية مواطنين، بعد مناشدات من أهل البلدة الصغيرة يطلبون التدخل والتخلص منهم. والقصة أن أكثر من 17 شخصا من أبناء البلدة اختفوا، ويعتقد أنهم الآن يقاتلون في العراق وسوريا مع تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين، وهذا الرقم كبير - في مدينة لا يتجاوز عدد أهلها الـ10 آلاف نسمة - هو من عمل عدد من المحرضين الذين يقومون بالترويج للسفر خارج السعودية والقتال باسم الجهاد في صفوف الجماعات الإرهابية. الأهالي أرسلوا خطابات للملك، ودلوا الأمن على ثمانية أشخاص يعتقد أنهم من غرروا بأبنائهم. وفي بلدة أردنية مماثلة، قام الأهالي بعد صلاة الجمعة بضرب أحد الدعاة في المسجد، لأنه وقف يخطب فيهم، داعيا الأهالي وأبناءهم للقتال مع تنظيم «داعش». وقد اضطرت الشرطة إلى التدخل لإنقاذه، واعتقاله لاحقا بتهمة التحريض. كارديف، بلدة بريطانية، فجعت فيها عائلة مسلمة عندما ظهر أحد أبنائها في فيديو لتنظيم «داعش» يتحدث عن فضل الجهاد ويحث المشاهدين على الالتحاق بالتنظيم في سوريا والعراق. وقال الأب لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «عندما رأيته كدت أبكي»، موضحا أن ابنه ناصر اختفى في نوفمبر (تشرين الثاني) حين كان على وشك أن يبدأ دراسة الطب. أما شقيقه الصغير…
آراء
الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤
من الضروري لكي تؤسس حزبا أو تنظيما لا بد أن يكون أساسه دينيا حتى يلتف المناصرون من حولك، وهذا ما تفعله كل الجماعات المتطرفة، حيث في الظاهر يبدون لك أن الصراع ديني، في حين أن الأهداف الحقيقية تصب في الصراع على السلطة. وفي الحقيقة أن المرجعية التاريخية في ذلك موجودة، فمنذ بداية الدولة الأموية ونشوء الصراع على السلطة بين قبائل قريش نشأت أحزاب معارضة اتخذت من الدين شعارا وأدارت من خلاله حركات الصراع. «داعش» و «حزب الله»، على سبيل المثال وليس الحصر، هما وجهان لعملة واحدة، ونموذج لأحد أسوأ الكوابيس الدينية والاجتماعية التي يمكن أن تعصف بأي مجتمع توجد فيه أو تحتك به، كلاهما يختطف الدين وفقا لمذهبه الذي ينتمي إليه، وكلاهما يمارس رذيلة التضليل باستخدام النصوص الشرعية ليبرر أفعاله، فهناك تحطيم منهجي للفكرة الدينية لتبرير ممارساتهم السياسية. تجليات هذا التشابه تتضح في الأيديولوجيا والهيكلية، فهما يقومان على أيديولوجيا طائفية تقوم على الحقد على الآخر كأساس رئيسي في بناء الموقف منه، وهذا الموقف يذهب في النهاية إلى إبادة الآخر وإلغائه من الوجود، كلا التنظيمين وجد سهولة كبيرة في تبرير وجوده في غير بلد المنشأ، فـ «حزب الله» عبرَ الحدود اللبنانية – السورية حيث يسهم في قتل السوريين مع النظام السوري بناء على ايديولوجيا مذهبية طائفية، ووصل أيضا إلى العراق في…
آراء
الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤
