آراء

آراء

نقد أصول التطرف الطائفي

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠١٤

هناك عملية تحول ملحوظة من قبل الأطراف السنية والشيعية على حد سواء في مسألة تبعية المذهب في النظر إلى المذاهب الأخرى. التبعية التي كانت إحدى أهم القضايا التي تكرسها الخطابات الدينية بلا استثناء، ويكرسها السنة والشيعة. تتمثل عملية التكريس هذه في تبعية الكثير من الشباب لشيوخهم في الجانب السني حتى درجة الانتحار في بعض تيارات الإسلام السياسي، أو حتى تصديق كرامات الشفاء والاستشفاء من بعض الأمراض لمجرد بصقة صغيرة في أحد أجزاء الجسم، وتمثل تكريس التبعية لدى الكثير من شباب المذهب الشيعي في التماهي مع مشايخهم أو علمائهم حد قبول طقوس التطبير الجماعي أو حتى الانخراط في قتال المذاهب الأخرى. أما حالة القتال بين السنة والشيعة فهي واضحة للعيان حتى أصبحت الدماء أرخص في بعض البلاد العربية لمجرد اختلاف المذهب. الإسلام السياسي السني (النصرة والقاعدة ــ مثلا) والإسلام السياسي الشيعي (حزب الله ــ مثلا) كلها كشرت عن عنصريتها وحزبيتها وطائفيتها، والمؤسف هو دفاع عدد من الطرفين سنة وشيعة عن تلك التنظيمات لمجرد أنها تقاتل العدو الطائفي ــ حسب نظرهم. وعلى رغم العدائية الكبيرة التي اتسم بها هذان الطرفان طوال التاريخ العربي، إلا أن خروج بعض الشباب من الجانبين لنقد تلك الرؤى التبعية يعطي مساحة واسعة من الفأل الثقافي رغم كل المحبطات الطائفية في المنطقة. في الجانب الشيعي، كما في الجانب…

آراء

بصراحة.. وزير جديد لا يكفي!

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤

ليس كل عالم أو جراح أو أكاديمي متميز في تخصصه يعني أنه إداري وقيادي ناجح، والمناصب الوزارية لا تحتاج إلا إلى كفاءة إدارية وقدرة على مواجهة التحديات بالقرارات الصعبة والجريئة في بناء هيكلة تطويرية تتناسب مع محدثات العصر ومتطلبات الحضارة واحتياجات الناس، ولهذا المناصب الوزارية ورئاسة الهيئات خاصة التي تأسست مؤخرا ليست مناصب تكريمية تُعطى لمن تفوق في مجاله أو وصل إلى مرتبة وظيفية عليا تسبق عمره التقاعدي! وبصراحة، فإن الدكتور الربيعة الذي تمّ إعفاؤه من منصبه هو في أساسه جراح ماهر أجرى أصعب العمليات في فصل التوائم على المستوى الدولي، ونحن نفخر به كجراح عزز اسم السعودية عالميا في المجال الطبي، ولكن الإدارة فن وعلم آخر يختلف تماما عن فن الجراحة وعلومها، ومع الأسف المواطن الذي كان فخورا به كجراح بات غاضبا منه كوزير، نتيجة سوء الخدمات الطبية في مستشفيات الوزارة وكثرة الأخطاء وضعف المستوى الصحي وتراجع المشاريع، وآخر المساوئ تعاملها السلبي مع فيروس "كورونا"، وأستغرب تماما أنه بعد ظهور الفيروس بسنتين وانتشاره تتحرك الوزارة لاستقطاب شركة عالمية متخصصة لتصنيع لقاح! فهل يُعقل ذلك!؟ لكن إحقاقا للحق، فإن فشل أو نجاح الوزير أيضا مكفول ومربوط برباط عضوي بمستوى كفاءة وكلاء الوزارة الذين يعتبرون الأيدي التنفيذية للوزير، ولأني صريحة جدا، فمهما تمّ تغيير الوزراء وتدوير مناصبهم، فإن أحوال الوزارات تبقى…

آراء

لا حدود للمزايدة !

