آراء
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
إن محاولة إضفاء بعض اتجاهات المرتبطين بالدين بشكل أو بآخر مفاهيم كهنوتية للدين الإسلامي عبر قيم الفناء وتسويقها بين جماعات تنزع للموت أكثر من ارتباطها بالأرض وعمارتها، لهو أمر في غاية العجب، وإن كان لذلك ما يمكن تبريره واقعاً، إلا أن العجب يحل بالمعنى الاستنكاري للعجز الذي يبوء به مفكرو الأمة ومستنيروها، العجز المتمثل في خلخلة هذا الاتجاه وتعريته، والأدهى والأمر وسمه بمصطلح ثقافي ومنحه صفة دلالية لا تجوز عقلاً إلا على القيم ذات الارتباط بالحياة، بمثل ما نمنح الموت وساماً تثاقفياً ونقول مثلاً «ثقافة الموت»، وهو ما تردد أخيراً عبر وسائل الإعلام وتلقفه المثقفون للتعبير حقيقة وليس مجازاً عن اتجاهات بعض المتدينين إلى نقل المجتمع من حيز الحياة بمباهجها وزينتها إلى الموت بكل سواديته وضبابيته، الموت الذي لم يستطع أحد تجلية حقيقته للناس، ليدخل في حيز الأسئلة الغامضة التي تكتنفه، ويظل معلقاً في الأذهان بلا إجابات، ليقوم بعض المغرضين بإقحامه في الطقوس والشعائر التعبدية التي لا يمكن للإنسان المتدين أن يكون متصلاً بالله وهو بعيد عنها، بهذا استطاع هؤلاء أن يقدموا بُعداً آخر لمعنى العبادة، العبادة المرتبطة بالموت مباشرة، في ثمانينات القرن الماضي وتحديداً إبان الحملة الأميركية على الاتحاد السوفياتي وتجييش كل المفاهيم والقيم من أجل تحقيق أهدافها انتشرت الكتيبات الصغيرة جداً التي قلبت وعي الناس ومفاهيمهم باتجاهات سلبية…
آراء
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
لو أن القوة بين (أولاد الحارة)، القوة الجسدية والمعنوية والمالية، كانت متفاوتة لصالح واحد أو اثنين منهم عن بقية الأولاد، فما هي الخيارات المتاحة لك لتقوية وجودك أو على الأقل لتخفيف ضعفك بين أولاد الحارة؟ في العادة لا نفكر سوى في خيارين اثنين: التحالف مع الأقوياء أو الاتحاد مع الضعفاء. ولأن الخيار الأول في الغالب يكون صعباً ومرتهناً بقبول الأقوياء فإننا نتجه للخيار الثاني الأسهل فنتقوّى بالاتحاد مع الضعفاء، وهو بلا شك خيار أفضل وأقوى وأقل ضرراً من البقاء وحيداً. لكننا نغفل كثيراً عن خيار ثالث وسطي بين خياري الالتحاق بالأقوياء أو البقاء مع الضعفاء، ويتمثل ذلك في انتخاب واحد أو اثنين من «أقوياء الضعفاء» بغرض تكوين تحالف جديد مبني على نقاط قوة مشتركة بين هذه القوى «المتوسطة» تجعلها، ليست قادرة على تحدي الأقوياء، لكنها قادرة على عدم الخضوع لهم بالكليّة كما يفعل الضعفاء. يمكننا تكبير هذه الصورة وتطبيقها على أولاد حارة هذا الكون وتمحيص تحالفاته بين الأقوياء والضعفاء. من أشهر التحالفات في هذا العصر الحديث ما يسمّى «حركة عدم الانحياز» التي قامت في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية الساخنة وبدايات الحرب الباردة (في العام ١٩٥٥) بزعم عدم الانحياز إلى إحدى القوتين المتصارعتين، السوفياتية والأميركية. لكن هذه الحركة ظلت، رغم انتفاء غرضها منذ التسعينات، تتحرك في مدارات سياسية بحتة في…