كان من أسوأ وأخطر إفرازات وتداعيات ما سُمي بثورات «الربيع العربي»، سقوط «هيبة الدولة» في كثير من البلاد العربية، وانهيار كافة مؤسساتها القانونية والقضائية والأمنية، وذلك وسط بحر من الفوضى والاضطرابات، الأمر الذي مهد وهيأ المناخ الملائم لانطلاق «قوى الدمار والشر» من عقالها، لتعيث على امتداد الأرض العربية فساداً وقتلاً وتدميراً وترويعاً للناس وتهجيراً للملايين من أوطانها. دماء عربية غزيرة تسفك وطوائف دينية وأقليات تاريخية يقتل رجالها وتسبى نساؤها ويخطف أطفالها وتُهجَّر من مدنها التي استوطنتها منذ فجر التاريخ.. وكل ذلك يتم تحت سمع وبصر العرب والمسلمين الذين يقفون عاجزين عن تقديم يد العون ووقف المجازر وحرب الإبادة الممارسة ضد هؤلاء البائسين الذين يستغيثون بالمجتمع الدولي لإنقاذهم ويطالبون بسرعة التحرك لنجدتهم مما هم فيه. ما يعانيه العرب في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، من مآس وأوضاع مضطربة ومجازر إرهابية أودت بحياة الآلاف من البشر منذ انطلاقة الشرارة الأولى لما سمي بثورات «ربيع العرب»، في تونس قبل 4 سنوات، وما عانته تونس ومصر في سنوات الهدر والفوضى الأربع الماضية، ما هو إلا بعض الثمار المرة لثورات «ربيع العرب» التي استبشرنا بها وهللنا لها وتطلعنا إلى تحقيق أهدافها في الحرية والعدل والكرامة. لقد هلل الكثيرون - نخباً وكتاباً وإعلاميين -لسقوط «حاجز الخوف» من النظام، وعدوه أكبر إنجازات «الربيع العربي»، وفرحوا بحكم الشارع والميدان،…
آراء
الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤
تعبير «الربيع العربي»، الذي يمجّه كثيرون من الأصدقاء.. أطلقته وسائل الإعلام الغربية. وأقدَم «ربيع» أتذكّره جيدا كان «ربيع براغ» عام 1968 عندما أطلق الزعيم التشيكوسلوفاكي (آنذاك) آلكسندر دوبتشيك - وهو سلوفاكي - موجة إصلاحية تتحدى النهج الشيوعي التقليدي الذي سارت عليها تشيكوسلوفاكيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولا سيما في عهد أنطونين نوفوتني بين 1953 و1968. وبعد تجربة إصلاحية قصيرة دخلت دبابات حلف وارسو براغ، بموجب «شرعة بريجنيف» فأسقطت دوبتشيك وسلّمت الحكم لغوستاف هوساك... وقُضي على براعم ذلك «الربيع». وتيمّنًا بالموجة الليبرالية التي عاشتها براغ، أطلق الإعلام الغربي أيضا تسمية «ربيع بكين» بين 1977 و1978 على النزعة الإصلاحية الليبرالية التي انتهجتها القيادة الشيوعية الصينية حينذاك. غير أن الزعيم المخضرم دينغ هسياو بينغ، الذي صدمته اعتصامات الجماعات المتعجلة تطبيق الديمقراطية في قلب العاصمة بكين، تحفّظ عن السير بسرعة في إجراءات التحرّر الاقتصادي والسياسي على وقع تصفيق الغرب، فأمر وحدات الجيش المرابطة في منشوريا بفض الاعتصامات بالقوة. ومجدّدا قضي على براعم التغيير الإصلاحي. القصد من هذه الرجعة التاريخية أن «الربيع العربي» كتسمية يعني محاولة تغيير فاشلة، أساسا، لأن الظروف الموضوعية للتغيير الضروري ما كانت مواتية. فالقيادة السوفياتية ما كانت مترهلة عام 1968، وأرياف الصين حيث يعيش السواد الأعظم من الصينيين ما كانت على تواصل مع نبض نخب المدن التوّاقة إلى الانفتاح على الغرب.…
آراء
الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤