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤

في عالمنا العربي لا حدود للمزايدة على أي شيء ولا سقف، على ماذا تريد أن تزايد؟، على الدين مثلا؟، حسنا.. هل تظن أن هناك مجموعة إسلامية تسطيع أن تزايد على الدين وتكفر كل مخالفيها أكثر مما يفعل تنظيم القاعدة الإرهابي؟، إذا كنت تظن بأن تنظيم القاعدة يمثل السقف الأعلى في المزايدة على الدين والتكفير المجاني، فيؤسفني أن أقول بأنك شخص بريء جدا ولا تتخيل كيف تسير الأمور في العالم العربي، فها هو تنظيم (داعش) اليوم يزايد على تنظيم القاعدة ويبيح قتل من ينتمون إليه!، فتستعيد لعبة التكفير دورتها المنطقية وترتد على من أطلقها كما يحدث دائما. كم هو مدهش حقا حين تقرأ رسالة لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة يناصح الجهاديين المنخرطين في صفوف داعش؟!.. لقد حاول من خلال حديثه المباشر للمقاتلين أن يرشدهم إلى الطريق الصحيح كي لا يغرر أحد بهم!، تأملوا جيدا: من الذي يناصح؟.. أيمن الظواهري!، وأهلا وسهلا بكم في العالم العربي.. ألا لا يزايدن أحد علينا فنزايد فوق مزايدة المزايدينا!، لقد تخيلت وأنا أقرأ كلمات الظواهري بأن تنظيم القاعدة بسبب مواجهاته مع داعش وبعض التشكيلات المعادية له قد يحتاج في قادم الأيام إلى تأسيس وحدة لمكافحة الإرهاب!. المزايدة بلا حدود في كل شيء في الحياة وليس في الدين فقط، حاولوا أن تتخيلوا سقفا أعلى للمزايدة على الديمقراطية،…

آراء

نزهة في مركز أبحاث

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤

سعدت أمس بدعوة من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. كانت فرصة لنزهة في مركز أبحاث، وأنا أصر أنها كانت نزهة لأنني قضيت هناك نحو ثلاث ساعات، وبدا الأمر كما لو كان دقائقَ محدودة. كانت عيناي تجول في أقسام المكتبة والمخطوطات والترجمات.. إلخ. سمعت ورأيت ما يثلج الصدر حول الإمكانات المتاحة والجهود التي يتم تقديمها للباحثين من داخل السعودية وخارجها. مقتنيات المركز من الأوعية الثقافية تزيد بهجة الإنسان وفخره. الوعود التي تستشرف المستقبل، كانت أيضا من الأمور الجميلة. الجهد في مجال المخطوطات والحصول عليها أو على الأقل اقتناء مصورات منها من مختلف أرجاء العالم أمر رائع. سمعت حكايات رائعة حول هذا الجهد الذي يمتد لسنوات، وهو جهود دؤوب يصل إلى درجة إرسال فرق للنسخ والفهرسة من هذه المكتبة أو ذلك المتحف. ثمة جهد آخر لا يقل أهمية يتعلق بتوثيق الرسائل العلمية في مختلف أرجاء العالم. على جدران المركز كنت أتمثل من خلال اللوحات الفنية ولوحات الخطوط العربية وسواها من مقتنيات قصة هذا المركز الذي أصبح في الثلاثين من العمر. في ختام هذه الجولة كان هناك جلسة قصيرة مع الأمير فيصل بن سعود بن عبد المحسن مدير إدارة الشؤون الثقافية والأمير خالد بن سعود الفيصل مدير إدارة الشراكات والعلاقات الخارجية. هذه الوجوه الشابة تحمل رؤى وحماسا يعطي مؤشرات وآفاقا إيجابية. وأنا…

