آراء
الخميس ١٤ أغسطس ٢٠١٤
دعاني جاري لحضور مناسبة تخرج شقيقه بتفوق في كلية الطب من جامعة الدمام. كان اللقاء ملهما. أسرتني ابتسامة ابن والد الدكتور الجديد وأشقائه الذين يحيطونه بزهو. لكن سعادتي الأكبر كانت عندما أسر لي الطبيب الجديد بقصة تفوقه. لقد عاني فهد من الربو صغيرا. كلما خرج إلى الشارع وعاد تعرض لانتكاسة صحية دفعته إلى مراجعة طوارئ المستشفى وربما النوم فيه. اتخذ والده قرارا مبكرا بعدم خروج ابنه إلى الشارع حفاظا على صحة ابنه وقلب زوجته الذي يتفطر كلما شاهدت جسد ابنها الغض وليمة للأجهزة الطبية. لا يشاهد فهد الشارع سوى عند ذهابه إلى المدرسة مع السائق وعودته منها. لم يكن أمامه خيارات لتمضية الوقت سوى قراءة مجلات الأطفال. في أحد الأيام لم يجد أبوه المجلة التي يتابعها ابنها. نفدت من السوق. بحث عنها في أكثر من مركز تجاري ولم يعثر عليها. رأى ألا يعود إلى المنزل دون أن يحمل في يديه شيئا يقدمه لابنه الجائع للقراءة. مر على المكتبة وقطف مجموعة كتب من ضمن سلسلة (الناجحون) التي تصدرها دار العلم. يتناول كل كتاب سيرة شخصيات إسلامية، مثل: عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن الداخل، وطارق بن زياد، وعالمية مثل: هيلين كيلر، ونابليون بونابارت. وتراوح صفحات الكتاب بين 80-100 صفحة تلقي الضوء على شخصية ناجحة. تضايق فهد عندما علم بعدم توافر مجلته المفضلة،…
آراء
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
وها قد قررت أن أتحدث بعد خمسين يوماً من التصرف بروية ومحاولة إصلاح وترقيع ما ارتكبه الإسبان بحق عائلة مسالمة، ولكن دون جدوى. تشعر أنك تخاطب صخوراً صماء لا تحس، بل تعاملك بازدراء ودونيّة، ولذلك لن يكون الحديث إلا بداية قد تنتهي بكتاب يروي مأساة شعب زادت معاناته من نظامه ومن المرتزقة والإرهابيين الذين استباحوا دمه وأرضه، وأتى الإسبان وغيرهم ليكملوها باستباحة أمواله وهدرها عبثاً، ولم يتورعوا أن «يلهفوا على الماشي» جزءاً منها، وكل ذلك موثق بتجربة شخصية معهم. قبل أن أبدأ، ليت الإسبان يعلمون أني لم أقرر الذهاب إلى بلدهم حباً بهم بل حباً بولدي «بشر» لأن مدرب «التنس» نصحه بمعسكر صيفي تدريبي تنظمه أكاديمية في برشلونة، ووددت تلبية رغبة الطفل ودفعت مبلغاً بحوالة مصرفية تضع الأكاديمية اليوم الذرائع لعدم إعادته، لكن حتى طموحات الأطفال تتحطم حين تغيب إنسانية الإسبان. يقول أكبر مسؤولي سفارتهم في أبوظبي إن الأمر خارج نطاق صلاحياته أياً كان الشخص، وينفي مسؤول كبير في الخارجية أنهم أصدروا تعليمات بهذا الخصوص، والواقع يقول إن عبقرية الإسبان لم تتفتق فقط عن عدم منح تأشيرات السياحة أو الزيارة للسوريين بل زاد الأمر إلى تعمد إهانتهم، وحين تتقدم للحصول على التأشيرة لأفراد عائلتك مع العاملة المنزلية، فلا يخجل الإسبان من منحها للعاملة المنزلية ورفض منح التأشيرات لأفراد العائلة، ويدّعون…
آراء
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