احتار الناس حول من انتصر في حرب غزة: الفلسطينيون أم الإسرائيليون، «كتائب القسام» أم جيوش نتانياهو؟ بالمعيار العسكري الإحصائي الذي يعدّد كمّ القتلى والجرحى والبيوت المهدمة والخراب والدمار، فإن إسرائيل هي التي انتصرت قطعاً. وقطعاً أيضاً أن هذه النتيجة التعدادية لم تكن مفاجئة لـ «كتائب القسام» أو مسؤولي «حماس» أو أهالي غزة، إذ إن هناك حسابات أخرى قد تعطي نتائج أخرى. عدا المعيار العسكري القتالي، هناك المعيار الأمني الاجتماعي الذي تنتشر أعراضه وتتفاقم أكثر من الأول. هل أصبح المستوطن الإسرائيلي أكثر أمناً بعد حرب غزة أم أقل؟! هذا هو السؤال. في حروب التحرر بالذات يصبح جواب هذا السؤال هو مربط الفرس الحربي. وسيصبح من أهم تفريعات السؤال رؤية المجاورين والمتحالفين لمشروعية مساعي المحتل تبرير احتلاله وتكريسه. كلما ازداد عدد قتلى الفلسطينيين انخفض مستوى أمن الإسرائيليين! هذه المفارقة العجيبة لا يصنعها فقط الانطباع الداخلي للمستوطن اليهودي الذي يحزم حقائبه مغادراً «الأرض الموعودة»، بل يساهم في صناعتها وبقوة أيضاً الانطباع الخارجي الذي بات يشكك في ذرائعية الاحتلال. هذا الانطباع الخارجي لم يعد يتكئ على ما تشتهي الجيوش الإعلامية محاربة الإنسان المهزوم به، الإنسان المغلوب على أمره المتسمّر أمام الشاشة يستقبل فقط ولا يرسل. فالإعلام الجديد بات يصنع الفرق عبر وسائط التواصل الاجتماعي. الذين خرجوا وتظاهروا في شوارع أوروبا وأميركا ضد اسرائيل لم…
آراء
الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤
ذكرت الولايات المتحدة قبل يومين أن تنظيم «داعش» يشكل خطرا على الجميع. التصريح الأهم تأكيدها على أن «داعش» بات أخطر من ذي قبل، وأنه تجاوز دمويته التي كانت قبل ستة أشهر، ترتفع أرصدته وتزداد ميزانياته، وله في كل مدينة فرع، وفي كل جسر وفد، وفي كل محفلٍ حرب. هذه التصريحات الخطيرة بنيت على أسس أمنية، ومتابعة دقيقة من قبل امبراطورية عظمى كالولايات المتحدة، وقبل ذلك على معلومات استخباراتية. لا تكاد تقرأ شيئا الآن في كل مكان بالصحف، وبالقنوات وبالراديو وبالإنترنت وعلى اليوتيوب إلا وتجد كلمة «داعش» أمامك، إنها الفتنة الكبرى والأخطر في العصر الحديث، والمعضلة الداعشية ليست سهلة ولن يقضى عليها في يوم أو يومين، فما تم نسجه عبر سنوات لا يمكن أن يهدم بأيام! لو تأملنا الخطاب الإعلامي لوجدنا أن حكاية تشويه «داعش» لصورة الإسلام والمسلمين حاضرة في المقالات، ومن هنا كان الدكتور توفيق السيف صادما وقويا وذكيا حين كتب مقالة بعنوان: «في بغض الكافر» استعرض فيه الحالة الدينية والفقهية تجاه القتل وقطع الرؤوس انطلاقا من تخصصه ومن اطلاعه الديني. مما قاله الدكتور: «لاحظت أن معظم من استنكر تلك الأفعال الشنيعة، برر رفضه لها بكونها مسيئة لصورة الإسلام في العالم، وليس بكونها في ذاتها أفعالا قبيحة مخالفة لقيم الدين والإنسانية. وغرضي من هذه الإشارة هو التنبيه إلى أن كتبنا…
آراء
الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤
حقيقة مُرّة على المستوى الأخلاقي أن الولايات المتحدة لم تكترث بـ«داعش» إلا بعد قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي في العراق، وهذا الكم من الاستهجان في الصحافة الغربية لطريقة القتل، وهو مبرر جدا إلا أنه يبعث على السؤال: هل انتقلت الولايات المتحدة إلى الانكفاء نحو الذات بعد هذا الخراب المتصاعد الذي يحل بالمنطقة، منطق الأحداث يقول نعم كبيرة رغم التحرك الأميركي المحدود ضد «داعش» فإنه جاء بسبب إحراج «داعش» لكبريائها، وبالتالي فإن العبء سيكون كبيرا جدا على الدول المحيطة بغول «داعش» في حال عدم اقتناع المجتمع الدولي بمدى الخطر، وفي حال لعب «داعش» على هذه التناقضات السياسية، وسيظل يتحرك بإيقاع يمنحه المزيد من الشهرة والاستقطاب، لكن بحذر لا يجلب القوات الأجنبية للديار. عودا إلى الصحافي الأميركي فإن حالة القتل البشعة ليست بأولى حالات التطرف الديني منذ انفجاره في السبعينات، كل هذا الاستنكار ومشاعر الذهول والدهشة فقط لأن «القتل» بات سينمائيا على طريقة هوليوود لذا يحظى بذات رد الفعل الوقتي القصير، مشهد فولي يذكر بواحد من أهم أفلام شرح العنف في التسعينات عن قاتل فوضوي مهووس نفسيا بالتطهّر يتتبع ضحايا وقعوا في الخطايا السبع، وكان أداء كيفن سبيسي (أوسكار) واحدا من اللقطات الخالدة وهو مشهد مطابق لقتل الصحافي الأميركي؛ صحراء واسعة وهدوء مرعب من القاتل وكلوز أب على طريقة ديفيد فينشر المخرج…
آراء
الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤
دعواتنا لدولة قطر بالهداية والعودة إلى الصف الخليجي آمنة مطمئنة لا تقل في حدتها عن دعواتنا لتحقيق قطر المزيد من الرفاهية لمواطنيها، وتنفيذ الكثير من مشاريعها التنموية لخدمة أجيالها. فليس المهم أن تتربع قطر على المرتبة الـ15 كأفضل دول المعمورة لإقامة المشاريع الاقتصادية. وليس المهم أن تحقق قطر المركز الأول عالميا في معدل التوفير من الناتج المحلي الإجمالي الذي فاق 7%، أو المرتبة الأولى عربيا والـ30 دوليا في مؤشر الشفافية ومحاربة الفساد وتقنية المعلومات، أو المركز الـ13 عالميا والأول عربيا في قدراتها التنافسيّة على جذب الاستثمار الأجنبي. كما ليس من المهم أن تتبوأ قطر مركزها الأول بين الدول الخليجية كأسرع الاقتصاديات نموا بنسبة 6%، وأن ترتفع مساهمة قطاعها النفطي بنسبة 46% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري، وأن تحقق قطاعات الخدمات المالية والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال نموا بنسبة 9% سنويا، لتمنحها مؤسسات التصنيف السيادية أعلى المراتب الدولية بين الأسواق الناشئة، لتصنف قطر في المرتبة الـ13 ضمن الدول الأكثر تنافسية في العالم والأولى في الشرق الأوسط. الأهم من التفوق في هذه المراتب، هو أن تحتل دولة قطر مركزها المميز بين الدول الخليجية في نصرة أشقائها لدعم مواقفهم الموحدة، وتحقيق أهدافهم المشتركة. فدولة قطر وصل عدد سكانها خلال العام الجاري إلى 2 مليون نسمة، لا يتجاوز عدد القطرين منهم 300 ألف…