آراء

في تحجيم فكر التشدد الديني

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤

كان من التداعيات السلبية لـ«ربيع» العرب انتعاش وتصاعد موجات التشدد الديني في المجتمعات التي شهدت ثورات أو انتفاضات ذلك الربيع، وهي وإن اختلفت في حجمها وشدتها وتأثيرها ومظاهرها، تبعاً لاختلاف المجتمعات العربية من حيث درجة التحصين والمقاومة، إلا أن ما يجمع موجات التشدد الديني تلك على اختلاف أطيافها ومسمياتها، استنادها إلى فكر واحد، هو فكر الغلو والتشدد والإقصاء والكراهية للآخر. وقد تحول هذا الفكر في ظل غياب سلطة الدولة وضعف الأجهزة الأمنية، إلى سلوكيات عدوانية، وفتاوى تشدد على الناس في سلوكياتهم وتصرفاتهم، وتتوعدهم بالعذاب والتأثيم الشديد، وقد تصل إلى التفسيق والتكفير والتخوين. وقد تم توظيف منابر بيوت الله تعالى وفضائيات دينية ومواقع إلكترونية في تغذية الكراهية ضد الآخر المختلف، مذهباً أو ديناً، حتى أن الأقليات الدينية باتت في قلق وارتياع على مستقبل أبنائها، وكثير من أفرادها وعناصرها هاجروا من البلاد العربية. التشدد الديني مبناه الغلو في المعتقد وفرض الرأي وإساءة الظن والتوسع في التحريم وتضييق دائرة المباحات في تناقض بيّن مع منهج الإسلام القائم على التيسير ورفع الحرج وعدم التعسير والمعاملة بالحسنى والدعوة بالحكمة (وقولوا للناس حسناً). نصوص القرآن الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله تعالى عليهم، كلها مع التيسير والمرونة، والنهي عن الغلو سواء في المعتقد بتكفير الآخرين أو في المعاملات بالتوسع في التحريم أو…

آراء

لا تفزعونا بـ «كورونا»

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤

الخوف من المرض والموت طبيعة جبلت عليها النفس البشرية إلا أن هذا الخوف لا ينبغي أن يدفع لدرجة توقع الأصحاء في دوامة الشك والوسواس فيبدأ الواحد منهم اعتزال حياة العامة أو يعتبر نفسه مريضاً بالسمع وبالتشخيص الذاتي دون اللجوء إلى الأطباء والمختصين. في هذه الأيام يكاد الحديث عن فيروس كورونا وعدد المصابين به والخوف من الإصابة يسيطر على المجالس في الخليج ومنها مجتمعنا الإماراتي، لاسيما بعد إعلان وفاة مصابين به وانتقال العدوى إلى غيرهم. وقد كان يهمنا في ذلك التعامل على المستوى الرسمي مع المرض والذي يضع حداً للشائعات أولاً، ويجعل الأفراد على بينة، بل ويرشدهم إلى ما ينبغي أن يفعلوه احترازاً ووقاية. التعامل الرسمي في دولة الإمارات مع كورونا إلى الآن يعد مطمئناً في ضوء الشفافية والمعلومات التي تم نشرها على المستوى الصحي الاتحادي والمحلي فقد قطعت الحبل على مروجي الإشاعات وزادت مساحة الطمأنينة التي لابد من اتساعها لدينا جميعاً، إذ لا يعقل أن يكون المرض بحجم أكبر وتتكتم عليه الدولة وجهات رسمية نتوقع منها تنمية الوعي لدى الأفراد وتحذيرهم من أي وسائل قد تنقل العدوى اليهم. وزارة الصحة أعلنت أخيراً عن رصد 12 إصابة جديدة بفيروس كورونا، كما أعلنت هيئة الصحة في أبوظبي عن شفاء ثلاث حالات من الفيروس، وطالما أن الإعلانات عن المرض تتم بصورة مستمرة فإن…