ـ جامعة تقبل ابنك في الكلية التي يختارها مباشرة إن كانت درجاته مناسبة وتناسب التخصص الذي يريده، وأخرى تنتظر «واسطة» كي تقبله، أو تحجز مقعده الذي يستحقه لابن الشيخ الحركي فلان. ـ جامعة محترفة تشتغل على قدرات الطالب الحقيقية ودرجاته واجتهاده، وأخرى تسأل عن عدد المخيمات التي دخلها، ومن هم الشيوخ الذين يحبهم وسايرهم في المرحلة الثانوية، وكم محاضرة خاصة حضرها للشيخ الحركي فلان!! ـ جامعة تعمل وفقاً للعصر وضوابطه، وتوزع طلابها على الأقسام بحسب قدراتهم الحقيقية، وأخرى تنصب صراط (التنظيم) أمامهم كي لا يتجاوزه إلا أبناء المنتمين، ومن يسايرونه فكراً وممارسة ولو بالكذب.. واقعكم لا يتجنى على أحد. ـ كلكم عانيتم في قبول أبنائكم في الجامعات؛ ليس لأنه لا يوجد مقعد شاغر، وليس لأنهم سيئين أو ضعفاء في مستوياتهم العلمية، ولكن لأن ثمة طابوراً خامساً يدير اللعبة في أكثر من جامعة، ويحاول تغذية التيار بيافعين لهم ضوابط وسمات معينة. ـ قد يقطع أبناؤكم مسافات طويلة في مدن أخرى كي يواصلوا تعليمهم؛ لأن مجموعة من السيئين الأغبياء قرروا جعل الجامعة القريبة حكراً على أبناء الحركة وأقاربهم.. لا تحزنوا ولا تغضبوا.. هذه (شنشة عدناها في أخزم)! ـ السؤال المدهش: إلى متى يتحكم مثل هؤلاء في جامعاتنا؟ وإلى متى وهي تشتغل بصمت لتمرير أجندات التنظيم الذي يعرفه الجميع؟ هل أصبح التفوق لا…
آراء
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
لم ينتكس العرب في مهاوي الرداءة والانهزام من قبل كما هو واقعهم المعاصر، ورغم تعدد الدلالات الظاهرة والباطنة على صدق هذا الأمر إلا أن التعلق بالأحلام وتأويلها أبرز هذه المظاهر، إن التعلق بالحلم وتعبيراته ومحاولة اعتسافها من قبل جمع من الدجالين والمتكسبين في هذا الحقل هو حالة من الانغماس في "المخدرات" الحلال التي لا يعاقب القانون متعاطيها، وقعت كثير من الأحداث في محيطنا نتيجة لتفسير عابر لحلم خاطف: ممثلاً تأويل الحلم الرؤيا هو الذي أوحى لمحمد بن عبدالله القحطاني أنه "المهدي المنتظر" وأن عليه أن يتقبل البيعة على هذه الرؤية في المسجد الحرام وقد رضخ محمد بن عبدالله لإيعازات جهيمان وخشي الإثم إن لم يستجب لهذا الاختيار الرباني "الحالم"، وهكذا وقعت حادثة الحرم وتعطلت الشعائر الدينية فيه حينا من الزمن فقط بسبب رؤيا!! ومنذ زمن جهيمان والمهدي المنتظر لا زالت الأمة غارقة في الأحلام وتأويلاتها وقد صار لهذه الوظيفة نجوم يفسرون ويعبرون هاتفياً أو صحافياً أو عبر برامج متخصصة في التلفزيون، وصارت بعض القنوات تتكثف بواسطة هؤلاء المعبرين حين تنشر وتبشر بالمال والذرية والمنصب والوظيفة فيما يمكث الحالم مخدراً على جدار الوهم ومنغمسا في الاتكالية منتظراً وقوع البشارة. كان الأولى ردع مثل هذه التوجهات التي شاعت في المجتمع وبين الأفراد وكان على الإعلام النزيه أن يمتنع عن الترويج لمثل ذلك…
آراء
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
