آراء
الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤
الوضع الذي تعيشه العراق في عصر قالوا إنه يمثل نموذج الديمقراطية التي أرادتها الولايات المتحدة لمنطقتنا العربية يجعلنا نحمد الله على أن المدّ الديمقراطي وفق النموذج العراقي/ الأمريكي وقف عند حدود العراق ولم يتعدها إلى أبعد من ذلك. وأرجو ألا يقود هذا القول إلى الاعتقاد بأنني أقول بأن الوضع أفضل في بلدان عربية شتى ممن لم يصل إليها هذا النموذج الأمريكي في الديمقراطية، فـ"أحمد زيْ الحاج أحمد". *** اشتكى العراقيون من حكم صدام حسين واستبداده فاجتمع الشرق والغرب على قلب رجل واحد لإنقاذ العراق من حاكم مُستبد أحال العراق إلى أرض خصبة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الكيماوية التي جرّبها في شعبه قبل أن يستخدمها ضد أعدائه الخارجيين. وقد فرضت القوى الدولية حصاراً دوليا على نظام صدام حتى عام 2003 حيث احتلت القوات الأمريكية كامل الأراضي العراقية بحجة التخلص من أسلحة الدمار الشامل وعناصر تنظيم القاعدة التي تعمل من داخل العراق. وتم القبض على صدام حسين، ومحاكمته، وإعدامه. *** تخلص العراق إذن من صدام وحكمه الدكتاتوري المستبد ليحل محله حكم ديمقراطي فصّلته أمريكا خصيصاً للعراق الجديد. وتخلّصت العراق من أسلحة الدمار الشامل التي كان يقال إنها كانت معدة للاستخدام ضد عدو خارجي، ليبقى محلها الدمار الشامل بأسلحة جديدة ذهب ضحيتها من العراقيين في حروب داخلية أعداد مهولة، لنجد أنفسنا اليوم…
آراء
الأحد ٠٦ يوليو ٢٠١٤
جاءت البشرى لأهل حفر الباطن يزفها 40 باحثاً وباحثة انطلقوا قبل أيام ليمسحوا أطراف حفر الباطن؛ بحثاً عما تحتاجه من التنمية وما ينقصها من خدمات، كما تقول صحيفة "الحياة". أبشروا يا أهل حفر الباطن فالمرصد الحضاري سيكشف بعد أن "يمسح" المحافظة، ما ينقصكم من التنمية وأنتم لا تعلمون عما ينقصكم..! ميزة الجهات الحكومية أنها تعتني عناية فائقة بألفاظها ومسميات أعمالها، ألم تلحظوا أن "المرصد الحضاري" قال إن ما يقوم به عملية "مسح" ولم يقل "بحث" رغم أن من يمارسها 40 باحثاً.. وباحثة أيضاً؛ حتى لا تقولوا إن المرصد لا يساوي بين الجنسين.. فهو يساوي حتى في عمليات "المسح"..! حاولت لكني لم أستطع أن أتخيل 40 باحثاً وباحثة انطلقوا في حملة مسح ميداني في حفر الباطن لجمع وتحليل المؤشرات الحضارية، للإسهام في إعداد سياسات التنمية الحضارية على جميع المستويات ومتابعتها وتقويمها..! فرغم أن ما تحتاجه حفر الباطن من التنمية لا يحتاج إلى 40 باحثاً، إلا أن المرصد أكد أنه يعمل على جمع البيانات من الإدارات الحكومية، لتحليلها وتنسيقها؛ ليكتشف التنمية الضائعة فيها.. ولو علم أهل حفر الباطن بهذا الخبر لاستلقوا على ظهورهم من الضحك؛ لأن حفر الباطن تنقصها الكثير من المشروعات التنموية في أغلب المجالات، وليس في ذلك أي مبالغة إطلاقاً..! أكثر شيء مضحك في الخبر أن المرصد الحضاري يقول إنه…
آراء
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤
لو عشِتَ في قرية صغيرة طوال حياتك، وكان في القرية منجم للزمرّد، ولم ترَ في حياتك مجوهرات غير الزمرد. وفي يوم من الأيام جاء لقريتك رجل وأخبر الناس بأن هناك أنواعاً أخرى من المجوهرات أغلى ثمناً وأجمل صورة، فماذا ستكون ردة فعلهم؟ غالباً لن يُصدّقه أحد، وكما يقول الفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم في نظريته الشهيرة »الاستقراء« أو المقدمات، إن ما يستهل به الإنسان (وأزيد عليه المُجتمع) معرفته في الحياة، أي ما يستقيه من ماضيه، سيشكّل قناعاته، وغالباً سيظل معه طوال العمر، وسيقوم بإسقاط تلك المعارف والتجارب السابقة على نظرته للمستقبل. فمثلاً، يعرف الناس الزُمرّد على أنه أخضر، ولكنهم لم يبحثوا عن هذه الحقيقة، بل سمعوا عنها وسلّموا بها، رغم أن غالبيتهم لم يروا الزمرد في حياتهم. ولو قيل لأولئك إن هناك زمرّدة زرقاء فإنهم سيرفضون هذه الفرضية قوْلاً واحداً، لأنها لم تَرِد ضمن استهلالاتهم المعرفية، أي ضمن سياق معارفهم السابقة وتجاربهم. أعود لبائع المجوهرات، لو جلس يُحدث الناس عن المجوهرات وجاء بالحجة والدليل وأقسم بأغلظ الأيمان فسيظل يدور في حلقة مُفرغة. ما الحل إذاً؟ أن ينصرف عنهم، ويعود بعد مدة مُحملاً بأنواع أخرى من المجوهرات كالذهب والألماس ويُريها سكّان القرية. ولكن ستبرز مشكلة أخرى، ما الذي سيثبت لهم أن هذه الأنواع من المجوهرات أحجار ثمينة كالزمرّد؟ هنا سيضطر البائع أن…
آراء
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤
بعد انهيار الخلافة العثمانية الإسلامية، وجد المسلمون أنفسهم أمام واقع جديد، فمن ناحية وقعت جل أراضيهم تحت الهيمنة الاستعمارية الغربية، ومن ناحية أخرى وجدوا أنفسهم أمام تقسيمات جديدة لأراضيهم، ما أصبح نواة لما سمي لاحقاً بالدول القُطرِية في العالم العربي، فدولة الخلافة تشظت إلى دويلات حكمت من أنظمة انتداب غربية أو تم استعمارها، ثم بعد تحرر هذه الكيانات الوطنية، نشأ واقع آخر، وهو حكم هذه الدولة من أنظمة علمانية. كان ظهور الكثير من ما بات يعرف لاحقاً بحركات الإسلام السياسي نتيجة لهذا الواقع الجديد، فتمت شيطنة العلمانية والقومية والوطنية، وتأكيد الولاء للأمة، والطموح الدائم لاستعادة الخلافة، وتتباين أهمية مسألة الخلافة بين حركة إسلامية وأخرى، فبين حزب التحرير الذي يجعل إعادة الخلافة هدفه الأول والأسمى، إلى الإخوان المسلمين الذين تكيفت أدبياتهم مع نهاية الخلافة، ليصبح الطموح - خصوصاً مع سيد قطب - تحقيق حاكمية الإسلام في الدول الإسلامية القائمة، أي القبول بالدول الحديثة. على رغم أن مسألة الخلافة ذات أهمية في أدبيات الإخوان، وتحمل طابع الرومانسية ذاته في التصور الإسلامي العام، إلا أن القبول بالأمر الواقع - باعتبار الدولة الحديثة ذروته - أمر لا مفر منه لدى منظري الإخوان، مع محاولة تطبيق الشريعة من خلالها. من هنا فحزب التحرير وحركة الإخوان المسلمين ليسا تنظيمات جهادية مقاتلة، بل تيارات مدنية تلعب على…
آراء
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤
لا يخرق الاتّفاقَ على حدوث انهيار كبير في المشرق العربيّ سوى أهل «الخلافة الإسلاميّة» ودعاتها الداعشيّين. فهؤلاء وحدهم هم الذين يملكون خريطة بديلاً لخريطة سايكس – بيكو، وهم وحدهم الذين يملكون «أمّة» يضعونها في مقابل الدول – الأمم القائمة و»الأمم» الإيديولوجيّة المقتَرحَة. يكفي للقياس مثلاً أنّ البعثيّين، أصحاب «الأمّة العربيّة»، إمّا اندثروا أو التحق عراقيّوهم بأصحاب «الخلافة»، وسوريّوهم بنظام يمعن في إنزال التفتيت بسوريّة القائمة. ومثلهم القوميّون السوريّون، أصحاب «الأمّة السوريّة». لكنّ تداعي الخريطة المشرقيّة يثير في أجواء عدّة مشاعر من الأسى واللوعة غير المكتومين. وبين المتأسّين كارهون تقليديّون لسايكس – بيكو غالباً ما فاتهم أنّ انهيار الخريطة القائمة لن يوحّد العرب بل سيضاعف تفتّتهم أو يكثّر دولهم. وبينهم، أيضاً، خائفون تقليديّون من كلّ تغيّر كبير، ومن كلّ اعتداء على مألوف حياتهم وسائدها. وبينهم، فوق ذلك، مَن جرح تنظيم داعش نرجسيّتهم، فهالتهم أحوال «أمّة» هي «خير أمّة أُخرجت للناس»، أو صفعهم تفوّق الخطط الداعشيّة على خططهم «العصريّة» البسيطة. وفي مقابل هؤلاء بيئات ضيّقة لا يزعجها ما يحصل ولا تتملّكها النوستالجيا. فإلى خوفها من داعش، ورفضها الجذريّ له، تستنتج تلك البيئات، بكثير من البرودة، ما ينبغي استنتاجه، وهو أنّ ما بني على رمل سيلفحه الرمل عاجلاً أو آجلاً. وهذا بالفعل ما يحصل اليوم، حيث تنهار الخرائط التي لم تُبن لسكّانها مجتمعات…
آراء
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤
يروى أن جنكيز خان اعتلى منبر جامع سمرقند الكبير بعدما اجتاحها، وخطب في المسلمين قائلاً: «أنا ذنوبكم حلت عليكم، أنا غضب الله حل عليكم»، القصة نفسها تروى مرة أخرى عن حفيده هولاكو، ولكن من على منبر جامع في بغداد بعدما اجتاحها هو الآخر. صحت الرواية أم لا، فإن انتشارها بين الرواة المسلمين الشعبيين، يُعبر عن حالة لا منطقية وصدمة عاشوها، وهم أهل حاضرة ودين وسياسة يرون همجاً من دون حاضرة أو دين يجتاحون أرضهم، يستبيحون دماءهم، يحرقون مدنهم، يفرضون عليهم شرعة متخلفة، فلم يجدوا سبباً لذلك غير أنها «ذنوبنا وغضب الله علينا»، تحليل مريح، ولكن ليتهم أضافوا «وأخطاءنا السياسية». ربما حان الوقت أن نقول هذا ونصحح خطأ الأسلاف، ونحن نعيش صورة مشابهة. شباب غاضبون، بفكر وفهم متخلف للحياة والشريعة، يلغون تراث قرون، ومكاسب مفترضة لعصرنة لم تكتمل، تحولوا إلى ثوار وأمراء بل وخليفة يجتاحون رقعة واسعة من بلادنا، ومساحة أكبر من عقول أبنائنا، يلغون الحدود، يرفضون كل الأنظمة والتشريعات، يلقون علينا برؤيتهم في السياسة والحكم والحياة والمجتمع والاقتصاد على ورقتين أو ثلاث من مقاس A4، ولا خيار أمامك يا من دخلت ضمن رعايا أمير المؤمنين غير السمع والطاعة، لا مجال للمناقشة، لا يهمهم أن تكون وجيهاً في قومك، مهنياً متعلماً، أستاذاً جامعياً، شيخ قبيلة وعالم دين، سياسياً نشطاً وبرلمانياً، أو…
آراء
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤
يحاول رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، وبشتى الوسائل، التصويب على القيادة الكردية، متهما إياها بالقيام بتنفيذ أجندة سياسية خاصة، منذ اندلاع أزمة الموصل، وارتفاع وتيرة الكلام عن انفصال الإقليم عن الحكومة المركزية. وقد تكون العلاقة بينهما دخلت مرحلة اللاعودة على ما يبدو، بعد هجمة الاتهامات التي شنها السيد المالكي ضدهم في مؤتمره الصحافي الأخير قبل أيام، غمز فيها من قناة أربيل وطموحاتها (الانفصالية)، متهما الأكراد باستغلال الظروف الحالية الصعبة من أجل تنفيذ أجندة خاصة، وفرض أمر واقع سياسي وميداني، بما يخص مستقبل مدينة كركوك وتمسكه بالمادة 140 من الدستور، التي أعلن الزعيم الكردي مسعود برزاني انتهاء الحاجة إليها، بعد انتشار البيشمركة في كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها، ما جعل ريبة المالكي تعطيه سببا لهجمته وإن كان مبالغا فيها، والأسباب الحقيقية لهذه الهجمة قد تكون لها علاقة بوضعه القلق ومستقبله السياسي. حدة التصريحات بين المالكي والأكراد، هي ردة فعل على الموقف الكردي الحازم والحاسم من توليه رئاسة الحكومة لولاية ثالثة، حيث وصل التصعيد عند بعض القيادات الكردية إلى رفض تولي أي شخصية مقربة من المالكي منصب رئاسة الوزراء، في رد مباشر على اتهامات وجهتها هذه القيادات للمالكي، بمحاولاته عزل أطراف كردية، وتشكيل حكومة أغلبية حتى قبل اندلاع أزمة الموصل. لقد راهن المالكي على اختراق الأكراد، والاستفادة من تعدد وجهات…
آراء
الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤
حرص مسعود بارزاني على استقبال جون كيري في أربيل بتصريح ناري بأن «العراق لن يعود إلى ما كان عليه»، لكن الأمر ليس مفاجئا، فتلك عملية يعمل عليها الأميركيون منذ نزولهم العراق واتخاذ بول بريمر أول قرار مدروس جدا، وهو حل الجيش العراقي تأسيسا للفوضى الأمنية. ولم يكن أحد ليصدق أن هناك كثيرا من اللّعاب الإقليمي الذي يسيل في تل أبيب وأنقرة وطهران، أمام فرضية دفع العراق ليكون بوابة «تسونامي التقسيم» الذي يهدد المنطقة، لكن التطورات الدراماتيكية في الأسبوعين الماضيين كشفت أن انزلاق العراق إلى حافة التقسيم لم يكن سوى نتيجة حتمية لممارسات مدروسة ومخطط لها وراء أبواب مغلقة! وهكذا تتوالى الفصول التي لا يمكن أن تصدق إلا إذا نظرنا إليها بصفتها سلسلة من الخطط المرسومة التي ستنتهي باقتسام الكعكة العراقية، بعدما جرى ترسيخ التقسيم السيكولوجي بين المكونات العراقية على خلفية سياسات الإقصاء والانتقام والتنكيل المذهبي التي تولاها رجل إيران، نوري المالكي، وهو ما أيقظ بركانا من الكراهيات والأحقاد المذهبية التي انفجرت دفعة واحدة، ما يدفعنا إلى طرح جملة من الأسئلة الضرورية: أولا: هل كانت تصرفات المالكي الساذجة ضد المناطق والعشائر السنية بعيدة عن أعين الإيرانيين والأميركيين؟ بالتأكيد لا، إذن لماذا لم يجرِ تصويب ممارساته بما يساعد على قيام العراق الجديد، ولطهران كما لواشنطن تأثيرهما عليه؟ ثانيا: هل يمكن أن نصدق…
آراء
الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤
أجد نفسي مجبراً على العودة إلى موضوع الرياضة وأهمية دورها كرافد من روافد التنمية الاقتصادية والبشرية بعد صدور الأمر الملكي غير المسبوق بإنشاء 11 إستاداً رياضياً جديداً، في عدد مساو من مدن المملكة لا يشمل الرياض وجدة، تزامن هذا الأمر مع تسمر الملايين داخل الوطن وخارجه بالطبع لمتابعة مباريات كأس العالم عبر الشاشات والمقامة حالياً في مدن عدة في البرازيل، وعلى المستوى الشخصي وأنا هذه الأيام في زيارة إلى الولايات المتحدة، لا يمكن أن أغفل عن التداعيات الإيجابية لهذا الحدث العالمي الكبير كما أراه أمامي في كل مكان، خصوصاً بعد نجاح الفريق الوطني الأميركي في الانتقال إلى المرحلة الثانية من البطولة بمساعدة «كريمة ومجانية» من فريق البرتغال الذي هزم كينيا، قبل عشرة أيام فقط كنت متابعاً لفوز فريق سان أنطونيو بكأس بطولة المحترفين في كرة السلة الأميركية بعد تغلبه على فريق مدينة ميامي بأربع مباريات لواحدة، وبعد موسم حافل بالمباريات امتد على مدى سبعة أشهر تقريباً، في الأسابيع القليلة الماضية أقيمت في باريس ونيويورك ولندن ثلاث بطولات عالمية مفتوحة للتنس، وهي مناسبات سنوية تقام في مثل هذه الأوقات في كل عام، تضاف إليها بالطبع بطولة أستراليا ودبي وفرانكفورت والدوحة وغيرها ولكن في أوقات أخرى، هذا غير بطولات الغولف والبيسبول التي لا تتوقف، وغير بطولات أوروبا المتنوعة ودوريات كرة القدم الرائعة…
آراء
الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤
العراق من أقدم دول وحضارات العالم، ومع أن عراق اليوم هو نتاج ما يسمى بالدولة القومية التي نشأت في القرن الماضي، فقد بقي دائما، مثل مصر، موحدا في إطار بلاد الرافدين. وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الثانية، ورث الإنجليز إدارة العراق، ضمن تقسيم اتفاق سايكس بيكو، وقام وينستون تشرشل بتصميم الدولة العراقية الحديثة في مؤتمر القاهرة لتصبح مزيجا من الحكم الملكي البرلماني. الإنجليز، بعد العثمانيين، وقبلهم العباسيون والأمويون، حافظوا على وحدة العراق. اعتبره لورنس العرب مركز المنطقة، وأن المستقبل في بغداد وليس في دمشق. وفرضوا على الأكراد أن يكونوا جزءا من الدولة، ورفضوا السماح لتركيا بأن تأخذ الموصل التي اعتبرها الأتراك جزءا قديما من جمهوريتهم الجديدة، ولجأ الإنجليز إلى استفتاء الموصل، فاختار أهلها البقاء عراقيين. الملوك الهاشميون حافظوا على العراق، وكذلك فعل البعثيون، حتى الأميركيون بعد الاحتلال أصروا على إبقاء كردستان ضمن الخريطة العراقية. أما نوري المالكي، المنتهية رئاسته للوزراء، فقد صنع لنفسه شهرته في التاريخ، الرجل الذي قسم العراق. فهو أول حاكم في ألف عام تتفكك بسببه البلاد، لم يفعلها من قبله الطغاة أو الأجانب. فعل المالكي ما لم يفعله الحجاج الثقفي، وهولاكو المغولي، وبيرسي كوكس الإنجليزي، والملك فيصل الهاشمي، وبريمر الأميركي! بات شبح التقسيم حقيقيا، وصار التهديد شبه حقيقة بتصغير هذه الدولة إلى دويلات، ثلاث جمهوريات أو…