آراء

حرب المئة عام بين التيار الديني واللاديني

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠١٤

ولو أسميتها: حرب الألف عام، لما جانبت الصواب كثيراً. إذ عدا عن الحروب المفتعلة التي استهلكت قوانا ومدخراتنا وعقولنا وعواطفنا طوال العقود الماضية وحتى عقدة اليوم، فإن حرباً داخلية نفتعلها نحن ولا تُفتعل لنا، هي الأشد شراسة والأكثر إيلاماً إذ تقسم المجتمع إلى شطرين متنافرين، لا يريان إمكانية للتلاقي بينهما... لا دنيا ولا آخرة! تلك هي الحروب المتعاقبة عندنا بين التيار الديني والتيار اللاديني، فالأول يريد أن يغمس الدين في غير موضعه غافلاً عن القانون النبوي: «أنتم أعلم بأمور دنياكم». والثاني يريد أن يحشر الدين في المسجد فقط، وأن يتأكد من إغلاق أبواب المساجد على المصلّين بإحكام! ينبغي تأكيد أن التصنيف الديني واللاديني هنا هو تصنيف ثقافي أكثر مما هو شرعي، إذ لا قبول في هذا النسق لإعطاء صكوك غفران لأتباع التصنيف الأول، أو توزيع صكوك نيران على أتباع الثاني. كما أن وصف الثاني باللاديني لا يعني انفكاكه من العلاقة بالدين إلا إذا ظننا بالمثل أن ذاك الديني لا يغرف من متع الدنيا. هنا تتبدى إشكالية استيراد المصطلحات! ولأننا لم نصل بعد إلى ما وصلت إليه أوروبا العصور الوسطى، وما أعقبها من حروب دينية مكشوفة، فإن حروب التيارين الديني واللاديني عندنا تتمظهر بمسميات انتقائية... ملطّفة دائماً على رغم فاشيّتها غالباً. يغيب عن ذهن كثرٍ من المشاركين، بإخلاص، في تلك الحرب،…

آراء

طموح

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤

طموح.. جميلة هي هذه الكلمة وعميقة أيضاً في أبعادها، فعلى الرغم من أنها كلمة من أربعة حروف، إلا أنها قوية في مكنونها اللغوي وتأثيرها النفسي في الوقت عينه. "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" أجل،، في كل صباح نسيرّ المركب وجهة واحدة، عمل /جامعة/مدرسة/ترفيه/اجتماع/الخ. قد نتأخر بازدحام، نتعثر بمطب، أو نتوقف لسبب ما خارج عن إرادتنا، فإذ بنا نرسو "لبرهة مصيرية" مع الزمن.. نصمت، نفكر، نتأمل ما هو الحل الممكن أن نحصده بأقل التكاليف قبل المباشرة في التطبيق؟! .. وعندها تصبح الرؤيا ضبابية، ويشوب العقل شئ من التشويش الأقرب إلى الشلل الدماغي -من غير شر- أو نوبة زهايمر مفاجئة تنسينا وجهتنا الأساسية وما نريد أن نفعل. إلا أنك وسط التعتيم العقلي اللا إرادي والمفاجئ تبصر شيئاً من الطريق. إنها ليست لافتة إعلانية مزركشة وجذابة هذه المرة، بل لافتة إرشادية يصبغها الأسود،، أحرفها صغيرة تكاد تكون غير مقروءة لبعدها،، ولكن الوهج المبتعث من الأحرف البيضاء ، كافٍ لتزويد العقل مجدداً بوقود الأمل، لتسيير التفكير من جديد ... " اللــه " فقط مع الله .. تضاء الشوارع المعتمة، فندرك وجهاتنا الضائعة. نرتب أفكارنا الهائمة ثم نعاود الإبحار من جديد في الدنيا الزائفة. نناجي الذات في بعض الأحيان، لماذا خلقنا في هذه الدنيا؟ وماذا نريد أن نصبح؟ وكيف نريد أن نكون؟ و إلى…