دعونا نتفق مبدئيا أن المدعو "ساند" هو عبارة عن "نظام تكافلي اجتماعي"؛ حتى يسهّل لنا هذا الأمر من "تفكيك" ـ طالما أن موضة التفكيك منتشرة ـ الخطاب "الساندي"، مما يعني أنه جاء من أجل دفع المال من الشخص "المكروف"، أو "الموظف"، للشخص "المتعطل"، أو بالأحرى "المحتاج"، وهنا تتضح رؤية الهدف الرئيس لنا. لكن، وقبل أن نذهب بعيدا بالتفكير، ألا تعتقدون أن هذا يأتي مشابها، مع الفرق بالتشريع والأهمية، لماهية "الزكاة"، التي تقوم على فكرة (الجزء المخصص للفقير والمحتاج.. من أموال "الغني")، وهذا التعريف يغنيني عن شرح ما أرمي إليه، إذ إنه وباختصار من الواجب المضي بهذا البرنامج للتطبيق، ولكن من خلال أصحاب المداخيل الكبيرة، التي توجب الأخلاق ـ قبل كل شيء ـ أن يسهموا في بناء المجتمع وتكافله، وليس من جيوب "الطفارى"، الذين شوهت المقصات "الساندية" أحلامهم! وحتى لا أصنع بحرا للذين يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر، والذين سيفترضون سلفا الفرق بين "ساند" و"الزكاة"، فقد أحضرت نماذج لبعض البرامج الحكومية الشبيهة، عربيا وعالميا، التي اختارت أن تكون أرصدة الأغنياء هي محور انطلاق التكافل المجتمعي، فقد قررت الحكومة الموقتة في مصر ـ آنذاك ـ فرض "ضريبة" إضافية على "الأغنياء"، ممن يتجاوز إجمالي دخلهم مليون جنيه سنويا، أي نحو 142 ألف دولار، بنسبة تصل إلى 5%، وذلك لتمويل التعليم والصحة والزراعة…
آراء
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
يعرف السعوديون والخليجيون الذين يقصدون جمهورية التشيك من أجل السياحة العلاجية مدينة تسمى تبليتسه، ففيها تلتقي أعدادٌ كبيرة منهم، إضافة إلى عرب آخرين من مختلف الجنسيات. ولأن السياحة العلاجية تدر عائدات مالية ضخمة تدعم اقتصاد المدينة وبقية المناطق التي تتوافر فيها مراكز العلاج الطبيعي، فإن هذه السياحة تعتبر من الأنشطة التي تحظى بالأهمية هناك، خاصة أن المشكلات والأزمات الاقتصادية في جمهورية التشيك وبلدان المنطقة جعلت البحث عن عوائد مالية إضافية لرفد الاقتصاد وتنشيطه أمراً مهماً. لكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من أن السياح العرب يملكون قدرة مالية عالية وينفقون بلا حساب فقد بدأ الامتعاض من هؤلاء العرب يرتفع ويتزايد لدرجة أن بعض مقاهي مدينة تبليتسه صارت تمنع دخولهم إليها، وقد نشرت صحيفة ضوء الإلكترونية نقلاً عن صحيفة القبس الكويتية خبراً عن امتناع بعض المقاهي عن استضافة السعوديين والكويتيين والليبيين والقطريين وبعض الجنسيات الأخرى!! نحن نتحدث عن أماكن ومناطق ليست حديثة عهد بالسياحة وعن ثقافة اجتماعية ترحب بالسائح وتنظر إليه على أنه مكسب اقتصادي وثقافي؛ ومع ذلك أصبحت لا ترغب في السائح الخليجي والعربي وتضحي بالعائد المالي الكبير الذي يأتي من هذا السائح العربي!! قد يأتي من يقول إن هؤلاء القوم يكرهون العرب بدوافع دينية أو عنصرية أو سياسية. وهذا المنطق الذي يعتمد على نظرية المؤامرة نسرف كثيراً في…
آراء
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