آراء
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
الزلزال السياسي الذي تشهده المنطقة بسبب ما يحدث في العراق يؤكد ما يذهب له بعض المحللين السياسيين من أن الحلقة الأهم في عقد المنطقة هي العراق، وأن ما يحدث في سورية سيكون انعكاسه الأكبر في العراق وليس لبنان كما كان يخشى البعض وركز عليه الإعلام العربي والعالمي. قد يكون سقوط الموصل (ثاني أكبر المدن العراقية) في يد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" مفاجأة لكن الوضع العراقي الملتهب على مدى السنتين الماضيتين كان يشير إلى إمكانية حدوث شيء من هذا القبيل، فمعدل التفجيرات الانتحارية ازداد ليصل إلى نفس معدلات فترة ما بين عامي 2006 و2008، كما أن مظاهرات السنة في الأنبار وغيرها من المناطق كانت تشير إلى تفاقم الاحتقان الطائفي. المؤشرات كانت تدل على أن العراق على وشك الانفجار بغض النظر عن الشكل الذي ستؤول إليه الأمور. خلال الأيام الماضية كتبت مئات التحليلات والتغطيات الإخبارية عما يحدث في العراق وجميعها يطرح المزيد من الأسئلة أكثر مما يوفر من إجابات. سقوط الموصل بهذه السرعة يثير الكثير من علامات التعجب، خاصة في ظل وجود شهادات ميدانية بأن الأوامر صدرت مبكرا للجنود للتخلي عن مواقعهم. الصحفي العراقي مشرق عباس ذكر في مقال له أن الموصل تضم فرقتين عسكريتين قوامهما 25 ألف جندي عدا الوحدات التابعة للشرطة، كما ذكر أن تقارير التصويت الخاص في…
آراء
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
هل أصبحت «داعش» لغزا عسيرا على الفهم، كما يوحي هذا الكم من المعلومات المتناقضة والمتباينة والتحليلات التي تتوسل نظريات مؤامرة في غاية التعقيد؟! هذا التعاطي الذي يقترب من حدود «الأسطرة»، بتحويل «داعش» إلى أسطورة، مقصود لذاته في حال استثنائي وصلنا إليه بعد «الربيع العربي» حيث الإرهاب والوحشة والبشاعة التي لا يقبلها عقل أو دين تتحول إلى كارت سياسي مهم تلعب كل الأطراف حتى المعادية على استغلاله بشكل جيد، وهنا لب «الأزمة»، فالاستغلال السياسي يجب ألا يحجبنا عن قراءة ظروف تعملق وتضخم هذه التنظيمات بعد فشل الربيع العربي. إذن كيف بدأت القصة؟ باختصار «داعش» هي منتج إرهابي منفصل عن «القاعدة» بعد أن كانت جزءا منها، ثم أضيفت إليها أفكار جديدة، إلى أن آل الوضع إلى هذا المزيج الذي يقترب من العصابات المنظمة منه إلى عمل جماعات العنف المسلح الدينية (بذور «داعش» تعود للخلاف الفكري بين تيار الصقور الذي كان يمثله الزرقاوي، و«القاعدة» التقليدية، وبعد مقتله ومقتل أبو حمزة المهاجر دخلت «داعش» مرحلة مشروع الدولة في العراق). تبدو «داعش» في عيون «الجميع» لغزا محيرا ينسب تارة إلى إيران وتارة إلى العراق وتارة إلى بشار وتارة إلى الولايات المتحدة، ناهيك عن الاتهام الاستعدائي الذي يعبر عن أزمة ترحيل الأزمات السياسية الإيرانية الشهيرة، والتي اقتبسها المالكي حين أطلق اتهاماته جزافا تجاه المملكة والخليج، وبشكل…
آراء