آراء

«الإخوان المسلمون» الصمّ البُكم

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤

لا ينسى ذوو الإلفة مع تاريخ الحركات الشيوعية وسجالاتها، ذاك الضجيجَ الذي أحدثه المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي في 1956، حين قال بإمكان الطريقين السلمي البرلماني و«اللارأسمالي» إلى الاشتراكية، ذاك أن فرضية كهذه تستبطن أن جهاز الدولة قابل لأن يكون حيادياً حيال صراع الطبقات، وهو ما يناقض جوهرياً فكرة لينين عن الدولة كأداة في يد الطبقة المالكة لوسائل الإنتاج. آنذاك كانت الصين الماوية رأس رمح الهجوم على عالم ما بعد ستالين السوفياتي وما رأت فيه من تفريط وانحراف. بعد 17 سنة تجدد النقاش إياه، ففي 1973 حين أطاح انقلاب عسكري حكومة اشتراكية منتخبة ديموقراطياً في تشيلي، وجد الماويون وباقي نقاد الموقف السوفياتي ضالتهم وثأرهم: ألم نقل لكم إن الدولة جهاز طبقي منحاز لا يذعن بهذه السهولة لما يقرره البرلمان؟! السجالان اللذان أعقبا 1956 و1973 ألّفا مكتبة ضخمة لم تقتصر أعمالها على التأويل النظري والتعقيب السياسي، فإلى ذلك عبّر السجالان عن السعي إلى فهم المحنة التي تطاول الشيوعيين وحلفاءهم وإلى استيعابها تمهيداً للرد عليها، فقبل أن يُلم بيساريي تشيلي «البرلمانيين» ما ألمَّ، كان عبد الناصر «اللارأسمالي» قد أعمل سيفه برقاب الشيوعيين المصريين والسوريين. يُستشهد بتلك التجربة للمقارنة بالمحنة التي يعيشها راهناً «الإخوان المسلمون»، والتي بدأت تتعدى مصر وبعض البلدان العربية إلى... بريطانيا! مع ذلك لا يبدو أن ثمة ميلاً،لدى…

آراء

فلتنحر الإبل إن كانت الناقل

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤

عندما تظهر بوادر وباء، من حق الناس أن تعرف ما يحدث بشفافية كاملة، فالمسألة حياة أو موت، لا تفيد فيها التطمينات، ولا التسويف، وبالتأكيد يكون التجاهل أسوأ أسلوب لأنه يثير الشائعات، وينشر الخوف، فالغضب. وفوق هذا، فإن المسؤولية الرسمية حول سلامة الناس وقائيا وعلاجيا كاملة، بل إن الحكومة مسؤولة أمام العالم، حتى لا ينتشر ولا ينتقل إلى خارج حدودها، وليست مسؤوليتها فقط مواطنيها، فالقضية بالغة الخطورة على أكثر من مستوى. «كورونا»، مرض وبائي سمعنا به فقط قبل أقل من عامين، ظننا في البداية أنه «سارس» الصيني، ثم قيل إنه نسخة أكثر خطورة ينتقل بسهولة عن طريق التنفس، حتى سمي «متلازمة التنفس». وما زاد الخوف في الآونة الأخيرة هو الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة به، التي بلغت في السعودية مائتين وأربعا وأربعين إصابة، توفي 18 منهم. كما أشعل القلق تضاربُ الأقوال حول أن الإبل هي المصدر الناقل له. وكان التعجل في نفي التهمة من بعض الجهات يوازي خطأ ترويجها، بحجة أنه لا يوجد دليل علمي، وهو لا يكفي لطمأنة الناس. هل تتحمل الجهات الصحية غدا المسؤولية إن ثبت أن الإبل هي الناقل، وما قيمة هذه المسؤولية بعد أن يكون انتشار الوباء قد زاد ومات المزيد من الناس؟ على وزارة الصحة، التي لم تنف أو تؤكد، أن تكون واضحة وصريحة لأن غضب…