في الاعوام الماضية، حقق الهجوم الايراني في الاقليم سلسلة نجاحات تعادل انقلاباً كاملاً. ادى الإخلال السريع بموازين القوى الى توتر اقليمي كما ادى الى تدهور صريح في العلاقات السنّية-الشيعية. وإذا تركنا خصوصية ما يحدث في اليمن جانباً يمكن اختصار النجاحات الاخرى بالآتي: - في العراق شاركت ايران في استنزاف الاحتلال الاميركي. غادرت القوات الاميركية العراق بعد شهور شهدت تراجع نفوذ اميركا السياسي في البلد الذي غزته وحررته من نظام صدام حسين. بعد الانسحاب الاميركي اصبحت ايران اللاعب الاول على المسرح العراقي. شددت في سياستها على نقطتين: الاولى إبقاء الكتلة الشيعية موحدة. والثانية الاحتفاظ بعلاقة مع الاكراد ومنع الخلاف الشيعي-الكردي من بلوغ نقطة التصادم. - قبل ذلك نجحت ايران في منع حصول انقلاب دائم في ميزان القوى اللبناني بفعل اضطرار الجيش السوري الى الانسحاب من هذا البلد إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري. تمكنت ايران من منع قوى 14 آذار من تشكيل حكومة مستقرة مؤيدة لمعسكر الاعتدال العربي ومتعاطفة مع الغرب. وأظهرت التجارب لاحقاً استحالة تشكيل حكومة في لبنان من دون الحصول على موافقة طهران. - تعاطت ايران مع الاحتجاجات في سورية بوصفها محاولة تستهدف محور الممانعة والتحالف السوري-الايراني. اتخذت قراراً قاطعاً بمنع اسقاط النظام السوري. ترجمت قرارها بتدخل «حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية الموالية لها في القتال الى جانب ذلك النظام.…
آراء
الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠١٤
تخيلوا أن تنظيم «داعش» الإرهابي لم يتصدَّ لقوات المالكي عندما هاجم الأنبار قبل نحو ثلاثة أشهر، ولم يستولِ على الموصل في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي، ولم يدخل الخوف والغضب بيوت العراقيين بسبب الانهيارات المتتالية للجيش والقوات الأمنية. لقد دفعت تلك الإخفاقات الخطيرة إلى إقناع من تبقى من فئات الشعب العراقي بأن نوري المالكي مسؤول عن الأزمة وبقاءه يهدد كل العراق، خصوصا أنه هيمن على مراكز القرار بما فيها العسكرية والأمنية. «داعش»، بزعامة الإرهابي الأول في العالم أبو بكر البغدادي، هو من دفع المالكي نحو الهزيمة السياسية السريعة في معركة انتخاب رئيس الوزراء، وكانت مفاجأة للمالكي نفسه. فالرجل كان قد حصَّن مركزه لدرجة أنه أمن رقما مرتاحا من البرلمانيين سيصوتون معه، وبشكل مضمون ويبقى رئيسًا للوزراء لأربع سنوات أخرى. لهذا تحدى كل خصومه، وكان يهزأ ممن ينشطون في بناء تحالف لإسقاطه، حتى إنه أبلغ البيت الأبيض، عندما حذره الأميركيون في البداية بعدم البقاء، أنه يتعهد باحترام العملية الديمقراطية، وأن المنصب سيكون من حظ صاحب الأصوات الأعلى. ومع أن غالبية القوى العراقية تعمل منذ زمن طويل لإزاحته، بما فيها الرئيسة مثل الصدريين، والمجلس الأعلى، والأكراد، والسنة، إلا أن المالكي تمكن فعلا من تأمين الرقم المطلوب للفوز! سألت أكثر من سياسي عراقي، وكلهم أكدوا أنهم كانوا يخافون من بدء عد الأصوات لأن…