آراء
الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤
انشغلت وسائل الإعلام في الأيام الماضية بإعلان «داعش» وزعيمها عن قيام «دولة الخلافة» أخيرًا تحت اسم «الدولة الإسلامية». وتعود هذه الظاهرة، أي ظاهرة الثوران الديني داخل الإسلام، إلى سبعينات القرن الماضي، حين تصاعدت تلك الانشقاقيات بصورةٍ عنيفةٍ هدفُها المباشر إسقاط «الدولة الوطنية» والحلول محلَّها. وعندما نجحت الثورة الإسلامية في إيران في إسقاط نظام الشاه هناك وإقامة نظام «ولاية الفقيه» محلَّه، حَسِبَ المراقبون أن الإسلام الشيعي وجد أخيرًا مستقرًا له في دولة، راح فقهاؤها يصنعون تجربتهم الحديثة الخاصة بهم وبه. لكنّ هذا الانطباع ما كان صحيحًا، لأن التجربة الدينية هي مثل التجربة القومية أو أنّ التجربة القومية ليست غير تقليدٍ أو استرجاعٍ للتجربة الدينية. والتشابُهُ هنا ينصبُّ على التمامية أو الاكتمال. فالدولة في النظرية القومية هي دولة الأمة، وينبغي أن تجمع الأمةَ بداخلها. وبسبب هذا الطموح المستحيل حدثت معظم الحروب في أوروبا منذ منتصف القرن التاسع عشر، وصولًا إلى صيرورتها حروبًا عالميةً في القرن العشرين. وما خمدت تلك الحروب إلاّ عندما انكسرت الفكرة القومية في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وصارت المسألة مسألة تحالفات ومعسكرات غير دينية وغير قومية. وكما لم يشارك المسلمون في النزاعات الدينية بأوروبا الوسيطة والحديثة، لم يشاركوا أيضا في القرن العشرين في النزاعات بين الأمم والقوميات، وإنما كانوا أو صاروا موضوعًا ومجالًا لها. ولذا فإنّ «الدولَ الوطنية» التي…
آراء
الجمعة ٠٤ يوليو ٢٠١٤
صديقي عبدالرحمن المطوع روى قصة عجيبة حدثت له، يقول: «اتصلت امرأة ـ بالجمعية الخيرية التي أعمل فيها ـ مستفسرةً عمّا إذا والدتها تكفل يتيماً؟ فاعتذرت عن تلبية طلبها حرصاً على سرية المعلومات، لكنها ردّتْ بأنّ والدتها توفّيَتْ منذ مدة وأنّ الإجابة عن استفسارها ضروري، وبعد التأكد من صحة كلامها بحثنا في مركز المعلومات فوجدنا أنّ للأم كفالة يتيم ـ حقّاً ـ وقد توقفت عن دفعها منذ وفاتها قبل ستة أشهر». من هنا تبدأ الحكاية، حيث أشارت المرأة إلى أنّ حلماً راودها في منامها، دفعها إلى البحث والاستقصاء، فقد رأتْ أمها معرِضةً عنها، حزينةً وبجانبها طفل يبكي، فتعوذت من الشيطان في المرة الأولى، إلا أن هذا الحلم تكرر، وبعد الرؤيا الثالثة استفسرت، فقيل لها: ابحثي في الجمعيات فربّما تكون والدتك كفلت يتيماً، وهذا ما وجدته لديكم بعد السؤال في أكثر من جمعية خيرية. يقول عبدالرحمن: بعد أن أرشدتها للذهاب إلى فرع للجمعية قريب من منزلها لتجديد الكفالة، وبمجرد مشاهدتها لصورة اليتيم انخرطت في بكاء شديد، فقد كان هو ذلك الطفل الذي رأته في المنام! قبل سنوات عندما انضممت إلى كلية الشرطة سنَّ زميلٌ لنا سنة حسنة، إذ كان يأتي باستمارات أيتام ويقوم بتوزيعها مع نزول أول راتب لكل دفعة جديدة، بهذه الطريقة تمت كفالة العشرات من الأيتام! ذكّرني ـ منذ أيام…