آراء

… إلا القرضاوي

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤

هاجم الشيخ يوسف القرضاوي دول الخليج المتضررة من نشاطاته الظاهرة والباطنة في الدوحة، معتبراً أن إشاعات مغادرته قطر هي «من تمنّيات الفارغين والحالمين، من أعداء الإسلام» وفق ما نشرته «الشرق» القطرية السبت الماضي. من المؤكد أن إسرائيل والدول الغربية لا يعنيها وجوده، إنما «أعداء الإسلام» هنا يمكن حصرها «إضافة إلى مصر» في السعودية والإمارات والبحرين التي أدرجها ضمن الأعداء في خطبه وهاجمها مراراً، خصوصاً الإمارات التي أخرجها وحكامها من عباءة الإسلام في خطب عدة. هذه الدول لا يهمها خروج القرضاوي أو بقاؤه، وهي تدرك جيداً أن خطره نشأ من محل إقامته والدعم الذي يناله ليمارس التحريض القولي والفعلي ضد هذه الدول وتهييج كوادر جماعته داخلها لإرباك أمنها وسلمها. ومعنى الخروج هو انقطاعه، كلياً، عن هذه الأعمال سواء بقي أم غادر. لم يعتذر القرضاوي عن أقواله، على الأقل، وإنما أصرَّ على أن «ما قلته وأقوله إنما هو من باب النصيحة المخلصة، التي سيتبيّن صدقها بعد حين»، ما يعني أن موقفه السابق لم يتبدل. والأنكى أنه يؤكد أن هذه الدول ماضية إلى خطر إن لم تسمع قوله وتتبع نصيحته في تمكين جماعته من مفاصلها، حتى يظهر الإسلام «السني النقي» المتجسّد في طروحات حسن البنا. تناقلت وسائل الإعلام تصريحات القرضاوي على أنها «رسائل تصالحية» لدول الخليج لاشتمالها على عبارات محبته للسعودية والإمارات، إلا…

آراء

رهائن «أرامكو»

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠١٤

موضوع هذه المقالة هو قرار مجلس الوزراء الذي منح لشركة أرامكو حقا مطلقا في التحكم باستعمالات الأراضي في المنطقة الشرقية. إن احتجت إلى استخراج صك من المحكمة لأرض تملكها، فلابد من موافقة "أرامكو". وإن أردت تحويل أرض زراعية إلى سكنية فلا بد من موافقة "أرامكو". هذا لا يقتصر على الأراضي المحاذية لحقول البترول، بل حتى تلك التي تبعد عنها عشرة كيلومترات أو أكثر. هذه أمور يمكن تحملها لو اتبعت "أرامكو" معيارا واحدا في الموافقة والرفض. واقع الأمر أنها تتساهل إذا جاء الطلب من جهة حكومية، أو من شخص "مدعوم"، وترفض دون تردد أي طلب يقدمه الناس العاديون. خلال الأشهر الماضية تعرفت على عشرات من القضايا تتضمن أراضي مساحاتها تصل إلى 50 ألف مترمربع، كما رأيت قضايا لقطع صغيرة مساحاتها في حدود 200 مترمربع، وبعضها بيوت في أحياء قديمة كانت مسكونة قبل ظهور البترول. وكلها معطلة، لسبب بسيط هو رفض "أرامكو". سألت من ظننتهم خبراء جيولوجيا في "أرامكو" عن سر تشددها، فقيل لي إن تغيير استعمالات الأرض في القطيف مثلا يؤدي إلى تغيير اتجاهات الضغط على مكامن الزيت ويؤثر بالتالي في عمليات الإنتاج. فلنفترض أن هذا التبرير صحيح، فما ذنب الناس الذين شاءت الأقدار أن تكون أملاكهم في هذا المكان؟ ثم هل الشوارع والمباني التي تقيمها الجهات الحكومية و"المدعومون" أخف وزنا…