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
قد يقال عن سارة "أبو شعر"، في مقطع اليوتيوب، وهي تلقي خطاب الطلاب الخريجين من جامعة هارفرد، أنها خرجت هكذا بفضل امتياز ظروفها العائلية، والتي مكنتها من أن تكون هذه الشخصية، بمعنى أنها ابنة والدين منفتحين ومتعلمين، ونشأت في حال اعتباري خاص، وتلقت تعليماً نوعياً، لا يتلقاه الملايين في طول الوطن العربي وعرضه، وأخيراً كان لها، بفضل هذا التأسيس الأسري والتعليمي المختلف، أن تكون مؤهلةً لدخول عالم جامعة هارفرد، والذي كانت كلمتها تدور حوله، وحول أثر تلك الجامعة في نفسها، والذي وجدت فيه المثال لتعيش معنى كونها إنساناً ينظر إلى نفسه بوصفه يملك القدرة على التأثير في واقعه، بل وفي العالم كله. وقد يكون بعض ما في هذه الـ"يقال" صحيحاً نسبياً، أما ما هو واقع فلم يعد بالإمكان تجاهله ولا القفز عليه أبداً، إن سارة وجيلها العشريني، ومن سيأتي بعدهم، يحملون فكرة أخرى عن الحياة والعالم، عن كينونتهم ووجودهم، وأن هذه البلدان، العربية بالذات، في ورطة الاتكاء على خطابات التخلف الرسمية القامعة، التي لم تعد فقط مقنعةً بأية حال لهذه الأجيال، بل محطّ سخريتها ونقمتها، والارتداد عليها. كثير مما قالته سارة أبو شعر، في خطابها، وفي حوارها في جريدة الشرق الأوسط، الاثنين 16/ 6/ 2014 هو ذاته، وإن اختلفت مستويات عمقه، وطريقة صياغاته وتعبيراته واتجاهاته، بما في ذلك العنيفة والمؤدلجة،…
آراء
الأربعاء ١٨ يونيو ٢٠١٤
مبتعث خليجي للدراسة في أميركا لم يفكر في الزواج 30 سنة، إلى أن التقى في الجامعة بشبيهة «هيذر توم»، نجمة مسلسل «جريئة وجميلة». بعد البحث والتحري عرف أنها فتاة محافظة وابنة سيناتور، ولأنه «ابن ناس» أيضاً، فقد قرر دخول البيوت الأميركية من أبوابها. الخطيبة دعته إلى عشاء السبت العائلي ليتعرف إلى العم والعمة، في تلك الأمسية الجميلة تحدث صاحبنا عن أصله العربي وفصله، وعن أحلامه المهنية وإيمانه بقداسة الحياة الزوجية. وفي نهاية الأمسية قام العم بجمع الصحون من على طاولة العشاء وتوجه إلى المطبخ لغسلها، هنا انتفض صاحبنا من مكانه ولحق به قائلاً: ماذا تفعل؟! فأجابت الأم وابنتها: اليوم دوره في غسل الصحون والأطباق. حينها ضاقت الدنيا على صاحبنا وتخيل نفسه يغسل الصحون في موطنه بعد أن يقترن بخطيبته. بعدها أنهى صاحبنا علاقته بشبيهة «هيذر توم» قائلاً لها: نحن لا نصلح لبعضنا بعضاً لأننا من ثقافتين مختلفتين. قصة حقيقية من مجتمع غربي يتشارك فيه الرجل والمرأة المسؤولية تجاه البيت لتصير المشاركة عرفاً قائماً لا يعيب الرجل والمرأة، وكل العذر للطالب المبتعث الذي نشأ على أعراف مجتمعية تبالغ في تكاليف الزواج بداعي الفرح والاحتفال، وتبذر في الطعام تحت مسمى إكرام الضيف، وتعتمد على الخادمات والمزارعين والسائقين لأن شؤون البيت ليست من أختصاص الزوجين! ولأن العرف يشمل الممارسة الشائعة بين الناس بحكم…
آراء
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤
أقام العرب في إسبانيا والبرتغال 800 سنة. لم يهتموا بالأسلمة. إنما أنشأوا حضارة زاهية. وفرضوا ثقافة زاهية. وفرضوا ثقافة رائعة. لم ينته وجودهم هناك، إلا عندما تمزقت دولتهم الواحدة إلى دويلات تسقط. وتتسلم الواحدة تلو الأخرى. كان الاسم فخريا: دول الطوائف. في هذا الزمن الرديء، يطل الاسم الكريه مرة أخرى. ها هي أديان وطوائف ترسم حدودا وكيانات لدويلات طائفية. رسم اليهود إسرائيل دولة لهم. هم يطالبون الآن عباس وحماس بالاعتراف بيهودية هذه الدولة التي تحكم خمسة ملايين يهودي. وأكثر من مليون فلسطيني. وتحتل ملايين محاصرين في الضفة وغزة. تضخمت كرة الثلج. ذهب السوري يوسف الخال إلى لبنان. جمع مثقفين. وأدباء. وشعراء، في مجلة. وبشر بالكتابة باللغة المحلية المحكية. لو عاش الخال مائة سنة، لكنا بحاجة إلى قاموس وترجمان، ليتكلم اللبناني مع اليمني. والمغربي مع الخليجي. عدل الموارنة عن ثقل بيروت إلى جونية عاصمة لدويلة مسيحية. فأقام «حزب الله» عاصمة للشيعة في ضاحية بيروت الجنوبية. تسلح الحزب لاستعادة فلسطين من اليهود. ففكك الحدود بين سوريا ولبنان، ليقتل السوريين دفاعا عن دويلة العلويين. كانت انتخابات التجديد لبشار، بمثابة رسم حدود جديدة لدولة طائفية. حدود لدويلته العلوية التي انتخبته. وحدود لدولة سنية عارضته. لو كان عارفا بمسؤوليته، لذهب إلى درعا ليواسي الأطفال الصغار الذين اعتقلهم، بدلا من ذلك قصف آبارهم بالبراميل المتفجرة. انتصرت…
آراء
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤
بقدرة قادر تُنظَّم الدورات والانتدابات والأيام الثقافية وغير الثقافية في أجهزتنا الرسمية في تواريخ تتوافق مع إجازات مدارسنا، ولاسيما في فترة الإجازة الصيفية، ويلاحظ ترتيب هذه المؤتمرات والدورات في أجمل بقاع الأرض والمفروض أن تكون هذه المؤتمرات متوافقة مع أوضاع الدول التي تقام فيها تلك الفعاليات. ولكن آخر ما يفكر به من ينظِّمون هذه المناشط هو أن يتركوا أثراً لما ذهبوا من أجله، ولكن هذه هي الحال الغريبة التي لا أعرف من المسؤول عنها وقد يكون من الظلم مطالبة «نزاهة» بمراقبة مثل هذا الخلل، وقد تكون هي نفسها تسيح صيفاً، كما الإدارات الحكومية الأخرى. أما وزارة الخدمة المدنية فقد انشغلت بقضايا أهم من هذه الدورات والمؤتمرات الورقية غير الموجودة على أرض الواقع، التي يمكن تسميتها بدورات الإجازات الحكومية الترفيهية، فالموظف يرتبها بحسب إجازة الزوجة والأولاد. أما ما سيقدمه ويتعلمه في تلك المؤتمرات فهو آخر ما يفكر فيه، وهو يعرف أن إدارته لن تسأله عن مدى استفادته من تلك الدورات، بسبب أن المديرين وكبار المسؤولين هم أكثر المستفيدين من تلك الرحلات العملية، والغريب أن الدول التي ترتب فيها المؤتمرات الشكلية تكون مقسمة بحسب المراتب والدرجات التي يشغرها الموظفين، فكلما ارتفعت درجته الوظيفية كانت الدولة المستهدفة في قلب أوروبا أو على شواطئ شرق العالم أو غربه، وكلما قلت نجد مقارَّ تلك المهام…
آراء
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤
هل انهار الجيش والأمن العراقيان فعلاً أم أن مَن أمرهما بالانسحاب أراد فتح الطرق أمام «داعش»؟ وإذا كان الانهيار هو المرجَّح، فهل يحدث فجأة في عتمة الليل ومن دون إشارات مسبقة؟ أما إذا كان الانسحاب هو الأرجح، فهل نُفِّذ إعراباً عن أن مناطق في العراق لم تعد تعني جيشه وحكومته لأنها... سُنّية؟! وإذ صاح نوري المالكي ومعارضوه، كلٌ يوجّه أصبع الاتهام إلى الآخر، بأن هناك «مؤامرة»، فهل يتساوى الناكب والمنكوب؟ وكيف تقول دمشق إنها وبغداد تحاربان عدواً واحداً، يُفترض أنه «داعش»، مع أن هذا التنظيم لم يقاتل أبداً ضد النظام السوري. أما النظام العراقي فيحاربه شكلياً بيدٍ ويستخدم فعلياً بيد أخرى؟ وعلى أي نحو سيكون «الجيش الرديف» الذي يبحث عنه المالكي؟ وهل سيأتي به من عشائر أمكنه اختراقها أم من أهالي مناطق عانت طويلاً من عَنَته وتعصّبه أم أنه سيسحب جزءاً من الميليشيات الشيعية المقاتلة بإمرة الإيرانيين في سوريا؟ وأساساً لماذا فعل كل شيء، وهو «القائد العام للقوات المسلحة»، ليعدم الثقة بين الجيش والمواطنين، وهل يستقيم أصلاً أن يكون «القائد» في بلد متعدد المكوّنات منتدباً لتطبيق أجندة تخريبية لا يضاهيها سوى أجندة «داعش»؟ ليس في ما يحصل أي مصادفة، ولعل في تسمية «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، ما يشير إلى مشروعٍ «داعشي» لكنه في التفاصيل يتطابق مع مشروع إيراني. وفي…
آراء
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤
الأحداث التي مرت بها المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية -ولا تزال - تجعل التساؤلات تُطرح باستمرار ولا تتوقف خصوصا بعد سقوط أكبر الجمهوريات العربية خلال ما كان يسمى بـ «الربيع العربي» في الوقت الذي صمدت فيه الملكيات والدول غير الجمهورية في وجه التغيير الذي بات من الواضح أن الأيدي الخارجية كان لها دور مباشر أو غير مباشر فيه. جمهوريتنا العربية التي يفترض أن من يحكمونها وصلوا إلى كراسي الحكم بعد فوزهم في انتخابات ديمقراطية فوجئ الجميع بها فقد تبين للجميع أنها دول ضعيفة لدرجة الهشاشة الأمر الذي جعل أنظمة الحكم فيها تسقط خلال أيام معدودة. وفي المقابل، فإن الممالك العربية والدول غير الجمهورية التي نالها نفس ما نال دول ما يُسمى بـ «الربيع العربي» صمدت ونجحت في عبور الخريف العربي بأقل الخسائر.. والملفت أن شعوب تلك الدول كان لها الدور الأكبر في حماية دولها وعدم السماح لموجات ذلك الخريف بالوصول إليها أو التأثير عليها، واليوم وبعد مرور كل ذلك الوقت على اندلاع ما سمي بـ«الربيع العربي» أصبح المواطن العربي أكثر حذراً ومقاومة لذلك التغيير، بل أصبح جزء كبير من المواطنين ينظرون إلى أحداث المنطقة بشكل مختلف تماما. خلال الأيام والأسابيع الماضية هناك ما أثار انتباه المراقبين، وهو زيارة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية إلى تونس، فبكل المقاييس تعتبر تلك…
آراء
الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤
مع تأييدي لدعم ومساندة السعودية والإمارات والكويت لمصر بنحو ٢٠ بليون دولار في سبيل استقرارها واستعادة عافيتها، لكنني أردت أن أطرح تساؤلاً مشروعاً ومحقاً في ظل الأوضاع الراهنة.. ماذا لو قدمت دول الخليج العربية مثل تلك البلايين لدعم قيام إمارة الأحواز العربية نحو استقلالها، لتصبح شوكة في خاصرة إيران؟ هل تعلم دول الخليج ما حجم الفوائد التي ستجنيها لمستقبل أجيالها ولمصلحة أمنها واستقرارها؟ وكم سينشغل «البعبع» الإيراني بنفسه أعواماً، بعد أن يفقد منطقة استراتيجية كلها خيرات وثروات وفيرة؟ ماذا لو قدّر لدول الخليج العربية دعم المشروع الأحوازي؟ أليس ذلك سيضعف الطموح الإيراني ويشتت خططه؟ خصوصاً أن سكان الأحواز عرب أقحاح (سنة وشيعة)، ينتظرون المساعدة من أشقائهم، بعد أن عانوا الويلات والقهر والفقر والغبن، جراء الحكم الفارسي العنصري ضدهم. الأحواز إمارة عربية ثرية، تنام على أراضٍ خصبة ومياه وفيرة وأنهار عملاقة ومعادن ونفط وغاز، وعلى رغم تلك الثروات الطبيعية الضخمة، يعيش شعبها العربي تحت وطأة القمع وخط الفقر المدقع! يراوح عدد سكان الأحواز بين 9 و11 مليون نسمة، من أصل 70 مليون نسمة هم سكان إيران، وتشير الإحصاءات إلى أن احتياط النفط فيها يبلغ 183 بليون برميل، بما يقدر بأكثر من 85 في المئة من موارد إيران النفطية، كما تشير الإحصاءات إلى أن منطقة الأحواز تعد ثاني أكبر احتياط للغاز في…
آراء
الإثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤
بات واضحا لدى الجميع توجه غالبية الشباب لاسيما في الوطن العربي الى شبكات الإعلام الاجتماعي متصفحاً أو مستخدماً أو منشئاً لها، وقد نتج عن ذلك ظواهر اجتماعية باتت مؤثرة في مجتمعنا لا يمكن تصنفيها جميعاً بأنها سلبية أو حتى إيجابية، ولكن الأمر الذي نتفق عليه هو قدرة هذه الشبكات بأدواتها المتمثلة بـ«تويتر، اليوتيوب، فيس بوك» وغيرها من المواقع على جذب اهتمام اكبر فئة من الافراد لاسيما الشباب، اما الامر الاخر فهو صعوبة السيطرة وتقييد الحريات فيها وإن كان في بعض حرياتها تجاوزات قانونية وأخلاقية. الزمن وإيقاعه وتغييراته التي فرضها على المجتمعات تتطلب البحث عن وسائل يتمكن من خلالها الانسان الاستفادة القصوى من هذه الطاقات الضخمة المتوافرة والتي أهمها في وسائل الإعلام الجديد وتوجيه الطاقات الموجودة في الشباب المستخدمين لها لتطوير مجتمعاتهم وهو الامر الذي جعلنا نسعد بالإعلان عن "الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي". المبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتشجيع الاستخدام الأمثل لقنوات الإعلام الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، وتوظيفها في تطوير المجتمعات العربية بمختلف قطاعاتها. ومن خلالها سيتم تسليط الضوء على أهم مبادرات الإعلام الاجتماعي في الوطن العربي وسيتم تخصيص جائزة سنوية تكرم الإبداعات الفردية والمؤسسية في مختلف القطاعات وعبر مختلف قنوات الإعلام الاجتماعي. اليوم لا يتوقع من الحكومات قمع الشباب وتجاهل طاقاتهم الإبداعية في عالم الإعلام الجديد…