آراء
الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤
في خطوة غريبة عجيبة وافقت أمانة منطقة القصيم منذ فترة قصيرة على إنشاء حديقة خاصة بالنساء، أو بتطوير حديقة كانت مهملة منذ 15 عاماً، وقبلها بفترة قرأنا بمنع مشاركة بنات صغيرات في مهرجان صيفي بالقطيف بسبب بعض الأصوات الدينية المعترضة على ظهورهن في تلك الاحتفالية، وآخر ما قرأت عنه هو اعتراض أحد المحتسبين في مدينة الطائف على مشاركة شاعرة خليجية في مهرجان للشعر لدول مجلس التعاون الخليجي، وتبعه خطاب من بعض رجال الدين معترضين على تلك المشاركة، معللين أن ذلك يتعارض مع أنظمة الدولة الرسمية. في حقيقة الأمر أن هذا ليس بالجديد لدينا في مجتمعنا، وتتكرر مثل هذه التدخلات من بعض المتشددين دينياً في كل مشروع تحديثي نحاول كمجتمع ودولة أن نخرج من شرنقة الخصوصية المحلية المزعومة، وكأننا شعب يعيش خارج إطار هذا الكون. وكلنا يتابع صولات وجولات تلك الجماعات إلى أبواب الوزراء والمسؤولين عندما تقوم بعض الجهات الرسمية بفتح آفاق لعمل المرأة السعودية مثلاً، فكم من هؤلاء قابلوا وزير العمل الحالي عندما اتخذت الدولة قراراتها بفتح مجالات المشاركة للمرأة في التنمية بشكل أوسع، ونسمع من بعضهم حكايات الابتزاز والتحرش بالعاملات لدينا ويقدمون أرقاماً خيالية لذلك، وكأنها أصبحت ظاهرة اجتماعية، ولا يترددون من التركيز على الدراسات الانتقائية لما تتعرض له المرأة في الغرب مثلاً من تحرش في مراكز العمل، ويحاولون…
آراء
الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤
في نهاية كل عام جامعي تقيم الشركات معرضاً لاستقطاب الخريجين الجدد المميزين، وتتسابق في استعراض امتيازاتها سعياً إلى استقطاب أكبر عدد منهم. في ظل هذه الفوضى التي يشهدها العالم العربي أصبحت «الشهادة» هي السلعة الرائجة لجميع الأطراف، فالكل يدّعي أنه بوابة الجنة والطريق الوحيد إليها ومن يموت معه فإن الجنان له مضمونة. تستثمر الجماعات كل الزخم المعنوي للشهادة في الإسلام باعتبارها إحدى أهم نتائج الجهاد، ومن ثم تحور منطقها لبرهنة أن عملها هو الجهاد النقي وما سواه ردة وكفر بواح. المشهد الأكثر تنوعاً في سورية: قتلى النظام الأسدي و «حزب الله»، ونحو 14 جماعة جهادية هم شهداء بحسب البيانات الرسمية لكل جهة، بينما المجندلون من الطرف الآخر فإلى جهنم وبئس المصير، ولا يختلف الحال كثيراً في العراق وليبيا. اللافت أن الجميع يتسابقون لنشر صور قتلاهم بوجوه مبتسمة يقينية الملامح للتأكيد على معنى الشهادة واستحضاراً لكل علامات الشهادة ثقافياً في الذاكرة الإسلامية واسترجاعاً لما ابتدعته التجربة الأفغانية من ملامح للشهادة. الأحلام أياً كانت طبيعتها يفسرها المعبرون على أنها إشارات شهادة، فظهور امرأة في الحلم يشير إلى الحوريات، الابتسامة تعني اقتراب الشهادة، ركوب سيارة يدل على اقتراب الذهاب للجنة، أما إن كان الحلم من طرف معارض فإن التفسير يتبدل كلياً إلى الصورة القاتمة، فتكون المرأة دلالة الانغماس في الفساد، وركوب السيارة طريقاً…