أخبار
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
بعد إفطار رمضاني فاخر بأريحية وكرم وسعة صدر مضيفنا، حاكم دبي، فاجأني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بطلبه الكريم: «لا تتردد في نقدي ونقد أي قصور تراه في أداء حكومتي». ولم تسعفني المفاجأة أن أسأله: وهل تركت لنا مجالاً لنقدك؟ بربكم، ما الذي يمكن نقده في إمارة أذهلت العالم كله بنموها ومشاريعها وأناقتها وأداء مؤسساتها؟ وكيف لنا أن ننتقد حكومة جعلت «إسعاد» الناس غايتها؟ أليس هو من قال جازماً: «لا بديل لنا عن المركز الأول، وكلمة مستحيل ليست في قاموسنا في دولة الإمارات»؟ كيف لنا إذاً أن ننتقد رئيس حكومة أنذر وزرائه وكبار المسؤولين في حكومته بأنهم سيُدعون إلى حفل وداع إن كانوا غير قادرين على مواكبة أفكار وخطط حكومته الذكية؟ وماذا يمكن قوله عن دولة ما إن تذكر اسمها للغرباء في شرق الأرض وغربها حتى تغمرك مشاعرهم بالتقدير والانبهار؟ لن أكتب هنا عن تقديري الدائم لتواضع سموه وطيبته العميقة وإدارته الحازمة، فتلك من سمات القائد الواثق في نفسه. ولولا تلك الصفات القيادية في محمد بن راشد لما تأسست في دبي ثقافة مهنية مختلفة حفزت الموظف الصغير قبل الكبير إلى الإبداع وسرعة الإنجاز. وهي صفات القائد الطموح الذي يعتبر كل إنجاز يحققه ليس سوى مقدمة لإنجازات أكبر. أليس هو من قال: «النجاح رحلة، كلما وصلت فيها إلى…
آراء
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
العنف السياسي ظاهرة اجتماعية متعددة الأشكال. لكن معظمها يرجع إلى واحد من ثلاثة عوامل: أ) عامل سيكولوجي يظهر خصوصا عند الشباب الذين يعيشون المرحلة الانتقالية بين المراهقة والرجولة. وهي مرحلة يسودها ميل شديد لاكتشاف الذات وتحقيق الذات. فشل الشباب في تحقيق ذواتهم ضمن إطارات سليمة في البيئة المحيطة، يجعلهم عرضة للانزلاق في سلوكيات متوترة، تتمظهر في صورة عنف سياسي أو إجرامي. ب) عامل اجتماعي - اقتصادي يتلخص في عجز الفرد عن التكيف مع ظروف المعيشة المتغيرة، مما يعزز ميله لمنازعة المجتمع الذي يحمله مسؤولية إخفاقه في مجاراة الآخرين. ويظهر هذا العامل بصورة أجلى بين المهاجرين الجدد من الريف إلى المدينة، أو الذين يعيشون في بيئات فقيرة نسبيا، على حواشي المدن غالبا. ج) عامل ديني - سياسي يتمثل في شعور الفرد بأن هويته تواجه تهديدا جديا من جانب أطراف قوية. أكثر الشباب عرضة لهذا العامل هم الملتزمون بحضور الاجتماعات الدينية التي يكثر فيها الحديث عن التهديد الغربي والمؤامرة الدولية على الإسلام. تتفاعل هذه العوامل فيما بينها بشكل وثيق. فالذين يواجهون عسرا اقتصاديا - اجتماعيا "العامل ب" يميلون إلى تصديق الدعاوى القائلة بتباعد المجتمع عن الإسلام، ويرون في مظاهر الحياة الحديثة دليلا على ذلك. وهذا الميل يقودهم إلى تقبل فكرة التهديد الخارجي للهوية "العامل ج". كما أن الشباب الذين يواجهون عسرا في…
آراء
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
المشكلة الرئيسة أنكم لا تفهموننا! نعرف أن اللعبة سهلة وواضحة، لكن ما لا يريد الكثيرون أن يفهموه أنه لن يسمح لك بالانتقال إلى المرحلة التالية إلا بعد أن تقضي على الخنازير الخضراء في هذه المرحلة! لا يمكن أن تنتقل إلى مرحلة أخرى أجمل أو أصعب أو أغرب طالما أن خنزيراً واحداً بقي على قيد الحياة.. هكذا هي اللعبة! لاحظ دائماً أن أصعب الخنازير هو ذلك الذي يأتي في نهاية المرحلة.. وغالباً ما يكون قد ارتدى خوذة عسكرية! نعلم أنكم تعتبروننا انتحاريين، لكن ما الذي يمكن فعله.. حين تضعوننا في «النشابة» وتطلقوننا في اتجاه العدو لكي تحصلوا على بعض التسلية، فأنتم تعرفون جيداً أن الطائر الذي سيتم إطلاقه لن يعود.. لكن مماته سيسبب دائماً ذلك التفجير الذي يجعل العصافير التي تبقى على قيد الحياة تهلل، ويجعل رصيدك في اللعبة يرتفع.. ويجعلنا جميعاً ننتقل إلى مرحلة أخرى.. أليس كذلك؟ لعلك لاحظت أننا نختلف، ففينا الطائر الكلاسيكي الذي ينتمي للمعسكر الأحمر بسبب النسخة الأولى من المقاومة.. وفينا الأصفر ذو الرأس المثلث، الكثيرون يستغربون كيف نسمح له بالمشاركة رغم رأسه «المثلث»، واختلاف لونه.. هؤلاء القوم يتطرفون في أفكارهم، فهم ينسون أنه «طائر» قبل أن يكون «مثلث» الرأس! فينا الطائر المتفجر الذي لم يحبه الكثير من محترفي اللعبة.. إلا أنه والحق يقال، يحقق في بعض…
آراء
الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠١٤
هناك رعب وخوف يمكن أن تقرأه في عيون الأشخاص العاديين الذين لم يقرأوا من قبل عن التطرف والإرهاب و«القاعدة» وأخواتها وأخيرا «داعش»، التجربة المتكاملة لتنظيم متطرف انقلابي يسعى إلى إقامة دولة وبطريقة ذكية تقرأ التوازنات الإقليمية والاستخبارات وليست بسذاجة رفاق الأمس الذين كانت أحلامهم على الأرض لا تعدو سوى الإثخان في العدو والشهادة ولقاء الحور في السماء، بينما تعدك «داعش» بكل شيء بدءا من إلغاء الحدود والفوارق والصعود السريع في هرم التنظيم وصولا إلى التمكين في الأرض وبناء الدولة والعيش وفق أسلوب حياة ونمط بدائي يعزز من الصورة الذهنية لمجتمعات الثغور في التاريخ الإسلامي وبطريقة تسويقية تستقطب المغيبين بحلم الخلافة الذي بات فكرة مسيطرة تداعب أحلام الأجيال الجديدة التي تشبه نظراءها في كل شيء سوى الفكرة المسيطرة، فشباب «داعش» لم ينزلوا من السماء، هم، خاصة الأجيال الجديدة، مشدودون وبارعون في التقنية سريعو التقلب والتأثر وسلم القيم لديهم مضطرب جدا، تبرز قيم الاستئثار والشجاعة والحميّة وإثبات الذات لكن في أشكال وقوالب وصيغ دينية لمنح هذه النفسية المضطربة بعض المعنى، بينما تتجلى في المجتمعات الشبابية في شكل ألعاب عنيفة وسلوك غير سوي... إلخ. صحيح أن ثمة وعيا كبيرا يتخذ شكل القلق والخوف من التطرف والإرهاب، لكن هذا الخوف هو فقط من التورط الأمني أو التأثيرات الكبرى من العمليات الانتحارية والتفجير، لكن هذا…